[go: up one dir, main page]

Academia.eduAcademia.edu
‫ﺑﺤﺚ ﻣﺤﻜﻢ‬ ‫ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻌﻠﻮم ا�ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ © ‪2017‬‬ ‫‪ 16‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪2017‬‬ ‫‪All rights reserved © 2017‬‬ ‫ملخص تنفيذي‬ ‫تمسكه باستقصاء الوثائق من أجل فهم بعض األحداث التاريخيَّة‪،‬‬ ‫تكمن أهميَّة البحث التاريخي في ُّ‬ ‫سواء كانت ذات صبغة فكريَّة أو سياسيَّة أو اجتماعيَّة‪ .‬ولهذا يبدو هذا البحث محكوماً بهاجس الفهم من‬ ‫مساع لفهم بعض المسائل ذات الطبيعة التاريخيَّة‬ ‫جهة‪ ،‬وبهاجس التراكم من جهة ثانية‪ .‬إذ بقدر ما تحصل‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫وكل مسعى ال يتق َّدم بخطوة على سبيل فهم الموضوع المدروس إال‬ ‫بقدر ما يحصل تراكم في ذلك الفهم‪.‬‬ ‫تحصل من تراكم في األفهام‪ .‬هذا هو المنطلق النظري والمنهجي‬ ‫بعد مراجعة ما سبق من أحكام‪ ،‬وما‬ ‫ّ‬ ‫الذي ننظر من خالله في هذه الدراسة إلى ما حصل في ملف ابن طملوس (‪620‬هـ‪1223 /‬م) في ال ّدراسات‬ ‫اإلسبانيَّة منذ العمل الرائد ألسين بالصيوس (‪ )1916/1908‬حتى عام (‪ )2006‬مع الدارس جوزيب‬ ‫بويج مونتادا‪ .‬هذه الدراسة محاولة قراءة تقييميَّة لمجهودات أربعة دارسين إسبان‪( :‬أنخيل غونزاليس‬ ‫بالنسية‪ ،‬وداريو كبنيالس‪ ،‬وكروث هرنانديز‪ ،‬وجوزيب بويج مونتادا) بخصوص عمل ابن طلموس في‬ ‫ضوء منجز بالصيوس‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫تقديم‬ ‫على الرغم من شهرة أبي الوليد بن رشد (‪595‬هـ‪1198 /‬م) في العالم الغربي الحديث‪َّ ،‬‬ ‫فإن االهتمام‬ ‫بتلميذه أبي الحجاج يوسف بن محمَّد بن طملوس (‪620‬هـ‪1223 /‬م) لم َّ‬ ‫يتأخر عن االهتمام به‪ .‬ويمكن أن‬ ‫نضيف َّ‬ ‫أن بعضاً من أعمال التلميذ قد تُرجمت في بدايات عصر النهضة إلى العبريَّة والالتينيَّة بتزامن مع‬ ‫ترجمة أعمال األستاذ‪ 1.‬صحيح أنَّ أعمال ابن طملوس من ناحية حجمها ال تضاهي أعمال أستاذه‪َّ ،‬‬ ‫وأن أغلبها‬ ‫لم يُنشر بعد‪َّ ،‬‬ ‫وأن المشاكل النظريَّة والمذهبيَّة التي قد تكون أثارتها أعماله ال ترقى إلى ما أثارته أعمال‬ ‫األستاذ‪َّ ،‬‬ ‫لكن االنتباه إليها قد حصل من ِق َبل المفهرسين المحدثين في وقت غير متأخر كثيراً عن االنتباه إلى‬ ‫أعمال أبي الوليد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫التاريخية‪ ،‬يعود الفضل في إثارة انتباه الدارسين حديثاً إلى وجود عمل البن طُمْلُوس في‬ ‫ومن الناحية‬ ‫المنطق إلى مفهرسي المخطوطات العربيَّة المحفوظة بخزانة دير اإلسكولاير بإسبانيا؛ وتحديداً إلى المستشرق‬ ‫ال واحداً على األقلّ البن طلموس قد تُرجم ضمن ما تُرجم من أعمال فلسفيَّة إلى العبريَّة‪ .‬لكنَّ هذا العمل يظلّ مفقوداً في‬ ‫‪ -1‬أصبح معلوماً اليوم أنَّ عم ً‬ ‫صيغته العبريَّة‪ ،‬وال يوجد إال في ترجمة التينيَّة عن هذه األخيرة‪ .‬وقد ورد هذا العمل‪ ،‬الذي هو عبارة عن مقالة قصيرة ضمن مقاالت أخرى لمناطقة‬ ‫معاصرين البن رشد ولبعض تالمذتهم‪ ،‬في آخر المجلد األوَّل الذي حمل أعماالً منطقيَّة ألبي الوليد مترجمة إلى الالتينيَّة (والذي طبع إلى جانب‬ ‫األجزاء العشرة األخرى ألوَّل مرَّة من قبل اإلخوة جونتا ‪ Giunta‬في البندقيَّة في العامين ‪ .)1552-1550‬وفعالً‪ ،‬يجد القارئ في نهاية هذا المجلد‬ ‫سبع مقاالت قصيرة ألعالم كأبي القاسم بن إدريس [‪Cf. Abualkasis Benadaris)i.e. Abū al-Qāsim Ibn Idrīs(, ‘Quaesitum I: De‬‬ ‫(‪notificatione generis et speciei,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74‬‬ ‫‪vol. I, 380r-381r; id, ‘Quaesitum II: De nominis definitionis,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis, op.‬‬ ‫‪ ].cit., vol. I, 381r-v‬وأبي عبد الرحمن بن طاهر المرسي]‪Abuhabad Adhadrahman Ben Iohar, )i.e. ʿAbd al-Raḥmān b. Tāhir‬‬ ‫‪al-Mursī(, ‘Epistola prima: De negativa necesaria, et negativa possibili,’ in Aristotelis opera cum Averrois com‬‬‫‪mentariis op. cit., 383r; id, ‘Epistola II: De termino medio, quando fuerit causa maioris, an imaginabile sit secudum‬‬ ‫‪ .qluquem locum non esse causan minoris,’ Aristotelis opera cum Averrois commentariis, op. cit., 383r-v‬وأبي القاسم‬ ‫محمد بن القاسم‪Cf. Abuhal-kasim Mahmath Ben Kasam, )i.e. Abū al-Qāsim Muhummad ibn Qāsim(, ‘Quaesitum [ ،‬‬ ‫‪primum: De modo discernendi demonstartionem propter quid et demonstrations qia, Aristotelis opera cum Aver‬‬‫‪rois commentariis, op. cit., 381v-382r; id, ‘Quaesitum II: Castigatio quartae seciei secundi generis congerierum‬‬ ‫‪ ].demonstrationum ipsius Alpharabii, ’ 382v-383r‬فضالً عن أبي الحجاج يوسف بن محمد بن طُمْلُوس [‪Alhagiag Binthalmus,‬‬ ‫‪‘Quaesitum: De mistione propositionis de inesse et necessariae, in Aristotelis opera cum Averrois commentariis,‬‬ ‫‪ .].op. cit. Pars 2b-3, fol. 124B-E‬ويبدو أنَّ هذه المقاالت كلها قد ترجمت في البداية من العربيَّة إلى العبريَّ ة ومن هذه إلى الالتينيَّة؛ األمر الذي‬ ‫أفسد في الكثير من الحاالت أسماء المؤلفين وعناوين الكتب‪ .‬والظاهر أنَّ شموئل بن يهودا (‪1294-‬؟) [انظر بخصوص هذه الشخصيَّة عمل أحمد‬ ‫شحالن مثالً‪ ،‬ابن رشد والفكر العبري الوسيط‪ :‬فعل الثقافة العربيَّة اإلسالميَّة في الفكر العبري اليهودي‪ ،‬الجزء األول (مراكش‪ :‬المطبعة والوراقة‬ ‫الوطنيَّة‪ )1999 ،‬ص‪ ].513-517‬هو من نقل النصوص إلى العبريَّة‪ ،‬بينما قام أبراهام البالمي (‪ )1523 1440-‬بترجمتها إلى الالتينيَّة‪Silvia Di [ .‬‬ ‫‪Donato, ‘Abraham de Balmes,’ in: Encyclopaedia of Islam, THREE, Edited by: Kate Fleet, Gudrun Krämer, Denis‬‬ ‫‪Matringe, John Nawas, Everett Rowson. Consulted online on 17 October 2016 <http: //dx.doi.org/10.1163/1573‬‬‫‪ ].3912_ei3_COM_22606>First published online: 2009‬وبالمناسبة‪ ،‬فقد أخطأ شارلز بورنيت ‪ Charles Burnett‬التقدير عندما‬ ‫ذهب إلى أنَّ يوحنا فرانسيسكو بُورانا ‪ )? Joannes Franciscus Burana )152 ?-147‬هو من ترجم هذه النصوص‪ .‬وال ندري على ماذا اعتمد‬ ‫في تقديره هذا‪ ،‬علماً أنَّ تقديم المجلد األوَّل يتضمَّن اسم أبراهام فضالً عن تأكيده من قبل اشتينشنيدر وبقيَّة الدارسين‪ .‬وقد راسلناه من أجل التحقق من‬ ‫المسألة لكنَّه لم يجبنا‪ .‬انظر‪The Translation of Arabic Works on Logic into Latin in the Middle Ages and Renaissances,’’ :‬‬ ‫‪in Handbook of the History of Logic, vol. 1: Greek, Indian and Arabic Logic, ed. by D. M. Gabbay and J. Woods‬‬ ‫‪ .)Amsterdam: Elsevier, 2004(: 597-606, p. 600‬وإلى ذلك فقد خلط بين اسمي أبي عبد الرحمن بن طاهر وأبي عبد الرحمن بن جهور‪.‬‬ ‫ومعلوم أنَّ ابن طاهر معاصر البن رشد‪ ،‬وربَّما يكبره سناً؛ أمَّا ابن جهور فهو من تالمذته‪ ،‬وهو أبو بكر محمد بن محمد بن جهور األزدي المرسي‪.‬‬ ‫[انظر ابن شريفة‪ ،‬ابن رشد الحفيد‪ .‬سيرة وثائقيَّة (البيضاء‪ :‬مطبعة النجاح الجديدة‪ )1999 ،‬ص ‪ .]239‬وقد بذل المستشرق النمساوي موريتز‬ ‫اشتينشنيدر ‪ ،)Moritz Steinschneider )1816-1907‬جهداً محموداً في ضبط وتوثيق هذه النصوص‪-Moritz Steinschneider, Die H [.‬‬ ‫‪bräischen Übersetzungen des Mittelalters und die-Juden als Dolmetscher )Berlin, Kommissionsverlag des Biblio‬‬‫‪].graphischen bureaus, 1893; Nachdr. Graz: Akademische Druck- und Verlagsanstalt, 1956(, § 44, ss. 106-108‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫اللبناني األصل ميخائيل الغزيري (‪ Miguel Casiri )1791-1710‬الذي قضى جزءاً من حياته في تأليف‬ ‫عمله الشهير فهرس المخطوطات العربيَّة المحفوظة في مكتبة اإلسكولاير (‪ .)1770-1760‬والغزيري‪،‬‬ ‫قدم وصفاً أوَّليَّاً لمخطوط ابن طُمْلُوس الذي يوجد ضمن مجموع يضم أيضاً كتاباً‬ ‫في حدود معرفتنا‪ ،‬أوَّل من َّ‬ ‫ألبي الحسن علي بن رضوان المصري‪ ،‬وشرحاً البن رشد (كذا) على كتاب النفس ألرسطو‪ 2.‬ولكن‪ ،‬على‬ ‫الرغم من أهميَّة هذا العمل إلى اليوم‪ ،‬فإنَّ نواقصه كانت قد دفعت المستشرق الفرنسي هارتويغ درنبورغ‬ ‫(‪ Hartwig Derenbourg )1908-1844‬إلى فهرسة تلك المخطوطات ووصفها من جديد ونشرها في‬ ‫عمل يحمل عنوان المخطوطات العربيَّة لإلسكولاير (‪ 3.)1903-1884‬ويحتوي المجموع الذي يوجد ضمنه‬ ‫يتصدرها نصّ أبي الحجاج الذي يشغل ‪ 172‬ورقة من المخطوط‪،‬‬ ‫مؤلف ابن طُمْلُوس على ثالثة نصوص‪،4‬‬ ‫َّ‬ ‫وهو أكبر النصوص من حيث الحجم أيضاً‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬إنَّ المعلومات التي قدَّمها درنبورغ عن ابن ُط ْملُوس ومؤلفه في المنطق قد حملت إضافات‬ ‫مقارنة بما َّ‬ ‫قدمه الغزيري من معطيات غامضة عن محتويات الكتاب‪ .‬غير أنَّها‪ ،‬هي أيضاً‪ ،‬ظلّت معلومات‬ ‫غير دقيقة‪َّ ،‬‬ ‫ألن مخطوط ابن ُطمْلُوس يحمل شرحاً مختصراً لمجموع النصوص المنطقيَّة التي يتألف منها‬ ‫األرغانون األرسطي في صيغته العربيَّة‪ ،‬كما عُرف بعد أبي نصر الفارابي (‪349‬ه‪950 /‬م)‪ ،‬بينما اعتقد‬ ‫درنبورغ أنَّ المخطوط يتألف من شرح التحليالت األولى والثانية وشرح كتاب العبارة ألرسطو‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫غموض المعلومات التي أوردها درنبورغ عن كتاب ابن ُطمْلُوس في فهرسه الوصفي كان واحداً من‬ ‫الدوافع التي حملت العالَّمة المستعرب اإلسباني ميكائيل أسين بالصيوس (‪Miguel Asín )1944-1871‬‬ ‫خص ابن‬ ‫‪ Palacios‬إلى دراسة بالجديَّة المطلوبَّة‪ 6.‬وفي حدود علمنا‪ ،‬فقد كان أسين بالصيوس أ َّول من‬ ‫َّ‬ ‫طُمْلُوس بدراسة تمهيديَّة‪ ،‬ونشر قطعة (مترجمة إلى الفرنسيَّة) من صدر كتابه في المنطق (‪ ،7)1908‬كما‬ ‫أصدر الرجل في عام ‪ 1916‬جزءاً من هذا الكتاب مع ترجمة إسبانيَّة‪ ،‬حيث أعاد نشر مالحظاته عام ‪1908‬‬ ‫ضمن مقدّمة أطول وأكثر تفصيالً لنشرته‪ .‬وبفضل بالصيوس صار كتاب كتابه في المنطق يُعرف بين‬ ‫‪2- Miguel Casiri, Bibliotheca Arabico-Hispana Escurialensi, 2 vols. )Matriti: Antonius Perez de Soto imprimebat,‬‬ ‫‪1760–1770( p. 193, n. 649.‬‬ ‫‪3- H. Derenbourg, Les manuscrits arabes de l’Escurial, Tome I )Paris: Ernest Leroux, 1884( n. 649.‬‬ ‫ويمكن العودة إلى التقديم الذي وضعه هارتويغ درنبورغ لكتابه من أجل الوقوف على نواقص عمل الغزيري‪.‬‬ ‫‪ -4‬باإلضافة إلى كتاب في المنطق البن طُمْلُوس نجد ضمن المجموع‪ :‬كتاب المستعمل من المنطق في العلوم والصنائع لعلي بن رضوان المصري‪،‬‬ ‫وشرحاً لكتاب النفس ألرسطو‪ ،‬مجهول المؤلف‪.‬‬ ‫‪5- H. Derenbourg, op.cit., p. 455, n. 649.‬‬ ‫‪6- M. A. Palacios, «La logique de Ibn Toumlous d’Alcira,» Revue Tunisienne )1908(: 474–479, p. 474.‬‬ ‫‪7- M. Asín Palacios, «La logique de Ibn Toumlous d’Alcira,» op.cit.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫الدارسين بالمدخل لصناعة المنطق‪ 8.‬وهذا الجزء هو النشرة الجزئيَّة التي ظلت إلى اليوم تحمل ذلك العنوان‬ ‫ُ‬ ‫وتستعمل من قبل دارسي ابن ُطمْلُوس‪ .‬وفي الواقع‪َّ ،‬‬ ‫فإن بالصيوس هو من أدخل ابن طملوس إلى دوائر‬ ‫ً‬ ‫ففضال عن تمكينهم من نشرة‬ ‫البحث األكاديمي الحديث‪ .‬ومن هذه الجهة‪ ،‬فإنَّ الدارسين بعده كلهم مدينون له‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وترجمة جزئيين للنص تُستعمالن إلى اليوم‪ ،‬فإنَّه قد وجَّ ه‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬مسار البحث في ابن ُطمْلُوس‪.‬‬ ‫ليس في نيتنا أن نقف‪ ،‬هنا‪ ،‬عند كلّ الدراسات اإلسبانيَّة التي تعرَّضت البن طُمْلُوس بعد منجز بالصيوس‪.‬‬ ‫وذلك العتبارين أساسيين‪ :‬أ َّولهما أنَّه من الوارد أن نكون قد ف َّوتنا فحص دراسات أخرى تعرَّ ضت ألبي‬ ‫تقصدنا أن نقف عند بعض الدراسات التي رأينا أنَّها تساعدنا على ضبط اإليقاع‬ ‫الحجاج‪ .‬وأمَّا الثاني‪ ،‬فقد َّ‬ ‫الحاصل في تاريخ الدراسات اإلسبانيَّة‪ ،‬بين تلك التي سجلت جديداً على مستوى فهم ملف ابن طملوس‪ ،‬وهي‬ ‫قليلة جدَّ اً‪ ،‬وبين تلك التي لم تعمل سوى على استعادة أحكام العالَّمة أسين بالصيوس‪ ،‬وهي الغالبة‪.‬‬ ‫أو ًال‪ :‬ابن ُط ْم ُلوس وتاريخ الفكر العريب يف إسبانيا‬ ‫أنخيل غونزاليس بالنسية (‪ Ángel González Palencia )1949-1889‬مستعرب إسباني‪ ،‬اهت َّم‬ ‫بالفلسفة اإلسالميَّة وباآلداب العربيَّة في األندلس‪ .‬اشتهر في أوساط المشتغلين بتاريخ الفلسفة والمنطق‬ ‫بنشره ودراسته وترجمته إلى اإلسبانية‬ ‫كتاب تقويم الذهن ألميَّة بن أبي الصلت الداني (‪ ،10)1915‬وتحقيق‬ ‫َ‬ ‫ودراسة وترجمة إلى القشتاليَّة إلحصاء العلوم للفارابي (‪ ،11)1932‬وترجمة حي بن يقظان البن طفيل إلى‬ ‫اإلسبانيَّة (‪ 12.)1934‬وكان قد أصدر عام ‪ 1928‬دراسته تاريخ اآلداب العربيَّة في إسبانيا‪ ،‬وأصدر طبعة‬ ‫ثانية منقحة لها عام ‪ 13.1945‬والكتاب معروف عند قرَّ اء العربيَّة بعنوان تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬الذي كان‬ ‫الدارس حسين مؤنس قد اجتهد في ترجمته عام ‪.1955‬‬ ‫‪8- M. Asín Palacios, Introducción al Arte de la Lógica por Abentomlús de Alcira, texto árabe y trad. española por‬‬ ‫‪Miguel Asín, Fasciculo I: Categorías- Interpretación )Madrid: Imprenta Ibérica, 1916(.‬‬ ‫‪ -9‬من أجل الوقوف على قيمة منجز أسين بالصيوس عن ابن طملوس وحدوده‪ ،‬يمكن العودة إلى عملنا‪ ،‬ابن طملوس الفيلسوف والطبيب‪ :‬سيرة‬ ‫ببليوغرافيَّة (الرباط‪ -‬الجزائر‪ -‬تونس‪ -‬بيروت‪ :‬دار األمان‪ -‬منشورات االختالف‪ -‬منشورات كلمة‪ -‬منشورات ضفاف‪ )2017 ،‬ص ‪.159-129‬‬ ‫‪10- Ángel González Palencia, Rectificación de la mente. Tratado de lógica, por Abusalt de Denia. Texto árabe,‬‬ ‫‪traducción y estudio previo por Á. G. Palencia )Madrid: Centro de Estudios Históricos, 1915(.‬‬ ‫‪11- Ángel González Palencia, Alfarabí, Catálogo de las ciencias Edición y traducción castellana por Á. G. Palencia‬‬ ‫‪)Madrid: Publicaciones de la Facultad de Filosofía y Letras, 1932; 2ª ed. Madrid-Granada: CSIC, Instituto Miguel‬‬ ‫‪Asín, 1953(.‬‬ ‫‪12- Ángel González Palencia, Ibn Tufayl, El filósofo autodidacto, Nueva traducción española por Á. G. Palencia‬‬ ‫‪)Madrid: Imprenta de Estanislao Maestre, 1934(.‬‬ ‫ ‪13- Ángel González Palencia, Historia de la literatura arábigo-española )Barcelona: Editorial Labor, 1928(; segu‬‬‫‪da edición revisada )Barcelona: 1945(.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫وقد جاء اهتمام أنخيل غونزاليس بالنسية بابن ُطمْلُوس‪ ،‬في كتابه تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬في سياق‬ ‫حديثه عن أثر ابن رشد؛ فهو يعتبره واحداً من تالميذه المباشرين‪ .‬وفي جميع األحوال‪َّ ،‬‬ ‫فإن ابن ُطمْلُوس هو‬ ‫التلميذ الوحيد الذي حصلت اإلشارة إليه‪ ،‬مع َّ‬ ‫أن بالنسية كان يتحدث عن تالميذ بصيغة الجمع‪.‬‬ ‫كان بالنسية يشتغل قريباً من أستاذه وصديقه أسين بالصيوس؛ لذلك جاء ما كتبه عن ابن ُطمْلُوس عبارة‬ ‫عن قبسات ممَّا سبق أن انتهى إليه األستاذ‪ .‬يقول‪» :‬وعلى الرغم من َّ‬ ‫أن الذين ترجموا البن ُطمْلُوس‪ ،‬كابن‬ ‫مثال‪ ،‬يسهبون في القول إنَّه تلميذ ابن رشد‪َّ ،‬إال أنَّه لزم الصمت عن هذه النقطة‪ ،‬وال َّ‬ ‫األبّار ً‬ ‫شك في َّ‬ ‫أن دافعه‬ ‫إلى ذلك لم يكن غير الرغبة في تخليص نفسه ممَّا قد يثيره الفقهاء حوله من الشكوك‪ .‬وكان طبيباً نابهاً‪ ،‬وقد‬ ‫‪14‬‬ ‫َّ‬ ‫خلف ابن رشد في تطبيب السلطان«‪.‬‬ ‫ولعل من األمور التي يثيرها هذا الكالم إقدام بالنسية على ربط التزام‬ ‫ابن ُطمْلُوس الصمت تجاه اسم أستاذه ابن رشد بالرغبة في البقاء بمنأى عن إثارة حفيظة الفقهاء‪ .‬وكما يظهر‪،‬‬ ‫فهذا هو التفسير الذي كان ق َّدمه أسين بالصيوس‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫إن الناظر في أقوال بالنسية يمكن أن يكتشف َّ‬ ‫أكثر من ذلك‪َّ ،‬‬ ‫أن معلوماته بخصوص أعمال ابن ُطمْلُوس‬ ‫متجاوزة‪ ،‬ولم تنقل حتى ما كان قد أثبته بالصيوس من قبل‪ ،‬ومن ذلك قوله ً‬ ‫مثال إنَّه »لم َ‬ ‫يبق من كتبه إال‬ ‫المدخل إلى صناعة المنطق«‪ 16.‬فهذا قول يتجاهل تماماً ما تح َّدثت عنه الفهارس في ذلك الزمان من وجود‬ ‫مقالة في اختالط القضايا الضروريَّة والوجوديَّة وشرح أرجوزة ابن سينا في الطب‪.‬‬ ‫وإلى هذا‪ ،‬يمكن أن نشير إلى بعض العبارات واألحكام الغامضة‪ ،‬من قبيل القول‪» :‬المدخل إلى صناعة‬ ‫المنطق‪ ،‬وهو رسالة كاملة في المنطق‪ ،‬اتبع فيها الغزالي والفارابي وأورغانون أرسطو«‪ 17.‬وإذا كان‬ ‫‪14- Historia de la literatura arábigo-española segunda edición revisada, p. 245.‬‬ ‫تقول ترجمة حسين مؤنس‪“ :‬وكان طبيباً نابهاً‪ ،‬وقد خلف ابن رشد في تطبيب السلطان أبي يوسف يعقوب المنصور‪ «.‬أنخيل كوميث بالنسيا‪ ،‬تاريخ‬ ‫الفكر األندلسي (القاهرة‪ :‬دار النهضة المصريَّة‪ )1955 ،‬ص ‪ .363-362‬هذه الزيادة من المترجم تُحدث‪ ،‬ولعلها أحدثت فعالً‪ ،‬اضطراباً كبيراً عندما‬ ‫ذكرت اسم السلطان يعقوب المنصور‪ .‬وال أدري حقاً ما الذي حمل حسين مؤنس على اعتبار يعقوب المنصور هو السلطان المعني‪ ،‬وهو أمر لم‬ ‫يقدّم عليه أيّ دليل‪ ،‬ولم تشر إليه أيّ من النصوص أو الدراسات التي تمكنا من االطالع عليها‪ .‬فالمعروف‪ ،‬بعد ابن أبي أصيبعة‪ ،‬أنَّ ابن طُ ْملُوس قد‬ ‫خدم الناصر بالطب‪ .‬ولكن وجبت اإلشارة إلى طبيب خدم المنصور والناصر والمستنصر بالطب‪ ،‬ويحمل اسم أبي الحجاج يوسف بن أحمد بن علي‬ ‫المريبطري ت‪ .619 .‬انظر‪ ،‬محمَّد المنوني‪ ،‬حضارة الموحدين‪( ،‬البيضاء‪ :‬دار توبقال للنشر‪[ )1989 ،‬صدرت الطبعتان األولى والثانية في سنتي‬ ‫‪ 1950‬و‪ 1977‬على التوالي]‪ ،‬ص ‪ ،91‬وابن أبي أصيبعة‪ ،‬طبقات األطباء‪ ،‬شرح وتحقيق نزار رضى (بيروت‪ :‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬د‪ .‬ت) ج‪ ،2 .‬ص‬ ‫‪ .78‬وفي جميع األحوال فالنص اإلسباني بطبعتيه لم يذكر السلطان باالسم‪.‬‬ ‫‪ -15‬محمَّد المنوني‪ ،‬حضارة الموحّ دين‪ ،‬ص ‪ ،91‬وابن أبي أصيبعة‪ ،‬طبقات األطباء‪ ،‬ج‪ ،2 .‬ص ‪.78‬‬ ‫‪ -16‬بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪.363‬‬ ‫‪«De sus obras sólo se conserva la titulada Introducción al arte de la lógica.» Historia de la literatura arábigo‬‬‫‪española, p. 245.‬‬ ‫‪17- «Introducción al arte de la lógica, que es un tratado completo de lógica, siguiendo las obras de Algazel y de‬‬ ‫‪al-Farabí y el Órganon de Aristóteles.» Ibidem.‬‬ ‫ال عن الزيادات التي يحشرها حشراً في النص‪ ،‬ودون وجود ما يقابلها في‬ ‫لم يكن المترجم العربي أميناً في ترجمة عبارات صديقه اإلسباني؛ هذا فض ً‬ ‫النص اإلسباني‪ .‬انظر بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪ ،363‬حيث يقول مثالً‪» :‬المدخل إلى صناعة المنطق [‪ ]...‬وهو رسالة كاملة في المنطق بناها‬ ‫على ما ذكره الغزالي والفارابي في كتبهما‪ ،‬واستعان بكتاب أرسطو المكتوب في ذلك العلم«‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫الفضل يعود إلى بالنسية في اكتشافه واقعة نقل ابن ُطمْلُوس الفصل الخاص‪ 18‬بالمنطق في إحصاء العلوم‬ ‫للفاربي ً‬ ‫نقال حرفيَّاً ووضعه في صدر كتابه في المنطق‪َّ ،‬‬ ‫فإن قوله عن ابن ُطمْلُوس إنَّه »ينقل عن الفارابي‬ ‫في بعض األحيان مقاطع كاملة أخذها من كتابه العجيب إحصاء العلوم«‪ 19‬غير واضح؛ فاألمر ال يتعلق‬ ‫ً‬ ‫فضال عن َّ‬ ‫أن بالنسية لم يظهر المواضع من كتاب‬ ‫بفقرات وإنَّما بفصل كامل‪ ،‬وقد وقف عليه هو ذاته‪ .‬هذا‬ ‫أن ادعا ًء كهذا ُّ‬ ‫ابن ُطمْلُوس التي اعتمد فيها على الغزالي وعلى أرغانون أرسطو‪ ،‬مع َّ‬ ‫يظل في غاية األهميَّة‬ ‫والخطورة‪.‬‬ ‫أمَّا بخصوص تأثير ابن رشد في ابن ُطمْلُوس‪ ،‬فيقول بالنسية َّ‬ ‫إن األخير قد قرأ عمل أرسطو بمعونة شرح‬ ‫معلم لم يذكره‪» ،‬ولكنَّه ال يمكن أن يكون إال ابن رشد«‪ 20.‬وهذا ما كان قد انتهى إليه أسين بالصيوس‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬لم يكن المحتوى المنطقي للمدخل لصناعة المنطق هو ما يه ّم بالنسية‪ ،‬بل كانت مقدمته‬ ‫التاريخيَّة‪ .‬إذ يقول في ذلك‪» :‬وأه ّم جزء في كتابه ـمن الوجهة العامّة‪ -‬هو مق ّدمته‪ ،‬فقد رأى أن يبرّ ر تأليفه هذا‬ ‫الكتاب بعرض دقيق لإلطار التاريخي للحركة العلميَّة بين المسلمين األندلسيين‪ ،‬مشيراً إلى المقياس الضعيف‬ ‫الضيق الذي اعتمد عليه الفقهاء‪ ،‬إذ أنَّهم كانوا ينكرون علماً من العلوم ث َّم يرضون عنه ويقبلونه بعد ذلك«‪.‬‬ ‫وعموماً‪ّ ،‬‬ ‫إن اعتبار هذه المق ّدمة أه ّم ما في الكتاب فيه الكثير من االختزال لقيمة العمل‪ .‬وإلى ذلك‪ ،‬فهو حكم‬ ‫‪21‬‬ ‫يسترجع عبارات بالصيوس ذاتها التي ص َّدر بها مقالته (‪ )1908‬وكتابه (‪.)1916‬‬ ‫وبالجملة‪َّ ،‬‬ ‫يفسر غموض تلك المعلومات‬ ‫إن الطبيعة الثقافيَّة العامَّة لكتاب بالنسية هي ما يمكن أن ّ‬ ‫المخصصة البن ُطمْلُوس‪ .‬ومن هذه الجهة‪ ،‬فإنَّه لم يق ّدم‬ ‫والمعطيات واألحكام التي يجدها القارئ في فقراته‬ ‫ّ‬ ‫أيّ جديد يذكر بالقياس إلى ما كان قد سجّ ل منذ عام ‪.1916‬‬ ‫‪ -18‬كان بالنسية هو من نبَّه بالصيوس إلى واقعة »انتحال« ابن طُ ْملُوس فصل الفارابي‪ ،‬كما يذكر هذا األخير في مقدمة نشرته‪ .‬انظر‪Asín P - :‬‬ ‫‪.lacios, Introducción al Arte de la Lógica por Abentomlús, op. cit., p. 27-28, n. 2‬‬ ‫‪19- «En algún caso ]Ibn Tumlus[ copia pasajes íntegros de al-Farabí, de su curioso opúsculo Clasificación de las‬‬ ‫‪ciencias.» Historia de la literatura arábigo-española, p. 246.‬‬ ‫بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪.363‬‬ ‫‪20- «Interpretado con la ayuda de un maestro que no cita, pero que no puede ser otro que Averroes.» Historia de la‬‬ ‫‪literatura arábigo-española, p. 245-246.‬‬ ‫بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪.363‬‬ ‫‪ -21‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪ .363‬النص اإلسباني‪ ،‬ص ‪.246‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫ثانياً‪ :‬جمود يف ملف ابن طملوس‬ ‫يمكن أن نقول إنَّ مقالة داريُّو كبنيالس ردريغيز ‪ Darío Cabanelas Rodriguez‬المط ّولة عن‬ ‫الفلسفة اإلسبانيَّة اإلسالميَّة‪ ،22‬الصادرة عام ‪( 1953‬باإلضافة إلى عمل بلنسية المذكور أعاله) هي نموذج‬ ‫الدراسات التي كرَّ ست جموداً واضحاً في ملف ابن طملوس‪ .‬وهو ما سنحاول أن نظهره في هذه الفقرة‪.‬‬ ‫تعرّض داريُّ و كبنيالس في الصفحات الثالث األخيرة من دراسته البن طُمْلُوس‪َّ ،‬‬ ‫لكن القارئ لن يجد‬ ‫في تلك الصفحات أكثر من تلخيصٍ أو استنساخ لما كان بالصيوس قد كتبه بين العامين ‪ 1908‬و‪.1916‬‬ ‫أمَّا المذهب المنطقي البن ُطمْلُوس في كتابي المقوالت والعبارة اللذين نشرهما بالصيوس وترجمهما إلى‬ ‫الكتاب الوحيد‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬فقد ظالَّ غائبين عن المقالة‪ .‬وإلى ذلك‪ ،‬فإذا كنا نتفهم أن يُعتبر كتاب في المنطق‬ ‫َ‬ ‫البن ُطمْلُوس في زمن بالصيوس‪َّ ،‬‬ ‫خاصة بعد أن شرعت‬ ‫فإن تكرار هذا الحكم عشرات األعوام من بعد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الفهارس في ذكر شرحه على أرجوزة ابن سينا في الطب‪ ،‬يصبح أمراً غير مفهوم‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنَّ داريُّ و كَبنيالس رُدريغيز قد ساير أسين بالصيوس حذو النعل‬ ‫بالنعل في حكمه على قيمة ابن طُمْلُوس‪ ،‬مع تساهل كبير في اإلحالة إلى عمل بالصيوس‪ .‬فابن طملوس في‬ ‫نظر داريُّ و كَبنيالس ليس له من األصالة الفكريَّ ة الشيء الكثير‪ 24.‬لكنّ عمل ابن طُمْلُوس من وجهة نظر‬ ‫تاريخ الفلسفة الوسطويَّة له قيمة أخرى مستقلة عن مستوى أصالته؛ تتجلى هذه القيمة في كون هذا العمل قد‬ ‫يتضمن »عرضاً واضحاً ومنهجيَّاً وكامالً لكلّ األجزاء المكوّنة ألرغانون أرسطو‪ ،‬وهذا في زمن‪ ،‬كالقرن‬ ‫الثاني عشر‪ ،‬حيث كانت السكوالئيَّة المسيحيَّة قد شرعت في التعرُّف على مجموع األرغانون واستعماله‪،‬‬ ‫‪22- Darío Cabanelas Rodriguez, ‘La filosofía hispano-musulmana: Esquema para su historia,’ Verdad y vida 11‬‬ ‫‪)1953(: 357-366.‬‬ ‫‪23- Ibid, p. 300-303.‬‬ ‫ ‪24- «Es muy verosímil que la originalidad de Ibn Tumlüs no sea mucha.» Darío Cabanelas Rodriguez, ‘La fil‬‬‫‪sofía hispano-musulmana: Esquema para su historia,’ p. 302.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫ أعني التحليالت‬،‫بعد أن كانت محرومة لقرون طويلة من الجزء األهم والنواة الصلبة في منطق أرسطو‬ 26 .‫ وهذا بالضبط كالم أسين بالصيوس‬25.«‫الثانية‬ ‫باختصار شديد يشعر المرء بعد قراءة دراسة داريُّو َكبنيالس رُ دريغيز أنَّه بإزاء تقرير عن وضعيَّة‬ ،‫ فالمقالة حتى وإن كانت قد صدرت في الخمسينيات من القرن العشرين‬.‫متقادمة للبحث في ابن طملوس‬ ‫ دون مراعاة ما قد يكون حصل من تط ُّور في الدراسات ومن دون‬،‫فإنَّها تعود بالقارئ ثلث قرن إلى الوراء‬ .‫مراجعة نص ابن طملوس نفسه‬ ‫وتلمس أثر ابن رشد‬ ُّ ‫ هرينانديز‬:ً‫ثالثا‬ ‫ في مناسبتين على األقل البن‬Miguel Cruz Hernández ‫تعرّ ض ميكائيل كروث هيرنانديز‬ ‫ وهكذا فـ»منطق ابن ُطمْلُوس الشقري« هو عنوان فصل أفرده هيرنانديز لهذا الفيلسوف في الجزء‬.‫ُطمْلُوس‬ ‫ فالفصل يحمل العنوان ذاته الذي حمله المقال‬،‫ وكما هو واضح‬27.‫الثاني من كتابه تاريخ الفكر في األندلس‬ ‫ أمَّا المناسبة الثانية التي توقف فيها كروث هرنانديز عند عمل ابن ُطمْلُوس فقد كانت‬.‫البكر لبالصيوس‬ ‫ والكتابان معاً متزامنان تقريباً من حيث‬28.‫ وفكره وتأثيره‬،‫ وأعماله‬،‫ حياته‬:‫ أبو الوليد ابن رشد‬:‫في كتابه‬ .‫تاريخ نشرهما‬ ‫ غير أنَّه لم ينتبه‬.ً‫»مسألة بالصيوس« من األمور التي استوقفت ميكائيل كروث هيرنانديز في عمليه معا‬ ‫ وقد كان من شأن‬،‫إلى أهميَّة المنجز الطبي البن ُطمْلُوس عن طريق شرحه ألرجوزة ابن سينا في الطب‬ 25- «Mas, aparte lo dicho, la obra de Ibn Tumlüs tiene dentro de la filosofía medieval otra importancia indepe diente de su mayor o menor originalidad, y es la de ser una exposición clara, metódica y completa de todas y cada una de las partes que integran el Órganon aristotélico y eso en una época, como el siglo XII, en que la Escolástica cristiana comenzaba a conocerlo y aprovecharlo, tras haberse visto privada durante largos siglos de la parte sustanciosa y sólida de la lógica de es decir, de sus Analíticos posteriores.» Darío Cabanelas, ‘La filosofía hispanomusulmana: Esquema para su historia,’ op. cit., p. 302. 26- «Pero en tanto que su estudio completo pueda realizarse, la obra de Abentomlús tendrá siempre dentro de la historia de la filosofía medieval otra importancia independiente de su mayor o menor originalidad: la que le corresponde en cuanto que es una exposición clara, metódica y completa de todas y cada una de las partes que integran el Órganon aristotélico, y eso en una época, como el siglo XII, en que la Escolástica cristiana comenzaba a conocerlo y aprovecharlo en su integridad, tras largos siglos, durante los cuales habla se visto privada de la parte más sustanciosa y sólida de la lógica de Aristóteles, es decir, de sus Analíticos posteriores.» Asín Palacios, Introducción al arte de la lógica por Abentomlús de Alcira, Prólogo del traductor, op. cit., pp. xxvii-xxviii. 27- Miguel Cruz Hernández, ‘La Lógica de Ibn Ṭumlūs de Alcira )antes de 1175-1223(,’ in Historia del pens miento en el mundo islámico. 2: El pensamiento de al-Ándalus- siglos IX–XIV )Madrid: Alianza Editorial, D.L, 1996(: 157-162. 28- Miguel Cruz Hernández, Abû-l-Walîd Muhammad ibn Rushd )Averroes(. Vida, obra, pensamiento, influencia, 2ª ed. )Córdoba: Caja Sur Publicaciones, 1997(. .1986 ‫وكانت الطبعة األولى من الكتاب قد صدرت عام‬ www.mominoun.com 9 ‫ذلك أن يعينه على إظهار وجه آخر لتأثير ابن رشد في تلميذه‪ .‬لذلك فقد َّ‬ ‫ظل عمل ابن ُطمْلُوس في المنطق‬ ‫َ‬ ‫المجال الوحيد الذي حمل صدى ألثر ابن رشد‪.‬‬ ‫في تقديره‬ ‫غير أنَّه ال ب َّد من التأكيد مُق َّدماً َّ‬ ‫أن هيرنانديز قد حصر مجال بحثه عن مواطن تأثر ابن ُطمْلُوس بابن‬ ‫رشد في الصدر الذي وضعه أبو الحجاج لكتابه في المنطق‪ .‬يقول‪» :‬يوسف بن أحمد [كذا] ابن ُطمْلُوس هو‬ ‫الشخصيَّة التي يظهر فيها صدى تدريس ابن رشد في األندلس‪ ،‬على األقل في جانبه المنطقي«‪ 29.‬غير َّ‬ ‫أن‬ ‫هذه التلمذة لم تكن بالوضوح الكافي‪ .‬وفي نظره‪ ،‬بما َّ‬ ‫أن ابن ُطمْلُوس يصرّ ح في مق ّدمته لمصنفه في المنطق‬ ‫بأنَّه قد تعلم المنطق في كتب الفارابي‪َّ ،‬‬ ‫فإن الشخصيَّة التي درس عليها الفلسفة تبقى مجهولة‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫يميل هيرنانديز إلى تأكيد رواية ابن األبّار بخصوص هذه التلمذة‪ ،‬مسايراً في ذلك بالصيوس وبالنسية‪،‬‬ ‫كما سبق أن بيّنا‪ .‬كان ابن األبّار يقول‪َّ :‬‬ ‫إن ابن ُطمْلُوس »قد صحب أبا الوليد بن رشد‪ ،‬وأخذ عنه علومه«‪.‬‬ ‫هذا االدعاء‪ ،‬في نظر هيرنانديز‪ ،‬ال يمكن رفضه البتة‪ .‬ومن أجل تأكيده يُق ّدم ثالث حجج‪ :‬األولى ذات‬ ‫طبيعة تاريخيَّة؛ فالمعروف تاريخيَّاً َّ‬ ‫أن ابن ُطمْلُوس قد خلف ابن رشد‪ ،‬بعد وفاته‪ ،‬في موقع طبيب الخليفة‬ ‫نص ابن ُطمْلُوس عساه‬ ‫الموحدي الناصر بن أبي يعقوب المنصور‪ .‬وإلى جانب هذا‪ ،‬يلجأ هيرنانديز إلى ّ‬ ‫يجد فيه ما ّ‬ ‫يؤكد تلك التلمذة المزعومة‪ .‬يقول هيرنانديز‪َّ :‬‬ ‫إن ابن ُطمْلُوس يتقصد في عمله المنطقي استعمال‬ ‫عبارات غامضة من قبيل »استعنت فيه [كتاب الفارابي] بغيري« [طبعة بالصيوس‪ ،‬ص ‪ ،]14‬و»استعنت‬ ‫علي منه« [ص ‪ ]15‬وهي »العبارات التي يمكن أن‬ ‫في مطالعته [منطق أرسطو] بمن نبهني على ما أشكل َّ‬ ‫تكون إشارة إلى ابن رشد«‪ 31.‬وإذا كانت الحجَّ تان السابقتان معروفتين في أوساط المهتمين بابن ُطمْلُوس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن هيرنانديز يعمد إلى فقرة غامضة في صدر كتاب ابن ُط ْملُوس في المنطق يقارن فيها المؤلف بين علم‬ ‫أصول الدين والعلم اإللهي ليقول إنَّها تحمل أثر ابن رشد‪ ،‬وهي الفقرة التي تقول‪» :‬ولم َ‬ ‫يبق اآلن من العلوم‬ ‫المشهورة سوى علمين‪ :‬أحدهما العلم اإللهي‪ ،‬واآلخر صناعة المنطق‪ .‬فإن كان األمر على ما أخبرني من‬ ‫أثق بمعرفته َّ‬ ‫أن العلم اإللهي إنَّما يتكلم في األمور التي يتكلم فيها العلم بأصول الدين‪ ،‬وهو المشهور بالمتكلم‬ ‫عندنا‪َّ ،‬‬ ‫لكن األصولي ربَّما ترك مسائل من العلم اإللهي لم يتكلم فيها‪ ،‬وربَّما زاد مسائل من علم الطباع‪،‬‬ ‫وتكلم فيها مثل كالمه في الجزء الذي ال يتجزأ أو في العالم‪ ،‬هل هو محدث أو قديم‪ ،‬وفي مسائل أشباه هذه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن هذه كلها منسوبة إلى العلم الطبيعي‪ .‬فيكون األصولي على هذا الوجه واإللهي واحداً‪ ،‬إذ كانا مشتركين‬ ‫في النظر في اإلله وفي صفاته‪ ،‬وإنَّما يختلفان باالسم‪ .‬فيكون العلم اإللهي قد نظر فيه علماء اإلسالم وأصابوا‬ ‫‪29- Miguel Cruz Hernández, ‘La Lógica de Ibn Ṭumlūs de Alcira )antes de 1175-1223(,’ op.cit., p. 159.‬‬ ‫‪30- Ibidem.‬‬ ‫‪31- Ibidem.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫الحق فيه أكثر من غيرهم كما عملوا في علوم التعاليم وعلوم الطب«‪[ .‬طبعة بالصيوس‪ ،‬ص ‪ ]8-7‬هذه‬ ‫العبارات »تظهر تأثير ابن رشد«‪ 32‬في نظر هيرنانديز‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫من المسائل التي شغلت المهتمّين بابن ُطمْلُوس مسألة قيمة عمله‪ .‬وتأتي أهميَّة هذه المسألة ليس فقط‬ ‫نص ابن ُطمْلُوس في المنطق‪ ،‬وإنَّما أيضاً من اآلراء والرؤى التي‬ ‫من الج َّدة التي يُفترض أن يكون حملها ّ‬ ‫حملتها مق ّدمة عمله بخصوص تعاطي فقهاء األندلس مع الوافد من العلوم على األندلس‪ .‬وهكذا فقد رسمت‬ ‫مق ّدمة ابن ُطمْلُوس تاريخ تلقي المنطق وتط ُّوره في هذه المنطقة من العالم اإلسالمي بشكل يجعلها المرجع‬ ‫بالنسبة إلى الدارسين في التقاط صورة عن وضع العلوم العقليَّة في هذا الصقع من العالم اإلسالمي‪ .‬ولهذا‬ ‫نجد هيرنانديز يش ّدد على القيمة التوثيقيَّة العالية لهذه المق ّدمة‪َّ ،‬‬ ‫ألن ابن ُطمْلُوس يشير فيها إلى أشكال المحن‬ ‫والتهم التي تعرَّ ض لها ّ‬ ‫النظار ممَّن حاول إدخال األفكار من المشرق إلى األندلس‪ .‬لكن »بصرف النظر‬ ‫عن هذه المالحظات‪ ،‬التي هي على أهميَّة كبرى لفهم تاريخ األندلس‪ ،‬فإنَّه ال عجب في أن ال يكون في عمل‬ ‫ابن ُط ْملُوس أي جديد يذكر«‪ 34.‬أو بعبارة أخرى‪َّ :‬‬ ‫إن »العمل األصيل البن ُطمْلُوس قليل جداً«‪ 35.‬وتفسير‬ ‫غياب الج َّدة واألصالة عن هذا العمل يكمن في نظر هيرنانديز في كون ابن ُطمْلُوس ينقل ‪-‬كما يعترف بذلك‪-‬‬ ‫نصاً‬ ‫ً‬ ‫طويال من إحصاء العلوم‪ ،‬كان قد أفرده أبو نصر‬ ‫مذاهب الفارابي‪ ،‬حيث نقل في إحدى المناسبات َّ‬ ‫للحديث عن المنطق ومنفعته وأجزائه‪.‬‬ ‫بعد ذلك بسنوات‪ ،‬أصدر كروث هرنانديز طبعة ثانية لعمله الضخم عن ابن رشد‪ ،‬والذي عنونه‪ :‬أبو‬ ‫ً‬ ‫داخال في‬ ‫الوليد ابن رشد‪ :‬حياته‪ ،‬أعماله‪ ،‬وفكره وتأثيره‪ 36.‬ولم يحظ ابن ُطمْلُوس‪ ،‬الذي يفترض أن يكون‬ ‫الفصل‬ ‫المخصص لتأثير ابن رشد وتلقي فكره‪ ،‬بأكثر من فقرة قصيرة‪ 37.‬بعد حديث مختزل جداً عن المصير‬ ‫َّ‬ ‫‪32- «Estas afirmaciones, que denotan la influencia de Ibn Rushd le conducen a elegir la lógica, cuyo estudio era‬‬ ‫‪muy insuficiente por pura ignorancia, por tradición por rutina y por influencia de las precarias enseñanzas de las‬‬ ‫‪escuelas jurídicas tradicionales.» Ibid, p. 161.‬‬ ‫‪ -33‬وعلى كلّ حال‪ ،‬فهذه الفقرة قد فهمت في اتجاهين متعارضين تماماً‪ :‬إذا كان هيرنانديز يعتبرها تحمل تأثير ابن رشد دون أن يأتي بأيّ دليل يثبت‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنَّ عبد المجيد الصغيّر بالمقابل يعتبرها تحمل اتهاماً البن رشد‪ ،‬ودون أن يأتي بدليل واضح‪ .‬انظر حديثنا عن أعمال الصغيّر في ابن طملوس‬ ‫الفيلسوف والطبيب‪ ،‬مرجع مذكور‪ ،‬ص ‪.283-261‬‬ ‫‪34- «Aparte de estas observaciones, que tienen gran importancia para comprender la historia de al-Ándalus, la obra‬‬ ‫‪lógica de Ibn Ṭumlūs, como era de esperar, no presenta ninguna novedad que deba subrayarse.» M. C. Hernández,‬‬ ‫‪‘La Lógica de Ibn Ṭumlūs de Alcira )antes de 1175-1223(,’ op.cit., p. 162.‬‬ ‫‪35- «La labor original de Ibn Ṭumlūs es muy reducida y el mismo confiesa que toma doctrinas de al- Fārābī, de‬‬ ‫‪quien una ocasión copia un largo texto. Su punto de partida es la definición y clasificación de los saberes, que‬‬ ‫‪estructura de acuerdo con el esquema siguiente.» Ibid, p. 160.‬‬ ‫‪36- M. C. Hernández, Abû-l-Walîd Muhammad ibn Rushd )Averroes(. Vida, obra, pensamiento, influencia, 2ª ed.‬‬ ‫‪op. cit.‬‬ ‫‪37- Ibid, p. 276-277.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫التاريخي لفكر ابن رشد‪ ،‬والذي يعكس ما انتهى إليه البحث عن تالمذة ابن رشد‪ ،‬يق ّدم هرنانديز ابن ُطمْلُوس‬ ‫‪38‬‬ ‫باإلضافة إلى أحد أبناء ابن رشد‪ -‬على أنَّه »أحد االستثناءين« اللذين يمكن ع ّدهما تلميذين البن رشد‪.‬‬‫أن هيرنانديز يستعيد في هذا الكتاب الحكم ذاته الذي سبق أن أطلقه في ّ‬ ‫والمالحظ َّ‬ ‫حق عمل ابن ُطمْلُوس؛‬ ‫َ‬ ‫خالف ما قام به‬ ‫يخص تقويم ج َّدة هذا العمل بالقياس إلى عمل ابن رشد هذه المرَّ ة‪،‬‬ ‫لكن مع تلوين بسيط‬ ‫ُّ‬ ‫من قبل عندما رمى عمل ابن ُطمْلُوس المنطقي بعدم الج َّدة في المطلق‪ .‬يقول عن عمل ابن ُطمْلُوس‪» :‬ال‬ ‫يمثل عمله أيَّ جديد بالقياس إلى األعمال المنطقيَّة البن رشد‪ .‬إال أنَّه يحمل ثالثة عناصر ذات أهميَّة‪ :‬فقد‬ ‫وخصص فقرات ّ‬ ‫تؤكد على‬ ‫أدرج تصنيفاً للمعارف‪ ،‬ووضع خطاطة لتاريخ دخول المنطق إلى األندلس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الصعوبات التي عانتها الفلسفة بعد ابن رشد«‪ 39.‬ومن المفترض َّ‬ ‫أن قياس ج َّدة عمل ابن ُطمْلُوس إلى أعمال‬ ‫ابن رشد قد حصلت نتيجة المقارنة بين العملين‪ .‬والحال أنَّه ليس هناك ما يوحي بحصول هذه المقارنة التي‬ ‫كان من شأنها‪ ،‬لو حصلت‪ ،‬أن تكشف عن حضور ابن شد في عمل ابن ُطمْلُوس‪.‬‬ ‫دراسة ميكائيل كروث هيرنانديز عن عمل ابن ُطمْلُوس واحدة من األعمال اإلسبانيَّة القليلة التي أفردت‬ ‫لهذه الشخصيَّة الفكريَّة التي تتلمذت على ابن رشد وعاشت بعده‪ .‬غير أنَّه يمكن للمرء أن يسجّ ل َّ‬ ‫أن الدراسة‬ ‫لم تستطع التخلص من أبرز النتائج التي كان انتهى إليها بالصيوس عشرات السنين من قبل؛ ومن ث َّم لم‬ ‫تتمكن من أن تتق َّدم بالبحث في فكر ابن ُطمْلُوس أكثر ممَّا فعلت تلك الدراسة الرائدة‪ ،‬بل إنَّها ظلت حبيسة‬ ‫بعض أحكامها وأخطائها‪.‬‬ ‫يقول هيرنانديز بخصوص أعمال ابن ُطمْلُوس‪» :‬لم َ‬ ‫يتبق من كتاباته إال مخطوط المنطق الذي حقق‬ ‫جزءاً منه أسين بالصيوس«‪ 40.‬وبهذا يكون هيرنانديز قد أغفل ذكر عملين معروفين منذ القرن التاسع‬ ‫عشر؛ وأعني تحديداً المسألة المنطقيَّة الموجودة اليوم في صيغتها الالتينيَّة‪ ،‬وهي مسألة في اختالط القضايا‬ ‫الضروريَّة والوجوديَّة‪ ،‬كما أغفل شرح ابن ُط ْملُوس على أرجوزة ابن سينا في الطب‪.‬‬ ‫‪38- Ibid, p. 276.‬‬ ‫أتصوّر أنَّ هيرنانديز قد اطلع على عمل أرنست رينان الذي أحصى ستة من تالمذة ابن رشد‪ ،‬وعلى عمل بلديه جوزيف بويج الذي أحصى عشرة من‬ ‫تالمذة ابن رشد‪.‬‬ ‫ ‪39- «Su obra no presenta novedad alguna respecto de las obras lógicas de Ibn Rušd, salvo en tres elementos extrí‬‬‫‪secos: incluir una clasificación de los saberes, trazar una interesante historia de la introducción de la lógica en al‬‬ ‫‪Ándalus e incluir algunos párrafos que confirman las dificultades de la fálsafa posterior a Ibn Rušd.» Abû-l-Walîd‬‬ ‫‪Muhammad ibn Rushd )Averroes(, Vida, obra, pensamiento, influencia, p 27.‬‬ ‫حديث هيرنانديز عن صعوبات الفلسفة بعد ابن رشد فيه غموض كبير‪.‬‬ ‫‪40- «De sus escritos sólo se ha conservado un manuscrito de lógica que Asín Palacios editó parcialmente, titulándo‬‬ ‫‪introducción al arte de la lógica, frase tomada de un texto del prólogo de dicho escrito.» Historia del pensamiento‬‬ ‫‪en al-Ándalus, p.160.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫والواقع أنَّنا ال نجد في عمل هيرنانديز مجهوداً كبيراً في البحث عن تالمذة ابن رشد وإحصائهم؛ إذ‬ ‫يبدو لنا حديثه عن تلميذين فقط البن رشد‪ ،‬وهما ابن هذا األخير وابن ُطمْلُوس‪ ،‬واعتبارهما استثنا ًء‪ ،‬حديثاً‬ ‫المخصص البن‬ ‫متقادماً في سياق ظهرت فيه معطيات جديدة‪ .‬ويكفي للتدليل على ما نقول أن نقارن عمله‬ ‫َّ‬ ‫رشد ولتأثيره بما كان قد انتهى إليه إرنست رينان لمَّا أحصى ستة من تالمذة ابن رشد‪ ،41‬وجوزيف بويج‬ ‫لمَّا أحصى عشرة‪42‬؛ وهو األمر الذي ال يجعل من ابن ُطمْلُوس استثناء‪ .‬أمَّا عمل ابن شريفة عن ابن رشد‬ ‫الحفيد‪ :‬سيرة وثائقيَّة‪ ،‬الذي ظهر بعد كتاب هيرنانديز‪ ،‬فقد أحصى ما يقرب من األربعين تلميذاً البن رشد‬ ‫في شتى المعارف التي انشغل بها الرجل‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫وإلى ذلك‪ ،‬فالظاهر َّ‬ ‫أن تصنيف العلوم من األمور التي حملت بعض عناصر الج َّدة واألصالة في عمل‬ ‫ابن طمْلُوس‪ ،‬لذلك انشغل به هيرنانديز‪َّ 44.‬‬ ‫لكن الظاهر أيضاً أنَّه قد خلط على مستوى تصنيف العلوم بين‬ ‫ُ‬ ‫الخطب والخطابة عندما ترجم علم الخطب بـ ‪ Retórica‬متابعاً في ذلك ترجمة أسين بالصيوس‪ 45.‬وكما‬ ‫يبدو من مق ّدمة ابن طمْلوس لكتابه في المنطق‪َّ ،‬‬ ‫فإن علم الخطب هو أحد العلوم التي ينبغي أن تتق َّدم علوم‬ ‫الشرع في الترتيب والتعليم‪ ،‬بينما صناعة الخطابة جزء من المنطق الذي هو من العلوم التي هي مشتركة‬ ‫في جميع األمم‪ ،‬كما يقول ابن طمْلُوس‪.‬‬ ‫ومن األمور التي يمكن أن يستغربها المرء بخصوص عمل هيرنانديز قوله ً‬ ‫مثال‪» :‬ولكن‪ ،‬بما َّ‬ ‫أن كتاب‬ ‫ً‬ ‫الفارابي لم يكن‬ ‫مكتمال‪ ،‬فإنَّه قد درس في ما بعد أورغانون أرسطو«‪( 46‬والنص باإلسبانيَّة‪Pero como :‬‬ ‫‪)el libro de Al-Fārābī era incompleto, estudió más tarde el Órganon de Aristóteles‬‬ ‫وكتاب الفارابي المعني هو المختصر الكبير الذي سبق أن ذكره ابن ُطمْلُوس‪ .‬عندما بحثنا في النص‬ ‫العربي البن طمْلوس عمَّا جعل هيرنانديز يصف كتاب الفارابي بعدم االكتمال لم نعثر سوى على هذا‬ ‫أن كتاب أبي نصر مُقصر‪َّ ،‬‬ ‫القول‪» :‬وفي أثناء هذه المطالعة تبيَّن لي َّ‬ ‫وأن الصناعة كاملة إنَّما هي في كتاب‬ ‫أرسطاطاليس المكتوب في ذلك العلم« (نشرة بالصيوس‪ :‬ص ‪ .)15-14‬وكما هو واضح فالتقصير شيء‬ ‫وعدم االكتمال شيء آخر‪ .‬والواضح أيضاً َّ‬ ‫أن هيرنانديز كان هنا ضحيَّة غموض الترجمة التي أنجزها أسين‬ ‫بالصيوس لهذه الفقرة‪ .‬وتقول ترجمة بالصيوس بالعبارة التالية‪Pero en medio de este estudio» :‬‬ ‫‪41- Ernest Renan, Averroès et l’averroïsme. Essai historique, 4ème édition revue et augmentée )Paris: Calmann‬‬ ‫‪Lévy, 1882(, p. 39.‬‬ ‫‪42- Josep Puig, ‘Materials on Averroes’s Circle,’ Journal of Near Eastern Studies 51, 4 )Oct., 1992( 241-260, p.‬‬ ‫‪255-256.‬‬ ‫‪ -43‬محمَّد بن شريفة‪ ،‬ابن رشد الحفيد‪ ،‬مرجع مذكور‪ ،‬ص ‪.232-244‬‬ ‫‪44- Miguel Cruz Hernández, Abû-l-Walîd Muhammad ibn Rushd )Averroes(. Vida, obra, pensamiento, influencia,‬‬ ‫‪p. 276.‬‬ ‫‪45- M. C. Hernández, Historia del pensamiento en al-Ándalus, II, p. 160.‬‬ ‫‪46- Ibid, p. 162.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫‪vi también claramente que el libro de Abunásar era, a su vez, incompleto, y que‬‬ ‫‪el arte perfecto ]de la Lógica[ solamente se encontraría en el libro que Aristóteles‬‬ ‫‪ .escribió sobre esa ciencia.» p. 25-26‬وهكذا يغدو المبرّ ر الذي يق ّدمه ابن ُطمْلُوس لبحثه عن‬ ‫كتاب أرسطو في المنطق ليس هو عدم استيفاء المختصر الكبير للفارابي صناعة المنطق‪ ،‬كما في النص‬ ‫العربي‪ ،‬وإنَّما هو عدم اكتمال هذا الكتاب‪ ،‬كما في الترجمة اإلسبانيَّة‪ .‬فالمختصر الكبير للفارابي ال ينقصه‬ ‫إن أجزاء مختصر الفارابي أكثر عدداً من أرغانون أرسطو؛ َّ‬ ‫جزء من أجزاء األرغانون‪ ،‬بل َّ‬ ‫لكن طبيعته‬ ‫المختصرة هي التي جعلته ال يستوفي مسائل صناعة المنطق في نظر ابن طمْلوس‪.‬‬ ‫لم يقف كروث هيرنانديز على بقيَّة مخطوط كتاب ابن ُط ْملُوس في المنطق؛ فكان أن انعكس ذلك على‬ ‫وخاصة على تقييمه لقيمة عمل ابن طمْلوس‪ .‬يقول بخصوص مك ّونات‬ ‫طبيعة عرضه ألفكار أبي الحجاج‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الكتاب‪» :‬يتألف الكتاب من مق ّدمة درس فيها ح َّد المنطق ومنفعته وموضوعه واسمه وأقسامه‪ .‬وبعد ذلك‪،‬‬ ‫ينظر في ّ‬ ‫كل واحد من الكتب الثمانية المك ّونة لألرغانون العربي‪ ،‬مق ّدماً عرضاً مهمَّاً حول نظريَّة المفهوم‪،‬‬ ‫حيث قام بتحليالت نحويَّة مشهورة لها‪ ،‬وللمحمول والكلي واالسم‪ ،‬والمقوالت والحمل وحروف الجر«‪.‬‬ ‫‪47‬‬ ‫غير َّ‬ ‫أن عمل ابن طمْلوس‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬يتألف من عشرة كتب وليس ثمانية‪ :‬الكتاب األول (إيساغوجي)‪،‬‬ ‫والكتاب الثاني (المقوالت)‪ ،‬وكتاب العبارة‪ ،‬وكتاب القياس‪ ،‬وكتاب التحليل‪ ،‬وكتاب البرهان‪ ،‬وكتاب األمكنة‬ ‫َّ‬ ‫ولعل تعويل هرنانديز في تحديد عدد الكتب المك ّونة‬ ‫المغلطة‪ ،‬وكتاب الجدل‪ ،‬وكتاب الخطابة وكتاب الشعر‪.‬‬ ‫لعمل ابن ُطمْلُوس على الصدر الذي وضعه هذا األخير مق ّدمة لكتابه هو مصدر غلطه‪َّ ،‬‬ ‫ألن أبا الحجاج كان‬ ‫يحذو حذو أبي نصر في إحصاء العلوم‪ ،‬بل كان ينقل منه‪ ،‬وهو أمر معروف‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬بويج ومحاولة الخروج عن سقف بالصيوس‬ ‫كان كتاب ابن رشد والرشديَّة إلرنست رينان الذي صدر في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر‬ ‫وراء مُشكلة شغلت الناس إلى اليوم‪ :‬كيف حصل البن رشد الذي يُع ُّد أكبر شارح للمعلم األ َّول َّأال يخلّف‬ ‫‪47- «Su libro se compone de una introducción en la que estudia la definición, utilidad, objeto, título y división de‬‬ ‫‪la lógica. A continuación, estudia cada uno de los ocho libros de que consta el órganon árabe, exponiendo con es‬‬‫‪pecial interés la teoría del concepto en la que hace notables análisis gramaticales, los predicables, los universales,‬‬ ‫‪los nombres, las categorías, la predicción y las preposiciones.» Ibid, p. 162.‬‬ ‫يمكن للمرء أن يقارن بين ما ورد هنا عند هيرنانديز وما يقوله د‪ .‬أورفوا بخصوص الموضوع ذاته‪» :‬ينطلق من تصنيف للعلوم ويفحص على التوالي‬ ‫كلَّ كتب األرغانون‪ ،‬مدرجاً ضمنها على غرار المؤلفين العرب‪ ،‬الخطابة والشعر‪ .‬يمكن مالحظة التكوين األدبي الالفت للمؤلف في نظريَّة المفهوم‬ ‫التي تحتوي على تحليالت نحويَّة مهمَّة‪Dominique Urvoy, «Al-Madkhal li-sināʿat al-manṯiq, Ibn Ṯumlūs,» in D. Urvoy «.‬‬ ‫‪)dr.(, La philosophie andalouse. Auteurs et œuvres )Casablanca: Fondation du Roi Abdul-Aziz al Saoud pour les‬‬ ‫‪.Etudes Islamiques et les Sciences Humaines, 2006(, p. 41‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫تالمذة وال مدرسة؟ وأقوال رينان ما تزال تتر َّدد في الجامعات والدراسات‪ 48.‬عاد ال ّدارسون إلى المسألة‪،‬‬ ‫قرناً ونصف قرن بعد ذلك‪ ،‬من غير أن يسجّ لوا تغيُّراً كبيراً في واقع التجاهل هذا الذي قوبلت به أعمال ابن‬ ‫رشد في العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪49‬‬ ‫وفي هذا السياق فقد أحصى جوزيب بويج مونتادا ‪ Josep Puig Montada‬في مقال مهم له أسماه‬ ‫»مواد بخصوص حلقة ابن رشد«‪ ،‬حوالي عشرة‪ 50‬من تالمذة ابن رشد‪ ،‬أغلبهم في العلوم الشرعيَّة‪ ،‬وانتهى‬ ‫إلى القول‪» :‬بناء على المعلومات المق َّدمة هنا‪ ،‬ال يمكننا الحديث عن أيَّة مدرسة رشديَّة«‪ 51.‬والغريب في هذا‬ ‫أن ابن طمْلوس قد َّ‬ ‫المقال هو َّ‬ ‫ظل خارج هذه الحلقة‪ .‬واألغرب فيه أيضاً هو حديث بويج عن طبيب اسمه‬ ‫خص به ابن‬ ‫»ابن طحلوس« بوصفه أحد تالمذة ابن رشد‪ 52.‬وطبعاً‪ ،‬فقد تدارك بويج األمر في المدخل الذي َّ‬ ‫ُطمْلُوس في موسوعة الخزانة األندلسيَّة‪ ،‬وهو ما سنقف عنده هنا‪.‬‬ ‫‪ -48‬إذا كان إرنست رينان يملك من الناحية التاريخيَّة بعض العذر في كونه لم يتعرَّ ف على ابن طُ ْملُوس‪ ،‬فإنَّه ال مبرر‪-‬غير الكسل‪ -‬لمن لم يفعل ذلك‬ ‫ال يقول‪» :‬إنَّ من يتتبّع تالميذ ابن رشد من المسلمين يتبيّن له أنَّ أثر الرجل في‬ ‫في نهاية القرن الماضي أو بداية هذا القرن‪ .‬فهذا حمادي العبيدي مث ً‬ ‫بني قومه يكاد يكون معدوماً«‪ .‬وبعد أن أحصى بعض األسماء التي كان قد ذكرها رينان يخلص إلى القول »والواقع أنَّه لم يشتهر من هؤالء التالميذ‬ ‫أحد‪ ،‬ممَّا يدلُّ على انعدام تأثير ابن رشد في بيئته اإلسالميَّة«‪ .‬حمادي العبيدي‪ ،‬ابن رشد الحفيد‪ :‬حياته ـ علمه ـ فقهه (طرابلس‪ :‬الدار العربيَّة للكتاب‪،‬‬ ‫‪ )1984‬ص ‪ .89‬والجدير بالذكر أنَّ العبيدي قد اعتبر بندود يهودياً ونسب المعلومة لرينان؛ والحال أنَّ هذا األخير لم يكن حاسماً في أمره‪ .‬انظر رينان‪،‬‬ ‫مرجع مذكور‪ ،‬ص ‪ ،39‬ه ‪ .5‬وانظر أيضاً قول أحد الدارسين بشكل يبعث على اليأس‪:‬‬ ‫‪«Il n’est, dans ces conditions, pas très étonnant que, du point de vue philosophique, l’œuvre d’Ibn Rušd n’ait‬‬ ‫‪pratiquement pas eu d’écho dans l’Islam.» Pierre Gichard, «Averroès dans son temps,» in André Bazzana, Nicole‬‬ ‫‪Bériou et Pierre Guichard )éds.(, Averroès et l’averroïsme: Un itinéraire historique du Haut Atlas à Paris et à‬‬ ‫‪Padoue )Lyon: Presses Universitaires de Lyon, 2005( 13-26, p. 24.‬‬ ‫‪ -49‬يستعمل أحد الدارسين عبارة »سخرية التاريخ« ليعبّر عن مصير ابن شد‪ ،‬عند المقارنة بين التجاهل التام الذي لقيه ابن رشد في العالم اإلسالمي‬ ‫في عصره والذي تاله‪ ،‬واالهتمام الكبير الذي حظي به ابن رشد في الفكر العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬بالقول‪:‬‬ ‫‪“It is one of those ironies of history that the twelfth-century Andalusian philosopher Averroes )Abu l-Walid b.‬‬ ‫‪Rushd(, largely ignored in the Muslim world in the centuries that followed his death in 1198, should stand today at‬‬ ‫‪the center of much of the contemporary intellectual debate about secularism in the Arab world.“ Diego R. Sarrió,‬‬ ‫‪‘The Philosopher as the Heir of the Prophets,’ Al-Qantara XXXVI 1 )enero-junio 2015( 45-68, p. 45.‬‬ ‫‪50- “The biographical sources list several of his disciples, ten of whom I have come across in the sources. The‬‬ ‫‪information concerning them varies, sometimes being restricted to only their names, but we can draw a general‬‬ ‫‪picture of a group of scholars, most of them devoted to fiqh, a few to medicine, and none to philosophy-at least not‬‬ ‫‪openly.“ Josep Puig, ‘Materials on Averroes’s Circle,’ op. cit., p. 255-256.‬‬ ‫‪On the basis of the information presented here, we cannot speak of any surviving Averroes school. For“ -51‬‬ ‫‪many of the students, the fact that one of their teachers had been condemned and his philosophy prohibited was not‬‬ ‫‪a major concern. Those few who adhered to his views have been already considered in the section devoted to his‬‬ ‫‪friends and followers. For the others, we find varying attitudes-some seem to try to hide the fact that they listened‬‬ ‫‪to Averroes’s teachings, but others, such as Sahl al-Azdi, the man who wrote his elegy, openly revered him.“ p.‬‬ ‫‪ .258‬وقد ظلَّ بويج مونتادا على هذا الموقف سنوات بعد ذلك‪ ،‬إذ كرَّ ر الحكم ذاته في ندوة مراكش عام ‪ 1998‬عن ابن رشد‪ ،‬حيث يقول‪» :‬أمَّا عن‬ ‫وجود أيَّة مدرسة اهتمَّت بمواصلة تناول أعمال [ابن رشد] بالدرس والتحليل فلم توجد أيَّة مدرسة‪ .‬ولو وجدت الختفت فور ظهورها«‪ .‬جوزيف بويج‬ ‫مونتادا‪“ ،‬ابن رشد‪ :‬حياة فيلسوف واضطهاده“‪ ،‬ضمن محمَّ د المصباحي (منسقاً)‪ ،‬األفق الكوني لفكر ابن رشد‪ .‬أعمال الندوة الدوليَّة بمناسبة مرور‬ ‫ثمانية قرون على وفاة ابن رشد‪ ،‬مراكش ‪ 12-15‬ديسمبر ‪( 1998‬الرباط‪ :‬منشورات الجمعيَّة الفلسفية المغربَّية‪ ،23-45 :)2001 ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪“Yusuf b. Tahalus was a native of “Jazirat Shuqar“ )“the island on the river Xucar“(, no doubt the town of‬ـ ‪52‬‬ ‫‪Alcira, and also had studied theology. He died in 620, and, in the words of Ibn al-Abbar, he was ‘the last of the‬‬ ‫‪physicians of the Sharq al-Andalus’.“ Josep Puig, ‘Materials on Averroes’s Circle,’ op. cit., p. 258.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫خصصه الدارس اإلسباني جوزيب بويج مونتادا البن طمْلوس إلحدى الموسوعات‬ ‫يمتاز المدخل الذي َّ‬ ‫األندلسيَّة المعاصرة والهامَّة‪ 53‬بميزتين على األقل‪ :‬األولى‪ ،‬وقوفه على دائرة أوسع من التراجم والمصادر‬ ‫التي تعرَّ ضت لسيرة ابن طمْلوس؛ والميزة الثانية التي تجعل هذا المدخل هامَّاً هي أنَّه أل َّول مرَّ ة في تاريخ‬ ‫االشتغال على فكر طمْلوس يحصل تقريب مضامين مقالة أبي الحجاج في اختالط القضايا الضروريَّة‬ ‫والوجوديَّة‪.‬‬ ‫ال ب َّد من اإلشارة في البداية إلى أنَّه على خالف ما ذهب إليه أغلب الدارسين (هرنانديز وعواد‪)...‬‬ ‫يثبت بويج مونتادا اسم ابن ُطمْلُوس كما هو موجود في مخطوط اإلسكولاير الذي يحمل عمله في المنطق‬ ‫والمعروف بالمدخل لصناعة المنطق‪ ،‬وهو أبو الحجاج يوسف بن محمَّد‪ ،‬وليس أبا الحجاج يوسف بن أحمد‪.‬‬ ‫كان اطالع بويج على مجموعة من النصوص المتوفرة اليوم وراء وقوفه على الصعوبات التي طالت‬ ‫َّ‬ ‫فلعل اسمه قد أصبح بعد‬ ‫قراءات اسم ابن طمْلوس على نحو سليم‪ .‬وال فرق في هذا بين العرب والالتين‪.‬‬ ‫االسترداد المسيحي هو »‪ .«Amet abin Camlus‬وإلى ذلك فإنَّنا نجد االسم في ترجمة قام بها الربي‬ ‫والطبيب والمترجم اإليطالي أبراهام البالمي (‪ Abraham de Balmes )1523‬لواحد من أقواله المنطقيَّة‬ ‫قد أصبح »ابن طلموس«‪ ،‬وهو ما يعتبره بويج مونتادا خطأ في القراءة نتج عن تغيير طال ترتيب حرفي‬ ‫الميم والالم‪َّ .‬‬ ‫لكن مشكلة االسم ال تثار بخصوص النصوص الغربيَّة فقط‪ ،‬بل نجدها في النصوص العربيَّة‬ ‫التي تعرَّ ضت البن ُطمْلُوس‪ .‬وهكذا فكوديرا يقرأ في الطبعة األولى من تكملة ابن األبّار »ابن طحلوس«‪،‬‬ ‫وهو االسم ذاته الذي نجده في طبعة بشار عواد لتاريخ الذهبي‪ .‬أمَّا طبعة صلة الصلة البن الزبير فإنَّها‬ ‫ذهبت في اتجاه ما حصل في ترجمة أبراهام البالمي لتتحدث عن »ابن طلموس«‪ .‬بل أكثر من ذلك تذهب‬ ‫طبعة البلغة للفيروزآبادي إلى الحديث عن »ابن طاوس«‪ ،‬وهو ما يعتبره بويج مونتادا خطأ واضحاً‪ 54.‬وفي‬ ‫مراسلة شخصيَّة ّ‬ ‫يشكك بويج في األصل الروماني السم ابن طمْلوس على غرار ما كان اقترح كارلوس‬ ‫نلينو‪ ،55‬ويحتمل أن يكون اسم ابن طمْلوس قد كتب كتابة فاسدة »‪Tumlus est probablement une‬‬ ‫‪«mauvaise écriture‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ ‪53- J. Puig Montada, ‘Ibn Ṭumlūs,’ Puig, Josep Montada. ‘Ibn Ṭumlūs,’ in Delgado Jorge Lirola )Dir. Y ed.(, B‬‬‫‪blioteca de al-Ándalus: De Ibn Saada a Ibn Wuhayb, vol. V )Almería: Fundación Ibn Tufayl, 2007(: 504–507.‬‬ ‫‪54- Ibid, p. 504.‬‬ ‫مس إخراج اسم ابن طُ ْملُوس‪ ،‬حيث استعمل‬ ‫وهنا تجب اإلشارة إلى أنَّ جوزيف بويج نفسه كان قد سقط في دراسات سابقة ضحيَّة هذا التحريف الذي َّ‬ ‫اسم ابن طحلوس‪ .‬انظر‪.Josep Puig, ‘Materials on Averroes’s Circle,’ op.cit., p. 258 :‬‬ ‫وقد زادت ترجمة إحدى دراساته إلى العربيَّة اسم ابن طُ ْملُوس فساداً على فساد‪ ،‬حيث يكاد المرء ال يتبين من المقصود بذلك االسم‪ ،‬أعني تخلوس‪ .‬انظر‬ ‫جوزيف بويج مونتادا‪“ ،‬ابن رشد‪ :‬حياة فيلسوف واضطهاده“‪ ،‬مرجع مذكور‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫ ‪55- Carlo Alfonso Nallino, ‘Abū Aflaḥ Arabo siracusano o saragozzano?,’ ‘Abū Aflaḥ Arabo siracusano o sarag‬‬‫‪zzano?,’ Rivista deli studi orientali XIII )1931-32(: 165-171, p. 170, n. 3.‬‬ ‫‪ -56‬مراسلة بتاريخ ‪.6-02-2014‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫وعموماً‪ ،‬فإذا كان قد حصل تدارك بعض األخطاء في القراءة وصحّ ح االسم‪ ،‬كما حصل في استدراك‬ ‫على نشرة كوديرا من قبل ألركون وأنخيل غونزاليس بالنسية‪ ،‬فإنَّنا إلى اليوم ال ندري مصدر الخطأ في‬ ‫ً‬ ‫األصل‪ :‬هل من الناسخ‪ ،‬أم من المحقق الذي نشر النص‪ ،‬أم َّ‬ ‫احتماال آخر‪.‬‬ ‫أن هناك‬ ‫في نظر جوزيب بويج مونتادا‪َّ ،‬‬ ‫فإن الوضع الناشئ في اإلمبراطوريَّة الموحديَّة بعد حظر الفلسفة عام‬ ‫ً‬ ‫فضال عن ابن رشد لم يؤ ِد فقط بابن طمْلوس إلى تجاهل ذكر اسم ابن رشد في‬ ‫‪ 1197‬وإدانة نظار آخرين‬ ‫المدخل لصناعة المنطق‪ ،‬بل دفعه أيضاً إلى الحذر من َّأال يطلق على نفسه اسم الفيلسوف‪.‬‬ ‫‪57‬‬ ‫كانت مسألة تأثر ابن ُطمْلُوس بالفارابي وبابن رشد حاضرة أيضاً في مدخل بويج مونتادا‪ .‬وإذا كان‬ ‫تأثير الفارابي قد نال حظاً أوفر من االهتمام ابتدا ًء من بالصيوس إلى العمراني‪ -‬جمال‪َّ ،‬‬ ‫فإن أثر ابن رشد‬ ‫ُّ‬ ‫يظل جديداً بعدما توقعه بالصيوس َّ‬ ‫ودشنه عمليَّاً مارون عواد مطلع القرن الحادي والعشرين‪ .‬وقد سبق‬ ‫لتأثير الفارابي في ابن ُطمْلُوس أن كان موضع حديث الدارسين من قبل‪ ،‬وابن ُطمْلُوس نفسه كان وراء‬ ‫إرشاد الدارسين إلى مواطن هذا التأثير بعد اقتباسه الحرفي لمقطع طويل من إحصاء العلوم‪ .‬وهو ما يعود‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫»لعل ابن ُطمْلُوس يتبع الفارابي في تصنيفه ألجزاء المنطق‪ ،‬التي هي‬ ‫ليؤكده جوزيب بويج‪ ،‬إذ يقول‪:‬‬ ‫ثمانية [‪ ]...‬واألجزاء الثمانية تقابلها الكتب الثمانية في المنطق‪ ،‬بما في ذلك الخطابة والشعر‪ .‬ويمكن هنا‬ ‫أيضاً أن نتتبع تأثير الفارابي‪ ،‬وكتابه في إحصاء العلوم«‪ 58.‬وهنا يجب التأكيد مرَّ ة أخرى َّ‬ ‫أن الكتب المشكلة‬ ‫لمصنف ابن ُطمْلُوس في المنطق هي عشرة‪ ،‬وليست ثمانية على غرار ما يرد في مقدمته التي يتبنَّى فيها‬ ‫إحصاء العلوم للفارابي‪.‬‬ ‫لكن الذي يثير االنتباه ً‬ ‫َّ‬ ‫فعال في مدخل بويج هو محاولته البحث عن تأثير البن رشد في فكر ابن طمْلوس‪،‬‬ ‫سيراً على نهج استحدثه الدارس مارون عواد‪ 59.‬هذا األخير كان قد انتهى إلى التأكيد على مدى انشداد ابن‬ ‫طمْلوس في كتابه الخطابة الذي هو جزء من عمله المنطقي المحفوظ في اإلسكولاير إلى تلخيص كتاب‬ ‫الخطابة البن رشد‪ .‬لم يذهب جوزيب بويج إلى المقارنة بين أجزاء من العمل المنطقي البن طمْلُوس وكتب‬ ‫ابن رشد‪ ،‬لكنَّه َّ‬ ‫فضل أن يذهب في اتجاه تفكيك أقوال ابن طمْلوس التي احتفظت بها مقالته في ترجمتها‬ ‫الالتينيَّة‪ ،‬وهي مسألة في اختالط القضايا الوجوديَّة والضروريَّة‪ ،‬وربطها بمذهب ابن رشد في تلخيص‬ ‫كتاب القياس‪ .‬وفي الواقع‪َّ ،‬‬ ‫إن الربط بين مذهبي ابن طمْلوس وابن رشد بخصوص اختالط المق ّدمات ليس‬ ‫‪57- J. Puig Montada, ‘Ibn Ṭumlūs,’ p. 505.‬‬ ‫‪58- Ibid, p. 506.‬‬ ‫‪ -59‬انظر‪ :‬ابن طملوس الفيلسوف والطبيب‪ :‬سيرة ببليوغرافيَّة‪ ،‬مرجع مذكور‪ ،‬ص ‪.244-221‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫جديداً‪ ،‬إذ سبق لموريتز اشتينشنيدر أن احتمل أن تكون مقالة ابن طمْلُوس مقتطفة من مقالة ابن رشد في‬ ‫اختالط المق ّدمتين الممكنة والضروريَّة‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫تتعلق المسألة بالقول في المقاييس المختلطة من الضروريَّة والوجوديَّة في الشكل الثالث من القياس‪،‬‬ ‫وهي تبدأ كما يلي‪» :‬إذا كانت إحدى المق ّدمتين ضروريَّة واألخرى مطلقة في الشكل الثالث«‪ .‬ويقول بويج‬ ‫َّ‬ ‫إن استهالل ابن ُطمْلُوس قوله في المسألة المذكورة بالعبارة التالية‪» :‬قال أرسطو في نهاية شرحه للتأليف‬ ‫بين المق ّدمات الوجوديَّة والضروريَّة« هو ما دفعه إلى البحث عن مرجعها في تلخيص كتاب القياس البن‬ ‫أن بويج قد َّ‬ ‫أكد على َّ‬ ‫رشد‪ .‬ومع َّ‬ ‫أن الفيلسوفين معاً يتفقان على ضرورة ر ّد التأليفات إلى الشكل األ َّول من‬ ‫القياس‪ ،61‬فإنَّه لم يتوفق في أن يح ّدد بالضبط مواضع اقتباس ابن طمْلوس من ابن رشد‪ .‬والسبب في نظره‬ ‫هو عدم دقة الترجمة الالتينيَّة لمسألة ابن طمْلوس‪.‬‬ ‫في نظر بويج‪َّ ،‬‬ ‫إن مسألة نقل ابن طمْلوس عن ابن رشد‪ ،‬كما أثبت ذلك عواد في دراسته عن كتاب‬ ‫الخطابة البن طمْلوس‪ ،‬أو مسألة عدم ذكره مصادره ال شيء يفاجئ فيها‪َّ ،‬‬ ‫ألن األمر كان عادة جارية في‬ ‫َّ‬ ‫ولكن المفاجأة في نظره هي َّأال يذكر أبداً ابن رشد‪ .‬وهنا يعود بويج مونتادا إلى حادث‬ ‫القرون الوسطى‪،‬‬ ‫مفسراً‬ ‫المحنة التي تعرَّ ض لها ابن رشد‪ ،‬رفقة مجموعة من النظار المعاصرين له‪ ،‬باعتبارها عنصراً ّ‬ ‫لسكوت ابن طمْلوس‪ 62.‬وإذا كان السياق ال يتَّسع للدخول في تفاصيل هذه الدعوى التي ُّ‬ ‫تظل وثيقة‪ ،‬فإنَّنا نو ُّد‬ ‫أن ننبّه بخصوص دعوى نقل ابن طملوس من الفارابي إلى َّ‬ ‫أن ابن طملوس قد أخبر القارئ بأنَّه ينقل من‬ ‫غيره‪ ،‬طبعاً دونما ذكر ألبي نصر‪ .‬وهو إلى ذلك‪ ،‬ينقل الكثير من ابن رشد ومن أبي نصر كذلك‪ ،‬ويذكر‬ ‫الفارابي أحياناً‪ ،‬لكنَّه ال يذكر ابن رشد قط‪.‬‬ ‫مجمل القول إنَّه على الرّ غم من َّ‬ ‫أن عمل بويج مونتادا كان عبارة عن مدخل موجَّ ه أساساً لموسوعة‬ ‫خزانة األندلس‪ ،‬فإنَّه قد حاول فتح قنوات جديدة في البحث في ابن طمْلُوس‪ ،‬وذلك عن طريق تعرُّ ضه لمسائل‬ ‫تثيرها نصوص ابن طمْلوس ومن صميم مذاهبه المنطقيَّة‪ .‬صحيح َّ‬ ‫أن طبيعة المدخل‪ ،‬أعني مقالة بويج‪ ،‬لم‬ ‫تكن تسمح بالتعرُّ ض إلى جوانب أخرى في فكر ابن طمْلوس ال ُّ‬ ‫تقل أهميَّة عن تلك التي أثيرت‪ ،‬لذلك نجده‬ ‫يسرع إلى القول ً‬ ‫إن »ابن طمْلوس الطبيب لم ّ‬ ‫مثال َّ‬ ‫يحقق شهرة كبيرة كتلك التي حققها في المنطق«‪ .‬والحال‬ ‫‪ -60‬كان اشتينشنيدر‪ ،‬الذي نبَّه إلى وجود هذه المقالة‪ ،‬قد ذهب في مؤلفه الترجمات العبريَّة في العصر الوسيط والتراجمة اليهود إلى أنَّها ربَّما تكون‬ ‫مجرَّد مقتطف من إحدى مقاالت ابن رشد التي عالج فيها الموضوع نفسه ‪ .vielleicht ist die kurze Notiz nur ein Excerpt‬انظر‪Moritz :‬‬ ‫‪Steinschneider, Die Hebräischen Übersetzungen des Mittelalters und die Juden Als Dolmetscher, § 44, xxiii‬‬ ‫‪61- «Averroes insiste en que estas combinaciones remiten, o se reducen a la primera figura del silogismo. Esto es‬‬ ‫‪precisamente lo que Ibn Ṭumlūs pretende en su breve anotación.» Ibid, p 507.‬‬ ‫‪62- «No tiene nada de sorprendente que Ibn Ṭumlūs plagiara a su maestro o que no citar a sus fuentes, pues era algo‬‬ ‫‪habitual en la Edad Media. Más extraño es que nunca hable de Averroes, pero la persecución contra los filósofos‬‬ ‫‪explica el silencio.» Ibid, p. 506.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫أن دراسات أخرى قد أظهرت َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن شرحه ألرجوزة ابن سينا في الطب يضاهي أو ربَّما يفوق في القيمة‬ ‫العلميَّة شرح ابن رشد لألرجوزة نفسها‪ ،‬واأله ُّم من ذلك َّ‬ ‫أن الرجل قد التزم في شرحه بمذهب األطباء ال‬ ‫بمذهب الفالسفة‪.‬‬ ‫خامتة‬ ‫أن عمل أسين بالصيوس ُّ‬ ‫سبق أن أشرنا في البداية إلى َّ‬ ‫يظل أ َّول عمل أكاديمي ينجز عن ابن طملوس‬ ‫في العصر الحديث‪ .‬ولذلك يمكن القول‪ ،‬من هذه الجهة أيضاً‪ ،‬إنَّه قد سيَّج موضوع ابن طملوس بمجموعة‬ ‫من االفتراضات واألحكام لم تحصل مراجعتها وال التخلص منها إال على نحو جزئي‪ 63.‬أمَّا في إسبانيا‪،‬‬ ‫وخالف ما يمكن أن يتوقع‪َّ ،‬‬ ‫فإن البحث في نصوص هذا الفيلسوف لم يسجّ ل تق ُّدماً كبيراً‪ .‬فقد تبيَّن ممَّا سبق‬ ‫أنَّه إلى حدود أعمال جوزيب بويج لم يحصل سوى استعادة ما سبق أن سجَّ له أسين بالصيوس في حدود‬ ‫ُّ‬ ‫عام ‪ .1916‬وبعبارة مباشرة‪َّ :‬‬ ‫يظل مجرَّ د تلخيص لعمل‬ ‫إن ما ق َّدمه بالنسية وداريُّو َكبنيالس وهرنانديز‬ ‫بالصيوس‪ .‬فقد َّ‬ ‫ظل هؤالء حبيسي النتائج التي انتهى إليها بالصيوس‪ ،‬بل ظلوا حبيسي جزء من الموضوع‬ ‫النص العربي الذي اشتغل عليه بالصيوس‪ ،‬وال إلى‬ ‫الذي بناه وأع َّده هذا األخير‪ ،‬ولم يتع ّدوا ذلك إلى فحص‬ ‫ّ‬ ‫فحص مجموع المخطوط الذي لم يخرج منه بالصيوس سوى جزء يسير‪ ،‬وهو ‪ 34‬ورقة من أصل ‪172‬‬ ‫ورقة‪ً .‬‬ ‫بدال من ذلك‪ ،‬حاول جوزيب بويج‪ ،‬وفي إثر نصوص ودراسات جديدة‪ ،‬ترتيب الموضوع من جديد‪،‬‬ ‫وتوسيع أفق البحث في ابن طملوس؛ فقد سلَّط الضوء على بقيَّة أعمال ابن طملوس‪ ،‬والتفاعل مع بعض‬ ‫النتائج التي انتهى إليها دارسون آخرون‪ .‬لذلك ُّ‬ ‫يظل عمله في تقديرنا أه َّم عمل عن ابن طملوس في إسبانيا‪،‬‬ ‫بعد عمل بالصيوس طبعاً‪.‬‬ ‫‪63- Cf. Abdelali Elamrani-Jamal,«Éléments nouveaux pour l’étude de l’Introduction à l’art de la logique d’Ibn‬‬ ‫‪Ṭumlūs )m. 620 H. /1223(,» in Ahmad Hasnaoui, Abdelali Elamrani-Jamal, Maroun Aouad )éds.( Perspectives‬‬ ‫‪arabes et médiévales sur la tradition scientifique et philosophique grecque. Actes du colloque de la SIHSPAI )So‬‬‫‪ciété internationale d’histoire des sciences et de la philosophie arabes et islamiques( Paris, 31 mars -3 avril 1993‬‬ ‫‪)Leuven- Paris: Institut du Monde Arabe- Peeters, 1997(: 465-483; Maroun Aouad, «Le syllogisme poétique selon‬‬ ‫‪le Livre de la poétique d’Ibn Ṭumlūs,» in Rüdiger Arnzen and Jörn Thielmann )eds.(, Words, Texts and Concepts‬‬ ‫‪Cruising the Mediterranean Sea: Studies on the Sources, Contents and Influences of Islamic Civilization and‬‬ ‫‪Arabic Philosophy and Science, dedicated to Gerhard Endress on his sixty-fifth birthday )Leuven: Peeters, 2004(:‬‬ ‫‪259-270.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪www.mominoun.com‬‬ ‫ببليوغرافيا الدراسة‬ َّ .)‫ ت‬.‫ د‬،‫ دار مكتبة الحياة‬:‫ شرح وتحقيق نزار رضى (بيروت‬،‫األطباء‬ ‫ عيون األنباء في طبقات‬.‫ أبو العباس‬،‫ ابن أبي أصيبعة‬.)1999 ،‫ مطبعة النجاح الجديدة‬:‫ سيرة وثائقيَّة (البيضاء‬:‫ ابن رشد الحفيد‬.‫ محمَّد‬،‫ ابن شريفة‬.)1984 ،‫ الدار العربيَّة للكتاب‬:‫ حياته ـ علمه ـ فقهه (طرابلس‬:‫ ابن رشد الحفيد‬.‫ حمادي‬،‫ العبيدي‬1950 ‫) [صدرت الطبعتان األولى والثانية في سنتي‬1989 ،‫ دار توبقال للنشر‬:‫ حضارة الموحّدين (البيضاء‬.‫ محمَّد‬،‫ المنوني‬.]‫ على التوالي‬1977‫و‬ )1955 ،‫ دار النهضة المصريَّة‬:‫ تاريخ الفكر االندلسي ترجمة حسين مؤنس (القاهرة‬.‫ أنخيل كوميث‬،‫ بالنسيا‬-‫ دار األمان‬:‫ بيروت‬-‫ تونس‬-‫ الجزائر‬-‫ سيرة ببليوغرافية (الرباط‬:‫ ابن طملوس الفيلسوف والطبيب‬.‫ فؤاد‬،‫ بن أحمد‬.)2017 ،‫ منشورات ضفاف‬-‫ منشورات كلمة‬-‫منشورات االختالف‬ ‫ األفق الكوني لفكر ابن‬،)ً‫ حياة فيلسوف واضطهاده« ضمن محمَّد المصباحي (منسقا‬:‫ »ابن رشد‬.‫ جوزيف مونطادا‬،‫ بويج‬‫ منشورات‬:‫ (الرباط‬1998 ‫ ديسمبر‬12-15 ‫ مراكش‬،‫ أعمال الندوة الدوليَّة بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاة ابن رشد‬.‫رشد‬ .23-45 )2001 ،‫الجمعيَّة الفلسفيَّة المغربيَّة‬ ‫ الجزء األول‬،‫ فعل الثقافة العربيَّة اإلسالميَّة في الفكر العبري اليهودي‬:‫ ابن رشد والفكر العبري الوسيط‬.‫ أحمد‬،‫ شحالن‬.)1999 ،‫ المطبعة والوراقة الوطنيَّة‬:‫(مراكش‬ Aouad, Maroun. «Le syllogisme poétique selon le Livre de la poétique d’Ibn Ṭumlūs,» in Rüdiger Arnzen and Jörn Thielmann )eds.(, Words, Texts and Concepts Cruising the Mediterranean Sea: Studies on the Sources, Contents and Influences of Islamic Civilization and Arabic Philosophy and Science, dedicated to Gerhard Endress on his sixty-fifth birthday )Leuven: Peeters, 2004(: 259-270. Ben Iohar, Abuhabad Adhadrahman )i.e. ʿAbd al-Raḥmān b. Tāhir al-Mursī(, ‘Epistola prima: De negativa necesaria, et negativa possibili,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 383r. Ben Iohar, Abuhabad Adhadrahman, ‘Epistola II: De termino medio, quando fuerit causa maioris, an imaginabile sit secudum qluquem locum non esse causan minoris,’ Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 383r-v. Ben Kasam, Abuhal-kasim Mahmath )i.e. Abū al-Qāsim Muhummad ibn Qāsim(, ‘Quaesitum primum: De modo discernendi demonstartionem propter quid et demonstrations qia, Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 381v-382r. www.mominoun.com 20 Ben Kasam, Abuhal-kasim Mahmath, ‘Quaesitum II: Castigatio quartae seciei secundi generis congerierum demonstrationum ipsius Alpharabii, ’ Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 382v-383r. Benadaris, Abualkasis )i.e. Abū al-Qāsim Ibn Idrīs(, ‘Quaesitum I: De notificatione generis et speciei,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 380r-381r. Benadaris, Abualkasis, ‘Quaesitum II: De nominis definitionis,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74( vol. I, 381r-v. Binthalmus, Alhagiag. ‘De mistione propositionis de inesse et necessariae,’ in Aristotelis opera cum Averrois commentariis )Venetiis: apud Junctas, 1562-74; Nachdr. Frankfurt a. M.: Minerva, 1962( vol. I. pars 2b-3, fol. 124B-E. Burnett, Charles. ‘The Translation of Arabic Works on Logic into Latin in the Middle Ages and Renaissances,’ in Handbook of the History of Logic, vol. 1: Greek, Indian and Arabic Logic, ed. by D. M. Gabbay and J. Woods )Amsterdam: Elsevier, 2004(: 597-606. Cabanelas, Darío Rodriguez. ‘La filosofía hispano-musulmana: Esquema para su historia,’ Verdad y vida 11 )1953(: 357-366. Casiri, Miguel. Bibliotheca Arabico-Hispana Escurialensis, 2 vols. )Matriti: Antonius Perez de Soto imprimebat, 1760–1770(. Derenbourg, Hartwig. Les manuscrits arabes de l’Escurial, Tome I )Paris: Ernest Leroux, 1884(. Diego R. Sarrió, ‘The Philosopher as the Heir of the Prophets,’ Al-Qantara XXXVI 1 )enerojunio 2015( 45-68. Donato, Silvia Di. ‘Abraham de Balmes,’ in Encyclopaedia of Islam, THREE, Edited by Kate Fleet, Gudrun Krämer, Denis Matringe, John Nawas, Everett Rowson. Consulted online on 17 October 2016 <http: //dx.doi.org/10.1163/1573-3912_ei3_COM_22606>First published online: 2009. Elamrani-Jamal, Abdelali. «Éléments nouveaux pour l’étude de l’Introduction à l’art de la logique d’Ibn Ṭumlūs )m. 620 H. /1223(,» in Ahmad Hasnaoui, Abdelali Elamrani-Jamal, Maroun Aouad )éds.( Perspectives arabes et médiévales sur la tradition scientifique et philosophique grecque. Actes du colloque de la SIHSPAI )Société internationale d’histoire des sciences et de la philosophie arabes et islamiques( Paris, 31 mars -3 avril 1993 )Leuven- Paris: Institut du Monde Arabe- Peeters, 1997(: 465-483. www.mominoun.com 21 Hernández, Miguel Cruz. ‘La Lógica de Ibn Ṭumlūs de Alcira )antes de 1175-1223(,’ in Historia del pensamiento en el mundo islámico. 2: El pensamiento de al-Ándalus- siglos IX–XIV )Madrid: Alianza Editorial, D.L, 1996(: 157-162. Hernández, Miguel Cruz. Abū-l-Walīd Muhammad ibn Rushd )Averroes(. Vida, obra, pensamiento, influencia, 2ª ed. )Córdoba: Caja Sur Publicaciones, 1997(. Hernández, Miguel Cruz. Historia del pensamiento en el mundo islámico. 2: El pensamiento de al-Ándalus )siglos IX–XIV( )Madrid: Alianza Editorial, 1996(. Nallino, Carlo Alfonso, ‘Abū Aflaḥ Arabo siracusano o saragozzano?,’ Rivista deli studi orientali XIII )1931-32(: 165-171. Palacios, MiguelAsín. «La logique d’Ibn Toumlous d’Alcira,» Revue Tunisienne )1908(: 474–479. Palacios, Miguel Asín. Introducción al Arte de la Lógica por Abentomlús de Alcira, texto árabe y trad. española por Miguel Asín, Fasciculo I: Categorías- Interpretación )Madrid: Imprenta Ibérica, 1916(. Palencia, Ángel González. Alfarabí, Catálogo de las ciencias Edición y traducción castellana por Ángel González Palencia )Madrid: Publicaciones de la Facultad de Filosofía y Letras, 1932; 2ª ed. Madrid-Granada: CSIC, Instituto Miguel Asín, 1953(. Palencia, Ángel González. Historia de la literatura arábigo-española, segunda edición revisada )Barcelona: Editorial Labor, 1945(. Palencia, Ángel González. Ibn Tufayl, El filósofo autodidacto, Nueva traducción española por Ángel González Palencia )Madrid: Imprenta de Estanislao Maestre, 1934(. Palencia, Ángel González. Rectificación de la mente. Tratado de lógica, por Abusalt de Denia. Texto árabe, traducción y estudio previo por Ángel González Palencia )Madrid: Centro de Estudios Históricos, 1915(. Pierre Gichard, «Averroès dans son temps,» in André Bazzana, Nicole Bériou et Pierre Guichard )éds.(, Averroès et l’averroïsme: Un itinéraire historique du Haut Atlas à Paris et à Padoue )Lyon: Presses Universitaires de Lyon, 2005( 13-26. Puig, Josep Montada. ‘Ibn Ṭumlūs,’ in Delgado Jorge Lirola )Dir. Y ed.(, Biblioteca de alÁndalus: De Ibn Saada a Ibn Wuhayb, vol. V )Almería: Fundación Ibn Tufayl, 2007(: 504–507. Puig, Josep Montada. ‘Materials on Averroes’s Circle,’ Journal of Near Eastern Studies 51, 4 )Oct., 1992(: 241-260. www.mominoun.com 22 Renan, Ernest. Averroès et l’averroïsme. Essai historique, 4ème édition revue et augmentée )Paris: Calmann Lévy, 1882(. Sarrió, Diego R. ‘The Philosopher as the Heir of the Prophets,’ Al-Qantara XXXVI 1 )enerojunio 2015( 45-68, Steinschneider, Moritz. Die Hebräischen Übersetzungen des Mittelalters und die-Juden als Dolmetscher )Berlin, Kommissionsverlag des Bibliographischen bureaus, 1893; Nachdr. Graz: Akademische Druck- und Verlagsanstalt, 1956(. Urvoy, Dominique. «Al-Madkhal li-sinâʿat al-mantiq,» in D. Urvoy )dr.(, La philosophie andalouse. Auteurs et œuvres )Casablanca: Fondation du Roi Abdul-Aziz al Saoud pour les Etudes Islamiques et les Sciences Humaines, 2006(. www.mominoun.com 23 MominounWithoutBorders Mominoun @ Mominoun_sm ‫ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬.‫ أﻛﺪال‬- ‫اﻟﺮﺑﺎط‬ : ‫صب‬ +212 537 77 99 54 : ‫اﻟﻬﺎﺗﻒ‬ +212 537 77 88 27 : ‫اﻟﻔﺎﻛﺲ‬ 10569 info@mominoun.com www.mominoun.com All rights reserved © 2017 2017 © ‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬