الطب والصيدلة بالأندلس القواعد والتيارات
Uploaded by
Clinical Neurosciences Laboratoiry FMPFالطب والصيدلة بالأندلس القواعد والتيارات
Uploaded by
Clinical Neurosciences Laboratoiry FMPFHespéris-Tamuda LIV (1) (2019): 193-228 193
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus:
al-qawāʿid wa at-tayārāt
ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺤﲈﺩﺓ
ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳉﻬﻮﻱ ﳌﻬﻦ ﺍﻟﱰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﻜﻨﺎﺱ
ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺗﻴﺎﺭﺍ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ،ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﺑﲔ ”ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ“
ﻭ”ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ “،ﳑﺎ ﺃﺩ ﺇﱃ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻤﻲ
ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺃﻭ ﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﳊﺴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﱪ ﳍﺎ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﲈﺀ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹸﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ،ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،ﺣﺘﻰ ﺇﳖﻢ ﺷﺒﻬﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﮏ ﺑـﺎﻟﺼﻴﻨﻴﲔ
ﰲ ˮﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻬﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﻳﺔ؛ ﻓﻬﻢ ﺃﺻﱪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﲆ ﻣﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﰲ
ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻷﻋﲈﻝ ﻭﻣﻘﺎﺳﺎﺓ ﺍﻟﻨ ﹶﹼﺼﺐ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ 1‟.ﻭﻫﻮ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﹼ
ﻳﻨﻢ ﻋﲈ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﴫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ
ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺎﳌﴩﻕ ﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﻋﲆ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ ﻛﲈ ﳚﺴﺪ ﺫﻟﮏ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻻﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ )ﺕ427 .ﻫـ1037/ﻡ(؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ،ﳑﺎ ﻳﻔﴪ ﲤﻴﺰﻩ
ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ.
ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ
ﺍﺳﺘﻤﺪ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺎﻥ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﲈ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﲈ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﲈ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﱰک ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﺦ ﻋﱪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﺑﻪ؛ 2ﻓﻤﻮﺿﻮﻋﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﺤﺴﻮﺱ ﺑﺜﺒﺎﺗﻪ ﻭﺗﻐﲑﻩ؛ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ
.1ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ،ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻟﻄﻔﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ،Iﺍﻟﻘﺴﻢ 282 ،1375/1955 ،I؛ ﻣﻮﻓﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ﺍﳋﺰﺭﺟﻲ ،ﻋﻴﻮﻥ
ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﰲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻧﺰﺍﺭ ﺭﺿﺎ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ(.7 ،
.2ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﻄﻮﺍﻥ ﺭﻗﻢ،353 :
.118
)Journal Indexed in Emerging Sources Citation Index (Web of Science
Covered in Clarivate Analytics products and services, ISSN: 0018-1005
194 Said Benhammada
ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ،ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﲆ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻭﺻﻮﺭﻩ ﻭﻋﻠﻠﻪ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ﻭﺧﻮﺍﺻﻪ ،ﻣﻦ
3
ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ.
ﻭﻳﺪﺭک ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﳊﻔﻴﺪ )ﺕ595 .ﻫـ1198/ﻡ( ﻟﻠﻄﺐ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﺗﻠﮏ
ﺍﻟﺴﲈﺕ ،ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﻫﻮ ˮﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺻﺎﺩﻗﺔ ،ﹸﻳﻠﺘﻤﺲ ﲠﺎ ﺣﻔﻆ ﺻﺤﺔ ﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﳌﺮﺽ ،ﻭﺫﻟﮏ ﺑﺄﻗﴡ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻟﻴﺲ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﱪﺉ ﻭﻻ ﺑﺪ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﲈ ﳚﺐ ﺑﺎﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ،ﺛﻢ ﹸﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺼﻮﻝ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ،ﻛﺎﳊﺎﻝ ﰲ
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻼﺣﺔ ﻭ ﹶﻗ ﹾﻮﺩ ﺍﳉﻴﻮﺵ 4‟.ﻭﺑﺬﻟﮏ ﺗﺘﺠﲆ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﹺ
ﺍﻟﻄﺐ ﺻﻨﺎﻋ ﹰﺔ. ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻭﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﲤﻴﺰ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﺮﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ )ﺕ.
557ﻫـ1162/ﻡ( ،ﻣﻨﺘﻘﺪﺍ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ )ﺕ .ﻣﺎ ﺑﲔ 200ﻭ218ﻡ( ﻭﻣﻦ ﻗﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ،
ﺑﻘﻮﻟﻪˮ :ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﳚﻬﻞ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ :ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﲈ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﺈﳖﻢ ﻃﻤﺤﺖ ﳘﻤﻬﻢ ﻭﻋﻈﻤﺖ
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﳾﺀ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﲈ ﻫﻮ ﺃﻋﲆ ﻭﺃﴍﻑ ﻣﻦ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺒﴩ ﻓﻮﻗﻌﻮﺍ ﻓﻴﲈ ﱂ
ﺗﻜﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻧﲈ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻘﴫ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﳍﻤﻪ ﺍﷲ ﺇﻳﺎﻩ .ﻭﺇﻥ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻫﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ 5‟.ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﱰﺍﺟﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﰲ ﻋﴫﻩ ،ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﺳﺘﻌﲈﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻬﻼﺕˮ :ﻭﻗﺪ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ
ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺬﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ
6
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‟.
ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﻟﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻣﻘﻮﻣﺎﲥﺎ ﺗﻠﮏ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﲈﺀ ﺇﱃ ﺷﺒﻜﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻓﻖ ﻧﺴﻘﻴﺔ ﻣﻴﺰﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﻗﺘﺌﺬ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﺬ ﰲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﺬﻟﮏ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﺴﻘﻲ
ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺍﺷﱰﻛﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ،ﳑﺎ ﺟﻌﻞ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻳﺮﺗﻜﺰﺍﻥ ﻋﲆ ﺃﺻﻮﻝ ﺑﺮﻫﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻔﻼﺣﲔ
.3ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ﺭﻗﻢ.4 ،522 :
.4ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﳊﻔﻴﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﳏﻔﻮﻅ )ﺑﲑﻭﺕ :ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،(1999 ،
.127
Danielle Jacquart, ‟The influence of Arabic medicine in the medieval West,ˮ in Encyclopedia of the History of
Arabic Science (London/New York: Edited by Rochdi Rashed with the collaboration of Régis Morelon, Routledge,
1996) , v. III, 792, 973.
.5ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ،ﻧﴩﻩ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﻄﺎﰊ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺆﻟﻔﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.149 ،(1990 ،
.6ﻧﻔﺴﻪ.153-152 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 195
ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ،ﺍﻛﺘﻨﺰﺕ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻤﲔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ،ﳎﺘﻤﻌﺎ ﻭﺩﻭﻟﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ.
ﻓﻤﺜﻠﲈ ﹸﺑ ﱢﺠﻠﺖ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻋﺘﱪﺕ ˮﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﻴﺶ ...ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ 7‟.ﻭˮﻗﻮﺍﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ 8‟،ﻓﻘﺪ ﹸﺃ ﹾﻋ ﹺ ﹶﲇ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ؛ ﻓﻐﺪﺍ ˮﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﴍﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻣﻨﺼﺐ
9
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻋﲆ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ‟.
ﻭﺭﺙ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ 10ﻭﲢﻮﻟﺖ ﺇﱃ ﺟﴪ
ﻳﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻌﻨﺎﴏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ )ﺍﻟﱰﺍﺏ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﺎﻟﺰﺑﻞ/ﺍﻟﺴﲈﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ( ﰲ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﺍﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺠﺴﻢ )ﺍﳌﹺ ﱠﺮﺗﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ( ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ،ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﻃﺒﺎﺋﻊ
11
ﻭﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﻣﺘﺸﺎﲠﺔ.
ﻭﳑﺎ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ
ﻟﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ،ﺃﻥ ˮﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻧﲈ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ؛ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻻ ﻗﻮﺍﻡ ﳍﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﱰﺍﺏ ﻭﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﲠﲈ ﺩﻭﻥ
ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﺬﺭﺍ ﻭﻭﺿﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﻣﺎﺀ ﻭﺗﺮﺍﺏ ﻭﻣﻨﻌﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﱂ ﻳﻨﺒﺖ؛
ﻓﺈﻥ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻭﺳﻘﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻧﺒﺖ ﻭﻧﲈ ﻭﺃﺛﻤﺮ .ﻭﻛﺬﻟﮏ
]ﺍﻟﺒﺪﻥ[ ﹼﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﻘﺎﺀ ﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﺬﺍﺀ ،ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻏﺬﺍﺀﻩ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓـ]ﺍﻟﺒﺪﻥ[
12
ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ‟.
.7ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﳊﺴﺒﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻟﻴﭭﻲ ﺑﺮﻭﭬﻨﺴﺎﻝ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﴘ ﻟﻶﺛﺎﺭ
ﺍﻟﴩﻗﻴﺔ.5 ،(1955 ،
.8ﺃﺑﻮ ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ ﳛﻴﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﮔﺎﺭﺳﻴﺎ ﺳﺎﻧﺸﻴﺰ ﻭﺇﺳﺘﻔﺎﻥ ﻓﺮﻧﺎﻧﺪﻳﺰ
ﻣﻴﺨﻮ )ﻣﺪﺭﻳﺪ5 ،1/I ،(1988 :؛ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻨﺎﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ:
ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳋﺎﻧﺠﻲ.137/I ،(1973 ،
.9ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.2 ،
.10ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﳊﻔﻴﺪ ،ﻓﺼﻞ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﴩﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ،ﺗﻘﺪﻳﻢ ﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ
)ﺑﲑﻭﺕ :ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ95 ،93 ،88 ،85 ،(1999 ،؛ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻴﻞ،
ﺩﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ( .546 ،450 ،ﻭﺳﻨﻌﺮﺽ ﻓﻴﲈ ﺑﻌﺪ ﺑﺘﻮﺳﻊ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻼﻁ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﻤﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ.
.11ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ،88 ،ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ:
Emilie Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ in Encyclopedia of the History of Arabic Science, (London/New York: Edited
by Rochdi Rashed with the collaboration of Régis Morelon, Routledge, 1996), v. III 912.
.12ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.88 ،
196 Said Benhammada
ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﺮﺳﺨﻪ ﻛﺬﻟﮏ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺮﺽ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺗﻮﺍﺯﻥ
ﺍﻷﺧﻼﻁ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ﻭﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﻟـ“ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ 13،ﻓﺈﻥ ﻋﻠﲈﺀ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻳﺘﻤ ﱠﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻴﻨﻪ
14
ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﻢ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﱰﺑﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ.
ﻛﲈ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻳﺆﻛﺪﺍﻥ ﺫﻟﮏ
ﺍﻟﺮﺑﻂ ،ﻭﳚﻌﻼﻥ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺿﻌﻔﻬﲈ ﻣﺘﻮﻗﻔﺎﻥ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ
ﻣﺪ ﻭﺟﺰﺭ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﺍﻹﺑﻴﺴﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻜﻠﻴﻬﲈ ،ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﺇﺫ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺸﱰﻛﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﻠﲔ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﲔ
ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻼﺣﲔ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ
ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﲆ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺍﳊﻨﺎﻁ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ
15
)ﺕ437 .ﻫـ1045/ﻡ( ،ﻛﺎﻥ ˮﺣﺎﺫﻗﺎ ﺑﺎﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ...ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﻭﺍﺋﻠﻴﺔ‟.
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﺷﻜﻠﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﺇﺣﺪ ”ﺍﳌﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﻤﻬﺪﺍﺕ“ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻠﺠﺰﺋﻴﺎﺕ
ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ،ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ”ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻼﻁ“ ﺍﳌﻜﻤﻠﺔ ﳍﺎ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﴏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻫﻲ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻟﻸﺟﺴﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﺍﳌﺸﻜ ﹼﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ.
ﻭﺍﳋﻠﻂ ﺟﺴﻢ ﺭﻃﺐ ﺳﻴﺎﻝ ،ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ :ﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﺍﳌﺮﺗﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﻥ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻬﺎ 16.ﻛﲈ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺰﺍﺝ
ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ،ﻭﳛﺪﺙ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﴏ ﻭﲤﺎﺯﺟﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺗﺴﻌﺔ
17
ﺃﻗﺴﺎﻡ؛ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﺑﺴﻴﻄﺔ )ﺣﺎﺭ ،ﺑﺎﺭﺩ ،ﺭﻃﺐ ،ﻳﺎﺑﺲ( ،ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ ،ﻭﺗﺎﺳﻊ ﻣﻌﺘﺪﻝ.
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻟﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ،ﲤﺘﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﲢﻘﻖ ﻋﻠﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
.13ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻼﺋﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺎﻥ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺧﺰﺍﻧﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﲔ ﺑﻔﺎﺱ ﺭﻗﻢ.2 ،1564 :
.14ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺑﺼﺎﻝ ،ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ:
.16 ،6519
.15ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﺑﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﻨﱰﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ ﰲ ﳏﺎﺳﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ،
.438/I ،(1997
.16ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﺴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ.44 ،77 :
.17ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.55-54 ،49-48 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 197
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﲆ ﺍﳊﺲ ﺍﳌﺸﱰک ﻭﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ،ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻋﺪﻳﺪﺓ؛ ﻓﻔﻲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﺤﻮﺍ ﺑﺒﺬﺭ ﺍﳌﻠﺢ ﻋﲆ ﺟﺴﻢ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﻴﺼﻠﺐ ﺟﻠﺪﻩ
ﻭﳛﺘﻤﻞ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺍﳌﺤﻴﻂ ﺑﻪ ،ﻓﺮﺩ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ﻗﺎﺋﻼˮ :ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﺭ ﺍﳌﻠﺢ ﻳﻠﺬﻋﻪ ﻭﻳﴬ ﺑﻪ ﻭﺭﺑﲈ
ﺃﺳﻬﺮﻩ ... ،ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﳉﺒﻦ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﻓﻬﻮ ﺇﺫﻥ ﻻ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻷﱂ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻬﺮ ... ،ﻭﳚﻔﻔﻪ ﺍﻟﺴﻬﺮ
ﻭﻳﺬﺑﻠﻪ ،ﻓﺄﺭ ﺃﻥ ﺍﳌﻠﺢ ﳉﺴﻤﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺍﻓﻖ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﱄ ﺃﻥ ﺳﻮ ﺍﳌﻠﺢ ﰲ ﺫﻟﮏ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺢ ﻣﺜﻞ
ﹸﺩﻫﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺒﻠﻮﻁ ﻓﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻠﻴﺐ ﺍﳊﺎﺟﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺫﻟﮏ ﻻ ﻳﻠﺬﻉ ﻭﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﻭﻻ ﹸﻳﺴﻬﺮ‟.
ﻣﺜﻠﲈ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻣﺎ ﺩﺃﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎ ﹼﻣﺔ ﰲ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻘﻮﻟﻪˮ :ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻴﻄﻌﻤﻮﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﴪ
18
ﻫﻀﻤﻪ ﻋﲆ ﻣﻌﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺪ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ‟.
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻖ
ﺍﳊﻔﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﳍﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﲔ ،ﻭﳚﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ
19
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺭﺻﺪ ﺍﳌﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ﻭﲢﻘﻴﺒﻪ.
ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﻳﻤﻜﻦ ﺇﲨﺎﻝ ﺃﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﰲ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪﺍ
ﺇﻟﻴﻬﲈ ،ﺗﻨﻈﲑﺍ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ،ﻭﺍﳌﻨﺪﺭﺟﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﴩﻭﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ .ﻟﺬﻟﮏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ.
.18ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ.161 ،
.19ﻧﺸﲑ ﻫﻨﺎ ﻣﺜﻼ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﺍﻩ ﻟﻮﺳﻴﺎﻥ ﻟﻮﻛﻠﲑ ) (Lucien Leclercﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﺐ
ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺠﻞ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻫﺘﲈﻣﻬﺎ ﲠﺬﺍ ﺍﳌﺠﺎﻝ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻷﺑﺤﺎﺙ
ﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﲔ ﻋﲆ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺭﺻﺪ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﺬﻟﮏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﻻ ﻭﺿﻊ ﲢﻘﻴﺐ ﻟﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻄﻮﺭﺍﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﺇﻥ ﻻ ﺣﻈﻨﺎ
ﺃﻥ ﳏﺎﻭﻟﺘﻪ ﱂ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺧﻠﻄﻪ ﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺼﻠﻮﻥ؛ ﺇﺫ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻫﻮ ﺃﺥ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻭﻧﺴﺐ ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ
ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ .ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﳌﺨﻄﻮﻃﺔ ﰲ ﺍﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﺴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ12.250 :ﺯ ،ﻣﺎ
ﻳﲇˮ :ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺃﳞﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﳊﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﻨﻊ ﻟﮏ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﳐﺘﴫﺍ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻳﻐﻨﻴﮏ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﺐ؛ ﻓﺄﻗﻮﻝ :ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ
ﹸﻭ ﺿﻊ ﻟﻐﺎﻳﺘﲔ ،ﺣﻔﻆ ﺻﺤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﺰﻭﺍﻝ ﺃﻣﺮﺍﺿﻪ؛ ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ-ﺃﺩﺍﻣﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﮏ-ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﻨﻴﮏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﲈ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﻟﮏ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ-ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ-ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ-ﻋﺎﻓﺎک ﺍﷲ ﺑﻤﻌﺎﳉﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ-ﻻ ﻏﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻜﺜﺮﲥﺎ ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﲤﻴﻴﺰﻫﺎ ‟.ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻟﻪ ﻧﺴﺨﺔ ﺃﺧﺮ ﰲ ﺍﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﺴﻨﻴﺔ ﲢﺖ ﺭﻗﻢ ،734 :ﰲ ﲬﺲ ﻣﻘﺎﻻﺕ،
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ”ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ “،ﻭ”ﺣﻔﻆ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ “،ﻭ”ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻋﲆ ﺍﻹﻃﻼﻕ “،ﻭ”ﺗﺪﺑﲑ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ“،
ﻭ”ﴐﻭﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﻗﻮﺍﻫﺎ“.
Lucien Leclerc, Histoire de la médecine arabe, (Mohammedia: Imprimerie de Fédala, 1980), t. 1, 3-5; t. 2, 288-
89.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻛﻠﲑ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻣﻦ ﻓﻘﺮ ﺍﻹﺳﺘﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ؛ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺠﻞ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻷﻧﺠﻠﻮﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﺭﺍﺟﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺍﻷﻋﲈﻝ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻫﻨﺎک:
Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ 903-62. Jacquart, ‟The influence,ˮ 963-84.
198 Said Benhammada
ﺗﻄ ﹼﻠﻊ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﲔ
ﳌﺤﺎﴏﺓ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ 20،ﳊﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﹺﺔ ﺍﻟﺘﻲ ˮﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ...ﺍﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺤﻖ ،ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﮏ ﺁﺭﺍﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ 21‟.ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻲ
ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ،ﻋﱪ ﺍﳌﴩﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺤﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﺪ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ،ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺿﺤﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻌﻘﲇ ﻭﺍﳋﱪﺓ ﳘﺎ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ؛ ﻓﺄﺻﺒﺢ
ﺍﻟﻄﺐ ˮﺻﻨﺎﻋﺔ ،ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ... ،ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺩﻭﻥ
22
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﻞ ﲠﲈ ﻣﻌﺎ‟.
ﻓﺎﻋﻠﺔ“، ﻭﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﮏ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ؛ ﻓﻬﻮ ”ﺻﻨﺎﻋﺔ
ˮﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ،ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﲏ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ
ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﮏ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﲠﺎ ﲢﺼﻞ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﰲ ﺗﻠﮏ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ 23‟.ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺇﺑﺴﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﳌﺤﻘﻘﺔ ﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ،
24
ﺑﲈ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻪ.
ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻻﻋﺘﲈﺩ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﲈﺛﻞ ﺑﲔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﲥﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﳍﺎ؛ ﻓﺈﳖﲈ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺬﻟﮏ ﻋﲆ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ؛ ﺇﺫ ﻳﺒﺤﺜﺎﻥ ﰲ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ،ﺻﺤﺔ
ﻭﻣﺮﺿﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺘﴫﺍﻥ ﻋﲆ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻫﺪﻓﻬﲈ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ
ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻻ ﺇﺩﺭﺍک ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .ﻛﲈ ﺃﳖﲈ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﳌﲈﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ.
ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ،ﱂ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﳘﻴﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ
ﻋﲆ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ،ﻷﻥ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺪﳞﻢ ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﻘﺪﻣﺎﲥﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻛﻠﻴﺎﲥﺎ
25
ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻘﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﱪﺍﻫﲔ؛
ﻓﻔﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﻢ ﺃﻥ ˮﺍﻷﹶ ﹾﻭﱃ ﳌﻦ ﱂ ﻳﺘﺪﺭﺏ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ،ﺃﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ،ﻭﻳﻘﺘﴫ ﻋﲆ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺪﺭﺏ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻨﻄﻖ،
.20ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺎﺻﻒ ﺍﻷﺯﺩﻱ ،ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻋﲆ ﻣﺂﺧﺬ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ ﻣﻨﺼﻮﺭ
)ﺗﻮﻧﺲ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﱰﻛﻲ ﻟﻠﻨﴩ.354-353 ،(1988 ،
.21ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.17 ،
.22ﻧﻔﺴﻪ130-139 ،127 ،؛ ﻧﻔﺴﻪ ،ﴍﺡ ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﲔ ﺑﻔﺎﺱ ﺭﻗﻢ21 ،5 ،1970 :؛
ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ.290 /II ،
.23ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ128 ،127 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ.541 ،529 ،
.24ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ.118 ،
.25ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ.49-41 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 199
26
ﻷﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﲆ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺃﻥ ﳜﻄﺊ‟.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺒﺪﳞﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﻨﻊ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ،
ﻭﻳﺘﺸﺪﺩﻭﻥ ﰲ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ
ﳌﻦ ˮﱂ ﺗﻜﻦ ﳍﻢ ﺑﺼﺎﺭﺓ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ 27‟.ﻭﻟـˮﺟﻬﺎﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ 28‟.ﻷﻥ ﻗﻠﺔ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻋﺪﻡ
ﺗﺒﴫﻩ ˮﻓﻴﻪ ﺇﺗﻼﻑ ﺍﳌﻬﺞ ،ﻭﺧﻄﺄ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﱰﺍﺏ ﻳﺴﱰﻩ 29‟.ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﻣﻦ
30 ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ˮﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﹶ
ﺍﻟﻌﺎﱂ‟.
ﺇﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ”ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺃﻧﺪﻟﺴﻴﺔ “،ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﳑﺎ ﺃﺭﺳﺎﻩ ﺃﻋﻼﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺆﺳﺲ
ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﺗﻴﺎﺭ ﲡﺮﻳﺒﻲ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ،ﻛﲈ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ
31
ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻓﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ.
ﻭﳑﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﺘﻠﮏ ﺍﳌﻌﺎﱂ ﻭﻇﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﻼﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﻔﺘﺤﲔ ﻋﲆ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﻟﺬﻟﮏ
ﺗﺸﺪﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﲆ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﲔ ،ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﳘﺎ ﻟﻠﻤﻬﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ 32.ﻭﻟﺬﻟﮏ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﻨﺒﻬﺔ ﻋﲆ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ
ﺍﻟﴩﺍﺏ ﻭﻻ ﺍﳌﻌﺠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺇﻻ ﹶ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ؛ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ˮﻻ ﻳﺒﻴﻊ
ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﳌﺎﻫﺮ ،ﻭﻻ ﻳﺸﱰ ﺫﻟﮏ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺭ ﻭﻻ ﴍﺍﰊ؛ ﻓﺈﳖﻢ ﹸﺣﺮﺻﺎﺀ ﻋﲆ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ،
ﻓﻴﻔﺴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻷﻋﻼﺀ ،ﻷﳖﻢ ﻳﺮﻛﹼﺒﻮﻥ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﳎﻬﻮﻟﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ 33‟.ﻭﻓﻌﻼ ﺃﻥ
ﻣﺜﻞ ﺫﻟﮏ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﺐ ﻏﲑ ﺍﻻﺣﱰﺍﰲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺩ ﺑﺄﰊ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ
)ﺕ426 .ﻫـ1034/ﻡ(؛ ﺇﺫ ﻳﺬﻛﺮ ˮﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﻪ ﹶﺭ ﹶﻣﺪﺕ ﻓﺄﺷﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﺼﺪ ﻓﻔﺼﺪ،
34
ﻭﺗﻜﺴﻊ ﰲ ﻋﻠﺘﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﺛﻢ ﻗﴣ ﻧﺤﺒﻪ‟.ﱠ ﻗﻮﺗﻪ ،ﻭﻓﻨﻴﺖ ﺭﻃﻮﺑﺘﻪ،ﲪﺎﺭ ﹸﺓ ﺍﻟﻘﻴﻆ ،ﻓﺎﳖﺪﺕ ﹼ
ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﹼ
.26ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﳊﻔﻴﺪ ،ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺟﻮﺭﺝ ﺷﺤﺎﺗﺔ ﻗﻨﻮﺍﰐ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺯﺍﻳﺪ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺍﳍﻴﺌﺔ
ﺍﳌﴫﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ .88-87 ،(1987 ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ ﳌﻦ ﺣﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﲔ ﺑﻔﺎﺱ
ﺭﻗﻢ.1 ،607 :
.27ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﳊﻜﲈﺀ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻓﺆﺍﺩ ﺳﻴﺪ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﴘ
ﻟﻶﺛﺎﺭ ﺍﻟﴩﻗﻴﺔ.101 ،92 ،(1955 ،
.28ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ ﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻏﺬﻳﺔ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،(1992 ،
.327 /II
.29ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.46 ،
.30ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ.327/II ،
”31. Max Mayrhof, “Esquisse d’histoire de la pharmacologie et botanique chez les musulmans d’Espagne,
Revista al-Andalus, III, (1935): 8-9, 29.
.32ﻭﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻳﺮﺍﺟﻊ:
Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ 953-5.
.33ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.47 ،
.34ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ،ﺍﻟﺼﻠﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﻋﻠﲈﺋﻬﻢ ﻭﳏﺪﺛﻴﻬﻢ ﻭﻓﻘﻬﺎﺋﻬﻢ
ﻭﺃﺩﺑﺎﺋﻬﻢ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻷﺑﻴﺎﺭﻱ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ-ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﴫﻱ-ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﲏ.409 /II ،(1989 ،
200 Said Benhammada
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﻣﻌﺎﳌﻬﲈ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻮﺃﲥﲈ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ.
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﻣﻜﻨﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﺎﻩ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﴩﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﺪﺷﲔ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺷﻤﻮﱄ ﻭﻣﻨﺪﻣﺞ ،ﻣﻊ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﲆ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ”ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ“
ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﱃ ˮﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻼﺣﺔ ‟.ﻭˮﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﻮﺩ ﺍﳉﻴﻮﺵ 35‟.ﺑﻞ ﻧﺠﺪ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﲈﺀ ﺍﻟﻄﺐ
ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﳚﻌﻞ ˮﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﴍﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻋﲆ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ 36‟.ﻛﲈ ﹸﺃ ﹺ
ﺩﺭﺝ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺿﻤﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ﺃﻥ ˮﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻫﻢ
ﺧﲑ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﻗﺎﺽ ﻋﺪﻝ ،ﻭﺇﱃ ﻭﺛﺎﻕ ﺛﻘﺔ ،ﻭﺇﱃ ﻗﻠﻔﺎﻁ ﺟﻴﺪ ،ﻭﺇﱃ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺎﻫﺮ ﹼ
ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ؛ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻓﺈﳖﻢ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻋﲆ
37
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﳌﻬﺞ؛ ﻓﻬﻢ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﳋﲑ‟.
ﻭﻗﺪ ﻧﺒﻪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻋﲆ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻏﲑ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ
ﻟﻺﻃﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺗﻌﺎﻁ ﺷﻌﺒﻲ ﺃﻭ ﺳﺤﺮﻱ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻷﻥ ˮ
ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺐ ]ﻟﻴﺲ[ ﺩﻓﻊ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺑﻞ ...ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﺮﺽ ﻣﺪﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻘﺪﺭ
38
ﺃﻭﱃ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﱂ‟.
ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ... ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﲑ ﺩﺍﺋﻤﺔ ،ﺇﻻ ﺃﳖﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﹾ
ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺗﻘﺴﻴﲈ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﺇﱃ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﻭﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻋﺘﱪ ﻋﻠﲈ
ﻭﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﱠ
ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ ﺍﳌﺘﺪﺍﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ،ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ˮﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ
ﻳﺼﺢ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ 39‟.ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ ˮﺣﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﳌﺮﺽ ‟.ﻭﺁﻟﻴﺎﺗﻪ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﺮﻉ
ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ 40.ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﰲ
ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﺃ .ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ
ﺍﻧﺼﺒﺖ ﺟﻬﻮﺩ ﺃﻋﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻋﲆ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ .ﻭﻳﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﻭﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻻﺑﻦ ﺯﻫﺮ
.35ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.127 ،
.36ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.2 ،
.37ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.56-55 ،
.38ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.46-45 ،3 ،
.39ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻼﺋﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺎﻥ3-2 ،؛ ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.5 ،
.40ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.6 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 201
ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﺬﻟﮏ .ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺼﻨﻒ ˮﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﲈﺋﻪ ﺇﱃ
ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ 41‟.ﻟﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﲡﺎﻭﺯ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ؛ ﺇﺫ ˮﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﺑﲈ ﻫﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ،ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ،ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﲥﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﲏ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﮏ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﲠﺎ ﲢﺼﻞ
ﺗﻠﮏ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﰲ ﺗﻠﮏ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺭ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﻭﻻ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ 42‟.ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻣﻨﻪ ﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺃﻭ ”ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ،
ﳞﺘﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﺔﻓﻘﺪ ﻣﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﹼ
ﻭﺍﳌﺮﺽˮ ،ﻭﻻ ﺳﻴﲈ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﻮ ﻛﺎﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ 43‟.ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﻓﻀﻤﻨﱠﻪ ﺍﺑﻦ
44
ﺯﻫﺮ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﻭˮﻣﺰﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‟.
ﺏ .ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﺟﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻨﻒ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ )ﺕ776 .ﻫـ1375/ﻡ( ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ
ﻟﺬﻟﮏ؛ ﻓﻬﻮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺣﺴﺐ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﳏﻮﺭﻳﻦ ،ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑـ”ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ“ ﺃﻭ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﲏ ﺧﺎﺹ ﺑـ”ﺍﻟﺘﴫﻳﻒ“ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﻤﲇ ،ﻭﻛﻼﳘﺎ
ﻣﺮﺗﺐ ﻭﻓﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻭﻓﺼﻮﻝ 45.ﻛﲈ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﲈﺫﺝ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﻼﺟﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ ﻻﺑﻦ
ﺳﲈ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ˮﻛﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺟﺎﻟﺴﺎ
ﺍﳋﻄﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺺ ﴍﺏ ﹼ
ﻭﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻮ ﺇﺫﺍک ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﻓﺸﻜﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﺟﻌﺎ ﻭﺗﻘﻄﻴﻌﺎ ﹾ
ﻭﻟﺬﻏﺎ
ﲢﺖ ﺍﻟﴪﺓ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺒﻮﻝ ﺩﻣﺎ ﻋﺒﻴﻄﺎ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ :ﻛﻢ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﮏ؟ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺴﲑ؛ ﻓﺤﺪﺱ
-ﺑﺬﻛﺎﺀ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ-ﺃﻥ ﺫﻟﮏ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﹸﺳ ﱢﻤﻲ ﺧﺎﺻﺘﻪ ﺫﻟﮏ ،ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ :ﻣﺎ ﺻﻨﺎﻋﺘﮏ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺧﺪﻡ ﰲ ﺍﻟ ﹶﻔﺤﺺ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻭﻓﻴﲈ ﺗﴩﺏ؟ ﻗﺎﻝ :ﰲ ﻗﺮﻋﺔ ،ﻓﺄﻣﺮﻩ
ﺗﻔﺴﺨﺖ .ﻭﻫﺬﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ :ﺍﻹﴐﺍﺭ ﺑﺎﳌﺜﺎﻧﺔ ﹸﻳﻘﺮﺣﻬﺎﺑﻜﴪﻫﺎ ،ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﹶﺫﺭﺍﺭﻳﺢ ﻗﺪ ﱠ
ﻓﻴﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﻟﺬﻟﮏ ﹸﳜ ﹶﻠﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺟﺪﺍ ﰲ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﳊﴡ ،ﻟﺘﻨﻔﺬ ﺑﴪﻋﺔ ﻭﺗﻮﺻﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﹼ
ﺗﻐﲑ
ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺗﻠﮏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﺘﻀﻌﻒ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ... ،ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﻌﻼﺝ ﺃﻟﺼﻖ ﺻﻨﻌﺎ ،ﻭﺃﻏﺮﺏ
46
ﻧﻮﻋﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ‟.
.41ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ.11 ،
.42ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.128-127 ،
.43ﻧﻔﺴﻪ.128 ،
.44ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﺍﳋﻮﺭﻱ )ﺩﻣﺸﻖ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ.5 /I ،(1983 ،
.45ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.71 ،35 ،15 ،
.46ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ ،ﲢﻔﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻞ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﳌﺘﺄﻣﻞ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﺴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ،ﺭﻗﻢ ،2337 :ﺃﻭﺭﺩﺗﻪ ﺣﻴﺎﺓ
ﻗﺎﺭﺓ ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ )ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.9 ،(2015 ،
202 Said Benhammada
ﺝ .ﺍﻟﻨﺺ ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺑﺌﺔ
ﺭﻛﺰﺕ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﻋﲆ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ
ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻭﻓﻖ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻳﺔ 47،ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺆﻟﻒ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻷﰊ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﲈﻥ ﺍﻟﺼﺪﰲ ﺍﻟﻄﻠﻴﻄﲇ )ﺕ.
48
403ﻫـ1012/ﻡ(.
ﺩ .ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﹶﻣ ﹶﺮﺿﻴﺔ ﻭﻭﺑﺎﺋﻴﺔ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﻭﲢﺼﻴﻞ
ﻏﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪ ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ ﻻﺑﻦ ﺧﺎﲤﺔ )ﺕ770 .ﻫـ1368/ﻡ( 49،ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻭﺿﻌﺎﳘﺎ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳌﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻃﺎﻋﻮﻥ
50
749ﻫـ1347/ﻡ.
ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻋﲆ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﲆ
ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ؛ ﻓﻐﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻋﲇ
ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻠﺨﻤﻲ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ ،ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ) ،ﺕ741 .ﻫـ1340/ﻡ( ،ﹸﻋﺮﻑ ﺑﺨﱪﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ؛
ﻷﻧﻪ ˮﻗﺮﺃ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺎﳌﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍ ﹸﳌﻌﺰﻳﺔ ،ﻭﺯﺍﻭﻝ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭﻗﺔ ... ،ﻟﻪ
51
ﺗﻮﺍﻟﻴﻒ ﻛﺜﲑﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻻ ﻳﻔﱰ ﻋﻦ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﲠﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺭﺍک‟.
ﻭﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﳎﺎﺭﺍﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﺎ ﳑﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ”ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ“
ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻒ ﻋﲆ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ .ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ
ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ˮ :ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﲆ ﺍﻟﴚﺀ ﻓﺮﻋﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ ،ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺒﲔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ
ﺳﻤ ﹼﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺑﺪﺀ ﹰﺍ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﳍﻮﺍﺀ،
ﺍﳌﺮﺽ .ﻓﻨﻘﻮﻝ :ﻫﻮ ﻣﺮﺽ ﺣﺎ ﱞﺩ ،ﺣﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﹼ
.47ﻧﻔﺴﻪ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ16 ،4-5 ،؛ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ ،ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ1035 :ﺩ47 ،ﺏ55-ﺏ.
.48ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ،ﺍﻟﺼﻠﺔ.470/II ،
.49ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﲢﺼﻴﻞ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪ ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ ،ﻧﴩﻩ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ
ﺍﳋﻄﺎﰊ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ58-1/II ،(1988 ،؛ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﻫﻲ ،ﺍﳌﺮﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ،148 ،(1983 ،
.157-155
.50ﻋﻦ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﺮﺍﺟﻊ ،ﻋﻤﺮ ﺍﳌﺎﻟﻘﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ،
ﻣﻘﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ1872 :ﺩ؛ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻴﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺩﱄ
ﺍﻟﻔﺎﳼ ،ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ9605 :؛ ﻗﺎﺭﺓ ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﻨﻌﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ.61-17 ،
.51ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﴈ ﺍﳌﻜﻨﺎﳼ ،ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ )ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ :ﺩﺍﺭ
ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﻗﺔ.506 /II ،(1973 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 203
ﳊ ﹼﻤﻰ ﻭﻧﻔﺚ ﺍﻟﺪﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﻴﺔ ،ﻭﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍ ﹸ
ﹼ ﻭﻳﴪﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ،ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﳛﻴﻞ ﺭﻃﻮﺑﺎﺕ ﺇﱃ
ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﻪ ﹸﺧﺮﺍﺝ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻋﲔ .ﻭﺇﺫ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻓﻠﻨﺬﻛﺮ ﺳﺒﺒﻪ ،ﻓﻨﻘﻮﻝ :ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﺃﻗﴡ:
ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺣﺴﺒﲈ ﻳﺰﻋﻤﻪ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ،
ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻤﺤﻞ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍ ﹰﺀ ﺃﻭ ﹼ ﻭﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺴ ﹼﻠﲈ ﻋﻨﻬﻢ .ﻭﺳﺒﺐ ﺃﺩﻧﻰ :ﻭﻫﻮ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﳍﻮﺍﺀ
ﳊ ﹼﻤﻰ ﺍﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺤﺮﻗﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻻﹰ .ﻭﺇﺫ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺒﺒﻪ ،ﻓﻠﻨﺬﻛﺮ ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ،ﻓﻨﻘﻮﻝ :ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍ ﹸ
ﻛﺎﻷﺭﺑﹺ ﱠﻴﺘ ﹾﹶﲔ ﺃﻭ
ﹾ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻧﻔﺚ ﺍﻟﺪﻡ ،ﺃﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﳋﹸﺮﺍﺝ ﻓﻴﲈ ﺧﻠﻒ ﺍﻷﺫﻧﲔ ﺃﻭ ﺍﻹﺑﻄﲔ ﺃﻭ
ﻏﲑ ﺫﻟﮏ .ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ،ﻓﻠﻨﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻓﻨﻘﻮﻝ :ﻫﻮ ﻋﲆ ﴐﺑﲔ :ﴐﺏ ﹸﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻗﺼﺪ
52
ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻪ ... ،ﻭﴐﺏ ﹸﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻋﻼﺝ ﺍﳌﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ‟.
ﻫـ .ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﺍﻛﺘﻨﺰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﳌﴩﻗﻴﺔ،
ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﺗﻠﮏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ،ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ
ﺷﻤﻞ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﱰﲨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻝ ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ،
53
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﴪ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﺩﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ”ﱄ“ ﻭ”ﺭﺃﻳﺘﻪ“ ﰲ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﲆ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻗﺪﻣﲔ ،ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ
ﻋﺜﲈﻥ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﹸﺣﺪﹶ ﻳﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ )ﺕ342 .ﻫـ953/ﻡ( ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ˮﻣﺎﻫﺮﺍ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻪ
ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺩﻟﺖ ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﲢﻘﻘﻪ ﺑﺂﺭﺍﺀ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻩ ﻋﲆ
ﺍﻟﻨﻈﻢ ... ،ﻣﻨﻘﺒﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻠﻮک ﱂ ﳜﺪﻡ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺐ 54‟.ﻭﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻘﻲ
55
ﺍﻟﻐﺎﻓﻘﻲ )ﺕ617 .ﻫـ1220/ﻡ( ﻛﺎﻥ ˮﻋﺎﺭﻓﺎ ﺑﺎﻟﻄﺐ ﻣﺴﺘﻔﺘﻰ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺟﺢ ﺍﻟﻌﻼﺝ‟.
ﻛﲈ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺕ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻟﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ
ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ( ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﳚﺎﺩ ﰲ ﺧﻄﺄ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ ،ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ
)ﺕ369 .ﻫـ979/ﻡ( ﻋﲆ ﻋﻠﻮ ﻛﻌﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﺑﺈﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﻏﺎﻟﺒﺔ 56.ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ،ﺃﻟﻒ ﺍﺑﻦ
.52ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ.67-65 ،
.53ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ.5 ،3 /I ،
.54ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺍﳌﺮﺍﻛﴚ ،ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﻟﻜﺘﺎﰊ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ
ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ( ،25/IV ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻄﺐ:
ﻧﺎﺩﻣﺖ ﺑﻘـﺮﺍﻃﺎ ﻭﺟـﺎﻟﻴﻨﻮﺳـــــــــــﺎ ﻋﺪﻣــﺖ ﻣﺆﺍﻧــﺴﺎ ﻭﺟﻠﻴــﺴــﺎ
ﹸ ﳌﺎ
ﻳــــﻮﺳﻰ
ﹶ ﻭﳘﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﺟـــــﺮﺡ ﺗﻔــﺮﺩﻱ
ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻛﺘﺒﻬﲈ ﺷﻔــــﺎ ﹶﺀ ﱡ
ﹸ
ﻧﻔﺴﻪ.26 ،
.55ﻧﻔﺴﻪ.233 ،
.56ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.493 ،
204 Said Benhammada
ﺟﻠﺠﻞ )ﺕ .ﺑﻌﺪ 384ﻫـ995/ﻡ( ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ ﻓﻴﲈ ﻏﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻄﺒﺒﲔ 57.ﰲ ﺣﲔ ﺍﻧﻜﺐ
ﺃﺑﻮ ﻋﺜﲈﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻐﻮﻧﺶ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ )ﺕ444 .ﻫـ1052/ﻡ( ﰲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﲆ ˮﻛﺘﺐ
ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻭﲨﻌﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﺑﺘﺼﺤﻴﺤﻪ 58‟.ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻓﻘﻲ )ﺕ560 .ﻫـ1165/ﻡ( ،ﻓﻴﻌﺪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﰲ
59
ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ˮﺩﺳﺘﻮﺭﺍ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﲈ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ﻣﻨﻬﺎ‟.
ﻭﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ،ﻋﲆ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﲥﲈ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ ﻭﺍﻟﻌﺮﰊ،
ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﺎﻷﻭﻝ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ˮﺇﻣﺎﻡ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ ،ﻭﺭﺋﻴﺲ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ ﰲ ﻋﴫﻩ 60‟.ﻓﻘﺪ ﹸﻭﺻﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ )ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ﳖﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ VIIﻭﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ VIIIﻫـ XIII/ﻭ XIVﻡ( ﺑﺎﻟﺘﻮﻫﻢ ،ﻟـˮﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ،ﻗﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﲆ ﻃﺒﻌﻪ
ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﲈ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻄﺎﺑﻘﻪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ؛ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺗﻮﳘﻪ ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﳍﺎ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ... ،ﻷﻥ ﺃﺑﺴﻂ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ
61
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ‟.
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ،ﱂ ﳛﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ؛
ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪˮ ،ﺫ ﹼﻣﻪ ﻭﺃﻃﺮﺣﻪ ﻭﱂ ﹸﻳﺪﺧﻠﻪ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻛﺘﺒﻪ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﹸﻃﺮﺭﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ
ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﻔﺘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﴇ 62‟.ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻩ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ
ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﻻﺳﻴﲈ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻔﺮﺩﺍﺕ )ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ( ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ .ﻭﰲ ﺫﻟﮏ ﺇﴏﺍﺭ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻋﲆ ﴐﻭﺭﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ
ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﳌﻬﻨﻲ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﺍﺛﻨﲔ ،ﺃﻭﳍﲈ ﺃﻥ ﻣﺆ ﱠﻟﻒ
ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺘﻮﻓﺮﺍ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ ﳘﺬﺍﻥ .ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺐ
63
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﲢﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﳌﴩﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﺭﻗﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺇﻻ ﺃﳖﻢ ﺃﻗﺮﻭﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﺷﻮﺍﺋﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﱂ
ﻳﺴﺘﺴﻐﻬﺎ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ .ﻭﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﹸﲨﻴﻊ ﺍﻹﴎﺍﺋﻴﲇ ،ﻃﺒﻴﺐ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﰊ
)589-564ﻫـ1193-1169/ﻡ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪ ﺃﻥ ˮﻣﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻭﲥﻴﺠﻪ ﻓﻬﻮ ﲢﻴﺰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻨﻔﻪ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﺘﻜﻠﻒ
.57ﻧﻔﺴﻪ495 ،؛ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺍﳌﺮﺍﻛﴚ ،ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ.62/IV ،
.58ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.495 ،
.59ﻧﻔﺴﻪ.501 ،
.60ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﻮﻋﻠﻮﺍﻥ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﴩ.84 ،(1985 ،
.61ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻼﺋﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺎﻥ.41 ،
.62ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.518 ،
63. Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ 926.
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 205
ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻹﲠﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﻒ
ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ،ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﲑﺓ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ
64
ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ‟.
ﻭ .ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﻭﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ
ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﺇﱃ ﺗﻴﺎﺭﻳﻦ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﲔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﲈ
ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﳌﺘﺨﺼﺺ ،ﻛﲈ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺣﺴﺐ
ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺪﻣﲔˮ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ 65‟.ﻭﻏﺎﻳﺔ
ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ˮﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ﺑﺬﻟﮏ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳌﻠﻮک ﰲ ﺃﻗﺮﺏ
ﻣﺪﺓ 66‟.ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ
ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ،ﻭˮﻣﺰﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﲆ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ 67‟.ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺩﻉ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﺻﺎﺕ ﲡﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺎﺩ ﲠﺎ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﻲ ﻋﲇ ﺑﻦ
ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﲔ )537-500ﻫـ1142-1106/ﻡ( ﻭﺟﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻴﺔ 68.ﻭﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ ﻛﺬﻟﮏ ،ﻧﺬﻛﺮ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ )ﺕ581 .ﻫـ1185/ﻡ(
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ˮﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺬﻕ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺣﺎﺕ 69‟.ﻭﺍﺑﻦ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﺑﻠﻴﺎﲏ )ﺕ.
761ﻫـ1359/ﻡ( ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﳉﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻡ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﺜﺎﲏ ،ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﴫ ﺭﻭﺍﺩﻩ ﻋﲆ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﲆ ˮﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻌﻼﺝ
ﻭﺍﻟﱰﻛﻴﺐ 70‟.ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻻﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﻭﳎﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ
ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ )ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎ ﺳﻨﺔ 776ﻫـ1374/ﻡ( ،ﻭﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ ﳌﻦ ﺣﺐ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻟﺴﺎﻥ
71
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ.
.64ﻧﻘﻼ ﻋﻦ:
Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ 926.
.65ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ583 ،؛ ﺍﺑﻦ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﺑﻠﻴﺎﲏ ،ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﳉﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻡ ،ﻧﴩﻩ
ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﻄﺎﰊ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ/II ،(1988 ،
.37 ،35
.66ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ.120 ،
.67ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ.5/I ،
.68ﻧﻔﺴﻪ234-233 ،206 ،190 ،38/I ،؛ .399 ،285 ،277 ،250 /II
.69ﻋﲇ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻔﺎﳼ ،ﺍﻷﻧﻴﺲ ﺍﳌﻄﺮﺏ ﺑﺮﻭﺽ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺱ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻣﻠﻮک ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ
)ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ :ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﻗﺔ.207 ،(1972 ،
.70ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.583 ،
.71ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ ،ﳎﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻘﻮﺭﻱ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ:
1680ﺩ19 ،ﺏ23 ،ﺃ؛ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ 16 ،ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ.
206 Said Benhammada
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﻳﱪﺯ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﰲ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ
ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﳌﺎ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻗﱰﺡ ﻋﲆ ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻣﺼﻨﻔﺎ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ
ˮﻟﺘﻜﻮﻥ ﲨﻠﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﻬﲈ ﻛﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ 72‟.ﻭﻟﺬﻟﮏ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﳌﺬﻛﻮﺭˮ :ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﲨﻴﻊ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﺄﻭﺟﺰ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻨﻨﺎ ﻭﺃﺑﻴﻨﹺﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ
ﻋﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻋﲆ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ... ، ﹴ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﰲ ﺷﻔﺎﺀ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ﺣﺘﻰ ﻧﺠﻤﻊ ﰲ ﺃﻗﺎﻭﻳﻠﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﱃ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﺣﻖ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ... ،ﻓﻤﻦ
ﹶ
ﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺀ ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﮏ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ،ﻓﺄﻭﻓﻖ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ
ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑـﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ... ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻧﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺍﻧﺘﺴﺨﺘﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﮏ ﺳﺒﻴﻼ ﺇﱃ
73
ﺧﺮﻭﺟﻪ‟.
ﺯ .ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺩﺃﺏ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﲆ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻓﻴﲈ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺘﻄﻮﺭ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻠﲈ ﺣﺼﻞ ﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺩﻭﻳﺔ
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ 74.ﳑﺎ ﻳﻌﻨﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻴﺎﺭ ﻃﺒﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﻭﺍﻉ ﺑﻤﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﻪ
ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﺍﳌﻨﻬﺠﻲ .ﻭﰲ ﺫﻟﮏ ﺇﺩﺭﺍک ﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ،ﳑﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ
ﻋﲆ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﲥﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﻟﻜﻞ ﺧﻄﺄ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ ﺃﻭ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ.
ﺡ .ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻃﺒﻴﻌ ﹶﺔ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﹸﱪ
ﰲ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ )ﺍﻟﻘﻮﺓ( ﰲ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻭﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ،
ﻭﺫﻟﮏ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ؛ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﲆ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ،ﰲ ﺣﲔ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺲ ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻓﻴﺸﺪﺩ ﻋﲆ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ )ﺕ460 .ﻫـ1067/ﻡ ﰲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ،ﻣﻮﺿﺤﺎ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﱰﻛﻴﺒﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ )ﺕ .ﻣﺎ ﺑﲔ 200ﻭ218ﻡ( ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ؛ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝˮ :ﺇﲏ ﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﹶ
ﻛﺘﺎﰊ
ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﰲ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﳏﺘﻮﻳﲔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲠﺎ ،ﻗﺎﺋﻤﲔ ﺑﲈ
.72ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.531 ،
.73ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ583 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.531 ،
.74ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.533 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 207
ﻳﻀﻄﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﳖﲈ ﻣﻔﱰﻗﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﲈ؛ ﺇﺫ ﰲ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﲈ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﲈ
ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺫﻟﮏ ﺃﻥ ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﲠﻴﺌﺘﻪ ﻭﺣﻠﻴﺘﻪ ﻭﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ،ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﺫﻛﺮﻩ
ﺑﺠﻮﻫﺮﻩ ﻭﻃﻌﻤﻪ ،ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ؛ ...ﻓﺠﻤﻌﺖ ﻗﻮﻟﻴﻬﲈ ﻋﲆ ﺩﻭﺍﺀ ﺩﻭﺍﺀ ،ﻭﺍﻧﺘﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﲈ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻞ
ﻋﻨﺪﻧﺎ ... ،ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻋﲆ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﺀ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﳌﺠﻬﻮﻝ ﻣﻨﻪ ،ﺛﻢ ﻭﺻﻠﺖ
ﺫﻟﮏ ﺑﲈ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻭﺣﻠﻴﺘﻪ ،ﻭﺃﺗﺒﻌﺖ ﺫﻟﮏ ﺑﲈ ﺫﻛﺮﻩ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺟﻮﻫﺮ ﻭﻗﻮﺓ ،ﻭﻣﺎﺋﻴﺔ ﻃﻌﻢ ﻭﻣﻨﻔﻌﺔ ،ﺛﻢ ﺃﲤﻤﺖ ﺫﻟﮏ ﺑﲈ ﺫﻛﺮﻩ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻭﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﻣﻦ
ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺍﺳﺘﻌﲈﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ... ،ﺛﻢ ﲨﻌﺖ ﺫﻛﺮ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﺀ ﺑﲈ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻴﻪ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ،
ﻭﺃﺿﻔﺖ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﻳﺘﻬﲈ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﳑﺎ ﻭﺻﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﻔﺎﻩ ،ﻭﻧﺤﻠﺖ ﻛﻞ ﻗﻮﻝ
ﺇﱃ ﻗﺎﺋﻠﻪ ،ﻭﺃﺣﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﻧﺎﻗﻠﻪ ،ﻭﻗﺴﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ :ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺫﻛﺮ ﹸﲨﻞ
ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻃﻌﻤﻬﺎ ﻭﻗﻮﺍﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﲏ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ،ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ
ﺍﻟﺜﺎﲏ ﰲ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻗﺴﻤﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﲆ ﺃﺭﺑﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ؛
75
ﻓﺠﻌﻠﺖ ﰲ ﻛﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﺃﻭ ]ﺭﻃﺒﺎ ﺃﻭ ﻳﺎﺑﺴﺎ[‟.
ﻁ .ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ
ﺷﻜﻠﺖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺸﺒﻴﺔ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﺗﻨﻈﲑﺍ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ،ﻭﻫﻮ
ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻷﰊ ﺍﳋﲑ ﺍﻹﺷﺒﻴﲇ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ VIﻫـ/
XIﻡ( ﻗﻴﻤﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﳌﺎ ﳜﺘﺺ ﺑﻪ ﻣﻦ ﳑﻴﺰﺍﺕ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﴫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ؛
ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺠﻢ ﻣﻮﺳﻮﻋﻲ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﺃﺳﲈﺀ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺻﻔﺎﲥﺎ ﻭﺃﺟﻨﺎﺳﻬﺎ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻣﻊ
ﺍﻻﻫﺘﲈﻡ ﺑﺠﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻟﻸﻧﺪﻟﺲ .ﻛﲈ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳋﲑ ﻳﻮﺭﺩ ﺃﺳﲈﺀ ﺗﻠﮏ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ
ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ﻭﻋﺠﻤﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ )ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ( ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﲈﺀ ﺍﳌﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﺔ ﻭﻗﺘﺌﺬ ،ﻣﺜﻠﲈ ﺃﻥ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺑﺖ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ،ﳑﺎ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﲆ ﺗﺒﲔ ﺍﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ
ﻣﻨﻬﺞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﲡﻨﻴﺴﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺁﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ”ﺍﳌﺸﺎﲠﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻛﻠﺔ“
ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺑﺔ.
ﻭﻣﻦ ﻧﲈﺫﺝ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺷﺒﻴﲇ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﺜﻼ ﻋﻦ ”ﺍﻟﻠﻮﺑﻴﺎ“ ﺣﻴﺚ ﺗﱪﺯ ﺳﲈﺕ ﺑﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻟﺪﻳﻪ ،ﻣﻊ ﺗﻨﻮﳞﻪ ﺑﺄﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻭﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
.75ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﻴﻰ ﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﺣﺴﻦ ﺑﺴﺞ،
)ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.6 -5 ،(2000 ،
208 Said Benhammada
ﺑﻦ ﺑﺼﺎﻝ ﺍﻟﻄﻠﻴﻄﲇ )ﺕ499 .ﻫـ1105/ﻡ(؛ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ˮﺟﻨﺲ ﺍﻟﻜﻔﻮﻑ ﻭﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻠﺒﻼﺏ ،ﻭﻫﻲ
ﺃﺣﺪ ﻋﴩ ﻧﻮﻋﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﺃﻳﺘﹸﻬﺎ ... ،ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﰲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ
76
ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﺑﻦ ﺑﺼﺎﻝ‟.
ﺃﻣﺎ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ﺍﳌﺎﻟﻘﻲ )ﺕ646 .ﻫـ1248/ﻡ( ﻓﻴﻌﺪ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﳉﺎﻣﻊ ﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ،
ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺼﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﰲ ﲤﺤﻴﺺ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ
ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩﻥ ،ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻓﻮﺍﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺻﺪﹼ ﺭ ﺑﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﳏﺪﺩﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻏﺮﺍﺽ
ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ˮﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﻴﲈ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻷﻗﺪﻣﲔ ،ﻭﺃﺣﺮﺭﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ؛ ﻓﲈ ﺻﺢ
ﻟﺪﻱ ﺑﺎﳋﱪ ﻻ ﺑﺎﳋﱪ ﺍ ﹼﺩﺧﺮﺗﻪ ﻛﻨﺰﺍ ﴎﻳﺎ ،ﻭﻋﺪﺩﺕ ﻧﻔﴘ ﻋﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺎﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ،ﻭﺛﺒﺖ ﹼ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﲑﻱ ﻓﻴﻪ ﺳﻮ ﺍﷲ ﻏﻨﻴﺎ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻮ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ،ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﰲ
ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﳌﺎﻫﻴﺔ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺎﻗﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻋﺪﻻ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻧﺒﺬﺗﻪ ﻇﻬﺮﻳﺎ
ﻭﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻠﻴﺎ ،ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎﻗﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺮﻳﺎ ،ﻭﱂ ﺃﺣﺎﺏ ﰲ ﺫﻟﮏ ﻗﺪﻳﲈ ﻟﺴﺒﻘﻪ ،ﻭﻻ
ﳏﺪﺛﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻏﲑﻱ ﻋﲆ ﺻﺪﻗﻪ 77‟.ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ،ﻷﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ﻋﻤﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺇﱃ ˮﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﺀ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻢ ﺃﻭ ﻏﻠﻂ
78
ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮ ،ﻻﻋﺘﲈﺩ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻋﲆ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ،ﻭﺍﻋﺘﲈﺩﻱ ﻋﲆ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺓ‟.
ﻱ .ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﲆ ﺍﳊﻜﻢ
ﻭﺟﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﰲ ﺍﻫﺘﲈﻡ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻟﻠﺮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻘﺮﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺧﱪﺍﲥﻢ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ˮﹶﺧﺪﹶ ﹶﻣﺔ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ‟ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺪﺭﺟﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺑﺎﻟﻘﴫ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ 79.ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﺍﳌﺪﺣﺠﻲ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IIﻫـVIII/ﻡ(ˮ ،ﺩﺧﻞ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ
ﻃﺒﻴﺒﻪ ﻭﻣﺪﺑﺮ ﻋﻼﺟﻪ ﻭﺣﻔﻆ ﺻﺤﺘﻪ 80‟.ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ
ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﻮﻓﻖ )468-436ﻫـ1075-1044/ﻡ( ،ﺻﺎﺣﺐ ﺩﺍﻧﻴﺔ،
ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﻠﻮک ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ 81.ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻓﻄﻴﺲ ﺍﳌﺎﻟﻘﻲ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ
.76ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺍﻹﺷﺒﻴﲇ ،ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﻄﺎﰊ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
.352/I ،(1995
.77ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ.4 ،3/I ،
.78ﻧﻔﺴﻪ.4 ،
.79ﺍﺑﻦ ﺑﺴﺎﻡ :ﻡ .ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ.51/I ،
.80ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺍﳌﺮﺍﻛﴚ ،ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﻟﻜﺘﺎﰊ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﴍﻳﻔﺔ )ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ
ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ.407/VIII ،(1984 ،
.81ﺍﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ.5 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 209
6ﻫـ12/ﻡ( ˮﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻣﺎﻫﺮﺍ ... ،ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻨﻲ ﺣﺴﻮﻥ‟ ﺑﲈﻟﻘﺔ 82.ﺃﻣﺎ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﻱ ﺃﺑﻮ
ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ )580-558ﻫـ1184-1162/ﻡ( ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ
ﺑﺸﻐﻔﻪ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ؛ ﻓـˮﻛﺎﻥ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﺏ
ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ... ،ﺛﻢ ﻃﻤﺢ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ،ﻭﲨﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻜﻤﺔ
ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﲑﺍ 83‟.ﻭﻟﺬﻟﮏ ﺍﺳﺘﺨﻠﺺ ﻟﻨﻔﺴﻪ-ﺿﻤﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ-ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ
ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ )ﺕ575 .ﻫـ1179/ﻡ(؛ ﻭﻫﻮ ˮﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﱪﻳﺰ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ 84‟.ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ
ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ )ﺕ581 .ﻫـ1185/ﻡ(؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ˮﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺬﻕ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺣﺎﺕ 85‟.ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﳊﻔﻴﺪ ،ﻭﻣﻌﺎﴏﻩ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ
86
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ˮﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ‟.
ﻛﲈ ﺧﺼﺼﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻸﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻗﺎﺭﺓ 87،ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺮﻓﺖ
88
ﺑـ”ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ “،ﻭﺇﻃﺎﺭ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﻨﻄﺔ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻳﺴﲑﻫﺎ ”ﻣﺰﻭﺍﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ“؛
89
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻻﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺑﺈﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﺳﻨﺔ 595ﻫـ1198/ﻡ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻫﺘﲈﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺭﺳﺘﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﲢﻮﻟﺖ ﺇﱃ
ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ .ﻭﳑﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ”ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺝ“ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﴍﻑ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻹﺷﺒﻴﲇ ﻋﲆ ﳐﺘﱪ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﲑ ﻓﻴﻪ؛
ﺇﺫ ˮﻛﺎﻥ ﻓﺎﺿﻼ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ،ﺧﺒﲑﺍ ﺑﻘﻮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﲠﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ
ﺻﺎﺣﺐ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻷﴍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ 90‟.ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﺪﻫﺎ ﺍﺑﻨﻪ
ﺑﻌﺪﻩ ﻋﲆ ﻋﻬﺪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ﺑﺎﷲ ﺍﳌﻮﺣﺪﻱ )620-610ﻫـ1224-1211/ﻡ( 91.ﻭﺃﻗﻴﻢ
ﺑﻐﺮﻧﺎﻃﺔ ﺍﻟﻨﴫﻳﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﺃﻧﺸﺄﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﲆ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
.82ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺴﺎﲏ ﺑﻦ ﻋﺴﻜﺮ ﻭ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﲬﻴﺲ ،ﺃﻋﻼﻡ ﻣﺎﻟﻘﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ
ﺍﷲ ﺍﳌﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﱰﻏﻲ )ﺑﲑﻭﺕ-ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ-ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻣﺎﻥ.89 ،(1999 ،
.83ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻨﺎﴏﻱ ﺍﻟﺴﻼﻭﻱ ،ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎ ﻷﺧﺒﺎﺭ ﺩﻭﻝ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﴡ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﴏﻱ
ﻭﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﴏﻱ )ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.157-156/II ،(1997 ،
.84ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﺭﻉ ،ﺍﻷﻧﻴﺲ ﺍﳌﻄﺮﺏ.207 ،
.85ﻧﻔﺴﻪ207 ،؛ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ،ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻦ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﻋﲆ ﺍﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﷲ
ﺃﺋﻤﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﲔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺎﺯﻱ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﴩ.324-323 ،(1964 ،
.86ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﺭﻉ ،ﺍﻷﻧﻴﺲ ﺍﳌﻄﺮﺏ.207 ،
.87ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺭﺣﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﺎﻭﻳﺖ ﺍﻟﻄﻨﺠﻲ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،
2004ﻡ(.59 ،
.88ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.532 ،492 ،
.89ﻧﻔﺴﻪ.532 ،492 ،
.90ﻧﻔﺴﻪ.534 ،
.91ﻧﻔﺴﻪ.534 ،
210 Said Benhammada
ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺇﺳﲈﻋﻴﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﷲ )760-755ﻫـ1358-1354/ﻡ( ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﻕ ﰲ ﻃﺎﻗﺘﻪ
ﺍﻹﻳﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻣﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻗﻼﻭﻭﻥ ﺳﻨﺔ 683ﻫـ1284/ﻡ،
ﺑﲈ ﲤﻴﺰ ﺑﻪ ﻣﻦ ˮﻓﺨﺎﻣﺔ ﺑﻴﺖ ،ﻭﺗﻌﺪﺩ ﻣﺴﺎﻛﻦ ،ﻭﺭﺣﺐ ﺳﺎﺣﺔ ،ﻭﺩﺭﻭﺭ ﻣﻴﺎﻩ ،ﻭﺻﺤﺔ ﻫﻮﺍﺀ ،ﻭﺗﻌﺪﺩ
ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻭﻣﺘﻮﺿﺂﺕ ،ﻭﺍﻧﻄﻼﻕ ﺟﺮﺍﻳﺔ ،ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ... ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﻭﺍﻷﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ،
92
ﻭﺗﺪﻓﻖ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﺮﻣﻞ ،ﻭﺃﺳﻮﺩ ﺍﻟﺼﺨﺮ ،ﻭﲤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﻭﺍﻧﺴﺪﺍﻝ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ‟.
ﻭﻟﺬﻟﮏ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﱪﺯ ﺃﺳﲈﺀ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﳑﻦ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻣﻬﺎﺭﲥﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺃﻭﻟﺌﮏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻄﺒﺐ ﻋﲆ ﺃﻳﺪﳞﻢ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻨﺎﴏ )350-300ﻫـ-912/
961ﻡ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﹼﳌﺎ ˮﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﺼﺪ ،ﻗﻌﺪ ﺑﺎﻟﺒﻬﻮ ﰲ ﺍﳌﺠﻠﺲ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﳌﴩﻑ ﺑﺄﻋﲆ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺰﻫﺮﺍﺀ،
93
ﺲ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺎﴏ‟.
ﻭﺟ ﱠ
ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﺬﻟﮏ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻵﻟﺔ ﹶ
ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺎﺕ ﺃﻗﻞ ﲣﺼﺼﺎ ﻭﺧﱪﺓ؛ ﻓﻘﺪ ﻋﻼ ﺷﺄﻥ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ
ﺣﺬﻗﻦ ﰲ ﻃﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ،ﻣﺜﻞ ﺃﺧﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺯﻫﺮ ﺍﳊﻔﻴﺪ ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ ˮﻛﺎﻧﺘﺎ ﻋﺎﳌﺘﲔ
ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﺍﺓ ،ﻭﳍﲈ ﺧﱪﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﺑﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺪﺍﻭﺍﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺧﻼﻥ ﺇﱃ ﻧﺴﺎﺀ
]ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﻱ ﻳﻌﻘﻮﺏ[ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﻟﺪﺍ ﻷﺧﺖ ﺍﳊﻔﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﳌﺎ
94
ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺃﻣﻬﲈ‟.
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻓﺮﲥﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ
ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﴇ ﺍﳌﻌﻮﺯﻳﻦ ،ﻓﺨﺼﻮﻫﻢ ﺑﺄﺩﻭﻳﺔ ﺃﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ،ﻷﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ
ﺍﻟﻌﻼﺝ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺑﺎﳌﺘﻴﴪﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﱰﺍﺕ ،ﻭﻟﺬﻟﮏ ﺃﻟﻒ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ
ﻛﺘﺎﺏ ﻃﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻟـˮﻋﻼﺝ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺑﺎﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻬﻞ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﺄﻳﴪﻫﺎ ﻛﻠﻔﺔ ﻭﺃﺧﻒ ﻣﺆﻭﻧﺔ
ﻟﻴﻨﺎﻝ ﻣﻨﺎﻓﻌﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻻﺳﻴﲈ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﺴﻜﻨﺔ 95‟،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﹸﻳ ﹾﻌ ﹶﻔ ﹾﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ
ﻛﺬﻟﮏ ﻣﻦ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑـˮﺷﻬﺎﺩﺓ ...ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻹﻋﺴﺎﺭ 96‟.ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ
97
ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺑﺪﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﳛ ﹼﺒﺲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ.
.92ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ51 ،50/II ،؛ 454/III؛ .254/IV
.93ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﲏ ،ﻧﻔﺢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻟﺮﻃﻴﺐ ﻭﺫﻛﺮ ﻭﺯﻳﺮﻫﺎ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺇﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ.360/I ،(1988 ،
.94ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.524 ،
.95ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ ،ﻃﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ3375 :ﺩ.220-146 ،
.96ﺃﺑﻮ ﳛﻴﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ،ﴍﺡ ﲢﻔﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ
ﺭﻗﻢ43 ،278 :ﺃ.
.97ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﺍﻟﻄﻨﺠﻲ ،ﲢﻔﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭ ﰲ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭﻋﺠﺎﺋﺐ
ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ182 /II ،(1322 ،؛ ﺍﻟﻮﻧﴩﻳﴘ ،ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ.342-341/VII ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 211
ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﴪ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ﺇﱃ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﳌﺤﺘﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﳌﺪﱃ ﲠﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﳎﺎﻧﻴﺔ
ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻥ ˮﻗﻄﻊ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺍﺟﺐ ،ﻷﳖﺎ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺿﻌﻔﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ ﻭﻣﺴﻜﻨﺘﻪ ﻭﲢﻮﻓﻪ ﰲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ؛
98
ﻛﺜﲑ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﺒﺬﺭﺍ ،ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ‟.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﰲ ﺗﴫﻓﻪ ﹶ
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﺴﺒﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﺇﺫ ﺃﻭﻛﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺤﺘﺴﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﺭﺀﺍ ﻟﻠﻐﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻄﺎﻝ
ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ؛ ﻓﻤﻦ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ˮﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻧﺼ ﹼﻔﻮﺍ ﺑﺎﳉﺪﺍﺭ،
ﺃﻻ ﳜﻠﻄﻮﺍ ﻋﻘﺎﺭ ﻧﺴﺨﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺇﻻ ﺑﻤﺤﴬ ﺍﻷﻣﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻛﻞ ﺩﻭﺍﺀ
ﻣﺘﺤﻮﻝ ﻋﲆ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭﺗﻌﺪ ﻋﻘﺎﻗﲑﻩ ﻭﳜﻠﻂ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﳛﻠﻔﻬﻢ ﻋﲆ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﻜﺜﺮﻭﻩ ﺑﻐﲑﻩ ﻭﻻ ﻳﻌﺠﻨﻮﻩ ﺇﻻ ﺑﻌﺴﻞ ﻃﻴﺐ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻨﴫﻓﻮﻥ
99
ﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻷﴍﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﳌﺎ ﻳﻌﱰﳞﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‟.
ﻭﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﹸﻳﻘﺎ ﹶﺑﻞ ﺫﻟﮏ ﺑﺈﻫﺪﺍﺀ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﳌﺆﻟﻔﺎﲥﻢ ﻟﻠﺴﻼﻃﲔ .ﻓﺎﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺑﺈﻳﻌﺎﺯ ﻣﻦ ﺃﻣﲑ ﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﰊ
ﺍﳊﺴﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﺎﳌﻮﻓﻖ ﺃﺣﺪ ﻣﻠﻮک ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ 100.ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺃﻫﺪ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻨﴫﻱ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﷲ،
ﻣﻠﮏ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ 101.ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ ﳌﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺮﻳﻨﻲ ﺃﰊ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ
102
ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ.
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﻧﺘﺒﲔ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺴﲈﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ،
ﻓﻬﻤﺖ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ،ﻣﻜﻨﺖ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ
ﱠ
ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﻭﺧﱪﺍﲥﻢ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ.
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺎﻥ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻣﺴﱰﺳﻼ ﺗﺴﻌﻔﻨﺎ ﻣﻌﺎﳌﻪ ﰲ ﻭﺿﻊ ﲢﻘﻴﺐ
ﻟﺬﻟﮏ ﺍﻟﱰﺍﺙ ﺍﳌﻌﺮﰲ؛ ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﺫﻟﮏ ﺑﲔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ ،ﻭﻣﺮﺣﻠﺔ
.98ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻥ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.13 ،
.99ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ،ﰲ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﳊﺴﺒﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺇ.ﻟﻴﭭﻲ ﺑﺮﻭﭬﻨﺴﺎﻝ )ﺑﺎﺭﻳﺲ :ﺇﺭﻧﺴﺖ ﻟﻮﺭﻭ،(1931 ،
.45-46
.100ﺍﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ.5 ،
.101ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.14 ،
.102ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺐ ﳌﻦ ﺣﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﺴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ،ﺭﻗﻢ ،3477 :ﻭ.4777
212 Said Benhammada
ﳊﻜﹶﻢ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﳍﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻴﻔﺘﲔ ﺍﻷﻣﻮﻳﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻨﺎﴏ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺍ ﹶ
ﺍﳌﺴﺘﻨﴫ )366-350ﻫـ976-961/ﻡ(؛ ﻓﻘﺒﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ˮﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ
ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ]ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ[ ﻭﻻ ﳊﻖ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﻧﲈ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻄﺐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻴﺶ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﰲ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻓﻘﻂ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺼﻨﻔﺔ ﰲ ﺃﺻﻮﻟﻪ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ
ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ،ﻭﻟﻴﺴﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ﺑﺬﻟﮏ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﻣﻼک ﰲ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺪﺓ،
103
ﺇﻻ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﻏﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ،ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻧﻮﺍﲥﺎ ﻭﻗﺮﺃﻭﺍ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﺎ‟.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻟﻸﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ؛ ﻓﻔﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻷﻭﺳﻂ )273-238ﻫـ886-852/ﻡ( ˮﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ...ﻳﻌﻮﻟﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﲆ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﲢﻘﻖ ﺑﻪ ﻭﻻ ﳾﺀ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﺇﻧﲈ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻮﻟﻮﻥ ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺏ
104
ﺑﺄﻳﺪﳞﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﺑﺮﺷﻴﻢ ،ﻭﺗﻔﺴﲑﻩ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻭﺍﳌﺠﻤﻮﻉ‟.
ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺑﺮﺷﻴﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻼﺳﻢ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ )،(Aphorismi
ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻷﺑﻘﺮﺍﻁ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﲆ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺮﺟﻢ ﰲ ﺍﳌﴩﻕ
ﻭﺃﻋﻄﻲ ﻟﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ،ﻭﻫﻮ ﺗﺮﲨﺔ ﻟﻼﺳﻢ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ ،ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ
105
ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﺍﺣﺘﻔﻈﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﰲ ﺻﻴﻐﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ.
ﻭﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ،ﺃﻥ ﳛﻴﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ( ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ
ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﺃﺳﻔﺎﺭ ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻹﺑﺮﺷﻴﻢ .ﻭﳛﻴﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻨﺎﴏ،
ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﴫﺍﻧﻴﺎ ،ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﺼﻨﻔﻪ ﻫﺬﺍ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﰲ
106
ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ.
ﻏﲑ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎﻩ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﻠﻨﺎ ﻋﲈ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻞ ﻣﻦ
ﺃﻱ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﲢﲔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﳑﻦ
ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻋﲆ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﳌﴩﻗﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ-ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ-
107
ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ.
ﻭﻳﻮﺣﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻭﱄ ﺑﺼﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﻓﺤﺼﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻋﺘﻤﺪ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﳜﺎﻟﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ﰲ ﻃﺒﻘﺎﺕ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﳊﻜﲈﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﱰﲨﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ
.103ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ.186-185 ،
.104ﻧﻔﺴﻪ186 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.92 ،
.105ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ92 ،؛ ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ.100 ،
.106ﻋﻦ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻭﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻭﻣﺬﻫﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.17-16 ،
107. L. Leclerc, Histoire, t. 1, 418.
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 213
108
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ.
ﺃﻣﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ،ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ؛ ﻷﻥ
ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﺒﺔ ˮﲢﺮک ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﱂ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻇﻬﻮﺭﺍ ﻏﲑ ﺷﺎﺋﻊ ﰲ
109
ﻗﺮﻳﺐ ﻭﺳﻂ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‟.
ﻭﻟﺬﻟﮏ ﱂ ﹸﻳ ﹶﺴ ﹼﻠﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﺑﲈ ﺗﺮﲨﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ،ﻭﺇﻧﲈ ﻛ ﹼﻴﻔﻮﺍ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﳑﺎ ﻗﺪﻣﻪ
ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ .ﻭﻟﻨﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺫﻟﮏ؛
ﻓﻌﲆ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ،ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺑـ”ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ“،
ﻭ”ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﳊﺸﺎﺋﴚ “،ﻭˮﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻄﺐ ،ﻭﺍﻟ ﹶﻌ ﹶﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﲑ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ،
ﺗﻜﻠﻢ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ،ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ،ﻭﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳋﻤﺲ ﻣﻘﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﱂ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺃﺣﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺫﻟﮏ ﺑﻤﺜﻞ ﻛﻼﻣﻪ 110‟.ﻓﻘﺪ ﺧﻀﻊ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﻟﱰﲨﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻭﺗﻜﻤﻠﺔ
111
ﳌﻀﺎﻣﻴﻨﻪ.
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻌﻨﻲ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺸﺎﺋﺶ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻫﻴﻮﱃ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻄﺐ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻷﻭﰱ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ،ﻭﺍﻋﺘﻨﻰ ﺑﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﲈﺀ ،ﺑﻔﻀﻞ ﺇﺩﺧﺎﻟﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﻃﺒﺔ
ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳋﻠﻴﻔﺘﲔ ﺍﻟﻨﺎﴏ ﻭﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ،ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﴩﻭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﴍﻓﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺇﺫ
ﻗﺎﺩﺕ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ-ﲢﺖ ﺇﴍﺍﻑ ﳉﻨﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ-ﺇﱃ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﱄ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ.
ﻛﲈ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻧﻴﻘﻮﻻ ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ
112
ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻠﻤﻲ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﲔ.
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ ﺃﺻﺤﺎﲠﺎ ﺇﻣﺎ ﻋﲆ
ﻧﻘﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ،ﺃﻭ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺑﻌﺾ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ،ﺃﻭ ﺗﻜﻤﻠﺘﻪ .ﻭﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ﺍﻟﺬﻱ
.108ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.92 ،
.109ﻧﻔﺴﻪ.64 ،
.110ﻧﻔﺴﻪ.21 ،
.111ﺍﺑﻦ ﻭﺍﻓﺪ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ.5 ،
.112ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ﺑﻨﺺ ﻫﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﺍﻟﱰﲨﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﳊﻘﺖ ﻧﺴﺨﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﲢﺖ ﺇﴍﺍﻑ ﻧﻴﻘﻮﻻ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ،ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﺣﺴﺪﺍﻱ ﺑﻦ ﺷﱪﻭﻁ ﺍﻹﴎﺍﺋﻴﲇ،
ﻭﳏﻤﺪ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺒﺴﺒﺎﳼ ،ﻭﺃﰊ ﻋﺜﲈﻥ ﺍﳊﺰﺍﺯ ﺍﳌﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ،ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ،ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ
ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﺑﻦ ﻫﻴﺜﻢ ،ﻭﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻘﲇ؛ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.495-493 ،
214 Said Benhammada
ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺇﺳﻬﺎﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﱰﲨﺔ ﺍﳉﲈﻋﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳊﺸﺎﺋﺶ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ؛ ﻓﺄﻟﻒ ”ﻣﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺩﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ
ﻛﻴﻼ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ“؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺆ ﱠﻟﻒ ،ﻛﲈ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ،ﺗﻜﻤﻴﲇ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ
ﻭﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻋﲆ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺒﺎﰐ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻷﻥ ˮﺩﻳﺴﻘﻮﺭﻳﺪﺱ ﺃﻏﻔﻞ ﺫﻟﮏ ،ﺇﻣﺎ ﻷﻧﻪ ﱂ
113
ﻳﺮﻩ ،ﻭﱂ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻋﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﮏ ﻛﺎﻥ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺩﻫﺮﻩ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻪ‟.
ﺇﻥ ﺗﺮﻛﻴﺰﻧﺎ ﻋﲆ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ ﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﲢﻘﻴﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﺮﺩﻩ
ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱰﺓ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻪ ﻣﺪﺓ ﹸﺣﻜﹾﻢ ﺍﻟﻨﺎﴏ ﻭﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ﺍﻷﻣﻮﻳﲔ
ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ ˮﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﳋﲑﺍﺕ ... ،ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﴩﻕ،
114
ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﳍﻤﻢ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳑﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ‟.
ﺃﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﳊﹶﻜﹶﻢ ﻓﻜﺎﻥ ˮﻣﺸﻐﻮﻓﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ،ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﲆ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻬﺎ ،ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ
ﻓﺤﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻭﻳﺒﺬﻝ ﰲ ﺃﻋﻼﻗﻬﺎ ﻭﺩﻓﺎﺗﺮﻫﺎ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻷﺛﲈﻥ ،ﻭﻧﻔﻖ ﺫﻟﮏ ﻟﺪﻳﻪ؛ ﹸ
ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﳌﻠﮏ ﺳﻮﻕ ،ﻣﺎ ﻧﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻠﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻏﺼﺖ ﲠﺎ ﺑﻴﻮﺗﻪ ،ﻭﺿﺎﻗﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺧﺰﺍﺋﻨﻪ... ،
]ﻷﻧﻪ[ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺭﺍﻏﺒﺎ ﰲ ﲨﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﴩﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻓﻨﻮﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ،ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﲆ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺇﳊﺎﻕ ﻣﻦ ﺩﺭﺱ ﻧﺴﺒﻪ ﺃﻭ ﺟﻬﻠﻪ
ﺑﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﺠﻠﺒﺎ ﻟﻠﻌﻠﲈﺀ ﻭﺭﻭﺍﺓ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﻳﺸﺎﻫﺪ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﲈﺀ،
ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﺮﻭﻱ ﻋﻨﻬﻢ ... ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺭﺍﻗﻮﻥ ﺑﺄﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻳﻨﺘﺨﺒﻮﻥ ﻟﻪ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻴﻒ،
ﻭﺭﺟﺎﻝ ﻳﻮﺟﻬﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ 115‟.ﺑﻞ ﺇﻥ ﻣﺪﻭﻧﺎﺗﻪ ﺷﻜﻠﺖ ﺇﺣﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﺎﺭﻳﺦ
116
ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ.
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﻌﺘﱪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﻔﱰﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻷﳖﺎ
ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﺳﲈﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﺍﳌﴩﻭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ
ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻠﺘﲔ ﺟﻌﻠﺘﺎ ﺍﻟﱰﲨﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺃﺛﺎﰲ ﺫﻟﮏ ﺍﳌﴩﻭﻉ .ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﲪﻠﺖ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ
ﻋﲆ ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﴩﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﺘﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳋﻠﻴﻔﺘﲔ ﺍﻟﻨﺎﴏ
ﻭﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ﻟﻌﻼﻗﺎﲥﲈ ﺍﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﳉﻠﺐ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺇﱃ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺸﺎﺋﺶ ﻟﺪﻳﺎﺳﻘﻮﺭﻳﺪﻭﺱ ،ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻫﺮﻭﺷﻴﻮﺵˮ ،ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﻠﺮﻭﻡ ﻋﺠﻴﺐ،
.113ﻧﻔﺴﻪ.495 ،
.114ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ98-97 ،
.
.115ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﺑﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻋﻲ ،ﺍﳊﻠﺔ ﺍﻟﺴﲑﺍﺀ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺴﲔ ﻣﺆﻧﺲ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺩﺍﺭ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ.202-200/I ،(1985 ،
.
.116ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ95 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 215
117
ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ،ﻭﻗﺼﺺ ﺍﳌﻠﻮک ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﻈﻴﻤﺔ‟.
ﻛﲈ ﲨﻌﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱰﺓ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﲈﺀ ﻹﻏﻨﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻧﺬﻛﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﲈﻋﻴﻞ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﳊﻜﻴﻢ )ﺕ331 .ﻫـ942/ﻡ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﴍﻑ ﻋﲆ ﺟﻠﺐ
ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﱃ ﻗﺮﻃﺒﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ؛ ﺇﺫ ˮﺍﻧﺘﺪﺑﻪ ﺍﻷﻣﲑ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ﺑﺎﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻨﺎﴏ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺫﻟﮏ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻴﻪ ،ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ،
ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﺠﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻣﴫ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﳌﴩﻕ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻴﻒ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ،
ﻭﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﲨﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻴﻪ ،ﺛﻢ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻣﻠﻜﻪ ﻣﻦ
ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻣﺎ ﲨﻌﺘﻪ ﻣﻠﻮک ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﰲ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .ﻭﲥﻴﺄ ﻟﻪ ﺫﻟﮏ ﺑﻔﺮﻁ ﳏﺒﺘﻪ
ﻟﻠﻌﻠﻢ ،ﻭﺑﻌﺪ ﳘﺘﻪ ﰲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،ﻭﺳﻤﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻮک؛ ﻓﻜﺜﺮ
118
ﲢﺮک ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ‟.
ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺻﺤ ﹶﺔ ﺭﺑﻄﻨﺎ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﱰﺍﺟﻊ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ
ﳊﻜﹶﻢ
ﻌﺰ ﺇﱃ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻋﲆ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍ ﹶﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 5ﻫـ11/ﻡ ﹸﻳ ﹶ
ﺍﳌﺴﺘﻨﴫ ﻭﺗﻮﻟﻴﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺒﺪ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺎﻣﺮ )ﺕ392 .ﻫـ1001/ﻡ( ﺑﺎﳌﻠﮏ
ﳊﻜﹶﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻏﲑﻫﺎ، ﰲ ﻋﻬﺪﻩ؛ ﺇﺫ ﻋﻤﺪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺇﱃ ˮﺧﺰﺍﺋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺍ ﹶ
ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﴐﻭﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻴﻒ ﺑﻤﺤﴬ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ
ﻣﺎ ﰲ ﲨﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﮏ ،ﺣﺎﺵ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ؛ ﻓﻠﲈ ﲤﻴﺰﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﮏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ ﺑﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ... ،ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﺮﺍﻗﻬﺎ
ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﻫﺎ؛ ﻓﺄﺣﺮﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﻃﺮﺡ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﺁﺑﺎﺭ ﺍﻟﻘﴫ ،ﻭﻫ ﹼﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﱰﺍﺏ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ،
119
ﻭﻏﲑﺕ ﺑﴬﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺎﻳﲑ‟.
ﻏﲑ ﺃﻥ ﳏﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﱂ ﺗﻨﺠﺢ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ،ﺑﻞ ﻛﺘﻢ ﺍﳌﻬﺘﻤﻮﻥ ﲠﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ؛ ﺇﺫ ˮﱂ ﻳﺰﻝ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻟﻨﺒﺎﻫﺔ ﻣﺬ ﺫﻟﮏ ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﳌﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ
ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ ﳍﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﮏ ،ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﺮﺿﺖ
120
ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ‟.
ﻭﺗﻌﺎﻓﺖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ-ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﳌﻠﺤﻘﺔ ﲠﺎ-ﰲ ﻓﱰﺓ ﻣﻠﻮک ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﹸﻌﺪﱡ
ﹴ
ﺗﺪﺑﲑ ﺟﻐﺮﺍﰲ ﻭﺳﻴﺎﳼ ﻭﺛﻘﺎﰲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ
.117ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.494 ،
.118ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ.163-162 ،
.119ﻧﻔﺴﻪ.164-163 ،
.120ﻧﻔﺴﻪ.164 ،
216 Said Benhammada
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﳎﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﻋﲆ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻠﻮﻛﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ
ﰲ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﲈﺀ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﳛﺜﻮﳖﻢ ﻋﲆ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ،ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﲢﻮﻟﺖ ﺇﱃ ﺭﺃﺳﲈﻝ
ﺭﻣﺰﻱ ﻷﻭﻟﺌﮏ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﻣﴩﻭﻋﻴﺔ ﺣﻜﻤﻬﻢ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﺩ ﰲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ
ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ˮﺍﻓﱰﻕ ﺍﳌﻠﮏ ﻋﲆ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺮﺑﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ
ﺍﳍﺠﺮﺓ ،ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻃﻮﺍﺋﻒ ،ﻭﺍﻗﺘﻌﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﺎﻧﺸﻐﻞ
ﲠﻢ ﻣﻠﻮک ﺍﳊﺎﴐﺓ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﺍﺿﻄﺮﲥﻢ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﻊ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﻲ ﺑﻘﴫ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻣﻦ ﺫﺧﺎﺋﺮ ﻣﻠﻮک ﺍﳉﲈﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﺘﺎﻉ؛ ﻓﺒﻴﻊ ﺑﺄﻭﻛﺲ ﺛﻤﻦ
ﻭﺃﺗﻔﻪ ﻗﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﻧﺘﴩﺕ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺄﻗﻄﺎﺭ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﰲ ﺧﻼﳍﺎ ﺃﻏﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻠﺘﺖ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﳌﻤﺘﺤﻨﲔ ﳋﺰﺍﻧﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺎﻣﺮ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺃﻳﻀﺎ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﴚﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﰲ ﻃﻠﺐ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺗﺘﺒﴫ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﱃ ﻭﻗﺘﻨﺎ؛ ﻓﺎﳊﺎﻝ ،ﻧﺤﻤﺪ ﺍﷲ
121
ﺗﻌﺎﱃ ،ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﰲ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﲢﺠﲑ ﻃﻠﺒﻬﺎ‟.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻮﺍ ﺑﺄﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﰲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﻄﺐ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺪ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻓﺎﺩﺗﻪ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﲤﺜﻠﻪ
ﲡﺮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﹼﺑﺰ ﻣﻨﺎﻃﻘﺔ ﻋﴫﻩ؛ ﺇﺫ ˮﻋﻨﻲ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺃﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﹼ
ﺳﲈﻩ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ
ﳊﺪﻭﺩ ﺍﳌﻨﻄﻖ ،ﺑﺴﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﲆ ﺗﺒﻴﲔ ﻃﺮﻕ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻼ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻭﺟﻮﺍﻣﻊ
ﴍﻋﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺍﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﻮﻟﻪ ،ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﻏﺮﺿﻪ
122
ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻘﻂ‟.
ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﹼﻭﻻ ﺍﺭﺗﺎﺽ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ؛ ﻓﻜﺘﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﹾ
ﻭﳎﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻓﻜﺮﺍ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ،ﺧﻀﻌﺎ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺯﻣﻨﻲ ﻣﻜﻨﻬﲈ
ﻣﻦ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﻭﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﻋﲆ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﳑﺎ ﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻧﺴﺒﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﲈ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ.
ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ
ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﰲ ﻧﺴﻖ ﺛﻘﺎﰲ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺑﺮﻫﺎﻧﻴﺔ ﻟﻀﲈﻥ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺛﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ
ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﲡﺴﺪﻫﺎ ”ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ“،
ﺑﻤﺮﺗﻜﺰﺍﲥﺎ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﳌﱰﺳﺦ ﻟﻠﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ،
ﻭﻧﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ”ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﺘﺸﺎﺑﻪ“ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ،ﻭﻧﻈﲑﲥﺎ ”ﺍﻟﻌﻼﺝ
.121ﻧﻔﺴﻪ.165-164 ،
.122ﻧﻔﺴﻪ.182 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 217
ﺑﺎﻟﻀﺪ“ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺑﺌﺔ؛ ﻷﻥ ˮﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ
123
ﺣﺎﻓﻈﺔ ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﻣﻐﲑﺓ‟.
ﻭﺗﺴﺘﻤﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ )ﺕ.
ﺣﻮﺍﱄ 375ﻕ.ﻡ( ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ 124.ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﮏ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﲔ
ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺟﻌﻼ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﲢﺪﻳﺪ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳌﺮﺽ،
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﴐﻭﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﲆ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﺧﺮ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻨﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﲆ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ
ﺍﳌﺤﻴﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻣﴩﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳛﺪﺩ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ
ﻭﺍﻟﻄﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﺍﳌﺘﺠﺴﺪﺓ ﰲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻼﺣﻖ؛ ﺇﺫ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔﹶ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ
125
ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ.
ﻭﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺃﳖﺎ ﻭﻇﻔﺖ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﲡﺮﻳﺒﻴﺎ
ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﲆ ﺍﻟﺒﺪﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺣﺎﺋﻼ
-ﻣﺜﻼ -ﹺ
ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺟﻮ ﹶﺩ ﻣﺮﺽ ﰲ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﺪﺓ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﲆ
ﺍﻟﺒﻮﺍﺳﲑ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮﺓ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ ﺩﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻜﺒﺪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﲪﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ
126
ﺳﺒﻠﺔ.
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﺳﻄﻘﺲ ﻫﻮ ”ﺃﺳﻄﻮﺧﻴﺎ“ ) ،(Stoixîaﻓﻌﺮﺑﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﱃ
”ﺃﺳﻄﻘﺲ “،ﻭﻋﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑـ”ﺍﻟﻌﻨﴫ “.ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﻣﻦ
ﺃﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﱰﺍﺏ ،ﻭﳍﺎ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻭﻛﻴﻔﻴﺎﺕ
ﺃﺭﺑﻊ ﻭﻫﻲ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ،ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ،ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﮏ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺧﻔﻴﻔﺎﻥ )ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ( ،ﻭﺍﻵﺧﺮﺍﻥ ﺛﻘﻴﻼﻥ )ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﱰﺍﺏ( .ﻛﲈ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺆﺛﺮ )ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﱪﻭﺩﺓ(،
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺄﺛﺮ )ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ(.
ﻭﻟﻜﻞ ﺃﺳﻄﻘﺲ ﻛﻴﻔﻴﺘﺎﻥ؛ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻌﻨﴫ ﻣﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺟﺘﲈﻋﻬﲈ ﻓﻴﻪ ﳌﺎ ﺑﲔ
ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﺩ؛ ﻓﺎﻟﻨﺎﺭ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ
ﹸﻨﻀﺠﻪ ﻭﺗﻮﳉﻪ ﻭﺗﻜﴪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ .ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ ﺣﺎﺭ ﻭﺭﻃﺐ ،ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻠﻄﻴﻒ ﺃﳖﺎ ﺗﻠﻄﻒ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺗ ﹺ
.123ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.4 ،
.124ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻛﻼﻭﺩﻳﺲ ،ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻋﲆ ﺭﺃﻱ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ،ﺗﺮﲨﺔ ﺣﻨﲔ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﻹﺳﻜﻮﺭﻳﺎﻝ ﺑﻤﺪﺭﻳﺪ
ﺭﻗﻢ56 ،874 :ﺏ83 ،ﺃ؛ ﻭﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﲔ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.46 ،41 ،16 ،
.125ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻣﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻼﺋﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺎﻥ.41-40 ،
.126ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ،ﰲ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﳊﺴﺒﺔ.57 ،
218 Said Benhammada
ﻭﺍﳋﻠﺨﻠﺔ .ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻛﻴﻔﻴﺘﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﻔﻈﻪ .ﻭﺍﻟﱰﺍﺏ
ﻃﺒﻌﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻤﺴﺎک ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﺑﺎﻟﱰﺍﺏ
127 ﺃﻓﺎﺩ ﺍﳌﺎﺀ ﹶ
ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ،ﻭﺃﻓﺎﺩ ﺍﻟﱰﺍﺏ ﺍﻻﺳﺘﻤﺴﺎک ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ.
ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ .ﻭﺍﳋﻠﻂ ﺟﺴﻢ ﺭﻃﺐ ﺳﻴﺎﻝ ،ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﺍﳌﹺ ﱠﺮﺗﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ،ﻭﺍﻟ ﹸﺒﻠﻐﻢ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﻥ
ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻣﺸﺎﻛﻠﺔ
128
ﻟﻠﻨﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﳍﻮﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﳑﺎﺛﻞ ﻟﻠﲈﺀ ،ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﱰﺍﺏ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ .ﻭﺍﳌﺰﺍﺝ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ،
ﻭﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﴏ ﻭﲤﺎﺯﺟﻬﺎ .ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻣﺰﺟﺔ ،ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ )ﺣﺎﺭ ،ﻭﺑﺎﺭﺩ،
ﻭﺭﻃﺐ ،ﻭﻳﺎﺑﺲ( ،ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ )ﺣﺎﺭ ﺭﻃﺐ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻡ ،ﻭﺣﺎﺭ ﻳﺎﺑﺲ ﻋﲆ ﺷﺎﻛﻠﺔ
ﻭﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ،ﻭﺑﺎﺭﺩ ﺭﻃﺐ ﻋﲆ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﳌﺎﺀ ﹺ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﳌ ﹼﺮﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ،ﻭﺑﺎﺭﺩ ﻳﺎﺑﺲ ﳑﺎﺛﻞ ﻟﻠﱰﺍﺏ ﹼ
ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ( ،ﻭﺗﺎﺳﻊ ﻣﻌﺘﺪﻝ؛ ﻭˮﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ...ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺑﲔ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﲏ،
ﻭﻏﲑ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﻫﻮ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﮏ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﰲ ﻣﺰﺍﺝ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﻮﻉ ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﻏﻠﺒﺔ ﻛﻴﻔﻴﺘﲔ
129
ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻭﻣﻨﻔﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ‟.
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﻟﻸﻣﺰﺟﺔ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ،ﻭﺗﺄﺛﲑ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺷﻜﻞ ﺍﳌﻌﲈﺭ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ
130
ﻭﺍﻟﺴﺤﻨﺔ.
ﺍﳉﻨﺲ ﻭﺍﻟﺴﻦ ﹼ
ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﲔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﲔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ؛ 131ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ
ﺍﻟﱪﺩ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﲆ ﻣﻨﺎﺥ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ
ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﻦ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ 132 .ﻭﻟﺬﻟﮏ ﻓﺈﻥ ﹾ
ﻭﺳﺤﺎﳖﻢ ﺧﺸﻨﺔ ،ﻭﻫﻀﻮﻣﻬﻢ ﻗﻮﻳﺔ، -ﻣﺜﻼ -ﺟﻌﻞ ﺃﺟﺴﺎﻡ ˮﺃﻫﻠﻬﺎ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺻﻠﺒﺔ ،ﹺ
.127ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ .38 ،37-36 ،31 ،ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻬﻨﺎ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺘﻤﻴﻢ ﻻﺣﺘﻮﺍﺋﻪ ﻋﲆ ﺃﻣﻮﺭ
ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﻄﻮﺍﻥ ﺭﻗﻢ.19 ،18 ،17 ،10 ،9 ،13 :
.128ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.44 ،
.129ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ85 ،؛ ﻧﻔﺴﻪ ،ﴍﺡ ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ11 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ42 ،41 ،40 ،39 ،؛
ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.150 ،139 ،134 ،55 ،20 ،
Jacquart, ‟The influence,ˮ 967.
.130ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ335-334 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ248 ،74 ،42 ،؛ ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ
ﺳﻴﻨﺎ.160-159 ،
.131ﻣﺆﻟﻒ ﳎﻬﻮﻝ ،ﺫﻛﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻭﺗﺮﲨﺔ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﻮﻟﻴﻨﺎ )ﻣﺪﺭﻳﺪ :ﺍﳌﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﲆ ﻟﻸﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ -ﻣﻌﻬﺪ
ﻣﻴﮕﻴﻞ ﺃﺳﲔ.10 ،9 ،(1983 ،
.132ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ91 ،57-56 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.76-74 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 219
133
ﺟﺮﻳﺔ‟ . ﻭﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﳌﻜﺎﻥ ﺍﳊﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻱ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﲆ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ
ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﺪ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻒ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﻭﻱ
)ﺕ557 .ﻫـ1162/ﻡ( ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـ”ﺍﻟﻌﻨﺎﴏ“؛ ﺇﺫ ﺃﺑﺮﺯ ﺧﻄﺄ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﲤﻴﻴﺰﻫﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻨﺎﴏ ﻭﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ،ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻨﴫ ﻭﺍﻷﺳﻄﻘﺲ؛ ﻓﺎﻟﻌﻨﴫ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﻮ ˮﺍﻟﻄﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﺍﻟﻌﻨﴫ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﺻﺎﺭ ﺃﺳﻄﻘﺴﺎ ‟.ﻛﲈ ﺣﺪﺩﻩ ﺑﺄﻧﻪ
ˮﺟﻮﻫﺮ ﻣﺘﻮﻫﻢ ﺑﻼ ﻛﻴﻔﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺳﻄﻘﺲ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﺼﻮﺭ ﻣﻜﻴﻒ 134‟.ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﺘﴫﻳﻒ ﳌﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﺇﻧﲈ ﰲ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻛﻠﻪ ،ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ؛ ﺇﺫ ﺗﹸﺮﺟﻢ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﳉﺮﺍﺣﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﱰﻛﻴﺔ ﺳﻨﺔ 869ﻫـ1465/ﻡ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﲈﲏ ﳏﻤﺪ
ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ.
ﻭﻣﺎ ﻳﻔﴪ ﺗﻠﮏ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﻭﻱ ﻋﲆ ﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺑﻮﻟﺲ
ﺍﻹﻧﺠﻴﲇ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ VIIﻡ ،ﺑﻞ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﺭﺍﺀﻩ ﻭﻣﻠﺤﻮﻇﺎﺗﻪ .ﻛﲈ ﺍﺳﺘﻨﺪ
135
ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺎﻭﻱ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ )ﺕ .ﺣﻮﺍﱄ 313ﻫـ.(925/
ﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺩ ﺫﻟﮏ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳌﺸﱰک ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ
ﻟﺪ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻌﺎﲏ ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟـ”ﺃﺛﻴﻨﺎﻭﺱ“ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﲏ ﺍﻟﺬﻱ
ﱂ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ؛ ﻓﻠﲈ ˮﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ... ،ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ
ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺭﻓﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﳌﻨﻄﻖ 136“.ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻄﻘﺲ ˮﺟﺴﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ
ﺍﳌﺮﻛﺐ ،ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﱰﻛﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﴚﺀ ﻭﻻ ﻳﱰﻛﺐ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ،ﻭﻗﺪ ﳛﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺤﻞ
137
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺮﻛﺐ ﺇﺫﺍ ﻓﺴﺪ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺤﻞ ﻫﻮ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ“.
ﻭﲠﺬﺍ ﺍﳌﻌﻨﻰ ،ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﺤﻮﻝ ”ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ“ ﺇﱃ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻧﱰﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ
ﺍﳌﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﳖﺎ ﲣﺺ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳉﲈﻋﺎﺕ ﺑﻤﺰﺍﺝ ﻣﻌﲔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ
ﺍﳌﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﺴﺒﻬﺎ ﹸﺑﻌﺪﺍ ﺍﺟﺘﲈﻋﻴﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎ 138،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ
.133ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ.97-96/I ،
.134ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﺘﴫﻳﻒ ﳌﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،ﻧﴩﻩ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﻄﺎﰊ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.133-132 ،(1988 ،
135. Savage-Smith, ‟Medicine,ˮ 921.
.136ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ.50-49 ،
.137ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﴍﺡ ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ6 ،؛ ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.63 ،45 ،35-34 ،
.138ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ،ﳐﺘﴫ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ1442 :ﺩ34 ،ﺃ34 ،ﺏ؛
ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ.57-56 ،
220 Said Benhammada
ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ˮﺗﺄﺛﲑ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﰲ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﴩ ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ]ﻣﻦ[ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ‟،ﻭﻋﻦ ˮﺃﺛﺮ ﺍﳍﻮﺍﺀ
ﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺒﴩ ‟،ﻭˮﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﰲ ﺍﳋﺼﺐ ﻭﺍﳉﻮﻉ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺫﻟﮏ ﻣﻦ
139
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﰲ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﺒﴩ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ‟.
ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻟﺘﻠﮏ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
ﻗﺪ ﺍﻧﺤﴫﺕ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳌﺮﺽ ﻭﺗﻄﻮﺭﳘﺎ ،ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ”ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“
ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﱰﻛﻴﺐ ﺍﳌﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻛﺎﻥ ﳎﱪﺍ ﻋﲆ ﺍﻻﺳﱰﺷﺎﺩ
ﺑﺬﻟﮏ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﴩﻭﻁ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ؛ ﻭﺃﻥ
ﺣﺼﻮﻝ ﺍﳌﺮﺽ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﰲ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺑﻤﺤﻴﻄﻪ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ.
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺄﰐ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳊﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻻﺑﻦ
ﺍﳋﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﲡﻠﻴﺎﲥﺎ ﻋﱪ
ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺐ.
ﻭﺑﺬﻟﮏ ﻓﺈﻥ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ”ﻃﺒﻴﻌﻴﺎﺕ“ ﺍﻟﻌﴫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ،ﻭﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺘﻤﻴﺔ .ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻠﲈﺀ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ”ﻃﺒﺎﺋﻊ“
ﻭ”ﻛﻠﻴﺎﺕ“ ﻻ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺫﻟﮏ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ
ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳋﻠﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳉﲈﻋﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﳌﺒﺎﴍ ﻟﻠﻌﻮﺍﻣﻞ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺇﻧﲈ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﲆ ﺁﺛﺎﺭ ”ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﺪ “،ﻷﻥ ˮﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ
ﻋﻮﺍﺋﺪﻩ ﻭﻣﺄﻟﻮﻓﻪ ﻭﻣﺰﺍﺟﻪ ،ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺃﻟﻔﻪ ﰲ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﻣﻠﻜﺔ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﻣﻨﺰﻟﺔ
ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ )ﺕ.
ﹸ ﹺ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﳉﺒﻠﺔ 140‟.ﻭﻟﺬﻟﮏ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﺍﳉﲇ ﰲ
808ﻫـ1405/ﻡ( ﺿﻤﻦ ”ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ “،ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺪﺍﻓﻌﲔ ﻋﻦ ”ﺍﳊﺘﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ“،
141
ﺑﺪﻋﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﺼﺺ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻟﻠﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ.
.139ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ.97 ،95 ،
.140ﻧﻔﺴﻪ.138 ،
.141ﺇﻳﭫ ﻻﻛﻮﺳﺖ ،ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ،ﺗﺮﲨﺔ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺳﻠﻴﲈﻥ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ193 ،(1974 ،؛ ﺍﳊﺴﲔ
ﺑﻮﻟﻘﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﺔ ﻭﳎﺎﻝ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﴡ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ) ،ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ :ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .180-179/I ،(1999 ،ﻭﻧﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺨﺮﳚﺎﺕ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺫﻫﻮﻝ ﺃﻭﻟﺌﮏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ
ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﻄﺐ؛ ﻓﺘﺄﻛﻴﺪﻩ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳋﺼﺐ ﻭﺍﳉﺪﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻪ ﲡﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺑﲔ
ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻭﺍﳊﴬﻱ ﻋﲆ ﺃﺳﺎﺱ ”ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺮﺍﻥ “.ﻛﲈ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻠﮏ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺣﺪ
ﺫﺍﲥﺎ ،ﻭﺇﻧﲈ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻃﺌﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﰲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺗﻠﮏ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﳎﺮﺩ ﺻﺪ ﻳﻜﺸﻒ
ﻣﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﺃﺻﺤﺎﲠﺎ ﺑﲈ ﺃﺿﺤﺖ ﲢﺘﻠﻪ ﻣﺴـﺄﻟﺔ ”ﺍﳊﺘﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ“ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ،
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪ ﻣﻮﻧﺘﻴﺴﻜﻴﻮ )ﺕ1755 .ﻡ( ﺍﻟﺬﻱ ﻓﴪ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺎﺳﲈ ﺍﻣﺘﺪ
ﺃﺛﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ؛ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﴏﻱ” ،ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﳊﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ “،ﳎﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ )ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ:
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ،(1990-1989 ،ﺍﻟﻌﺪﺩ .170 ،69-67 ،XVﳏﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﳉﺎﺑﺮﻱ ،ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ )ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ :ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﴩ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ.165 ،(1984 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 221
ﻭﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ ﺁﺧﺮ ،ﻓﺈﻥ ﺣﴫ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﰲ
ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻼﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ،ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺷﻢ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﳌﱰﺳﺦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﻠﻔﺘﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺪﺩ
”ﺃﺭﺑﻌﺔ“ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﺪ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﻴﺘﺎﮔﻮﺭﻳﺔ ،ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻔﻴﺘﺎﮔﻮﺭﺱ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ )ﺕ 500
ﻕ.ﻡ( ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﻋﻦ ﳾﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺇﻻ ﻭﺭﺑﻄﻮﻩ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ،ﻭﻟﺬﻟﮏ ﺳﻤﻮﺍ
ﺑـ”ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ“؛ ﻓﻜﺎﻥ ﳍﻢ ﰲ ˮﻧﻀﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﻋﲆ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﻣﺮﺍﺗﺒﻪ ﺭﻣﻮﺯ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﺃﻏﺮﺍﺽ
ﺑﻌﻴﺪﺓ 142‟.ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ﺟﻌﻠﺖ ﺭﻭﺍﺩﻩ ﻳﻤﺤﺼﻮﻥ
ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻭﳜﻀﻌﻮﳖﺎ ﻟﻠﺨﱪﺓ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺭﻓﻀﻮﺍ ˮﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ
143
]ﻭﻻ[ ﻳﻄﺎﺑﻘﻪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‟.
ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻬﺪﺕ ﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺗﲔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺘﲔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺘﲔ ﻣﻦ
”ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ “،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺮﺍﻫﻨﺔ ﻋﲆ ”ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ ﻟﺘﻠﮏ ﺍﻷﺳﻄﻘﺴﺎﺕ؛
ﻓﻜﺎﻧﺖ ”ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﺘﺸﺎﺑﻪ “،ﻭ”ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﻀﺪ“.
ﺃ .ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻭﱃ :ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﺘﺸﺎﺑﻪ
ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﴐﻭﺭﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﺪﻥ ،ﻭﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﳉﻨﺲ
ﻭﺍﻟﺴﻦ ﻭﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﺥ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻫﻲ ﺗﺪﺑﲑ ﻗﻴﺎﳼ ﻭﲡﺮﻳﺒﻲ ﻟـ”ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ“ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﲏ 144،ﻷﳖﺎ ﺗﻘﻴﺲ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻋﲆ ﻃﺒﺎﺋﻊ
ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻷﴍﺑﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺥ ﻭﺍﻟﻔﺼﻮﻝ؛ 145ﻓـˮﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﻐﻤﻲ ﳚﺐ ﴐﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ؛ ﺇﺫ ﻳﻮﺟﺪ ﻃﻌﺎﻡ ﻳﻨﻔﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﴬ ﻫﺬﺍ 146‟.ﻭﺣﻔﻆ ﺻﺤﺔ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳊﺎﺭ-ﻣﺜﻼ-ﻳﺘﻢ ﺑﺄﻏﺬﻳﺔ ﻭﻣﻴﺎﻩ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺳﻨﻪ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ،ﻷﻥ ˮﺗﺪﺑﲑ ﺷﺒﺎﺑﻪ
ﻛﺘﺪﺑﲑ ﺻﻴﻔﻪ ،ﻭﺗﺪﺑﲑ ﻛﻬﻮﻟﺘﻪ ﻛﺘﺪﺑﲑ ﺧﺮﻳﻔﻪ ،ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻛﺘﺪﺑﲑ ﺷﺘﺎﺋﻪ ،ﻭﺗﺪﺑﲑ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ
ﻛﺘﺪﺑﲑ ﺭﺑﻴﻌﻪ 147‟.ﻭﺍﳌﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺒﻊ ،ﻟﺬﻟﮏ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ
148
ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﻷﻫﻮﻳﺔ.
.142ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ.49 ،35-34 ،
.143ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻛﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ،ﳐﻄﻮﻁ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ1204 :ک.41-40 ،
.144ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﴍﺡ ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.23 ،
.145ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.32-31 ،
.146ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺼﻮﻥ ،ﻛﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.34-33 ،
.147ﻧﻔﺴﻪ.35 ،
.148ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ316 ،313 /II ،؛ .407/IV
222 Said Benhammada
ﺏ .ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﻀﺪ
ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ 149،ﻭﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻻ ﳚﻮﺯ
ﺍﺟﺘﲈﻋﻬﲈ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ،ﻭﻟﺬﻟﮏ ﻓﺎﻷﻣﺰﺟﺔ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺗﻌﺎﰱ ﺑﱪﻭﺩﺓ ﻣﺰﺍﺝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ،ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻭﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻓﺼﻞ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ،ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ
150
ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﺮﻃﺐ.
ﻭﺣﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ˮﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺇﻧﲈ ﺗﻄﻠﺐ ﺭﺩ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻦ
ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ،ﺑﺄﻥ ﺗﺴﺨﻦ ﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺃﺑﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ،ﻭﺗﱪﺩ ﻣﺎ
151
ﺯﺍﺩ ﻋﲆ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﰲ ﺍﻟﺴﺨﻮﻧﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ‟.
ﻭﲡﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ؛ ﻓﻤﲈ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﳊ ﹼﻤﻰ ﻣﻦ ﻓﻴﺢ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﺄﺑﺮﺩﻭﻫﺎ ﺑﺎﳌﺎﺀ 152“.ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻣﻔﻴﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ” :ﺍ ﹸ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﺿﺎﺭ ﳌﻦ ﺑﻪ ﺯﻛﺎﻡ؛ 153ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻨﺰﻟﺔ ﺑﺮﺩ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﴍﺏ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩﺍ،
ﻓﻴﺼﻒ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﻣﺴﺨﻨﺎ .ﻭﻛﺬﻟﮏ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﳊﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺼﺢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺑﻤﻌﺎﳉﺘﻬﺎ
ﺑﺎﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ 154.ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺜﲈﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ )ﺕ342 .ﻫـ952/ﻡ(
155 ﺃﻧﻪ ˮﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺍﳊﻤﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﺒﻮﺍﺭﺩ ... ،ﻓﺘﺒﻌﻪ ﻋﲆ ﺫﻟﮏ ﹼ
ﺣﺬﺍﻕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ‟.
ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺗﺎﻥ ﻣﻌﺎ ﺗﻔﴪﺍﻥ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﲆ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ
ﹼﺃﻭﻟﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻭﳏﹼﺼﺘﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ،ﻭﺻﺪﹼ ﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻫﻲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﱪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﲆ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﻭﻣﻔﻌﻮﻝ
ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺧﻴﺔ ،ﻭﺁﺛﺎﺭ
ﺫﻟﮏ ﻋﲆ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ؛ ﺇﺫ ﻇﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺭﺍﺳﺨﺎ ﻟﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﲔ ﺑﺄﻥ
ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﹶﻣ ﹶﺮﺿﻴﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﳑﺎ ﻭ ﹼﻟﺪ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻃﺒﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑـˮ
156 ﹺ
ﺗﹶﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﲈ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﺴﺒﲈ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‟.
.149ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﴍﺡ ﺃﺭﺟﻮﺯﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.8 ،
.150ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.31-30 ،
.151ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ،ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ.78 ،
.152ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﲈﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺍﳌﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.51/IV ،(1984 ،
.153ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ.126 ،
.154ﻧﻔﺴﻪ.181 ،
.155ﺍﻟﻘﺎﴈ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﻟﺴﺒﺘﻲ ،ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﳌﺪﺍﺭک ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﳌﺴﺎﻟﮏ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﻋﻼﻡ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﮏ،
ﲢﻘﻴﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺃﻋﺮﺍﺏ )ﺍﳌﺤﻤﺪﻳﺔ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻓﻀﺎﻟﺔ.142-141/VI ،(1981 ،
.156ﻣﺆﻟﻒ ﺃﻧﺪﻟﴘ ﳎﻬﻮﻝ ،ﴍﺡ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ.5 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 223
ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ؛ ﻓﺈﳖﻢ ﺃﺿﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﲡﺮﻳﺒﻴﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺰﺍﻭﺟﺘﻬﻢ ﺑﲔ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﻢ
ﳋﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳛﺘﻢ
157
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺗﻠﮏ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻣﺮﺽ ﺍﳉﺬﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﺒﻜﻢ ،ﻭﺍﻟﺸﻠﻞ ،ﻭﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ،ﻭﺃﱂ
ﺍﻟﺮﻛﺒﺘﲔ ،ﻭﺍﳊﻤﻰ ،ﻭﺍﳌﺲ ﻭﺍﻟﴫﻉ ،ﻭﺍﳊﻤﻖ ،ﻭﻗﺮﺣﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،ﻭﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺮﺃﺱ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﺣﺔ ﺑﲔ
ﺍﻟﻜﺘﻔﲔ ،ﻭﺍﻟﺬﺑﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﺆﺩﻳﺔ ﻟﺒﱰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻰ،
ﻭﺍﻟﺼﻤﻢ ،ﻭﺍﻟﺮﻣﺪ ،ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﱪﺹ ،ﻭﺍﻷﻛﻠﺔ ﺍﳌﻤﻴﺘﺔ ﰲ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﳊﻠﻖ ،ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
159
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺠﺰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻭﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜﲇ 158،ﻭﺍﻹﻋﺎﻗﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ،
ﻭﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ 160،ﻭﺍﻟﺴﻜﺘﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﳌﺴﺎﻟﮏ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺔ 161،ﹶ
ﻭﺍﳋ ﹶﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﳍﺮﻡ،
ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﳌﺰﻣﻨﺔ ،ﻭﻣﺮﺽ ﺍﳌﻮﺕ 162،ﻭﺳﻤﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﳊﴩﺍﺕ 163،ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
166
ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ 164،ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ 165،ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ.
ﻛﲈ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻔﺎﻟﺞ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ،ﻭﻳﻌﺪ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
)ﺕ426 .ﻫـ1034/ﻡ( ﳑﻦ ﻋﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺗﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﺑﻪ ˮﺃﳌﻪ ،ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺳﻘﻤﻪ،
ﻭﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﻟﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ... ،ﱂ ﻳﻌﺪﻣﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺗﻘﻠﺒﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﴚ ﺇﱃ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻋﲆ
ﻋﺼﺎ ﻣﺮﺓ ،ﻭﺍﻋﺘﲈﺩﺍ ﻋﲆ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﺓ ،ﺇﱃ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻌﴩﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﺣﺠﺮﺍ ﻻ ﻳﱪﺡ ﻭﻻ
ﻳﺘﻘﻠﺐ ،ﻭﻻ ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﹸﳛﺮک ﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ،ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺿﻐﻂ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﱪ ،ﺣﺘﻰ ﱠ
ﻫﻢ
167
ﺑﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ‟.
.157ﻭﻋﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻳﺮﺍﺟﻊ :ﳏﻤﺪ ﺣﻘﻲ ،ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﰲ ﺍﻟﻌﴫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ )ﺑﻨﻲ
ﻣﻼﻝ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺎﻧﺒﺎﻝ.28-23 ،(2007 ،
.158ﺍﺑﻦ ﻋﺴﻜﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﲬﻴﺲ ،ﺃﻋﻼﻡ ﻣﺎﻟﻘﺔ366 ،306 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ،ﺍﻟﺼﻠﺔ767 ،731 ،534 ،521 ،487 ،448 ،409/II ،؛
.879 ،855 ،827/IIIﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺍﳌﺮﺍﻛﴚ ،ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ58 ،25/IV ،؛ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﻴﺐ ،ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ234/I ،؛ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ
ﺑﻦ ﻋﲇ ﺍﻟﺒﻠﻮﻱ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺁﳾ ،ﺛﺒﺖ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺁﳾ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﲏ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،160 ،(1983 ،
.434 ،226
.159ﺍﺑﻦ ﻋﺴﻜﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﲬﻴﺲ ،ﺃﻋﻼﻡ ﻣﺎﻟﻘﺔ317 ،278 ،184 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ،ﺍﻟﺼﻠﺔ.734/II ،
.160ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﮏ ﺍﳌﺮﺍﻛﴚ ،ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻤﻠﺔ.26،27/IV ،
.161ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ،ﺍﻟﺼﻠﺔ.692 ،489/II ،
.162ﻧﻔﺴﻪ.935 ،927 ،842 ،831/III ،
.163ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﳛﻴﻰ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺩﱄ ،ﺍﻟﺘﺸﻮﻑ ﺇﱃ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ )ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ:
ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ.300 ،(1997 ،
.164ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳊﻠﻮﻱ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
440 ،339 ،(1992؛ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺘﻐﲑ ﺍﳌﻴﻮﺭﻗﻲ ،ﻧﻮﺍﺯﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺘﻐﲑ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﻳﺴﻮﲏ )ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ،
505 ،417 ،396 ،(2008؛ ﺍﺑﻦ ﺯﻫﺮ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ161-160 ،147 ،92-91 ،؛ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺻﻴﺒﻌﺔ ،ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ.524 ،
.165ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﺸﻮﻑ.400 ،
.166ﻧﻔﺴﻪ.385 ،
.167ﺍﺑﻦ ﺑﺴﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ.328/I ،
224 Said Benhammada
ﻭﻳﺴﺘﺸﻒ ﺍﳌﺘﺘﺒﻊ ﻟﻄﺮﻕ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﻟﺘﻠﮏ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ،ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻭﺫﻟﮏ ﺍﳌﺮﻛﹼﺰ ﻋﲆ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺍﳊﻴﻞ.
ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﻓﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ )ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IIIﻫـIX/ﻡ( ˮﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﺣﺎﺫﻗﺎ
ﳎﺮﺑﺎ 168‟.ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﺍﻟﺮﺑﺎﺣﻲ
)ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ IVﻫـX/ﻡ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻇﺮ ˮﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﰲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﻢ ،ﻭﻟﻄﺎﺋﻒ
ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ،ﻭﺷﻐﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺪﺍﺭﺳﺔ ﻛﺘﺒﻬﻢ ،ﻓﻴﻘﻄﻌﻬﻢ ﹶ ﻣﺴﺎﺋﻠﻬﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻣﻦ ﹸﻋﻨﻲ
ﻭﻳﺴﺘﴩﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﺫﻟﮏ ﻟﻠﻄﻒ ﺣﺴﻪ ،ﻭﺻﺤﺔ ﺧﺎﻃﺮﻩ ،ﻭﺣﺬﻗﻪ ﺑﺈﻋﲈﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﲆ ﺃﺻﻠﻪ،
169
ﻳﻔﺮﻋﻪ‟.
...ﺇﻧﲈ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﲆ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻳﺴﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ،ﻭﻟﻄﻴﻔﺔ ﻳﺜﲑﻫﺎ ،ﻭﻗﻴﺎﺱ ﻳﻤﺪﻩ ،ﻭﺃﺻﻞ ﹼ
ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﻴﻞ ﰲ ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻴﺎﺭﻫﻢ ﻗﺪ ﳖﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ
170
”ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﻴﻞ“ ﳌﺎ ﻋﺎﻳﻦ ﲢﺎﻳﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻋﲆ ﺍﳌﺮﴇ.
ﺧﺎﲤﺔ
ﺷﻜﻠﺖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﻌﺎﱂ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ
ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ
ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻛﻠﻴﺔ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﲆ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻨﻬﺎ ،ﳑﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ ﻭﺍﳌﲈﺭﺳﺔ
ﺍﻟﻄﺒﻴﲔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﳜﻀﻌﺎﻥ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺯﻣﻨﻲ ،ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﳋﱪﺓ .ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﲤﻴﺰﺕ ﺑﻪ ﺗﻠﮏ
ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﳑﺎ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﲆ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﰲ
ﺍﻟﻌﴫ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ،ﻭﻭﺳﻤﻬﺎ ﺑﻤﻴﺴﻢ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ،ﺍﻟﴚﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﺯ ”ﻣﺪﺭﺳﺔ
ﻃﺒﻴﺔ ﻭﺻﻴﺪﻟﻴﺔ“ ﺟ ﹼﻠﻴﺔ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﺫﺍﺕ ﻧﺠﺎﻋﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ.
ﺑﻴﺒﻠﻴﻮﻏﺮﺍﻓﺎ:
Abū al-Khayr, al-Ishbīlī. ʿUmdatu al-Ṭabīb fī maʿrifati al-nabāt. Taḥqīq Muḥammad al-
ʿarabī al-Khattābī. Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1995.
Al-Bājī, abū al-walīd. Risāla fī bayāni ḥudūdi al-alfāẓ al-dāʾira bayna al-mutanāẓirīn.
Makhṭūṭ al-maktaba al-ʿāmma bi Tiṭwān, n°353.
Al-Jābirī, Muḥammad ʿābid. Al-ʿaṣabiyya wa al-dawla. Ad-dār al-bayḍāʾ: Dār al-nashr al-
maghribiyya, 1984.
Al-Māliqī, ʿUmar al-Andalusī. Maqāma fī al-wabāʾ. Makhṭūṭ al-maktaba al-Waṭaniyya al-
Maghribiyya bi ar-ribāṭ, n°1872 D.
Al-Maqarrī, Shihāb al-dīn Aḥmad ibn Muḥammad al-Tilimsānī. Nafḥ aṭ-ṭīb min ghuṣni al-
.168ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.93 ،
.169ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﲔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﺩﺍﺭ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﺩﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ(.310 ،
.170ﺍﺑﻦ ﺟﻠﺠﻞ ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ.43 ،
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 225
Andalusi al-raṭīb wa dhikri wazīrihā Lisān al-dīn ibn al-Khaṭīb. Taḥqīq Iḥsān ʿabbās.
Bayrūt: Dār Ṣādir, 1988.
An-Nabāḥī, abū al-ḥasan ibn ʿabd Allāh ibn al-ḥasan. Al-marqaba al-ʿulyā fīman yastaḥiqqu
al-qaḍāʾ wa al-futyā. Bayrūt: Dār al-ʾāfāq al-jadīda, 1983.
An-Nāṣirī, abū al-ʿabbās Aḥmad ibn khālid al-Slāwī. Al-Istiqṣā li akhbār duwal al-maghrib
al-aqṣā. Taḥqīq Jaʿfar al-Nāṣirī wa Muḥammad al-Nāṣirī. Ad-dār al-bayḍāʾ: Dār al-
Kitāb, 1997.
An-Nāṣirī, Muḥammad. “Al-kawārith al-ṭabīʿiyya wa al-ḥatmiyya al-tārīkhiyya.” Majallat
Kulliyat al-ādāb wa al-ʿulūm al-insāniyya bi al-ribāṭ, XV (1989-90): 76-88.
As-Saqaṭī, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn abī Muḥammad. Fī ʾādāb al-ḥisba. Taḥqīq E. Lévi
Provençal. Paris: Ernest Leroux, 1931.
As-Shaʿbī, abū al-muṭarraf ʿabd al-Raḥmān ibn Qāsim. Al-aḥkām. Taḥqīq al-Ṣādiq al-ḥalwī.
Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1992.
As-Shaqqūrī, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn ʿAlī. Maqāla fī al-Ṭib. Makhṭūṭ al-maktaba
al-Waṭaniyya al-Maghribiyya bi al-ribāṭ, n°1035 D.
______. Mujarrabāt al-Shaqqūrī. Makhṭūṭ al-maktaba al-Waṭaniyya al-Maghribiyya bi al-
ribāṭ, n°1680 D.
______. Tuḥfat al-mutawassil wa rāḥat al-mutaʾammil. Makhṭūṭ al-Khizāna al-Ḥasaniyya,
n°2337.
Al-wādī ʾāshī, abū Jaʿfar Aḥmad ibn ʿAlī al-balawī. Thabt Al-wādī ʾāshī. Taḥqīq ʿabd Allāh
al-ʿamrānī. Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1983.
Az-Zahrāwī, abū al-qāsim khalaf ibn ʿabbās. Al-Taṣrīf li man ʿajaza ʿani al-taʾlīf. Nasharahu
Muḥammad al-ʿarabī al-Khattābī. In Kitāb al-Ṭib wa al-aṭibbāʾ fī al-Andalus al-
Islāmiyya. Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1988.
Az-Zubaydī, abū Bakr Muḥammad ibn al-Ḥasan. Ṭabaqāt al-naḥwiyyīn wa al-lughawiyyīn.
Taḥqīq Muḥammad abū al-Faḍl Ibrāhīm. Al-Qāhira: Dār al-Maʿārif, s.d.
Būlqṭīb, al-ḥusayn. “Al-dawla al-muwaḥḥidiya wa majāl al-Maghrib al-aqṣā.” ʾUṭrūḥa li
nayli duktūrāh al-dawla fī al-tārīkh, Kulliyat al-ādāb wa al-ʿulūm al-insāniyya fī al-
Jadīda, 1999.
Ḥaqqī, Muḥammad. Al-mawqif mina al-maraḍ fī al-Maghrib wa al-Andalus fī al-ʿaṣr al-
wasīṭ. Banī Mallāl: Maṭbaʿat Mānibāl, 2007.
Ibn ʿabd al-Malik, abū, ʿabd Allāh Muḥammad ibn Muḥammad al-anṣārī al-murrākushī. Al-
dhayl wa al-takmila li kitābay al-mawṣūl wa al-Ṣila. Taḥqīq Iḥsān ʿabbās. Bayrūt: Dār
al-Thaqāfa, s.d.
______. Al-dhayl wa al-takmila li kitābay al-mawṣūl wa al-Ṣila. Taḥqīq Muḥammad ibn
Sharīfa. ar-ribāṭ Maṭbaʿat al-maʿārif al-jadīda, 1984.
Ibn ʿabdūn, al-Andalusī. Risāla fī al-qaḍāʾ wa al-ḥisba. Taḥqīq E. Lévi Provençal. Al-Qāhira:
Al-maʿhad al-ʿilmī al-Faransī li al-āthār al-sharqiyya, 1955.
Ibn abī ʾUsaybiʿa, Muwaffaq al-dīn abū al-ʿabbās Aḥmad ibn al-Qāsim al-khazrajī. ʿUyūn al-
ʾanbāʾ fī tabaqāt al-aṭibbāʾ. Taḥqīq Nizār Riḍā. Bayrūt: Dār Maktabat al-Ḥayāt, s.d.
Ibn abī Zarʿ, ʿAlī ibn Muḥammad al-Fāsī. Al-anīs al-muṭrib bi rawḍi al-qirṭās fī akhbār
mulūk al-Maghrib wa tārīkh madīnati Fās. Ar-ribāṭ: Dār al-Manṣūr li al-ṭibāʿa wa
al-wirāqa, 1972.
Ibn al-Abbār, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn ʿabd Allāh ibn abī Bakr al-Quḍāʿī. Al-Ḥulla
as-sayrāʾ. Taḥqīq Ḥusayn Muʾnis. Al-Qāhira: Dār al-Maʿārif, 1985.
Ibn al-ʿawwām, abū Zakariyāʾ Yaḥyā ibn Muḥammad ibn Aḥmad. Kitāb al-Filāḥa. Dirāsat
wa taʿlīq Garcia Sânchez et Fernández Micho. Madrid: 1988.
Ibn al-bayṭār, ḍiyāʾu al-dīn abū Muḥammad ʿabd Allāh. Al-Jāmiʿ li mufradāt al-adwiya wa
al-aghdiya. Bayrūt: Dār al-Kutub al-ʿilmiyya, 1992.
Ibn al-Jazzār, abū Jaʿfar. Ṭib al-fuqarāʾ. Makhṭūṭ al-maktaba al-Waṭaniyya al-Maghribiyya
226 Said Benhammada
bi ar-ribāṭ, n°3375 D.
Ibn al-Khaṭīb, Lisān al-dīn. Muqniʿat al-sāʾil ʿani al-maraḍi al-hāʾil. Taḥqīq Ḥayāt Qāra.
ar-ribāṭ: Maṭbaʿat al-Karāma, 2015.
______. Al-iḥāṭa fī akhbār Gharnāṭa. Taḥqīq Muḥammad ʿabd Allāh ʿInān. Al-Qāhira:
Maktabat al-Khānjī, 1973.
______. Al-wuṣūl li ḥifḍi al-ṣiḥḥa fī al-fuṣūl. Makhṭūṭ al-Khizāna al-Ḥasaniyya, n°77.
______. ʿAmalu min ṭib liman ḥab. Makhṭūṭ al-Khizāna al-Ḥasaniyya, n°3477 wa 4777.
______. ʿAmalu min ṭib liman ḥab. Makhṭūṭ Khizānat al-Qarawiyyīn bi Fās, n°607.
Ibn al-munāṣif, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn ʿīsā al-Azdī. Tanbīh al-ḥukkām ʿalā maʾākhidi
al-aḥkām. Taḥqīq ʿabd al-ḥafīẓ Manṣūr. Tūnus: Dār al-Turqī li al-nashr, 1988.
Ibn al-Qāḍī, Aḥmad ibn Muḥammad ibn abī al-ʿāfiya al-maknāsī. Jadhwat al-iqtibās fīman
ḥalla mina al-aʿlām madīnata Fās. Ar-ribāṭ: Dār al-Manṣūr li al-ṭibāʿa wa al-wirāqa,
1973.
Ibn ʿāṣim, abū Yḥyā Muḥammad ibn abī Muḥammad al-Gharnāṭī. Sharḥ tuḥfat ibn ʿāṣim.
Makhṭūṭ Khizānat al-jāmiʿ al-kabīr bi Maknās, n°278.
Ibn ʿaskar, Muḥammad ibn ʿAlī ibn ʿubayd Allāh al-ghassānī, wa Ibn Khamīs, abū bakr
Muḥammad ibn Muḥammad ibn ʿAlī. ʾAʿlām Māliqa. Taḥqīq ʿabd Allāh al-mrābṭ al-
Targhī. Bayrūt- al-ribāṭ: Dār al-Gharb al-Islāmī-Dār al-Amān, 1999.
Ibn Bashkawāl, abū al-Qāsim Khalaf ibn ʿabd al-Malik. Al-Ṣila fī tārīkh ʾaimmat al-Andalus
wa ʿulamāʾihim wa muḥaddithīhim wa fuqahāihim wa ʾudabāihim. Taḥqīq Ibrāhīm
al-Abyārī. Al-Qāhira- Bayrūt: Dār al-Kitāb al-Lubnānī, 1989.
Ibn Bashtaghīr, Aḥmad ibn Saʿīd al-mayyūrqī. Nawāzil Ibn Bashtaghīr. Taḥqīq Qutb al-
Raysūnī. Bayrūt: Dār Ibn Ḥazm, 2008.
Ibn Baṣṣāl, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn Ibrāhīm. Al-qaṣd wa al-bayān. Makhṭūṭ al-
maktaba al-Waṭaniyya al-Maghribiyya bi al-ribāṭ, n°6519.
Ibn Bassām, abū al-Ḥasan ʿAlī al-shantarīnī. Adhakhīra fī maḥāsini ahli al-jazīra. Taḥqīq
Iḥsān ʿabbās. Bayrūt: Dār al-Thaqāfa, 1997.
Ibn Baṭṭūṭa, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn ʿabd Allāh ibn Muḥammad al-lwātī al-ṭanjī.
Tuḥfat al-nuẓẓār fī gharāib al-amṣār wa ʿajāib al-asfār. Al-Qāhira: Maṭbaʿat al-
taqaddum, 1322.
Ibn Faraj, al-Qarbilyānī. “Al-istiqṣā wa al-ibrām fī ʿilāj al-jirāḥāt wa al-awrām.” Nasharahu
Muḥammad al-ʿarabī al-Khattābī. In Kitāb aṭ-Ṭib wa al-aṭibbāʾ fī al-Andalus al-
Islāmiyya. Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1988.
Ibn Ghālib, Muḥammad. Qiṭʿatun min Farḥati al-anfus fī tārīkh al-Andalus. Taḥqīq Luṭfī
ʿabd al-badīʿ. Al-Qāhira: Majallat maʿhad al-makhṭūṭāt al-ʿarabiyya, n°1, 1ère partie.
Ibn Ḥabīb, ʿabd al-Malik. Mukhtaṣar fī al-Ṭib. Makhṭūṭ al-maktaba al-Waṭaniyya al-
Maghribiyya bi al-ribāṭ, n°1442 D.
Ibn Haydūr, ʿAlī ibn ʿabd Allāh ibn Muḥammad al-tādilī al-fāsī. Māhiyat al-amrāḍ al-
wabāʾiyya. Makhṭūṭ al-maktaba al-Waṭaniyya al-Maghribiyya bi al-ribāṭ, n°9605.
Ibn Juljul, abū Dāwūd Sulaymān ibn Ḥassān. Ṭabaqāt al-ʾaṭibbāʾ wa al-ḥukamāʾ. Taḥqīq
Fuʾād Sayyid. Al-Qāhira: Al-maʿhad al-ʿilmī al-Faransī li al-āthār al-sharqiyya, 1955.
Ibn Kahldūn, ʿabd al-Raḥmān. Riḥlat Ibn Kahldūn. Taḥqīq Muḥammad ibn Tāwīt al-Ṭanjī.
Bayrūt: Dār al-Kutub al-ʿilmiyya, 2004.
______. Al-muqaddima. Bayrūt: Dār al-Jīl, s.d.
Ibn Khalsūn, abū ʿabd Allāh Muḥammad ibn Yūsuf. Kitāb fī aṭ-Ṭib. Makhṭūṭ al-maktaba al-
Waṭaniyya al-Maghribiyya bi al-ribāṭ, n°1204 K.
______. Muqtaṭaf min kitāb qalāid al-ʿiqyān fī ṣiḥḥati al-abdān. Makhṭūṭ Khizānat al-
Qarawiyyīn bi Fās, n°1564.
Ibn Khātima, abū Jaʿfar Aḥmad ibn ʿAlī al-anṣārī. “Taḥṣīl gharaḍ al-qāṣid fī tafṣīli al-maraḍ
al-wāfid.” Nasharahu Muḥammad al-ʿarabī al-Khattābī. In Kitāb al-Ṭib wa al-aṭibbāʾ
Aṭ-ṭib wa aṣ-ṣaydala bial-Andalus: al-qawāʿid wa at-tayārāt 227
fī al-Andalus al-Islāmiyya. Bayrūt: Dār al-Gharb al-Islāmī, 1988.
Ibn Mahnā, Aḥmad ibn Muḥammad al-andalusī. Al-ʾīḍāḥ wa al-tatmīm li iḥtiwāʾihi ʿalā
ʾumūr ghafala ʿanhā dhawū al-ʿamal wa al-taqdīm. Makhṭūṭ al-maktaba al-ʿāmma
bi Tiṭwān, n°13.
Ibn Rushd al-ḥafīd, abū al-Walīd. Al-Kulliyāt fī al-Ṭib. Taḥqīq Aḥmad Maḥfūẓ. Bayrūt:
Markaz dirāsāt al-waḥda al-ʿarabiyya, 1999.
______. Faṣlu al-maqāl fī taqrīri mā bayna al-sharīʿa wa al-ḥikma min ʾittiṣāl. Taqdīm
Muḥammad ʿābid al-Jābirī. Bayrūt: Markaz dirāsāt al-waḥda al-ʿarabiyya, 1999.
______. Rasāʾil ibn Rushd al-Ṭibbiya. Taḥqīq Shaḥāta qanawātī wa Saʿīd zāyd. Al-Qāhira:
al-Hayʾa al-Miṣriyya al-ʿāmma li al-Kitāb, 1987.
______. Sharḥ ʾUrjūzat Ibn Sīnāʾ fī aṭ-Ṭib. Makhṭūṭ Khizānat al-Qarawiyyīn bi Fās, n°1970.
Ibn Ṣāḥib al-Ṣalāt, ʿabd al-Malik ibn Aḥmad al-Bājī. Tārīkh al-man bi al-imāma ʿala al-
mustaḍʿafīn bi an jaʿalahum Allāh ʾaʾimatan wa jaʿalahum al-wārithīn. Taḥqīq ʿabd
al-Hādī al-Tāzī. Bayrūt: Dār al-Andalus li al-ṭibāʿa wa al-nashr, 1964.
Ibn Ṣāʿid, abū al-Qāsim ibn Aḥmad ibn ʿabd al-Raḥmān ibn Muḥammad al-Andalusī.
Ṭabaqāt al-ʾUmam. Taḥqīq Ḥayāt būʿalwān. Bayrūt: Dār al-Ṭalīʿa li al-ṭibāʿa wa al-
nashr, 1985.
Ibn wāfid, abū al-muṭṭarraf ʿabd Raḥmān ibn Muḥammad ibn Yaḥyā al-andalusī. Kitāb al-
adwiya al-mufrada. Taḥqīq Aḥmad Ḥasan basaj. Bayrūt: Dār al-Kutub al-ʿilmiyya,
2000.
Ibn Zuhr, ʿabd al-Malik. At-taysīr fī al-mudāwāt wa al-tadbīr. Taḥqīq Mīshīl al-khūrī.
Dimashq: Dār al-Fikr, 1983.
Ibn Zuhr, ʿabd al-Malik. Kitāb al-aghdiya. Nasharahu Muḥammad al-ʿarabī al-Khattābī. In
Kitāb al-aghdiya wa al-adwiya ʿinda muʾallifī al-gharb al-Islāmī. Bayrūt: Dār al-
Gharb al-Islāmī, 1990.
ʿIyāḍ, ibn Mūsā ibn ʿIyāḍ al-Sabtī al-qāḍī. Tartīb al-madārik wa taqrīb al-masālik li maʿrifati
ʾayʿān madhhab Mālik. Taḥqīq Saʿīd Aḥmad ʾaʿrāb. Al-Muḥammadiya: Maṭbaʿat
Fḍāla, 1981.
Jacquart, Danielle, ‟The influence of Arabic medicine in the medieval West.ˮ In Encyclopedia
of the History of Arabic Science. London/New York: Edited by Rochdi Rashed with
the collaboration of Régis Morelon, Routledge, 1996, v. III.
Jālīnūs, Klāwdyūs. Al-asṭaqsāt ʿalā rẚyi Abuqrāṭ. Tarjamat Ḥunayn ibn Isḥāq. Makhṭūṭ
maktabat al-Iskūryāl bi Madrīd, n°874.
Lacoste, Yves. Al-ʿallāma Ibn Kahldūn. Tarjamat Mīshāl Sulaymān. Bayrūt: Dār Ibn
Kahldūn, 1974.
Leclerc, Lucien. Histoire de la médecine arabe. Mohammedia: Imprimerie de Fédala, 1980.
Majhūl. Dhikr bilād al-Andalus. Taḥqīq wa tarjamat Luis Molina. Madrid: Madrid: Consejo
Superior de Investigaciones Científicas, Instituto Miguel Asin, 1983.
Majhūl Andalusī. Sharḥ qaṣīdat ibn Sīnā fī aṭ-Ṭib. Makhṭūṭ Khizānat al-jāmiʿ al-kabīr bi
Maknās, n°522.
Mayrhof, Max. “Esquisse d’histoire de la pharmacologie et botanique chez les musulmans
d’Espagne.” Revista al-Andalus, III, (1935): 1-41
Savage-Smith, Emilie. ‟Medicine.ˮ In Encyclopedia of the History of Arabic Science.
London/New York: Edited by Rochdi Rashed with the collaboration of Régis Morelon,
Routledge, 1996, v. III.
228 Said Benhammada
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ: ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ:ﻣﻠﺨﺺ
ﻭﻣﺎ، ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﲈ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ،ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﻧﺪﻟﴘ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺯﻣﻨﻲ،ﺍﻋﺘﻤﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﺎ ﺍﺗﺴﲈ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ
“، ﳑﺎ ﺃﺳﻬﻢ ﰲ ﻇﻬﻮﺭ ”ﻣﺪﺭﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ،ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﻟﺘ ﱡﺒﺆ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
. ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺋﺒﺔ، ﺗﻨﻈﲑﺍ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ،ﻭﰲ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺗﻴﺎﺭ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ
. ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺍﳌﲈﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ، ﺍﻟﻄﺐ:ﺍﻟﻜﻠﲈﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ
Résumé: Médecine et Pharmacopée en Andalousie: règles et courants
La médecine et la pharmacopée sont l’un des aspects les plus importants de la pensée
andalouse, grâce à leur place dans les sciences expérimentales, leurs caractéristiques,
leurs règles, et leur développement chronologique, ce qui a permis aux médecins et aux
pharmaciens d’acquérir une position sociale distincte dans la société et dans l’État, en font
une “école de médecine et de pharmacopée,” et un courant de critique, d’expérimentation
et de correction, en théorie et en pratique, dans le traitement des maladies et des épidémies.
Mots clés: médecine, pharmacopée, Andalousie, industrie médicale, pratique médical,
expérience médicale.
Abstract: Medicine and Pharmacopoeia in Andalusia: Rules and Currents
Medicine and pharmacopoeia are one of the most important aspects of Andalusian
thought, thanks to their place in the experimental sciences, their characteristics, their rules,
and their chronological development, which has allowed doctors and pharmacists to acquire
a distinct social position in society and in the state, make it a “school of medicine and
pharmacopoeia,” and a stream of criticism, experimentation and correction, in theory and in
practice, in the treatment of diseases and epidemics.
Key words: Medicine, Pharmacopoeia, Andalusia, Medical Industry, Medical Practice,
Medical Experience.
Resumen: Medicina y farmacopea en Andalucía: Reglas y corrientes
La medicina y la farmacopea son uno de los aspectos más importantes del pensamiento
andaluz, gracias a su lugar en las ciencias experimentales, sus características, sus reglas y
su desarrollo cronológico, lo que ha permitido a los médicos y farmacéuticos adquirir una
posición social distinta en la sociedad y en la sociedad. El estado, lo convierte en una “escuela
de medicina y farmacopea,” y una corriente de crítica, experimentación y corrección, en
teoría y en la práctica, en el tratamiento de enfermedades y epidemias.
Palabras clave: medicina, farmacopea, andalucía, industria médica, práctica médica,
experiencia médica.
You might also like
- الأدب المقارن بين المدرسة الفرنسية والمدرسة الأمريكيةNo ratings yetالأدب المقارن بين المدرسة الفرنسية والمدرسة الأمريكية16 pages
- ماسينيسا من استعادة حقه في العرش الماسيلي إلى بناء الوحدة النوميديةNo ratings yetماسينيسا من استعادة حقه في العرش الماسيلي إلى بناء الوحدة النوميدية22 pages
- التشكيل البصري وحداثة النص الشعري أوجه الحضور وأبعاد الدلالة في الشعر الجزائري المعاصر 1No ratings yetالتشكيل البصري وحداثة النص الشعري أوجه الحضور وأبعاد الدلالة في الشعر الجزائري المعاصر 124 pages
- The Narrative Structure in The Novels of "Ahmed Omar Shaheen"No ratings yetThe Narrative Structure in The Novels of "Ahmed Omar Shaheen"225 pages
- تطور نظام الحكم بمدينة أثينا (قراءة في كيفية النشأة والتطور)No ratings yetتطور نظام الحكم بمدينة أثينا (قراءة في كيفية النشأة والتطور)18 pages
- المدرسة الكلامية وإسهامات علمائها في تطور مسار البلاغة العربيةNo ratings yetالمدرسة الكلامية وإسهامات علمائها في تطور مسار البلاغة العربية10 pages
- الأمن الروحي في الرحلات الصوفية المغربيةNo ratings yetالأمن الروحي في الرحلات الصوفية المغربية19 pages
- بنية الدلالة في الخطاب القصصي لزهور كرام - قصة (ومضة) أنموذجًاNo ratings yetبنية الدلالة في الخطاب القصصي لزهور كرام - قصة (ومضة) أنموذجًا17 pages
- أربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثمانيNo ratings yetأربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثماني21 pages
- الاستقلال الفلسفي والتجديد عند طه عبد الرحمنNo ratings yetالاستقلال الفلسفي والتجديد عند طه عبد الرحمن26 pages
- مدينة حمص في عصر سلاطين المماليك ؛ دراسة تاريخية حضارية - د. حسام الدين عباس الحزوري ، مكتبة نور حوران ، دمشق 2021م100% (1)مدينة حمص في عصر سلاطين المماليك ؛ دراسة تاريخية حضارية - د. حسام الدين عباس الحزوري ، مكتبة نور حوران ، دمشق 2021م291 pages
- في مفهوم النص ومعايير نصية القران الكريمNo ratings yetفي مفهوم النص ومعايير نصية القران الكريم23 pages
- Khaireddine Abuljebain - The Story of My Life in Palestine & Kuwait ArabicNo ratings yetKhaireddine Abuljebain - The Story of My Life in Palestine & Kuwait Arabic539 pages
- القيمة الحجاجية لبعض المحسنات البديعية من خلال كتاب الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب جلال الدين القزوينيNo ratings yetالقيمة الحجاجية لبعض المحسنات البديعية من خلال كتاب الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب جلال الدين القزويني84 pages
- الإمام أبو داود سليمان بن نجاح واختياراتهNo ratings yetالإمام أبو داود سليمان بن نجاح واختياراته121 pages
- إشكاليات السياسة المائية بين سوريا وتركياNo ratings yetإشكاليات السياسة المائية بين سوريا وتركيا13 pages
- أتلاف الكتب في الحضارة العربية الإسلامية دراسة تاريخية في أسبابها في العصر العباسي PDFNo ratings yetأتلاف الكتب في الحضارة العربية الإسلامية دراسة تاريخية في أسبابها في العصر العباسي PDF22 pages
- الدولة السعودية الأولى من خلال كتابات الرحالة والمستشرقين البريطانيينNo ratings yetالدولة السعودية الأولى من خلال كتابات الرحالة والمستشرقين البريطانيين379 pages
- الطقوس الأمازيغية لبوعفيف «أمغار وقروش» - بحث في رمزية الاحتفال الكرنفالي بين التقنع والمساخرNo ratings yetالطقوس الأمازيغية لبوعفيف «أمغار وقروش» - بحث في رمزية الاحتفال الكرنفالي بين التقنع والمساخر28 pages
- Route Educational & Social Science Journal Volume 6 (1) January 2019No ratings yetRoute Educational & Social Science Journal Volume 6 (1) January 201922 pages
- DRAM - Volume 49 - Issue 8 - Pages 4119-4132No ratings yetDRAM - Volume 49 - Issue 8 - Pages 4119-413214 pages
- Konica Minolta QMS 2060 Pagework20 Parts ManualNo ratings yetKonica Minolta QMS 2060 Pagework20 Parts Manual29 pages
- The T-Roc Cabriolet: Price and Specification GuideNo ratings yetThe T-Roc Cabriolet: Price and Specification Guide30 pages
- 2019 Summer Question Paper (Msbte Study Resources)No ratings yet2019 Summer Question Paper (Msbte Study Resources)4 pages
- Form 4 - Tes Batch 13.1 (94 Grantees) 1st SemNo ratings yetForm 4 - Tes Batch 13.1 (94 Grantees) 1st Sem2 pages
- Government Girls Midle School Saigri Matwala ShahNo ratings yetGovernment Girls Midle School Saigri Matwala Shah4 pages
- ACCA (F3) FA FFA (Financial Accounting) Syllabus and Study Guide - FinalNo ratings yetACCA (F3) FA FFA (Financial Accounting) Syllabus and Study Guide - Final10 pages
- A History of Jazz Music (Piero Scaruffi)No ratings yetA History of Jazz Music (Piero Scaruffi)273 pages
- Ethical and Legal Challenges Associated With Disaster NursingNo ratings yetEthical and Legal Challenges Associated With Disaster Nursing12 pages
