Skip to main content
Hanen Melliti
  • Institut de presse et des sciences de l'information (IPSI), université de la Manouba. Tunisie.
  • Enseignante et chercheure en sciences de l'information et de communication. PHD. Institut de presse et des sciences de l'information (IPSI), université de la Manouba. Tunisie.edit
وصف البارزون الجدد إلى السّاحة السياسية التونسية في 2019 في أغلب المنابر الإعلامية التونسية بالشعبويّين حيث تماهت خطاباتهم مع ما يتعارف عليه عالميّا بالخطاب الشّعبوي Populisme بما هو "خطاب يسعى إلى الهيمنة على عواطف الناس بطرق لا تمت بصلة... more
وصف البارزون الجدد إلى السّاحة السياسية التونسية في 2019 في أغلب المنابر الإعلامية التونسية بالشعبويّين حيث تماهت خطاباتهم مع ما يتعارف عليه عالميّا بالخطاب الشّعبوي Populisme بما هو "خطاب يسعى إلى الهيمنة على عواطف الناس بطرق لا تمت بصلة إلى الخطاب العقلاني أو المنطقي ليثبت أفضليّة توجّهات الشّعب وآراءه" (Raphael LOGICIER,2013,p12) "، وبما هو " أسلوب تعبوي يتّصف بسمات ثلاثة أولاها مخاطبة الشعب بطريقة مباشرة وثانيها اتّهام وإدانة النّخب الفاسدة وثالثها رفض التدخّل الأجنبي والدّفاع عن الهويّة الوطنيّة )2013  Jaques Rancière,) تحت مقولة أو شعار "الشّعب يريد"(سهيل الحبيّب، 2014).
و" لمّا كان للاتّصال السياسي دور في صياغة عناصر الجدل العمومي والإسهام في بناء الفضاء العمومي من خلال إنتاج الفاعلين السّياسيين لمقترحات هذا الجدل"(سعاد الصديقي،2010،ص25)، فان اشكاليتنا تتحدّد في سياقات ومضامين الخطاب السياسي ضمن الحملة الانتخابيّة للمترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية لسنة 2019 في دورها الأوّل، وتوجّهات هذا الخطاب وخصائصه على ضوء المتغيّرات السياسية على الساحة التونسية وتأثيرها على سلوك النّاخب التونسي وتوجّهاته الانتخابيّة واعتمادا كذلك على المؤشّرات الكبرى لمصطلح "الشّعبوية" التي يصف بها البعض هذا الخطاب.
ضمن دليلها لمكافحة الوصم الاجتماعي والتصدّي له الصّادر في فيفري 2020، أكّدت منظمة الصّحة العالمية (World Health Organization) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) والاتّحاد الدولي لجمعيّات الصّليب الأحمر والهلال الأحمر (IRFC) أنّ حالة... more
ضمن دليلها لمكافحة الوصم الاجتماعي والتصدّي له الصّادر في فيفري 2020،  أكّدت منظمة الصّحة العالمية (World Health Organization) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) والاتّحاد الدولي لجمعيّات الصّليب الأحمر والهلال الأحمر (IRFC) أنّ حالة الخوف والارتباك والقلق بين النّاس النّاتجة عن عدم فهم المعلومات حول وباء كوفيد-19 أو الوصول اليها عزّزت من الافتراضات غير المنطقية حوله كما زادت من عمليات القاء اللّوم في انتشاره على "الآخرين" من المصابين بالفيروس أو الوافدين الأجانب أو العائدين إلى أرض تونس وسوء معاملتهم. وبيّنت انّ ذلك يحدث وفق قوالب وصور نمطيّة وتصنيفات عنصرية استنادا إلى فكرة كون هؤلاء مصدرا للفيروس وسببا في انتشاره وقد يزداد الأمر سوءاعندما تنخرط فيه وسائل الإعلام.
ولعلّ أفضل اطار لفهم الصّلة الاجتماعية لوباء كورونا هو ما ذهب اليه فيليب سترونج في ثمانينات القرن الماضي حين اكتشف أنّ" الوباء الناجم عن فيروس نقص المناعة HIV مرتبط بالدّيناميّات والنظام الاجتماعي للمجتمعات في اطار ما يسمى بعلم الاجتماع الوبائي . فالمجتمع له طبيعة وبائية قابلة للانتشار السّريع بشكل منفصل تماما عن وباء المرض، فيعتمد «جهاز المناعة السّلوكى» الذي يساعد جهاز المناعة البيولوجى على تجنّب العدوى، من خلال الخوف من "الآخر" ومن ثمّة وصمه تماما كما حصل من وصم للصّينيين  وكلّ من له ملامح شرق آسيوية واتهامهم بأنهم «أصل» الوباء وسببه(Al-Basam,2021). فكيف لو تعمّق هذا "الوباء الاجتماعي الوصمي" عبر وسائل الإعلام التي تعتبر ملجأ المواطن في استقاء معلوماته زمن الأوبئة والأزمات؟ .
بما أن المؤسّسة التربوية التونسّية بمدارسها ومعاهدها وجامعاتها تتموقع في قلب العمليّة التربويّة مستقطبة في ظلّ التغيّرات التكنولوجيّة المتسارعة وانتشار المعلومات المضلّلة والكاذبة وخطابات الكراهية والعنف والوصم عبر شبكات الإعلام والتواصل،... more
بما أن المؤسّسة التربوية التونسّية بمدارسها ومعاهدها وجامعاتها تتموقع في قلب العمليّة التربويّة مستقطبة في ظلّ التغيّرات التكنولوجيّة المتسارعة وانتشار المعلومات المضلّلة والكاذبة وخطابات الكراهية والعنف والوصم عبر شبكات الإعلام والتواصل، ومع تعزّز مفهوم "المدرسة الموازية L’école parallèle" التي تتيح فيها وسائل الإعلام لتلاميذ المدارس بدائل تعلّميّة جديدة باعتماد وسائل جديدة لتكوين قاعدة ثقافية في مجالات متنوعة، كان تساؤلنا الرّئيس ضمن اشكاليّة هذا البحث حول تموقع التربية على وسائل الإعلام والمعلومة ضمن توجّهات المؤسسة التربوية التونسية التي تستقطب حوالي ربع عدد سكان البلاد ( ملونين ونصف) من الأطفال واليافعين والشباب. وعبر منهج استقرائي وصفي وتحليلي للواقع التربوي ولقاءات مع بعض المسؤولين في القطاع التربوي تبيّن لنا أنّ المؤسّسة التربويّة التونسيّة على وعي بأنّ التربية على وسائل الإعلام والمعلومة أضحت حاجة ماسّة ضمن مناهجها وأولويّة من أولويّات عيش النّشء في مجتمع غدا يعتمد اعتمادا غير مسبوق على وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.ولذلك انخرطت منذ بداية الألفيّة الثالثة في مسار تطوير منظومتها التكنولوجية عبر تأسيس الأرضية القانونيّة لذلك منذ الإصلاح التربوي لسنة 2002 غير انّها لا تتبنّى الى الآن مسألة إدراج مادّة مستقلّة للتّربية على وسائل الإعلام والمعلومة ضمن مناهجها التربويّة (رغم أنّ 90 دولة حول العالم تتبنّى ذلك) وهي على قناعة بضرورة بثّ مضامينها في عدد من المحاور بطريقة أفقيّة ضمن مواد متعدّدة دون الإشارة الواضحة والصريحة إلى مصطلح "التربية على وسائل الإعلام والمعلومة" فيها.
رغم تطوّر المفهوم عالميّا، مازالت التربية على وسائل الإعلام في تونس تبحث عن تموقع لها رغم المبادرات المتنوعة التي أطلقتها مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وطنية ودولية، لذلك كان الهدف من هذه الدّراسة هو البحث في المكانة الحقيقيّة... more
رغم تطوّر المفهوم عالميّا، مازالت التربية على وسائل الإعلام في تونس تبحث عن تموقع لها رغم المبادرات المتنوعة التي أطلقتها مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وطنية ودولية، لذلك كان الهدف من هذه الدّراسة هو البحث في المكانة الحقيقيّة التي تحتلّها التربية على وسائل الإعلام في تونس سواء كان ذلك على المستوى الرسمي النظامي واللاّنظامي أو كذلك على مستوى المجتمع المدني الذي يخطو حثيثا في هذه المسألة.
ولعلّه من الملفت للانتباه ضمن نتائج هذا البحث أن الخطاب الرسمي لا يتخذ موقفا صريحا من هذا البراديغم فلا ينكره ولا يقره ما جعله يتسم بالضبابية، هذا إضافة إلى غياب التنسيق بين مختلف الأطراف والمبادرات ما جعل كلّ الجهود تتّسم بالتشتّت وانعدام النّجاعة المستحقّة. وعليه تنادي عديد الأطراف أن الوقت قد حان لوضع سياسة وطنية تنظم ٱليّات تطبيق التربية على وسائل الإعلام في السياق التونسي في مختلف الأنساق والمجالات.
شكّلت كيفيّة إدارة الإعلام العمومي التّونسي للازمة الصّحية محور تساؤلنا الرئيسي لهذه الورقة البحثية هدفنا في ذلك معرفة الاستراتيجيات المعتمدة من قبله في التعامل مع الوباء. اعتمدنا في بحثنا على منهج وصفي تحليلي ارتكز على دراسة حالة برنامج... more
شكّلت كيفيّة إدارة الإعلام العمومي التّونسي للازمة الصّحية محور تساؤلنا الرئيسي لهذه الورقة البحثية هدفنا في ذلك معرفة الاستراتيجيات المعتمدة من قبله في التعامل مع الوباء. اعتمدنا في بحثنا على منهج وصفي تحليلي ارتكز على دراسة حالة برنامج "النشرة الخاصّة بفيروس كورونا" ضمن عيّنة قصديّة من حصص البرنامج شملت الفترات الزّمنية لذروة الوباء في الموجات الثّلاثة التي شهدتها البلاد (مارس-أكتوبر-جانفي). وارتكزنا في تحليل عينة البحث على شبكة فئات تحليلية تضمّ خمسة عناصر أساسيّة وهي: طبيعة التّغطية، المصادر، التوازن، التفاعل مع المتلقّي، دور الصحفي المختصّ في ضمان تغطية ذات جودة.  كما ارتكزنا أيضا على مقابلة مع مقدمة ومعدّة البرنامج وذلك بغية تعزيز مخرجات الدراسات بعدد من التقنيات البحثية المختلفة من حيث الكمّ والكيف. وقد توصلنا عقب التحليل والمقابلة إلى نتائج عدّة لعل أهمّها أنّ قناة "الوطنية الأولى" هي المؤسسة الإعلامية الوحيدة في تونس التي اعتمدت استراتيجية إعلامية واضحة لإدارة الأزمة الصحية وان برنامج "النشرة الخاصّة بفيروس كورونا" هو البرنامج الوحيد المختصّ الذي شكّل الذي شكّل احد أعمدة هذا الاستراتيجية وتأقلم مع متطلباتها من حيث طبيعة التغطية. وان المعدة والمقدمة لهذا البرنامج هي أول صحفية مختصّة في الإعلام الصحي وبفضل تراكمات تجربتها لمدة 21 سنة تميّز البرنامج بعمق المضمون وسلاسته وجودته إضافة إلى توازنه العامّ .
ارتبطت أزمة الكوفيد-19 ارتباطا وثيقا بالممارسة الإعلامية، واستدعت من الممارسين والأكاديميين التفكير في دور وسائل الإعلام وتعاملها مع هذه الأزمة ذات الطابع الصحي وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية... فظهرت طُروحات تتحدث... more
ارتبطت أزمة الكوفيد-19 ارتباطا وثيقا بالممارسة الإعلامية، واستدعت من الممارسين والأكاديميين التفكير في دور وسائل الإعلام وتعاملها مع هذه الأزمة ذات الطابع الصحي وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية... فظهرت طُروحات تتحدث عن ما بعد كوفيد-19 وعن التّغييرات التي لحقت بممارسة الإعلام في سياق أزمة صحيّة وما أحدثته من حاجة إلى التّحقّق في الوقائع وتنويع المصادر وتوظيف البيانات والتعويل على المختصين في الصّحافة العلمية...كما كان على وسائل الإعلام التعامل لا مع "الوباء" الصحي فقط، ولكن أيضا مع وباء المعلومات Infodemic  (المصدر السّابق) وذلك نتيجة تسارع انتشار الأخبار الزّائفة والمعلومات المضلّلة، وهو ما أفضى إلى تغيرات على مستوى عمليات إنتاج المضمون، وكيفية التّعامل مع المصادر خاصّة أن الأخبار المرتبطة بالفيروس وحتى تلك الصّادرة عن ممارسين في القطاع الصحي لم تكن دائما دقيقة نظرا إلى طبيعة الفيروس وعدم توفّر المعلومات الطبية الكافية حوله
.وقد استدعت هذه الجائحة الباحثين للتفكير في التغيّرات التي أحدثتها في السّياق الذي تشتغل فيه المؤسسات الإعلامية. لذلك فإن السّياسات الإعلاميّة وقت الأزمات يجب أن تقوم على توفير المعلومات السّليمة والدقيقة للمواطنين، لأنّها في ظل التّحديات الصّحية وانتشار المعلومات المغلوطة على الميديا الاجتماعية يمكن أن تساهم في تهديد صحّة الناس وحياتهم إن تخلّت عن دورها في توفير مراجع دقيقة وموثوقة. وقد وقعت المؤسسات الإعلامية نفسها بفخّ المعلومات المضلّلة في تونس وفي العالم اذ لم يكن الإعلام بمعزل عن التأثّر بالجائحة، ولكنّ ذلك أدّى إلى ظهور مبادرات للتّحقق من الوقائع لديها ولدى المجتمع المدني كذلك.
ضمن هذا السّياق سنحاول في هذا البحث التّعمّق أكثر في السّياسات الإعلامية التي اتّبعتها وسائل الإعلام في تونس في مواجهة الأخبار الزائفة في ظل الجائحة اعتمادا على عدد من المقاييس العلمية.
بعد سنوات عديدة من الحرب على الإرهاب، الذي بدأت بوادره الأولى تطفو إلى السطح في تونس منذ سنة 2006 في اشتباك قوات الأمن التونسي مع مجموعة سليمان المسلحة ثمّ بعد أحداث جانفي 2011، تبين جليا أن المقاربة الأمنية لم تكن مقاربة ناجعة في محاربة... more
بعد سنوات عديدة من الحرب على الإرهاب، الذي بدأت بوادره الأولى تطفو إلى السطح في تونس منذ سنة 2006 في اشتباك قوات الأمن التونسي مع مجموعة سليمان المسلحة ثمّ بعد أحداث جانفي 2011، تبين جليا أن المقاربة الأمنية لم تكن مقاربة ناجعة في محاربة هذه الآفة.
وعليه توجهت الأنظار نحو مقاربة شاملة للإرهاب، تجمع بين المقاربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وخاصّة الإعلامية لما للإعلام من نفوذ وسلطة، غير أن وسائل الإعلام تقودها في غالب الأحيان سياسات إعلامية وتوجّهات سياسية وإيديولوجية أو مصالح اقتصادية قد تنحرف بها عن وظيفتها الأساسية وممارستها المسؤولة تجاه مجتمعاتها.
انّ الاهتمام بكيفية تأطير الصحف الحزبية للظاهرة الإرهابية قد يحيل بالضرورة إلى حساسيّة المسألة خاصّة  اذا لم تتحلّ هذه الصحف بروح المسؤولية الاجتماعية، فاجتماع قوة النفوذ الإعلامية مع خصوصيّة التوجّهات الإيديولوجية في عملية تأطير إعلامية قد تخلق نوعا من الفراغات التي تنعكس سلبا على مستوى الوعي لدى القارئ، كما قد تعمل على تشتيت الرأي العام ومن ثمة تسهيل اختراقه من قبل الجماعات الإرهابية.
لذلك أردنا في هذه الورقة أن نركّز البحث على كيفية تأطير الصّحف الحزبية في تونس، وقد اخترنا منها صحيفة "الفجر" الناطقة بلسان حركة النهضة التونسية وصحيفة "صوت الشعب" الناطقة بلسان حزب العمال الشّيوعي التونسي، لظاهرة الإرهاب في تونس وكيفية محاربتها للظّاهرة الإرهابية من خلال التساؤل المحوري التالي:
إلى أيّ مدى وفّقت الصّحافة الحزبية، من خلال اختياراتها في توظيف الأطر الخبرية، في تحييد توجّهاتها الإيديولوجية وخلق بيئة مناسبة لمعالجة الظاهرة الإرهابية في تونس في الفترة الانتقالية بين 2011 و2014؟
لقد أثبتت مختلف الصراعات الهوويّة في تونس بعد منعطف 2011 أنّ إشكالية التنوّع الثقافي هي إشكالية داخلية بامتياز وتبيّن من خلالها أنّ الفكر العربي ليس له رصيد كبير في معالجة المسألة الثقافية من زاوية التنوّع داخل الذّات بحكم انشغاله في... more
لقد أثبتت مختلف الصراعات الهوويّة في تونس بعد منعطف 2011 أنّ إشكالية
التنوّع الثقافي هي إشكالية داخلية بامتياز وتبيّن من خلالها أنّ الفكر العربي ليس
له رصيد كبير في معالجة المسألة الثقافية من زاوية التنوّع داخل الذّات بحكم
انشغاله في العشرية الأخيرة من القرن العشرين والعشرية الأولى من القرن الحادي
والعشرين بمسألة التنوّع الثقافي بصفة مكثّفة من زاوية التجذّر الثّقافي ضدّ العولمة
الثّقافية أو هيمنة الثقافة الغربية والهيمنة الأمريكية))) واعتقاده أنّ إشكالية التنوّع
الثقافي هي مسألة مرتبطة بعلاقته بالآخر. ولعله من هنا كان لابدّ من «عودة النقاش
الفكري إلى واقع الخصوصية العربية والحتمية الثقافية لتبني الديمقراطية والمواطنة
كقيم تنظم طبيعة العيش المشترك ضمن حدود الدّولة الواحدة ولعلّه من هنا أيضا
كانت انطلاقة حركة النهضة في نحت بعض المراجعات الفكريّة والسياسية ومن أهمّها
«التوصيف الدولتي للمرجعية الإسلامية للحركة » تحت مقولة «الإسلام التونسي » أو
«التيار الإسلامي التونسي المعتدل » أو «الاسلام الديمقراطي » كما أشار إلى ذلك
رفيق عبد السلام في حوار له مع جريدة الصباح التونسية بتاريخ 2أكتوبر 2015 . وقد
برز هذا التوجّه واضح المعالم في المؤتمر العاشر لحركة النّهضة المنعقد في شهر
ماي 2016 حيث أعلنت عن فصلها التام بين ما هو دعوي وما هو سياسي وتبنّيها
مفهوم «الإسلام الديمقراطي التونسي »، الذي فسّره زعيمها الغنوشي بأنه)))وصف
للتمييز والتمايز عن الإسلام السياسي بما هو رؤية شمولية للإسلام تضمّ كل المشروع
الإسلاميّ بكل أجنحته وبكل فروعه، من العمل الدعوي والعمل السياسي والعمل
الخيريّ وأنّ الشّمولية هي حالة غير ديمقراطية، لأنها ولّدت شموليّات مضادّة مثل
الشّموليّة اليساريّة، وأنّه مع الثورة ولدت مرحلة جديدة وهي مرحلة الديمقراطية بما
لا يجعل هناك حاجة إلى هذه الشمولية.
شكَّلت القضية الفلسطينية مركز اهتمام وسائل الإعلام الدولي عمومًا والعربي خصوصًا؛ إذ منذ بدء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ظل الإعلام بوسائله المختلفة يتتبَّع مسارات القضية وتطوراتها، لاسيما الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في العقد... more
شكَّلت القضية الفلسطينية مركز اهتمام وسائل الإعلام الدولي عمومًا والعربي خصوصًا؛ إذ منذ بدء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ظل الإعلام بوسائله المختلفة يتتبَّع مسارات القضية وتطوراتها، لاسيما الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في العقد الأخير، والاعتداءات والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وكانت الحرب التي أسمتها إسرائيل بـ"عملية حارس الأسوار" (مايو/أيار 2021)، أو معركة "سيف القدس" كما أسمتها حركة المقاومة الفلسطينية، فصلًا بارزًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقد اندلعت الحرب على إثر اقتحامات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، وتسارع المخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في البلدة القديمة بالقدس.
في ظل الظروف التي خلقتها الحرب، تزايد الاهتمام بتغطية القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية والدولية. وبرز الإعلام مصدرًا أساسيًّا لرصد تطورات ساحات المعركة؛ إذ اهتمت وسائل الإعلام الدولية، خاصة الناطقة باللغة العربية، بمتابعة سياقاتها وأهدافها وأبعادها، كما تعددت زوايا التناول الإعلامي لتلك الأحداث وتداعياتها.
وفي هذا السياق، تحاول الدراسة رصد الموضوعات والقضايا التي ركزت عليها عينة البحث في تغطية الأحداث خلال فترة الحرب بين 10 و21 مايو/أيار 2021، وتحليل الأطر الخبرية التي كانت تقدم من خلالها مسارات الصراع وأبعاده، وإبراز الإستراتيجيات التحريرية التي اعتمدت عليها التغطية، فضلًا على تحديد أوجه الاتفاق والاختلاف بين عناصر العينة في معالجتها لموضوع الدراسة.