Hanen Melliti
Enseignante et chercheure en sciences de l'information et de communication. PHD. Institut de presse et des sciences de l'information (IPSI), université de la Manouba. Tunisie.
Address: Institut de presse et des sciences de l'information (IPSI), université de la Manouba. Tunisie.
Address: Institut de presse et des sciences de l'information (IPSI), université de la Manouba. Tunisie.
less
Uploads
فما المقصود بالتحوّل الرّقمي في المجال الإذاعي؟ وماهي أبرز التقنيات والوسائل المستخدمة في انتاج المضامين الرّقميّة الاذاعيّة؟ وما مدى استفادة المرفق الإذاعي العمومي من التقنيات والامكانيات الرّقمية في صناعة محتوياته الاعلاميّة وتطويرها؟ وماهي التحدّيات والاشكاليّات التي تواجه المرفق الإذاعي العمومي للتحوّل نحو الممارسات الرّقميّة في انتاج المضامين الاذاعية.
و" لمّا كان للاتّصال السياسي دور في صياغة عناصر الجدل العمومي والإسهام في بناء الفضاء العمومي من خلال إنتاج الفاعلين السّياسيين لمقترحات هذا الجدل"(سعاد الصديقي،2010،ص25)، فان اشكاليتنا تتحدّد في سياقات ومضامين الخطاب السياسي ضمن الحملة الانتخابيّة للمترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية لسنة 2019 في دورها الأوّل، وتوجّهات هذا الخطاب وخصائصه على ضوء المتغيّرات السياسية على الساحة التونسية وتأثيرها على سلوك النّاخب التونسي وتوجّهاته الانتخابيّة واعتمادا كذلك على المؤشّرات الكبرى لمصطلح "الشّعبوية" التي يصف بها البعض هذا الخطاب.
ولعلّ أفضل اطار لفهم الصّلة الاجتماعية لوباء كورونا هو ما ذهب اليه فيليب سترونج في ثمانينات القرن الماضي حين اكتشف أنّ" الوباء الناجم عن فيروس نقص المناعة HIV مرتبط بالدّيناميّات والنظام الاجتماعي للمجتمعات في اطار ما يسمى بعلم الاجتماع الوبائي . فالمجتمع له طبيعة وبائية قابلة للانتشار السّريع بشكل منفصل تماما عن وباء المرض، فيعتمد «جهاز المناعة السّلوكى» الذي يساعد جهاز المناعة البيولوجى على تجنّب العدوى، من خلال الخوف من "الآخر" ومن ثمّة وصمه تماما كما حصل من وصم للصّينيين وكلّ من له ملامح شرق آسيوية واتهامهم بأنهم «أصل» الوباء وسببه(Al-Basam,2021). فكيف لو تعمّق هذا "الوباء الاجتماعي الوصمي" عبر وسائل الإعلام التي تعتبر ملجأ المواطن في استقاء معلوماته زمن الأوبئة والأزمات؟ .
ولعلّه من الملفت للانتباه ضمن نتائج هذا البحث أن الخطاب الرسمي لا يتخذ موقفا صريحا من هذا البراديغم فلا ينكره ولا يقره ما جعله يتسم بالضبابية، هذا إضافة إلى غياب التنسيق بين مختلف الأطراف والمبادرات ما جعل كلّ الجهود تتّسم بالتشتّت وانعدام النّجاعة المستحقّة. وعليه تنادي عديد الأطراف أن الوقت قد حان لوضع سياسة وطنية تنظم ٱليّات تطبيق التربية على وسائل الإعلام في السياق التونسي في مختلف الأنساق والمجالات.
.وقد استدعت هذه الجائحة الباحثين للتفكير في التغيّرات التي أحدثتها في السّياق الذي تشتغل فيه المؤسسات الإعلامية. لذلك فإن السّياسات الإعلاميّة وقت الأزمات يجب أن تقوم على توفير المعلومات السّليمة والدقيقة للمواطنين، لأنّها في ظل التّحديات الصّحية وانتشار المعلومات المغلوطة على الميديا الاجتماعية يمكن أن تساهم في تهديد صحّة الناس وحياتهم إن تخلّت عن دورها في توفير مراجع دقيقة وموثوقة. وقد وقعت المؤسسات الإعلامية نفسها بفخّ المعلومات المضلّلة في تونس وفي العالم اذ لم يكن الإعلام بمعزل عن التأثّر بالجائحة، ولكنّ ذلك أدّى إلى ظهور مبادرات للتّحقق من الوقائع لديها ولدى المجتمع المدني كذلك.
ضمن هذا السّياق سنحاول في هذا البحث التّعمّق أكثر في السّياسات الإعلامية التي اتّبعتها وسائل الإعلام في تونس في مواجهة الأخبار الزائفة في ظل الجائحة اعتمادا على عدد من المقاييس العلمية.
وعليه توجهت الأنظار نحو مقاربة شاملة للإرهاب، تجمع بين المقاربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وخاصّة الإعلامية لما للإعلام من نفوذ وسلطة، غير أن وسائل الإعلام تقودها في غالب الأحيان سياسات إعلامية وتوجّهات سياسية وإيديولوجية أو مصالح اقتصادية قد تنحرف بها عن وظيفتها الأساسية وممارستها المسؤولة تجاه مجتمعاتها.
انّ الاهتمام بكيفية تأطير الصحف الحزبية للظاهرة الإرهابية قد يحيل بالضرورة إلى حساسيّة المسألة خاصّة اذا لم تتحلّ هذه الصحف بروح المسؤولية الاجتماعية، فاجتماع قوة النفوذ الإعلامية مع خصوصيّة التوجّهات الإيديولوجية في عملية تأطير إعلامية قد تخلق نوعا من الفراغات التي تنعكس سلبا على مستوى الوعي لدى القارئ، كما قد تعمل على تشتيت الرأي العام ومن ثمة تسهيل اختراقه من قبل الجماعات الإرهابية.
لذلك أردنا في هذه الورقة أن نركّز البحث على كيفية تأطير الصّحف الحزبية في تونس، وقد اخترنا منها صحيفة "الفجر" الناطقة بلسان حركة النهضة التونسية وصحيفة "صوت الشعب" الناطقة بلسان حزب العمال الشّيوعي التونسي، لظاهرة الإرهاب في تونس وكيفية محاربتها للظّاهرة الإرهابية من خلال التساؤل المحوري التالي:
إلى أيّ مدى وفّقت الصّحافة الحزبية، من خلال اختياراتها في توظيف الأطر الخبرية، في تحييد توجّهاتها الإيديولوجية وخلق بيئة مناسبة لمعالجة الظاهرة الإرهابية في تونس في الفترة الانتقالية بين 2011 و2014؟
التنوّع الثقافي هي إشكالية داخلية بامتياز وتبيّن من خلالها أنّ الفكر العربي ليس
له رصيد كبير في معالجة المسألة الثقافية من زاوية التنوّع داخل الذّات بحكم
انشغاله في العشرية الأخيرة من القرن العشرين والعشرية الأولى من القرن الحادي
والعشرين بمسألة التنوّع الثقافي بصفة مكثّفة من زاوية التجذّر الثّقافي ضدّ العولمة
الثّقافية أو هيمنة الثقافة الغربية والهيمنة الأمريكية))) واعتقاده أنّ إشكالية التنوّع
الثقافي هي مسألة مرتبطة بعلاقته بالآخر. ولعله من هنا كان لابدّ من «عودة النقاش
الفكري إلى واقع الخصوصية العربية والحتمية الثقافية لتبني الديمقراطية والمواطنة
كقيم تنظم طبيعة العيش المشترك ضمن حدود الدّولة الواحدة ولعلّه من هنا أيضا
كانت انطلاقة حركة النهضة في نحت بعض المراجعات الفكريّة والسياسية ومن أهمّها
«التوصيف الدولتي للمرجعية الإسلامية للحركة » تحت مقولة «الإسلام التونسي » أو
«التيار الإسلامي التونسي المعتدل » أو «الاسلام الديمقراطي » كما أشار إلى ذلك
رفيق عبد السلام في حوار له مع جريدة الصباح التونسية بتاريخ 2أكتوبر 2015 . وقد
برز هذا التوجّه واضح المعالم في المؤتمر العاشر لحركة النّهضة المنعقد في شهر
ماي 2016 حيث أعلنت عن فصلها التام بين ما هو دعوي وما هو سياسي وتبنّيها
مفهوم «الإسلام الديمقراطي التونسي »، الذي فسّره زعيمها الغنوشي بأنه)))وصف
للتمييز والتمايز عن الإسلام السياسي بما هو رؤية شمولية للإسلام تضمّ كل المشروع
الإسلاميّ بكل أجنحته وبكل فروعه، من العمل الدعوي والعمل السياسي والعمل
الخيريّ وأنّ الشّمولية هي حالة غير ديمقراطية، لأنها ولّدت شموليّات مضادّة مثل
الشّموليّة اليساريّة، وأنّه مع الثورة ولدت مرحلة جديدة وهي مرحلة الديمقراطية بما
لا يجعل هناك حاجة إلى هذه الشمولية.
وكانت الحرب التي أسمتها إسرائيل بـ"عملية حارس الأسوار" (مايو/أيار 2021)، أو معركة "سيف القدس" كما أسمتها حركة المقاومة الفلسطينية، فصلًا بارزًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقد اندلعت الحرب على إثر اقتحامات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، وتسارع المخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في البلدة القديمة بالقدس.
في ظل الظروف التي خلقتها الحرب، تزايد الاهتمام بتغطية القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية والدولية. وبرز الإعلام مصدرًا أساسيًّا لرصد تطورات ساحات المعركة؛ إذ اهتمت وسائل الإعلام الدولية، خاصة الناطقة باللغة العربية، بمتابعة سياقاتها وأهدافها وأبعادها، كما تعددت زوايا التناول الإعلامي لتلك الأحداث وتداعياتها.
وفي هذا السياق، تحاول الدراسة رصد الموضوعات والقضايا التي ركزت عليها عينة البحث في تغطية الأحداث خلال فترة الحرب بين 10 و21 مايو/أيار 2021، وتحليل الأطر الخبرية التي كانت تقدم من خلالها مسارات الصراع وأبعاده، وإبراز الإستراتيجيات التحريرية التي اعتمدت عليها التغطية، فضلًا على تحديد أوجه الاتفاق والاختلاف بين عناصر العينة في معالجتها لموضوع الدراسة.
فما المقصود بالتحوّل الرّقمي في المجال الإذاعي؟ وماهي أبرز التقنيات والوسائل المستخدمة في انتاج المضامين الرّقميّة الاذاعيّة؟ وما مدى استفادة المرفق الإذاعي العمومي من التقنيات والامكانيات الرّقمية في صناعة محتوياته الاعلاميّة وتطويرها؟ وماهي التحدّيات والاشكاليّات التي تواجه المرفق الإذاعي العمومي للتحوّل نحو الممارسات الرّقميّة في انتاج المضامين الاذاعية.
و" لمّا كان للاتّصال السياسي دور في صياغة عناصر الجدل العمومي والإسهام في بناء الفضاء العمومي من خلال إنتاج الفاعلين السّياسيين لمقترحات هذا الجدل"(سعاد الصديقي،2010،ص25)، فان اشكاليتنا تتحدّد في سياقات ومضامين الخطاب السياسي ضمن الحملة الانتخابيّة للمترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية لسنة 2019 في دورها الأوّل، وتوجّهات هذا الخطاب وخصائصه على ضوء المتغيّرات السياسية على الساحة التونسية وتأثيرها على سلوك النّاخب التونسي وتوجّهاته الانتخابيّة واعتمادا كذلك على المؤشّرات الكبرى لمصطلح "الشّعبوية" التي يصف بها البعض هذا الخطاب.
ولعلّ أفضل اطار لفهم الصّلة الاجتماعية لوباء كورونا هو ما ذهب اليه فيليب سترونج في ثمانينات القرن الماضي حين اكتشف أنّ" الوباء الناجم عن فيروس نقص المناعة HIV مرتبط بالدّيناميّات والنظام الاجتماعي للمجتمعات في اطار ما يسمى بعلم الاجتماع الوبائي . فالمجتمع له طبيعة وبائية قابلة للانتشار السّريع بشكل منفصل تماما عن وباء المرض، فيعتمد «جهاز المناعة السّلوكى» الذي يساعد جهاز المناعة البيولوجى على تجنّب العدوى، من خلال الخوف من "الآخر" ومن ثمّة وصمه تماما كما حصل من وصم للصّينيين وكلّ من له ملامح شرق آسيوية واتهامهم بأنهم «أصل» الوباء وسببه(Al-Basam,2021). فكيف لو تعمّق هذا "الوباء الاجتماعي الوصمي" عبر وسائل الإعلام التي تعتبر ملجأ المواطن في استقاء معلوماته زمن الأوبئة والأزمات؟ .
ولعلّه من الملفت للانتباه ضمن نتائج هذا البحث أن الخطاب الرسمي لا يتخذ موقفا صريحا من هذا البراديغم فلا ينكره ولا يقره ما جعله يتسم بالضبابية، هذا إضافة إلى غياب التنسيق بين مختلف الأطراف والمبادرات ما جعل كلّ الجهود تتّسم بالتشتّت وانعدام النّجاعة المستحقّة. وعليه تنادي عديد الأطراف أن الوقت قد حان لوضع سياسة وطنية تنظم ٱليّات تطبيق التربية على وسائل الإعلام في السياق التونسي في مختلف الأنساق والمجالات.
.وقد استدعت هذه الجائحة الباحثين للتفكير في التغيّرات التي أحدثتها في السّياق الذي تشتغل فيه المؤسسات الإعلامية. لذلك فإن السّياسات الإعلاميّة وقت الأزمات يجب أن تقوم على توفير المعلومات السّليمة والدقيقة للمواطنين، لأنّها في ظل التّحديات الصّحية وانتشار المعلومات المغلوطة على الميديا الاجتماعية يمكن أن تساهم في تهديد صحّة الناس وحياتهم إن تخلّت عن دورها في توفير مراجع دقيقة وموثوقة. وقد وقعت المؤسسات الإعلامية نفسها بفخّ المعلومات المضلّلة في تونس وفي العالم اذ لم يكن الإعلام بمعزل عن التأثّر بالجائحة، ولكنّ ذلك أدّى إلى ظهور مبادرات للتّحقق من الوقائع لديها ولدى المجتمع المدني كذلك.
ضمن هذا السّياق سنحاول في هذا البحث التّعمّق أكثر في السّياسات الإعلامية التي اتّبعتها وسائل الإعلام في تونس في مواجهة الأخبار الزائفة في ظل الجائحة اعتمادا على عدد من المقاييس العلمية.
وعليه توجهت الأنظار نحو مقاربة شاملة للإرهاب، تجمع بين المقاربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وخاصّة الإعلامية لما للإعلام من نفوذ وسلطة، غير أن وسائل الإعلام تقودها في غالب الأحيان سياسات إعلامية وتوجّهات سياسية وإيديولوجية أو مصالح اقتصادية قد تنحرف بها عن وظيفتها الأساسية وممارستها المسؤولة تجاه مجتمعاتها.
انّ الاهتمام بكيفية تأطير الصحف الحزبية للظاهرة الإرهابية قد يحيل بالضرورة إلى حساسيّة المسألة خاصّة اذا لم تتحلّ هذه الصحف بروح المسؤولية الاجتماعية، فاجتماع قوة النفوذ الإعلامية مع خصوصيّة التوجّهات الإيديولوجية في عملية تأطير إعلامية قد تخلق نوعا من الفراغات التي تنعكس سلبا على مستوى الوعي لدى القارئ، كما قد تعمل على تشتيت الرأي العام ومن ثمة تسهيل اختراقه من قبل الجماعات الإرهابية.
لذلك أردنا في هذه الورقة أن نركّز البحث على كيفية تأطير الصّحف الحزبية في تونس، وقد اخترنا منها صحيفة "الفجر" الناطقة بلسان حركة النهضة التونسية وصحيفة "صوت الشعب" الناطقة بلسان حزب العمال الشّيوعي التونسي، لظاهرة الإرهاب في تونس وكيفية محاربتها للظّاهرة الإرهابية من خلال التساؤل المحوري التالي:
إلى أيّ مدى وفّقت الصّحافة الحزبية، من خلال اختياراتها في توظيف الأطر الخبرية، في تحييد توجّهاتها الإيديولوجية وخلق بيئة مناسبة لمعالجة الظاهرة الإرهابية في تونس في الفترة الانتقالية بين 2011 و2014؟
التنوّع الثقافي هي إشكالية داخلية بامتياز وتبيّن من خلالها أنّ الفكر العربي ليس
له رصيد كبير في معالجة المسألة الثقافية من زاوية التنوّع داخل الذّات بحكم
انشغاله في العشرية الأخيرة من القرن العشرين والعشرية الأولى من القرن الحادي
والعشرين بمسألة التنوّع الثقافي بصفة مكثّفة من زاوية التجذّر الثّقافي ضدّ العولمة
الثّقافية أو هيمنة الثقافة الغربية والهيمنة الأمريكية))) واعتقاده أنّ إشكالية التنوّع
الثقافي هي مسألة مرتبطة بعلاقته بالآخر. ولعله من هنا كان لابدّ من «عودة النقاش
الفكري إلى واقع الخصوصية العربية والحتمية الثقافية لتبني الديمقراطية والمواطنة
كقيم تنظم طبيعة العيش المشترك ضمن حدود الدّولة الواحدة ولعلّه من هنا أيضا
كانت انطلاقة حركة النهضة في نحت بعض المراجعات الفكريّة والسياسية ومن أهمّها
«التوصيف الدولتي للمرجعية الإسلامية للحركة » تحت مقولة «الإسلام التونسي » أو
«التيار الإسلامي التونسي المعتدل » أو «الاسلام الديمقراطي » كما أشار إلى ذلك
رفيق عبد السلام في حوار له مع جريدة الصباح التونسية بتاريخ 2أكتوبر 2015 . وقد
برز هذا التوجّه واضح المعالم في المؤتمر العاشر لحركة النّهضة المنعقد في شهر
ماي 2016 حيث أعلنت عن فصلها التام بين ما هو دعوي وما هو سياسي وتبنّيها
مفهوم «الإسلام الديمقراطي التونسي »، الذي فسّره زعيمها الغنوشي بأنه)))وصف
للتمييز والتمايز عن الإسلام السياسي بما هو رؤية شمولية للإسلام تضمّ كل المشروع
الإسلاميّ بكل أجنحته وبكل فروعه، من العمل الدعوي والعمل السياسي والعمل
الخيريّ وأنّ الشّمولية هي حالة غير ديمقراطية، لأنها ولّدت شموليّات مضادّة مثل
الشّموليّة اليساريّة، وأنّه مع الثورة ولدت مرحلة جديدة وهي مرحلة الديمقراطية بما
لا يجعل هناك حاجة إلى هذه الشمولية.
وكانت الحرب التي أسمتها إسرائيل بـ"عملية حارس الأسوار" (مايو/أيار 2021)، أو معركة "سيف القدس" كما أسمتها حركة المقاومة الفلسطينية، فصلًا بارزًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقد اندلعت الحرب على إثر اقتحامات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، وتسارع المخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في البلدة القديمة بالقدس.
في ظل الظروف التي خلقتها الحرب، تزايد الاهتمام بتغطية القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية والدولية. وبرز الإعلام مصدرًا أساسيًّا لرصد تطورات ساحات المعركة؛ إذ اهتمت وسائل الإعلام الدولية، خاصة الناطقة باللغة العربية، بمتابعة سياقاتها وأهدافها وأبعادها، كما تعددت زوايا التناول الإعلامي لتلك الأحداث وتداعياتها.
وفي هذا السياق، تحاول الدراسة رصد الموضوعات والقضايا التي ركزت عليها عينة البحث في تغطية الأحداث خلال فترة الحرب بين 10 و21 مايو/أيار 2021، وتحليل الأطر الخبرية التي كانت تقدم من خلالها مسارات الصراع وأبعاده، وإبراز الإستراتيجيات التحريرية التي اعتمدت عليها التغطية، فضلًا على تحديد أوجه الاتفاق والاختلاف بين عناصر العينة في معالجتها لموضوع الدراسة.