‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .

‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﺩﻻﻻﺗﻬﺎ‬

‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻣﺎم اﻷﻋﻈﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺑﻐﺪاد ــــ اﻟﻌﺮاق‬

‫اﻟﻣﻠﺧص‪:‬‬

‫ص ﺑﻬﺎ اﻟﻌرب‪ ،‬ﻓﻬو اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ‬

‫ﯾﻌد اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ُﺧ ﱠ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ‪ ،‬وﻟوﻻﻩ ﻣﺎ ُﻣﱢﯾ َز ﻓﺎﻋل ﻣن ﻣﻔﻌول‪ ،‬وﻻ ﻣﺿﺎف ﻣن ﻣﻧﺻوب‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺟب ﻣن اﺳﺗﻔﻬﺎم‪،‬‬
‫وﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ دﻻﻻت اﻟﺟﻣل واﻟﺗراﻛﯾب ﺟﺎء ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻟﯾﺳﻠط‬
‫اﻟﺿوء ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﻛﺷف ﻋن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وآراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻷﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻬدف ﻗُ ﱢﺳ َم‬
‫اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺣﺎور‪ ،‬ﻫﻲ‪ :‬اﻹﻋراب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻطﻼح‪ ،‬واﻟﻣﻌرب ﻣن اﻟﻛﻠم وﻣواﻗﻊ‬
‫اﻹﻋراب ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻣواﻗﻊ اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻼﻣﺎت اﻹﻋراب‪ ،‬ووظﯾﻔﺔ ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب‪ ،‬وﻫل‬
‫ﯾﻛﻔﻲ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻹﻋراﺑﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾﺔ‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫ ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬.‫د‬

Abstract:
The syntax is considered one of the most magnificent
sciences that the Arabs specialized in, and without it, it is
impossible to differentiate between the subject and the object,
and the interjection and the question. And because of the
significance of this phenomena our research has come to shed
the lights on this matter and to reveal its significance.
And to reach these goals the research has been divided
into parts and these parts are: the syntax linguistically and
conventionally, the syntax locations in the words, the syntax
marks, the purpose of the syntax movements, and is it possible
to rely only on the syntax mark in order to interpret the
meanings grammatically.

7
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻐﺔ ﻣﻌرﺑﺔ‪ ،‬وﻗد ورﺛـت ﻫـذا اﻹﻋـراب واﺣﺗﻔظـت ﺑـﻪ ﻋـن اﻷﺻـل اﻟﺳـﺎﻣﻲ‪ ،‬وﻗـد ﻋرﻓـت‬
‫ﺣرﻛ ــﺎت اﻹﻋـ ـراب أﺧـ ـوات اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﻣﺛ ــل اﻷﻛدﯾ ــﺔ واﻟﺑﺎﺑﻠﯾ ــﺔ واﻵﺷ ــورﯾﺔ‪ ،‬ووﺟ ــدت آﺛ ــﺎرﻩ ﻓ ــﻲ ﻗ ــﺎﻧون‬
‫ﺣﻣــوراﺑﻲ اﻟﻣﻌــروف‪ ،‬وﻗــد اﺣﺗﻔظــت اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﻔﺻــﺣﻰ ﺑظــﺎﻫرة اﻟﺗﺻــرف اﻹﻋ ارﺑــﻲ ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻓﻘــدﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘــد دﻟــت اﻟﻧﺻــوص اﻟﺷــﻌرﯾﺔ اﻟﺗــﻲ وﺻــﻠت إﻟﯾﻧــﺎ ﻣــن ﻋﺻــر ﻣــﺎ ﻗﺑــل اﻹﺳــﻼم ﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﺑــﺄداء‬
‫أﻟﻔﺎظﻬـﺎ و ﺟﻣﻠﻬــﺎ‪ ،‬وﺗﻧﺎﺳــق أوزاﻧﻬـﺎ وﻗواﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬دﻻﻟــﺔ أﻛﯾـدة ﻋﻠــﻰ وﺟــود ﺣرﻛـﺎت اﻹﻋـراب اﻟﻣﻧطوﻗــﺔ‪،‬‬
‫وﻗــد أﻛ ـ ﱠد ذﻟــك وﻓــﺗﺢ آﻓــﺎق اﻟد ارﺳــﺔ ﻓﯾــﻪ اﻟــﻧص اﻟﻘرآﻧــﻲ وأداؤﻩ‪ ،‬وﺟﻬــود اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻣﻧــذ ﺑــدء ﻧزوﻟــﻪ‬
‫ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺗﻪ ﺳﻠﯾﻣﺔ اﻷداء ﺑﺎﻟﺣﻔظ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻘـراءة ﺛـم ﺑوﺿـﻊ اﻟرﻣـوز ﻻﺳـﺗﻛﻣﺎل رﺳـوم ﻛﺗﺎﺑـﺔ‬
‫ﻛﻠﻣﺎﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﺗؤﱠدى أﻟﻔﺎظﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣن اﻟﺣرﻛﺎت‪.‬‬
‫ص ﺑﻬـﺎ اﻟﻌـرب‪ ،‬ﻓﻬـو اﻟﻔـﺎرق ﺑـﯾن اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋـﺔ‬
‫و ﯾﻌد اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ُﺧ ﱠ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻠﻔــظ‪ ،‬وﻟــوﻻﻩ ﻣــﺎ ﻣﯾــز ﻓﺎﻋــل ﻣـن ﻣﻔﻌــول‪ ،‬وﻻ ﻣﺿــﺎف ﻣــن ﻣﻧﺻــوب‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺟــب ﻣــن اﺳــﺗﻔﻬﺎم‪،‬‬
‫وﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ﻓ ــﻲ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وأﺛرﻫــﺎ ﻓ ــﻲ دﻻﻻت اﻟﺟﻣــل واﻟﺗراﻛﯾــب ﺟ ــﺎء ﺑﺣﺛﻧــﺎ ﻫــذا ﻟﯾﺳ ــﻠط‬
‫اﻟﺿــوء ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﯾﻛﺷــف ﻋــن أﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ وآراء اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻷﺟــل اﻟوﺻــول إﻟــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻬــدف ﻗﺳــم‬
‫اﻟﺑﺣـث ﻋﻠـﻰ ﻋــدة ﻣﺣـﺎور‪ ،‬ﻫــﻲ‪ :‬اﻹﻋـراب ﻓــﻲ اﻟﻠﻐـﺔ واﻻﺻــطﻼح‪ ،‬ودور أﺑـﻲ اﻷﺳــود واﻟﺧﻠﯾـل ﻓــﻲ‬
‫وﺿﻊ أﻟﻘﺎب اﻹﻋراب‪،‬‬
‫وﻋﻼﻣ ــﺎت اﻹﻋـ ـراب واﻟﻣﻌ ــرب ﻣ ــن اﻟﻛﻠ ــم وﻣواﻗ ــﻊ اﻹﻋـ ـراب ﻣﻧ ــﻪ‪ ،‬وﻣواﻗ ــﻊ اﻹﻋـ ـ ارب ﻣ ــن اﻟﻛﻠﻣ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻋﻼﻣ ــﺎت اﻹﻋـ ـراب‪ ،‬ووظﯾﻔ ــﺔ ﺣرﻛ ــﺎت اﻹﻋـ ـراب‪ ،‬وﻫ ــل ﯾﻛﻔ ــﻲ اﻻﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ اﻹﻋراﺑﯾ ــﺔ‬
‫وﺣدﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾﺔ‪.‬‬
‫أن ﯾﻔﯾ ــد ﻣﻧــﻪ اﻟﺑ ــﺎﺣﺛون ﻣﺛﻠﻣــﺎ أﻓ ــﺎد‬
‫وﻧرﺟــو أن ﺗﻛــون ﻫ ــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻗ ــد أﻋطــت اﻟﻣوﺿ ــوع ﺣﻘّــﻪ و ْ‬
‫اﻟﺑﺣث ﻣن ﻏﯾرﻩ‪.‬‬
‫وا‪‬د ‪ ‬رب ا‪‬ن‬
‫أوﻻً‪ :‬اﻹﻋراب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻطﻼح‪:‬‬
‫أ ‪/‬اﻹﻋراب ﻟﻐ ٌﺔ‪:‬‬

‫‪8‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻹﻋــراب ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ ﻣﺻــدر اﻟﻔﻌــل "أﻋــرب"‪ ,‬أي‪ :‬أﺑــﺎن وأوﺿــﺢ‪ ,‬وأﻋــرب ﻓــﻼن ﻋــن ﻧﻔﺳــﻪ‪ ,‬أي‪:‬‬
‫أﺑﺎن ﻣﺎ ﻓـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ وأﻓﺻـﺢ ﻋﻧـﻪ‪ ,‬وأﻋـرب ﺑﺣﺟﺗـﻪ‪ ,‬أي‪ :‬أﻓﺻـﺢ ﺑﻬـﺎ‪ ,‬وﻓـﻲ اﻟﺣـدﯾث اﻟﺷـرﯾف‪)):‬اﻟﺛَﱢﯾ ُ‬
‫ـب‬
‫ب ﻋن ﻧﻔﺳﻬﺎ((‪ ,1‬أي‪ :‬ﺗﻔﺻﺢ‪.2‬‬ ‫ﺗُ ْﻌ ِر ُ‬
‫ب ‪ /‬اﻷﻋراب اﺻطﻼﺣﺎً‪:‬‬
‫أﻣــﺎ دﻻﻟﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻻﺻــطﻼح ﻓﻠﻠﻧﺣــوﯾﯾن ﻓﯾﻬــﺎ أﻗ ـوال ﻛﺛﯾ ـرة ﻛﻠﻬــﺎ ﺗ ـدور ﺣــول ﺣرﻛــﺎت اﻹﻋ ـراب‬ ‫وّ‬
‫وﺗﻐﯾرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻛــﻼم‪ ,‬ﻓﻬــﻲ ﻓــﻲ ﻛﺗــﺎب ﺳــﯾﺑوﯾﻪ‪)):‬ﺗﻐﯾــر اﻟﺣرﻛــﺎت ﻓــﻲ أواﺧــر اﻟﻛــﻼم اﻟﻣﻌرﺑــﺔ ﺑﻔﻌــل‬
‫اﻟﻌواﻣل((‪ ,3‬وﻫذا أول ﺗﻌرﯾف رﺑط ﺗﻐﯾﯾـر ﺣرﻛـﺎت اﻹﻋـراب ﺑﻣـﺎ اﺻـطﻠﺢ ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻧﺣوﯾـون ﺑﺎﻟﻌواﻣـل‬
‫ـت ﻓــﻲ ﺿــوﺋﻬﺎ ﻧظرﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــل ﻓــﻲ اﻟﻧﺣــو‪ .‬وﻫﻧــﺎك ﻣــن وﺻــل اﻟﻣﺻــطﻠﺢ ﺑﺄﺻــﻠﻪ‬ ‫اﻟﻧﺣوﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ُﺑﻧِﯾـ ْ‬
‫اﻟﻠﻐــوي‪ ،‬ﻓﻘــﺎل‪)) :‬اﻹﻋـراب اﻟﺣرﻛــﺎت اﻟﻣﺑﯾﻧــﺔ ﻣــن ﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﻠﻐــﺔ((‪,4‬وﻫــو ﻗــول اﻟزﺟــﺎﺟﻲ‪ ,‬وﻋﻠــﻰ ذﻟــك‬
‫اﺑن اﻟﺳارج إذ ﻗﺎل‪)):‬اﻹﻋراب ﻫو ﻣﺎ ﯾﻠﺣق اﻻﺳم واﻟﻔﻌل ﺑﻌد ﺗﺳـﻠﯾم ﺑﻧﺎﺋﻬﻣـﺎ وﻧﺿـد ﺣروﻓﻬﻣـﺎ‪.....‬‬
‫ـﺎن ﺗَﺣـدث‪ ,‬إﻋ ارﺑـﺎً وﺑـدؤوا ﺑـذﻛرﻩ ﻓـﻲ ﻛﺗـﺑﻬم((‪,5‬وﺟﻌﻠـﻪ اﺑـن‬ ‫ﻓﺳ ﱠﻣوا ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر‪ ,‬اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻟﻔرو ٍ‬
‫ق وﻣﻌ ٍ‬
‫ﺟﻧـ ــﻲ ﻋﻼﻣـ ــﺔ ﻟﻐوﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺳﻠﺳـ ــﻠﺔ اﻟﻛـ ــﻼم ﺗﺑـ ــﯾن ﻋـ ــن ﻣﻌﻧـ ــﺎﻩ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺎل‪)):‬ﻫـ ــو اﻹﺑﺎﻧ ـ ـﺔ ﻋـ ــن اﻟﻣﻌـ ــﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﻟﻔﺎظ((‪,6‬وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓذﻫب إﻟﻰ ذﻟك ﱠ‬
‫ﻷن اﻷﻟﻔﺎظ))ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻹﻋراب ﻫو اﻟذي ﯾﻔﺗﺣﻬﺎ((‪.7‬‬
‫وﻟﻠﻧﺣــوﯾﯾن اﻟﻘــداﻣﻰ ﺗﻘﺳــﯾﻣﺎت وأﻗـوال‪ ,‬ﻓــﺄﻛﺛرﻫم ﯾــرى ﱠ‬
‫أن اﻹﻋـراب ﻟﻔظــﻲ‪ ,‬ﻓﻬــو أﺛــر ﯾﺟﻠﺑــﻪ اﻟﻌﺎﻣــل‬
‫ﻣﺗﺎﺑﻌـﺎُ اﻟﺗﻌرﯾــف اﻷول اﻟﻣــذﻛور ﻫﻧــﺎ‪ .‬وﻣــن اﻟﻧﺣــوﯾﯾن ﻣــن رأى أﱠﻧـﻪ ﻣﻌﻧــوي‪ ,‬ﻓﺣرﻛﺎﺗــﻪ ﻟﻬــﺎ ﺻــﻠﺔ ﺑﻣــﺎ‬
‫ﺗؤدﯾــﻪ اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﻓــﻲ اﻟﺟﻣﻠــﺔ ﻣــن ﻣﻌـ ٍ‬
‫ـﺎن ﻻﺧــﺗﻼف اﻟﻌواﻣــل‪ ,‬وﻣــن اﻟﻧﺣــوﯾﯾن ﻣــن ﻗــﺎل ﺑزﯾــﺎدة ﺣرﻛــﺎت‬
‫ﻷن اﻟﻛﻠم ﺳﺎﺑق اﻹﻋراب ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻧﺷﺄة‪ ,‬وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى أﱠﻧﻪ ﻣﻘـﺎرن‬
‫اﻹﻋراب ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻠم؛ ﱠ‬
‫ﻟﻠﻛﻼم ﻟﺣﻛﻣﺔ واﺿﻊ اﻟﻠﻐﺔ‪ ,‬وﻻ ﻧرى ﻛﺑﯾر ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ ﺳرد ذﻟك‪.8‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬دور أﺑﻲ اﻷﺳود واﻟﺧﻠﯾل ﻓﻲ وﺿﻊ أﻟﻘﺎب اﻹﻋراب وﻋﻼﻣﺎﺗﻪ‪:‬‬
‫ﯾﻌود اﻟﻔﺿل ﻓﻲ وﺿﻊ أﻟﻘﺎب اﻹﻋراب ﻷﺑﻲ اﻷﺳود اﻟدؤﻟﻲ ﺣﯾن ﻫ ﱠم ﺑـﻧﻘط اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرﯾم‪ ،‬ﻓﻘـﺎل‬
‫ﻟﻛﺎﺗﺑــﻪ‪ :‬إذا رأﯾﺗﻧــﻲ ﻗــد ﻓﺗﺣــت ﺷــﻔﺗ ﱠﻲ ﻓــﺄﻧﻘط واﺣــدة ﻓــوق اﻟﺣــرف‪ٕ ,‬واذا ﺿــﻣﻣﺗﻬﺎ ﻓﺎﺟﻌــل اﻟﻧﻘطــﺔ إﻟــﻰ‬
‫ﺟﺎﻧـب اﻟﺣـرف‪ٕ ,‬واذا ﻛﺳـرﺗﻬﻣﺎ ﻓﺎﺟﻌـل اﻟﻧﻘطـﺔ ﻓـﻲ أﺳــﻔﻠﻪ‪ ,‬ﻓـﺈذا اﺗﺑﻌـت ﺷـﯾﺋﺎً ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﺣرﻛـﺎت ُﻏﱠﻧـﺔً‬
‫ﻓﺄﻧﻘط ﻧﻘطﺗﯾن‪.9‬‬
‫ﻓــﺎﻟﻔﺗﺢ واﻟﺿــم واﻟﻛﺳــر ﺣرﻛــﺎت ﺣﺳــﯾﺔ وردت ﻋﻠــﻰ ﻟﺳــﺎن أﺑــﻲ اﻷﺳــود‪ ,‬وﯾظﻬــر أﱠﻧﻬــﺎ أﺻــﺑﺣت‬
‫ﻣﺻــطﻠﺣﺎً ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻣــﺎت‪ ,‬وﻟــم ﯾــذﻛر أﺑــو اﻷﺳــود اﻟﺳــﻛون ﺿــﻣن اﻟﺣرﻛــﺎت ﺧــﻼف‬
‫ﺑﻌض اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻛﺎﻟﺧﺿري ﻓﻲ ﺣﺎﺷﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷرح اﺑن ﻋﻘﯾل‪ ,10‬واﻟﺷﯾﺦ ﺧﺎﻟد اﻷزﻫري اﻟـذي رأى‬

‫‪9‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫أن ﻋﻼﻣــﺔ اﻟﺳــﻛون داﺋـرة‪,11‬وﻗــد أﱠﯾـ َـد اﻟــدﻛﺗور ﻛﻣـﺎل ﺑﺷـر ﻣــﺎ رآﻩ اﻟﺷــﯾﺦ ﺧﺎﻟــد اﻷزﻫــري؛ ﱠ‬
‫ﻷن اﻟــداﺋرة‬ ‫ﱠ‬
‫ـﺎل ﻫـو اﻵﺧـر‬‫أن اﻟﺳﻛون ﺧ ٍ‬ ‫ﺻﻔر "‪ "0‬ﻓﻬو ﻟﯾس ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﻋددﯾﺔ أو اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﺳﻛون‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﱠ‬
‫ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻوﺗﻲ‪.12‬‬
‫واﻟظﺎﻫر ﱠ‬
‫أن اﻟﻧﺎس ﻗد ﺗﺷﺎﺑﻬت ﻋﻠﯾﻬم ﻧﻘط اﻹﻋراب‪ ,‬وﻧﻘط اﻹﻋﺟﺎم‪ ,‬ﻓﺄﺧـذوا ﯾﺑﺣﺛـون ﻋـن طرﯾﻘـﺔ‬
‫أﺧ ــرى ﻟﺑﯾ ــﺎن اﻟﺷ ــﻛل اﻹﻋ ارﺑ ــﻲ‪ ,‬وﯾﻧﺳ ــب ﻣﻌظ ــم ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ وﺿ ــﻊ اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت اﻹﻋراﺑﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﻧﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﯾوم إﻟﻰ اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾـدي‪ ,‬اﻟـذي أﺑـدل ﻧﻘـط أﺑـﻲ اﻷﺳـود ﺑﺎﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻹﻋراﺑﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﻌروﻓــﺔ ﻣﻧطﻠﻘ ـﺎً ﻣــن ﻗﯾﻣ ـﺔ ﺻــوﺗﯾﺔ ﻣﺣﺿــﺔ ﺑﺄﱠﻧﻬــﺎ أﺑﻌــﺎض ﺣــروف‪ ,‬ﻓﺎﻟﺿــﻣﺔ ﻣــن)اﻟ ـواو( واﻟﻔﺗﺣــﺔ‬
‫ﻣــن)اﻷﻟــف( واﻟﻛﺳـرة ﻣــن)اﻟﯾــﺎء( ﻛﻣــﺎ ﻓـ ﱠـرق ﻓــﻲ اﻟﻣﺻــطﻠﺣﺎت ﺑــﯾن ﻋﻼﻣـﺎت ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣﻧوﻧـﺎً‪ ,‬وﻣــﺎ ﻟــم‬
‫ﯾﻛ ــن ﻛ ــذﻟك‪ ,‬ﻓ ــﺎﻟرﻓﻊ‪ ,‬واﻟﻧﺻ ــب‪ ,‬واﻟﺧﻔ ــض ﻟﻠدﻻﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻣﻧوﻧـ ـﺎً‪ ,‬واﻟﺿ ــم‪ ,‬واﻟﻔ ــﺗﺢ‪ ,‬واﻟﻛﺳ ــر‬
‫ﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻧوﻧﺎً‪ ،‬أ ﱠﻣﺎ اﻟﺟر ﻓﻬو ﻟﻠﻛﺳرة اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﺎء اﻟﺳﺎﻛﻧﯾن واﻟﺟزم ِﻟ َﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓـﻲ‬
‫آﺧر اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟزوﻣﺔ‪ ,‬واﻟﺳﻛون ﻟِ َﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ أوﺳطﻬﺎ‪ ,‬واﻟﺗوﻗﯾف ﻟِ َﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ آﺧر اﻷدوات‪.13‬‬
‫ﯾﻘــول أﺑــو ﻋﻣــرو اﻟــداﻧﻲ‪)):‬اﻟﺷــﻛل اﻟــذي ﻓــﻲ اﻟﻛﺗــب ﻣــن ﻋﻣــل اﻟﺧﻠﯾــل‪ ,‬وﻫــو ﻣــﺄﺧوذ ﻣــن ﺻــور‬
‫اﻟﺣروف‪ ,‬ﻓﺎﻟﺿﻣﺔ واو ﺻﻐﯾرة اﻟﺻـورة ﻓـﻲ أﻋﻠـﻰ اﻟﺣـرف ﻟِ ﱠ‬
‫ـﺋﻼ ﺗﻠﺗـﺑس ﺑـﺎﻟواو اﻟﻣﻛﺗوﺑـﺔ واﻟﻛﺳـرة ﯾـﺎء‬
‫ﺗﺣت اﻟﺣرف‪ ,‬واﻟﻔﺗﺣﺔ أﻟف ﻣﺑطوﺣﺔ ﻓوق اﻟﺣرف((‪.14‬‬
‫ﻻﺑـ ﱠد أن ﺗﻛــون ﻫــذﻩ‬ ‫وﯾظﻬــر ﻟﻧــﺎ ِﻣ ﱠﻣــﺎ ﺗﻘــدم ذﻛـرﻩ ﱠ‬
‫أن اﻹﻋــراب ظــﺎﻫرة ﺗﻣﺛــل ﻗﻣــﺔ اﻟﺗطــور اﻟﻠﻐــوي‪ ,‬و ُ‬
‫اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﻋ ارﺑﯾﺔ ﻗد ﻣرت ﺑﺄطوار ﺛﻼﺛﺔ‪ ,‬ﻫﻲ‪:15‬‬
‫أ – طور ﻋﺷواﺋﯾﺔ اﻟﺣرﻛﺎت‪ :‬وﻫو اﻟطور اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣت ﻣن ﻓﯾﻪ اﻟﺣرﻛـﺎت ﻟﻣﺟـرد وﺻـل اﻟﻛـﻼم‬
‫ﺑﻌﺿﻪ ﻓﻲ اﻟﻧطق‪.‬‬
‫ب – طـــور ﻧظﺎﻣﯾـــﺔ اﻟﺣرﻛـــﺎت‪ :‬وﻫــو اﻟطــور اﻟــذي اﺳــﺗﺧدﻣت ﻓﯾــﻪ اﻟﺣرﻛــﺎت اﻹﻋراﺑﯾــﺔ اﺳــﺗﺧداﻣﺎً‬
‫ﻣﻧظﻣ ـﺎً‪ ,‬ﻓــﺎﻧﺗظم ﻣﺟــﻲء اﻷﺳــﻣﺎء اﻟواﻗﻌــﺔ ﻓــﺎﻋﻼً –وﻫــﻲ ﻣﻔــردة– ﺑﺎﻟﺿــﻣﺔ أو ﻣــﺎ ﯾﻧــوب ﻋﻧﻬــﺎ ﻣــن‬
‫اﻟﺣــروف إن ﻟــم ﺗﻛــن ﻣﻔــردة‪ ,‬واﻧــﺗظم ﻣﺟــﻲء اﻷﺳــﻣﺎء اﻟواﻗﻌــﺔ ﻣﻔﻌــوﻻً وﻫــﻲ ﻣﻔــردة ﺑﺎﻟﻔﺗﺣــﺔ‪ ,‬أو ﻣــﺎ‬
‫ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﺎ إن ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﻔردة‪.‬‬
‫ج – طــور ﺗوظﯾــف اﻟﺣرﻛــﺎت‪ :‬وﻫــو اﻟطــور اﻟــذي اﺳــﺗﻌﻣﻠت ﻓﯾــﻪ اﻟﺣرﻛــﺎت اﻹﻋراﺑﯾــﺔ‪ ,‬وﻣــﺎ ﯾﻧــوب‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻷداء وظﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬اﻟﻣﻌرب ﻣن اﻟﻛﻠم وﻣواﻗﻊ اﻹﻋراب ﻣﻧﻪ‪:‬‬
‫ﻟ ﱠﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﻓﺎﺋ ــدة اﻹﻋـ ـراب ﻫ ــﻲ اﻹﺑﺎﻧ ــﺔ ﻋ ــن اﻟﻣﻌ ــﺎﻧﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌ ــرض ﻟﻠﻛﻠﻣ ــﺎت ﺣ ــﯾن‬
‫اﺳ ــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺗراﻛﯾ ــب‪ ,‬ﻓﻛ ــﺎن اﻷﺻ ــل ﻓ ــﻲ اﻷﺳ ــﻣﺎء أن ﺗﻌ ــرب ﺑﺎﺗﻔ ــﺎق؛ ﻷﱠﻧﻬ ــﺎ ﺗﻌﺗروﻫ ــﺎ ﻣﻌ ــﺎﻧﻲ‬

‫‪10‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻔﺎﻋﻠﯾــﺔ واﻟﻣﻔﻌوﻟﯾــﺔ واﻹﺿــﺎﻓﺔ وﻏﯾرﻫــﺎ ِﻣ ﱠﻣــﺎ ﯾﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ اﻹﻋ ـراب ﻓــﻲ ﻓﻬﻣــﻪ‪ ,‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﱠ‬
‫أن اﻷﺻــل‬
‫ﻣﻌﺎن ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻹﺑﺎﻧﺔ واﻟﻔﻬم‪.‬‬ ‫أن ﺗﺑﻧﻰ ﺑﺎﺗﻔﺎق‪ ,‬ﻷﱠﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗروﻫﺎ ٍ‬ ‫واﻟواﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺣروف ْ‬
‫أ ﱠﻣـﺎ اﻷﻓﻌــﺎل ﻓﺣﻘﻬـﺎ اﻟﺑﻧــﺎء ـ ـ ـ ﻛــذﻟك ـ ـ ـ ﱠإﻻ اﻟﻔﻌــل اﻟﻣﺿــﺎرع ﻓﻘـد اﺗﻔﻘـوا ﻋﻠـﻰ إﻋ ارﺑــﻪ ﻋﻧـد ﺧﻠــوﻩ ﻣــن‬
‫ﻧــون اﻟﻧﺳــوة وﻧــون اﻟﺗوﻛﯾــد اﻟﻣﺑﺎﺷ ـرﺗﯾن‪ ,‬وﻟﻛــﻧﻬم اﺧﺗﻠﻔ ـوا ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹﻋ ـراب‪ ,‬أﻫــو ﺑﺎﻷﺻــﺎﻟﺔ أم ﻫــو‬
‫أن اﻟﻔﻌــل اﻟﻣﺿــﺎرع إﱠﻧﻣــﺎ أﻋــرب ﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺗﻪ ﻻﺳــم اﻟﻔﺎﻋــل وﻟــﯾس‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾــﺔ‪ ,‬ﻓــذﻫب اﻟﺑﺻ ـرﯾون إﻟــﻰ ﱠ‬
‫ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻧــﻰ‪ ,‬ﺣﯾــث ﯾﻘــﻊ ﻣوﻗــﻊ اﺳــم اﻟﻔﺎﻋــل ﻓﯾﻛ ـون ﺧﺑ ـ ار وﺣــﺎﻻُ وﺻــﻔﺔ وﺗــدﺧل ﻋﻠﯾــﻪ ﻻم‬
‫اﻻﺑﺗــداء ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن ﺣرﻛﺎﺗ ــﻪ وﺳــﻛﻧﺎﺗﻪ‪ ,‬وﯾﻘﺑــل اﻟﺗﺧﺻــﯾص ﺑﺎﻟﻣﺳ ــﺗﻘﺑل ﺑﺎﻟﺳــﯾن وﺳــوف ﻛﻣــﺎ ﯾﻘﺑ ــل‬
‫اﻟﺗﺧﺻﯾص ﺑﺄداة اﻟﺗﻌرﯾف‪.16‬‬
‫أن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع ﻣﻌرب ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ؛ ﻷﱠﻧـﻪ ﺗﺗﻌـﺎورﻩ ﻣﻌ ٍ‬
‫ـﺎن ﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺔ‬ ‫وأ ﱠﻣﺎ اﻟﻛوﻓﯾون ﻓﻘد ذﻫﺑوا إﻟﻰ ﱠ‬
‫ﺗﺣﺗ ــﺎج ﻓ ــﻲ ﺗﻣﯾﯾزﻫ ــﺎ إﻟ ــﻰ إﻋـ ـراب‪ ،‬ﻧﺣ ــو‪ :‬ﻻ ﺗﺄﻛ ــل اﻟﺳ ــﻣك وﺗﺷ ــرب اﻟﻠ ــﺑن‪ ,‬وذﻟ ــك ﺑﺳ ــﺑب اﺷ ــﺗراك‬
‫اﻟﺣروف اﻟداﺧﻠﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺣﺗﻣل ّأﻧﻪ ﻧﻬﻰ ﻋن اﻟﻔﺻﻠﯾن ﻣطﻠﻘﺎً أو ﻋن اﻟﺟﻣـﻊ ﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ أو اﻟﻧﻬـﻲ ﻋـن‬
‫اﻷول ٕواﺑﺎﺣﺔ اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ,‬ﻓﺎﻟﺟزم دﻟﯾل اﻷول‪ ,‬واﻟﻧﺻب دﻟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟرﻓﻊ دﻟﯾل اﻟﺛﺎﻟث‪.17‬‬
‫أﻣﺎ اﺑن ﻣﺎﻟك ﻓﻘد واﻓق اﻟﺑﺻرﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻘول ﺑﺄﺻﺎﻟﺔ اﻹﻋراب ﻓﻲ اﻷﺳـﻣﺎء وﺧـﺎﻟﻔﻬم ﻓـﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾـل‬ ‫ّ‬
‫ﺣﯾث ﺟﻌل إﻋراب اﻟﻔﻌـل ﺑﺳـﺑب دﻻﻟﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ أﯾﺿـﺎً وﺟﻌـل إﻋـراب اﻻﺳـم ﻣوﺟﺑـﺎً وﻻ ﯾﻐﻧـﻲ‬
‫ﻣﺟوز‪ ,‬وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ ﺑوﺿـﻊ اﺳـم ﺑدﻟـﻪ ﻟـذﻟك‬ ‫ﻋﻧﻪ ﺳواﻩ أ ﱠﻣﺎ ﺳﺑب إﻋراب اﻟﻔﻌل ﻓﺈﱠﻧﻪ ﺳﺑب ّ‬
‫ﻛــﺎن اﻹﻋـراب أﺻـﻼً ﻓــﻲ اﻷﺳــﻣﺎء ﻓرﻋـﺎً ﻓــﻲ اﻷﻓﻌــﺎل‪،18‬ﻏﯾــر ﱠ‬
‫أن أﺑــﺎ اﻟﺑﻘــﺎء اﻟﻌﻛﺑــري ﻣــﺎل إﻟــﻰ رأي‬
‫اﻟﺑﺻـرﯾﯾن وﺟﻌــل إﻋ ـراب اﻟﻣﺿــﺎرع ﻟﺗﻣﯾﯾــز اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺣــروف اﻟﻌطــف وﻟــﯾس ﻟﺗﻣﯾﯾــز ﻣﻌــﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻔﻌل ﻓﺈﻋراب اﻟﻔﻌل ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻌﻧﻰ‪ ,‬ﺑل اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﻘراﺋن‪ .19‬أ ﱠﻣﺎ أﺑـو ﺣﯾـﺎن ﻓﻘـد رأى‬
‫أن اﻟﺑﺣث ﻋن أﺻﺎﻟﺔ اﻹﻋراب ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرع ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ﻟﯾس ﻓﯾﻪ ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻔﻌﺔ‪.20‬‬
‫ﱠ‬
‫راﺑﻌﺎً‪ :‬ﻣواﻗﻊ اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ‪:‬‬
‫إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟﻠﻐوي إﻟﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻌرﺑـﺔ ﻧﺟـد أ ﱠن اﻹﻋـراب ﯾﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣـرف اﻷﺧﯾـر‬
‫ﻣن اﻟﻛﻠﻣـﺔ أو ﻣـﺎ ﻓـﻲ ُﺣ ْﻛ ِﻣـ ِﻪ‪ ,‬وﻫـذﻩ ظـﺎﻫرة ﻟﻐوﯾـﺔ ﺗـواﺗرت ﻋـن اﻟﻌـرب‪ ,‬وﻟﻛـن ﺣﺳـب اﻟﺗﻣـﺎس اﻟﻌﻠـل‬
‫دﻓــﻊ اﻟﻧﺣــوﯾﯾن إﻟــﻰ اﻟﺗﻣــﺎس ﻋﻠــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة واﻟﺑﺣــث ﻋــن ﺳــﺑب وﻗوﻋﻬــﺎ ﻓــﻲ آﺧــر اﻟﻛﻠﻣــﺔ دون‬
‫وﺳطﻬﺎ أو أوﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫إن اﻹﻋ ـراب أُﺗــﻲ ﺑــﻪ ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ وظﯾﻔــﺔ اﻟﻛﻠﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗرﻛﯾــب‪ ,‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻓـ ﱠ‬
‫ـﺈن ﻣــن‬ ‫ﻓﻘــﺎل ﺑﻌﺿــﻬم‪ :‬ﱠ‬
‫اﻟواﺟ ــب اﻟ ــﺗﻠﻔظ ﺑﺎﻟﻛﻠﻣ ــﺔ ّأوﻻً ﺣﺗ ــﻰ ﻧﻌﻠ ــم ﺣﻘﯾﻘﺗﻬ ــﺎ ﺛ ــم ﯾ ــﺄﺗﻲ ﺑﻣ ــﺎ ﯾ ــدل ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺎﻟﺗﻬ ــﺎ ووﺿ ــﻌﻬﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺟﻣﻠﺔ‪.21‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫وﻗ ــﺎل آﺧـ ــرون‪ :‬إﱠﻧﻣ ــﺎ وﻗ ـ ـﻊ اﻹﻋ ـ ـراب آﺧ ــر اﻟﻛﻠﻣـ ــﺔ؛ ﱠ‬
‫ﻷن ﱠأوﻟﻬـ ــﺎ ﺗﻠزﻣ ــﻪ اﻟﺣرﻛـ ــﺔ ﺑوﺻـ ــف اﻷول‬
‫ﻣﺗﺣرﻛﺎً‪ ,‬ﱠ‬
‫ﻷن اﻟﻌـرب ﻻ ﺗﺑـدأ ﺑﺳـﺎﻛن وﻻ ﯾﺟـوز اﺟﺗﻣـﺎع ﺣـرﻛﺗﯾن ﻓـﻲ ﺣـرف واﺣـد‪ ,‬ﻓﻠ ﱠﻣـﺎ ﻓـﺎت وﻗوﻋـﻪ‬
‫أو ﻟــم ﯾﺟﻌــل وﺳــطﺎً؛ ﱠ‬
‫ﻷن أوﺳــﺎط اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن ﺛﻼﺛﯾــﺔ ورﺑﺎﻋﯾــﺔ وﺧﻣﺎﺳــﯾﺔ ‪ ,.....‬ﻓﻠَ ﱠﻣـﺎ ﻓــﺎت‬
‫ذﻟك ﺟﻌل آﺧ اًر ﺑﻌد ﻛﻣﺎل اﻻﺳم ﺑﺑﻧﺎﺋﻪ وﺣرﻛﺎﺗﻪ‪.22‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪ :‬ﻋﻼﻣﺎت اﻹﻋراب‪:‬‬
‫اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻌرب ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻹﻋراﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬ﻋﻼﻣﺎت أﺻﻠﯾﺔ‪:‬‬
‫وﻫﻲ اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺛﻼث‪ :‬اﻟﺿﻣﺔ‪ ,‬واﻟﻔﺗﺣـﺔ‪ ,‬واﻟﻛﺳـرة‪ ,‬ﺛـم اﻟﺳـﻛون‪ ,‬وﻗـد اﺻـطﻠﺢ اﻟﺑﺻـرﯾون ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﺳــﻣﯾﺔ أﻧ ـواع اﻹﻋ ـراب ﺑــﺎﻟرﻓﻊ واﻟﻧﺻــب واﻟﺟــر واﻟﺟــزم‪ ,‬وﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻣﯾﺔ أﻧ ـواع اﻟﺑﻧــﺎء ﺑﺎﻟﺿــم واﻟﻔــﺗﺢ‬
‫واﻟﻛﺳــر واﻟﺳــﻛون أو اﻟوﻗــف‪ ,‬وذﻟــك ﻟﻠﻔــرق ﺑــﯾن اﻟﻌﻼﻣــﺎت اﻹﻋراﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرة واﻟﺑﻧﺎﺋﯾــﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗــﺔ‪,23‬‬
‫ﻓوﻗﻌــت اﻟﻛﻔﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔرﯾـق ﺑﻬــذﻩ اﻷﻟﻔــﺎظ وأﻏﻧــت ﻋــن أن ﯾﻘــول‪ :‬ﺿــﻣﺔ ﺣــدﺛت ﺑﻌﺎﻣــل أو ﻓﺗﺣــﺔ أو‬
‫ﻛﺳرة ﺣدﺛﺗﺎ ﺑﻌﺎﻣل ﻓﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﺎﺋدة اﻹﯾﺟـﺎز واﻻﺧﺗﺻـﺎر‪ .24‬أ ﱠﻣـﺎ اﻟﻛوﻓﯾـون ﻓﻠـم ﯾﻠﺗزﻣـوا ﺑﻬـذﻩ‬
‫اﻟﺗﻔرﻗﺔ وأطﻠﻘوا أﻟﻘﺎب اﻷﻋراب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧﺎء وﺑﺎﻟﻌﻛس‪.25‬‬
‫ﻓﺎﻟرﻓﻊ واﻟﻧﺻب ﻟﻸﺳﻣﺎء واﻷﻓﻌﺎل‪ ,‬واﻟﺟر ﺧـﺎص ﺑﺎﻷﺳـﻣﺎء‪ ,‬واﻟﺟـزم ﺧـﺎص ﺑﺎﻷﻓﻌـﺎل‪ ,‬وﻗـد ﻋﻠـل‬
‫ﺳــﯾﺑوﯾﻪ ﺧﻠــو اﻷﺳــﻣﺎء ﻣــن اﻟﺟــزم ﺑﺗﻣﻛﻧﻬــﺎ وﻟﺣــﺎق اﻟﺗﻧــوﯾن ﺑﻬــﺎ ﻓﻠــو ﺟزﻣــت ﻟــذﻫﺑت اﻟﺣرﻛــﺔ وﺗرﺗــب‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ذﻫﺎب اﻟﺗﻧوﯾن‪ ,‬ﻓﯾﻛون ﻓﻲ ذﻟـك إﺟﺣـﺎف ﺑﺎﻻﺳـم‪ ,26‬ﺛـم ﻋﻠـل ﺑ ﱠ‬
‫ـﺄن اﻟﻔﻌـل أﺛﻘـل ﻣـن اﻻﺳـم‪,‬‬
‫واﻟﺣرﻛــﺔ أﺛﻘــل ﻣــن اﻟﺳــﻛون‪ ,‬ﻓــﺄﻋطﻲ اﻟﺛﻘﯾــل ﻟﻠﺧﻔﯾــف‪ ,‬واﻟﺧﻔﯾــف ﻟﻠﺛﻘﯾــل ﻟﯾﺣﺻــل اﻟﺗﻌــﺎدل‪ ,27‬وﺑﻬــذا‬
‫ﻗــﺎل أﻛﺛــر اﻟﻛــوﻓﯾﯾن‪ ,28‬وﻗــﺎل آﺧــرون‪)):‬إﱠﻧﻣــﺎ ﻟــم ﯾــدﺧل اﻟﺟــزم ﻓــﻲ اﻷﺳــﻣﺎء؛ ﱠ‬
‫ﻷن ﻋواﻣــل اﻟﺟــزم ﻻ‬
‫ﺗدﺧل ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ ﯾﺻﺢ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻧﻰ((‪,29‬وﻫذا اﻟﺗﻌﻠﯾـل أﻛﺛـر ﻗرﺑـﺎً ﻣـن اﻟواﻗـﻊ اﻟﻠﻐـوي وأدﻧـﻰ إﻟـﻰ اﻟﻘﺑـول‬
‫ﻷن اﻟﺧﻔــض ﻟــو ﻛ ـ ـ ـ ـ ـﺎن ﻓﯾــﻪ إﱠﻧﻣـ ـ ـ ـﺎ‬
‫ﺑﻣــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـﺑﻘﻪ‪ ,‬وﺑــذﻟك ﯾﻌﻠــل ﻟﺧﻠــو اﻟﻔﻌــل اﻟﻣﺿــﺎرع ﻣــن اﻟﺧﻔــض؛ ﱠ‬
‫ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺿـ ـ ـ ـ ـﺎﻓﺔ إذ ﻟﯾـس ﻫﻧﺎك ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺧﻔـض ﻣـﺎ ﯾـدﺧل ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻌـل إ ﱠﻻ اﻹﺿـﺎﻓﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ إ ﱠﻣـﺎ‬
‫أن ﺗﻛون ﻟﻠﻣﻠك أو اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‪ ،‬واﻷﻓﻌﺎل ﻻ ﺗﻣﺗﻠك ﺷﯾﺋﺎً وﻻ ﺗﺳﺗﺣﻘﻪ ﻓﻼ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ إﺿـﺎﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ‪,‬‬
‫ٕواذا ﻟم ﺗﻛن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﻬﺎ ﺧﻔض‪.‬‬

‫ب ( ﻋﻼﻣﺎت ﻓرﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫‪12‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫وﻫ ــﻲ ﺗﺗﻛ ــون ﻣ ــن ﺣ ــروف وﺣرﻛ ــﺎت‪ ,‬وﺣـ ـروف ﺗﻧ ــوب ﻋ ــن اﻟﻌﻼﻣ ــﺎت اﻷﺻ ــﻠﯾﺔ‪ ,‬ﻓ ــﺎﻷﻟف واﻟـ ـواو‬
‫وﺛﺑوت اﻟﻧون ﺗﻧوب ﻋن اﻟﺿﻣﺔ‪ ,‬واﻷﻟف واﻟﯾﺎء‪ ,‬واﻟﻛﺳرة ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋـن اﻟﻔﺗﺣـﺔ‪ ,‬واﻟﻔﺗﺣـﺔ واﻟﯾـﺎء ﺗﻧوﺑـﺎن‬
‫ﻋن اﻟﻛﺳرة‪ ,‬واﻟﺣـذف ﯾﻧـوب ﻋـن اﻟﺳـﻛون‪ ,‬وﻟﻛـل ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻌﻼﻣـﺎت ﻣواﺿـﻊ ﻣـذﻛورة وﻣﻔﺻـﻠﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻛﺗب اﻟﻧﺣو‪.30‬‬
‫أﺧف‪ ,‬وﺑﻬﺎ ﯾوﺻل إﻟﻰ اﻟﻐـرض‪ ,‬ﻓﻠـم‬ ‫ٕواﱠﻧﻣﺎ َﻋ ﱠد اﻟﻧﺣوﯾون اﻟﺣرﻛﺎت أﺻﻼً ﻓﻲ اﻹﻋراب؛ ﻷﱠﻧﻬﺎ أﻗ ﱡل و ﱡ‬
‫ﺗﻛن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻛﻠف ﻣﺎ ﻫـو أﺛﻘـل ﻣﻧﻬـﺎ‪ ,‬وﻟـذﻟك ﻛﺛـرت ﻓـﻲ ﺑﺎﺑﻬـﺎ وﻗُـ ﱢدر ﻏﯾرﻫـﺎ ﺑﻬـﺎ وﻟـم ﺗﻘـدر‬
‫ﻫــﻲ ﺑــﻪ‪ ،31‬ﺛُـ ﱠم ﻫــﻲ أﺑــﯾن ﻓــﻲ اﻟدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﻘﺻــود ﺑــﺎﻹﻋراب ﻟظﻬــور زﯾﺎدﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺑﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻋدم ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟدﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬـﺎ ﺑﺧـﻼف اﻟﺣـرف ﻛـﺎﻷﻟف ﻓـﻲ اﻟﻣﺛﻧـﻰ وواو اﻟﺟﻣـﻊ‬
‫ﱠ‬
‫ﻓﺈن ﻟﻬﻣﺎ دﺧﻼً ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻠﻣـﺔ إذ ﺑﺳـﻘوطﻬﻣﺎ ﯾﺧﺗـل اﻟﻣﻔﻬـوم واﻟﻌﻼﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧـﺗص‬
‫ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﺗﺗﻌداﻩ إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ أﻗوى ﻣن ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺷﻌر ﺑﻪ دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء آﺧر‪.32‬‬
‫أن ﻛﺛﯾ ـ اًر ِﻣ ﱠﻣــﺎ ﯾﻌــرب ﺑﻌﻼﻣــﺎت ﻓرﻋﯾــﺔ ﯾرﺟــﻊ ﺑــﻪ إﻟــﻰ اﻷﺻــل ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻷﺣﯾــﺎن‪,‬‬
‫وﯾﻼﺣــظ ﱠ‬
‫ﻓــﺎﻟﻣﻣﻧوع ﻣــن اﻟﺻــرف ﯾرﺟــﻊ إﻟــﻰ اﻟﺟ ـر ﺑﺎﻟﻛﺳ ـرة إذا أﺿــﯾف أو اﻗﺗــرن ﺑـ ـ)أن( أو دﻋــت إﻟــﻰ ذﻟــك‬
‫ت ﻣ ـ ــن اﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ أو‬
‫ﺿ ـ ــرورة ﻣﻧﺎﺳ ـ ــﺑﺔ‪ ,‬واﻷﺳ ـ ــﻣﺎء اﻟﺧﻣﺳ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ــرب ﺑﺎﻟﺣرﻛ ـ ــﺎت اﻟظ ـ ــﺎﻫرة إذا ُﺟـ ـ ـﱢرَد ْ‬
‫ﺑﺎﻟﺣرﻛ ــﺎت اﻟﻣﻘ ــدرة إذا أﺿ ــﯾﻔت إﻟ ــﻰ ﯾ ـ ـﺎء اﻟﻣ ــﺗﻛﻠم‪ ,‬ﺑ ــل وﻫﻧـ ـﺎك ﻟﻐ ــﺔ ﺗﻌرﺑﻬ ـ ـﺎ ﺑ ــﺎﻟﺣروف ﻣطﻠﻘ ـ ـﺎً‪,33‬‬
‫وﻛــذﻟك)ﻛــﻼ وﻛﻠﺗــﺎ (إذا أﺿــﯾﻔﺎ إﻟــﻰ اﺳــم ظــﺎﻫر‪ ,‬وﻗــد أﺟــﺎز اﻟﻛوﻓﯾــون ﻧﺻــب ﺟﻣــﻊ اﻟﻣؤﻧــث اﻟﺳــﺎﻟم‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺗﺣﺔ‪ ,34‬ﻓﯾرﺟﻊ ﺑذﻟك إﻟﻰ اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻧﺻب‪.‬‬
‫ق ﻋﻧـدﻣﺎ وﺻـﻔوا ﺑﻌـض اﻟﻌﻼﻣـﺎت ﺑﺎﻷﺻـﺎﻟﺔ‬ ‫أن اﻟﻧﺣوﯾﯾن ﻛﺎﻧوا ﻋﻠﻰ ﺣـ ﱟ‬ ‫ﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ِﻣ ﱠﻣﺎ ﺗﻘدم ذﻛرﻩ ﱠ‬
‫ووﺻــﻔوا ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔرﻋﯾــﺔ‪ ,‬وﻓ ﱠرﻗ ـوا ﺑــﯾن أﻟﻘــﺎب اﻷﻋ ـراب وأﻟﻘــﺎب اﻟﺑﻧــﺎء‪ ,‬ﻓﻛــل ذﻟــك ﯾــد ﱡل ﻋﻠــﻰ دﻗــﺔ‬
‫ﻷن ﻓﻌﻠﻬم ﻫذا ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم وﯾﻌﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﺗوﺿـﯾﺢ‪,‬‬ ‫اﻟﺑﺣث ‪,‬وﻋﻣق اﻟﺗﺻور‪ ,‬وﺳﻼﻣﺔ اﻟذوق؛ ﱠ‬
‫وﯾﻘــرب اﻟﺣﻘــﺎﺋق إﻟــﻰ اﻷذﻫــﺎن ِﻣ ﱠﻣــﺎ ﯾﻌــد ﺑﺣــق ﻣﯾ ـزة ﺗﺳــﺗﺣق اﻟﺛﻧــﺎء ﻣــن أن ﯾــدﻋﻲ إﻟــﻰ إﻟﻐﺎﺋﻬــﺎ أو‬
‫اﻻﺳ ــﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬ ــﺎ أو ﻋ ــن ﺑﻌﺿ ــﻬﺎ ﻛﻣ ــﺎ وﻗ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض ﻣﺷ ــروﻋﺎت اﻟﺗﯾﺳ ــﯾر اﻟﻠﻐ ــوي ﻓ ــﻲ اﻟﻌﺻ ــر‬
‫اﻟﺣدﯾث‪.35‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪ :‬وظﯾﻔﺔ ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب ‪:‬‬

‫ﺣرﻛــﺎت اﻹﻋ ـراب‪ :‬أﺻ ـوات ﻟــﯾن ﻗﺻــﯾرة ﻓــﻲ أواﺧــر اﻟﻛﻠــم اﻟﻣﻌرﺑــﺔ ﺗﺗﻐﯾــر ﺑــﺎﺧﺗﻼف ﻣواﻗﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺗرﻛﯾب اﻟﻛﻼم‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬اﻟﻔﺗﺣﺔ واﻟﺿﻣﺔ واﻟﻛﺳرة‪ .‬وﻗد أدرك اﻟﻧﺣوﯾون اﻟﻘدﻣﺎء ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑـﯾن أﺻـوات‬
‫اﻟﻠﯾن اﻟطوﯾﻠﺔ ﻣن ﺻﻠﺔ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣرﻛﺎت أﺻوات ﻗﺻﯾرة واﻷﺧرى أﺻوات ﻣ ﱢد طوﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫ﻓﻬل ﻟﻬذﻩ اﻟﺣرﻛﺎت وظﯾﻔﺔ ﻧﺣوﯾﺔ ؟‪.‬‬

‫ﱠ‬
‫إن ﻣﺛــل ﻫــذا اﻟﺳـؤال طــرح ﻓــﻲ ﻋﺻــر ﻣﺗﻘــدم‪ ,‬ﻓﻣﻧــذ أن وﺿــﻊ أﺑــﻲ اﻷﺳــود اﻟــدؤﻟﻲ ﻧﻘــط اﻹﻋـراب‬
‫ﺗﻐﯾـر اﻟﺣرﻛــﺎت ﻣــن ﺟﻬــﺔ‪ ،‬ووظﯾﻔــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﺣرﻛــﺎت ﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى‪ .‬ﻓﻔﯾﻣــﺎ‬
‫ﻛــﺎن اﻟﺗﻔﻛﯾــر ﯾﺷــﻐﻠﻪ ﻓــﻲ ّ‬
‫ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳﺑﺎب اﻟﺗﻐﯾر ﺗوﺻﻠوا إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻟﻧﺣو واﻟﻧﺣوﯾون‪ ،‬وأ ﱠﻣﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﺣرﻛـﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﻠﻐوﯾون ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ ﻋﻠﻰ ﻣذﻫﺑﯾن ﻓﻲ ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب‪:‬‬
‫أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﻛﺎت ﻻ ﺗدل ﻋﻠﻰ ٍ‬
‫ﻣﻌﺎن إذ)) ﻟـم ﯾﻌـرب اﻟﻛﻠـم ﻟﻠدﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ و‬ ‫أﺣدﻫﻣﺎ‪ :‬ﱠ‬
‫اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺑﻌﺿﻬﺎ وﺑﻌض((‪،‬وﻫـذا ﻣـذﻫب ﻣﺣﻣـد ﺑـن اﻟﻣﺳـﺗﻧﯾر اﻟﻣﻠﻘـب ﺑﻘطـرب)ت ‪206‬ه()) ٕواﱠﻧﻣـﺎ‬
‫أﻋرﺑــت اﻟﻌــرب ﻛﻼﻣﻬــﺎ؛ ﱠ‬
‫ﻷن اﻻﺳــم ﻓــﻲ ﺣــﺎل اﻟوﻗــف ﯾﻠزﻣــﻪ اﻟﺳــﻛون ﻟﻠوﻗــف‪ ،‬ﻓﻠــو ﺟﻌﻠ ـوا وﺻــﻠﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺳﻛون أﯾﺿﺎً ﻟﻛﺎن ﯾﻠزﻣﻪ اﻹﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟوﻗف واﻟوﺻل‪ ،‬وﻛﺎﻧوا ﯾﺑطﺋون ﻋﻧـد اﻹدراج َﻓﻠ ﱠﻣـﺎ وﺻـﻠوا‬
‫وأﻣﻛﻧﻬم اﻟﺗﺣرﯾك ﻣﻌﺎﻗﺑﺎً ﻟﻺﺳﻛﺎن ﻟﯾﻌﺗدل اﻟﻛﻼم((‪.36‬ﻓﺎﻟﺣرﻛﺎت إذاً ﻋﻧـدﻩ ﻻﻋﺗـدال اﻟﻛـﻼم وﻟﺗﺳـﻬﯾل‬
‫اﻟﻧطــق ﺑﺎﻟﺳ ـواﻛن؛ ﻟــذﻟك ﺟــﺎء ﻛــﻼم اﻟﻌــرب ﻣــن ﻣﺗﺣــرك وﺳــﺎﻛن أو ﻣﺗﺣــرﻛﯾن وﺳــﺎﻛن وﻟــم ﯾﺟﻣﻌ ـوا‬
‫ﺑــﯾن ﺳــﺎﻛﻧﯾن ﻓــﻲ ﺣﺷــو اﻟﻛﻠﻣــﺔ‪ .37‬و ُﻟرﱠﺑ َﻣ ـﺎ اﺳــﺗوﺣﻰ ﻗطــرب ﻛﻼﻣــﻪ ﻣــن ﻗــول اﻟﺧﻠﯾــل‪ )):‬ﱠ‬
‫إن اﻟﻔﺗﺣــﺔ‬
‫ﻫن ﯾﻠﺣﻘن أواﺧر اﻟﺣرف ﻟﯾوﺻل إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻠم ﺑﻪ((‪.38‬‬ ‫واﻟﻛﺳرة زواﺋد و ﱠ‬
‫وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣدﺛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ أﯾﺿﺎً‪ ،‬ﻓـﺈذا ﺗﺟﺎوزﻧـﺎ ﺗﺷـﻛﯾك ﺑﻌـض اﻟﻣﺳﺗﺷـرﻗﯾن ﺑظـﺎﻫرة‬
‫اﻹﻋراب ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣ ﱠدﻋﯾن ﱠ‬
‫أن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌرﺑﺔ‪ ,‬وﻧـزل اﻟﻘـران اﻟﻛـرﯾم ﺑﻠﻐـﺔ ﻏﯾـر ﻣﻌرﺑـﺔ وﻫـﻲ‬
‫ﻟﻬﺟﺔ ﻣﻛﺔ‪ ،‬ﺛم اﺧﺗﻠﻘﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺣوﯾﯾن وﺻﱠﻧﺎع اﻟﻛـﻼم‪ ،39‬وﻧـذﻛر ﻣـن ذﻫـب ﻣـذﻫب ﻗطـرب‪،‬‬
‫ﻓﻘد ذﻫب اﻟدﻛﺗور إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس إﻟﻰ أﱠﻧﻪ)) ﻟـﯾس ﻟﻠﺣرﻛـﺎت اﻹﻋراﺑﯾـﺔ ﻣـدﻟول‪ ,‬و ﱠ‬
‫أن اﻟﺣرﻛـﺎت ﻟـم ﺗﻛـن‬
‫ﺗﺣدد اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻌرب اﻷﻗدﻣﯾن‪ ،‬وﻫﻲ ﻻ ﺗﻌـدو أن ﺗﻛـون ﺣرﻛـﺎت ﯾﺣﺗـﺎج إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر‬
‫‪40‬‬
‫‪ ،‬ﺛ ــم ﯾﻛ ــرر ﻗوﻟ ــﻪ ﻣﺗ ــﺄﺛ اًر ﺑﻣ ــﺎ ﺳ ــﺑق ﻣ ــن ﻗ ــول ﺑﻌ ــض‬ ‫ﻣ ــن اﻷﺣﯾ ــﺎن ﻟوﺻ ــل اﻟﻛﻠﻣ ــﺎت ﺑﺑﻌﺿ ــﻬﺎ((‬
‫إن اﻟﻧﺣـﺎة ﻗـد اﺑﺗﻛـروا ﺑﻌـض ظـواﻫر اﻹﻋـراب وﻗﺎﺳـوا ﺑﻌـض‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن ﻗـﺎﺋﻼً‪ )):‬ﱠ‬
‫اﻷﺻول رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻬم ﻓﻲ اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻗواﻋـد ﻣطﱠـردة ﻣﻧﺳـﺟﻣﺔ((‪ 41‬ﱠ‬
‫‪،‬إن ﻗوﻟـﻪ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﯾﻣﻛـن أن ُﯾ َﻌـ ﱠد‬
‫ﻣن ﻗﺑﯾل ﻧﻘد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﺣوي‪ ,‬أ ﱠﻣﺎ اﻷول ﻓﻔﯾﻪ ﻧظر وﻻﺳﱠﯾﻣﺎ ﻫو ﻟـﯾس ﺻـﺎﺣب ﻫـذا اﻟﻘـول ٕواﱠﻧﻣـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ‬
‫ﻗط ــرب ﻗﺑ ــل أﻛﺛ ــر ﻣ ــن أﻟ ــف ﻋ ــﺎم وﯾﺷ ــﺎرك ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻘ ــول أﻧ ــﯾس ﻓرﯾﺣ ــﺔ أﯾﺿ ــﺎ وﻛ ــﺎن ﯾﻘ ــول‪ :‬ﱠ‬
‫إن‬
‫اﻹﻋراب زﺧرف ﻟﻐوي ﻻ أﺛر ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺻوﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ‪.42‬‬
‫اﻟﻣــذﻫب اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ :‬ﯾــرى ﱠ‬
‫أن اﻟﺣرﻛــﺎت اﻹﻋراﺑﯾــﺔ دوال ﻋﻠــﻰ ﻣﻌــﺎن‪ ،‬وﻫــو ﻣــذﻫب ﺟﻣﻬــور اﻟﻧﺣــوﯾﯾن‬
‫اﻟﻘ ــدﻣﺎء‪ ،‬إذ ﻟ ــم ﯾﺧﺗﻠﻔـ ـوا ﻓ ــﻲ دﻻﻟ ــﺔ إﻋـ ـراب اﻷﺳ ــﻣﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻌ ــﺎن ﻓﺄﻗ ــﺎﻣوا ﻣﺻ ــﻧﻔﺎﺗﻬم ﻋﻠ ــﻰ د ارﺳ ــﺔ‬
‫اﻟﻣرﻓوﻋــﺎت واﻟﻣﻧﺻــوﺑﺎت واﻟﻣﺟــرورات‪ ،‬ﯾﻘــول اﻟزﺟــﺎﺟﻲ‪ )):‬ﱠ‬
‫إن اﻷﺳــﻣﺎء ﻟَ ﱠﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﺗﻌﺗروﻫــﺎ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‬

‫‪14‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫ﻓﺗﻛــون ﻓﺎﻋﻠــﺔ وﻣﻔﻌوﻟ ــﺔ وﻣﺿــﺎﻓﺔ وﻣﺿــﺎﻓﺎ إﻟﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻟــم ﯾﻛــن ﻓ ــﻲ ﺻــورﻫﺎ وأﺑﻧﯾﺗﻬــﺎ أدﻟ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑل ﻛﺎﻧت ﻣﺷﺗرﻛﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻠت ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻧﺑﺊ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ((‪.43‬‬
‫ﻓـ ـ ـ)ﻣـ ــﺎ( ﺗﺳـ ــﺗﻌﻣل ﻧﺎﻓﯾـ ــﺔ وﻣوﺻـ ــوﻟﺔ وأداة ﺷـ ــرط وأداة اﺳـ ــﺗﻔﻬﺎم وأداة ﺗﻌﺟـ ــب‪ ،‬ﻓﻬـ ــذا اﻻﺷـ ــﺗراك ﻓـ ــﻲ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷدوات ﺗﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺣرﻛﺔ إﻋراب ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻛل اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﻟﻬـﺎ ﺑﺣﺳـب ﻗـوﻟﻬم‪ ،‬وﻫـم ﺣ ّـددوا‬
‫ﺣرﻛـ ــﺎت اﻹﻋ ـ ـراب ودﻻﻟﺗﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻌـ ــﺎﻧﻲ))ﻓﻠـ ــﯾس ﻛـ ــل ﺣرﻛـ ــﺔ إﻋ ارﺑ ـ ـﺎً ﻛﻣـ ــﺎ ﱠ‬
‫أن ﻟـ ــﯾس ﻛـ ــل ﻛـ ــﻼم‬
‫ﻣﻌرﺑﺎً((‪،‬و َﻋ ﱠد اﺑن ﻓﺎرس اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻠﯾﻠﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾزﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم وﻫو ﻣـﺎ اﻣﺗـﺎزت ﺑـﻪ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ))ﻓﺄ ﱠﻣﺎ اﻹﻋـراب ﻓﺑـﻪ ﺗﻣﯾـز اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ وﯾوﻗـف ﻋﻠـﻰ أﻏـراض اﻟﻣﺗﻛﻠﻣـﯾن‪ ،‬وﻟﻠﻌـرب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻣـﺎ‬
‫ﻟﯾس ﻟﻐﯾرﻫم ﻓﻬم ﯾﻔرﻗون ﺑﺎﻟﺣرﻛﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ((‪.44‬‬
‫و ﻛــﺎن اﻟرﺿــﻲ اﻷﺳــﺗراﺑﺎذي أﻛﺛــر وﺿــوﺣﺎً إذ ﻗــرر ﱠ‬
‫أن اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟــذي ﯾﻛــون ﻓــﻲ اﻻﺳــم ﯾﺣــددﻩ‬
‫وﺿــﻌﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻣﻠ ــﺔ إذا ﻛ ــﺎن ﻋﻣــدة أو ﻓﺿ ــﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻣ ــد‪ :‬اﻟﻔﺎﻋ ــل واﻟﻣﺑﺗــدأ واﻟﺧﺑ ــر‪ ،‬ﺣﻘﻬ ــﺎ اﻟﺿ ــﻣﺔ‬
‫وﻟﻠﻔﺿــﻼت و ﻫــﻲ‪ :‬اﻟﻣﻔﺎﻋﯾــل وأﺷــﺑﺎﻫﻬﺎ اﻟﻔﺗﺣــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ أﺧــف اﻟﺣرﻛــﺎت‪ ,‬وﻟﻠﻣﺿــﺎف إﻟﯾــﻪ اﻟﻛﺳ ـرة‪,‬‬
‫وﺟﻌﻠـت ﻋﻼﻣــﺎت اﻹﻋـراب أﺑﻌــﺎض ﺣـروف اﻟﻣــد‪ ،‬وﺟﻌﻠـت ﻓــﻲ ﺑﻌـض اﻷﺳــﻣﺎء ﺣـروف اﻟﻣــد وذﻟــك‬
‫ﻓﻲ اﻻﺳﻣﺎء اﻟﺳﺗﺔ و اﻟﻣﺛﻧﻰ واﻟﺟﻣﻊ ﺑﺎﻟواو واﻟﻧون‪ ،‬ﺛم ﻧﺳـب إﺣـداث اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ ﻓـﻲ ﻛـل اﺳـم ﻟﻠﻣـﺗﻛﻠم‬
‫وﻛـذا ﻣﺣــدث ﻋﻼﻣﺗﻬـﺎ‪ ،‬و ﻟﻛــن ﻧﺳـب إﺣــداث ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻟــﻰ اﻟﻠﻔـظ اﻟــذي ﺑواﺳـطﺗﻪ ﻗﺎﻣــت ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺳم ﻓﺳ ﱢﻣﻲ ﻋﺎﻣﻼً ﻟﻛوﻧﻪ ﻛﺎﻟﺳﺑب ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ‪.45‬‬
‫واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘﺻــدﻫﺎ اﻟﻧﺣوﯾــون ﻫﻧــﺎ ﻫــﻲ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾــﺔ ﻛﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾــﺔ واﻟﻣﻔﻌوﻟﯾــﺔ واﻹﺿــﺎﻓﺔ و‬
‫ﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻻ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﻣﻌﺟﻣﺎت اﻟﻠﻐﺔ‪.‬‬
‫وﻗد أﻓﺻﺢ ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻋن ذﻟك ﻓﻲ ذﻫﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﱠ‬
‫أن اﻷﻟﻔﺎظ))ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﺣﺗـﻰ‬
‫ﯾﻛ ــون اﻹﻋـ ـراب ﻫ ــو اﻟ ــذي ﯾﻔﺗﺣﻬ ــﺎ((ﻓ ــﺎﻹﻋراب ﻣﻔﺗ ــﺎح اﻟﻣﻌﻧ ــﻰ ﻓ ــﻲ ﺳ ــﯾﺎق اﻟﻌﺑ ــﺎرة ﺑﺣﺳ ــب ﻗ ــول‬
‫اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻟﻘـد ﺑﻧـﻰ اﻟﻧﺣوﯾـون ﻫﯾﻛـل اﻟﻧﺣـو اﻟﻌرﺑـﻲ ﻋﻠــﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻔـﺎﻫﯾم واﻻﺳـﺗﻧﺗﺎﺟﺎت؛ وﻣـﺎ اﺻـطﻠﺣوا ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎت‪ ,‬وﺣﺎوﻟوا أن ﯾﺟﻌﻠوا ﻗواﻋدﻫم ﻣطّردة‪ ,‬ﻓﻣـﺎ ﺧـﺎﻟف ﻗواﻋـدﻫم ﻓـﻲ اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎل ﻋـﺎﻟﺟوﻩ‬
‫ﺑوﺳــﺎﺋﻠﻬم ﻓــﻲ اﻟﻘﯾ ــﺎس واﻟﺗﻌﻠﯾــل واﻟﺗﺄوﯾ ــل‪ .‬وﻫــو ﺟﻬ ــد ووﻋــﻲ ﻟﻐ ــوي دﻗﯾــق ﺧﺻوﺻـ ـﺎً ﻟــدى ﻧﺣ ــوﯾﱢﻲ‬
‫اﻟﻘــرون اﻟﺛﻼﺛــﺔ اﻷوﻟــﻰ‪ ,‬ﻓﻔــﻲ ﺟﻬــودﻫم ﻗــﺎم ﺑﻧــﺎء اﻟﻧﺣــو واﻟد ارﺳــﺎت اﻟﻠﻐوﯾــﺔ اﻷﺧــرى‪ ,‬إذ ﺣ ـﺎوﻟوا أن‬
‫ﯾﺟﻌﻠوﻫﺎ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ‪ .‬ﻓﺣرﻛﺎت إﻋراب اﻻﺳم ﺗؤدي ٍ‬
‫ﻣﻌﺎن ﻧﺣوﯾـﺔ‪ :‬ﻓﺎﻟﺿـﻣﺔ َﻋﻠَ ُـم اﻟﻔﺎﻋﻠﯾـﺔ‪ ,‬أ ﱠﻣـﺎ‬
‫إن(( وأﺧواﺗﻬﺎ واﺳم))ﻛﺎن(( وأﺧواﺗﻬﺎ ﻓﻣﻠﺣﻘﺎت ﺑﺎﻟﻔﺎﻋل ﻋﻠﻰ ﺳـﺑﯾل اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ‪,‬‬‫اﻟﻣﺑﺗدأ وﺧﺑرﻩ وأﺧﺑﺎر)) ﱠ‬
‫‪46‬‬
‫وﻛذﻟك اﻟﻧﺻـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻔﻌوﻟﯾـﺔ وﺑـﺎﻗﻲ اﻟﻣﻧﺻـوﺑﺎت ﻣﻠﺣﻘـﺎت ﺑـﺎﻟﻣﻔﻌول ﺑـﻪ‪ ,‬واﻟﺟـر ﻋﻠـم اﻹﺿـﺎﻓﺔ‬

‫‪15‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫إن((وأﺧواﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻷﺻــل ﻣﺑﺗــدأ‬

‫ـرد ﻣــﺎ ﺧــﺎﻟف إﻟــﻰ ﻗﺎﻋــدة اﻷﺻــل‪ ,‬ﻓﺎﺳــم)) ّ‬
‫ﺛــم اﺳــﺗﺧدﻣوا اﻟﻘﯾــﺎس ﻟـ ّ‬
‫إن(( وأﺧواﺗﻬـﺎ ﻣـن اﻟﺣـروف ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻌـل‪ .‬وﺟﻌﻠـوا اﻟﻣﻧـﺎدى‬ ‫ﻓﺟﻌﻠوا ﻧﺻـﺑﻪ ﺗﺷ ّـﺑﻬﺎً ﺑـﺎﻟﻣﻔﻌول‪ ,‬ﻟﻘﯾـﺎس)) ّ‬
‫ﻣﺑﻧﯾﺎً ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﻧﺻب‪ ,‬ﻟﻘﯾﺎم ﺣرف اﻟﻧداء ﻣﻘﺎم اﻟﻔﻌل))أدﻋـو((‪...‬وظﻠـت ﻓﻛـرة‬
‫اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺿم ّ‬
‫اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﻲ رأﯾﻧﺎ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻗول اﻟرﺿﻲ اﻟﺳـﺎﺑق ﺗﺣﻛـم اﻟﻧﺣـو ﻋﻠـﻰ اﺧـﺗﻼف ﻣذاﻫﺑـﻪ‪ ,‬وﻫـﻲ ذات‬
‫ﺻﻠﺔ ﺑرﺑط اﻹﻋراب ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ‪ .‬أ ﱠﻣﺎ اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺣرﻛـﺎت إﻋـراب ﻗﺻـﯾرة ﻓﻘـﺎﻟوا ﺑﻌﻼﻣـﺎت‬
‫اﻹﻋراب اﻟﻔروع ﻟﻠﻣﺛﻧﻰ واﻟﺟﻣﻊ اﻟﺳﺎﻟم واﻷﺳﻣﺎء اﻟﺳﺗﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﻼم اﻟرﺿﻲ اﻟﺳﺎﺑق‪.47‬‬
‫وأ ﱠﻣـﺎ ﻣوﻗــف اﻟدارﺳــﯾن اﻟﻣﺣــدﺛﯾن ﻣــن دﻻﻟــﺔ ﺣرﻛــﺎت اﻹﻋـراب ﻓﻘــد ﺑﺣﺛــﻪ أﺻــﺣﺎب ﺗﯾﺳــﯾر اﻟﻧﺣــو‪،‬‬
‫اﻟــذﯾن دﻋ ـوا إﻟــﻰ إﺳــﻘﺎط ﻓﻛ ـرة اﻟﻌﺎﻣــل ﻛﻣــﺎ دﻋــﺎ ﻗــﺑﻠﻬم اﺑــن ﻣﺿــﺎء اﻟﻘرطﺑــﻲ‪ ،‬وﺣــﺎوﻟوا أن ﯾﺟﻌﻠ ـوا‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻌواﻣـل ﻓـﻲ ﻓﻬـم وظـﺎﺋف ﺣرﻛـﺎت اﻟﻛﻠﻣـﺎت ﻓـﻲ ﺗرﻛﯾـب اﻟﺟﻣﻠـﺔ؛ ﻓرﻛـزوا ﺟﻬـودﻫم‬
‫ﻣﻧطﻠﻘﯾن ِﻣ ﱠﻣﺎ ﺗؤدﯾﻪ ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾـﺔ‪ .‬وﻟـم ﯾﺧﺗﻠـف ﺗﻔﺳـﯾرﻫم ﻛﺛﯾـ ار ﻋـن ﺗﻔﺳـﯾر‬
‫اﻟﻘدﻣﺎء ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺣرﻛﺎت‪ ،‬إﱠﻧﻣﺎ اﺗﺧذوا ﻣﻧﻬﺟﺎً آﺧر ﻟدراﺳﺗﻬﺎ وﻟﻠﺗﺄﻟﯾف ﻋﻠـﻰ وﻓﻘﻬـﺎ اﻋﺗﻣـﺎداً ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﻧﺣوي‪.‬‬
‫ﻓ ــﺈﺑراﻫﯾم ﻣﺻ ــطﻔﻰ ﻓ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑ ــﻪ))إﺣﯾ ــﺎء اﻟﻧﺣ ــو((ﻛﺎﻧ ــت ﻓﻛرﺗ ــﻪ اﻟرﺋﯾﺳ ــﺔ وظﯾﻔ ــﺔ اﻹﻋـ ـراب ودﻻﻟ ــﺔ‬
‫ﺣرﻛﺎﺗﻪ ‪,‬ﻓﺄﻗﺎم ﻣﺑﺎﺣث ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﺎس ﻗﺎﺻـ اًر د ارﺳـﺗﻪ ﻋﻠـﻰ ﺣرﻛـﺎت إﻋـراب اﻻﺳـم ﻓـذﻫب‬
‫أن)) اﻟﺿﻣﺔ ﻋﻠـم اﻹﺳـﻧﺎد دﻟﯾـل ﻋﻠـﻰ أ ﱠن اﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟﻣرﻓوﻋـﺔ ﯾـراد أن ﯾﺳـﻧد إﻟﯾﻬـﺎ وﯾﺗﺣـدث ﻋﻧﻬـﺎ‪,‬‬
‫إﻟﻰ ﱠ‬
‫واﻟﻛﺳرة ﻋﻠم اﻹﺿﺎﻓﺔ ٕواﺷﺎرة إﻟﻰ ارﺗﺑﺎط اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ ﺑـﺄداة أو ﺑﻐﯾـر أداة‪ .‬وﻻ ﯾﺧـرج ﻛـل ﻣﻧﻬﻣـﺎ‬
‫ﻋــن ﻫــذا ﱠإﻻ أن ﯾﻛــون ﻓــﻲ ﺑﻧــﺎء أو إﺗﺑــﺎع‪ ,‬وﻟﻺﻋـراب اﻟﺿــﻣﺔ واﻟﻛﺳـرة ﻓﻘــط‪ ,‬وﻟﯾﺳــﺗﺎ أﺛـ اًر ﻟﻌﺎﻣــل ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻠﻔ ـ ــظ ﺑ ـ ــل ﻫﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻋﻣ ـ ــل اﻟﻣ ـ ــﺗﻛﻠم ﯾ ـ ــدل ﺑﻬﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﺄﻟﯾف اﻟﺟﻣﻠ ـ ــﺔ((‪,48‬وﺗﺣ ـ ــت‬
‫ﻋﻧوان))اﻟﺿﻣﺔ ﻋﻠم اﻹﺳﻧﺎد(( درس أﺑواب اﻟﻣﺑﺗدأ واﻟﻔﺎﻋل واﻟﻧﺎﺋب ﻋـن اﻟﻔﺎﻋـل‪ .‬وأ ﱠﻣـﺎ اﻟﻔﺗﺣـﺔ ﻓﻬـﻲ‬
‫ﻋﻧ ــدﻩ ﻻ ﺗ ــدل ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻌﻧ ــﻰ ﻓﻬ ــﻲ ﻟﯾﺳ ــت ﻋﻠﻣـ ـﺎً ﻟﻣﻌﻧ ــﻰ ﻛﺎﻟﺿ ــﻣﺔ واﻟﻛﺳـ ـرة وﻟﻛﻧﻬ ــﺎ اﻟﺣرﻛ ــﺔ اﻟﺧﻔﯾﻔ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﺑﺔ ﻋﻧد اﻟﻌرب اﻟﺗـﻲ ﯾﺣﺑـون أن ﯾﺷـﻛل ﺑﻬـﺎ آﺧـر اﻟﻛﻠﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟوﺻـل ودرج اﻟﻛـﻼم‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧظﯾر اﻟﺳﻛون ﻓﻲ ﻟﻐﺗﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ‪ ،49‬واﻗﺗﺻرت د ارﺳـﺗﻪ ﻋﻠـﻰ ﺣرﻛـﺎت اﻹﻋـراب ﻓـﻲ اﻷﺳـﻣﺎء‬
‫دون اﻷﻓﻌﺎل‪.‬‬
‫وﻟﻘد ﻛﺎن ﻗوﻟﻪ ﻓـﻲ اﻟﺿـﻣﺔ واﻟﻛﺳـرة ﻻ ﯾﺧـرج ﻛﺛﯾـ ار ﻋ ﱠﻣـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ اﻟﻧﺣوﯾـون ﻓـﻲ دﻻﻟـﺔ اﻟﺣـرﻛﺗﯾن‪ ،‬أ ﱠﻣـﺎ‬
‫ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺗﺣﺔ ﻓﻛﺄﱠﻧﻪ ﻣﺎل إﻟﻰ ﻋدم دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ‪ ,‬وﻫو ﻗول ﻏرﯾـب ﻟـم ﯾﺻـل ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ‬
‫ﻣﻘﻧﻌــﺔ ِﻣ ﱠﻣـﺎ اﺿــطرﻩ إﻟــﻰ إﺗﺑــﺎع ﺳــﺑﯾل اﻟﻧﺣــوﯾﯾن ﻓــﻲ ﺗﺄوﯾــل ﻣــﺎ ﺧــﺎﻟف أﺻــﻠﻪ ﻓــﻲ اﻟﺣرﻛــﺎت اﻟــﺛﻼث‪،‬‬
‫ﻛﺗﺄوﯾﻠــﻪ ﻧﺻــب أﺳــﻣﺎء اﻟﺣــروف اﻟﺳــﺗﺔ) ﱠ‬
‫إن وأﺧواﺗﻬ ـﺎ( وأﺻــﻠﻬﺎ ﻣﺑﺗــدأ‪ ،‬وﺿــم اﻟﻣﻧــﺎدى اﻟﻌﻠــم واﻟﻧﻛ ـرة‬

‫‪16‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻣﻘﺻودة ورﻓﻊ اﻟﻣﺛﻧﻰ ﺑﺎﻷﻟف‪ ,‬وﻓﺗﺣﺔ اﻟﻣﻣﻧـوع ﻣـن اﻟﺻـرف ﻓـﻲ ﺣـﺎل ﺟـرﻩ وﻏﯾرﻫـﺎ‪ ,‬ﻓﻘـد وﻗـﻊ ﻓﯾﻣـﺎ‬
‫اﻧﺗﻘد ﺑﻪ اﻟﻧﺣوﯾون اﻟﻘداﻣﻰ ﻓﻲ اﺿطرارﻫم إﻟﻰ ﺗﺄوﯾل ﻣﺎ ﺧﺎﻟف أﺻوﻟﻬم‪.50‬‬
‫وﺳـ ــﺎر ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻟﻣـ ــﻧﻬﺞ اﻟـ ــدﻛﺗور ﻣﻬـ ــدي اﻟﻣﺧزوﻣـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑـ ــﻪ)) ﻓـ ــﻲ اﻟﻧﺣـ ــو اﻟﻌرﺑـ ــﻲ‪ :‬ﻧﻘـ ــد‬
‫وﺗوﺟﯾﻪ((‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻧﺎول ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب اﻟﺛﻼث أﯾﺿـﺎً ودﻻﻟﺗﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ إﺑـراﻫﯾم ﻣﺻـطﻔﻰ‪ ،‬ﻏﯾـر‬
‫أﱠﻧﻪ ﻛﺎن أﻛﺛر وﺿوﺣﺎً وأوﺳﻊ أﻓﻘﺎً‪ .‬ﻓﺣرﻛﺔ اﻹﻋراب ﻋﻧدﻩ ﻟﯾﺳت ﻛﻣﺎ ﺗﺻورﻫﺎ اﻟﻧﺣوﯾون أﺛـ اًر ﯾﺟﻠﺑـﻪ‬
‫اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ آﺧر اﻟﻣﻌرب‪ٕ ،‬واﱠﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗـدرس ﻋﻠـﻰ أﱠﻧﻬـﺎ))ﺑﯾـﺎن ﻣـﺎ ﻟﻠﻛﻠﻣـﺔ أو اﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن وظﯾﻔـﺔ‬
‫ﻟﻐوﯾﺔ أو ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺣوﯾﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺳﻧداً إﻟﯾﻪ أو ﻣﺿﺎﻓﺎً إﻟﯾـﻪ أو ﻓـﺎﻋﻼً أو ﻣﻔﻌـوﻻً أو ﺣـﺎﻻً أو ﻏﯾـر‬
‫ذﻟك ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ اﻟﺟﻣل وﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣل ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ اﻟﻛﻼم((‪.51‬‬
‫واﻟدﻛﺗور ﻣﻬـدي اﻟﻣﺧزوﻣـﻲ ﻓـﻲ ﺗﻧﺎوﻟـﻪ دﻻﻟـﺔ اﻟﺿـﻣﺔ واﻟﻛﺳـرة ﯾﻘـﺎرب اﻟـدﻛﺗور إﺑـراﻫﯾم ﻣﺻـطﻔﻰ‬
‫أن اﻟﻔﺗﺣﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻌﻠم إﻋراب ﻛﻣﺎ ذﻫب إﺑـراﻫﯾم ﻣﺻـطﻔﻰ‪ٕ ,‬واﱠﻧﻣـﺎ ذﻫـب اﻟـﻰ ﱠ‬
‫أن‬ ‫ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾذﻫب إﻟﻰ ﱠ‬
‫اﻟﻔﺗﺣ ــﺔ ﻋﻠ ــم ﻟِ َﻣـ ـﺎ ﻟ ــﯾس ﻓ ــﻲ ﻣوﺿ ــﻊ اﻹﺳ ــﻧﺎد وﻻ ﻓ ــﻲ ﻣوﺿ ــﻊ اﻹﺿ ــﺎﻓﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا أﻗ ــﺎم د ارﺳ ــﺗﻪ‬
‫ﻟﻠﺣرﻛـ ــﺎت‪ ،‬وﻛﻣـ ــﺎ وﻗـ ــﻊ إﺑ ـ ـراﻫﯾم ﻣﺻـ ــطﻔﻰ ﻓﯾﻣ ـ ـﺎ ﻧﻘـ ــد ﺑـ ــﻪ اﻟﻧﺣـ ــوﯾﯾن ﻛـ ــذﻟك وﻗـ ــﻊ اﻟـ ــدﻛﺗور ﻣﻬـ ــدي‬
‫اﻟﻣﺧزوﻣــﻲ‪ ،‬ﻏﯾــر ﱠ‬
‫أن اﻟــدﻛﺗور ﻣﻬــدي اﻟﻣﺧزوﻣــﻲ درس اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻠﻐوﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻛﺗﺎﺑــﻪ ﺗطﺑﯾﻘ ـﺎً‬
‫ﻟﻧظرﯾــﺔ اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺗــﻲ دﻋــﺎ إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ درس اﻟﻔﻌــل وﺣرﻛــﺎت إﻋ ارﺑــﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟــدﻛﺗور ﻣﻬــدي اﻟﻣﺧزوﻣــﻲ‬
‫ٕواﺑ ـراﻫﯾم ﻣﺻــطﻔﻰ ﻣﺗﻘﺎرﺑــﺎن ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﺣرﻛــﺎت ﻟﻼﺳــم‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬﻣــﺎ ﻟــم ﯾﺻــﻼ ﻓــﻲ ﺑﺣﺛﻬﻣــﺎ إﻟــﻰ‬
‫ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻘﻧﻌﺔ‪ ,‬وﻫﻣﺎ وﻣﻌﻬﻣﺎ اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر اﻟﺟواري ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ))ﻧﺣو اﻟﺗﯾﺳﯾر(( ﻟم ﯾﺄﺗوا ﺑﺣﻠـول‬
‫ﻟﻛل ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﺣو ﻓﻲ ﺗرﻛﯾزﻫم ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺣرﻛﺎت اﻹﻋراب وﻣـﺎ ﻟﻬـﺎ ﻣـن دﻻﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟﻣﻠـﺔ‪ ،‬ﺳـواء‬
‫ﻓــﻲ اﻷﺳــﻣﺎء أو ﻓــﻲ اﻷﻓﻌــﺎل‪ ،‬ﻓﻠــم ﯾﺳــﺗطﯾﻌوا أن ﯾﺟﻌﻠ ـوا أﺻــوﻟﻬم ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻣطــردة ﻛﻣــﺎ ﻟــم ﯾﺳــﺗطﻊ‬
‫اﻟﻘدﻣﺎء ذﻟك‪ ،‬إذ ﺑﻘﯾت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣواﺿﻊ و اﻷﺳﺎﻟﯾب ﺗﺧـﺎﻟف أﺻـوﻟﻬم‪ ،‬ﻓﺎﺿـطروا ﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ‬
‫اﻟﺗﺄوﯾل واﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺑﻌﯾدﯾن ﻋن اﻟﻣﻧطق اﻟﻠﻐوي اﻟذي دﻋوا إﻟﻰ ﺗﺣﻛﯾﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﺣو‪.52‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪ :‬ﻫل ﯾﻛﻔﻲ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻹﻋراﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن أﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻹﻋراﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ دﻻﻟﺗﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾـﺔ ﻛﻣـﺎ ظﻬـر‪ ،‬ﱠإﻻ ّأﻧـﻪ‬
‫ﻻﺑ ـ ﱠد ﻣــن اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ ﻗ ـراﺋن أﺧــرى ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾر ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﯾﻘــول اﻟــدﻛﺗور ﺗﻣــﺎم ﺣﺳــﺎن‪ّ :‬‬
‫إن‬ ‫ُ‬
‫ﺛم إﻋطﺎؤﻫـﺎ ﻣـن اﻻﻫﺗﻣـﺎم ﻣـﺎ‬‫اﻻﺗﻛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻹﻋراﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻛﺑرى اﻟدوال ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ّ ،‬‬
‫دﻋﺎ اﻟﻧﺣﺎة إﻟﻰ أن ﯾﺑﻧوا ﻧﺣوﻫم ﻛﻠﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻣل ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬وﻋدم اﻟﺗﻣﺣﯾص‪.53‬‬

‫‪17‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫ﻷن اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻹﻋراﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺳــﯾﺎﻗﺎت اﻟﻠﻐوﯾــﺔ ﺗﻛــون ﻫــﻲ اﻟﺣﻛــم‬ ‫وﻫــو رأي ﻏﯾــر ﺳــدﯾد؛ ّ‬
‫اﻟﻔﯾﺻــل ﻓــﻲ اﻟﺗﻣﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‪ ،‬وأﻛﺛــر ﻣــﺎ ﻧﻠﺣــظ ذﻟــك ﻓــﻲ اﻟﻘـراءات اﻟﻘرآﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺟــﻪ ﻣﻌﺎﻧﯾﻬــﺎ‬
‫اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﻋراﺑﯾﺔ‪.54‬‬
‫أن ﻫﻧــﺎك ﻗـراﺋن ﺗــؤدي ﻫــذا اﻟــدور ﻓــﻲ أداء‬
‫ﻟﻛﻧــﻪ ﯾــرى ّ‬
‫واﻟــدﻛﺗور ﺗﻣــﺎم ﺣﺳــﺎن ﻻ ﯾﻧﻛــر ﻫــذا طﺑﻌـﺎً‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻗ ـراﺋن ﻋﻘﻠﯾــﺔ‪ ،‬وﻟﻐوﯾــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﺳــﻣﻰ اﻟــدﻛﺗور ﺗﻣــﺎم ﺣﺳــﺎن اﻷﺧﯾ ـرة ))اﻟﻘ ـراﺋن‬
‫ﻛﺎﻹﺳــﻧﺎد‪ ،‬واﻟﺗﺧﺻــﯾص‪ ،‬واﻟﺗﺑﻌﯾــﺔ وﻗ ـراﺋن ﻟﻔظﯾــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟﻣﻘﺎﻟﯾــﺔ(( وﻗﺳــﻣﻬﺎ إﻟــﻰ)) ﻗ ـراﺋن ﻣﻌﻧوﯾــﺔ‬
‫(( ))‬
‫‪55‬‬
‫ﺛم اﻟرﺗﺑﺔ‪ ،‬واﻟرﺑط‪ ،‬واﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻧﻐﯾم((‪.‬‬
‫رأﺳﻬﺎ اﻹﻋراب‪ّ ،‬‬
‫أن اﻟدﻛﺗور ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ﯾرى ﱠ‬
‫أن اﻟﻌﺎﻣل وﺣدﻩ ﻗﺎﺻر ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟظـواﻫر‬ ‫ِ‬
‫ﯾظﻬر ﻣ ﱠﻣﺎ ﺗﻘدم ذﻛرﻩ ّ‬
‫اﻟﻧﺣوﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻘراﺋن ﻛﻠﻬــﺎ ﻣﺳــؤوﻟﺔ ﻋــن أﻣــن اﻟﻠــﺑس‪ ،‬وﻋــن وﺿــوح اﻟﻣﻌﻧــﻰ‪ ،‬وﻻ ﺗﺳــﺗﻌﻣل واﺣــدة ﻣﻧﻬــﺎ‬
‫ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ‪ٕ ،‬واّﻧﻣﺎ ﺗﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘراﺋن ﻣﺗﺿﺎﻓرة ﻟﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﺣوي‪.56‬‬
‫أﺣﺳوا ﺑﺎﻟﻧﻐم‪ ،‬ودورﻩ ﻟﻛﻧﻬم ﻟم ﯾﻘﻧﻧـوﻩ ﻟﻧـﺎ وﻗـد ﯾﻌﺗـذر ﻟﻬـؤﻻء اﻟﻌﻠﻣـﺎء‬
‫أن ﻋﻠﻣﺎءﻧﺎ اﻟﻘداﻣﻰ‪ّ ،‬‬
‫واﻟﺣق ّ‬
‫ـﺄن وﺻـف اﻷداء ﻗـد ﻛـﺎن ﻋﺳـﯾ اًر ﻻﻓﺗﻘـﺎدﻩ‬ ‫ﻋن وﺻف طرﯾﻘﺔ اﻷداء اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠـﻰ ﻣﻌ ٍ‬
‫ـﺎن ﻧﺣوﯾـﺔ ﺑ ّ‬
‫إن اﻷداء ﻗﺎدر ﺑﻣﻌوﻧﺔ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﻣﻠـﻪ‬ ‫إﻟﻰ ﺗﻠك اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﯾﺳرﺗﻬﺎ ﻟﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرة‪ ،‬ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور اﻟﺑﻧﺎ‪ّ :‬‬
‫اﻟﺑﻧﯾﺔ ﻣن ﻣواﻗﻊ ﻋﻠﻰ إﻛﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣﻌـﺎن ﻧﺣوﯾـﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ ،‬دون أن ﯾﻌﻧـﻲ ﻫـذا اﻟﺗﻘﻠﯾـل ﻣـن ﻗﯾﻣـﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺔ‬
‫اﻹﻋراﺑﯾﺔ‪.57‬‬

‫‪18‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪:‬‬
‫أ ﱠﻣﺎ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻣﻛن ذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫إن اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻫــﻲ أﻗــدم اﻟﻠﻐــﺎت اﻟﺣﯾــﺔ وأﻛﺛرﻫــﺎ أﺻــﺎﻟﺔ وﻋ ارﻗــﺔ ِﻣ ﱠﻣــﺎ أﻛﺳــﺑﻬﺎ ﻣﻣﯾ ـزات وﺧﺻــﺎﺋص‬
‫‪ 1‬ـ ــ ﱠ‬
‫ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﻣن أرﻗﻰ اﻟﻠﻐـﺎت‪ ،‬وأﻗـدرﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺎﯾرة اﻟﺣﯾـﺎة وﻣواﻛﺑـﺔ اﻟﺗﻘـدم‪ ،‬ﻛـﻲ ﺗـوﻓر ﻷﻫﻠﻬـﺎ اﻟﻌـزم اﻟﺻـﺎدق‬
‫واﻟﺗﺻـ ـﻣﯾم اﻷﻛﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻧﻬ ــوض ﺑﺄﻧﻔﺳ ــﻬم وﻟﻐ ــﺗﻬم‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ رأس ﺗﻠ ــك اﻟﻣﻣﯾـ ـزات واﻟﺧﺻ ــﺎﺋص‪ :‬ظ ــﺎﻫرة‬
‫اﻹﻋراب اﻟﺗﻲ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻹﯾﺿﺎح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وﺗﺣدﯾدﻫﺎ ٕوازاﻟﺔ اﻟﻠﺑس واﻟﻐﻣوض ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫إن اﻟﻧﺣــو اﻟﻌرﺑــﻲ إﱠﻧﻣــﺎ ﻧﺷــﺄ ﻟﻠﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة وﺻــﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﻌــد أن ﺗﺳــرب اﻟﻠﺣــن إﻟــﻰ أﻟﺳــﻧﺔ‬
‫‪2‬ــ ـ ﱠ‬
‫اﻟﻌرب وﻏﯾرﻫم‪ ،‬وﻓﻲ ذﻟك دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻋﻧد اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺻر‪.‬‬
‫‪3‬ـ ـ ـ ـ ﱠ‬
‫إن اﻟﻘول ﺑدﻻﻟـﺔ اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻹﻋراﺑﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾـﺔ ﻫـو ﻋﻣـود اﻟﻧﺣـو اﻟﻌرﺑـﻲ وأﺳﺎﺳـﻪ ﻋﻧـد‬
‫ﻛــل اﻟﻌﻠﻣــﺎء وﻓــﻲ ﻛــل اﻟﻌﺻــور إذا اﺳــﺗﺛﻧﯾﻧﺎ ﻗطرﺑ ـﺎً وﺑــض ﻣﺗﺎﺑﻌﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻــر اﻟﺣــدﯾث‪ ,‬وﻻ ﯾﻌﻧــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﻘـول إﱠﻧﻬــﺎ اﻟوﺳــﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾــدة ﻟﻠﻣﻌﻧــﻰ‪ ,‬ﺑــل ﻫﻧــﺎك وﺳــﺎﺋل أﺧــرى ﺗﺳــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ ﺗﺣدﯾـدﻩ‪ ,‬وﻟﻛــن ﻗرﯾﻧــﺔ اﻟﻌﻼﻣــﺔ‬
‫اﻹﻋراﺑﯾﺔ ﻫﻲ أﯾﺳرﻫﺎ وأوﺿﺣﻬﺎ ﻷﱠﻧﻬـﺎ ﻣدرﻛـﺔ ﻣـن طرﯾـق اﻟﺣـس‪ ,‬اﻟﺳـﻣﻊ واﻟﺑﺻـر‪ ,‬ﺗﺗﻌـﯾن ﻟﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﻌﻧـﻰ‬
‫وﻻ ﯾﻐﻧﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ واﻟﺗراﻛﯾب‪.‬‬
‫إن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻫﻲ ظﺎﻫرة أﺻﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻗﺗرﻧت ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻧذ أن ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺗﺄرﯾﺦ‪ ,‬وﻋﻠـﻰ ذﻟـك‬ ‫‪4‬ـ ـ ـ ﱠ‬
‫ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘول ﺑﺎﺑﺗﻛﺎرﻫﺎ وﺧﻠﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﻌدم أو اﻗﺗﺑﺎﺳﻬﺎ ﻣن ﻟﻐﺎت أﺧرى أﻗ ﱠل ﻣﻧﻬـﺎ ﺷـﺄﻧﺎً ﻓـﻲ اﻧﺗﺷـﺎرﻫﺎ أو‬
‫ﻓﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻋراب ذﻟك ﱠ‬
‫أن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻘول ﯾﻧﻘﺻﻪ اﻟﺳﻧد اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ وﺗﻌﺎرﺿﻪ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ ـ أﻏﻠب اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﺣدﺛﯾن رﻛزوا ﻋﻠﻰ رﻛﻧﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﻧد واﻟﻣﺳﻧد إﻟﯾـﻪ ﻓﻌـدوا اﻟﺿـﻣﺔ ﻋﻠﻣـﺎً ﻟﻺﺳـﻧﺎد‬
‫واﻟﻛﺳرة ﻋﻠﻣﺎً ﻟﻺﺿﺎﻓﺔ واﻟﻔﺗﺣﺔ ﻟﯾﺳـت ﺑﻌﻼﻣـﺔ إﻋـراب‪ ,‬ﻓـﺈذا دﻗﻘﻧـﺎ اﻟﻧظـر ﻧﺟـد ﱠ‬
‫أن اﻟﻔﺗﺣـﺔ ﻏﺎﻟﺑـﺎً ﻣـﺎ ﺗـرﺗﺑط‬
‫ﺑﻣﺎ ﻫو ﺧﺎرج رﻛﻧﻲ اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣﻔﻌول ﺑﻪ وﻣﺗﻌﻠﻘﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫إن اﻹﻋراب ﻟﯾس زﺧرﻓﺎً ﯾزﯾن ﺑﻪ اﻟﻛﻼم ﻓﻘط ﺑل ﻫـو ﻋﻧﺻـر أﺳﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ ﺑﻧﺎﺋـﻪ‪ٕ ،‬واﱠﻧـﻪ ﻣﯾـزة ﺣﺎﻓظـت‬ ‫‪6‬ـ ـ ـ ﱠ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟطوﯾل‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐـﻲ أن ﺗﺣـﺎﻓظ ﻋﻠﯾـﻪ‪ ،‬وﻫـو أﺑـرز اﻟظـواﻫر ﻓـﻲ ﻧﺣـو اﻟﻌرﺑﯾـﺔ وﻫـو‬
‫ﺟــدﯾر ﺑــﺄن ﯾﺑﻘــﻰ ﻛﻣــﺎ ﻫــو؛ ﻣــﺎ دام ﺣﺎﺿــر اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻣوﺻــوﻻً ﺑﻣﺎﺿــﯾﻬﺎ وﻣــﺎ داﻣــت ﻫــذﻩ اﻟﻠﻐــﺔ ﻫــﻲ ﻗﻠــب‬
‫ﻗوﻣﯾﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﺗوﺣد اﻟﻌرب ﻗدﯾﻣﺎ وﺑﻬﺎ ﯾﺗوﺣدون اﻟﯾوم‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻬواﻣش‪:‬‬

‫رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﻧﻪ‪ ,‬ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح‪ ,‬ﺣدﯾث رﻗم) ‪.(1872‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ﺗﻬذﯾب اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬ﻣﺎدة ﻋرب ‪ ,‬وﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪ :‬ﻣﺎدة)ﻋرب(‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب‪.13/1 :‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪.91:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اﻷﺻول ﻓﻲ اﻟﻧﺣو‪.44/1:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫اﻟﺧﺻﺎﺋص‪.36 /1 :‬‬ ‫‪.6‬‬
‫دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز‪.42 :‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻻﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪67 :‬ـ ـ ـ ‪ ،91‬وﻫﻣﻊ اﻟﻬواﻣﻊ‪.40/1:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻘط اﻟﻣﺻﺎﺣف‪04 :‬‬ ‫‪.9‬‬
‫ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺧﺿري ﻋﻠﻰ ﺷرح اﺑن ﻋﻘﯾل‪034/1:‬‬ ‫‪.10‬‬
‫اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺿﯾﺢ‪0244-243/2 :‬‬ ‫‪.11‬‬
‫دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ)اﻟﻘﺳم اﻷول(‪0180:‬‬ ‫‪.12‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﻌﻠوم‪ ,30:‬واﻟﻔﻛر اﻟﻧﺣوي ﻋﻧد اﻟﻌرب‪.326:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻘط اﻟﻣﺻﺎﺣف‪.7 :‬‬ ‫‪.14‬‬
‫اﻹﻋراب ﻓﻲ ﺿوء اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪.33:‬‬ ‫‪.15‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،4/1:‬وﺷرح اﻟرﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ‪.17/4:‬‬ ‫‪.16‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ ﺷرح اﻟﺗﺳﻬﯾل‪.269/1 :‬‬ ‫‪.17‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪.270 /1:‬‬ ‫‪.18‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ﻣﺳﺎﺋل ﺧﻼﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺣو‪.91:‬‬ ‫‪.19‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ارﺗﺷﺎف اﻟﺿرب‪.414/1 :‬‬ ‫‪.20‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪ ،76:‬وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻧﺣو‪.82:‬‬ ‫‪.21‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪.76:‬‬ ‫‪.22‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب‪.4/1:‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل‪.72/1 :‬‬ ‫‪.24‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ واﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب‪.14/1 :‬‬ ‫‪.26‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪.20/1 :‬‬ ‫‪.27‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪.108 :‬‬ ‫‪.28‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ واﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪.29‬‬

‫‪20‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻻﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪.108 :‬‬ ‫‪.30‬‬

‫ﯾﻧظر‪ :‬ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل‪.51 /1 :‬‬ ‫‪.31‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ‪.248_247 :‬‬ ‫‪.32‬‬
‫ﺷرح اﻟرﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ‪.272/2 :‬‬ ‫‪.33‬‬
‫اﻟﺧﺻﺎﺋص‪.304 /3 :‬‬ ‫‪.34‬‬
‫ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺻرف و اﻟﺑﻼﻏﺔ‪.39 :‬‬ ‫‪.35‬‬
‫اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪.70 :‬‬ ‫‪.36‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ‪.71-70:‬‬ ‫‪.37‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب‪.241/4 :‬‬ ‫‪.38‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﯾوﻫﺎن ﻓك‪.15 :‬‬ ‫‪.39‬‬
‫ﻣن أﺳرار اﻟﻠﻐﺔ‪.158 :‬‬ ‫‪.40‬‬
‫ﻣن أﺳرار اﻟﻠﻐﺔ‪.139 :‬‬ ‫‪.41‬‬
‫ﺗﺑﺳﯾط ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.51:‬‬ ‫‪.42‬‬
‫اﻹﯾﺿﺎح ‪.69 :‬‬ ‫‪.43‬‬
‫اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ ‪.161:‬‬ ‫‪.44‬‬
‫ﺷرح اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ‪63-62/1 :‬‬ ‫‪.45‬‬
‫اﻟﻣﻔﺻل ‪.37:‬‬ ‫‪.46‬‬
‫اﻹﻋراب وﺣرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.713:‬‬ ‫‪.47‬‬
‫إﺣﯾﺎء اﻟﻧﺣو‪.49 ,53 ,78:‬‬ ‫‪.48‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬إﺣﯾﺎء اﻟﻧﺣو‪.68:‬‬ ‫‪.49‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﻋراب وﺣرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.714 :‬‬ ‫‪.50‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ ﻧﻘد وﺗوﺟﯾﻪ ‪.57 :‬‬ ‫‪.51‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﻋراب و ﺣرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.715:‬‬ ‫‪.52‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ‪.234 – 231 :‬‬ ‫‪.53‬‬
‫ظﺎﻫرة اﻹﻋراب وﻣوﻗف ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗداﻣﻰ وﻣﺣدﺛﯾن ‪.21:‬‬ ‫‪.54‬‬
‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ ‪.231 :‬‬ ‫‪.55‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪.234 – 231 :‬‬ ‫‪.56‬‬
‫ﯾﻧظر‪ :‬اﻹﻋراب ﺳﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ‪.65 – 64 :‬‬ ‫‪.57‬‬

‫‪21‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫‪ -1‬إﺣﯾﺎء اﻟﻧﺣو‪ :‬إﺑراﻫﯾم ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪1937 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ارﺗﺷﺎف اﻟﺿرب ﻣن ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪ :‬ﻷﺑﻲ ﺣﯾﺎن اﻷﻧدﻟﺳﻲ ت)‪745‬ه(‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻧﻣﺎس‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر ‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻹﻋراب ﺳﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ‪ :‬د‪ .‬ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم اﻟﺑﻧﺎ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻹﻋراب ﻓﻲ ﺿوء اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ :‬د‪ .‬ﻧﺎﺻر ﻋﻠﻲ ﻋﺑد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻌﻠم‪ ،‬اﻟزﻗﺎزﯾق‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬‬
‫‪1421‬ه – ‪2001‬م ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻹﻋراب وﺣرﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ :‬د‪ .‬زﻫﯾر ﻏﺎزي زاﻫد‪ ،‬ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑدﻣﺷق‪ .‬اﻟﻣﺟﻠد)‪ (79‬اﻟﺟزء)‪.(4‬‬
‫‪ -6‬اﻹﻋراب وﻣوﻗف ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗداﻣﻰ وﻣﺣدﺛﯾن‪ :‬د‪.‬ﺳﺎﻣﻲ ﻋوض‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺷرﯾن ﻟﻠﺑﺣوث‬
‫واﻟدراﺳﺎت‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد)‪ (32‬اﻟﻌدد)‪ (2‬ﺳﻧﺔ ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠل اﻟﻧﺣو‪ :‬أﺑو اﻟﻘﺎﺳم اﻟزﺟﺎﺟﻲ)ت‪340‬ه(‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬د‪ .‬ﻣﺎزن اﻟﻣﺑﺎرك‪ ،‬دار اﻟﻧﻔﺎﺋس‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫ﺑﯾروت ‪1986 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -8‬ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺧﺿري ﻋﻠﻰ ﺷرح اﺑن ﻋﻘﯾل ﻷﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك‪ ،‬ط‪ ،7‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻛﻠﯾﺎت اﻷزﻫرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪،‬‬
‫‪1347‬ه – ‪1929‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬اﻟﺧﺻﺎﺋص‪ :‬ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺗﺢ ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﺟﻧﻲ )ت ‪392‬ه( ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺟﺎر‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اﻟﻬدى‬
‫ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ‪.‬‬
‫‪ -10‬ﺗﺑﺳﯾط ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ :‬أﻧﯾس ﻓرﯾﺣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪1959 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-11‬اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻣﺿﻣون اﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﺷﻬور ﺑـ))ﺷرح اﻟﺗﺻرﯾﺢ((‪ ،‬ﻟﻠﺷﯾﺦ‪ :‬ﺧﺎﻟد اﻷزﻫري‪ ،‬ت)‪905‬ه(‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑرى‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪.‬‬
‫‪-12‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ‪ :‬ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺿر ﺣﺳﯾن‪ ،‬ط‪ ،2‬اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﻔﺗﺢ‪،‬‬
‫دﻣﺷق – ﺳورﯾﺎ‪1380 ،‬ه – ‪1960‬م ‪.‬‬
‫‪ -13‬دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬ﻛﻣﺎل ﺑﺷر‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪1969 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-14‬دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ :‬ﻟﻌﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ)ت‪471‬ه(‪،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ‪،‬‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ ﻓﺟﺎﻟﺔ ‪1974‬م‪ ،‬ﻣﺻر‪.‬‬
‫‪ -15‬ﺷرح اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ‪ :‬ﻟﻠرﺿﻲ اﻻﺳﺗرآﺑﺎذي)ت‪681‬ه(‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﯾوﺳف ﺣﺳن ﻋﻣر‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻐﺎزي‪،‬‬
‫ﻟﯾﺑﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ -16‬ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل‪ :‬ﻻﺑن ﯾﻌﯾش )ت ‪643‬ه(‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻧﯾرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪.‬‬
‫‪ -17‬اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ﺑن زﻛرﯾﺎ اﻟﻠﻐوي ت)‪395‬ه(‪،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺷوﯾﻣﻲ‪،‬‬
‫ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن‪1963 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -18‬اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ :‬ﯾوﻫﺎن ﻓك‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ‪ :‬د‪ .‬رﻣﺿﺎن ﻋﺑد اﻟﺗواب‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة – ﻣﺻر‪1980 ،‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
 ‫ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻋﺮاب ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬

‫‪-19‬اﻟﻔﻛر اﻟﻧﺣوي ﻋﻧد اﻟﻌرب أﺻوﻟﻪ وﻣﻧﺎﻫﺟﻪ‪ :‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻣزﻫر اﻟﯾﺎﺳري‪ ،‬اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺳوﻋﺎت‪ ،‬ﺑﯾروت –‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪1423 ،‬ه – ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -20‬ﻓﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ)) ﻧﻘد وﺗوﺟﯾﻪ((‪ :‬د‪ .‬ﻣﻬدي اﻟﻣﺧزوﻣﻲ ‪ ،‬دار اﻟراﺋد اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ‪1986،‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬اﻟﻛﺗﺎب‪ :‬ﻟﺳﯾﺑوﯾﻪ أﺑﻲ ﺑﺷر ﻋﻣرو ﺑن ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬ت)‪180‬ه(‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون‪ ،‬دار اﻟﻘﻠم‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة ـ ـ ـ ﻣﺻر‪1966،‬م ‪.‬‬
‫‪ -22‬اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ‪ :‬د‪ .‬ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬
‫‪ -23‬اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻘط اﻟﻣﺻﺎﺣف‪ :‬ﻷﺑﻲ ﻋﻣرو اﻟداﻧﻲ ت)‪444‬ه(‪،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬د‪ .‬ﻋزة ﺣﺳن‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗرﻗﻲ‪،‬‬
‫دﻣﺷق – ﺳورﯾﺎ‪. 1960 ،‬‬
‫‪ -24‬ﻣﺳﺎﺋل ﺧﻼﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺣو‪ :‬ﻷﺑﻲ اﻟﺑﻘﺎء اﻟﻌﻛﺑري ت)‪616‬ه(‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺣﻣد ﺧﯾر اﻟﺣﻠواﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬
‫اﻟﺷﻬﺑﺎء‪ ،‬دﻣﺷق – ﺳورﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ -25‬ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﻌﻠوم‪ :‬أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺧوارزﻣﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻟﯾدن‪1895 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -26‬اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﺻﻧﻌﺔ اﻹﻋراب‪ :‬ﻟﻠزﻣﺧﺷري )ت‪538‬ه(‪ ،‬ﺗﻘدﯾم‪ :‬ﻋﻠﻲ ﺑو ﻣﻠﺣم‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻬﻼل‪،‬‬
‫ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن‪.‬‬
‫‪ -27‬ﻣن أﺳرار اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬د‪ .‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ط‪4،1972‬م ‪.‬‬
‫‪ -28‬ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺗﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺻرف واﻟﺑﻼﻏﺔ‪ :‬أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1961 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻲ ﺷرح اﻟﺗﺳﻬﯾل‪ :‬ﻟﻠدﻻﺋﻲ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬د‪ .‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﻧﻐﺎزي – ﻟﯾﺑﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ -30‬ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻧﺣو‪ :‬ﻷﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺳﻬﯾﻠﻲ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻋﺎدل أﺣﻣد ﻋﺑد‬
‫اﻟﻣوﺟود‪ ،‬وﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻌوض‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن‪.‬‬
‫‪ -31‬ﻫﻣﻊ اﻟﻬواﻣﻊ ﻓﻲ ﺷرح ﺟﻣﻊ اﻟﺟواﻣﻊ‪ :‬ﻟﻠﺳﯾوطﻲ ت)‪911‬ه(‪،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ﺳﺎﻟم ﻣﻛرم‪ ،‬دار اﻟﺑﺣوث‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪1980 ،‬م‪.‬‬

‫‪23‬‬