المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
محمدى فتحى محمد عبد النبى
1
ملخص البحث:
يتناول هذا البحث المكتبات فى مصر بعد دخول الديانة المسيحة بصفة خاصة ،مع إلقاء الضوء
على وضع المكتبات فى الفترة التاريخية قبل دخول المسيحية مصر واعتناق المصريين لها،
ودورها فى الحركة العلمية والفكرية فى المجتمع المصرى القديم ،والعصر اليونانى ،والرومانى
وصوالً للعصر البيزنطى الذى تميز بانتشار الدين المسيحى فى مصر ،ومدى إرتباط المكتبة
وأماكن نسخ المخطوطات والكتب بتعليم الكتابة والتدريب عليها ،ودور تلك المكتبات وأمثلة
عليها وأنواعها.
أوالً :المكتبة في مصر القديمة:
إن المطلع على إنجازات الحضارة المصرية القديمة البد أنه سيدرك للوهلة األولى أن أمة بهذه
اإلنجازات البد أنها كانت تهتم بالعلم والعلماء والباحثين والدارسين ،وتهيئ لهم كل أدوات العلم
والمعرفة ،وعلى رأسها المكتبة التى تضم بين جنباتها كل ما أمكن من فروع العلم والمعرفة في
العلوم واآلداب والفنون والعمارة والديانة وغيرها .إن تلك اإلنجازات الكبيرة التى حققتها
الحضارة المصرية فى ميادين مختلفة (كالعلوم ،واآلداب ،والمعارف ،والفن ،والعمارة ،إلخ) ما
كان يمكن أن تحدث دون إلمام شامل بالعلوم والمعارف المسجلة على البردى واألوستراكا
صا لفائف
(كسرات من الفخار أو الحجر الجيرى) وغيرها من مواد الكتابة .هذه الوثائق وخصو ً
البردي واألوستراكا كانت تحفظ بعناية فى مكان آمن ومجهز بشكل يسمح للدارسين باالطالع
،2وهو الذى يقابل
عليها .المكان الذى كان يضم الكتب بين جنباته كان يعرف باسم
فى مصطلحاتنا الحديثة "دار الكتب" أو "المكتبة" .والمكتبات فى كل مكان وزمان تتطلب
ضا لها ،وتوثيقًا وفريق عمل..إلخ.3
تصنيفًا للكتب وعر ً
4
أشير للمكتبات بالمصطلحات التالية :بيت الكتاب( :بر -مـﭽات)،
،بيت كتاب اإلله:
،
،بيت كتاب القصر( :بر -مـﭽات-بر -عا)،
(بر -مـﭽات -نثر)،
5
بيت الكتابة( :بر -سشو)،
،بيت الحياة
،مكان الكتابة( :ست -سشو)،
7
ً
مركزا لألنشطة الثقافية .عرف المصطلح
6التي كانت
منذ األسرة الثالثة
(القرن 27ق.م) ،وظل يُذكر فى النصوص المصرية حتى منتصف القرن األول الميالدى .ورد
هذا االصطالح فى معابد ومقابر فى سقارة ،والجيزة ،وأبو صير ،ومنف ،وتل بسطة ،وأسيوط،
وتانيس ،وأسوان ،والبرشا ،وقفط ،وأبيدوس ،ومير ،والحواويش ،وأبو سمبل ،وبوهن ،وفي
معابد كثيرة مثل الرامسيوم ،وإدفو به حجرة يطلق عليها اسم مكتبة حورس ،كانت تحتوى على
لفا ئف البردى المكتوب عليه النصوص الدينية الخاصة بالطقوس والشعائر الدينية التى تتم داخل
- 1مدرس مساعد بقسم اآلاثر املصرية ،كلية اآلاثر – جامعة القاهرة.
- P. Wilson, A Ptolemaic Lexicon. A Lexicographical Study of the Texts in the Temple of Edfu,
Orientalia Lovaniensia Analecta 78 (1997), p. 353; WB. I, 515.
-3عبد احلليم نور الدين ،آاثر وحضارة مصر القدمية ،جـ ) ،2القاهرة ،(2010 ،ص .322 ،321
4
- R. O. Faulkner, a Concise Dictionary of Middle Egyptian, (Oxford, 1961), p. 89; Wb 1, 515.12; 2,
187.8.
5
- Wb 3, 479.3.
6
- Wb 1, 515.6; A. H. Gardiner, “The Mansion of Life and the Master of the King's Largess”, Journal
of Egyptian Archaeology 24 (1938), pp.83-91.
7
- J. Assmann, The Mind of Egypt: History and Meaning in the Time of the Pharaohs, (Harvard
University Press 2003), p. 73.
2
1
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
ذلك المعبد ،1وفيلة ،ودندرة ،وفي قصور مثل قصر الملك أمنحوتب الثالث .ظن البعض أن
البرديات التى كانت محفوظة فى بيت الحياة
أكبر وأكثر تنظي ًما من تلك المحفوظة فى
بيت الكتب
.2
ثانيًا :المكتبة فى العصر اليونانى:
مما ال شك فيه أن البطالمة نصبوا أنفسهم حماة للحضارة اإلغريقية وحرصوا علي أن تبرز
ً
مركزا ثقافيًا
مصر بوصفها دولة إغريقية ال دولة شرقية ،واالهتمام البالغ بجعل اإلسكندرية
عالميًا .3لذا عملوا على أن يجتذبوا إلى دولتهم أبرز العلماء واألدباء والشعراء والفنانين اإلغريق
وأنشأوا في عاصمتهم -وبصفة خاصة فى الحى الملكى الذى كان يطلق عليه "بروخيون"
" -4Bruchionدار العلم" الموسيون ( Mousionالجامعة) التى كانت فى األصل معبدًا لربات
الفن التسع ،5وألحقت به مكتبة كبيرة جمعوا فيها الكتب بكميات هائلة وبذلوا فى سبيل ذلك
بسخاء.6
مكتبة اإلسكندرية:
هى المكتبة الكبرى التى كانت تقع ضمن الحى الملكى "البروكيون" ،وكانت ملحقة بالموسيون
(الجامعة) .أنشئت فى عهد الملك بطلميوس األول "سوتير" ،ثم أكملها من بعده ك ٍل من الملك
بطلميوس الثانى "فيالدلفيوس" (246-285ق.م) ،والثالث "يورجتيس" (221-246ق.م) .كان
صاحب فكرة إنشاء المكتبة ومديرها األول هو "ديمتريوس الفاليرى" الذى كان أرخون فى أثينا،
ولكنه طرد فلجأ إلى صديقه بطلميوس األول فى مصر ،7واقترح عليه فكرة إنشاء المكتبة حتى
ضا تلميذًا ألرسطو .كانت
تكون اإلسكندرية ملتقى فكرى وثقافى مثلما هى ملتقى تجارى ،وكان أي ً
مكتبة اإلسكندرية أقدم مكتبة حكومية عرفها العالم ،وكانت هناك مكتبة معاصرة لها هى مكتبة
برجامة .كانت المكتبة تحتوى على قاعات ضخمة للكتب وعلى رفوفها مئات األلوف من اللفائف
المكتوبة فى كافة العلوم والفنون.8
نهضت المكتبة فى عهد بطلميوس الثانى 9الذى قام بعمل عيد كبير يسمى بــ "عيد الباذليكوس"
أو العيد الملكى حيث كان يجتمع فيه العلماء ،وأعطاهم امتيازات ولبّى لهم كل طلباتهم -كما يذكر
زينون -وفى عهده اجتمع سبعين حاخا ًما يهوديًا وقاموا بعمل الترجمة السبعينية للتوراة .يذكر
:Aulus Gelliusكانت المكتبة تحتوى على حوالى 700.000مخطوطة ،10ويقال أحيانًا أنها
كانت تحتوى على 40.000مخطوطة وليس .11400.000قام الشاعر "كاليماخوس" بعمل
1
- I. Shaw and P. Nickolson, The Illustrated Dictionary of Ancient Egypt, (Cairo, 2008), p. 180.
- J. Osing, Hieratische Papyri aus Tebtunis I, Vol. 1, (Museum Tusculanum Press, 1998), p. 22.
-3مصطفى العبادى ،مصر من اإلسكندر االكرب إىل الفتح العرىب( ،القاهرة ،)1999 ،ص .143
-4عبــد احللــيم نــور الــدين ،مواوــة اآلاثر اليوةنيــة والرومانيــة( ،القــاهرة ،)2006 ،ص 10؛ ابــو اليســر لــر ،ال ــرع ايد هل العص ـرين االينيس ـ والرومــا ( ،القــاهرة،
2
،)2002ص 105؛ عـ ز ىكــى وــادوس ،آاثر اإلســكندرية القدميــة( ،اإلســكندرية ،)2001 ،ص 83؛ Strabo, The Geography of Strabo,
17.1.8.
-5على رضوان ،املتــاحف واحلفائــر ،الطبعة اخلامسة( ،القاهرة ،)2002 ،ص .2
6
–- E. A. Parsons, The Alexandrian Library: Glory of the Hellenic World, (Amsterdam, 1952), pp. 83
105.
7
- W. M. Ellis., Ptolemy of Egypt, (London, 1994), p. 41.
-8مسري حنا صادع ،العلم هل مكتبة اإلسكندرية( ،القاهرة ،)1998 ،ص .16
9
- J. Mckenzie, The Architecture of Alexandria and Egypt 300 BC-AD 700, (Yale University Press:
UK, 2007), p. 50.
10- R. S. Bagnall, “Alexandria: Library of Dreams”, Proceedings of the American Philosophical
Society, Vol. 146, No. 4 (December 2002), p. 351.
11
- D. Delia, “From Romance to Rhetoric: The Alexandrian Library in Classical and Islamic
Traditions”, American Historical Review 97 (1992), p. 1458 n. 38.
2
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
كتالوج لكتب المكتبة سمى بــ Pinakesفى أربع وعشرين لفة بردى .1كانت هناك مكتبة أخرى
ً
تمييزا لها
صغيرة ملحقة بمعبد السيرابيوم فى الحى الوطنى سميت بالمكتبة الصغرى أو االبنة
عن مكتبة اإلسكندرية. 2
كان من المعتاد أن ترسل مصر القمح ألثينا ،فمنع بطلميوس الثانى وصول القمح فى أحد
األعوام ،وطلب منهم أن يرسلوا له أعمال "سوتوكليس" و "أرسطو" لكى ينسخها ،وبعد إن
أرسلوا له ما أراد أرسل لهم القمح وبكمية زيادة عن المعتاد وكانت تلك الزيادة هى ثمن الكتب،
وأحيانًا كان يدفع تأمين للكتب وال يقوم بإعادتها ،3وأحيانًا كان يرسل أفراد يقفون على الميناء
الغربى ،وعندما تصل السفن يقوموا بتجميع الكتب وتوضع فى أرشيف بالمكتبة باسم "كتب
البحارة"" ،كتب من السفن" ،4واتبع بطلميوس الثالث تلك الطريقة فيما بعد.
هذا ويصعب تحديد الموقع األصلى لمكتبة اإلسكندرية حتى اآلن .اختلفت اآلراء فى تحديد سبب
وتاريخ تدمير تلك المكتبة ،أولها يستند إلى ما قاله بلوتارخ الذى قال أن حريقًا حدث أيام يوليوس
قيصر فى عام 47-48ق.م فى السفن التى كانت ترسو فى المرفأ الشرقى ما أدى إلى حريق كل
سر ذلك على أنه تدمير لمكتبة اإلسكندرية .أما الرأي الثانى فيقول أن تدمير
البرديات ،وقد فُ ّ
المكتبة كان على يد عمرو بن العاص عام 642م بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب ،وأنه
استخدم البرديات فى تسخين أفران الحمامات العامة باإلسكندرية .أما الرأي الثالث فيقول بأن
التدمير كان على يد المسيحيين الذين أحرقوا الموسيون والمكتبة الكبرى والصغرى للتخلص من
الوثنية بعد إعالن اإلمبراطور "ثيودسيوس" إغالق المعابد الوثنية ،وأن تكون المسيحية الديانة
الرسمية لإلمبراطورية البيزنطية فى مجمع القسطنطينية الدينى سنة 381م ،فقام البطريرك
ثيوفيل والرهبان بمهاجمة السيرابيوم عام 391م مستعينًا بالجيش البيزنطى ،5فأمر "ثيوفيل"
بتدمير المعابد وإشعال النيران فيها فأتت على المكتبة التى كانت تضم آالف الكتب ،6فقد كرهوا
المكتبة بشدة "ألنها كانت فى نظرهم معقل الكفر والخالعة" ،7مما أدى إلى تدهور مركز
اإلسكندرية الثقافى .وبعد انتشار المسيحية فى مصر تحولت كثير من المعابد الوثنية إلى كنائس،
وأقيمت فى اإلسكندرية وما حولها كنائس وأديرة .8واستمر اضطهاد الوثنيين وبلغ ذروته بمقتل
الفيلسوفة "هيباتيا" فى عام 415م ،كانت تقوم بتعليم الرياضيات فى الجامعة .9يصعب تحديد
سبب وتاريخ تدمير مكتبة اإلسكندرية فى ظل غياب الحجج واألدلة الكتابية واألثرية التى تدعم
نظرية دون األخرى.10
1
- J. Mckenzie, The Architecture of Alexandria and Egypt 300 BC-AD 700, p. 50.
- M. El-Abbadi, The Life and Fate of the Ancient Library of Alexandria, (UNESCO, 1990), pp. 91 f.
-3عبد اللطيف أمحد على ،مصر من اإلسكندر ايكرب ح الفتح العرىب( ،بريوز ،)1973 ،ص .73
-4مسري حنا صادع ،العلم هل مكتبة اإلسكندرية ،ص .17
5
- F. W. Norris, Greek Christianities, The Cambridge History of Christianity, vol. 2, Constantine to c.
600, edited by A. Casiday and F. W. Norris, (Cambridge University Press 2007), p. 86; J-Y. Empereur.
“The Destruction of the Library of Alexandria: An Archaeological Viewpoint”, in: What happened to
the Ancient Library of Alexandria?, edited by Mostafa El-Abbadi and Omnia Mounir Fathallah (Brill,
2008), p. 75-76.
6
- J-Y. Empereur, Alexandria Rediscovered, p. 96.
-7ليلى عبد اجلواد إمساعيل ،اتريخ مصر وحضارهتا هل احلقبة البي نطية–القبطية( ،القاهرة ،)2001 ،ص .239
2
-8حممود احلكيم ،م روع التخطيط العام ملدينة اإلسكندرية ،ص .10
-9إ .م .لورسرت ،اإلسكندرية ..اتريخ ودليل ،ترمجة حسن بيومى( ،القاهرة ،)2012 ،ص 96؛ عن هيباتيا انظر:
H. V. Schubert, “Hypatia von Alexandrien in warheit und dichtung”, Preussische jahrbücher 124
(1906), pp. 42-60.
10
- J-Y. Empereur. “The Destruction of the Library of Alexandria: An Archaeological Viewpoint”, p.
76.
3
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
ثالثًا :المكتبة فى مصر بعد دخول الديانة المسيحية:
تعنى
مكتبة ( .)Bوكلمة
من المعانى الدالة على المكتبة فى اللغة القبطية:
"مكان" ،1تدخل فى تكوين أسماء أماكن مختلفة ،منها مكتبة فهى مكان حفظ الكتب،
أصلها
( )S, Fتعنى "كتاب" ،وجمعها
(،)S, F, A2
.2وكلمة
3
"كتب" :
4
"كتاب ميالد يسوع المسيح ابن داوود" .
بمعنى "كتاب مقدس".5
جاءت كلمة
ضا ُمعلّم ،رئيس حرفة ( َمعلّم).6
)،(S
المفردات الدالة على الكاتب:
) (Bتعنى أي ً
أصلها
أصلها يونانى ύπογραφεύςتعنى "كاتب" ،ترادف فى
.7و
ⲉⲅⲣⲁⲯⲁ .8أصلها " γράφωكاتب" ،كتبت بأشكال مختلفة
القبطية
،
،و
وكتبة الشعب (متى .10)4 :2
كلمة
ترادف
.9
فجمع كل رؤساء الكهنة
التي وردت فى إنجيل متى 52 :13بالنسخة البحيرى
الصعيدى:
بالنسخة
من أجل ذلك كل كاتب متعلم فى ملكوت
السماوات".11
ترجع أهمية المكتبة إلى أنها المكان الذى كانت تتم فيه بعض التمارين على الكتابة .12ويمكن
تعريفها بأنها تلك الحجرة التى كان يقوم النساخ بإعادة نسخ المخطوطات فيها ،أو مكتبة
المخطوطات .13وأصبح فيما بعد مدرسة لتعليم الكتابة التى تطورت حول ذلك المكان ،حيث كان
يتم تعليم الحروف الهجائية سواء بالطريقة المختصرة الخاصة بالشئون اإلدارية ،أو تلك الطريقة
الخاصة بالمخطوطات األدبية .14Uncial
هل استخدم المسيحيون األوائل بالفعل ما يطلق عليها الـ Scriptoriaكمنشأة؟ يمكن اإلجابة
طور فيها
على هذا السؤال من خالل دراسة المخطوطات القبطية الباقية ،لندرك المراحل التى ّ
األقباط Scriptoriaالخاص بهم ،ليكونوا قادرين على إنتاج تلك المخطوطات الجيدة للكتاب
1
- W. E. Crum, Coptic Dictionary, (Oxford, 1939), p. 153.
- J. Černy, Coptic Etymological Dictionary (Cambridge, 1976), p. 77.
3
- W. E. Crum, Coptic Dictionary, p. 770b.
4
- G. Horner, the Coptic Version of the New Testament in the Northern Dialect (Memphitic and
Bohairic), vol. 1, the Gospels of S. Matthew and S. Mark, (Oxford, 1898), p. 1-2.
5
- W. E. Crum, Coptic Dictionary, p. 771.
6
- W. E. Crum, Coptic Dictionary, p. 383.
7
- Černy, Coptic Etymological Dictionary, p. 173.
8
- Förster, Wörterbuch, p. 834-835.
2
9
- Förster, Wörterbuch, p. 156-157.
10
- G. Horner, the Coptic Version of the New Testament, pp. 8-9.
- G. Horner, the Coptic Version of the New Testament in the Southern Dialect, p. 138-139.
12- B. Karl-Heinz., “Schooldays in the Fayoum in the First Millennium”, In: Christianity and
Monasticism in the Fayoum Oasis: Essays from the 2004 International Symposium of the Saint Mark
Foundation and the Saint Shenouda the Archimandrite Coptic Society in Honor of Martin Krause,
edited by G. Gabra, (The American University in Cairo Press, 2005), p. 34.
11
-13ع ي سورايل عطية ،اتريخ املسيحية ال روية ،ترمجة وتعليق ميخائيل مكسى اسكندر( ،القاهرة ،)2012 ،ص .61
- M. Krause, “Scriptorium”, The Coptic Encyclopedia 7 (1991), p. 2108a.
14
4
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
المقدس واألناجيل بصفة خاصة خالل القرنين الرابع والخامس الميالديين؛ مثل مخطوطات
اإلسكندرية والفاتيكان وغيرها .1من المهم معرفة معنى كلمة ،Scriptoriumوماهى الوظائف
التى كان يقوم بها؟ فذكر 2Gambleأن قضية Scriptoriaفى بداية الديانة المسيحية كانت
قضية شائكة سواء من حيث التعريف أو الدليل ،وهى مشكلة من حيث األدلة ألنها قليلة .أما من
حيث التعريف فيجب فحص استخدام هذه الكلمة فى اللغة الالتينية ،وكذلك ما يعادلها فى اللغة
اليونانية ومتى تم استخدام هذه الكلمة للمرة األولى .ومثل تلك األماكن قد وجدت فى األديرة
المسيحية فى كل من الكنائس الشرقية والغربية فى العصر البيزنطى والعصور الوسطى .3بينما
يذكر 4Robinsonعددًا قليالً من المكتبات الملحقة باألديرة ترجع للفترة المبكرة من الديانة
المسيحية .يشير 5Skeatإلى ازدهار بعض المخطوطات كشكل الكتاب السائد بين المسيحيين فى
القرون األولى إلى مستوى المنظومة من حيث التخطيط ورسمية التمرن ،الذى ربما يتعاهد مع
وجود الـ .Scriptoria
ولكن هذه االقتراحات ال تزال تحتاج لمزيد من الدراسة للتأكد منها .نعرف القليل عن أماكن
باقية التى كان يتم فيها نسخ الكتب فى العصور القديمة ،وإن لم يكن هناك مصطلح تقنى
لمصطلح "حجرات الكتابة" حتى وقت متأخر نسبيًا ،فإن لدى األبحاث الحديثة الحق فى أن تتردد
فى استخدام كلمة Scriptoriumعند اإلشارة إلى العصور القديمة .ويبدو هذا التردد واض ًحا فى
كتابة الكلمة بين قوسين ،أو عندما تستخدم مصطلحات أخرى (مثل "أماكن النسخ"" ،بيوت
النسخ" ،و"أماكن الكتابة"... ،إلخ) والتى ال تركز على الموقع ،أو عند إضافة تعليق لتوضيح أن
تلك Scriptoriaفى العصور القديمة لم تكن بالضرورة تماثل تلك الخاصة بالعصور الوسطى.
ويعد هذا التردد مناسبًا إلى ح ٍد ما ،لو لم يكن هناك أى مصطلح لإلشارة إلى تلك المعانى السابقة
سواء فى اللغة الالتينية أو فى اللغة اليونانية حتى القرن العاشر والحادى عشر.6
يمكن القول بوجود الـ Scriptoriumفى األديرة مؤكد بحلول القرن السادس الميالدى ،ولكن
أول "مكان لنسخ المخطوطات" ربما كان فى اإلسكندرية حوالى 200م .7وفى العصور األولى
من تاريخ الكنيسة المصرية ،اتجه البعض منفردين إلى نسخ النصوص الدينية الخاصة بالكتاب
المقدس وذلك ليمدوا أنفسهم ،أو بعض التجمعات المسيحية المحلية بنسخ لكتاب أو أكثر من العهد
) .8كان هناك نساخ النصوص األدبية ونساخ آخرين كانت
الجديد (اإلنجيل
-1حمم ــدى لتح ـى حمم ــد عب ــد الن ــب ،س ــبل ومنليي ــة تعل ــيم الل ــة القبطي ــة "دراس ــة ل وي ــة-حض ــارية" ،رس ــالة ماجس ــتري ( ،ــري من ــورة)( ،كلي ــة اآلاثر-جامع ــة الق ــاهرة،
،)2012ص .91
- H. Gamble, Books and Readers in the Early Church. A History of Early Christian Texts, (New
Haven: Yale, 1995), p. 121.
3
- H. Gamble, Books and Readers in the Early Church, p. 785.
4
- J. M. Robinson, “The First Christian Monastic Library”, in: Acts of the 3rd International Congress of
Coptic Studies, Warsaw 20-25 August 1984, edited by W. Godlewski, (Varsovie, 1990), pp. 371-378.
5
- T. C. Skeat, "Early Christian Book-Production: Papyri and Manuscripts", in: G.W.H. Lampe, The
Cambridge History of the Bible, vol. 2, (Cambridge, 1969), p. 72-73.
6
- A. Mugridge, “What is Scriptorium?”, in: Proceedings of the 24th International Congress of
Papyrology, Helsinki,1-7 August 2004, vol. II Edited by J. Frösén, T. Purola, E. Salmenkivi, (Helsinki:
Societas Scientiarum Fennica, 2007, p. 790.
7
- G. Rapids, the Text of the New Testament, (Michigan: Eerdnans, 1987), p. 70.
8
- B. Metzger, The Text of the New Testament: Its Transmission, Corruption, and Restoration, (Oxford
University Press, 1992), p. 14.
2
5
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
وظيفتهم كتبة .1فقد جاء في أقوال اآلباء المعروفة باسم " Apophthegmata Patrumأخبر
األنبا أبراهام رجالً من اإلسقيط الذى كان كاتبًا"" ،جاء أخ إلى شيخ كى ينسخ كتاب".2
كان Scriptoriumفى العديد من األديرة على اتصال قوى بالمكتبة وأحيانًا ما كان الشيئين
واحدًا ومتشابهين ،ولكنها تختلف فيما بينها فى مدى جودتها وأجر الصناعة ،وأصبحت عادات
كتابة وإنتاج المخطوطات فى حجرات النسخ باألديرة ثابتة ،وعالوة على ذلك يمكن نسبة
المخطوطات ألديرة خاصة بعينها كمكان إنتاجها وصناعتها بنا ًءا على بعض سماتها المميزة؛
مثل شكل المخطوطة ،حجم الهوامش والحروف ،ونوع الكتابة.3
كانت تعد األديرة والكنائس القبطية مركزا ً للدراسة ونسخ المخطوطات4؛ حيث كان رئيس الدير
يكلف راهب أو مجموعة من الرهبان بالنسخ وكان يطلق على من يقوم بذلك "النساخ" أو
"النساخون" ،أو يقوم رئيس األساقفة بتعليم الكتبة الذين يقومون بتنفيذ أعمالهم داخل الـ
.5Scriptorium
تشكل المكتبة أهمية خاصة فى وحدات الدير المعمارية ،فهى ذات أهمية كبيرة من الناحيتين
الروحية والعلمية للرهبان ،الذين يمضون معظم أوقاتهم فى قراءة الكتب الدينية والكهنوتية،
فكثير من الرهبان يهتمون بالقراءة والتأليف فى الموضوعات الدينية واألدبية والعلمية .6حيث
كانوا يكتبون فى صوامعهم باللغة القبطية ،وكان للمكتبة خازن يفتح بابها لطالب البحث
والقراءة ،واشتملت على الكتاب المقدس ،وأقوال اآلباء وأعمال الشهداء وقوانين وشرائع،
وأضيف إليها أحيانًا بعض كتب القصص والتاريخ واألدب وقواعد اللغة القبطية .7واشتملت
المكتبة على كتالوجات وقوائم بالكتب.8
والواقع أن مكتبات األديرة خاصة احتفظت بمخطوطات قديمة ،على جانب كبير من األهمية،
كتبت بلغات مختلفة ،لعل من أهمها مكتبة دير سانت كاترين بسيناء التى ضمت الكثير من
المخطوطات والكتب المختلفة القديمة .9تعتبر تلك المكتبة من أروع مكتبات العالم لما تحويه من
الكنوز العلمية والفنية واألثرية ما يفوق كل وصف وتزخر بمخطوطات ال حصر لها من جميع
اللغات واألشكال والعصور ،وليست كلها خاصة بالدير أو الالهوت ،بل هى من جميع فروع
العلم والمعرفة .كما أنها تمتاز بمجموعة نادرة من الوثائق واللفائف المختلفة األحجام واألطوال،
قد يصل بعضها إلى عدة أمتار فى الطول ،وهى عبارة عن مراسيم وفرمانات وعهود أصدرها
خلفاء وسالطين اإلسالم توصية لصالح رهبان الدير والعمل على تأمينهم وراحتهم ،وهى تزيد
1
- K. Haines-Eizten, Guardians of Letters, Literacy, Power, and the Transmitters of Early Christian
Literature, (Oxford, 2000), p. 22-23.
اإلسقيط ونرتاي وكيليا مجيعلا وامت هبا جتمعاز رهبنة مسيحية ،حاليًا مبحالظة البحرية.
2
- B. Ward, The Sayings of the Desert Fathers, The Alphabetical Collection, (Michigan, 1984), p. 34.
3
- H. Gamble, Books and Readers in the Early Church, p. 788.
4
- T. G. Wilfong, “Coptic Literature”, In: The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt, vol. 1, Edited by
D. B. Redford, (Oxford, 2001), p. 300.
-5حممدى لتحى حممد عبد النب ،سبل ومنليية تعليم الل ة القبطية "دراسة ل وية -حضارية" ،ص .92
-6مصطفى عبد هللا شيحة ،دراساز هل العمارة والفنون القبطية( ،القاهرة ،)1988 ،ص .77
-7السيد الباى العريىن ،السيد الباى العريىن ،مصر البي نطية) ،القاهرة ،(1962 ،ص .154
-8مت العثور على نصوص عبارة عن كتالوجاز مكتبة وووائم كتب عديدة منلا :شقالة ترجة للقرن 8-7م ،من الفخار:
C. René-georges, “Le catalogue de la bibliothèque du convent de saint-Élie "du rocher" (ostracon ifao
13315)”, Bulletin de l'Institut français d'archéologie orientale 75 (1975), pp. 207-239.
احلمام (على بعد 8كم مشال الالهون ابلفيوم) ،ترجة للقرن 8-6م:
وبردية عليلا وائمة كتب ملكتبة دير ّ
P. lond. Copt., no. 704; Fay. Copt., no. 44; TM nr., LDAB 85797.
-9مروس مسيكة ،دليل املتحف القبطى واهم الكنائس واالديرة االثرية( ،مطبعة بوالع ،)1930 ،جـ ،2ص 101؛ مصطفى عبد هللا شيحة ،دراساز هل العمارة
والفنون القبطية ،ص .77
6
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
عن ألفى قطعة ،وأقدم تلك الوثائق عهدًا المحفوظة اآلن فى مكتبة الدير يرجع تاريخها إلى أوائل
القرن الثانى عشر الميالدى .أعظم النفائس الخطية ذائعة الصيت التى كانت تضمها مكتبة الدير
هو المخطوط النادر المعروفة باسم "توراة سيناء Codex Sinaiticusوقيل أنه يرجع إلى
القرن الرابع الميالدى ،اكتشفه الروسى "تسشندورف" عام 1896م بمكتبة الدير ،وحمله معه
إلى مدينة سان بطرسبرج ،وعرضه على قيصر روسيا وقتئذ فاشتراه إلى أن جاءت الثورة
السوفيتية ،وتمكن المتحف البريطانى فى لندن من الحصول عليه .باإلضافة إلى "التوراة
السريانى ،"Codex Syriacusوهو من أندر الكنوز الدينية من القرن الخامس الميالدى ،وهو
الترجمة السريانية للتوراة ،مأخوذ من نص يونانى يرجع تاريخه إلى القرن الثانى ،ولهذا يظن
أنه أقدم ترجمة عرفت للكتاب المقدس.1
ضا مكتبة كنيسة القديس سرجيوس وباخوس (أبى سرجة) فى مصر
من بين تلك المكتبات أي ً
القديمة بالقاهرة ،2ومكتبة الدير األبيض للقديس شنودة بسوهاج التى تم تأسيسها فى القرن الرابع
الميالدى .3فكان لزيادة عدد الكنائس واألديرة أن كثر عدد اإليبارشيات فى شمال وغرب ووسط
الدلتا ،وكان هذا يحتاج لوجود الكتب التى تخدم قيام الشعائر الدينية ،وتعليم الشباب المعتقدات
الدينية .4تحتوى الكنائس القبطية على عدد من المخطوطات منها :كنيسة العذراء بأبى فار
بالعياط بالجيزة ،معظم مخطوطات تلك الكنيسة يرجع للقرن الثامن عشر/التاسع عشر الميالدى،
ودير مارجرجس بكوتسا طره ،دير األنبا برسوم العريان بالمعصرة ،كنيسة العذراء األثرية
بأسكر بالصف ،دير الميمون شمال بياض ببنى سويف ،ومتحف مطرانية بنى سويف،
مخطوطات الحامولى بدير الحامولى بالفيوم ،دير العذراء بالحمام بالالهون بالفيوم ،دير الشهيد
تاوضروس بدسيا بالفيوم ،دير أبو سيفين بفيديمين-فيوم ،دير السنقورية غرب بنى مزار ،كنيسة
األنبا أثناسيوس الرسولى بكفور الصولية-مطاى-بنى سويف ،كنيسة مارمينا بطحا األعمدة
بسمالوط ،دير السيدة العذراء بجبل الطير شرق سمالوط ،دير المالك بالريرمون بملوى ،كنيسة
المالك ببوق بالقوصية ،كنيسة المالك بقرية دير دُرنكة بأسيوط ،دير الباليزة غرب أبو تيج،
كنيسة العذراء بالبلينا ،دير األنبا أنطونيوس بالبحر األحمر أنشأ مكتبة ذلك الدير البابا كيرلس
الرابع ،احتوى على أكثر من ألف مخطوط.5
عندما ازدهرت المكتبات؛ التى كانت تتصل باألرشيفات الخاصة بالحفظ كانت تحتاج إلى
بعض من الطبقات العليا نسخ خاصة من األعمال األدبية التى كتبها
مكان لنسخ الكتب .كانت لدى
ٍ
خدمهم الخاصين ،أو كتبها عبيد اصحابهم بنا ًءا على طلبهم ،ولكن لم يكن من السهل العثور على
من يجيد النسخ بشكل جيد.6
يمكن القول أن الـ Scriptoriumيشبه "بيت الحياة" فى المعابد المصرية القديمة ،وكان األول
يركز على كتابة النصوص الدينية ،وليس االقتصار فقط على نسخها .وكما سبق ،فإن نسخ الكتب
كان يتم فى األديرة ،وهكذا فإن وجود "أماكن النسخ" يعزى إلى المكتبات والمدارس التدريبية،
-1رءوف حبيب ،اتريخ الرهبنة والديرية هل مصر وآاثرمها اإلنسانية على العامل) ،القاهرة ،(1976 ،ص .144
- A. Khater, “Catalogue of the Coptic and Christian Arabic MSS. preserved in the Library of the
Church of Saints Sergius and Bacchus known as Abû Sargah at Old Cairo”, Publications de la société
d’archéologie Copte 3 (1977).
3
- C. Louis, “The Fate of the White Monastery Liberary”, In: Christianity and Monasticism in Upper
Egypt, edited by Gawdat Gabra, vol.1 Akhmim and Sohag, A Saint Mark Foundation Book, (Cairo,
New York, 2008), p. 83.
-4مجال هرمينا بطرس ،ال خارف النباتية هل املخطوطاز القبطية ،ص .438
2
-5صموئيل السراي ،وبدية حبيب جورجى ،الدليل إىل الكنائس وايديرة القدمية من اجلي ة إىل اسوان) ،دير اينبا بي اى -سوها ،بدون اتريخ( ،ص .86-1
- S. N. C. Lieu, “Scholars and Students in the Roman East”, in: MacLaeod R., The Liberary of
Alexandria. Center of Learning in the Ancient World, (London, 2000), p. 138.
6
7
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
مثلما هو الحال فى أماكن مختلفة فى فلسطين وقيصرية واإلسكندرية ،1وبالنسبة لألخيرة فإن
اإلمبراطور "قسطنطين" قد طلب من الكنيسة أن تمده باألناجيل.2
من خالل األدلة األدبية؛ مثل أثناثيوس الذى كتب كتاب اعتذار لقسطنطين يؤكد على وجود
"مكان نسخ كتب" كبير فى مدينة اإلسكندرية ،قد خدم التعليم الدينى فى مدرسة اإلسكندرية
الالهوتية .وفى عهد "أوريجانوس" كانت مكتبة اإلسكندرية المسيحية النموذج الذى قامت عليه
مكتبة أورشليم ،ولكن بعد عقاب "أوريجانوس" وطرده خارج اإلسكندرية عام 231م ،قام ببناء
مكتبة هامة فى مدينة "قيصرية" طبقًا لمكتبة اإلسكندرية .وكان يوجد "مكان النسخ" فى مدينة
البهنسا فى نهاية القرن الثانى وبداية القرن الثالث .3إن المخطوطات القبطية الموجودة فى مدينة
"تورين" ربما تنتمى لكنيسة ما فى أبيدوس .4وبنا ًءا على المصادر األدبية فإن مكتبات األديرة
القبطية كانت كبيرة؛ ففى نظام القديس "باخوميوس" كان يتطلب من أولئك الذين يرغبون فى
ضا أن يتعلموا
دخول الدير ليس فقط تعلم نصوص الكتاب المقدس عن ظهر قلب ،ووإنما أي ً
القراءة.5
كان كل دير يحتوى على مكتبة ،يستطيع كل راهب خالل أيام األسبوع استعارة كتب ليقرأها فى
صومعته ،وفى المساء كان يجب عليه أن يضع الكتاب الذى قرأه فى النافذة حتى يقوم الممثل
األعلى بإحصاء األجزاء ليغلقهم لليل .6ولكن لم تبقَ أية قائمة من قوائم كتب "باخوميوس" .كان
دير "باخوميوس" يضم عدة مبان هى مساكن للرهبان وهياكل ،قاعة عامة ،مكتبة للمخطوطات،
مطعم ،مستشفى ،طاحونة ،مخبز ،مطبخ ،مكان لعمل المالبس ،حصن ،مكان للدفن ،حديقة،
وحظائر للحيوان ،7باإلضافة إلى ورش للعمل وبيت للضيافة ومنزل إلقامة حراس مدخل الدير.
وكان كل دير مكتف بحاجاته اليومية بوجود طهاة وخبازين وخياطين وفالحين وطحانين وبنائين
وناسخى مخطوطات.8
ضا .فى الحجرة التى تقع
كان يجب على الرهبان أن يتعلموا القراءة فى نظام القديس "شنودة" أي ً
شمال الشرقية العظمى الخاصة بكنيسة الدير االبيض "دير أنبا شنودة" تم العثور على تعليمات
على الحوائط األربعة بها أسماء عنوانين كتب ،وأحيانًا مع بعض نسخ كتب .وبنا ًءا على ذلك
خلص Crumإلى أن مكتبة الدير كانت توجد فى تلك الحجرة .9وطبقًا للتعليمات فإن كتب العهد
الجديد كانت على األرفف التى على الحائط الشمالى ،وتلك الخاصة بالعهد القديم على الحائط
الجنوبى ،وكتب الوعظ والتاريخ على الحائط الشرقى ،وكتب السير الذاتية (الميامر) على الحائط
الغربى .وكان يوجد بالمكتبة من األناجيل األربعة أكثر من مائة نسخة؛ ومن الكتب الخاصة بحياة
- Broek van den, “The Christian "School" of Alexandria in the Second and Third Centuries”, In:
Drijvers J. W., Centers of Learning, (Leiden,1995), p. 39-47.
2
- G. Cavallo, “Book”, In: Cancik H., Brill's New Pauli, (Leiden, 2003), pp. 721-27.
3
- C. H. Roberts, Manuscript, Society and Belief in Early Christian Egypt, (London, 1977), p. 24.
4
- W.E. Crum, Catalogue of the Coptic Manuscripts in the British Museum, (London, 1905), XII, no. 5.
-5سليمان نسيم ،الرتبية هل العصر القبطى وال خصية القومية املصرية( ،دار الثقالة ،)1989 ،ص .154 ،153
6
- J. Leipoldt, “Pachom”, Bulletin de la Société d’archéologie copte 16 (1962), pp. 210 ff.
-7ع ي سورايل عطية ،اتريخ املسيحية ال روية ،ص .62 ،61
1
-8برابرة واترسون ،أوباط مصر ،ترمجة إبراهيم سالمة إبراهيم ،مراجعة وتقدمي مصطفى عبد هللا شيحة ،الطبعة الثانية( ،القاهرة ،)2011 ،ص .104
- W. E. Crum, “Inscriptions from Shenoute's Monastery”, Journal of Theological Studies 5 (1904), p.
552.
9
8
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
القديس "باخوم" عشرون؛ وثمانية لحياة القديس شنودة .1قال Worrellأن األنبا "شنودة" رجالً
من أعظم ما أنتجته الكنيسة القبطية ،وأعظم من كتب باللغة القبطية.2
منذ بداية القرن الثامن عشر الميالدى سافرت أول ورقات المخطوطات القبطية من مكتبة الدير
األبيض إلى أوروبا ،بداية فى مجموعة Cardinal Borgiaوبواسطة C. G. Woideو H.
ضا R. Curzonبإحضار مخطوطات قبطية من رحالته فى
Tattamإلى .Oxfordوقام أي ً
مصر ،وقام G. Masperoبشراء المخطوطات التى بقيت فى مكتبة الدير وهى موجودة حاليًا
فى باريس .3وأ ُرسل August Marietteبواسطة متحف اللوفر لشراء مخطوطات قبطية خالل
النصف الثانى من القرن التاسع عشر.4
يمكن من خالل ما يسمى بـ " Colophonحرد المتن" ،وهو عبارة عن البيانات التى توجد فى
نهاية المخطوطة "بيانات النسخ" ،معرفة أماكن نسخ المخطوطات فى األديرة التى بصعيد مصر
مثل معبد إسنا ،طيبة ،وأتريب .5وكذلك فى الفيوم فى دير أنبا أنطونيوس ،وفى أديرة وادى
النطرون نجد عدة مخطوطات قبطية يبدو أنها نسخت فى مكتبة أو فى قاعة كبيرة .6ومن بين
المخطوطات القبطية التى ترجع للنصف الثانى من القرن الرابع الميالدى وتحتوى على "بيانات
النسخ" المخطوطات رقم VII ،IIوهى عبارة عن اجزاء من سفر التكوين من مخطوطات نجع
حمادى ،7ومخطوطات نجع حمادى على جانب كبير من األهمية التى تم اكتشافها فى عام
1945م بقرية "حمرة دوم" شمال شرق نجع حمادى بقنا ،8وتتكون من 13مخطوطة مجلدة من
صا أو كتابًا ،تبلغ فى مجملها 1125صفحة .تؤرخ بحوالى عام 350م .9قام
البردى 52 ،ن ً
بترجمتها العالم James M. Robinsonوانتهى منها عام 1975م .وأحيانًا فى بعض
المخطوطات نجد تلك البيانات عند نهاية كل كتاب ،على سبيل المثال مخطوطة فى المتحف
البريطانى تحت رقم P. BM Or. 7549من القرن الرابع الميالدى ،فى نهاية سفر التثنية،
وسفر أعمال الرسل.10
كان "حرد المتن" فى البداية قصير يحتوى فقط على دعاء للكاتب والقراء ،ولكن لم يكن يذكر
اسم الكاتب .وبمرور الوقت أصبح النص أكثر طوالً ،ويذكر اسم الكاتب والشخص الذى طلب
النسخة ،والدير أو الكنيسة التى كتب به/بها المخطوط ،وأحيانًا تاريخ النسخ ،وتلك المعلومات
على جانب كبير من األهمية .ويعد الكولوفون ذو أهمية كبرى لعلم السمات الخطية
paleographyللغة القبطية ،فهو يحدد تاريخ المخطوطة وأسماء الكتبة ،ومعلومات عن
1
- W. E. Crum, Inscriptions from Shenoute's Monastery, p. 564 ff.
2- W. H. Worrell, A short account of the Copts, (University of Michigan press, 1945), p. 20-22.
3
- H. Hyvernat, “Introduction au Porcher, E., Analyse des manuscrits coptes 1311-8 de la Bibliothèque
nationale, avec indication des texts bibliques”, Revue d’Egyptologie 1 (1933), pp. 105-116.
4
- Haikal F., “Egypt’s Past Regenerated by its Own People”, in: Consuming Ancient Egypt, edited by
M. Rice and S. MacDonald (New York, 2016), p. 124.
5
- M. Krause, “Scriptorium”, the Coptic Encyclopedia 7 (1991), p. 2108a.
6
- H. G. Evelyn-White, The Monasteries of the Wadi 'n Natrun, vol. 1, New Coptic Texts from the
Monastery of Saint Macarius, (New York, 1926), p. xlv.
7
- M. Krause and P. Labib, Gnostische und hermetische Schriften aus Codex II und VI. Abhandlungen
des Deutschen Archäologischen Instituts Kairo, Koptische Reihe 2., (Glückstadt, 1971), 106, 145.2023.
-8عبد احلليم نورالدين ،الل ة املصرية القدمية ،اخلط القبطى (الللية الصعيدية)( ،القاهرة ،)2009 ،ص .264
9
- J. M. Robinson, “The Discovery of the Nag Hammadi Codices”, Biblical Archaeologist, Cambridge,
MA 42 (1979), pp. 206-224, 16 ill. (1 in color), 1 map, 1 fig.
10
- W. Budge, Coptic Biblical Texts in the Dialect of Upper Egypt, (London, 1912), pl. 4.
9
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
المدارس التى تقوم بالتدريب على الكتابة ،ومعلومات عن تاريخ الكنائس واألديرة التى تذكرها.1
من أكبر مجموعة مخطوطات قبطية مكتشفة فى الفيوم فى دير رئيس المالئكة ميخائيل
بالقرب من قرية الحامولى ،توجد أغلبها فى مكتبة .2Pierpont Morganهذه المجموعة تتكون
من خمسين مخطوطة من الرق تؤرخ بالقرن التاسع والعاشر .3قام بشرائها اللورد Amherst
عام .1912وتقدم هذه المجموعة معلومات كيف كانت تتم عملية النسخ؛ على سبيل المثال،
(تبتونس "أم البريجات")،
يمكن تجميع معلومات عن عمل هذه المنشأة فى تطون
ويمكن تأريخ تلك المخطوطات من 861م أو 862إلى 913م أو 914أو فى الفترة من -820
920م .وهو ما يشير إلى أن دير رئيس المالئكة ميخائيل دُ َّمر فى العصر الفاطمى؛ أى حوالى
عام 914م .4قام Hyvernatبنشرها فى عام .1922وأقدم ذكر لناسخ من "أم البريجات"
يرجع إلى عام 862-861م ،وآخر ذكر يرجع إلى عام 1014م ،وقد نسخت تلك المخطوطات
فى مكان النسخ الخاص بالدير فى "تطون".
5
هناك ناسخ واحد فقط هو الكاهن "زكريا" يقدم نفسه ككاتب فى دير القالمون ،على النقيض
من ذلك لم يقدم أحدًا من النساخ المحليين نفسه كراهب فى الدير .وعلى الرغم من أن أولئك
النساخ كانوا يحملون القابًا كهنوتية إال أنهم عملوا على نطاق واسع فى المنزل ،فكان "بازل"
و"بطرس" الشماس إخوة ،وكذلك كل من الشماس "ستيفان" و"قالمون" .ويبدوا أن أماكن نسخ
المخطوطات التى فى تطون كانت عبارة عن ورش عمل عائلية صغيرة ،أو خاصة بنساخ
فرديين.6
إن مخطوطات األديرة التى بمنطقة "إدفو 7"tbwقد كتبت فى وقت متأخر قليالً من حوالى
عام 974م إلى القرن الثانى عشر الميالدى ،ويأتى فى مقدمة تلك األديرة دير "مورقوريوس" قد
تم شراؤها من مصر عام 1907بواسطة R. de Rustafjaellومحفوظة بالمتحف البريطانى،
حيث نشرها W. Budgeفيما بين عامى 1910و .1915تضم تلك المخطوطات نصوص من
الكتاب المقدس ،وكتابات من األناجيل المنحولة "األبوكرافيا" ،وعظات.
تبقى من العصور الوسطى مكتبات أديرة وادى النطرون التى قام ببحثها H. Evelyn-White
فى 1921-1920م .من تلك المكتبات مكتبة دير السريان التى تحتوى على مجموعة قيمة من
المخطوطات القبطية والعربية القديمة والهامة .8قد تم تدمير المكتبات القديمة عن طريق غارات
البدو فى األعوام ،408والغارة الثانية عام 434م ،444 ،ووقعت الغارة الخامسة عام 817م.9
ضا إلى تشتيت رهبان المنطقة ،وتكوين جماعات أخرى فى أماكن جديدة .10تعد مكتبة
وقد أدت أي ً
دير القديس مقار هامة بصفة خاصة ،منذ أن كان اإلمبراطور يمدها بالمال ،وفى منتصف القرن
- M. Krause, “Colophon”, Coptic Encylopedia 2 (1991), p. 576a-578a.
- H. Hyvernat, A Check list of the Coptic Manuscripts in the Pierpont Morgan Library, (New York,
1919); H. Hyvernat, H. Bibliothecae Pierpont Morgan codices coptici photographice expressi, 56 vols.
in 63 facsimiles. (Rome, 1922).
-3حممدى لتحى حممد ،سبل ومنليية تعليم الل ة القبطية ،ص .94
4
- S. G. Richter, “The Importance of the Fayoum for Coptic Studies”, In: Christianity and Monasticism
in the Fayoum Oasis: Essays from the 2004 International Symposium of the Saint Mark Foundation
and the Saint Shenouda the Archimandrite Coptic Society in Honor of Martin Krause, edited by G.
Gabra, (The American University in Cairo Press, 2005), p. 7.
5
- A. Lantschoot, Recueil des colophons des manuscrits chrétiens d'Egypte, vol. 1, Les colophons
coptes des manuscrits sahidiques. Bibliothèque du Muséon 1, (Louvain, 1929), nos. 3, 4, pp. 6-10.
6
- C. René-Georges, “Tutun”, Coptic Encyclopedia 7 (1991), pp. 2283a-2283b.
7
- W. M. Müller, "Der name der stadt Edfu", Rec de travaux 21 (1899), pp. 199-200.
8
- Y. 'Abdel Al-Masih, “An Unedited Bohairic Letter of Abgar”, Bulletin de l'Institut français
d'archéologie orientale 45 (1947), p. 65.
-9مسري جرجس ،هيماز الرببر على وادى النطرون ونتائيلا( ،البحرية ،)2003 ،ص .113
-10مسري جرجس ،هيماز الرببر على وادى النطرون ونتائيلا ،ص .72
1
2
10
المكتبات وأماكن نسخ المخطوطات القبطية
السادس الميالدى قام البطريرك بتحويل كرسيه إلى ذلك الدير .ما تبقى من المكتبة قليل ال
يتناسب مع ما كان عليه دير األنبا مقار من شهرة عظيمة فى العلوم والفنون .ومن الكتب القديمة
تكريس هيكل بنيامين ويرجع تاريخه إلى عام 1046ش1230-م ،مكتوب بالقبطية والعربية،
ضا ،وكذلك ميامر (سير) عن أخبار القديسين
وصلوات األكاليل والمعمودية بالقبطية والعربية أي ً
والرهبان والشهداء.
اشتهر دير األنبا مقار منذ القدم بما كان يحويه من طائفة من النساخ المهرة فى نساخة الخط
القبطى والعربى ،وكانوا يرسمون الحروف القبطية على اشكال طيور جميلة جذابة المنظر ،كما
كانوا يتفننون فى صنع ألوان الحبر الذى كانوا يصورون به الحروف والرسوم حتى أنه فى عهد
البطريرك "غبريال بن تريك" البطريرك السبعين طرد راهب من البرية لسوء سلوكه فذهب
ووشى إلى الحافظ أن الرهبان يعملون الكيمياء فأوفد معه استاذين وحضروا إلى الدير فوجدوا
رهبانًا نسا ًخا وعندهم كتب األبقطى وصنعة االصباغ ،فقال له أن هذه كتب الكيمياء فقبضوا
عليهم وكان منهم مرقص الناسخ ،وقمص أبو يحنس ،أبو مقار ونهبوا أوانى دير أنبا بيشوى
وأحضروهم إلى الوزير .ولما تحقق أنها صبغة لصنع األلوان التى يستعملونها فى النسخ والكتابة
أخلى سبيلهم ،وأعطى لهم كتاب األمان وأرسلهم إلى أديرتهم مكرمين.1
فى دير البرموس مكتبة من أثمن المكتبات فى األديرة ومن أنظمها ،ويرجع الفضل فى ذلك إلى
القمص "عبد المسيح صليب المسعودى البرموسى" الذى كان يهتم بها وقد ظهر أثره فى
المخطوطات الكثيرة التى وضعها على بعض كتبها والخرائط والكتب التى غذاها بها ،ويرجع
تاريخ أقدمها إلى عام 1096ش1380-م .وال تزال المكتبة تأخذ نصيبها من العناية الوافية
بفضل اهتمام المسئولين فى الدير عن طريق تعضيدها بشراء الكتب فى شتى أنواع المعرفة من
دينية ودنيوية .وتحتوى المكتبة على ما يزيد عن ستة عشر الف كتاب بين مخطوط ومطبوع2؛
حوالى 471مخطو ً
عا ،ومعظمها نسخت فى عهد األنبا "كيرلس" الخامس
طا ،و 289مطبو ً
الذى يرجع إليه الفضل فى جمع بقايا الكتب القبطية وترميمها وتجليدها ،وكان من رهبان الدير
فى القرن التاسع عشر.3
إن المكتبة الباقية قد سقطت فى االضمحالل حوالى منتصف القرن الرابع عشر الميالدى ،وفى
القرن السادس عشر حاول رئيس الدير "ساويرس" ترميم الكتب التى تمزقت من مجموعة دير
السريان بوادى النطرون -مكتوبة بالسريانية -بمضى الزمن ،وتم ترميمها فى 1624للمرة
األخيرة قبل أن تلفت المكتبة انتباه جامعى الكتب األوروبيين .4وبدأ إندثارها فى القرن السابع
عشر الميالدى .و Huntingtonإلى مكتبة Bodleianفى ،Oxfordوتحولت كتب Tattam
إلى مكتبة John Rylandsفى .Manchester
نجد اجزاء من المخطوطات أو صفحات مقسمة حاليًا بين مكتبات دول عديدة ،فباإلضافة إلى
مصر هناك إيطاليا (نابلس ،روما ،فينسيا) ،وفى بريطانيا (لندن ،مانشستر ،اكسفورد) ،فرنسا
(باريس) ،والنمسا ( Austriaفيينا) ،وروسيا (لننجراد ،موسكو) ،وهولندا (ليدن) ،والسويد
(استوكهولم) ،ألمانيا (برلين) ،والواليات المتحدة االمريكية (آن اربور) .لقد قام كل من W. E.
Crum, O. von Lemm, H. Hyvernat, L. T. Lefortوآخرين بمهمة إعادة تكوين
ضا
المخطوطات األصلية .فى مكتبات األديرة القديمة كان هناك المخطوطات اليونانية وأي ً
القبطية ،ويتضح ذلك من قائمة مخطوطات دير من الفيوم ،تضم كتابات العهد الجديد فى نسخ
-1رءوف حبيب ،اتريخ الرهبنة والديرية هل مصر وآاثرمها اإلنسانية على العامل ،ص .116
-2أ،سطينوس الربموسى ،دير الربموس بني املاضى واحلاضر( ،القاهرة ،)1993 ،ص .72
-3رءوف حبيب ،اتريخ الرهبنة والديرية هل مصر وآاثرمها اإلنسانية على العامل ،ص .113
-4برابرة واترسون ،أوباط مصر ،ص .173
11
مجلة كلية اآلثار – العدد التاسع عشر 2016
عديدة ،باإلضافة إلى مزامير بكال اللغتين القبطية واليونانية ،واجزاء من كتب دينية؛ بعضها من
البردى ،والبعض اآلخر من الرق .1وهناك قائمة كتب أخرى فى تورين.2
إن أعمال كل من "أوريجانوس" و"ديدموس الضرير" مكتوبة باليونانية ،قد تم العثور عليها
ضا من مكتبة دير .3وهناك مكتبة دير القديس
عام 1941فى دير "ارسينوس" بتورين جاءت أي ً
"فويبامون" بطيبة الغربية ،ولكن ليس هناك أية معلومات عن عدد المخطوطات المحفوظة بها.
ومن األماكن المجاورة تم العثور على كتالوج مكتبة بدير يرجع لحوالى عام 600م مكتوب على
شقافة كبيرة من الحجر الجيرى من دير إلياس الذى ال يعرف عنه سوى معلومات قليلة ،4تسرد
ثالثة أجزاء حوالى ثمانية عناوين وكذلك مواد الكتابة .قد تم شراء تلك الشقافة من أحد تجار
ضا على قوانين
اآلثار من األقصر ،وقام بنشرها .U. Bouriantكانت المكتبة تحتوى أي ً
الكنيسة ،5كتاب عن مولد الرب ،وعيد "إبيفانيوس" ،وحياة "مريم العذراء" ،وكتب عن "يوحنا
المعمدان" ،واعمال آباء االديرة "باخوميوس ،وشنودة" ،آباء الكنيسة "أثناسيوس ،وكيرلس
االول" ،وسير الرهبان ،والقديسين ،وآباء الكنيسة ،وكتابين عن الدفن ،وكتب طبية.6
المكتبات الخاصة:
لم يعن تدمير مكتبة اإلسكندرية توقف الحركة العلمية بمصر واإلسكندرية ،فقد توفر لدى الكثير
من األفراد واألديرة المنتشرة فى سائر أنحاء اإلسكندرية الكثير من أنواع الكتب المختلفة سواء
كانت كتب دينية أم فلسفية أم أدبية .فقد وجدت باإلسكندرية مكتبات خاصة يملكها أفراد ومن
أمثلة هذه المكتبات ،مكتبة كان يمتلكها العالم "كزماس" كان يعير من كتبها بسخاء لمن يحب أن
فقيرا جدًا ،فلم يكن فى بيته شئ من األثاث إال فراشه ومنضدة فى حين كانت الكتب
يقرأ ،وكان ً
تمأل البيت .وكان "كزماس" ذاته مكبًا على القراءة والتصنيف ،يجادل اليهود جدالً عنيفًا ويرد
على كتاباتهم .وقد استفاد من مكتبة "كزماس" المؤرخان "حنّا مسكوس" (ولد حوالى 550م
وتوفى 619أو 634م) وتلميذه صفرونيوس (638-560م) الذى صار بطرير ًكا لبيت المقدس
(638-634م) .ومن المكتبات الخاصة كذلك باإلسكندرية مكتبة مطران "آمد" التى ذاع ذكرها
كبيرا من الكتب أثناء
قدرا ً
فى اوائل القرن السادس الميالدى ،وقد استطاع هذا المطران أن يجمع ً
إقامته باإلسكندرية .عالوة على مكتبة "فالفيوس ديسقورس" الذى عاش فى القرن السادس
الميالدى ،وله العديد من القصائد الشعرية ،وقد ألف معج ًما إغريقيًا قبطيًا مما يدل على انتشار
اللغة القبطية آنذاك ،خاصة بين رجال الدين والطبقات الدنيا ،وقد كان فالفيوس من أكثر الشعراء
انتشارا فى مصر فى تلك الفترة.7
- W. E. Crum, “Coptic Papyri”, In Medum, edited by Flinders Petrie, (London, 1892), p. 50.
- W. E. Crum, the Monastery of Epiphanius at Thebes, vol. 1, (New York, 1926), p. 205.
3
- L. Koenen, and W. Müller-Wiener. “Zu den Papyri aus dem Arsenioskloster bei Tura”, Zeitschrift
für Papyrologie und Epigraphik 2 (1968), p. 48.
4
- W. E. Crum, the Monastery of Epiphanius at Thebes, vol. 1, p. 113.
-5هــى وـوانني آابء الكنيســة القبطيــة ووديســيلا ،وــاموا بت ايــة الكنيســة االرثووكســية بتعــاليملم واحكــاملم منــا بدايــة املســيحية وحـ القــرن الثالــع ع ــر ،ومصــدر تلـ
1
2
القوانني العام واالصيل هو املسيحR-G Coquin, “Canon Law”, The Coptic encyclopedia 5 (1991), pp. 449b-451b. :
- M. Krause, “Libraries”, The Coptic encyclopedia 5 (1991), p. 1450.
-7ليلى عبد اجلواد إمساعيل ،اتريخ مصر وحضارهتا هل احلقبة البي نطية -القبطية ،ص .240-239
6
12