Jﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ -ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ) ،(١٧ﺍﻟﻌﺩﺩ ) ،(٢ﻟﺴﻨﺔ K ٢٠١٠
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ /ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل
ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺍﻻﺴﺘﻼﻡ
٢٠٠٩ / ١٢ / ١٠ ٢٠٠٩ / ٠٥ / ١٤
ﺍﻟﺨﻼﺼﺔ
ﺍﻥ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﻠﻬﺎ– ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﺢ– ﻤﻥ ﺨﻼل ﺠﻬﻭﺩ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤـﺸﺘﺭﻜﺔ
ﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻟﻥ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ
ﺫﺍﺕ ﺼﻔﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻴﺤﺘﺭﻤﻬﺎ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻭﻗﻌﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻫﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺩ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ،ﻭﺘﺭﻯ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬـﺭ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ
ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻴﺘﻡ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻨﻬﺭﹰﺍ ﺩﻭﻟﻴـﺎﹰ ،ﻭﻟﻘـﺩ
ﺍﺘﻔﻘﺕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺽ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺭﻓﺽ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻗﺘـﺴﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻭﺘﺯﻋﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺃﻥ ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻻ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﺦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟـﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ
ﻭﺘﺩﻋﻲ ﺍﻥ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻨﻬﺭﺍﻥ ﻋﺎﺒﺭﺍﻥ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ ﻭﻟﻴﺴﺎ ﻨﻬﺭﻴﻥ ﺩﻭﻟﻴﻴﻥ ،ﻭﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺘﺭﻜﻴـﺎ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺴﻼﺡ ﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﻠﻁ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻁﻤﻭﺤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺩﻭﻥ
ﺍﻻﻜﺘﺭﺍﺙ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ.
”“Abstract
It is clear that water crisis can't be solved without internatonal and
regional efforts aswellas mutual interests. this cant be done without
lawful agrements respested by the parties.
٥٧
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
Negotiating and matual interasts are means to reach these
agreements concerning this scare source. Syria should look to the process
of dist riabuting waters of Euphrates on the existing projects in Turkey,
Syria and Iraq. Euphrates is an international river and both Syria and Iraq
have agreed upon the refusal of Turkey to Share Waters.
Turkey Says that the projects of Turkish dams donot affect Syria
and Iraq upon both Tigris and Euphrates. Turkey uses Euphrates as a
weapon against syria because Turkey mixes the case of water with the
kurdish problem and at continues to exploit water in accordan with its
political and economic interests paying no attention to the interests of
both syria and Iraq.
ﻤﻘﺩﻤﺔ:
ﺘﻌﺩ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻜﺜﺭﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﺜﺎﺭﺓ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ
ﺍﻻﻭﺴﻁ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﺘﺘﻔﻕ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻻﻭﺴﻁ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﻘﺹ ﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ،
ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺫﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻁﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﺴﻭﺍﻫﺎ ﻭﺘﻌﻁﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻭﻟﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ
ﻭﺍﻻﻤﻨﻲ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺘﺘﻭﻗﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺤﺭﻭﺏ ﻤﺴﻠﺤﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ.
ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ،ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﻋﺩﺓ
ﺒﺴﺒﺏ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﺍﻟﺜﻼﺙ )ﺘﺭﻜﻴﺎ – ﺴﻭﺭﻴﺎ – ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﻤﻭﺍﺭﺩﻫﻡ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﺒﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺘﺤﻜﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ،ﺒﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻨﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﻯ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺼﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ .ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺸﻌل ﻓﺘﻴل ﺍﻻﺯﻤﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻅل ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺯﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺨﻁﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﹰﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﻘﺭﹰﺍ ﻭﺴﻠﻴﻤﺎ ﻴﺘﺠﻨﺏ ﺍﻁﺭﺍﻓﻪ
ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻤﻼ ﻓﻲ ﺍﻁﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻥ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺴﺒﻴﻼ ﻓﻲ ﺇﺸﻌﺎﻟﻬﺎ.
ﻴﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﻓﺭﻀﻴﺔ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﺯﻤﺎﺕ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﺤﺩﺘﻬﺎ
ﻻﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺘﺤﺴﻡ ﺍﻻﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺍﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺨﻴﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺤل ﺍﻷﺯﻤﺔ.
ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ:
ﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺜﻼﺜﺔ ﻨﻘﺎﻁ ﺭﺌﻴﺴﺔ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻻﻭل ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻤﺴﺎﻟﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ –ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ .ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭﻱ
٥٨
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ –ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ )ﺘﻭﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل(.
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ:
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﺍﻥ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻴﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﻴﺒﻠﻎ ﻁﻭﻟـﻪ ٢٣٠٠ﻜﻴﻠـﻭ
ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻤﻨﻬﺎ ٤٢٠ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭ ٦٨٠ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭ ١٢٠٠ﻜﻴﻠـﻭ ﻤﺘـﺭﹰﺍ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ) .(١ﻭﻟﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻜـل ﻤـﻥ
ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺸﺎﺭﻴﻊ ﻻﺴـﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﻴـﺎﻩ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺭﻱ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ) .(٢ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﻏﻴـﺎﺏ
ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺤﺼﺹ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ،ﻟﻡ ﺘﺼل ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻨﺸﻭﺏ ﺨﻼﻑ ﺤﻭل ﺍﻟﺤﺼﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ).(٣
ﻭﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﻗﺎﻤﺔ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻤﻨﺎﺒﻊ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺩﺠﻠﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻗﻠل ﻤﻥ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﻜـل
ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴـﺔ
ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻭﻋﺩﺕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺠﺭﺍﺀ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﻭﻫﺩﺩﺕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﺒﺎﻗﺎﻤﺔ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻨﻬـﺭ
ﺍﻟﻌﺎﺼﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﻴﻤﺭ ﻋﺒﺭ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻭﻴـﺭﻭﻱ ﺍﻵﻥ
ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﺒﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ﺩﺍﺨل ﺘﺭﻜﻴﺎ) .(٤ﻭ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ،١٩٧٤ﻋﻨـﺩﻤﺎ ﺘـﻡ
ﺍﻨﺸﺎﺀ ﻜل ﻤﻥ "ﺴﺩ ﻜﻴﺒﺎﻥ" ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ "ﻭﺴﺩ ﻁﺒﻘﺔ" ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﻘﺩ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻭﺯﻴﻊ ﺤﺼﺹ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻓﻔﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﻋﺎﻡ ١٩٧٤ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴـﻭﺭﻴﺎ
ﺒﺘﺸﻐﻴل "ﺴﺩﻱ ﻜﻴﺒﺎﻥ ﻭﻁﺒﻘﺔ" ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺘﻡ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻟﻰ
ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﺘﺨﻔﻴﺽ ﻨﺴﺒﺔ ﺘﺩﻓﻕ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ،ﺍﻟـﻰ ﻨـﺯﺍﻉ ﻓـﻲ ﻋـﺎﻡ
ﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﻘـﺎﺌﻡ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻤﻴﻥ
.١٩٧٥ﻭﻴﺘﺼﻭﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻨﻪ ﻨﺎﺘﺞ ﺃﺼ ﹰ
ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ) .(٥ﻭﻴﻬﺩﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺸﺄﻥ ﺤﺼﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﻩ
ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺒﺘﺤﻭل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ )ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻨﺯﺍﻉ ﻗﺎﺒل ﻟﻼﻨﻔﺠﺎﺭ( ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻨﻭﺏ
ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻜﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻭﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻨﺸﺎﺀ ﻋﺩﺓ ﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺍﻨـﺸﻲﺀ
ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺴﺩ )ﻜﻴﺒﺎﻥ( ﻋﺎﻡ ١٩٧٤ﻭﺴﺩ )ﻗﺭﻗﺎﻴﺎ( ﻓﻲ ﺘﻤﻭﺯ ١٩٨٧ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺍﻻﻨﺘﻬـﺎﺀ ﻤـﻥ
ﺘﺸﻴﻴﺩ ﺍﻜﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ )ﺴﺩ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ( ﻋﺎﻡ ١٩٩٢ﻭﺴﺒﻌﺔ ﺴﺩﻭﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓ – ١٩٨٩
.(٦)١٩٩٩ﻭﻴﻭﻀﺢ ﻤﻠﺤﻕ ) (١ﺍﻫﻡ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ .ﻓﻔﻲ ﺘﻤﻭﺯ ﻋـﺎﻡ ١٩٨٧
٥٩
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
ﻜﺸﻑ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ "ﺘﻭﺭﻏﻭﺕ ﺍﻭﺯﺍل" ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻋﻘﺏ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﻗﺎﻡ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟـﻰ
ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭﻻﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﻤﻊ ﺍﻥ ﺍﻭﺯﺍل ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻴﺔ
ﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺩل ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻌﺩﻻﺕ ﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﻌـﺩﻤﺎ
ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ "ﻟﺴﺩ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ" ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠـﺩﻴﻥ
ﺩﺭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻋﻠﻨـﺕ ﺍﻟـﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻋـﻥ
ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻟﻤﺨﻁﻁ ﺘﺨﺭﻴﺒﻲ ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﻰ ﺘﻔﺠﻴﺭ "ﺴﺩ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ" ﻓﺸﻨﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﺤﻤﻠـﺔ
ﺸﻌﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﻴﺎﻫﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺩ) .(٧ﻭﺍﺤﺴﺏ ﺍﻥ ﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺴﻭﻑ ﻴﺘﺤﻭل ﺍﻟﻰ ﺼﺭﺍﻉ ﻤﺴﻠﺢ ﻤـﻊ
ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ،ﺍﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ– ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻫﻭ ﺃﺤـﺩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤـل
ﺍﻟﻤﺴﺭﻋﺔ ﻟﻨﺸﻭﺏ ﺼﺭﺍﻉ ﻤﺴﻠﺢ ﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒﻊ ﻟﻪ).(٨
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺩﺠﻠﺔ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴـﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ :
. ١ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل "ﻏﺎﺏ" ):(GAP
ﻴﻌﺩ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﻨﺎﻀﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﻤﺸﺭﻭﻉ "ﻏﺎﺏ" ) (GAPﺃﻜﺒﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ
ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻫـﻭ
ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﻭﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ،ﺍﺫ ﻴﺘﻀﻤﻥ ) (١٣ﺴﺩﹰﺍ ﻭﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻟﻠﺭﻱ ﻭﻤﺤﻁـﺎﺕ ﺘﻭﻟﻴـﺩ
ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ) (٢١ﺴﺩﹰﺍ – ﻤﻨﻬﺎ ) (١٧ﺴﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭ) (٤ﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠـﻰ
ﻼ ﻋﻥ ﻤـﺸﺎﺭﻴﻊ ﻓـﻲ
ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ– ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ) (١٧ﻤﺤﻁﺔ ﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﻭﺭﻭﺍﻓﺩﻫﻤﺎ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ) .(٩ﻭﻴﻜﻠـﻑ ٢٠ﻤﻠﻴـﺎﺭ
ﻼ ﻗﺒل ﻋﺎﻡ ،٢٠٠٠ﻭﺘﻡ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ
ﺩﻭﻻﺭ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻜﺎﻤ ﹰ
ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻪ ،ﻭﺴﺘﺤﻘﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﻋﺩﺓ– ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻼﺯﻤـﺔ ﻟـﺭﻱ ﻤﺎﻴﻌـﺎﺩل %٢٠ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺘـﻭﻓﻴﺭ ) ٥ﻭ (١ﻤﻠﻴـﻭﻥ
ﻓﺭﺼﺔ ﻋﻤل ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ،ﻭﺘﺤﻭﻴل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﺴﻠﺔ ﻏﺫﺍﺀ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ).(١٠
ﻭﻴﻐﻁﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺴﺕ ﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻭﻻﻴﺎﺕ )ﻏـﺎﺯﻱ ﻋﻨﺘـﺎﺏ– ﺁﺩﻱ
ﻴﺎﻤﺎﻥ– ﺍﻭﺭﻓﺔ– ﺩﻴﺎﺭ ﺒﻜﺭ– ﻤﺎﺭﺩﻴﻥ– ﺴﻌﺭﺕ( ﻭﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ٧٤ﺃﻟـﻑ
ﻜﻡ . (١١)٢ﻭﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻁﺭﺩ ﺴﻜﺎﻨﻲ ﻻﻨﺨﻔـﺎﺽ ﻤـﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺒﻬﺎ ،ﺍﺫ ﻴﺘﺭﻜﺯ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ،ﻭﻓﻲ ١٣ﻜـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ ١٩٩٠ﺍﻋﻠﻨـﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﻥ
ﺍﻀﻁﺭﺍﺭﻫﺎ ﻻﺴﺘﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭ ﻜﺎﻤل ﻟﻺﺴﺭﺍﻉ ﺒﻤلﺀ ﺒﺤﻴﺭﺓ
ﺴﺩ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻬﺩﻴﺩﹰﺍ ﺤﻘﻴﻘﻴﹰﺎ "ﻟﻸﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ" ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨـﺼﻭﺹ ،ﻷﻥ ﺃﻱ
٦٠
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻴﺅﺩﻱ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺒﺎﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻋﺎﻤـﺔ
ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﺼﻴل ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺍﻟﻰ ﻋﻁﺵ "ﺤﻠﺏ" ﺜـﺎﻨﻲ ﺃﻜﺒـﺭ ﺍﻟﻤـﺩﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ .ﻭﺍﻀﻁﺭﺕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﻠﻴﺹ ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﺩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺒﺸﻤﺎل ﺴـﻭﺭﻴﺎ
ﻭﺘﻭﻗﻔﺕ ﺴﺒﻌﺔ ﺘﻭﺭﺒﻴﻨﺎﺕ ﻻﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﺘﻨـﺘﺞ ﻨﺤـﻭ ٨٠٠ﻤﻴﺠـﺎﻭﺍﺕ ﻭﺘﻐﻁـﻲ %٦٠ﻤـﻥ
ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻻﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺎﻟﻔﺭﺍﺕ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺤﺔ
ﻟﻠﻤﺤﺎﺼﻴل ﺍﻟﺸﺘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻟﻠﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﻟﻲ
).(١٢)(١٩٩٠ – ١٩٨٩
ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻥ ﺘﻘﻨﻊ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺒﺄﻥ ﻤﺸﺎﺭﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬـﺭ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻟﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﺭﺘﻴﻬﺎ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻓﻘﺩ ﻨﻘﻠﺕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ١٨ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
١٩٩٠ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺘﻭﺭﻜﻭﺕ ﺍﻭﺯﺍل ﻗﻭﻟﻪ" :ﺍﻥ ﺘﺭﻭﻴﺞ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺎﺕ ﺤﻭل ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺠﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻤﺭ ﻭﻫﻡ ﻜﺎﺫﺏ .ﺍﻥ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺴﺩ ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﺒـﺎﻟﺠﻼﺩ
ﺍﻟﺭﺍﺒﺽ ﻓﻭﻕ ﺭﻗﺎﺏ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ" ،ﻭﺍﺭﺴﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻓﺩﺍ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﺍﻟﻰ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﺸﺭﺡ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺭﺃﺱ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﻨﺠﺎﺘﻲ ﺍﻭﺘﻜﺎﻥ ﻤـﺩﻴﺭ ﻋـﺎﻡ ﺍﻟـﺸﺅﻭﻥ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺼﺤﻔﻴﺔ ﺨﻼل ﺠﻭﻟﺘـﻪ ﻫـﺫﻩ ،ﻨﻔـﻰ
ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺯﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻼﺩﻩ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻬﺎ
ﺍﻫﺩﺍﻑ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻀﺩ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ،ﺒل ﻫﻲ ﺍﺠﺭﺍﺀﺍﺕ "ﻓﻨﻴﺔ" ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺩﻭﻥ
ﺘﺭﻙ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﺴﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﺩﻓﻘﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ) .(١٣ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ
ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺴﺩﻭﺩ ﻭﻗﻨﻭﺍﺕ ﻭﺨﺯﺍﻨﺎﺕ ﻭﻤﺤﻁﺎﺕ ﻜﻬﺭﻭﻤﺎﺌﻴﺔ ﻟﺘﻁـﻭﻴﺭ ﺠﻨـﻭﺏ ﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻨﺎﻀـﻭل،
ﻭﺴﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ )ﺍﻟﻐﺎﺏ( ﺇﻟﻰ ﺨﻔﺽ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﺇﻟﻰ ٢٣
ﻤﻠﻴﺎﺭ ﻡ ،٣ﻭﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ٢١ﺇﻟﻰ ١٥ﻤﻠﻴﺎﺭ ﻡ ٣ﻓﻘﻁ ﻋﻨﺩ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﺍﻟـﺴﻭﺭﻴﺔ،
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺤﺼل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ %٤٠٠ﻤﻥ ﺤﺼﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻟﻼﺘﻔﺎﻗﺎﺕ
ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺸﺭﻴﻜﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻓﺸﻠﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻤل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻋﻤﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻠﻭﻴﺢ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺴﻼﺡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻀﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻀﻐﻁﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜـﻲ
ﺘﻘﻑ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٨٨ﺼﺭﺡ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻗﺎﺌ ﹰ
ﻼ:
"ﺍﻨﻨﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺨﻭﺽ ﺤﺭﺏ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻬﺎ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﺤﺭﺏ ﻤﻊ
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل" ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٨٩ﻭﻗﺒﻴل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻗﻁﻊ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻋﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻗﺎل ﻤﺤـﺫﺭﹰﺍ "ﺒﻴـﺩﻨﺎ
ﺴﻼﺤﺎﻥ ﻟﺭﺩﻉ ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ").(١٤
ﻭﺭﻏﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﺠﻨﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ ﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻓﻘﺩ ﻀـﺭﺒﺕ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻋـﺭﺽ
ﺍﻟﺤﺎﺌﻁ ﺒﻘﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﺨﺫﺘﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﻌﺩل ﺍﻟﺩﻓﻕ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻋﻨﺩ ٥٠٠
ﻡ/٣ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﺎﻡ ،٩٨٧ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻋﺭﺽ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻐـﺎﺏ ﺤﺎﺠـﺎﺕ
٦١
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺘﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺭﻱ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺘﺘﺠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ
ﺒﻔﻌل ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻭﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﻤﻊ ﺍﺘﺠـﺎﻩ ﺍﻻﻤـﻭﺭ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺩ ،ﺩﻋﺕ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ ١٩٩٦ﻭﻓﻘـﹰﺎ
ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ،ﺍﻻ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺘﻌﺘﻘـﺩ ﺍﻥ
ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﻻﻴﺨﻀﻌﺎﻥ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻭﺍﻨﻬﻤﺎ ﻴﺸﻜﻼﻥ ﺜﺭﻭﺓ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺘﺨﺹ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺤﺩﻫﺎ).(١٥
ﻭﺘﺴﻌﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺇﻟﻰ ﺤل ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﺘﻔـﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺱ
ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻟﻤﻴـﺎﻩ
ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ،ﺘﺼﺎﻍ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻠﺒﺭﻭﺘﻭﻜـﻭل ﺍﻟـﺴﻭﺭﻱ– ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ )(١٩٨٧
ﻭﻟﻼﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ) ،(١٩٩٠ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﺠﻠﺱ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻘـﺭﺍﺭﻩ
) (١٩٩٦/٣/٢١ﺜﻡ ﺒﻘﺭﺍﺭﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺤﻴﻥ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ
ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺘﻀﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻓﻘﺎ ﻻﺤﻜﺎﻡ ﻭﻗﻭﺍﻋـﺩ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻁﻴﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ).(١٦
ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻔﻘﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻋﻲ ﻻﻗﺎﻤﺔ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻐﺎﺏ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﺸﺭﻭﻋﹰﺎ ﺴﻴﺎﺴﻴﹰﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺸﺊ ﺍﺨﺭ ﻓﻠﻘﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﻴﻘﺎل )ﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺘﻨﺘﺞ ﻨﻔﻁﺎ ﻗﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺘﻤـﺎﺭﺱ ﻨﻔـﻭﺫﺍ
ﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﻭﻓﻴﺭﺓ – ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ) .(١٧ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺩﻴﻤﻴﺭﻴل ﻋﻥ ﻗﻠﻕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻻﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻠﺤﻕ ﺒﻬﻤﺎ ﺒـﺴﺒﺏ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ،ﻓﻘﺎل ﻓﻲ " :١٩٩٧/١٢/١٢ﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻏﺎﺏ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﺍﻷﻤﺜل ﻟﻠﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺠﻨﻭﺒﻲ ﺸﺭﻕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴـﻴﻐﻁﻲ
ﺨﻼل ﻋﺸﺭ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺘﻜﺎﻟﻴﻔﻪ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺒـ) ٢٠ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ( ،ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻴﺜﻴـﺭ
ﺍﺴﺘﻴﺎﺀ ﻭﻗﻠﻕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ" ﻭﻜﺎﻥ ﺩﻴﻤﻴﺭﻴل ﻗﺩ ﺸﺩﺩ ﻓﻲ ١٩٩٧/٩/١٥ﻋﻠﻰ "ﻋﺩﻡ
ﻗﺒﻭل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﺼﺭﺍﺭ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺎﺴﻡ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺩﺠﻠـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺜـﻼﺙ ﺤـﺼﺹ
ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ") .(١٨ﻭﺘﻤﺴﻜﻬﺎ ﺒﺨﻁﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻗﺘﺭﺤﺘﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻏﺎﻴﺘﻬﺎ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠـﺭﻱ ﻭﺘﺤﺩﻴـﺩ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒـﺎﺕ ﻟﻬـﺎ
ﻭﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎﺕ ﺍﻻﺨﺭﻯ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ،ﻭﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺘﺠﻨﺏ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻥ ﺘﺅﺩﻱ ﻤـﺸﺭﻭﻋﺎﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻀﺭﺍﺭ ﺒﻬﺫﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺘﺫﻫﺏ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻤﻴﺎﻩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ،ﻭﻗﺎل ﺍﻨﻪ
ﻓﻲ ﻏﻀﻭﻥ ) ٢٥-٢٠ﺴﻨﺔ( ﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﻜﻭﻯ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
).(١٩
٦٢
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﻭﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻗﻠﻕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻓﻲ ﺘﺨﻭﻓﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻫﻭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ – ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻐﺎﺏ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻗﺤـﺎﻡ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﻻﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ
ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺒﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺩﺠﻠﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﻭﻴل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻭﻉ
ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠـﺩﻴﻥ ،ﻓﻔـﻲ ﺨﺘـﺎﻡ
ﺯﻴﺎﺭﺘﻪ ﻷﻨﻘﺭﺓ ﺤﻴﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﺃﻋﻠـﻥ
ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ " ١٩٩٨/٣/٢٥ﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻌﺎﻭﻨﺎﻥ ﻓﻲ
ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻨﻭﺒﻲ ﺸﺭﻕ ﺍﻻﻨﺎﻀﻭل ،ﻭﺍﻥ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﺴﺘﻀﻊ ﺨﺒﺭﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻓﻲ
ﺨﺩﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﺫ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻥ") .(٢٠ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺭﻜـﻲ
ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻫﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺴﻼﺡ ﺍﻟﻬﻴﺩﻭﺒﻭﻟﻴﺘﻴﻜﺎ ﺃﻱ ﺴﻼﺡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻬﺩﺩ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﺫ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﺘﺠﺎﻩ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﺘـﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟـﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ –
ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﺤﻠﻴﻑ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ
ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺭﺤﻤﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻫﻴﺩﺭﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ،ﻭﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻋﻠـﻰ ﻭﻗـﻑ ﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺘﻬـﺎ ﺒﻠـﻭﺍﺀ
ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻨﺔ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻴﻘﺎﻑ ﻤﺎﺘﺩﻋﻴﻪ ﺘﺭﻜﻴﺎ "ﺒﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴـﺘﺎﻨﻲ ﺍﻭ
ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ – ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺒﻠﺒﻨﺎﻥ").(٢١
ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻏﺎﺏ ،ﻋﻥ ﻏـﺭﺽ ﺒـﻼﺩﻩ ﻓـﻲ
ﻤﻘﺎﻴﻀﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺎﻟﻨﻔﻁ ﺤﻴﻥ ﻗﺎل" :ﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺒﺘﺭﻭﻟﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻫﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ
ﻜﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻭﺍﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻀﺦ ﻨﻔﻁﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﺒل ،ﻓﺎﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺴﺘﺭﺴل ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺩﻭﺩ ،ﻭﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺴﺘﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺒﻭﺭﺼﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﺒﻴﻊ ﻤﻴﺎﻩ "ﻏﺎﺏ" ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌـﺭﺏ
ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻻﻭﺴﻁ ﻻﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻻﻋﻁﺎﺀ ﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﺒل ،ﻭﻟـﺫﻟﻙ ﺴـﺘﻌﻤل ﻋﻠـﻰ
ﺘﺴﻭﻴﻘﻬﺎ .ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻐﺎﺏ ﻤﻥ ﻁﺭﺡ ﺴﻨﺩﺍﺕ ﺒﻭﺭﺼﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺍﻕ ﺍﻟﺒﻭﺭﺼـﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ) .(٢٢ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﺴﻭﺭﻴﺎ ﺠﺭﺍﺀ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ،ﻴﺘﻭﻗﻊ
ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺴﺘﺘﺤﻭل ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﹰﺎ ﺃﻟﻰ ﺒﻠﺩ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻋﺠﺯﹰﺍ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﺴﻭﻑ ﺘﻀﻁﺭ
ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻴﺭﺍﺩ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﻤﺎل ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻏﺎﺏ ﻤﻊ ﻤﻁﻠـﻊ ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﺤـﺎﺩﻱ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻻﻁﻌﺎﻡ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺯﺍﻴﺩﻭﻥ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ )٨ﺭ (%٣ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ
ﺍﻻﺴﺘﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻁﺎﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﻏﺎﺏ" ﺴﻭﻑ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺒﻨﺴﺒﺔ %٨٠ﻭﺒﻨـﺴﺒﺔ
%٢٠ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ ).(٢٣
. ٢ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ:
ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺭﻏﻡ ﻤﺎﻴﺤﻴﻁﻪ ﻤﻥ ﺸﻜﻭﻙ ﻭﻤﺤـﺎﺫﻴﺭ،
ﻭﺭﻏﻡ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺩﺅﻭﺒﺔ ﻀﻡ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻴﻪ ﺒﻁﺭﻕ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻅل ﺭﻓـﺽ ﻋﺭﺒـﻲ
٦٣
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
)(٢٤
ﺍﺫ ﺍﻥ ﻤـﺸﺭﻭﻉ ﻗﺎﻁﻊ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻴﺸﻜل ﺨﻁﻭﺓ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ.
ﺍﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻥ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﻡ ١٩٨٨ﺍﺴﺱ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺘﺤﻭﻴل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻌﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﻴﺭﺘﻜﺯ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺠﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ،ﻭﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻠﻤـﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺒﺎﺸﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺒﻨﺎﺀ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺴﺩﻭﺩ ﻋﻠـﻰ ﺩﺠﻠـﺔ
ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ،ﻭﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ١٩٨٢ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﺠﺭ ﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟـﻰ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﺩﺭﺴﺘﻪ ﻟﺠﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻻﺴﻼﻤﻲ ﺍﺠﺘﻤﻌـﺕ ﻓـﻲ ﺠـﺩﺓ،
ﻭﺍﺭﺘﺄﻯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺩ ﺨﻁ ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﻁﻭﻟﻪ ٣٧٥٠ﻜﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ )ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻅﻬﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﻭﻤﻜـﺔ ﻭﺠـﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺍﻟﻤﻨـﻭﺭﺓ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻗﺩﺭﺕ ﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻨﺫﺍﻙ ﺒـ ٥٦٠ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ).(٢٥
ﻭﻴﻌﺩ ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ –
ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ،ﻭﺴﻴﺴﺎﻫﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ – ﻜﻤﺎ ﺘﺯﻋﻡ ﺘﺭﻜﻴﺎ – ﻓﻲ ﺍﺯﺍﻟﺔ ﻜﺜﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﺒﺤﺴﺏ ﻭﺠﻬـﺔ ﻨﻅﺭﻫـﺎ،
ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺴﺩ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ،ﻭﺘﺄﻤﻴﻥ ﺩﺨـل ﻤـﺎﻟﻲ
ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻤﺸﺎﺭﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ "ﻏﺎﺏ" ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ،ﻜﻤﺎ ﺘﺭﺍﻩ ﺃﻨﻘـﺭﺓ،
ﺴﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻤﺎﻡ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺘﺭﻜﻲ– ﻋﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﻭﻴﺅﻤﻥ
ﻓﺭﺹ ﻋﻤل ﻭﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺩﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺭﻭﻉ).(٢٦
ﻭﻟﻘﺩ ﻋﻘﺩﺕ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺎﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻁﺎﺒﻌـﺎ ﻋﻠﻤﻴـﺎ ،ﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻁﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻻﺴﺘﻐﻼل ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ
ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻭﺘﺭﺴﺦ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ .ﻭﻟﻌـل ﻤـﻥ ﺍﺒـﺭﺯ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ :ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻅﻤﻪ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ ) (C S I Sﺒﺠﺎﻤﻌـﺔ
ﺠﻭﺭﺝ ﺘﺎﻭﻥ ﺍﻻﻤﻴﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ٢٤ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋـﺎﻡ ١٩٨٦ﻭﺤـﻀﺭﻩ ﻤﻤﺜﻠـﻭﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﺍﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻤـﻥ ﻭﺯﺍﺭﺘـﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻭﻗﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ "ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ" ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺭﺽ
)ﺠﻡ ﺩﻭﻨﺎ( ﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ )ﺘﻭﺭﻜﻭﺕ ﺍﻭﺯﺍل( ﻟﻠﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺘﻔﺎﺼﻴل
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻭﺯﺍل ﻭﺴﻤﺎﻩ ﺒﺎﺴﻡ )ﺨﻁ ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴـﺔ
ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺨﻼل ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﻔﻠﺕ ﺒﺎﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓـﻲ
ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﻭﺴﺒل ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠـﺔ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ).(٢٧
ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺩ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺨﺘﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻭﺼﻔﻪ ﺒﺄﻨﻪ
"ﻴﻤﺜل ﺍﺤﺩﻯ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﻤﺸﺭﻭﻋﹰﺎ ﺠﺎﺩﹰﺍ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﹰﺎ ﻴﻌﺒـﺭ
٦٤
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﻼ ﻟﻪ ﺤﺘـﻰ ﺍﻵﻥ") .(٢٨ﻭﻟﻘـﺩ
ﻋﻥ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺤﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻭﺨﻼﻗﺎ ﻟﻡ ﺘﺸﻬﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺜﻴ ﹰ
ﺍﻗﺘﺭﺡ ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ ﺍﺴﻡ "ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﺩ ﻴﻭﻁﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﺠﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌـﺭﺏ
ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻓﺎﺩﺓ ﻤﻨﻪ ﻟﺤل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ﺤﻭل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﺕ ﺍﻟﻰ
ﺘﻌﻜﻴﺭ ﺼﻔﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﻭﻴﻌﺩ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻠﻴﺎﺭ
ﺩﻭﻻﺭ ﻤﻥ ﺍﻜﺒﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﻴﺔ ﻗﺎﻁﺒﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺩ ﺨﻁﻴﻥ ﺍﻭ ﻤﺴﺎﺭﻴﻥ:
ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺘﺩ ﺠﻨﻭﺒﹰﺎ ﻋﺒﺭ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﺼل ﺍﻟﻰ ﺍﻟـﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻐﺭﺒﻴـﺔ (١
ﻟﻠﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ.
ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻁﻊ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻴﻨﻘل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ (٢
ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﻭﻗﻁﺭ ﻭﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.
ﻓﺎﻥ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻭﻴﺞ ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﺃﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ" ،ﻨﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﻘـﺎﺩﻫﻡ ﺍﻥ ﻤﺜـل ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻻﺒﺩ ﺍﻥ ﻴﻭﻓﺭ ﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ).(٢٩
ﻭﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻀﺦ ﺴﺘﺔ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻡ ٣ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻴﻭﻤﻴﹰﺎ ﻋﺒﺭ ﺨﻁﻲ ﺍﻨﺎﺒﻴـﺏ
ﺍﻟﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺩﻭل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﺍﻟﺴﺕ ،ﺍﺫ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ
ﺍﻥ ﻟﺩﻯ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﻓﺎﺌﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ) (١٦ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻡ ٣ﻤﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭﻱ )ﺴﻴﺤﺎﻥ( ﻭ )ﺠﻴﺤﺘﻥ( ﻭﻫﻤـﺎ
ﻨﻬﺭﺍﻥ ﻴﺼﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﺩﻨﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ) .(٢ ٠ﻭﻴﻭﻀﺢ ﻤﻠﺤﻕ ﺭﻗﻡ )(٢
ﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻋﺩﺕ ﺸﺭﻜﺔ "ﺒﺭﺍﻭﻥ ﺍﻨﺩﺭﻭﺙ" ) (Brown and Rothﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠـﺩﻭﻯ
ﺍﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻅﻬﺭﺕ ﺍﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ) .(٣١ﻭﺘﻘﻭل ﻤـﺼﺎﺩﺭ ﺸـﺭﻜﺔ
)ﺒﺭﺍﻭﻥ ﺍﻨﺩﺭﻭﺙ( ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻓﺎﻥ ﺨﻁ ﺍﻻﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻻﻭل ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻁﻭﻟـﻪ )(٧٢٠٠
ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭ ﺴﻴﻨﻘل )٥ﺭ (٣ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻡ ٣ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻻﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻌﻭﺩﻴﺔ،
ﻭﺴﻴﻤﺘﺩ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ) (٣٩٠٠ﻜﻡ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺴﻴﺤﻤل )٥ﺭ (٢ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻡ ٣ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻴﻭﻤﻴﹰﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﻗﻁﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺴﻠﻁﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ).(٣٢
ﻕ ﺘﺭﺤﻴﺒﺎ ﻟﺩﻯ ﺼﺎﻨﻌﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
ﺍﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻡ ﻴﻼ ِ
ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ. (١
ﺍﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﺭﻀﺔ ﻟﻀﻐﻭﻁ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓـﻲ (٢
ﺍﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﺨﻁ.
ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺘﻌﺭﺽ ﺨﻁﻲ ﺍﻷﻨﺎﺒﻴﺏ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻟﻠﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﻨـﺏ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل، (٣
ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ ﻴﻌﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺤﺽ ﻭﻫﻡ ،ﻭﻫﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺠﻬل ﺒﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻊ
)(٣٣
ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻤﺎﻴﻌﺎﻨﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺼﺒﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ.
٦٥
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
ﻭﺭﻏﻡ ﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺴﻭﻴﻕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻨﺎﺒﻴﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻥ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺅﻗﺘًﹰﺎ
ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺩ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﻤﺭﺓ ﺍﺨﺭﻯ ﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻼ ﻟﺘﻤﻭﻴﻥ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ،ﻭﻴﻘﻀﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻨﻘل
ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ،ﻓﻘﺩﻤﺕ ﻤﺸﺭﻭﻋﹰﺎ ﻤﺴﺘﻘ ﹰ
ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ "ﻤﺎﻨﺎﻓﻌﺎﺕ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﺨﻠﻴﺞ "ﺍﻨﻁﺎﻟﻴﺎ" ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤـﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴـﻁ ،ﺒﻭﺴـﺎﻁﺔ
ﻨﺎﻗﻼﺕ ﻭﺼﻬﺎﺭﻴﺞ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ "ﺘﺎﺤﺎل" ﺒﺎﻋﺩﺍﺩ ﻜـل
ﺸﺊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﻼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻭﻉ ﺤـﺴﺏ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﺩﺓ ،ﻭﺘﻡ ﺘﺸﻜﻴل ﻟﺠﻨﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺍﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻤـﻭﺯ
١٩٩٩ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ،ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﺫ ﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﺍﺤـﺩﻯ ﺍﻟﻌﻘﺒـﺎﺕ
ﻼ).(٣٤
ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﺴﺘﻘﺒ ﹰ
ﺍﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ –ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻤﺭﻴﻜﻲ – ﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﺴﻴﺤﻘﻕ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻜﺎﺴـﺏ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭﺴﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﺎﻭﻨﻪ ﻤـﻊ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ،ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻌﻀﻭ ﻓﻲ ﺤﻠﻑ ﺸﻤﺎل ﺍﻻﻁﻠﺴﻲ ﻤﻥ ﻓﺭﺽ ﺍﻤﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﺠﺒﺎﺭﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺫﺒﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻥ
ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻴﻪ ،ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﻭﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻊ).(٣٥
ﺇﻻ ﺍﻥ ﻀﻌﻑ ﺤﻤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻠﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻌل ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ ﻴﺘﺨﻠـﻭﻥ
ﻋﻨﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ "ﻏﺎﺏ" ﻟﺘﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﻁﻠـﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻴﻭﺍﻜﺏ ﺫﻟﻙ ﺴﻌﻲ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﺸﺭﻋﺎﺕ ﺍﺨﺭﻯ
ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﺨﺼﻭﺼﹰﺎ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل).(٣٦
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ– ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ )ﺘﻭﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل(:
ﻟﻡ ﻴﺒﺭﺯ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ ١٩٧٤ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻋﺎﻤﻼ ﻴﻬﺩﺩ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ﺒـﻴﻥ
ﺩﻭل ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻓﺘﻨﺎﻗﺹ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﺘﺘﻬﺩﺩ ﻤﻌﻬـﺎ ﻤـﺼﺎﻟﺢ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ،ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻐﻴﺭ ،ﻓﺄﺯﻤﺔ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺤﺩﺓ ﻤﻊ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﻭﻗﺩ ﺘﺒﻠﻎ ﺩﺭﺠﺔ ﺘﻁﻐﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻭ ﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﺎﻷﺯﻤـﺔ ﺴـﺘﺘﻔﺎﻗﻡ
ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺹ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻜﻠﻤﺎ ﻗﺭﺏ ﻤﻭﻋﺩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﻬﺭ ،ﻭﺴﻴﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺘـﺼﺎﻋﺩ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ
ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ) .(٣٧ﻭﺒﺭﺯﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺒﻌﺩﻫﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨـﺎﺕ
ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻻﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺯﺍﻴﺩ ﻓﻴﻪ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺘﺭﺘﻔﻊ ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻟـﺼﺭﺍﻉ ﺤـﻭل
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻭﺸﻴﻜﹰﺎ ﻭﻤﺭﻭﻋﹰﺎ) .(٣٨ﻭﺴﺘﻘﺘﺭﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺎﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﻓﻲ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺫﻟﻙ
٦٦
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺔ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﻨﻬـﺭ
ﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤـﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻭﺒـﺴﺒﺏ
ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻤﺴﺒﺒﺔ ﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻻﻜﺜﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺒﻴﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺼﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ،ﻓﻬـﺫﻩ ﺍﻻﻤـﻭﺭ
ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺴﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﺭﺩ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫـﻲ ﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ
ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﺴﺘﺸﻜل ﻋﺎﻤل ﺼﺭﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﺒﻊ ﺴـﻨﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ،ﺇﺫ ﻴﻘﻭل ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭﻀﻌﻪ "ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ" ﻓـﻲ
ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ،ﺒﻌﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ١٥ﺸﻬﺭﹰﺍ ﻟﻭﻀﻊ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻻﻭﺴﻁ ﺒﻌﻤﻭﻤﻪ )ﺒﻤﺎ
ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ( ﻭﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺸﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺭﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻴﻘﻭل
"ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ – ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻨﻔﻁ – ﺒﺤﻠﻭل ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠٠٠ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭﺓ …
ﻓﺎﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﺩﺩﺓ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ
)(٣٩
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺠﻴﺸﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻟﻪ ﻤﺜﻴل ﻤﻥ ﻗﺒل…".
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺘﺼﺎﻋﺩ ﻭﺍﺘﺴﺎﻉ ،ﻨﻁﺎﻕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺤـﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤـﺎل ﺍﻟﻜﺭﺩﺴـﺘﺎﻨﻲ
)ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ( " "P K Kﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﺭﻓﺽ ﻤـﻨﺢ
ﺍﻜﺭﺍﺩﻫﺎ ﻗﺩﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺠﺭﺍﺀ ﺍﺘﺼﺎﻻﺕ ﺠﺎﺩﺓ ﻤﻌﻪ ﻗـﺩ
ﺘﺘﻤﺨﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻰ ﺤل ﻤﺎ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺯﺍﻋﻡ ﺘﺭﻜﻴـﺎ
ﺒﺸﺄﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺯﺏ ،ﻭﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺘﻔـﺎﻗﻡ ﺤـﺩﺓ ﺍﻟﻤـﺸﻜﻠﺔ
ﻼ ،ﻭﺴﻴﻭﺍﻜﺒﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺠﺢ ،ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺘﻜﺜﻴﻑ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺘﻬﺎ ﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﻤﺴﺘﻘﺒ ﹰ
ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ – ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ – ﺒﻤﺴﺎﺌل ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻭﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ
ﺍﻴﻀﺎ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺤﺩﻭﺙ "ﺘﻭﺘﺭﺍﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ" ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل).(٤٠
ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﻭﻥ ،ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﺘﺴﻌﻰ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﻋﻤﻬـﺎ ﻟﻠﻤـﺴﻠﺤﻴﻥ ﺍﻻﻜـﺭﺍﺩ
ﺍﻻﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺔ ﻟﻠﻤـﺴﺎﻭﻤﺔ ﻓـﻲ
ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺍﻥ ﺘﻠﺠﺄ ﺘﺭﻜﻴـﺎ ﺍﻟـﻰ
ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺘﻬﺩﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ).(٤١
ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ:
ﺘﻌﺩ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻐﺫﻯ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻤﺎﺌﻴـﺔ ﻤـﺸﺘﺭﻜﺔ
ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻤﺯﻤﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻼﻨﺩﻻﻉ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻘـﻭﺩ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺤﺭﻭﺏ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋـﺔ ﻭﻫﻜـﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﻤﺎﺘﺯﺍل ﻤﺼﺩﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ:
ﻟﻘﺩ ﺍﺼﺒﺢ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﺍﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺘﺼﺭﻑ ﺒﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻤﺎﺘﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ (١
ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻤﺭ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
٦٧
ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ.
ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻻﻨﺘﻔـﺎﻉ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ.
ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻁﻤﻭﺤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ (٢
ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻜﺘﺭﺍﺙ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻥ ﺘﻀﻔﻲ ﺍﻟـﺸﺭﻋﻴﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻤﻭﻗﻔﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻭﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﺴﻭﻑ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﻨﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺯﺍﻴﺩ ﻋـﺩﺩ ﺍﻟـﺴﻜﺎﻥ ﻭﺘﺯﺍﻴـﺩ (٣
ﺍﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺢ ﺍﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. (٤
ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
ﻤﺤﻤﺩ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺠﻴﻠﻲ ،ﻤﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺁﻓﺎﻕ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻌـﺩﺩ ،١٠-٩ )(١
ﺍﻴﻠﻭل – ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭل ،١٩٩٩ ،ﺹ .٤٩
ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺩﺍﺅﻭﺩ ،ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ، )(٢
ﻤﺠﻠﺔ ﺁﻓﺎﻕ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ،١٠-٩ﺍﻴﻠﻭل – ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭل ،ﺹ.٤٤
ﺼﺒﺎ ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ :ﺨﻼﻑ ﻭﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ، )(٣
ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ١٩٨٨ﺹ.٦
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺭﺸﺩﻱ ﺍﻟﻬﻭﺍﺭﻱ ،ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ،ﺍﻟﻌـﺩﺩ )(٤
،١٤٨ﻤﺼﺭ ،ﺃﻴﻠﻭل ،١٩٩٨ﺹ .٢٦
ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٧ )(٥
ﺨﻠﻴل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﻴﺔ) ،ﺒﻐـﺩﺍﺩ، )(٦
،(١٩٩٠ﺹ .١٧٤
ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ٨ )(٧
ﺤﺴﻥ ﺒﻜﺭ ﺍﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻹﻤـﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ )(٨
ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ،٤١ﺍﻟﺴﻨﺔ ،١٩٩٤ﺹ .٤٣
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺸﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ )(٩
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻁ) ،١ﺒﻴﺭﻭﺕ ،(٢٠٠٠،ﺹ .١٦٢
) (١٠ﺴﺤﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻲ " ،ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻷﺤﻭﺍﺽ ﺍﻻﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ :ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ" ،ﻤﺭﻜﺯ
ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﺴﻴﻭﻁ ،ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ "ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘـﺭﻥ ﺍﻟﺤـﺎﺩﻱ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ" ٢٦– ٢٤ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،١٩٩٨ﺹ .٣٦
) (١١ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ١٦٢؛ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻲ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٣٧
) (١٢ﺨﺎﻟﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ ﺍﻷﺼﻭﺭ ،ﺤﻘﻭﻕ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ )ﺩﻭﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﺼﺏ( ﻤﻊ ﺘﺭﻜﻴﺎ )ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ( ﻓـﻲ
ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻟﻤﻴﺎﻩ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﺴﻴﻭﻁ ،ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟـﺴﻨﻭﻱ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ "ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ" ٢٦ – ٢٤ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،١٩٩٨ﺹ .٦
) (١٣ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٧٨
٦٨
ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ
) (١٤ﺍﻷﺼﻭﺭ ،ﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٧
) (١٥ﺍﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٤٤
) (١٦ﻫﻴﺜﻡ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ" ،ﻗﻀﻴﺔ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺴـﻭﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ" ،ﻤﺭﻜـﺯ ﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﺴﻴﻭﻁ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ "ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤـﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌـﺸﺭﻴﻥ"– ٢٤ ،
– ٢٦ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،١٩٩٨ﺹ .٤
) (١٧ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺩﻴﻭﻱ ﺍﻟﺸﻤﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻌﻁﻴﺵ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ -ﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ،ﻁ) ،١ﺒﻐﺩﺍﺩ،(٢٠٠١ ،
ﺹ .٤٩
) (١٨ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٥
) (١٩ﺤﻨﺎﻥ ﻓﺎﻀل ﺍﺴﻤﺎﻋﻴل) ،ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺤﻴﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘـﺴﻌﻴﻨﺎﺕ( ،ﺭﺴـﺎﻟﺔ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﺤﺎﻟﻴﺎ) ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،(٢٠٠٠ ،ﺹ .١٢١
) (٢٠ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٥
) (٢١ﺍﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٤٥
) (٢٢ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٥
) (٢٣ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٨٣
) (٢٤ﺍﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٤٦
) (٢٥ﻋﻠﻲ ﺠﻤﺎﻟﻭ ،ﺜﺭﺜﺭﺓ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ )ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟـﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ( ،ﻁ) ،١ﻟﻨـﺩﻥ،(١٩٩٦ ،
ﺹ.١١١
) (٢٦ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٨٩
) (٢٧ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺨﻠﻴل ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ ﻟﺩﻭل ﺤﻭﻀﻲ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﺁﻓﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ،
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل ،ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﺹ .١٩٠
) (٢٨ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٩٠
) (٢٩ﺠﻤﺎﻟﻭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١١٢
) (٣٠ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٦٥
) (٣١ﻓﻴﻠﻴﺏ ﺭﻭﺒﻨﺱ ،ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ :ﻤﻴﺨﺎﺌﻴل ﻨﺠﻡ ﺨﻭﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻗﺭﻁﺒﺔ ﻟﻠﻨـﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺜﻴـﻕ
ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ) ،ﻗﺒﺭﺹ ،(١٩٩٣ ،ﺹ .١١٦
) (٣٢ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٦٥
) (٣٣ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٠٧
) (٣٤ﺍﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ … ،ﺹ .٤٨
) (٣٥ﺍﺤﻤﺩ ﻭﺍﺨﺭﻭﻥ ،ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ … ،ﺹ ١٩؛
Robertolson, water, The pkk and The peacess, mailt: niversitymicro
Films International 300 North zeeb Road, Box 91, Ann Arbour, mi 48106, 15 march
1996, p. 19.
) (٣٦ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٢١٧
) (٣٧ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ ٩؛ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻲ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ .٣٥
) (٣٨ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٠٥
) (٣٩ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٩
) (٤٠ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .٢٩٦
) (٤١ﺍﻟﻘﺴﻭﺱ ،ﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .١٢
٦٩
