Modern Lecture
Modern Lecture
2
العالم اإلسالمي وتحديات الق رن الجدي دفي
القرن الحديث
تعمارعلى وبعدسقوطالدولةالعثمانيةومجيءاالس
المي،اختفى لقب ربي واإلس الم الع الع
الخليفةوالخالفةاإلسالمية،وتفتت األقاليم وال دول إلى
دويالت،وتغيرت أنظمةالحكم في البالدالعربيةوتحّولت
طلح د لمص إلى ملكيةوجمهورية،ولم يع
نوي في الميةقيمة،إالباجتماعهاالس األمةاإلس
رابط ةالعالم اإلس المي ]٤[.يذكرتاريخ الع الم
اإلس المي،خاص ةفي الق رن الجديد،مجموع ةمن
التح ديات ال تي تواجهالع الم اإلس المي،ب ل اإلس الم
ذات ه،خاص ةبعدالهجمات الشرس ةالتي يتع رض
له ابغرض استهدافةبوص فه عدًواجديًداللغرب
بعدسقوط االشتراكية،وكانت نتيجةهذه الهجمات،ربط
اإلس الم والمس لمين بك ل عملي ةاإلرهاب
ال دولي،مع رفض أص حابهذه الهجماتوالجه ات
المس ؤولةعنهاالنظرإلى حقيق ةاإلرهاب على أن ه
ظاهرةاجتماعيةسياس يةالدين له اوالعرق والل ون
والثقاف ة .وك ان له ذه الهجم ات آثاراجتماعي ةعلى
الم ةمع ظهورظاهرةاإلس لمين،خاص المس
وفوبيا،التيب دأتمعهااألقليات المس لمة –بش كل ف ردي
ات من اني منموج اعي،-تع أوجم
التفرقةوالرفضوالعنف وعدمالت سامحمنالطرفاآلخر.
اإلس الموفوبيا :اإلس الموفوبيا مص طلح يس تخدم
لوصف العداء غير العقالني أو الكراهي ة ض د اإلس الم
3
والمس لمين والثقاف ة اإلس المية والتمي يز ض د ه ذه
الجماعات أو األفراد داخل المجتمعات ، .تتجلى اليوم
ظاهرة اإلس الموفوبيا في أوروب ا من خالل المواق ف
والس لوكيات الفردية وسياس ات وممارس ات
المنظم ات والمؤسس ات .اإلس الموفوبيا هي “أح د
أعراض تفكك القيم اإلنسانية” ،وفًقا لمفوض مجلس
أوروبا السابق لحق وق اإلنس ان توم اس ه امربيرغ –
هذه القيم :مثل عدم التمييز والتسامح وحرية الفك ر
والعدال ة والتض امن والمس اواة .ويف ترض أن تك ون
ه ذه القيم متأص لة في المجتمع ات األوروبي ة؛ وهي
تلك القيم ال تي ق ام عليه ا االتح اد األوروبي ومجلس
أوروبا
تتخذ محاربة اإلسالم أشكااًل ع دة من ض منها ترس يخ
اإلس الموفوبيا ورب ط اإلس الم باإلره اب على نح و
مؤسسي محلًيا ودولًيا .فاإلس الموفوبيا ليس ت فق ط
تمثياًل سلبًيا لإلسالم أو للمسلمين أو لكليهما ،ب ل هي
أيًض ا محاولة لضبط الكينونة المسلمة ومراقبته ا ع بر
تق ديم األفك ار والتقالي د الغربي ة على أنه ا المرج ع
النهائي للبشرية .فكلما كان اإلنسان قريًب ا من أفك ار
الغ رب وممارس اته الثقافي ة والسياس ية كلم ا ك ان
واقًفا على أرض الصواب ،وكلما ابتعد عن تلك األرض
كلم ا تم وص فه ب التخلف وع دم التحض ر ،ول و ك ان
يحمل أفكاًر ا مسلمة لتم التعامل معه بحذر… ل ذلك
ففك رة الخالف ة ،وف ق المع نى الم ذكور ،هي نزع ة
4
تحررية من "الغرباني ة" (تعب ير مش تق من كلم ة
الغرب).
ال تحي ل فك رة الخالف ة إلى إس الم سياس ي ،لكن
ولكونه ا إس المية تواج ه تح دًيا مهًم ا وه و عالقته ا
باإلسالم.
يعت بر س لمان س يد أن اإلس الم تص نيف أنطول وجي
(وج ودي) غ ير قاب ل لالخ تزل في أي تج ّل واقعي
محدد .بمعنى أن هناك وج ود مس لم في ه ذا الع الم
يتعرف على نفسه بوصفه مس لًما بمرجعي ة الق رآن.
لذلك فإن حلم اإلسالموفوبيين بهزيم ة الفلس طينيين
أو الكش ميريين أو اإليغ ور… ع بر ح رق أجس ادهم
وإب ادتهم ه و حلم س خيف ،إذ أن ذل ك لن يؤثر على
وجود المسلمين واإلس الم ،أو بعب ارة أخ رى لن يؤثر
على الكينونة المسلمة في الع الم .فاإلس الم ال يمكن
اختزاله في شعائره أو ممارس اته الش ائعة أو ماض يه
فهو قادر على تج اوز ك ل تج ّل من تجليات ه .ل ذلك ال
يمكن إيق اف الص راع ح ول مع نى اإلس الم من غ ير
إبطال ه ،أي إبط ال ه ذا المع نى األنطول وجي
(الوجودي) له وتحويله إلى مجرد شيفرة ،وهذا ك ذلك
غير ممكن.
كيف أججت وس ائل التواص ل اإلس الموفوبيا بع د 11
سبتمبر؟
تزايدت الظ اهرة ع بر موج ات مختلف ة وارتفعت
معدالت الجرائم ضد المسلمين
5
ط ارق الش امي ص حافي متخص ص في الش ؤون
األميركية والعربية
تش ير دراس ات عديدة إلى أن وس ائل التواص ل
االجتم اعي ال تي ب دأت في االنتش ار عقب أح داث
سبتمبر (أيلول) ع ام 2001بس نوات ع دة ،أس همت
إلى حد بعيد في إضافة مزيد من الزخم على تض خيم
ظاهرة اإلسالموفوبيا التي كانت بالفعل قد ب دأت في
االزدياد في بعض وس ائل اإلعالم األميركي ة والدولي ة
بعد هجمات سبتمبر مباشرة ،فما أب رز مالمح ودالئ ل
مساهمات السوشيال ميديا في هذه الظاهرة،
مفهوم العلمانية
يع د مص طلح العلماني ة من أهم المص طلحات ال تي
أثارت وتث ير العديد من القض ايا واإلش كاالت .ولع ل
أهم قض ية تط رح على العلماني ة ذاته ا ه و إش كالية
تحديد أصل و معنى هذا المفه وم .ه ذا باإلض افة إلى
االلتب اس ال ذي يرتب ط بترجم ة ه ذا المص طلح إلى
العربي ة .حيث نالح ظ أن هن اك ترجم ات مختلف ة و
متناقض ة وذل ك ب اختالف المرجعي ات و المنطلق ات
التي ينطلق منها كل باحث.
تاريخيا ال أحد يستطيع أن يقطع إلى اآلن من أين جاء
مص طلح العلماني ة إلى ق اموس الفك ر الع ربي
المعاصر.فهذا المصطلح في أصله الالتيني وفي أصله
الفرنسي وفي أصله االنجل يزي اليش ير في اش تقاقه
من قريب أو من بعيد إلى العلمانية التي تعني وتشير
ألول وهل ة إلى أخ د ك ل ش يء ب العلم و المنط ق و
6
العقل .وهنا نجد فصال بين مفهومين و هم ا العلماني ة
(بفتح العين) ال تي تع ني في مفهومه ا الض يق فص ل
السلطة الدينية عن السياسية .وثانيا العلمانية(بكس ر
العين) ال تي تع ني الوض عانية أو العلموية
scientismeوال تي ترتب ط بش كل كب ير بالنزع ة
الوضعية خالل القرن التاسع عش ر وال تي تؤك د على
دور العق ل والعلم في المعرف ة بعي دا عن اإلش كال
األخرى كالدين أو الخراف ة .ومن هن ا ك ان رأي بعض
المفكرين العرب المعاصرين استبعاد شعار العلماني ة
sécularismeاللتباسه.واستبداله بمصطلح العقالنية
وهذا رأي محمد عابد الجابري.
أما أصل ظهور هذا المصطلح فيرى كثير من الباحثين
أنه مرتبط بالفكر الع ربي،فه و نتيج ة مخ اض طويل
للمجتمعات الغربية في صراعها مع الكنيسة و تتويجه
ب الثورة الفرنس ية و ب الفكر األن واري ثم الفك ر
الوض عي .فه ذا المص طلح sécularismeج اء من
الكلم ة الالتيني ة seaculumوال تي تع ني العص ر أو
الجيل أو القرن ولكنها أص بحت تع ني في المس يحية
الالتيني ة الع الم ال دنيوي ثم اس تعملت كلم ة
sécularismeفيما بع د في ك ل البل دان المس يحية
البروتس تانتية ال تي ك انت تش كل مقدم ة تاريخي ة
حاسمة للعلمنة.
ه ذا في حين أن البل دان المس يحية الكاثوليكي ة
استعملت مصطلح laicimوهو المصطلح ال ذي ج اء
من الكلم ة الالتيني ة laicusومن الكلم ة اليوناني ة ال
7
يوس Laosوتعني الشعب مقابل كلمة كليروس التي
تعني كل رجال الدين الدين يملك ون س لطة ديني ة،أو
سياسية ،أو مالية.
وعندما انتقلت هذه الكلمة إلى القاموسين الفرنس ي
واالنجل يزي أص بحت كلم ة laïcisme- laïcitéأو
sécularismeتعني العلماني ة ،واس تعملت من قب ل
ال دين ه اجموا الكنيس ة وناص بوها الع داء مقاب ل
ال تزامهم بالج انب العقلي البعي د عن الخراف ة في
تناول قضايا الحياة ،وأصبحت الكلمة فيم ا بع د تع ني
كل ماهو دنيوي .ومن ناحية االستعمال ،فقد اس تعمل
ه ذا المص طلح secularألول م رة م ع توقي ع ص لح
وس تفا لي ا س نة 1648م ال ذي أنهي أت ون الح روب
الدينية في أوروبا وبداية الدول ة القومي ة الحديث ة.أي
الدولة العلمانية بحيث تم علمن ة ممتلك ات الكنيس ة،
بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة
المدني ة .وق د اتس ع المج ال ال داللي للكلم ة خالل
النصف الثاني من القرن 19على يد جون هولي وك (
)1906-1817الذي ع رف العلماني ة بأنه ا :اإليم ان
بإمكانية إصالح حال اإلنسان من خالل الطرق المادية
دون التصدي لقضية اإليمان سواء بالقبول أو الرفض.
وعلى العموم يمكن القول بان مصطلح العلماني ة ق د
دخل إلى الفكر الع ربي المعاص ر في الق رن التاس ع
عشر وكان من رواده في تلك الفترة شبلي ش ميل (
ون ()1922-1874 رح أنط )1917-1850وف
وإسماعيل مظهر ولقد تجلت إس هاماتهم في ترجم ة
8
العديد من الكتب الغربية ،خاصة ترجمة ف رح أنط ون
لكتاب المستشرق الفرنسي ارنس ت رين ان Renan
عن فلسفة ابن رشد ،كذلك ترجمة إس ماعيل مظه ر
لكتاب داروين المشهور
أص ل األن واع وك ان له ذا االنتق اء للترجم ة هدف ه
ومقصده الواض ح .وه ذه الترجم ات ش كلت ش رارة
أشعلت الن ار بين ه ذا الجي ل الجديد من العلم انيين
ورجال المؤسسة
الديني ة ،وقي ام الج دل بين الس لفيين والمح دثين.
العلمانيين ورجال المؤسسة الدينية.
العلمانيةفي الفكرالعربي خالل عصرالنهضة
لعل الس ؤال المح وري الموج ه للفك ر الع ربي خالل
عصر النهضة ،هو السؤال عن أسباب وعوامل تخل ف
المس لمين ،وإن ط رح ه ذا الس ؤال بأش كال وص يغ
متعددة .كما جاءت اإلجابات أيض ا متع ددة ومختلف ة.
وفي هذا اإلطار يمكن أن نميز بين اتجاهين أساسيين
تبلورا خالل القرن التاسع عشر وهما االتجاه الس لفي
المعبر عنه اليوم بأدبيات اإلسالم السياس ي واالتج اه
العلماني الليبرالي.
يجب الب دء أوًال ببي ان حقيق ة التس مية ،وبي ان ص حة
نسبتها إلى العلم ،فهل هي كذلك؟ لقد انخدع الن اس
بتس مية العلماني ة به ذا االس م ،وال يزال أنص ارها
يتبجَّح ون به ا ويتط اولون بتعاليمه ا مغ ترين به ا حيث
وج دت له ا س وقا رائج ة ل دى فئ ات مَّمن قَّلت
معرفتهم أو كانت لهم أهدافًا شريرة ضد الدين لعزله
9
عن قيادة البشر أو التحاكم إلي ه إلحالل تع اليم َعب َدة
األوثان وأصحاب األحقاد محله.
وحين انطلقت هذه التسمية في أوربا كان ُيقَص د به ا
عن دهم حس ب ترجمته ا الص حيحة فص ل ال دين عن
السياس ة ،أو الفص ل الكام ل بين ه وبين الحي اة
االجتماعية ،على أساس أنه ال يجتمع العلم م ع ال دين
بزعمهم ،وق د ك ذبوا في ذل ك وقلب وا الحقيق ة ،ف إن
الدين والعلم حميمان يكمل أحدهما اآلخر ويقويه ،أما
نسبتهم مذهبهم إلى العلم فإن الحقيقة تدل على أن ه
ال عالقة بين العلم وبين هذه الفك رة الض الة ،ب ل إن
تسميتها علماني ة إنم ا ه و بس بب س وء الترجم ة من
معناها الغربي الذي هو االبتعاد عن الدين ،أو من باب
الخ داع والتض ليل إذ ك ان األولى أن تك ون ترجمته ا
وتسميتها أيض ًا هي "الالديني ة" ألن مفهومه ا األص لي
هو هذا وليس نسبة إلى العلم.
وما أقوى التشابه بين تسميتهم العلمانية به ذا االس م
نس بة إلى العلم ،وبين تس ميتهم االش تراكية العلمي ة
بهذا االسم ك ذلك ،كالهم ا تمس ح ب العلم وه و ب ريء
منهما ،وكالهما خداع للناس وتضليل.
وبعض الباحثين ذهب إلى أن "علماني ة" بكس ر العين
وسكون الالم معناها العلم الذي هو ضد الجه ل ،وأم ا
"علمانية" بفتح العين وسكون الالم فمعناها الع الم أو
الدنيا في مقابل اآلخرة ،وت أتي علماني ة أيض ًا بمع نى
دهري وهو تفسير لكلمة "الئيك" الفرنسية وهو تعب ير
10
نش ره اليه ود في فرنس ا فيم ا بين الق رنين الث الث
عشر والتاسع عشر الميالديين
نشأة العلمانية وموقف ُدعاتها من الدين وبيان األدوار
التي مرت بها
وقد ذكر الدكتور العرماني أن العلمانية قد م رت في
تطورها بأدوار هي كما يلي:
الدور األول
وقد كان دور الص راع ال دموي م ع الكنيس ة ،وُس مي
ه ذا ال دور بعص ر التن وير أو بداية عص ر النهض ة
األوربية ،ويعود س ببه إلى ت أثر األورب يين بالمس لمين
ر اختالطهم بهم عن طريق طلب العلم في أث
الجامعات اإلسالمية ،وقد ذاق علماء الغ رب في ه ذا
الدور ألوانا من العذاب على أيدي رجال الكنيسة إث ر
ظه ور االكتش افات العلمي ة هن اك ووق وف رج ال
الكنيسة ضد تلك االكتشافات وجهًا لوجه.
الدور الثاني
ظهور العلمانية الهادئة وتغلب رجالها على المخالفين
من رجال الكنيسة ،وفي ه تم ع زل ال دين عن الدول ة
وانحص رت مف اهيم الكنيس ة في الطق وس الديني ة
فقط بعيدة عن الحياة االجتماعية كلها.
الدور الثالث
وفي ه اكتملت ق وة العلماني ة ورجاله ا ،وح َّل اإللح اد
المادي محل الدين تمامًا
ثم ب رزت الرأس مالية وغيره ا من الرواف د المقوية
لإللحاد العلماني ،فاكتمل تطويق الدين ورجاله واعتبر
11
الدين عدوًا للحضارة ،وصار محل سخرية الجمي ع في
رد فعل عارم يريد أن يكتسح ك ل ش يء أمام ه مم ا
ك ان موج ودا ليفس ح الطريق أم ام الوض ع الجديد
المتمرد على كل األوضاع التي قبله.
أسباب قيام العلمانية
ق امت العلماني ة أول م ا ق امت في أوروب ا وذل ك
ألسباب عديدة منها:
أوًال :الطغيان الكنسي:
فالكنيس ة طغت ،وتج برت ،وأص بحت تف رض على
الناس العقائد الباطلة التي ال تتفق مع نقل وال عق ل،
كعقي دة العش اء الرب اني ،وعقي دة التثليث ،وعقي دة
الخطيئة الموروثة ،والصلب والفداء.
كم ا أنه ا أص بحت تح رم ،وتحل ل ،حس ب م ا يتف ق
وأهواء رجال الدين.
وع ززت الكنيس ة س لطتها الديني ة الطاغي ة بادع اء
حق وق ال يملكه ا إال الل ه مث ل ح ق الغف ران ،وح ق
الحرمان ،وحق التحلة.
ولم ت تردد الكنيس ة في اس تعمال ه ذه الحق وق
واستغاللها ،فحق الغفران أدى إلى المهزلة التاريخي ة
صكوك الغفران السالفة الذكر،وحق الحرمان عقوب ة
معنوية بالغة كانت شبحًا مخيفًا لألفراد والشعوب في
آن واحد؛
ثانيًا :الصراع بين الكنيسة والعلم:
فلقد قام الصراع بين الكنيسة والحقائق العلمية على
أش ده ،فلق د ك انت الكنيس ة هي المص در الوحي د
12
للمعرفة ،فلم ا ظه رت بعض الحق ائق العلمي ة ال تي
تخالف ما تقرره الكنيسة كنظرية كوبرني ق (1543م)
الفلكي ة ،ومن بع ده (جردان و برون و) وغيره ا من
النظريات _ حص ل الص راع بين الكنيس ة وبين العلم،
ومن هن ا اص طدمت حق ائق العلم بزيوف الكنيس ة؛
فقامت الكنيسة ب القبض عليهم ،وتك ذيبهم ،ومحارب ة
أفكارهم.
ومن ثم نش أت الفك رة القائل ة :إن العلم ال ص لة ل ه
بالدين ،وإن الدين يحارب العلم.
ثالثًا :االضطرابات والثورات التي قامت في أوروبا:
ك الثورة الفرنس ية ،وغيره ا ،تع د من أس باب قي ام
العلمانية.
رابع ًا :ش يوع الم ذاهب واألنظم ة االجتماعي ة
والنظريات الهدامة كنظرية التطور وغيرها.
خامسًا :الخواء الروحي عند األوروبيين؛
ذل ك؛ ألن النص رانية المحرف ة ال ت زكي ال روح ،وال
تخلص أتباعها من األسئلة القاتلة داخل النفوس حول
الكون ،واإلله ،والمصير ،وما إلى ذلك.
سادسًا :غياب المنهج الصحيح عن الساحة األوروبية،
وهو اإلسالم.
سابعًا :تقص ير أم ة اإلس الم في أداء رس التها تج اه
البشرية.
ثامنًا :خل و األناجي ل المحرف ة من أي تص ُّور مح دد
لنظام سياسي ،أو اجتماعي ،أو اقتصادي ،أو علمي.
13
تاس عًا :المك ر اليه ودي ال ذي يح رص على إنش اء
المذاهب الهدامة،
أو احتوائه ا؛ رغب ة من اليه ود في إفس اد البش رية
وجعلها حمرًا يمتطونها.
ك ل ه ذه العوام ل جعلت من ال دين رم زًا للتس لط،
والتجبر ،والطغيان ،والجهل والخرافة ،ومحاربة العلم؛
فما الحل إذًا؟
الحل الذي ارتأوه أن الدين حجر عثرة أم ام التط ور،
والمطلوب نبذه وإقصاؤه عن الحياة ،ومن هنا ق امت
العلمانية.
وكان ج ديرًا به ؤالء ال ذين ق اوموا ه ذه الكنيس ة أن
يبحثوا عن المنهج الح ق ال ذي يش جع العلم وال يق ف
ضده ،بل هو دين العلم أال وهو اإلسالم.
صور العلمانية
لعلمانية صورتان ،كل صورة منهما أقبح من األخرى:
الصورة األولى :العلمانية الملحدة :وهي التي تنكر
الدين كلية :وتنكر وجود الله الخالق الب ارئ المص ور،
وال تعترف بشيء من ذلك ،ب ل وتح ارب وتع ادي من
يدعو إلى مجرد اإليمان بوج ود الل ه ،وه ذه العلماني ة
على فجوره ا ووقاحته ا في التبجح بكفره ا ،إال أن
الحكم بكفرها أمر ظاهر ميسور لكافة المسلمين ،فال
ينطلي -بحمد الله -أمرها على المسلمين ،وال ُيقب ل
عليها من المس لمين إال رج ل يريد أن يفـارق دين ه،
(وخطر هذه الصورة من العلماني ة من حيث التل بيس
على ع وام المس لمين خط ر ض عيف) ،وإن ك ان له ا
14
خط ر عظيم من حيث محارب ة ال دين ،ومع اداة
المؤمنين وح ربهم وإيذائهم بالتع ذيب ،أو الس جن أو
القتل.
الص ورة الثاني ة :العلماني ة غ ير الملح دة وهي
علمانية ال تنكر وجود الل ه ،وت ؤمن ب ه إيماًن ا نظرًي ا:
لكنه ا تنك ر ت دخل ال دين في ش ؤون ال دنيا ،وتن ادي
بعزل الدين عن الدنيا( ،وهذه الصورة أشد خطًر ا من
الص ورة الس ابقة) من حيث اإلض الل والتل بيس على
عوام المس لمين ،فع دم إنكاره ا لوج ود الل ه ،وع دم
ظه ور محاربته ا للت دين يغطي على أك ثر ع وام
المسلمين حقيقة هذه الدعوة الكفرية ،فال يتبينون ما
فيه ا من الكف ر لقل ة علمهم ومع رفتهم الص حيحة
بالدين ،ولذلك تجد أك ثر األنظم ة الحاكم ة الي وم في
بالد المس لمين أنظم ة علماني ة ،والك ثرة الك اثرة
والجمه ور األعظم من المس لمين ال يعرف ون حقيق ة
ذلك.
ومث ل ه ذه األنظم ة العلماني ة الي وم ،تح ارب ال دين
حقيقة ،وتحارب الدعاة إلى الله ،وهي آمن ة مطمئن ة
أن يصفها أح د ب الكفر والم روق من ال دين؛ ألنه ا لم
تظهر بالص ورة األولى ،وم ا ذل ك إال لجه ل كث ير من
المس لمين ،نس أل الل ه س بحانه وتع الى أن يعلمن ا
وس ائر المس لمين ،وأن يفق ه األم ة في دينه ا ح تى
تعرف حقيقة هذه األنظمة المعادية للدين.
وله ذا فليس من المس تبعد أو الغ ريب عن د المس لم
الفاهم لدينه أن يج د في كلم ات أو كتاب ات كث ير من
15
العلمانيين المع روفين بعلم انيتهم ذك ر الل ه س بحانه
وتعالى ،أو ذكر رسوله – صلى الل ه علي ه وس لم -أو
ذكر اإلسالم ،وإنما تظهر الغرابة وتب دو الدهش ة عن د
أولئك الذين ال يفهمون حقائق األمور.
والخالصة :أن العلماني ة بص ورتيها الس ابقتين كف ر
بواح الشك فيها وال ارتياب ،وأن من آمن ب أي ص ورة
منها وقبلها فقد خرج من دين اإلس الم والعي اذ بالل ه،
وذلك أن اإلسالم دين شامل كامل ،له في كل ج انب
من ج وانب اإلنس ان الروحي ة ،والسياس ية،
واالقتص ادية ،واألخالقي ة ،واالجتماعي ة ،منهج واض ح
وكامل ،وال يقبل وال ُيجيز أن يشاركه في ه منهج آخ ر،
قال الله تعالى مبيًنا وج وب ال دخول في ك ل من اهج
اإلسالم وتشريعاته َ :ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذيَن آَمُن وْا اْدُخ ُل وْا ِفي
الِّس ْلِم َكآَّفًة[ البق رة ]208 :وق ال تع الى مبيًن ا كف ر
من أخ ذ بعًض ا من من اهج اإلس الم ،ورفض البعض
اآلخرَ ،أَفُتْؤِمُنوَن ِبَبْعِض اْلِكَت اِب َوَتْكُف ُر وَن ِبَبْعٍض َفَم ا
َجَز اء َمن َيْفَعُل َذِلَك ِمنُكْم ِإَّال ِخ ْز ٌي ِفي اْلَحَي اِة ال ُّدْنَيا
َوَيْوَم اْلِقَياَمِة ُيَر ُّدوَن إلى َأَش ِّد اْلَعَذاِب .
العولمة
تعريف العولمة
العولم ة لف ظ م أخوذ من (ع اَلم) ،وكم ا أن الن اس
اختلفوا فيها ما بين مندد ومسدد ،فقد اختلف وا ك ذلك
في تعريفها ،ولكن يكاد يتف ق الجمي ع على ح د أدنى،
وهو اصطباغ عالم األرض بصبغة واحدة شاملة لجميع
من يعيش في ه ،وتوحي د أنش طتهم االقتص ادية
16
واالجتماعية والفكرية من غير اعتب ار الختالف األديان
والثقاف ات ،والجنس يات واألعراقفمهم ا تع ّددت
الس ياقات ال تي ت رد فيه ا (العولم ة) ،ف إن المفه وم
الذي يعّبر عنه الجمي ع ،في اللغ ات الحّي ة كاف ة ،ه و
اِالتجاه نحو الس يطرة على الع الم وجعل ه في نس ق
واحد .ومن هنا جاء قرار مجمع اللغة العربية بالقاهرة
بإجازة استعمال العولمة بمعنى جعل الشيء عالميًا.
وك ل ه ذا ال يخ رج عن اعتب ار العولم ة -في داللته ا
اللغوية أوًال -هي جعل الشيء عالميًا ،بم ا يع ني ذل ك
من جع ل الع الم كِّل ه وكأن ه في منظوم ة واح دة
متكامل ة .وه ذا ه و المع نى ال ذي ح ّدده المفك رون
باللغ ات األوروبي ة للعولم ة Globalizationفي
اإلنجليزية واأللماني ة ،وع بروا عن ذل ك بالفرنس ية
بمص طلح ،Mondialisationووض عت كلم ة
(العولمة) في اللغة العربية مقابًال ح ديثًا للدالل ة على
هذا المفهوم الجديد.
وسواء كانت "العولمة" تعني الكوكب ة أو"الكوني ة" أو
"س يادة النم وذج الرأس مالي" وهيمنت ه على الع الم،
فإن النظام العالمي الجديد الذي بدأ يسود في العالم
مع بداية العقد األخير من الق رن العش رين ق د أف رز
العديد من النظريات والمص طلحات ,منه ا :نظرية:
"نهاية الت اريخ" ال تي تبناه ا المفك ر الياب اني األص ل:
فوكويام ا ,وال ذي اعت بر نهاية الش يوعية وس قوط
االتحاد الس وفيتي نهاية الت اريخ بانتص ار الرأس مالية
ونظرية "صراع الحضارات" ألستاذ العل وم السياس ية
17
األمريكي صامويل هانتجتون ,الذي اعتبر نهاية الحرب
الب اردة ,وانتص ار المعس كر الغ ربي على المعس كر
الش رقي بداية لص راع طويل وممت د بين الغ رب
النص راني وحض ارته الغربي ة ,والش رق المس لم
وحض ارته اإلس المية ,وأيض ا ب روز بعض األفك ار
والنظريات األخ رى مث ل" :م ا بع د الحداث ة" وغيره ا
حتى الوصول إلى مصطلح "العولمة".
نشأة العلمانية وقواها في تركيا
تسربت األفكار العلمانية إلى تركيا منذ القرن الث امن
عشر أيام الدولة العثمانية عن طريق الطالب األتراك
الذين كانوا يدرسون في الغرب خاص ة أولئ ك ال ذين
كانوا يدرسون في فرنسا ،وبع د تأس يس الجمهورية
تكرس ت العلماني ة على ش كل إج راءات منهجي ة
وق وانين ص ارمة وأص بح للتي ار العلم اني مؤسس ات
تدافع عنه بشكل بلغ حد العنف في بعض األحيان.
بدأت حركة التغريب في عهد السلطان محمود الثاني
الذي تولى الحكم في الق رن الث امن عش ر الميالدي،
حيث ق ام بإنش اء جيش جديد على غ رار الجي وش
األوروبية ،واستبدل بالقوانين اإلدارية ق وانين جديدة
على غرار القوانين األوروبية ،كما أصدر قوانين تتعلق
باللب اس وأج بر الم وظفين والعس كريين على لبس
الطربوش وحل ق اللحي ة ،وق د القت ه ذه التغي يرات
معارض ة قوية من قب ل الش عب حيث أطل ق على
السلطان لقب (السلطان الكافر
18
وفي مراحل تالي ة خالل الق رن التاس ع عش ر ج رت
مح اوالت أخ رى لمحاك اة الغ رب فيم ا ع رف بعه د
التنظيمات الذي لقي دعما كب يرا من طبق ة الش باب
المثقفين ،وفي الع ام 1860ت بين أن التنظيم ات
ليست كافية لجعل الدولة العثمانية دولة متقدم ة في
مصاف الدول األوروبية وكان ال ب د من القي ام بث ورة
جديدة من أجل تحقيق ذالك.
وق د ق اد المعارض ة للنظ ام السياس ي ن امق كم ال
وضياء كوك ألب باش ،كما أن الش باب ال ذين ت أثروا
بالثقاف ة الفرنس ية أثن اء وج ودهم في فرنس ا لطلب
العلم ش كلوا جمعي ة الش باب العثم اني ع ام 1865
وقاموا بإع داد دس تور جديد وط البوا بفتح البرلم ان
وإعطاء الس يادة في الحكم للش عب ،ونتيج ة لعملهم
الس ري والمعلن في الخ ارج وال داخل اس تطاعوا
الوصول لبن اء أرض ية للنظ ام البرلم اني والسياس ي
الجديد ال ذي ش كل القاع دة للنظ ام العلم اني في
البالد.
وإذا كان ما سبق يمث ل اإلرهاص ات األولى للعلماني ة
في إمبراطورية إسالمية ف إن ت ولي مص طفى كم ال
الحكم بع د ح رب التحرير وض ع للعلماني ة قواع د
وأسسا ظلت راسخة حتى اآلن بشكل أو بآخر.
مفهوم صراع الحضارات
ص راع الحض ارات أو ص دام الحض ارات ،ه و مفه وم
اشتهر للمفكر السياسي األمريكّي صامويل هنتنجتون
بنظرية صراع الحضارات ،التي تقول ب أّن الص راعات
19
فيما بعد الحرب الباردة لن تكون بين ال دول القومّي ة
باختالفاته ا السياس ية واالقتص ادية كم ا في الح ربين
الع المّيتين ،وال بين األيديولوجيات كم ا في الح رب
الباردة ،بل س تكون االختالف ات الثقافي ة والحض ارية
هي المحرك الّر ئيس للنزاعات بين البشر في السنين
القادمة ،ففي عام 1993أثاَر هنتغتون جداًل كبيًر ا في
أوساط ُمنّظري السياسة الدولّية بكتابته مقال ًة َط َر ح
فيها مفهوم صراع الحضارات في مجلة فورين آفيرز،
وهي ك انت رًدا مباش ًر ا على أطروح ة تلمي ِذه
فرانسيس فوكوياما الموسومة بعنوان" :نهاية التاريخ
واإلنسان األخير" ،حيث تحّدَث حول نهاية التاريخ وأّنه
وبنهاية الحرب الباردة ستكون الديمقراطية الليبرالي ة
الش كل الغ الب على األنظم ة ح ول الع الم ،لكّن
هنتغتون من جانبه َعّدها نظرًة غير واقعّية.
ثّمتوّس عهنتغتونفيمفهومصراعالحض اراتوأّلفكتاًبابعنوان
كياللنظامالعالمي" "صراعالحضاراتوإعادةتش
جادلفيهأّنهوخالاللحربالب اردة،كانالنزاعأيديولوجًيابينالرأ
سماليةوالشيوعية،ولكّنالنزاعالقادمسيتخذشكًالمختلًفا
اراتمحتملةوهي: ويكونبينحض
الحضارةالغربية،الحضارةالالتينية،الحض ارةاليابانية،الح
ضارةالصينية،الحض ارةالهندية،الحضارةاإلس المية،الح
ضارةاألرثوذكسية،الحضارةاإلفريقية،الحض ارةالبوذية،
هذاويعتِبرالبعضأنمفهومصراعالحضاراتجاءفيمقابلمفهو
محوارالحضارات،وعلىالّر غممنكونهذاممكًنامنزاويةنظٍر
20
ما،إالأّنهمنالمهممالحظةأنهنتنجتونلميركزحولماإذاكانهنا
كصراعأمحوار،إّنماعلىبينمنسيكونالصراعالمقبل
الحربالباردة
اردة رب الب الح
هومصطلحمهّمفيمفهومصراعالحض اراتُ،يستخدملوص
فحالةالصراعوالتوتروالّتنافسالتيكانتتوجدبينالوالياتالمت
حدةودوالالتحادالسوفيتي،وحلفائهممنفترةمنتصفاألربع
ينياتحتىأوائاللتسعينيات،وخاللهذهالفترة،ظهرتالنديةبينا
لقّوتينالعظميينمنخالاللتحالفاتالعسكريةوالدعايةاإلعالم
دا" ية "البروباغان
وتطويراألسلحةوالتقدمالصناعيوتطويرالتكنولوجياوالت
ائي. سابقالفض
وقدانخرطتالقوتانفياإلنفاقالضخمعلىالدفاعوالترساناتال
نوويةوالحروبغيرالمباشرةباستخداموكالء،وعلىالرغممن
أنالوالياتالمتحدةواالتحادالسوفيتيكانتاحليفتينفيصراعقو
ميضدقواتالمحورفيالحربالعالميةالثانية،إاّل أّنالقوتيناختلف
تافيكيفيةإدارةمابعدالحربوإعادةبناءالعالمونشأبينهماص
راعأيديولوجّي ،وخالاللسنواتالتالية،انتش رتالحربالباردة
خارجأوروّباإلىكّلمكانفيالعالم
تدافعالحضاراتفيالمفهوماإلسالمي
إّنالمفهومالذيُيشابهمفهومصراعالحضاراتفيالقرآنهوالّتد
افعوالّتالقح،حيثتكملبعضالحضاراتبعًضاوَتَتعاَقبوَتَتواصُل ،
فهيُخالصةالفكرالبشرّيواإلبداعاإلنسانّي ،وحركةالتاريخه
يفيالمفهوماإلسالميس نةالَّلهفيالكون،فالصراعبينالحضا
راتليسوارًدابمايشبهالمفهومالغربي،ألندوراتالتاريختَّطِر
21
دوفقالمشيئةاإللهية،وألنالتاريخهومنصنعالله،واإلنسانيؤ
ثرفيمسارالتاريخويصوغهويبدعفيههومنأكرمخلقالَّله
والتدافعالحضارّيمفهومقرآنّيجامعللمعانيوالدالالتحولتفا
الى: اراتمًعا،يقواللَّلهتع عاللحض
دتاألرض} {ولوالدفعااللهالناسبعضهمببعضلفس
ول: رة،]251:ويق [البق
{ولوالدفعالَّلهالناسبعضهمببعضلهدمتصوامعوبيعوصلوات
مالَّلهكثيًر ا}[ ومساجديذكرفيهااس
،]٥كمايأمرالَّلهعبادهبالدفعبالتيهيأحس نماأمكنذلك،ففيق
الى: ولهتع
{ادفعبالتيهيأحسنفإذاالذيبينكوبينهعداوةكأنهوليحميم}[
،]٦ودفعالَّلهالناسبعضهمببعضاليلغيكألشكااللصراعبالض
رورة،إالأنهاليشماللصراعالمؤديلفس اداألرض،فهذاالتدا
فعباألساسهولمنعفساداألرض،ويش ماللحواروالتنافس،
وحتىالجهادالمشروعضدالحضاراتالطاغية
عوامل صراع الحضارات
من العوامل المؤثرة في نظرية صراع الحضارات م ا
يلي
الثقاف ة:يعت بر الص دام بين الثقاف ات الرك يزة
األساسية التي تقوم عليها نظرية ص راع الحض ارات؛
حيث تتحد الثقافة والهوية الثقافية لتشكيل أنماط هذا
الص راع ،وتنفص الن عن المجتمع ات العالمي ة بع د
الحرب الباردة ،وبالتزامن م ع نهاية الح رب الب اردة،
توقفت الدول عن تعريف نفسها باأليديولوجيات ال تي
انح ازت له ا ،ولم تتمكن من الع ودة لمكانته ا في
22
النظام الدولي كدوٍل شيوعية أو رأسمالية ،وأص بحت
تركز بدًال من ذلك على هويتها الثقافية.
السياس ة العالمي ة :أص بحت السياس ة العالمي ة
الي وم متع ددة األقط اب والحض ارات؛ أي أّن الع الم
يضم قوًى وحضارات كبرى مختلفة تتفاعل مع بعض ها
البعض على الس احة الدولي ة ،ويش هد الع الم عملي ة
العصرنة أو التحديث ( ،)Modernizationالتي تتم يز
بتأثيرها الواسع ومرافقة التغيير لها ،لكن هذه العملية
ال تؤدي بالضرورة إلى التغ ريب ()Westernization
أو عولم ة الحض ارات؛ فال دول ال تي تص بح حديث ة
بس بب ازده ار الص ناعات ال تتب نى القيم والمب ادئ
الغربي ة تلقائًي ا ،أو تن دمج م ع بعض ها البعض لتش كل
ثقافة واحدة.
القوة االقتص ادية والديموغرافي ة :حس ب م ا
تنص علي ه نظرية ص راع الحض ارات ،يؤدي التف وق
االقتص ادي وال ديموغرافي (المرتب ط بع دد الس كان)
ال ذي تتم يز ب ه الحض ارة اآلس يوية واإلس المية إلى
تحول في موازين القوى لصالحهما بعد أن تك ون في
صالح الدول الغربية.
االختالف بين الحض ارات:تتمح ور السياس ات
الدولية ح ول اختالف الحض ارات؛ حيث تنتمي ال دول
األك ثر ت أثيًر ا على الش ؤون العالمي ة إلى حض اراٍت
مختلفة .يتكون الهيكل الع ام للحض ارات من خمس ة
أش كال لل دول ،هي( :أوًال) ال دول األساس ية تك ون
األكثر قوة ونفوًذا ،و(ثانًيا) الدول األعضاء ال تي تنح از
23
لحض ارة معين ة ،و(ثالًث ا) ال دول المنعزل ة ثقافًي ا،
و(رابًعا) الدول المقسمة التي تضم أكثر من مجموعة
ثقافية مؤثرة ،و(خامًس ا) الدول المنشقة التي نش أت
في حضارة معينة ولكنها تح اول التح ول إلى حض ارة
أخرى.
الرغبة في السيطرة على العالم :ت ؤدي رغب ة
الحضارة الغربية بالسيطرة على العالم بها إلى صراٍع
م ع دول أخ رى؛ حيث تص بح ه ذه ال دول أق ل تقبًال
للهيمنة الغربية مع اكتسابها مزيًدا من الق وة والثق ة
الثقافية ،مما سيؤدي بالغرب ألن يصبح أكثر اس تيعاًبا
للقضايا األساسية التي تش كل ج وهر الص راع معه ا،
مثل حقوق اإلنسان والهجرة.
نظرية صراع الحضارات
من أبرز جوانب هذه النظرية:
الحضارات العالمية
ُيفند هنتنغتون في نظريتِه النماذج السابقة للحضارات
بس بب فش لها في تفس ير والتنب ؤ بحقيق ة النظ ام
السياس ي الع المي ،ويق ترح نموذج ًا جديدًا لفهم
النظام الس ائد في أعق اب الح رب الب اردة ،وُيقس م
العالم بناًء على هذا إلى ثماني حضارات ،هي:
الحض ارة الص ينية :الثقاف ة المش تركة للص ين
والمجتمعات الصينية في جنوب ش رق آس يا ،بم ا في
ذلك كوريا وفيتنام.
الحض ارة الياباني ة :تختل ف الثقاف ة الياباني ة عن
باقي الثقافات األخرى في دول آسيا.
24
الحضارة الهندوسية :تعتبر جوهر الثقافة الس ائدة
في الهند.
الحض ارة اإلس المية :نش أت في ش به الجزيرة
العربي ة ،وهي منتش رة في ش مال أفريقي ا وش به
الجزيرة اإليبيرية ووس ط آس يا ،وتنتمي قومي ات
العرب واألتراك والفرس والماليو إليها.
الحضارة األرثوذكسية :تتمرك ز في روس يا ،وهي
منفصلة عن العالم المسيحي في الغرب.
الحض ارة الغربي ة :تتمرك ز في ك ٍل من أوروب ا
وأمريكا الشمالية.
الحضارة الالتيني ة :تش مل دول أمريك ا الوس طى
والجنوبية ،وغالبية هذه الدول كاثوليكية.
الحض ارة األفريقي ة :تفتق ر ق ارة أفريقي ا إلى
اإلحساس بالهوية األفريقية ،لكن هنتنغتون يدعي أّنه ا
تتطور بشكٍل متزايد بين األفارقة.
تغير الموازين بين الحضارات
يتنبأ هنتنجتون في نظريتِه أّن ق وة ونف وذ الغ رب في
طريقهم ا للتالش ي ،وفي نفس ال وقت ،توج د آراء
متفاوتة بخصوص قضية س يطرة الغ رب على الق وة؛
حيث ترى أطراٌف أّن الغ رب يحتك ر البحث والتط ور
التكنول وجي والتف وق العس كري واالس تهالك
االقتصادي ،على عكس أط راٍف أخ رى ت رى أّن ق وة
وتأثير الغرب يتجه ان إلى ال تراجع ،ويتب نى هنتنغت ون
الرأي الثاني ،ويصف ثالث خصائص يتميز بها االنح دار
في الغرب ،وهي:
25
إّن ال تراجع الح الي ال ذي يتع رض ل ه الغ رب بطيء
ج ًدا ،وال يمث ل تهديًدا مباش ًر ا على الق وى العالمي ة
اليوم.
ال يحدث انحدار الق وة بش كٍل مس تقيم وث ابت؛ فق د
يتعرض لالنعكاس ،أو التسارع ،أو التوقف المؤقت.
تتحكم سلوكيات وقرارات أصحاب القرار بقوة الدول
وتؤثر عليها.
كيف تحولت تركيا من العثمانية إلى العلمانية؟
َضَّج تعليِكمآِذٌنوَمناِبٌر ..وبكتعليِكممالٌكوَنواٍح
بكيعليِكبمدمَألِعسحاِح الِهنُدواِلهٌةوِمصُر حزينٌةَ ..ت
والَّش ا سَأُلوالِعراُقوفار َ ..أ
ٍح ما َة الف ِخ ال ِض ر حىمنا ٌس َم ُمَت
أفتىُخزعَبلًةَوقاَلَضاللًة ..وأتىبكفٍرفيالِبالِدَبواح
هذهبعضمنأبياتقصيدةأميرالشعراءأحمدشوقيفيرثاءالخ
الفةالعثمانيةبعدإلغائهامنقبلمصطفىكمالفيالثالثمنأذارع
كياللنظامالجمهوريوتبنيهالعلمانية. ام ،1924وتش
ةالوزراءعام تولىأردوغانرئاس
اعام ،2003وتمانتخابهرئيس
،2014ولكناختلفتفترةأردوغانعمنقبلهبالمناداةبالعلماني
ة
العلمانية
هينظامقائمعلىفصاللدينعنالدولة،وتشكإلحدىأسسالمبدأ
الرأسماليالذيلمينكروجودالخالقولكنتركموضوعالنقاش
فيامكانيةوجودالخالقأوعدمه،وأقرعلىالفصاللكليللدينعن
واءاعتنقاألفرادأيدينأولميعتنقواأيدين. الحياةس
ومنهذاالتعريفيمكنتطبيقالعلمانيةمنقبألنظمةاشتراكيةأن
26
كرتوجودالخالقوبالتاليأنكرتالدينكلياعنمعتركالحياةوبالتا
ليتكونعلمانيةمتشددةلإلنكارالكليللخالقوللدين.
ويمكنتقسيمفتراتالحكمالعلمانيفيتركياإلى
أوال :حقبةالعلمانيةالمتشددة :2003-1924
ةعام 1924 كانأولتطبيقللعلماني
منقبلمصطفىكمال،واستمرعلىنهجهمنخلفهمنرؤساءحتى
رأردوغان. بدأيهعص
كانمنإحدىالمعاهداتالتيوقعهامصطفىكمالمعالدوالألوروب
يةقبيالإلعالنالرسميإللغاءالخالفةهوتوقيعمعاهدهلوزانعا
م ،1923التيتنصعلى:
.1قطعكلصلةلتركياباإلسالم.
.2إلغاءالخالفةاإلسالميةإلغاءتاما.
.3إخراجالخليفةوأنصارالخالفةواإلسالممنالبالدومصاد
رةأموااللخليفة.
.4اتخاذدستورمدنيبدالمندستورتركياالقديم.
فاستبعدتعلمانيةمصطفىكماالإلسالمكلياعنمعتركالحياة
،ولمتكتفيبذلكبلقاومتوهاجمتاإلسالموالمسلمينفقامبإغ
القالمساجد،منعالتدريسباللغةالعربية،ومنعالحجاب،وإل
لة. غاءوزارةاألوقافومنعأيمظهريمتلإلسالمبص
فتمإنكارالدينعنمعتركالحياةكماأنهلولميكندين.
ثانيا :حقبةالعلمانيةالمحايدةمنذعام :2003
تشكلهذهالصورةمنالعلمانيةالتييناديبهاأردوغانشكالأخر
منأشكااللعلمانية،فيناديبهابكلخطاباتهمنذتعيينهرئيس الل
وزراء،إالوهيالعلمانيةالمحايدةحيثتنظرإلىالدينعلىأنهأحدا
لحرياتالتييتمتعبهااإلنس ان،وترىهذهالعلمانيةأنهمنحقاإلن
27
سانأناليعتنقأيدينأويعتنقأيدين،فيتركالناسأحرارافياختيار
الدين،ولكنالشأنلذلكالدينفيالدولة،أييكونذلكعلىنهجاألنظ
مةالتيتتبنىالعلمانيةفيالعصورالحاليةكماهوموجودفيدوأل
وروباأوأمريكا،حيثأنحريةالتدينومظاهرهاالشخصيةهيمن
مالية. أحدماتقدسهاألنظمةالرأس
فقامأردوغانبالسماحبلبسالحجاب،دعمبناءالمساجد،وأن
فيهذهالعلمانيةلخطرأكبرمنعلمانيةمصطفىكمال،حيثأنع
لمانيةمصطفىكماليدركخطرهاكلمسلمألنهامعاديةعلنيا
لكلمظاهراتالدين،أماعلمانيةأردوغانفقديفتنبهاالمسلمل
مالهامنمظاهرإسالميهعلىالفردبسببحريةالتدين.
االستعمار وتأثيره
االستعمار هو سيطرة دول القوية على أخرى ض عيفة
الستغالل ونهب جميع مواردها وثرواتها الطبيعية ،من ذ
بداية القرن الس ادس عش ر ب دأ الفك ر االس تعماري
يظهر على السطح األوروبي ،وتحديًدا بع د طم ع دول
أوروب ا في الس يطرة على دول إفريقي ا وأمريك ا
الالتينية وأس تراليا وأس يويا ،وك ان االس تعمار أوج ده
االنفت اح األوروبي على دول الع الم الخ ارجي به دف
االستيطان ،وحيث توسع الفكر االستعماري مع ظهور
الث ورة الص ناعية في أوروب ا وظه ور ن وع جديد من
االس تعمار والمتمث ل بتص ريف المنتج ات األوروبي ة
باألسواق الخارجية وأيًض ا البحث عن الموارد الطبيعية
لتنمية الصناعات ،وقامت ال دول األوروبي ة باس تعمار
الكث ير من البالد العربي ة خاّص ة ال دول ال تي تحت وي
على البترول والغاز الطبيعي.
28
أهدافه
يوجد الكثير من األهداف الخاصة بـ االس تعمار وال تي
وضعت من قبل الدول المستعمرة منها ما ه و ظ اهر
للجميع ومنها م ا ه و خفي ال يعلم ه س وى تل ك البالد
التي تقوم باستعمار البالد الضعيفة ومن بين األه داف
الخاصة باالستعمار ما يلي،
أهداف سياسية
وهنا تهدف تلك ال دول إلى زيادة نفوذه ا في الكث ير
من ال دول على مس توى الع الم ونج د ه ذا المث ل
واض حا في الواليات المتح دة األمريكي ة وم ا فعلت ه
بريطانيا في السابق ودول األتحاد السوفيتي،
اهداف االقتصادية
والتي تتمثل في حاجة تلك ال دول القوية إلى الم واد
الطبيعية ال تي توج د في ال دول الض عيفة وال تي من
بينه ا خ ام الب ترول وال ثروات المعدني ة وغيره ا من
الثروات التي ميز بها الله ع ز وج ل بعض ال دول عن
غيره ا في األرض ،كم ا أن الكث ير من تل ك ال دول
الضعيفة تمتل ك أيدي عامل ة كث يرة تس خرها ال دول
القوية للعمل لصالحها بدون مقابل يذكر.
أهداف ثقافية ودينية
وال ذي يع د من أخط ر األه داف الخاص ة باالس تعمار
حيث يتم تدمير البنية التحتية للكث ير من ال دول ال تي
تتمسك بالمبادئ والقيم ،كما تسيطر تلك الدول على
ثقافة الشعوب من خالل محو اللغة األم وجع ل اللغ ة
الخاصة بالبالد القوية هي اللغة الرس مية لهم ،وهن اك
29
استعمار يعزى لحب االستكشاف قد يدفع الكث ير من
الدول الكبيرة حب االستكشاف والتعرف على طبيعة
ال دول الض عيفة إلى اس تعمارها عمال على تعزيز
اإلنجازات الخاص ة بهم على المس توى الع المي وب ه
نوع من بسط وزيادة النفوذ
أهداف عسكرية
وهناك أهداف يتصل بالحصول على القوة العسكرية
الكبرى فالكثير من الدول الكبيرة قد سعوا إلى وض ع
المزيد من المس تعمرات لهم في ك ل البالد به دف
إبراز مدى قوتهم العسكرية ووضع قواعد لهم في كل
مكان حتى تظهر قوتهم.
أنواع االستعمار
االستعمار االستيطاني:
أي أن تقوم الدول المستعِمرة بتش جيع رعاياه ا على
الهج رة إلى الدول ة الم راد نهب خيراته ا وموارده ا
وسلب حرياتها واحتالل مجموع ة من األراض ي ،حيث
تبدأ تلك المجموع ة في التك اثر والتمل ك واالس تثمار
في هذه األراضي ،حتى أن األمر يصل لقت ل الس كان
األصليين أو تشريدهم خ ارج بل دهم مثلم ا ح دث في
جنوب أفريقيا وفلسطين.
االستعمار العسكري:
وه و أن قي ام جيش أو دول ة ذات ق وة و س لطة
بالس يطرة فج أة ب دون مق دمات على احتالل دول ة
ضعيفة ال تملك سالح ق وي وش عبها ض عيف وال يق در
ال دفاع عن بل ده ،والب دء في س رقة كاف ة ال ثروات
30
والموارد الموجودة فيها ،مثل :احتالل فرنس ا لت ونس
والجزائر.
استعمار الحماية:
ه و س يطرة المس تعِمر على دول ة أخ رى من خالل
إجبار حاكمها على توقيع معاهدة لحمايتها ،حيث يزعم
المحتل أن الهدف منها هو لتحقيق الحماية للش عوب
المس تعَمرة ب داخل أراض يهم ،دون أن تطلب منهم
الحماية ،وتبدأ بموجب هذه المعاهدة السيطرة خطوة
بخط وة على البالد بأكمله ا ،مث ل :األم ور السياس ية
والمالي ة واألس لحة العس كرية ،كم ق امت بريطاني ا
عن دما بحكم الخليج الع ربي أوائ ل الق رن التاس ع
العشر.
االنتداب:
وهو قيام الدولة المس تعِمِرة بأخ ذ ج زًءا من ث روات
البالد التي تستعمرها بحجة الحفاظ عليها واس تثمارها
وازدهارها ،حيث تقوم مع مرور األيام بالّس طو عليه ا.
استعمار الوصاية :وهو النظ ام ب ديل لنظ ام االنت داب
والذي ال يختلف عن ه كث يًر ا ،حيث تق وم فيه ا الدول ة
المس تعِمرة بالس يطرة عليه ا والتحكم به ا وجعله ا
أرض من أراضيها ،وهذا النظام هو وظيفة هيئ ة األمم
المتحدة ،حيث تقوم بوضع ممتلكات الدولة المهزومة
في الحروب بيد األمم المتح دة ،حيث ُتع ّد المس يطر
األول على هذه الممتلكات ،كما قامت بوضع الوص ايا
على الصومال وليبيا.
أثار االستعمار
31
األثر االقتصادي:
يريد المس تعمر بن اء االقتص اد الق وي من خالل
الصناعات الحديثة والمتطورة ،وه و ب ذلك يحت اج إلى
المواد الخام إلمداد المصانع عالوة على السوق ال ذي
يص رف في ه المنتج ات ،وال تي تش مل الص ناعات
الخفيفة والثقيلة للتصدير للعالم ،ومن أج ل الحص ول
على المكس ب االقتص ادي يعتم د المس تعمر على
الجيش القوي الذي يمكن ه من ف رض س يطرته على
البالد الضعيفة ،وبدأت ال دول المس تعمرة في ف رض
الض رائب والجم ارك على ط رق التج ارة الخاص ة
بالدول التي احتلوه ا ،وه و م ا س هل الفك ر التج اري
والتسويقي وزاد من الموارد المالية للمستعمر.
األثر االجتماعي:
وه و للس يطرة على ال دول الض عيفة يص طحب
المس تعمر الجيش الق وي وتق وم المع ارك الغ ير
متكافئ ة ،وه و األم ر ال ذي خل ف الع دد الكب ير من
القتلى والعدد األكبر من المصابين وأصحاب األمراض
الجس دية والنفس ية ،وه و األم ر ال ذي يتض ح جلي ًا
بالدولة الجزائرية فيقول المستعمر الفرنسي أن عدد
القتلى وص ل لنح و 300أل ف قتي ل بينم ا يق ول
الجزائريون أن العدد تعدى الملي ون والنص ف ،وه ذه
حالة واحدة عبارة عن كارثة بشرية ،وال يقتصر القت ل
بالمع ارك ولكن هن اك االغتي ال السياس ي لك ل فك ر
يريد االنفصال عن هذا المستعمر ،عالوة على الم وت
بسبب الفق ر والتع رض للمجاع ات واألم راض وه ذا
32
األمر تسبب فيه الطم ع في الم وارد فأص بحت البالد
خالية من الخيرات.
األثرالسياسي:
بعدالحربالعالميةالثانيةبدأتالدوالألوربيةفياالنسحابمنبع
ضالمستعمرات،نظرًاللخسائرالكبرىالتيتعرضوالهاأثناءا
لحربالعالمية،وجاءاالنسحابالسريعفرسمالحدودالغيرمب
ررةوالغيرمنطقيةبينالبالدوالتيسببتالعديدمنالخالفاتبينها
حتىيومناهذا،فمثًالالخالفبينالهندوباكستانعلىإقليمكشمير
والذييزيداألمرخطورةامتالككلمنالدولتينالسالحالنووي.
االستعمارالثقافيوالفكري
لالستعمارالفكريصورعديدةيمارسالمستعمرمنهاماينا
سبظروفحكمهويبسطنفوذهفيعملعلىنشرهاوتثبيتهاوجع
لهاعقيدةيحرممخالفتهاونذكرهنابعضًامنهذهالصور :
ألوهيةالحاكم:
تعتبرأخطرفكرةناقشهاالقرآنالكريمهياّدعاءالحاكمألوهي
تهوربوبيته،وأنههوالذييدّبرشؤونالناس ويرعاهم،وتأتيخط
ورةهذهالفكرةمنأثرهاالناتجفيواقعالناسحيثتصبحشرعًا
،يمارسالحاكمجبروتهوطغيانه،ويقفالناسأمامهأذالءصاغ
عينلكألوامره؛ رينخاض
ولهذاناقشتاآلياتالقرآنيةهذاالموضوعبشكلمستفيضواض
عةفرعونمثاًالللحكامواألنظمةالظالمةالتيالتريدأنتعلوكل
مةعلىكلمتها،وتريدأنتكوناآلمرالناهي،وتعتبركلمقاوملها
اهض؛ ومن
خارجًاعنالنظاموالقانونيستحقالعقابوكألصنافالعذاب،وأ
حسبأنصورةدواللنظامالعالمياليومالتقلشبهًاعنصورةفر
33
عونعندماقسمتالعالمأحزابًاوشيعًا،وخلقتالصراعاتوالحر
وبفيمابينها،وتخالكلخيروثروةفيالعالمماهوإاللها
الحريةبيداالستعمار:
نالحظأثناءالحروبالتيتشنهاالدواللحاكمةللعالمأوالحكامع
لىمناهضيالظلمالعمالإلعالميالمكثفعلىتزييفالواقعوقلبال
حقائقومحاولةإقناعالرأيالعامبأنالحربالتييخوضونهاهيمنأ
جاللدولةالمعتدىعليهاومنأجلتحريرهاوأنقضيتهمعادلةونبي
لةوأنهميس عوندائمًاإلنقاذالعالممنخطريهدده،معتبرينكل
مناهضلظلمهموحاماللفكرةالتيتبّينزيفادعائهمعدوًايريدد
مارالش عوبوانحطاطهاوأنهكهنوتيريدتخلفاألممورجعيتها
،ويمارسونكألنواعالظلمإلزاحةحامليالوعيعنطريقهمفإن
كانواأفرادااتجهواإلىاالغتياالتوإنكانتجماعاتأدخلوهافيحر
وبوصراعاتداخليةوخارجية،وألهوهاعنعملهافيبناءاألفكار
ونشرالوعيوالحقائق.
إعادةتشكياللمنظومةالثقافية:
ومنأخطروسائاللمستعمرينقديمًاوحديثًاهوإعادةتشكيالل
منظومةالثقافيةمنخاللوسائلكثيرةومنهذهالوسائل
اللغة :هي إح دى األس س الفكرية والروحي ة وأهم
الرواب ط التاريخي ة واألدبي ة ال تي لج أ المس تعمرون
قديمًا والدول المهيمنة حاض رًا إلى نش ر ثقافته ا من
خالل نشر لغتها على الدول الم راد الس يطرة عليه ا،
بحيث تص بح ه ذه اللغ ة في مقرراته ا الدراس ية
وتس تعمل في وس ائل االتص ال واإلعالم والتخ اطب
اليوم ،وتفتح مئات المعاه د لتدريس ها وإعط اء المنح
المجانية للمتفوقين فيها.
34
وعند إلقاء نظرة على الخريطة اللغوية للع الم ،تج د
أن لغ ة المس تعمر تص بح هي اللغ ة الرئيس ة في
البلدان المستعمرة وتحل مكان اللغة األم لها؛ فأغلب
المستعمرات األسبانية في أمريك ا الالتيني ة تس تخدم
اللغ ة األس بانية لغ ة رس مية ،وتع د اإلنجليزية اللغ ة
الرس مية لع دد من المس تعمرات البريطاني ة كالهن د
ونيجيريا وجن وب أفريقي ا ،كم ا تع د اللغ ة الفرنس ية
اللغة الرسمية في المستعمرات الفرنسية مثل تش اد
ومالي والسنغال ،وتعد اللغة البرتغالية لغ ة موزم بيق
الرسمية بوصفها مستعمرة برتغالية سابقة ،كما تج د
أن اللغة الثانية في ع دد من ال دول المس تعمرة هي
لغة المستعمر؛ كم ا ه و ح ال اإلنجليزية في الع راق
ومصر واألردن وغيرها ،والفرنس ية في دول المغ رب
العربي ،وهو أمر ينسجم مع ما قال ه الع الم تريتش كا
من أن اللغ ة هي أس اس التج ارة المزده رة إذ أن
األم ة ال تفق د مس تعمراتها المرتبط ة به ا باللغ ة
والثقافة حتى لو انقطعت الرابطة السياسية.
باإلض افة إلى أن انتش ار ه ذه اللغ ات واالهتم ام به ا
يأتي مع عدم االعتناء باللغة العربية وتدريسها وهذا ما
نتج عنه ضعُف الع رب والمس لمين في فهم أس اليبها
ومعانيها فجعل بينهم وبين القرآن الك ريم -ال ذي ه و
كت اب ه دايتهم ودس تور ع زتهم وك رامتهم – فج وة
كبيرة وغموضًا عميقًا فجعلوه وراءهم ظهريًا وأص بح
كتابًا مهجورًا..
العادات والتقاليد:
35
عم دت ال دول المس تعمرة ق ديمًا ودول النظ ام
الع المي ح ديثًا الس يما م ع التق دم التكنول وجي إلى
التأثير في عادات وتقاليد دول العالم وقد وصل األم ر
إلى أن أث رت عليه ا ح تى في أدق تفاص يل حي اتهم
ملبسًا ومأكًال ومشربًا بل وحتى في المشية والحركة،
وق د نجحت ه ذه ال دول من خالل دراس اتها العميق ة
في كيفية الت أثير على فك ر اإلنس ان ووعي ه والتحكم
بتصرفاته وس لوكياته ومواقف ه ،وتوجيه ه نح و أفك ار
ونماذج وسلوكيات جديدة تتبناها،
نشأة المصرفية اإلسالمية وتطورها
نشأة المصارف اإلسالمية
يتفق المؤرخون على أن نش أة المص ارف اإلس المية
تع ود إلى ع ام 1963حين ق ام ال دكتور أحم د
عبدالعزيز النجار بإنشاء أول مصرف إس المي ب إقليم
الدقهلية في مص ر وع رف ببن ك االدخ ار ،حيث ك ان
بمثاب ة ص ندوق ادخ ار لص غار الفالحين .وفي ع ام
1971تم إنشاء مص رف ناص ر االجتم اعي بالق اهرة
وعم ل في مج ال جم ع وص رف الزك اة والق رض
الحس ن ،ثم ك ان المص رف اإلس المي للتنمي ة في
الس عودية ع ام ،1974تاله مص رف دبي اإلس المي
عام ،1975ثم مصرف فيص ل اإلس المي الس وداني
عام ،1977وبيت التمويل الكويتي ومص رف فيص ل
اإلسالمي المصري في نفس العام ،وفي عام ،1978
تم إنش اء المص رف اإلس المي األردني للتمويل
واالس تثمار ،تم إنش اء المص رف الع ربي اإلس المي
36
ال دولي ع ام .1997وخالل الف ترة الماض ية ،ق امت
مجموع ة من ال دول اإلس المية بتحويل نظامه ا
المص رفي بالكام ل إلى النظ ام اإلس المي كم ا هي
الحال في السودان وإيران وباكستان
تطور المصارف اإلسالمية
ظهرت أول تجربة للمصرف اإلسالمي في مصر ع ام
،1963وتم افتت اح أول بن ك ادخ ار يعم ل بأس س
منضبطة بضوابط الشريعة اإلسالمية ،إاّل أّنه ا ت وقفت
بسبب اإلشاعات التي ُأذيعت ضّدها .وفي عام 1966
ُأصدرت إحدى الجامعات العربية ق رار ت دريس م اّدة
االقتصاد اإلس المي ،وش ارك فيه ا ع دد من األس اتذة
المختّصين وعمل وا على مش روع بن ك بال فوائ د ،وتم
تق ديم خط ة المش روع للدراس ة والتنفي ذ إاّل أّن
الظروف منعت من ذلك.
ثم ّأصدر قانون بنك ناصر االجتماعي ع ام 1971في
مص ر ،ال ذي ينص على تح ريم التعام ل بالرب ا ،وتم
إنش اء البن ك في ذل ك ال وقت ليس تقبل الودائ ع
ويستثمرها وُأتب ع بلج ان الزك اة التطّوعي ة في جمي ع
أنح اء مص ر ،ولح ق بن ك ناص ر محاولت ان رس ميتان
للمص ارف اإلس المية :البن ك اإلس المي للتنمي ة ع ام
1975في جدة ،الذي ك ان يه دف إلى الح رص على
تحقيق التنمية المنش ودة في االقتص اد ،والتق ّدم في
المستوى االجتماعي لألفراد في الدول األعضاء ،تبع ًا
لمبادئ الشريعة اإلس المية ،وُكّل ف بمس ؤولية تنمي ة
التجارة الخارجية بين الدول األعضاء ،وتوف ير وس ائل
37
التدريب لم وظفي مج ال التنمي ة ،ومتابع ة ممارس ة
النشاط االقتصادي والمالي بناًء على أحكام الش ريعة
اإلسالمية .بنك ُدبي اإلسالمي ال ذي تم تأسيس ه ع ام
،1975ب أس م ال مق داره خمس ون ملي ون درهم،
وأّك د على أّن جمي ع معامالت ه وأنش طته تق وم على
ُأس س وض وابط ش رعية ،ومن أعمال ه الخ دمات
المص رفية والحس ابات الجارية ،وتوف ير وتمويل
مش اريع اس تثمارية وتحص يل ح واالت وكمبي االت
وغيرها .وفي عام 1977تم تأس يس االتح اد ال دولي
للبنوك اإلسالمية ،والذي ك ان يت ألف من ثالث ة بن وك
وهي بنك فيصل اإلسالمي في السودان ،وبنك فيص ل
اإلسالمي المصري ،وبيت التمويل الكويتي ،ويه دف
هذا االتح اد إلى دعم التع اون بين البن وك اإلس المية،
والتنسيق بين معامالته ا وأعماله ا ،واالل تزام بالط ابع
اإلس المي لتحقي ق المص الح المش تركة للبن وك
اإلسالمية على جميع المستويات والدفاع عنها.
38