لغة الجسد

إلى حضراتكم بعض الملاحظات حول استخدام لغة الإشارة في مجالين مهمين من مجالات الحياة، ألا وهما المواصلات، والحياة الزوجية:

ففيما يتعلق بمجال المواصلات لاحظت أن سكان القاهرة الواقفين علي كورنيش المعادي يشيرون إلي قائدي الميكروباصات إشارة بكف اليد معناها "طوالي" إذا كانوا يريدون الذهاب إلي رمسيس‏,‏ أو إشارة بأربع أصابع ناحية اليسار إذا كانوا متجهين إلي الجيزة‏.‏ أما أنا فأقترح أن يقف الراكب مثل تمثال رمسيس ‏(‏ طبعا بدون النافورة‏!)‏ أو أن يحمل تمثالا مصغرا له في الحالة الأولى‏,‏ أو أن يقف ثلاثة ركاب متفاوتين في الطول جنبا إلي جنب‏,‏ وربما جثا رابع علي ركبتيه للإشارة إلي أنهم ذاهبون إلي الجيزة المشهورة بالأهرام وأبو الهول‏!‏
أما عن استخدام لغة الإشارة في الحياة الزوجية فلدي بعض المحاذير بشأنها‏,‏ وذلك نظرا لاحتمال اللبس في فهم معناها‏:‏

تُعدُّ لغة الجسد مستقلة عن النطق باللسان حتى إن ترافقت حركات الجسد مع اللسان في كثير من الأحيان إلا أنه يبقى لها دلالتها الخاصة وفاعليتها وتأثيرها. يستعمل الناس الإشارات والحركات الجسدية إما كمرادف لما يقولونه شفويًا، أو لإخفاء شعور باطني، أو للإيحاء بشيء معين، إذًا فلغة الجسد هي لغة غير شفهية.
ويستخدم لغة الجسد المُعلمون في المدارس وأساتذة الجامعات؛ إذ تساعدهم في نقل معلوماتهم إلى الطلبة، وتهدف هذه الورشة إلى تدريب المحاضرين على توظيف لغتهم الجسدية بفاعلية، كما تقدم لهم مجموعة من النصائح للبعد عن لغة الجسد السلبية.

يتناول هذا البحث حديثا عن " الوظائف التفاعلية للصمت " ونقصد به الصمت الإيجابي الذي لا يقل أهمية عن الكلام، ومن ثم فهو ينطلق من المفهوم الواسع للغة كونها تعني كل وسيلة ممكنة تسهم في تحقيق التواصل والتفاهم بين البشر، لفظية كانت تلك الوسيلة أو غير لفظية . وبناء عليه فقد قسم لغة التواصل على قسمين :لغة لفظية، تستعمل فيها الألفاظ، ولغة غير لفظية ، تعتمد كل ما ليس لفظا وسيلة لتحقيق هذا التواصل بين أفراد الجماعة اللغوية الواحدة. وقد جعل الصمت أحد أنواع القسم الثاني، فعرف به لغة واصطلاحا، موضحا أهم الألفاظ التي استخدمت بمعناه ، ثم كشف عن دوره في تحقيق التواصل مبينا وظائفه التفاعلية ومؤكدا على أن الصمت قد يكون بديلا ناجحا في كثير من المواقف التي ربما عجزت اللغة اللفظية عن التعبير عنها، خاصة إذا كان مصحوبا ببعض ما يسمى " المصاحبات اللغوية " كالإشارة وتعبيرات الوجه وحركات الجسد ...إلخ. وقد اعتمد البحث في بيان ذلك على مجموعة من الشواهد اللغوية والمواقف المستنبطة من واقعنا الاجتماعي وتراثناا اللغوي العربي ،واستدل لها بأقوال العلماء قديما وحديثا،(موضحا التقارب بين ما انتهى إليه الفريقان)، وقد خلص إلى أن الصمت لا يعني في كثير من المواقف نهاية الحدث الاتصالي بين المتكلم والمخاطب ، بل ربما كان سببا ودافعا لاستمرار هذا التواصل.