[go: up one dir, main page]

0% found this document useful (0 votes)
49 views189 pages

الاعتراض عل حكم التحكيم عبد الله الراجحي ماجستير

تتناول الوثيقة دراسة حول التحكيم كوسيلة لحل النزاعات في المملكة العربية السعودية، موضحةً أهميته ومزاياه مقارنة بالقضاء التقليدي. كما تسلط الضوء على التنظيمات القانونية المتعلقة بالتحكيم التي تم تطويرها لمواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد الوثيقة على دور التحكيم في تعزيز الثقة لدى المستثمرين وتسهيل بيئة الأعمال.
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
49 views189 pages

الاعتراض عل حكم التحكيم عبد الله الراجحي ماجستير

تتناول الوثيقة دراسة حول التحكيم كوسيلة لحل النزاعات في المملكة العربية السعودية، موضحةً أهميته ومزاياه مقارنة بالقضاء التقليدي. كما تسلط الضوء على التنظيمات القانونية المتعلقة بالتحكيم التي تم تطويرها لمواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد الوثيقة على دور التحكيم في تعزيز الثقة لدى المستثمرين وتسهيل بيئة الأعمال.
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 189

‫املنلكة العربًة السعىدية‬

‫وزارة التعلًه العالٌ‬


‫جامعة اإلماو حمند بً سعىد اإلسالمًة‬
‫املعهد العالٌ للكطاء‬
‫قسه السًاسة الصرعًة‬
‫شعبة األىظنة‬

‫االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬


‫دراسة مكارىة‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ػجذاهلل ثٍ حضني انشاجح‪ٙ‬‬

‫إشراف فطًلة األستاذ الدكتىر ‪:‬‬

‫ػجذانشمحٍ ثٍ صاليخ ادلز‪ُٙٚ‬‬


‫ػً‪ٛ‬ذ ادلؼٓذ انؼبيل نهمؼبء‬

‫العاو اجلامعٌ ‪1341‬هـ ‪1341-‬هـ‬


‫بسه اهلل الرمحً الرحًه‬

‫ادلمذيخ ‪:‬‬

‫‪          ‬‬ ‫اغبمد هلل القائل ‪‬‬
‫‪.)1( ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫والصالة والسالـ على أشرؼ األنبياء واؼبرسلُت نبينا ؿبمد وعلى آلو الطيبُت الطاىرين وصحابتو‬
‫الغر اؼبيامُت ومن تبعهم بإحساف إذل يوـ الدين ‪.‬‬
‫أيب ثؼذ ‪:‬‬

‫فإف من أعظم ما اىتمت بو الشريعة اإلسالمية واستهدفتو إقامة العدؿ والقضاء على الظلم قاؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ،‬وقاؿ تعاذل ‪ :‬‬ ‫تعاذل ‪       :‬‬
‫‪.)3(‬‬ ‫‪         ‬‬

‫وقاؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪ ((:‬إف اؼبقسطُت عند اهلل على منابر من نور عن يبُت الرضبن عز‬
‫وجل وكلتا يديو يبُت اللذين يعدلوف يف حكمهم وأىليهم وما ُولوا ))(‪.)4‬‬
‫وؼبا كاف التحكيم منو يعترب من األنبية دبكاف ويستعاف بو إذل جانب القضاء يف ربقي العدؿ‬
‫ودفع الظلم واحتياج الناس إليو واالستعانة برجالو لفض منازعاهتم وقضاء حوائجهم بأسرع‬
‫الطرؽ وأسهلها‪.‬‬
‫ويعترب التحكيم من أقدـ الوسائل اليت عرفتها البشرية لفض اؼبنازعات بينهم وتسوية خصوماهتم‬
‫وؼبا جاء اإلسالـ ببعثة اؼبصطفى صلى اهلل عليو وسلم أقر التحكيم جبانب وسائل فض النزاع‬

‫(‪ ) 1‬سورة النساء آية ( ‪. ) 65‬‬


‫(‪) 2‬سورة النحل ‪ ،‬آية ( ‪. )99‬‬
‫(‪ ) 3‬سورة اؼبائدة ‪ ،‬آية ( ‪)8‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجو مسلم يف صحيحو‪ :‬كتاب األمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلماـ العادؿ وعقوبة اعبائر‪ ،‬حديث رقم (‪.)1827‬‬

‫‪2‬‬
‫‪         ‬‬ ‫األخرى قاؿ تعاذل ‪:‬‬
‫‪.)1( ‬‬ ‫‪            ‬‬

‫لذلك ناؿ موضوع التحكيم اىتماماً بالغاً من فقهاء اإلسالـ فعرضوا ؼبسائلو يف كتب الفقو‬
‫واغبديث والتفسَت كما اىتم بو فقهاء القانوف فكتبوا يف مسائلو حبثاً وتأصيالً فضالً عن‬
‫مقارنتهم بُت قواعد التحكيم يف أنظمة الدوؿ اؼبختلفة ‪.‬‬
‫ونظراً ؼبا يتمتع بو التحكيم من مزايا وخصائص قد ال توجد يف القضاء الرظبي التابع للدولة‬
‫كالسرعة والسرية وؼبا يتمتع بو احملكم من كفاءة وخربة ومعرفة يف موضوع النزاع اؼبعروض أمامو‬
‫‪ ،‬حظي التحكيم باىتماـ بالغ على كافة اؼبستويات الوطنية والدولية ‪ ،‬اختلف ىذا االىتماـ‬
‫باختالؼ العصور واغبضارات وتطور تبعاً للتطورات االقتصادية والسياسة واالجتماعية اليت‬
‫غبقت بسائر اجملتمعات واليت كانت ؽبا دور كبَت يف أف يضحى التحكيم كقضاء خاص –‬
‫سواء يف ذلك التحكيم الوطٍت أو التحكيم الدورل – دبثابة متطلب ضروري ىاـ ال يستغٌت‬
‫عنو ‪.‬‬
‫وتأسيساً على ىذا الواقع حرصت سائر الدوؿ على تنظيم كافة جوانب التحكيم دبوجب قواعد‬
‫نظامية تتناوؿ فيو التحكيم من بداية اتفاؽ أطراؼ التحكيم عليو وحىت صدور اغبكم فيو ومن‬
‫مث االعًتاض عليو أو تصدي اغبكم واألمر بتنفيذه ‪.‬‬
‫وىذه القواعد اؼبنظمة للتحكيم أفردت ؽبا بعض الدوؿ أبواباً خاصة ضمن أنظمة اؼبرافعات يف‬
‫حُت حرصت بعض الدوؿ األخرى على زبصيص نظاـ مستقل لقواعد التحكيم ‪.‬‬
‫وىذا االىتماـ من قبل الدوؿ يف تنظيم التحكيم يأيت مسانبة منها يف سياسة إصالح اقتصادي‬
‫اؽبدؼ منو هتيئة مناخ االستثمار الوطٍت والدورل وجذب رؤوس األمواؿ األجنبية لالستثمار‬
‫على أراضيها ألف اؼبستثمر األجن ي يفضل عادة أسلوب التحكيم كوسيلة لفض اؼبنازعات‪،‬‬
‫ويعطي اؼبستثمر الثقة واالطمئناف ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬سورة النساء آية ( ‪. ) 35‬‬

‫‪3‬‬
‫ويف اؼبملكة العربية السعودية حظي التحكيم بعناية أورل األمر منذ بداية التنظيم القضائي‬
‫اغبديث للمملكة كوسيلة من وسائل الفصل يف اؼبنازعات انطالقا من مشروعيتو ومن الفوائد‬
‫واؼبزايا العديدة اليت يقدمها للمتنازعُت وللجهات القضائية الرظبية يف الدولة ‪.‬‬
‫فقد نص أقدـ نظاـ ذباري يف اؼبملكة وىو نظاـ احملكمة التجارية الصادر باألمر العارل رقم (‬
‫‪ ) 32‬وتاريخ ‪1359 /1 / 15‬ىػ على التحكيم وأفرد لو اؼبواد من ‪ 493‬إذل ‪. 497‬‬
‫ونتيجة للتطورات االقتصادية اليت مرت هبا اؼبملكة أصبحت اغباجة ماسة إذل إعادة تنظيم‬
‫التحكيم بشكل يتناسب مع ىذه التطورات فصدر ؽبذا أوؿ تنظيم حديث للتحكيم حيث‬
‫تضمن نظاـ الغرؼ التجارية الصناعية الصادر باؼبرسوـ اؼبلكي رقم ـ ‪ 6/‬وتاريخ‬
‫‪1499/4/22‬ىػ ‪ .‬وكذلك الئحتو التنفيذية الصادرة دبوجب قرار وزير التجارة رقم‬
‫‪1871‬وتاريخ ‪1491/5/22‬ىػ‪ .‬نصوصاً تنظم التحكيم التجاري بالشكل الذي يل ي‬
‫متطلبات التجارة الداخلية والدولية يف وقت واحد مث بعد ذلك قاـ اؼبنظم السعودي بإصدار‬
‫نظاـ التحكيم اغبارل الصادر دبوجب اؼبرسوـ اؼبلكي رقم ـ ‪ 46/‬وتاريخ ‪1493/7/12‬ىػ ‪،‬‬
‫متضمناً طبساً وعشرين مادة ‪ ،‬كما أصدر الئحتو التنفيذية دبوجب قرار ؾبلس الوزراء رقم ‪/7‬‬
‫‪/ 2921‬ـ وتاريخ ‪1495/9/8‬ىػ ‪ ،‬متضمناً شباين وأربعُت مادة تفصل ما جاء من أحكاـ يف‬
‫نظاـ التحكيم ‪.‬‬
‫كل ذلك حرصاً من اؼبنظم السعودي ؼبا سبليو رياح التطور السريع يف ىذا العصر‪.‬‬
‫ودل يقتصر اؼبنظم السعودي على إصدار األنظمة اؼبتعلقة بالتحكيم فحسب بل حرص كما‬
‫حرصت غَته من الدوؿ على عقد اللقاءات وتوقيع االتفاقيات اليت تًتكز على التحكيم‬
‫ومسائلو اؼبختلفة ‪.‬‬
‫وقد حرص اؼبنظم السعودي كذلك دوماً على أف يكوف لقضاء الدولة – باعتباره األصل –‬
‫دوراً يف التحكيم ىبتلف باختالؼ اإلجراءات والقواعد اؼبنظمة لو ‪،‬حيث نظم اؼبنظم السعودي‬
‫إجراءات الرقابة القضائية على أحكاـ احملكمُت ومن األمور اليت اىتم هبا ونص عليها نظاـ‬
‫التحكيم السعودي ‪ :‬مسألة اإلعًتاض على أحكاـ احملكمُت حيث نصت اؼبادة (‪ )18‬من‬
‫نظاـ التحكيم‪ (( :‬صبيع األحكاـ الصادرة من احملكمُت ولو كانت صادرة بإجراء من إجراءات‬

‫‪4‬‬
‫التحقي هبب إيداعها لدى اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع وإبالغ اػبصوـ بصور منها وهبوز‬
‫للخصوـ تقدمي اعًتاضاهتم على ما يصدر من احملكمُت إذل اعبهة اليت أودع لديها اغبكم خالؿ‬
‫( ‪ ) 15‬يوماً من تاريخ إبالغهم بأحكاـ احملكمُت وإال أصبحت هنائية)) ‪.‬‬
‫وقررت اؼبادة ( ‪ )19‬ما يلي ‪ (( :‬إذا قدـ اػبصوـ أو أحدىم اعًتاضاً على حكم احملكمُت‬
‫خالؿ اؼبدة اؼبنصوص عليها يف اؼبادة السابقة تنظر اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع يف‬
‫االعًتاض وتقرر إما رفضو وتصدر األمر بتنفيذ اغبكم أو قبوؿ اإلعًتاض وتفصل فيو )) ‪.‬‬
‫وقررت اؼبادة ( ‪ ) 29‬ما يلي ‪ (( :‬يكوف حكم احملكمُت واجب التنفيذ عندما يصبح هنائياً‬
‫وذلك بأمر من اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع ويصدر ىذا األمر بناءً على طلب أحد ذوي‬
‫الشأف بعد التثبت من عدـ وجود ما يبنع من تنفيذه شرعاً )) ‪.‬‬
‫وقررت اؼبادة ( ‪ ) 21‬ما يلي ‪ (( :‬يعترب اغبكم الصادر من احملكمُت بعد إصدار األمر بتنفيذه‬
‫حسب اؼبادة السابقة يف قوة اغبكم الصادر من اعبهات اليت أصدرت األمر بالتنفيذ) ‪.‬‬
‫وكذلك عقد ؼبسألة إصدار اغبكم التحكيمي واإلعًتاض عليو واألمر بتنفيذه الباب الرابع من‬
‫الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم ‪.‬‬
‫ويستدؿ من ىذه النصوص أف حكم التحكيم ىو حكم لو خصائص األحكاـ الصادرة من‬
‫السلطة القضائية يف الدولة ‪ ،‬ويتم االعًتاض عليو من اػبصوـ أو أحدىم خالؿ اؼبدة اؼبنصوص‬
‫عليها يف اؼبادة ( ‪ )18‬من نظاـ التحكيم أماـ اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع ‪.‬‬
‫ويف الواقع العملي قبد أف العمل يف ؿباكم القضاء العاـ وديواف اؼبظادل قد استقر على النظر يف‬
‫اإلعًتاضات على أحكاـ احملكمُت حسب درجات التقاضي ابتدائياً واستئنافياً واليت نص عليها‬
‫نظاـ اؼبرافعات الشرعية وقواعد اؼبرافعات واإلجراءات أماـ ديواف اؼبظادل الصادرة بقرار ؾبلس‬
‫الوزراء رقم ( ‪ )199‬وتاريخ ‪1499/11/16‬ىػ ‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى أف اغبكم الذي تصدره اعبهة القضائية اؼبختصة بشأف قبوؿ أو رفض اإلعًتاض‬
‫على حكم التحكيم قابل لإلستئناؼ واإلعًتاض عليو أماـ احملكمة أو اؽبيئة القضائية األعلى‬
‫درجة فمثالً إذا صدر ىذا اغبكم من احملكمة العامة فإنو يكوف قابالً للطعن فيو واالعًتاض‬

‫‪5‬‬
‫عليو أماـ ؿبكمة االستئناؼ ‪ ،‬وإف كاف اغبكم صادراً من إحدى دوائر ديواف اؼبظادل يكوف‬
‫قابالً للطعن فيو واالعًتاض عليو أماـ إحدى ؿباكم اإلستئناؼ يف الديواف ‪.‬‬
‫وبذلك سبر الدعوى التحكيمية بثالث درجات أي بزيادة درجة عن الدعوى القضائية ‪،‬‬
‫فالدرجة األوذل ىيئة التحكيم والدرجة الثانية احملكمة أو الدوائر القضائية اؼبختصة والدرجة‬
‫الثالثة واألخَتة ؿبكمة االستئناؼ يف القضاء العاـ أو ؿباكم االستئناؼ يف ديواف اؼبظادل‪،‬‬
‫وعندما يطب نظاـ القضاء ونظاـ ديواف اؼبظادل اعبديدين ‪ ،‬ستمر الدعوى التحكيمية بأربع‬
‫درجات ألف النظامُت اعبديدين جعال التقاضي على ثالث درجات ‪ ،‬ىي الدرجة االبتدائية‬
‫والدرجة االستئنافية ودرجة النقض أماـ احملكمة العليا‪.‬‬
‫وفبا تقدـ يتضح أف الفصل يف اؼبنازعات عن طري التحكيم يستغرؽ وقتاً أطوؿ من الفصل‬
‫فيها مباشرة عن طري القضاء ‪ ،‬وىو أمر يتناىف مع أحد األىداؼ الرئيسة من اللجوء إذل‬
‫التحكيم ‪ ،‬وىو سرعة الفصل يف النزاع‪ ،‬فهذا التطويل يف اإلجراءات يؤدي إذل إطالة أمد النزاع‬
‫‪ ،‬وىو أمر ال يتناسب مع طبيعة القضايا التجارية وخصوصاً اؼبتعلقة بعقود التجارية الدولية‬
‫واالستثمارات األجنبية ‪ ،‬فأطراؼ ىذه القضايا ال يفضلوف التحكيم إال على أساس ما يتمتع‬
‫بو من مزايا‪ ،‬ومنها سرعة الفصل يف اؼبنازعات ‪ ،‬ولذلك فإف قوانُت بعض الدوؿ توجب عدـ‬
‫جواز الطعن يف أحكاـ احملكمُت بأي طري من طرؽ الطعن العادية أو غَت العادية إال إذا كاف‬
‫الطعن قائما على أساس بطالف حكم التحكيم يف حاالت ؿبددة على سبيل اغبصر مثل عدـ‬
‫وجود اتفاؽ ربكيم أو بطالنو أو قابليتو لإلبطاؿ أو سقوطو بانتهاء مدتو ‪ .‬وال يفضل بعض‬
‫الشراح ىذا االذباه ألف الرقابة القضائية على أحكاـ احملكمُت أمراً ضرورياً لتحقي العدالة ‪ ،‬إذا‬
‫عن طريقها يبكن تصحيح األخطاء اليت قد تشوب حكم التحكيم ‪ ،‬ولكن ينبغي أف تكوف‬
‫ىذه الرقابة بطريقة تتالءـ مع طبيعة وأىداؼ التحكيم ويف مقدمتها سرعة الفصل يف‬
‫اؼبنازعات(‪.)1‬‬
‫ومن ىنا تظهر أنبية اغبديث عن مسألة االعًتاض على أحكاـ احملكمُت كأىم العقبات اليت‬
‫تواجو اغبكم التحكيمي بعد صدروه ‪ ،‬والذي اخًتتو عنوانا لرساليت للماجستَت كدراسة مقارنة‬

‫(‪ ) 1‬مق ػػاؿ ‪ :‬نظ ػ ػرات يف مسػ ػػألة االع ػ ػًتاض علػ ػػى أحكػ ػػاـ احملكمػ ػػُت‪ ،‬ػبالػ ػػد أضبػ ػػد عثمػ ػػاف‪ ،‬منشػ ػػور يف صػ ػػحيفة‬
‫االقتصادية‪ ،‬عدد ( ‪ ، )5296‬اؼبواف ‪2998/1/12 :‬ـ ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بُت نظاـ التحكيم السعودي وبُت موقف الفقو اإلسالمي وبُت أنظمة بعض الدوؿ العربية‬
‫واإلسالمية وقانوف األونسًتاؿ ومعرفة مدى ؾباراهتا وؿباكاهتا للتطور اغباصل يف عادل التحكيم‬
‫وما ربتاجو بعض ىذه األنظمة من ربديث وتعديالت تتناسب مع التحكيم وأىدافو‪.‬‬
‫وستقوـ ىذه الدراسة إف شاء اهلل ببياف األحكاـ الفقهية والنظامية ؼبسألة اإلعًتاض على حكم‬
‫التحكيم وضوابطو وشروطو مع ذكر اؼبواد اليت نصت على ذلك من مع تطبي كل ذلك على‬
‫الواقع القضائي وذلك عن طري دراسة عدد من أحكاـ القضاء يف اؼبملكة العربية السعودية‬
‫وموقف القضاء السعودي من ىذه اؼبسألة لذا كاف من الواجب االىتماـ هبذا اؼبوضوع وتناولو‬
‫بالبحث والدراسة ‪.‬‬
‫‪-‬أًْ‪ٛ‬خ ادلٕػٕع ‪:‬‬

‫من خالل ما سبق من التقديم لهذا الموضوع فإن أىميتو تتمثل في نقاط منها‪:‬‬
‫‪-1‬أف اؼبنظم السعودي نظَّم التحكيم بنظاـ خاص ض َّمنو قواعد وضوابط خاصة عند تسجيل‬
‫وقيد إجراءات إتفاؽ التحكيم من قبل اعبهة القضائية اؼبختصة بنظر موضوع النزاع أصالً‬
‫كما ض َّمن ىذا النظاـ قواعد تسمح لكل ذي مصلحة اغب يف االعًتاض على اغبكم‬
‫التحكيمي قضائياً ‪ ،‬األمر الذي ترتب عليو وجود اعًتاضات عديدة على األحكاـ‬
‫التحكيمية سواء قبلت ىذا االعًتاضات أو رفضت لذلك جاءت أنبية ىذا اؼبوضوع نظراً‬
‫ؼبا سبثلو عملية التحكيم من أنبية كربى يف اغبياة االقتصادية اليوـ ‪.‬‬
‫‪-2‬اإلزدياد اؼبطرد يف استعانة أرباب التجارات يف اؼبملكة برجاالت التحكيم التجاري لفض‬
‫منازعاهتم ومعامالهتم التجارية بُت بعضهم البعض ىروباً منهم من إجراءات التقاضي لدى‬
‫ؿباكم الدولة الرظبية وما ينشأ عنها من طوؿ أمد التقاضي وتكاليفو ‪،‬األمر الذي يربز أنبية‬
‫حبث ىذا اؼبوضوع ذبلية لو ‪.‬‬
‫‪-3‬تزايد حركة رؤوس األمواؿ وانتعاش االستثمارات والتعاقدات التجارية سواء منها الوطنية أو‬
‫األجنبية جراء اؼبتغَتات العاؼبية االقتصادية وإقًتاب العالقات االقتصادية وتداخلها‪ ،‬وفتح‬
‫أبواب البلداف لإلستثمار ومع ىذا كلو تعالت األصوات يف العادل التجاري اليوـ باػبروج‬
‫من عباءة القضاء إذل عادل أرحب وأسرع أال وىو عادل التحكيم ‪ ،‬الذي تبوأ مكانة متميزة‬

‫‪7‬‬
‫كوسيلة فض اؼبنازعات التجارية بُت األفراد والشخصيات اؼبعنوية ‪ ،‬األمر الذي يربز معو‬
‫أنبية حبث ىذا اؼبوضوع ذبلية لو‪.‬‬
‫‪-4‬االىتماـ الوطٍت والدورل بالتحكيم بكافة مستوياتو سواء ما يتعل منها بإنشاء اؼبراكز‬
‫اؼبتخصصة للتحكيم اؼبلبية غباجات التجارة احمللية أو الدولية يف ظل اإلنفتاح االقتصادي‬
‫الذي يشهده العادل اليوـ‪ ،‬كما حرصت اغبكومات ومنها حكومة خادـ اغبرمُت الشريفُت‬
‫أيده اهلل على عقد اللقاءات وتوقيع االتفاقيات واليت يركز بعضها على قضية االعًتاض‬ ‫َّ‬
‫على أحكاـ احملكمُت ‪ ،‬األمر الذي يربز معو أنبية اؼبوضوع ذبلية لو ‪.‬‬
‫‪ -5‬أف نظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذية تضمنت قواعد إجرائية وشكلية وموضوعية‬
‫هبب على كل من أراد االعًتاض على حكم التحكيم التقيد هبا ولذلك جاءت أنبية ىذا‬
‫اؼبوضوع ‪.‬‬
‫‪-6‬أف نظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذية أضفى على التحكيم الرقابة القضائية الوطنية‬
‫وسلطتها على أحكاـ التحكيم الداخلية ‪ ،‬ـبالفاً بذلك كثَت من األنظمة اغبديثة اليت‬
‫أخذت بنهائية حكم التحكيم حبيث ال يعًتض عليو أماـ القضاء بوسائل اإلعًتاض‬
‫اؼبعروفة من استئناؼ أو نقض أو إعادة ؿباكمة واعتربت ىذه األنظمة اغبديثة أف اؼبنازعات‬
‫الالحقة على صدور حكم التحكيم تقضي على ؿباسن التحكيم ويفقد بو قيمتو جراء‬
‫الطعن فيو لذى برزت أنبية اغبديث عن ىذا اؼبوضوع كأىم العقبات اليت تواجو حكم‬
‫التحكيم بعد صدوره‪.‬‬
‫‪-7‬إبراز أحكاـ القضاء السعودي يف ىذا اؼبوضوع واليت تضمنت قواعد ومبادئ وضوابط يف‬
‫مسألة اإلعًتاض على أحكاـ التحكيم وقبوؿ القضاء لإلعًتاض من عدمو ولذلك جاءت‬
‫أنبية ىذا اؼبوضوع ‪.‬‬
‫فمن خالؿ ما سب ذكره كاف من الواجب االىتماـ هبذا اؼبوضوع وتناولو بالبحث والدراسة‪.‬‬
‫‪-‬أصجبة اخز‪ٛ‬بس ادلٕػٕع ‪:‬‬

‫‪-1‬رغبيت الشخصية يف طرؽ ىذا اؼبوضوع ‪.‬‬


‫‪-2‬جدة ىذا اؼبوضوع حيث ال يوجد حبث أكاديبي –حسب علمي تطرؽ لو‪.-‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬أف من متطلبات اغبصوؿ على شهادة اؼباجستَت من اؼبعهد العارل للقضاء التقدـ دبشروع‬
‫حبث تكميلي تتوهباً للدراسة النظرية اليت يقضيها الطالب يف السنتُت اؼبنهجيتُت ‪.‬‬
‫‪-4‬كوين دل أقف على من تكلم عن موضوع اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي بشكل علمي‬
‫مؤصل فقهياً ونظامياً رغم أنبيتو ومشكالتو اؼبتشعبة ‪.‬‬
‫‪ -5‬أف ؿباكم القضاء يف اؼبملكة تزخر بعدد من االعًتاضات على أحكاـ احملكمُت األمر‬
‫الذي يستدعي معو بياف موقف القضاء السعودي من تلك اإلعًتاضات واستنباط‬
‫األصوؿ الفقهية والنظامية اليت اعتمد عليها القضاء يف ذلك ‪.‬‬
‫‪-6‬إبراز اعبانب التطبيقي ؽبذا اؼبوضوع واؼبتمثل بأحكاـ القضاء السعودي يف ذلك ‪.‬‬
‫‪ -7‬اغباجة اؼباسة يف سد الثغرة يف ىذا اؼبوضوع إلثراء اؼبكتبة القضائية والشرعية السعودية يف‬
‫ىذا اعبانب الذي أحاوؿ فيو قدر استطاعيت استخالص أصولو الفقهية والقضائية‬
‫والنظامية ‪.‬‬
‫‪-‬يشكهخ انجحث ٔرضبؤالد انذساصخ ‪:‬‬

‫‪- 1‬تتلخص مشكلة الدراسة يف عدـ وجود من تكلم وحبث ىذه اؼبسألة – على حد علمي‬
‫– من الناحية التأصيلية فقهاً ونظاماً بشكل علمي متخصص وكذلك إبراز التطبي‬
‫القضائي ؼبسألة االعًتاض على اغبكم التحكيمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬كما أف ىذه الدراسة تعٍت جبانبُت أحدنبا نظري واآلخر تطبيقي واالرتباط بينهما وثي‬
‫جداً ال ينفصالف ألبتو‪ ،‬األمر الذي لو أثره الظاىر يف صعوبة ىذه الدراسة ‪ ،‬السيما أف‬
‫ىذه الدراسة تعتٍت دبدى تطاب اعبانب النظري مع اعبانب التطبيقي ‪.‬‬
‫ومن خالؿ ما تقدـ فإف ىذه الدراسة تستهدؼ اإلجابة عن صبلة من التساؤالت منها ‪:‬‬
‫‪-‬ما اؼبراد باالعًتاض على اغبكم التحكيمي واؽبدؼ منو ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬ما ىي مربرات الرقابة القضائية على أحكاـ التحكيم ؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما ىي أسباب اإلعًتاض على حكم التحكيم وبياف موقف الفقو والقضاء والنظاـ من‬
‫ذلك ؟‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬من لو ح اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬ما ىي طبيعة اغبكم التحكيمي وموقف الفقو والنظاـ من ذلك؟‪.‬‬
‫‪-‬ما ىو دور القضاء وسلطتو يف عملية التحكيم ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬ما ىي إجراءات اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬ما ىي اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر اإلعًتاض على اغبكم التحكيم ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬ما ىي إجراءات البت يف اإلعًتاض بالقبوؿ أو الرفض واآلثار الناذبة عنهما ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬انذساصبد انضبثمخ ‪:‬‬
‫إف موضوع اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي دل ينل حقو من البحث وىذا ما يظهر مػن خػالؿ‬
‫البحث وتقليب فهارس اؼبكتبات العامة والتجارية ‪.‬‬
‫ودل أجػػد كتابػػات يف ىػػذا اؼبوضػػوع سػػوى بعػػض الكتابػػات اؼبتعلقػػة بأحكػػاـ التحكػػيم عموم ػاً يف‬
‫ض ػػوء الفق ػػو اإلس ػػالمي أو النظ ػػامي ومس ػػائل التحك ػػيم اؼبختلف ػػة م ػػن ذك ػػر ؼبش ػػروعية التحك ػػيم‬
‫وأصػػوؿ مسػػائلو وشػػروط التحكػػيم واحملكػػم وآدابػػو وصػػفاتو وكبوىػػا ‪ ،‬والػػيت دل تتطػػرؽ إذل موضػػوع‬
‫اإلع ػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي ‪ ،‬أو تطرقػػت لػػو ولكػػن بشػػكل مػػوجز جػػداً وغػػَت متخص ػص‬
‫باإلضافة إذل فقداهنا اعبانب الشرعي والتطبيقي يف تأصيل مسائل ىذا اؼبوضوع‪.‬‬
‫أمػػا البحػػوث الػػيت تناولػػت موضػػوع اإلع ػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي فبعػػد البحػػث يف فهػػارس‬
‫مكتبػػة اؼبعهػػد العػػارل للقضػػاء‪ ،‬واؼبكتبػػة اؼبركزيػػة جبامعػػة اإلمػػاـ ؿبمػػد بػػن سػػعود اإلسػػالمية ومكتبػػة‬
‫معهد اإلدارة العامة ومكتبة مركز اؼبلػك فيصػل للدراسػات اإلسػالمية ومكتبػة اؼبلػك فهػد الوطنيػة‬
‫دل أجد ىناؾ حبوثاً تكميلة أو رسائل ماجستَت أو دكتوراه قد تناولت ىذا اؼبوضوع‪.‬‬
‫ان موضااوع التيماايم ام ا وماان‬ ‫وإن كااان ماان يااوث يتاادر التنبيااو إليهااا فهااي تبي ا‬
‫أىمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التيميم في الفقو اإلسالمي ‪:‬‬
‫وىي رسالة مقدمة لنيػل درجػة اؼباجسػتَت يف الفقػو يف كليػة الشػريعة بالريػاض عػاـ ‪1499‬ى ػ ‪،‬مػن‬
‫الباحث حسن بن أضبد الغزارل وىي دراسة غَت منشورة‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫قاـ الباحث يف ىذه الدراسة بتعريف التحكيم لغة وشػرعاً وبيػاف األصػل يف مشػروعيتو كمػا ذكػر‬
‫الشػػروط اؼبعتػػربة يف احملكػػم وتعيين ػو‪ ،‬والتصػػرفات الصػػادرة منػػو وحكمػػو وآثػػار صػػدوره ‪ ،‬مث أىػػم‬
‫تطبيقات التحكيم الػواردة يف النصػوص الشػرعية ‪ ،‬وذكػر فيهػا التحكػيم يف اغبػرب بػُت اؼبسػلمُت‬
‫والكفػػار‪ ،‬والتحكػػيم يف جػزاء الصػػيد‪ ،‬والتحكػػيم يف الشػػقاؽ بػػُت الػػزوجُت وأعقػػب ذلػػك بدراسػػة‬
‫فقهية لبعض مواد نظاـ التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫ودراسيت ؽبذا اؼبوضوع زبتلف عن ىذه الدراسة السابقة يف كوف دراسػيت هتػتم دبوضػوع االعػًتاض‬
‫علػػى اغبكػػم التحكيمػػي يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية مػػن حيػػث الشػػروط اؼبوضػػوعية واإلجرائيػػة‬
‫اليت نص عليها نظػاـ التحكػيم السػعودي والئحتػو التنفيذيػة مقارنػاً ذلػك بالفقػو اإلسػالمي بينمػا‬
‫اىتمػػت دراس ػػة الغ ػزارل ب ػػالتحكيم الع ػػاـ يف الفق ػػو اإلس ػػالمي‪ ،‬فدراس ػػيت تعت ػػرب أخ ػػص م ػػن جه ػػة‬
‫اقتصارىا على مسألة االعًتاض على حكم التحكيم ‪.‬‬
‫‪-2‬قضاء التيميم ‪:‬‬
‫وى ػػو حب ػػث مق ػػدـ لني ػػل درج ػػة اؼباجس ػػتَت يف قس ػػم الفق ػػو اؼبق ػػارف يف اؼبعه ػػد الع ػػارل للقض ػػاء ع ػػاـ‬
‫‪1494‬ى ػ ‪ ،‬م ػن الباحػػث ‪ :‬ضبػػود بػػن عبػػداهلل اؼبطل ػ وقػػد قسػػم حبثػػو لعػػدة أب ػواب ‪ ،‬ففػػي األوؿ‬
‫ذك ػػر مش ػػروعية التحك ػػيم وتعريف ػػو ويف الث ػػاين م ػػا هب ػػري في ػػو التحك ػػيم والثال ػػث يف التحك ػػيم ب ػػُت‬
‫الزوجُت والرابع عن اغبكم يف اػبصومة بعد رجوع أحد اػبصمُت أو كليهما ‪.‬‬
‫ومن خالؿ عرض ىذه األبواب يتضػح الفػرؽ بػُت ىػذا البحػث وؿبػل دراسػيت‪ ،‬حيػث دل يتعػرض‬
‫إذل اإلع ػًتاض عل ػػى اغبك ػػم التحكيم ػػي س ػػوى م ػػا يتعلػ ػ دبس ػػألة ( ع ػػدـ نق ػػض حكم ػػو ‪ -‬أي‬
‫احملكػػم‪-‬مػػن قبػػل قاضػػي آخػػر وخػػالؼ العلمػػاء يف ذلػػك ) وكػػاف ذلػػك يف صػػفحتُت فقػػط ‪ ،‬وأمػػا‬
‫اإلعًتاض على حكم التحكيم يف اؼبملكة وبياف ضوابطو وشروطو وأسبابو فلم يتطرؽ إليو ألبتػو‬
‫‪.‬‬
‫وفبا سب بيانو يتضح أف ما سأتكلم عنو – بإذف اهلل تعػاذل – علػى ضػوء خطػة البحػث ىبتلػف‬
‫عما ربدث عنو الباحث يف رسالتو السابقة ذكرىا‪.‬‬
‫‪-3‬مشرو ي التيميم في الخصوم ين األفراد في الفق والنظام الس ودي‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫وىػػي رسػػالة مقدمػػة لنيػػل درجػػة اؼباجسػػتَت يف السياسػػة الشػػرعية يف اؼبعهػػد العػػارل للقضػػاء لعػػاـ‬
‫‪1414‬ىػ ‪ ،‬من الباحث ‪ :‬صاحل بن عوض اؼبشهور ‪ ،‬وقد ربدث فيها عػن التحكػيم مػن حيػث‬
‫أنبيتو وتارىبو وحكمػو فقهػاً ونظامػاً مث أردؼ يف اغبػديث عػن أركػاف التحكػيم وشػروطو ‪ ،‬معرجػاً‬
‫على ؾباالت التحكيم يف الفقو والنظاـ ‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما سب يتضح الفرؽ بُت البحث الساب وبُت موضوع دراسيت ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنو اقتصر على بياف األنبية وحكم التحكػيم وأركانػو وؾباالتػو وىػذه ليسػت ؿبػل دراسػيت‬
‫وإمبا ؿبل دراسيت مسألة اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬دل يتطػػرؽ ؼبسػػألة اإلعػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي إال يف سػػطر أو سػػطرين ببيػػاف اؼبػػدة‬
‫الزمنية احملددة لإلعًتاض وىي طبسة عشر يوماً ‪.‬‬
‫أما حبثي فسيكوف يف صلب اؼبوضوع ومسائلو التفصيلية – بإذف اهلل ‪. -‬‬
‫‪-4‬الميمم في نظام التيميم الس ودي – دراس مقارن ‪:-‬‬
‫وىػي رسػػالة مقدمػة لنيػػل درجػة اؼباجسػػتَت يف قسػم السياسػػة الشػرعية باؼبعهػػد العػارل للقضػػاء عػػاـ‬
‫‪1427‬ىػ من الباحث ‪ :‬إبراىيم بػن صػاحل األطػرـ وقػد ربػدث فيهػا عػن اؼبػراد بػاحملكم والتحكػيم‬
‫وش ػػروط احملك ػػم تعيين ػػو وعزل ػػو واختصاص ػػاتو ومس ػػؤولياتو وحقوق ػػو وواجبات ػػو ‪ ،‬وم ػػن عنػ ػواف ى ػػذا‬
‫البحث وفصولو ومباحثو السابقة يتضح الفرؽ بُت ىذا البحث وبُت موضوع دراسػيت وكػذا عػدـ‬
‫تطرقو ألبتو عن موضوع دراسيت ‪.‬‬
‫‪-5‬تنفيذ أحمام التيميم الوطني في المملم ال ر ي الس ودي ‪:‬‬
‫رسػالة مقدمػة لنيػػل درجػة اؼباجسػتَت يف السياسػػة الشػرعية باؼبعهػد العػػارل للقضػاء عػاـ ‪1429‬ى ػ‪،‬‬
‫من الباحث ‪ :‬عمر بن عبػدالعزيز الفػايز ‪ ،‬وقػد ربػدث الباحػث فيهػا عػن حقيقػة حكػم الػتحكم‬
‫الػػوطٍت وتنفيػػذه يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية وشػػروط التنفيػػذ وإج ػراءات التنفيػػذ وأسػػباب رفػػض‬
‫التنفيذ وآثارىا‪.‬‬
‫ومن عنػواف ىػذا البحػث وفصػولو ومباحثػو السػابقة يتضػح الفػرؽ بػُت ىػذا البحػث وبػُت موضػوع‬
‫دراسيت ‪.‬‬
‫‪ -6‬التيميم واسط اإلنترنت – دراس مقارن ‪: -‬‬

‫‪02‬‬
‫رسػػالة مقدمػػة لنيػػل درجػػة اؼباجسػػتَت يف السياسػػة الشػػرعية باؼبعهػػد العػػارل للقضػػاء عػػاـ ‪1439‬ى ػ‬
‫من الباحث ‪ :‬نايف بن إبراىيم اؼبسعد ‪ ،‬تشتمل ىذه الرسالة على مقدمة وسبهيد وثالثة فصػوؿ‬
‫وخاسبة حيث ربدث يف التمهيد عن مفهوـ التحكيم بواسطة اإلنًتنت وأنبيتو ويف الفصػل األوؿ‬
‫‪ :‬ربدث عن اتفاؽ التحكيم بواسػطة اإلنًتنػت والنظػاـ الواجػب التطبيػ يف الفقػو والنظػاـ ‪ ،‬ويف‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬إجراءات التحكػيم اإللكًتونيػة بواسػطة اإلنًتنػت ‪ ،‬ويف الفصػل الثالػث ‪ :‬إصػدار‬
‫حكم التحكيم بواسطة اإلنًتنت وأمثلة ؼبراكز معاصرة ‪.‬‬
‫ودل يتعرض الباحث إذل اإلعًتاض على اغبكم التحكيمي سوى ما يتعل بالطعوف الػيت يقػدمها‬
‫أطراؼ الدعوى على سَت اؼبرافعة اإللكًتونية يف صفحتُت ‪ ،‬وكذا عن الطعن يف حكػم التحكػيم‬
‫بواسطة اإلنًتنت يف حدود اػبمس صفحات ‪.‬‬
‫وؼبعرفة الفروؽ بُت دراسة الباحث السابقة وبُت ؿبل دراسيت أبُت بعض اؼبلحوظات ‪:‬‬
‫‪-1‬أنو اختصر اؼبوضوع اختصاراً شديداً حيث دل يتعد عدد صفحاتو السبع صفحات ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنػ ػػو دل يتط ػ ػػرؽ لكث ػ ػػَت أو معظ ػ ػػم مس ػ ػػائل اإلع ػ ػًتاض عل ػ ػػى أحك ػ ػػاـ احملكم ػ ػػُت ك ػ ػػإجراءات‬
‫اإلعًتاض وشروطو وقواعده اإلجرائية واؼبوضوعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنػػو مػػع حبثػػو اؼبختصػػر جػػداً ؼبسػػألة الطعػػن يف حكػػم التحكػػيم ؿبصػػور دبػػا يتعل ػ بػػالتحكيم‬
‫بواسطة اإلنًتنت بينما ؿبل دراسيت تتعل باإلعًتاض علػى حكػم التحكػيم عمومػاً فهػي أرحػب‬
‫وأوسع ؾباالً ‪.‬‬
‫‪ -4‬أف رسالة الباحث السابقة متعلقة يف كثَت من جوانبها بقواعد القانوف الدورل اػبػاص والعػاـ‬
‫وبالتػػارل يكػػوف ارتباطهػػا ألص ػ بػػاؼبواثي الدوليػػة واؼبعاىػػدات اإلقليميػػة بػػالنظر إذل أف التحك ػيم‬
‫بواسطة اإلنًتنت يقرب كل بعيد‪ ،‬بينما سػيكوف ؿبػل دراسػيت نظػاـ التحكػيم السػعودي والئحتػو‬
‫مقارف ذلك بالفقو اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪-‬يُٓج انجحث ‪:‬‬

‫ٔ‪ٚ‬زؼًٍ ثالثخ أيٕس ‪:‬‬

‫األٔل ‪ :‬يُٓج انكزبثخ يف طهت ادلٕػٕع ‪:‬‬

‫‪03‬‬
‫ىذا البحث دراسػة مقارنػة بػُت الفقػو اإلسػالمي والنظػاـ السػعودي وبعػض األنظمػة العربيػة ‪ ،‬مػع‬
‫ذكر التطبيقات القضائية من أحكاـ القضاء السعودي ‪.‬‬
‫والتزمت عند الكتابة يف ىذا اؼبوضوع دبا يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتمػػاد –بع ػػد اهلل تع ػػاذل‪ -‬عنػػد الكتاب ػػة عل ػػى اؼبراج ػػع األصػػلية القديب ػػة واؼبعاص ػػرة يف ك ػػل‬
‫مسألة حبسبها‪.‬‬
‫‪-2‬ترتيب اؼبوضوعات وجعلها يف فصوؿ ومباحث ومطالب كما ىو مبُت يف اػبطة ‪.‬‬
‫‪-3‬التمهيد لكل مسألة دبا يوضحها‪ ،‬إف استدعى األمر ذلك ‪.‬‬
‫‪-4‬عقػػدت مقارنػػة بػػُت الفقػػو والنظػػاـ فيمػػا يتطلبػػو البحػػث لبيػػاف عظمػػة الفقػػو اإلسػػالمي وظبػػو‬
‫أحكامو وردبا سلكت يف ذلك مسلك التخريج إف استدعى األمر ذلك ‪.‬‬
‫‪-5‬ذكرت أحكاـ تطبيقية لكل ما يتطلبو البحث لبياف مدى ارتباط اعبانػب التطبيقػي القضػائي‬
‫باعبانب النظري النظامي ‪.‬‬
‫‪-6‬إذا كانت اؼبسألة اؼبراد حبثها خالفية ‪ ،‬فسوؼ اتبع اآليت ‪:‬‬
‫‪-‬ربرير ؿبل النزاع يف اؼبسألة ‪.‬‬
‫‪-‬أذكر األقواؿ يف اؼبسألة مع نسبة كل قوؿ لقائلو ‪.‬‬
‫‪-‬أذكر األدلة لكل قوؿ ‪ ،‬مع ذكر ما ورد عليها من مناقشات واعًتاضػات وذكػر األجوبػة‬
‫عنها إف وجدت ‪.‬‬
‫‪-‬ترجيح ما يظهر رل رجحانو بناء على اؼبوازنة بُت األدلة ‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت اؼبسألة اؼبراد حبثها من مسائل االتفاؽ فأذكر حكمها‪ ،‬مع توثيػ االتفػاؽ مػن‬
‫مظانو اؼبعتربة‪.‬‬
‫‪-‬االعتناء بدراسة ماجد من قضايا فبا لو صلة واضحة باؼبوضوع ‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫‪-‬االع ػًتاؼ بالسػػب ألىلػػو يف تقريػػر فكػػرة أو نصػػب دليػػل أو مناقشػػة أو ضػػرب مثػػاؿ أو‬
‫تػػرجيح أو رأي وذلػػك بػػذكره يف صػػلب البحػػث أو اإلحالػػة علػػى مصػػادره يف اؽبػػام ‪،‬‬
‫وإف دل آخذه بلفظو ‪.‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب ‪ :‬يُٓج انزؼه‪ٛ‬ك ٔانزًٓ‪ٛ‬ش ٔانزخش‪ٚ‬ج ‪:‬‬

‫‪-‬االلتزاـ بًتقيم اآليات ‪ ،‬مع عزرىا إذل سورىا ‪.‬‬


‫‪-‬االلتزاـ يف زبريج األحاديث واآلثار دبا يلي ‪:‬‬
‫أ) اكتب اغبديث أو األثر باللفظ الوارد يف دوواين السنة واآلثار‪ ،‬دوف النقل باؼبعٌت‪.‬‬
‫ب) اإلحالػػة إذل مصػػدر اغبػػديث أو األثػػر ‪ ،‬بػػذكر اسػػم الكتػػاب والبػػاب مث اذكػػر اعبػػزء‬
‫والصفحة ورقم اغبديث أو األثر إف كاف مذكوراً يف اؼبصدر ‪.‬‬
‫ج) إف كػػاف اغبػػديث يف الصػػحيحُت ‪ ،‬أو يف أحػػدنبا اكتفيػػت بتخ ػريج اغبػػديث منهمػػا‬
‫لتضمنو اغبكم بصحتو ‪ ،‬وإف دل يكن فيهما خرجتو من أبػرز اؼبصػادر اؼبعتمػدة مػع ذكػر‬
‫ما قالو العلماء فيو تصحيحاً أو تضعيفاً ‪.‬‬
‫‪-‬توثي األقواؿ الفقهية مػن الكتػب اؼبعتمػدة يف كػل مػذىب ‪ ،‬وتوثيػ آراء شػراح األنظمػة‬
‫من الكتب النظامية األصليةَّ ‪.‬‬
‫‪-‬تبيػػُت األلفػػاظ الغريب ػػة‪ ،‬واؼبصػػطلحات الػػيت ربت ػػاج إذل بيػػاف ‪ ،‬مػػع توثي ػ كػػل ذلػػك م ػػن‬
‫مصادره اؼبعتمدة ‪ ،‬وضبط ما يشكل من الكلمات ‪.‬‬
‫‪ -‬أترجم لألعالـ غَت اؼبشهورين باسم العلم ‪ ،‬ونسبو مع ضبط ما يشكل ‪ ،‬وتػاريخ مولػده‬
‫ووفاتو‪ ،‬وأبرز مؤلفاتو ‪ ،‬ومصادر الًتصبة ‪ ،‬مع االختصار قد اإلمكاف ‪.‬‬
‫‪-‬تكػػوف اإلحالػػة إذل اؼبصػػدر يف حالػػة النقػػل منػػو بػػالنص ‪ :‬بػػذكر اظبػػو واعبػػزء والصػػفحة ‪،‬‬
‫ويف حالة النقل باؼبعٌت بذكر ذلك مسبوقاً بكلمة ( ينظر )‪.‬‬
‫‪-‬ذكر اؼبعلومات اؼبتعلقة باؼبراجع من ‪ :‬اسم الناشر ‪ ،‬ورقم الطبعة ‪ ،‬وتارىبها‪ ،‬ومكاهنا يف‬
‫قائمة اؼبصادر واؼبراجع ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثبنثب ‪ :‬يب ‪ٚ‬زؼهك ثبنُبح‪ٛ‬خ انشكه‪ٛ‬خ ‪ٔ ،‬انزُظ‪ًٛٛ‬خ ‪ٔ ،‬نغخ انكزبثخ ‪:‬‬

‫‪05‬‬
‫‪-‬االىتماـ بصحة اؼبكتوب وسالمتو من الناحية اللغوية ‪ ،‬واإلمالئية ‪ ،‬والنحوية ‪.‬‬
‫‪-‬العنايػػة بضػػبط األلفػػاظ ‪ ،‬خاصػػة األلفػػاظ اؼبشػػكلة ‪ ،‬أو الػػيت يًتتػػب علػػى عػػدـ ضػػبطها‬
‫غموض وإلتباس ‪.‬‬
‫‪-‬العناية بعالمات الًتقيم ‪ ،‬ووضعها يف مواضعها الصحيحة ‪.‬‬
‫‪-‬العناي ػػة بانتق ػػاء ح ػػرؼ الطباع ػػة يف العن ػػاوين ‪ ،‬وص ػػلب اؼبوض ػػوع ‪ ،‬واؽبػ ػوام وب ػػدايات‬
‫األسطر ‪.‬‬
‫‪-‬وضع الفهارس اؼبتعارؼ عليها وىي ‪:‬‬
‫‪ ‬فهرس اآليات القرآنية ‪.‬‬
‫‪ ‬فهرس األحاديث ‪.‬‬
‫‪ ‬فهرس اؼبصادر واؼبراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬فهرس اؼبوضوعات ‪.‬‬
‫‪-‬عند إثبات النصوص ‪ :‬اتبع اآليت ‪:‬‬
‫‪ ‬أضع اآليات القرآنية بُت قوسُت فبيزين على ىذا الشكل ‪. ...‬‬
‫‪ ‬أض ػ ػػع األحادي ػ ػػث النبوي ػ ػػة عل ػ ػػى قائله ػ ػػا الص ػ ػػالة والس ػ ػػالـ عل ػ ػػى ى ػ ػػذا الش ػ ػػكل‬
‫(‪.)......‬‬
‫‪ ‬أضػػع نصػػوص العلمػػاء الػػيت أنقلهػػا بنصػػها بػُت قوسػػُت فبيػزين علػػى ىػػذا الشػػكل‬
‫"‪. " .....‬‬
‫‪ ‬اىػ ػػتم باعبانػ ػػب الشػ ػػكلي عموم ػ ػاً يف البحػ ػػث يف العنػ ػػاوين وصػ ػػلب اؼبوضػ ػػوع ‪،‬‬
‫واؽبوام وبدايات األسطر ‪.‬‬

‫‪-‬رمض‪ًٛ‬بد انجحث ‪:‬‬

‫‪06‬‬
‫تتكوف تقسيمات البحث من مقدمة وسبهيد وفصلُت‪ ،‬وخاسبة‪ ،‬يليها فهارس البحث ‪.‬‬
‫المقدم ا وتشاامل ‪ :‬أنبيػػة اؼبوضػػوع ‪ ،‬أسػػباب اختيػػار اؼبوضػػوع ‪ ،‬مشػػكلة الدراسػػة وتسػػاؤالهتا‪،‬‬
‫الدراسات السابقة ‪ ،‬منهج البحث‪ ،‬تقسيمات البحث ‪.‬‬
‫خطخ انجحث ‪:‬‬

‫‪-‬انفظم انزًٓ‪ٛ‬ذ٘ ‪ :‬انزؼش‪ٚ‬ف مبفشداد انؼُٕاٌ ‪.‬‬


‫وفيو مباحث ‪:‬‬
‫المبي األول ‪ :‬مفهوم حمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ اغبكم لغة ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬مفهوـ اغبكم التحكيمي إصطالحاً ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬اؼبراد باغبكم التحكيمي ‪.‬‬
‫المبي الثاني ‪ :‬مفهوم اإل تراض ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ االعًتاض لغة ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬مفهوـ االعًتاض اصطالحاً ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬اؼبراد باإلعًتاض على حكم التحكيم ‪.‬‬
‫المبي الثال ‪ :‬نهائي حمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ النهائية غبكم التحكيم ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬العالقة بُت االعًتاض وهنائية حكم التحكيم ‪.‬‬ ‫‪ ‬اؼبطلب‬
‫‪-‬انفظم األٔل ‪ :‬حم‪ٛ‬مخ االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫المبي األول ‪ :‬مفهوم الرقا القضائي لى التيميم ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مربرات الرقابة القضائية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬صور لرقابة القضاء على التحكيم ‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من رقابة القضاء على التحكيم‪.‬‬
‫المبي الثاني ‪ :‬التمييف الفقهي والنظامي لإل تراض لى حمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬االعًتاض أـ الطعن على حكم التحكيم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪:‬التكييف الفقهي لالعًتاض على حكم التحكيم ‪.‬‬
‫المبي الثال ‪ :‬أسباب اال تراض ‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬األسباب الشكلية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪:‬األسباب اؼبوضوعية ‪.‬‬
‫المبي الرا ع ‪ :‬إجراءات اال تراض لى حمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬إجراءات تقدمي االعًتاض ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬إجراءات البت يف االعًتاض‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من إجراءات االعًتاض ‪.‬‬
‫المبي الخامس ‪ :‬األثر المترتب لى اال تراض لى حمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬األثر النظامي ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من أثر االعًتاض‪.‬‬
‫انفظم انثبَ‪ : ٙ‬يذٖ صهطخ انمؼبء يف َظش االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫المبي األول ‪ :‬الته المختص نظر اال تراض ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬اإلختصاص الوالئي ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬اإلختصاص النوعي ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬اإلختصاص اؼبكاين ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الرابع ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من اإلختصاص ‪.‬‬
‫المبي الثاني ‪ :‬قبول أو رفض اال تراض وآثارىما ‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬قبوؿ االعًتاض وآثاره ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬رفض االعًتاض وآثاره ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من قبوؿ أو رفض االعًتاض‪.‬‬
‫المبي الثال ‪ :‬حدود سلط القضاء المختص أصالً نظر اال تراض ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬سلطة اعبهة القضائية يف األمور الشكلية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬سلطة اعبهة القضائية يف األمور اؼبوضوعية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من ذلك ‪.‬‬
‫اخلبمتخ ‪:‬‬

‫انفٓبسس انؼبيخ ‪:‬‬


‫‪ o‬فهرس اآليات القرآنية ‪.‬‬
‫‪ o‬فهرس األحاديث النبوية واآلثار ‪.‬‬
‫‪ o‬فهرس اؼبراجع ‪.‬‬
‫‪ o‬فهرس اؼبوضوعات ‪.‬‬
‫ويف ختػػاـ ىػػذه اؼبقدمػػة أضبػػد هلل تعػػاذل علػػى تيسػػَته وتوفيقػػو‪ ،‬فلػػو اغبمػػد يف األوذل واآلخػػرة‪ ،‬ال‬
‫أحصػػى ثنػػاءً عليػػو سػػبحانو‪ ،‬وإف أح ػ النػػاس بالشػػكر بعػػد شػػكر اهلل تعػػاذل الوالػػداف الكريبػػاف‬
‫اللػػذاف ربيػػاين صػػغَتاً فأحسػػنا تػربييت‪ ،‬وأدبػػاين فػػأصبال تػػأدي ي‪ ،‬فالػػدعاء اػبػػالص إذل اهلل تعػػاذل سػراً‬
‫وجهراً أف يرضبهما برضبتو الواسعة يف اغبيػاة وبعػد اؼبمػات‪ ،‬وأف يبتعهمػا دبوفػور الصػحة والعافيػة ‪،‬‬
‫ووبسن ؽبما اػبتاـ‪ ،‬وأف هبعلهما من ورثة جنة النعيم‪ ،‬وأف هبزيهما خَت اعبزاء ‪.‬‬
‫مث أتقدـ بالشكر الوافر اعبزيل ‪ ،‬واالمتناف العظيم لفضيلة شيخي األستاذ الدكتور ‪:‬‬
‫عبػػدالرضبن بػػن سػػالمة اؼبػزيٍت – عميػػد اؼبعهػػد العػػارل للقضػػاء ‪ ،-‬الػػذي أكػػرمٍت بقبولػػو اإلشػراؼ‬
‫والتوجيػػو علػػى ىػػذا البحػػث‪ ،‬علػػى كثػػرة مشػػاغلو‪ ،‬فقػػد حظيػػت بتوجيهػػو منػػذ بدايػػة البحػػث ‪ ،‬ودل‬
‫أعدـ منو رأياً سديداً وتوجيهاً كريباً ونصحاً بليغاً ‪ ،‬حىت خرج البحث هبذه الصورة ‪ ،‬فأسػاؿ اهلل‬

‫‪09‬‬
‫العظيم أف يبارؾ لو يف عمره ومالو وولده‪ ،‬وعلمو وعملو يف طاعة اهلل عز وجل ‪ ،‬وأف يكتػب لػو‬
‫التوفي والسداد يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫كما اشكر كل من أسػدى رل معلومػة وفائػدة حػوؿ موضػوع البحػث‪ ،‬أو أفػادين بتوجيػو ي َّسػر رل‬
‫كثَتاً من عقبػات البحػث‪ ،‬فأسػأؿ اهلل أف هبػزيهم عػٍت خػَت اعبػزاء ‪ ،‬وصػلى اهلل وسػلم علػى نبينػا‬
‫ؿبمد وعلى آلو وصحبو أصبعُت‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫انفظم انزًٓ‪ٛ‬ذ٘ ‪ :‬انزؼش‪ٚ‬ف مبفشداد انؼُٕاٌ‬

‫وفيو مباحث ‪:‬‬


‫المبي األول ‪ :‬مفهوم اليمم التيميم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ اغبكم لغة ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬مفهوـ اغبكم التحكيم اصطالحاً ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اؼبطلب الثالث ‪ :‬اؼبراد باغبكم التحكيمي‬ ‫‪‬‬

‫‪20‬‬
‫ادلجحث األٔل ‪ :‬يفٕٓو حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫ادلطهت األٔل ‪ :‬يفٕٓو احلكى ٔانزحك‪ٛ‬ى نغخ‪.‬‬

‫للحكم يف اللغة العربية معاف عديدة‪ ،‬احتوهتا كتب وقواميس اللغة العربية‪.‬‬
‫قاؿ ابن فارس ‪ :‬اغباء والكاؼ واؼبيم أصل واحد‪ ،‬وىو اؼبنع‪ ،‬يقاؿ ‪ :‬حكم فالف يف كذا إذا‬
‫( )‬
‫جعل أمره إليو ‪. 1‬‬

‫والتحكيم ‪ :‬مصدر ( حكم ) – بتشديد الكاؼ مع الفتح ‪ ،-‬يقاؿ ‪ :‬حكمتو يف مارل‬


‫( )‬
‫فاحتكم‪ ،‬أي جاز فيو حكمو‪ ،‬واستحكم فالف يف ماؿ فالف إذا جاز فيو حكمو ‪. 2‬‬

‫واحتكموا أو رباكموا إذل اغباكم إذا رفعوا أمرىم إليو‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫ومنو قولو تعاذل ‪ :‬‬
‫(النساء‪.)65:‬‬

‫وقولو تعاذل ‪(            :‬النساء‪.)69:‬‬

‫فأصل كلمة ( حكم ) تدور على اؼبنع‪ ،‬ومن ىذا قيل ؼبن وبكم بُت الناس (حاكم )‪ ،‬ألنو يبنع‬
‫الظادل من الظلم‪.‬‬
‫واغبكم – بالضم – القضاء يف الشيء بأنو كذا أو ليس بكذا‪ ،‬يقاؿ حكمت عليو بكذا إذا‬
‫( )‬
‫منعتو من خالفو‪ ،‬وحكمت بُت القوـ فضلت بينهم وصبعو أحكاـ ‪. 3‬‬

‫‪             ‬‬ ‫ومنو قولو تعاذل ‪ :‬‬
‫‪ ( ‬اليساء ‪.) 85 :‬‬ ‫‪    ‬‬

‫(‪ ) 1‬مقاييس اللغة البن فارس‪ ،‬مادة ( حكم ) ‪.91/2‬‬


‫(‪ ) 2‬ـبتار الصحاح للرازي ‪ :‬ص ‪ ،148‬وتاج العروس للزبيدي ‪ ،252/8 :‬وهتذيب اللغة لألزىري ‪.113/4 :‬‬
‫(‪ ) 3‬تاج العروس للزبيدي ‪.252/8 :‬‬

‫‪22‬‬
             : ‫وقولو تعاذل‬
               

.)58:‫(املائدة‬
،‫ وأحكم‬،‫ فهو مأخوذ من حكم‬،‫ التفويض يف اغبكم‬: ً‫ومن معاين اغبكم اللغوية أيضا‬
) (
. 1 ‫ فاحتكم عليو ذلك‬،‫ إذا جعل إليو اغبكم فيو‬،ً‫ أي صار ؿبكماً يف مالو ربكيما‬،‫فاستحكم‬

‫ فهو تفويض األمر للغَت ليعمل على فض‬،‫ويتضح فبا تتقدـ أف التحكم يف اللغة ىو التفويض‬
.‫النزاع أو اػبالؼ بُت اػبصمُت بالفصل أو اغبكم بينهما‬

           ‫كما قاؿ جال وعال‬
.)48 : ‫ ( اليساء‬ 

.148 ‫ ص‬: ‫ ) ـبتار الصحاح للرازي‬1(

23
‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫يفٕٓو احلكى انزحك‪ ًٙٛ‬اططالحب‬


‫ً‬
‫أٔال ‪ :‬رؼش‪ٚ‬ف انزحك‪ٛ‬ى يف إططالح فمٓبء انشش‪ٚ‬ؼخ اإلصالي‪ٛ‬خ ‪:‬‬
‫وردت عدة تعريفات اصطالحية للتحكيم لدى فقهاء الشريعة اإلسالمية بصياغات ـبتلفة‬
‫تؤوؿ صبيعها ؼبعٌت واحد‪.‬‬
‫ثم أتبع ذلك ب ض الت ريفات‬ ‫وسأ رض ل دد من ت ريفات فقهاء المذاىب األر‬
‫االصطالحي الم اصرة للتيميم ‪:‬‬
‫( )‬
‫‪-1‬تعريف اغبنفية ‪ (( :‬تولية اػبصمُت حاكماً وبكم بينهما)) ‪. 1‬‬
‫( )‬
‫‪ -2‬تعريف اؼبالكية ‪ (( :‬تولية اػبصمُت حكماً يرتضيانو ليحكم بينهم)) ‪. 2‬‬
‫( )‬
‫‪ -3‬تعريف الشافعية ‪ (( :‬أف يتخذ اػبصماف رجالً من الرعية ليقضي بينهما فيما تنازعاه)) ‪. 3‬‬
‫( )‬
‫‪-4‬تعريف اغبنابلة ‪ (( :‬تولية شخصُت حكماً صاغباً للقضاء يرتضيانو للحكم بينهما)) ‪. 4‬‬

‫‪-5‬وجاء يف تعريف ؾبلة األحكاـ العدلية لو ‪ (( :‬عبارة عن ازباذ اػبصمُت حاكماً برضانبا‬
‫لفصل خصومتهما ودعوانبا‪ ،‬ولذلك يقاؿ حكم بفتحتُت‪ ،‬وؿبكم بضم اؼبيم وفتح اغباء‬
‫( )‬
‫وتشديد الكاؼ اؼبفتوحة)) ‪. 5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-6‬وجاء يف ؾبلة األحكاـ الشرعية يف تعريف التحكيم ‪ (( :‬أف وبكم اػبصماف رجالً‬
‫يرتضيانو ليحكم بينهما‪ ،‬فينفذ حكمو يف كل ما ينفذ فيو حكم القاضي ))‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬حاشية ابن عابدين ‪ ،125/8 :‬والبحر الرائ البن قبيم ‪.24/7 :‬‬
‫(‪ ) 2‬تبصرة اغبكاـ البن فرحوف ‪.59/1 :‬‬
‫(‪ ) 3‬أدب القاضي للماوردي ‪.379/2 :‬‬
‫(‪ ) 4‬اؼبغٍت البن قدامة ‪.483/11 :‬‬
‫(‪ ) 5‬اؼبادة ( ‪ )1799‬من ؾبلة األحكاـ العدلية‪ ،‬ودرر اغبكاـ شرح ؾبلة األحكاـ لعلي حيدر ‪.578/4 :‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-7‬وعرفو الشيخ مصطفى الزرقاء بقولو ‪ ( :‬عقد بُت طرفُت متنازعُت‪ ،‬هبعالف فيو برضانبا‬
‫( )‬
‫شخصاً آخر حكماً بينهما‪ ،‬لفصل خصومتهما) ‪. 2‬‬

‫وعند التدقي يف تعاريف الفقهاء السابقة أجدىا متفقة مع اؼبعٌت اللغوي للتحكيم‪ ،‬ويف تقديري‬
‫أف كل ىذه التعريفات تؤدي الغرض يف بياف اؼبعٌت االصطالحي للتحكيم‪.‬‬
‫وكذلك فإف الناظر يف ىذه التعريفات هبدىا اتفقت على أمور ‪:‬‬
‫أف التحكيم عقد رضائي‪ ،‬يسري عليو ما يسرى على العقود‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أف ؿبل التحكيم ىو فض النزاع القائم بُت اػبصمُت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أف التحكيم لو طرفاف‪ ،‬األوؿ ‪ :‬اػبصوـ‪ ،‬والثاين ‪ :‬احملكم أو ىيئة التحكيم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أف حكم احملكم لو قوة ىي ذات قوة حكم القاضي ما دل ىبالف الشرع اؼبطهر‬ ‫‪-4‬‬
‫واألنظمة اؼبرعية‪.‬‬
‫أف التحكيم حسم للنزاع اغباصل بُت الطرفُت بغَت القضاء الرظبي التابع للدولة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ً‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب ‪ :‬رؼش‪ٚ‬ف انزحك‪ٛ‬ى يف إططالح فمٓبء األَظًخ ٔانمٕاَني انٕػؼ‪ٛ‬خ ‪:‬‬

‫فػعُِّرؼ بأنو ‪ (( :‬اإلتفاؽ على إحالة ما ينشأ بُت األفراد من النزاع خبصوص تنفيذ‬ ‫‪-1‬‬
‫عقد معُت‪ ،‬أو على إحالة أي نزاع نشأ بينهم بالفعل‪ ،‬على واحد أو أكثر من‬
‫األفراد يسموف ؿبكمُت‪ ،‬ليفصلوا يف النزاع اؼبذكور بدالً من أف يفصل فيو القضاء‬
‫اؼبختص))‪.‬‬

‫ُوأطل على التحكيم يف نزاع معُت بعد نشوئو ‪ :‬مشارطة التحكيم وظبوا االتفاؽ مقدماً‬
‫وقبل قياـ النزاع على عرض اؼبنازعات اليت تنشأ يف اؼبستقبل خاصة بتنفيذ عقد معُت على‬
‫( )‬
‫ؿبكمُت ‪ :‬بشرط التحكيم ‪. 1‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبادة ( ‪ ،) 2991‬وينظر ‪ :‬ؾبلة األحكاـ الشرعية ألضبد القاري ‪ :‬ص ‪.697‬‬
‫(‪ ) 2‬اؼبدخل الفقهي العاـ ‪.555/1 :‬‬

‫‪25‬‬
‫وعرفو بعضهم بأنو ‪ (( :‬االتفاؽ على طرح النزاع على َّ‬
‫ؿبكم أو أكثر‪ ،‬ليفصلوا فيو‬ ‫‪-2‬‬
‫بدالً من احملكمة اؼبختصة بو)) (‪.)2‬‬
‫وعرفو آخروف بأنو ‪ (( :‬وسيلة من الوسائل اليت دبوجبها يفصل يف اؼبنازعات‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ىبتارىا اؼبتنازعوف للفصل يف النزاع الناشئ بينهم عن طري طرح النزاع على شخص‬
‫معُت أو أشخاص معينُت ( ؿبكم أو ؿبكمُت ) للبت فيو دوف اللجوء إذل اعبهة‬
‫( )‬
‫اؼبختصة أصالً بالفصل يف مثل ىذا النوع من اؼبنازعات)) ‪ 3‬ويف حالة اختيار أكثر‬
‫من شخص هبب أف يكوف عددىم وتراً كما ىو نص اؼبادة الرابعة من نظاـ التحكيم‬
‫السعودي‪.‬‬

‫وعرفو بعض فقهاء القانوف الفرنسي بأنو ‪ (( :‬اغبكم يف منازعة بواسطة أشخاص‬ ‫‪-4‬‬
‫يتم اختيارىم‪ ،‬كأصل عاـ‪ ،‬بواسطة أشخاص آخرين‪ ،‬وذلك دبوجب اتفاؽ))(‪.)4‬‬
‫وبالنظر إذل تعاريف فقهاء القانوف أجد أهنا دل زبرج عما ذكره فقهاء الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫الشتمالو على عناصر مشًتكة بُت الفريقُت اليت منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أف للتحكيم طرفُت ‪ :‬األوؿ ‪ :‬اػبصوـ‪ ،‬والثاين ‪ :‬احملكم أو ىيئة التحكيم‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك تعيُت احملكم أو ىيئة التحكيم يكوف باتفاؽ اػبصوـ غبسم النزاع القائم بينهم‬
‫بطري التحكيم ال بطري القضاء الرظبي‪.‬‬
‫‪ -‬ؿبل التحكيم ىو ‪ :‬فض النزاع القائم بُت اػبصوـ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثبنثب ‪ :‬رؼش‪ٚ‬ف انزحك‪ٛ‬ى يف انُظى ٔانمٕاَني انٕػؼ‪ٛ‬خ ‪:‬‬

‫دل هتتم أكثر األنظمة والقوانُت سواء يف ذلك العربية أو غَتىا بتعريف التحكيم‪ ،‬استناداً على‬
‫ما ىو مشهور ومستقر يف القانوف اؼبقارف من أف ذلك – أي تعريف التحكيم – ىو مهمة‬
‫شراح القوانُت وليست مهمة األنظمة والقوانُت‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬عقد التحكيم يف الفقو اإلسالمي والقانوف الوضعي لقحطاف الدوري ص (‪.)21‬‬
‫(‪ ) 2‬التحكيم يف القوانُت العربية ألضبد أيب الوفاء ‪ :‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية حملمد البجاد ‪ :‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ ) 4‬اؼبوجز يف النظرية العامة يف التحكيم التجاري الدورل غبفيظة السيد حداد ‪ :‬ص ‪.49‬‬

‫‪26‬‬
‫وىذا ما فعلو اؼبنظم السعودي‪ ،‬حيث دل يػُعَِّّرؼ التحكيم‪ ،‬أخذاً بأف مهمة وضع التعاريف ىي‬
‫من مهمة الشراح وليست من مهاـ اؼبنظم وىذا يف رأيي أمر حسن‪ ،‬لعدة أسباب أذكر منها ‪:‬‬
‫لتاليف الصعوبات الناشئة عند وضع تعريف دقي للتحكيم‪ ،‬السيما أنو مهما بذؿ‬ ‫‪-1‬‬
‫من جهد يف صياغتها من دقة وعناية ال تستعصي على النقد‪.‬‬
‫أف ترؾ اؼبنظم لتعريف التحكيم‪ ،‬فيو إفساح لشراح األنظمة وأحكاـ القضاء للقياـ‬ ‫‪-2‬‬
‫بذلك بدالً عن اؼبنظم‪.‬‬
‫ولكي يتجنب اؼبنظم قدر اإلمكاف فيما ال ضرورة يف تعريفو‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أف التعريفات مسألة علمية مكاهنا كتب الفقو والقانوف‪ ،‬واليت تتوذل تأصيل عمل‬ ‫‪-4‬‬
‫( )‬
‫اؼبنظم وصياغة النظريات الفقهية ‪. 1‬‬

‫واؼبنظم السعودي عندما دل يػُعَِّّرؼ التحكيم باعتباره عقداً‪ ،‬عرفو كما فعلو غَته من اؼبنظمُت‬
‫باعتباره اتفاقاً‪.‬‬
‫حيث نصت اؼبادة األوذل من نظاـ التحكيم السعودي الصادر باؼبرسوـ اؼبلكي رقم ( ـ‪)46/‬‬
‫يف ‪1493/7/12‬ىػ واؼبنشور يف جريدة أـ القرى يف العدد ( ‪ ) 2969‬يف ‪1493/8/22‬ىػ‬
‫على أنو ‪:‬‬
‫(( هبوز االتفاؽ على التحكيم يف نزاع معُت قائم‪ ،‬كما هبوز االتفاؽ مسبقاً على التحكيم يف‬
‫أي نزاع يقوـ نتيجة لتنفيذ عقد معُت ))‪.‬‬
‫أما في نصوص القوانين األخرى ‪:‬‬
‫‪-‬فقد نصت اؼبادة العاشرة من قانوف التحكيم اؼبصري رقم ( ‪ )27‬لسنة ‪1994‬ـ‪ ،‬اؼبنشور يف‬
‫اعبريدة الرظبية يف العدد ( ‪ )16‬يف ‪1994/4/21‬ـ‪ ،‬نصت على أف التحكيم‪:‬‬
‫‪ -1‬اتفاؽ الطرفُت على االلتجاء إذل التحكيم لتسوية كل أو بعض اؼبنازعات اليت تنشأ بينهما‬
‫دبناسبة عالقة قانونية معينة عقدية كانت أو غَت عقدية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبلكية ونظرية العقد ألضبد فراج حسُت ‪ :‬ص ‪ ،128‬والتحكيم يف العقود اإلدارية ػبالد بن عبداهلل اػبضَت‬
‫‪ :‬ص ‪.99‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -2‬وهبوز أف يكوف اتفاؽ التحكيم سابقاً على قياـ النزاع سواءً قاـ مستقالً بذاتو أو ورد يف‬
‫عقد معُت بشأف كل أو بعض اؼبنازعات اليت تنشأ بُت الطرفُت‪ ...‬كما هبوز أف يتم اتفاؽ‬
‫التحكيم بعد قياـ النزاع ولو أقيمت يف شأنو دعوى أماـ جهة قضائية‪.‬‬
‫ونص قانوف اؼبرافعات اؼبدنية الفرنسي الصادر باؼبرسوـ رقم ( ‪ )599-81‬يف عاـ ‪1981‬ـ‪ ،‬يف‬
‫اؼبادة ( ‪ ) 1442‬بأنو ‪ ( :‬اتفاؽ يتعهد دبقتضاه األطراؼ يف عقد معُت من العقود بإخضاع‬
‫اؼبنازعات اليت يبكن أف تنشأ بينهم يف اؼبستقبل للتحكيم )‪.‬‬
‫وجاء يف اؼبادة ( ‪)1447‬على أنو اتفاؽ األطراؼ على إخضاع منازعة نشأت بينهم بالفعل‬
‫لتحكيم شخص أو أكثر‪.‬‬
‫ً‬
‫ساثؼب ‪ :‬رؼش‪ٚ‬ف انزحك‪ٛ‬ى يٍ خالل األحكبو ٔادلجبدئ انمؼبئ‪ٛ‬خ ‪:‬‬

‫‪-1‬عرفتو احملكمة الدستورية العليا دبصر يف حكم ؽبا بقوؽبا‪ (( :‬عرض نزاع معُت بُت طرفُت‬
‫على ؿبكم من األغيار يعُت باختيارنبا أو بتفويض منهما يف ضوء شروط وبدداهنا‪ ،‬ليفصل ىذا‬
‫احملكم يف ذلك النزاع بقرار يكوف نائياً وؾبرداً من التمايل وقاطعاً لدابر اػبصومة يف جوانبها اليت‬
‫أحاؿ الطرفاف إليو‪ ،‬بعد أف يدرل كل منهما بوجهة نظره تفصيالً من خالؿ ضمانات التقاضي‬
‫( )‬
‫الرئيسية)) ‪. 1‬‬

‫‪-2‬وعرفتو ؿبكمة النقض اؼبصرية بأنو ‪ (( :‬طري استثنائي لفض اػبصومات‪ ،‬قوامو اػبروج عن‬
‫طري التقاضي العادية وما تكفلو من ضمانات‪ ،‬ومن مث فهو مقصور حتماً على ما تنصرؼ‬
‫( )‬
‫إرادة اؼبتحكمُت إذل عرضو على ىيئة التحكيم)) ‪. 2‬‬

‫‪-3‬وعرفتو ؿبكمة التمييز األردنية بأنو ‪ (( :‬طري استثنائي لفض اؼبنازعات‪ ،‬ويقتصر على ما‬
‫انصرفت إليو إرادة طريف التحكيم)) (‪.)3‬‬

‫(‪ ) 1‬حكم احملكمة الدستورية العليا اؼبصرية يف الدعوى رقم ( ‪ ،) 13‬لسنة ( ‪ )15‬قضائية‬
‫جلسة‪1994/12/17‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬حكم ؿبكمة النقض اؼبصرية رقم ( ‪ ،)1994‬لسنة ( ‪ )61‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪1996/12/27‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬حكم ؿبكمة التمييز األردنية‪ ،‬حقوؽ‪ ،‬رقم ( ‪ ،) 94/1774‬ؾبلة نقابة احملامُت األردنية‪ ،‬عاـ ‪1995‬ـ‪،‬‬
‫عدد ( ‪ ،) 6-5‬ص ‪.1154‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-4‬وعرفو القضاء الفرنسي بقولو ‪ (( :‬أنو اللجوء إذل أطراؼ ؿبكمُت ليسوا قضاة‪ ،‬لفض نزاع‬
‫( )‬
‫كم ْوف الزماً لذلك)) ‪. 1‬‬ ‫ِ‬
‫ما بعيداً عن سلطة القضاء حبيث ال يلجأ إال فيما يراه اُلمح ُ‬
‫وفبا تقدـ من تعاريف القضاء للتحكيم من أنو اتفاؽ بُت اػبصوـ غبسم النزاع القائم بينهم‬
‫بإرادهتم‪ ،‬بطري غَت طري القضاء الرظبي‪ ،‬وذلك عن طري اللجوء إذل ؿبكم أو ىيئة ربكيم‪،‬‬
‫يتم اختيارىا من طريف اػبصومة إلصدار حكم فيها يقطع دابرىا‪.‬‬
‫وبالنظر إذل ىذه التعريفات القضائية أرى أهنا ال زبرج عن مفهوـ التحكيم يف الفقو اإلسالمي‬
‫ويف األنظمة والقوانُت الوضعية‪.‬‬

‫ادلطهت انثبنث‬

‫ادلشاد ثبحلكى انزحك‪ًٙٛ‬‬

‫يُعد اغبكم التحكيمي النهاية الطبيعية للعملية التحكيمية‪ ،‬بعد قياـ اػبصوـ بتقدمي الدعوى وما‬
‫يتعبها من البِّينات واألدلة واؼبستندات إذل احملكم أو ىيئة التحكيم‪ ،‬وفقاً لنظاـ التحكيم واتفاؽ‬
‫التحكيم اؼبربـ بُت اػبصوـ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف اؼبنازعات اإلدارية – دراسة مقارنة – غبسن ؿبمد ىند‪ ،‬ص ‪ ،36‬التحكيم يف العقود اإلدارية‬
‫ػبالد اػبضَت ‪ :‬ص ‪.89‬‬

‫‪29‬‬
‫وؼبعرفة اؼبراد باغبكم التحكيمي الذي يؤدي إذل حسم النزاع وإهناء اػبصومة بُت أطرافها‪،‬‬
‫والذي يبكن االعًتاض عليو‪ ،‬أبُت يف ىذا اؼبطلب‪ :‬مفهوـ أو اؼبقصود باغبكم التحكيمي‪،‬‬
‫والطبيعة القانونية لو‪ ،‬وكذا الفرؽ بينو وبُت ما قد يشابو من التصرفات األخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫أٔال ‪ :‬انطج‪ٛ‬ؼخ انمبََٕ‪ٛ‬خ نهزحك‪ٛ‬ى ‪:‬‬

‫اختلفت آراء شراح القوانُت حوؿ طبيعة اغبكم التحكيمي تبعاً الختالفهم يف ربديد الطبيعة‬
‫القانونية للتحكيم بشكل عاـ على مذاىب حاصلها يرجع إذل أربعة ‪:‬‬
‫‪-‬ادلزْت األٔل ‪:‬‬

‫أنو ذو طبي ي قدي ( ت اقدي ) ‪:‬‬


‫ومؤدي ىذا اؼبذىب أف التحكيم يستمد وجوده من إرادة األطراؼ‪ ،‬وال ىبضع لو أحد إال‬
‫بإرادتو وال يعدو اغبكم عن كونو اتفاقاً بُت األطراؼ‪ ،‬ألهنم فوضوا إذل احملكمُت إصداره على‬
‫(‪)1‬‬
‫أف يلتزموا بو وبوجو عاـ فإنو طبقاً ؽبذه النظرية‪ ،‬أو ىذا اؼبذىب فإف اغبكم التحكيمي تبعاً‬
‫للتحكيم ىبضع لألحكاـ العامة اغباكمة للعقود شأنو يف ذلك شأف أي عقد يف الفقو‬
‫اإلسالمي والقانوف الوضعي‪.‬‬
‫ىذا وقد أيدت ؿبكمة النقض الفرنسية‪ ،‬الطبيعة التعاقدية للتحكيم‪ ،‬وانسحاب ىذه الطبيعة‬
‫على اتفاقية التحكيم وحكم التحكيم سواء صدر يف فرنسا أو يف غَتىا‪ ،‬حىت لو كانت‬
‫السلطة القضائية لبلد األصل قد أسبغت على حكم التحكيم األجن ي القوة التنفيذية(‪.)2‬‬
‫ويبدو أف القضاء اؼبصري قد ماؿ – يف أوؿ األمر – كبو ترجيح الطابع التعاقدي للتحكيم‪،‬‬
‫حيث قضت ؿبكمة النقض اؼبصرية بأف ‪ ( :‬قواـ التحكيم اػبروج عن طرؽ التقاضي العادية)‪.‬‬
‫ويرى بعض شراح القانوف اؼبصري‪ ،‬أف اؼبنظم اؼبصري قد أيِّد الطبيعة التعاقدية للتحكيم(‪.)3‬‬
‫‪-‬ادلزْت انثبَ‪: ٙ‬‬

‫(‪ ) 1‬منصة التحكيم التجاري الدورل‪ ،‬حملي الدين إظباعيل ‪ :‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ ) 2‬اتفاؽ التحكيم واستقاللو‪ ،‬لعلي بن ؿبمد السواجي ‪ :‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ ) 3‬اؼبرجع الساب ‪ :‬ص ‪.117‬‬

‫‪31‬‬
‫أنو ذو طبي قضائي ‪:‬‬
‫وشأف حكم التحكيم شأف اغبكم القضائي الرظبي‪ ،‬وأف دور احملكم ىو ذات دور القاضي‬
‫التابع للدولة‪ ،‬وىو الدور اؼبتمثل يف تطبي الشرع والنظاـ‪ ،‬وأف أساس استمداد سلطة احملكم‬
‫ىو الشرع والنظاـ اللذاف أقرا بالتحكيم وألزما بأثره ونتيجتو وليس من االتفاؽ الذي جرى أو‬
‫هبرى من أطراؼ اػبصومة التحكيمية(‪.)1‬‬
‫وىذا اؼبذىب يتواف مع اذباه اؼبنظم السعودي‪ ،‬يف نظاـ التحكيم‪ ،‬حيث أعطى التحكيم‬
‫الصفة القضائية من ناحية ربرير األحكاـ وإصدارىا‪ ،‬وكذلك فيما يتعل بآثار اغبكم‬
‫واالعًتاض والطعن فيو‪ ،‬وكذا الفصل يف اؼبسائل اؼبستعجلة‪ ،‬فحكم احملكم يف النظاـ السعودي‬
‫كاغبكم القضائي‪ ،‬وال ىبتلف عنو إال يف مسألة تنفيذ حكم احملكمُت‪ ،‬الذي يطلب عرضو‬
‫على القضاء للتأكد من أنو صدر وفقاً للشكل الذي يتطلبو النظاـ‪ ،‬وأنو يستند على اتفاؽ‬
‫( )‬
‫صحيح ‪. 2‬‬

‫وىذا االذباه جاء يف تطبيقات أحكاـ القضاء السعودي‪ ،‬من ذلك ما جاء يف حكم ؽبيئة‬
‫( )‬
‫التدقي التجاري بديواف اؼبظادل رقم ( ‪/143‬ت‪ 4/‬لعاـ ‪1412‬ىػ) ‪: 3‬‬

‫بعدـ جواز اتفاؽ طرفُت سعوديُت على اللجوء إذل التحكيم خارج اؼبملكة‪ ،‬وبينت يف حيثيات‬
‫قرارىا أف ىذا الشرط يتعارض مع نظاـ التحكيم السعودي‪ ،‬ألنو يعترب دبثابة اتفاؽ على سلب‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬الوسيط يف قانوف القضاء اؼبدين‪ ،‬لفتحي وارل‪ :‬ص ‪ ،41‬والتحكيم االختياري ألضبد أيب الوفاء ‪ :‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر ‪ :‬الطعن يف قرارات التحكيم وفقاً لقانوف التحكيم األردين ونظاـ التحكيم السعودي‪ ،‬لفيصل بن طل‬
‫البقمي‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ ) 3‬سابقاً ‪ :‬حيث انتقلت والية القضاء التجاري جبميع درجاهتا من والية ديواف اؼبظادل – القضاء اإلداري –‬
‫إذل والية القضاء العاـ‪ ،‬فبثلة يف ؿبكمة االستئناؼ التجارية دبوجب نظاـ القضاء اعبديد الصادر برقم (‬
‫ـ‪ 78/‬بتاريخ ‪1428/9/19‬ىػ )‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫والية القضاء وحجبو عن نظر النزاع الداخل يف اختصاصو فبا يتعارض مع النظاـ العاـ يف‬
‫( )‬
‫اؼبملكة‪ ،‬ويكوف معو ىذا الشرط باطالً بطالناً مطلقا ‪. 1‬‬

‫وىو ما ذىب إليو القضاء الكوييت أيضاً يف حكمو الصادر من ؿبكمة التمييز‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪1986/11/15‬ـ – الطعناف رقم ‪ ،43‬ورقم ‪ ،49‬لسنة ‪ 86‬ذباري(‪.)2‬‬
‫وكذلك أخذ هبذا االذباه اؼبنظم األردين يف قانوف التحكيم رقم (‪ )31‬لسنة ‪2991‬ـ‪ ،‬ومن‬
‫تطبيقاتو القضائية من أحكاـ القضاء األردين‪ ،‬حكم ؿبكمة التمييز األردنية رقم ‪ :‬حقوؽ‬
‫‪ 79/ 289‬بقوؽبا(‪ (( : )3‬إف احملكم يعترب كالقاضي‪ ،‬وأف القرار الذي يصدر برفض طلب عزؿ‬
‫احملكم ال يقبل االستئناؼ إال مع اغبكم الذي يصدر يف هناية الدعوى قياساً على القرار‬
‫اػباص برفض طلب رد القاضي)‪.‬‬
‫وىذا اؼبذىب ىو ما عليو العمل يف الواقع القضائي اليوـ‪.‬‬

‫ادلزْت انثبنث ‪:‬‬

‫أن التيميم واليمم الصادر فيو ذو طبي مختلط ين القضائي والت اقدي ‪:‬‬
‫أماـ االنتقادات اؼبوجهة إذل اؼبذىبُت السابقُت النظرة التعاقدية والقضائية‪ ،‬حاوؿ بعض فقهاء‬
‫القانوف تاليف تلك االنتقادات بتقرير أف التحكيم يشغل مركزاً وسطاً بُت التعاقد وبُت القضاء‪،‬‬
‫فالتحكيم واغبكم الصادر فيو عبارة عن اندماج وترابط بينهما‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ؾبموعة اؼببادئ اليت قررهتا ىيئة التدقي التجاري يف ديواف اؼبظادل من عاـ ‪1497‬ىػ‪1423-‬ىػ‪ ،‬صبع إبراىيم‬
‫العجالف وتنسي إبراىيم اغبقيل ‪ :‬ص ‪.28-27‬‬
‫(‪ ) 2‬اتفاؽ التحكيم واستقاللو‪ ،‬لعلي السواجي ‪ :‬ص ‪.121-129‬‬
‫(‪ ) 3‬ؾبلة نقابة احملامُت األردنيُت‪ ،‬عاـ ‪1999‬ـ‪ ،‬عدد ‪ ،8-7 :‬ص ‪.2323:‬‬

‫‪32‬‬
‫فالتحكيم وف ىذا اؼبذىب تتعاقب عليو صفتاف‪ ،‬األوذل ‪ :‬تعاقدية تتمثل يف اختيار اػبصوـ‬
‫للتحكيم ابتداء‪ ،‬مث ىبرج من طبيعة التعاقدية إذل الطبيعة القضائية عند تدخل قضاء الدولة‬
‫الرظبي عندما يلجأ إليو أطراؼ اػبصومة التحكيمية فبثالً يف الرقابة القضائية على التحكيم من‬
‫إيداع وثيقة التحكيم واالعًتاض على اغبكم أو األمر بتنفيذ اغبكم وكبو ذلك(‪.)1‬‬

‫ادلزْت انشاثغ ‪:‬‬

‫أن التيميم ذو طبي مستقل ونظام قضائي خاص و ‪:‬‬


‫يرى أصحاب ىذا اؼبذىب نظراً لالنتقادات اؼبوجهة إذل اؼبذاىب السابقة وعدـ قدرة ىذه‬
‫اؼبذاىب على تكييف التحكيم دبا يالئم الدور الذي يؤديو يف حسم النزاعات‪ ،‬وإهنائها يف‬
‫اجملاؿ التجاري خاصة‪ ،‬والذي كاف بدوره سببا يف تطوره وظهور التنظيمات الدولية اليت هتتم‬
‫بو‪ ،‬عمل بعض فقهاء القانوف على تكييف طبيعة التحكيم بطبيعة خاصة بو وىو أنو نظاـ‬
‫مستقل‪ ،‬ـبتلف عن وسائل حل اؼبنازعات األخرى‪.‬‬
‫واستدل أصياب ىذا المذىب ‪:‬‬
‫‪ ‬أف التحكيم سب القضاء تارىبياً‪ ،‬والساب ال يدخل يف الالح ‪.‬‬
‫‪ ‬وأف التحكيم أداة قانونية زبتلف عن الصلح‪ ،‬وعن القضاء يف بدئها وإجراءاهتا‬
‫وهنايتها‪.‬‬
‫‪ ‬وأف القاضي يقوـ بإنزاؿ القانوف على الوقائع بغض النظر عن األثر‪ ،‬أما احملكم فهو‬
‫يراعي استمرار التعاوف بُت طريف النزاع ومالئمة مصلحة الطرفُت يف حدود العدالة‪.‬‬
‫‪ ‬كما أف التحكيم أداة للفصل‪ ،‬تتشكل يف كل قضية حسب مقتضايتها وبناء على ىذا‬
‫فالتحكيم نظاـ لو قواعد مستقلة‪ ،‬مع استفادتو من قواعد العقود يف عناصر التحكيم‬
‫وتكوينو‪ ،‬كما أنو يستفيد من قواعد التقاضي أثناء العملية التحكيمية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم التجاري الدورل‪ ،‬حملسن شفي ‪ :‬ص ‪ ،19‬والتحكيم يف العالقات اػباصة الدولية‪ ،‬ؼبصطفى‬
‫اعبماؿ وعكاشة عبدالعاؿ ‪.44/1 :‬‬

‫‪33‬‬
‫وىذا اؼبذىب ما تتجو إليو األنظمة يف العصر اغباضر‪ ،‬بدليل أهنا أصبحت تتجو إذل إصدار‬
‫نظاـ مستقل للتحكيم على غرار أنظمة القضاء(‪.)1‬‬
‫وىو ما ذىب إليو صبهور فقهاء القانوف يف العصر اغبديث من أف التحكيم ذو طبيعة قضائية‬
‫خاصة بو(‪.)2‬‬
‫وىذا اؼبذىب ىو الذي ىبتاره الباحث‪.‬‬

‫‪-‬يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ طج‪ٛ‬ؼخ انزحك‪ٛ‬ى ٔاحلكى انظبدس ف‪:ّٛ‬‬

‫إف الناظر يف ما كتبو غالب فقهاء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬هبد أهنم يبحثوف مسائل التحكيم يف‬
‫باب القضاء‪ ،‬على اعتبار أنو جزء من القضاء أو نوعاً منو وىؤالء يتوافقوف مع أصحاب‬
‫اؼبذىب الثاين ألىل القانوف من أنو ذو طبيعة قضائية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬وظيفة احملكم يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬لزيد الزيد ‪ :‬ص ‪.49‬‬


‫(‪ ) 2‬األسس العامة للتحكيم‪ ،‬لرضواف أبو زيد ‪ :‬ص ‪ ،39‬التحكيم التجاري الدورل حملسن شفي ص ‪.299‬‬

‫‪34‬‬
‫وبعض الفقهاء هبعلو والية خاصة يف باب القضاء‪ ،‬ولعل ىذا يتواف مع ما ذىب إليو الباحث‬
‫من ترجيح اؼبذىب الرابع ألىل القانوف من أنو ذو طبيعة قضائية مستقلة(‪.)1‬‬
‫وذىب بعض اؼبالكية إذل أف طبيعة عمل احملكم أنو وكيل وليس حاكماً‪ ،‬فهو عندىم من باب‬
‫الوكالة ال الوالية(‪ )2‬وىذا القوؿ يتواف مع النظرة التعاقدية اؼبذىب األوؿ عند القائلُت بو من‬
‫القانونُت‪.‬‬
‫وذىب اعبصاص إذل أف احملكم يشبو القاضي من وجو ويشبو الوكيل من وجهة آخر‪ ،‬فيشبو‬
‫القاضي يف أنو يعمل باستقالؿ عن إرادة اػبصوـ‪ ،‬ويشبو الوكيل يف أنو ال يبكنو مباشرة عملو‬
‫إال بتحكيم اػبصوـ لو‪ ،‬وىو مذىب اغبنفية أيضاً(‪ ،)3‬وىذا اؼبذىب يتف مع اؼبذىب الثالث‬
‫ألىل القانوف من أف طبيعة التحكيم ـبتلطة بُت الطبيعة القضائية والطبيعة التعاقدية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب ‪ :‬ادلمظٕد حبكى انزحك‪ٛ‬ى ‪:‬‬

‫دل يػُ َّعِّرؼ نظاـ التحكيم السعودي اؼبقصود باغبكم التحكيمي‪،‬وكذلك الئحتو التنفيذية‪.‬‬
‫وذبدر اإلشارة إذل أف نظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذية‪ ،‬دل يفرقا بُت استخداـ مفردة‬
‫( حكم ) أو ( قرار ) ؼبا يصدر من احملكم أو ىيئة التحكيم يف العملية التحكيمية يف مهمتها‬
‫لفصل النزاع اؼبعروض أمامها‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف أنظمة وقوانُت التحكيم اؼبختلفة‪.‬‬
‫وقد استخداـ اؼبنظم السعودي تارة لفظ ( قرار )‪ ،‬كما يف اؼبادة (‪ ،)39‬واؼبادة ( ‪ )41‬من‬
‫الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم السعودي‪ ،‬كما استخدـ لفظ ( حكم) كما يف اؼبواد‪،)9( :‬‬
‫و(‪ ،)18‬و( ‪ )19‬من نظاـ التحكيم السعودي(‪.)4‬‬

‫(‪ ) 1‬الضوابط الشرعية للتحكيم‪ ،‬لصاحل بن ؿبمد اغبسن ‪ :‬ص ‪ ،21‬والتحكيم يف الشريعة اإلسالمية إلظباعيل‬
‫األسطل‪ ،‬ص ‪ ،124‬والتحكيم يف ضوء الشريعة اإلسالمية لقدري ؿبمود ص ‪.186-184‬‬
‫(‪ ) 2‬اؼبنتقي للباجي ‪.227/5 :‬‬
‫(‪ ) 3‬أحكاـ القرآف للجصاص ‪ ،232/2 :‬والتحكيم يف ضوء الشريعة اإلسالمية لقدري ؿبمود ‪ :‬ص ‪-184‬‬
‫‪.186‬‬
‫(‪ ) 4‬التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬للبجاد‪ :‬ص ‪ ،295‬والتحكيم الوطٍت واألجن ي وطرؽ تنفيذ أحكامو‬
‫يف اؼبملكة‪ ،‬لعبد العزيز الفرياف ‪ :‬ص‪ 191‬وىناؾ من فقهاء القانوف من يسمى ما يتخذه احملكم قراراً‬
‫وىناؾ من يسميو حكما‪ ،‬ويرى الذين يسمونو قراراً أنو ال يسمى ُحكْماً إال إذا صادؽ عليو القاضي‬

‫‪35‬‬
‫و رفو ض فقهاء القانون أنو ‪:‬‬
‫(( صبيع القرارات الصادرة عن احملكم‪ ،‬واليت تفصل بشكل قطعي يف اؼبنازعة اؼبعروضة على‬
‫احملكم سواء كانت أحكاماً كلية تفصل يف موضوع اؼبنازعة ككل أـ أحكاماً جزئية تفصل يف‬
‫ش منها‪ ،‬سواء تعلقت ىذه القرارات دبوضوع اؼبنازعة ذاتو أو باالختصاص أو دبسألة تتعل‬
‫باإلجراءات أدت باحملكم إذل اغبكم بإهناء اػبصومة)) (‪.)1‬‬
‫و رفو ض الباحثين قولو ‪:‬‬
‫(( القرار التحكيمي الفاصل بصورة هنائية وبشكل قطعي يف مسألة أو مسائل منازع فيها لدى‬
‫ىيئة التحكيم‪ ،‬دبقتضى السلطات اليت يبنحا ؽبم اتفاؽ التحكيم ( والنظاـ) واؼبؤدية إذل رفع‬
‫يدىم عن ذلك النزاع أو عن جزء من أجزائو بقرار حائز حجية القضية اؼبقضية))(‪.)2‬‬

‫ً‬
‫ثبنثب ‪ :‬انفشق ثني انزحك‪ٛ‬ى ٔثني يب لذ ‪ٚ‬شجّ يٍ ٔصبئم فغ انُزاع‪:‬‬

‫لكي يتم اؼبقصود من بياف اؼبراد بالتحكيم واغبكم الصادر فيو‪ ،‬البد أف أُبػ ُِّت الفرؽ بينو وبُت‬
‫اؼبواضيع واألنظمة اليت قد تتشابو معو‪ ،‬وىي كالتارل‪:‬‬
‫‪-‬انفشق ثني انزحك‪ٛ‬ى ٔثني انمؼبء ‪:‬‬

‫القضاء يف اللغة ‪ :‬اغبكم باإلهباب واإللزاـ(‪.)3‬‬

‫اؼبختص‪ ،‬وقبل ذلك ىو قرار‪ ،‬وىناؾ من يرى أف القرار ‪ ( :‬أمر تصدره احملكمة أثناء نظر الدعوى يف شأف‬
‫معُت وال تنتهي بو الدعوى) واغبكم ىو ‪ ( :‬قرار يصدر من ؿبكمة ـبتصة يف القضية اؼبطروحة أمامها)‬
‫وىناؾ من ال يفرؽ بينهما من الشراح وىو ما ذىب إليو اؼبنظم السعودي كما بينتو أعاله‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وظيفة احملكم يف الفقو اإلسالمي لزيد الزيد ‪ :‬ص ‪ ،121‬اغباشية ‪.)1 ( :‬‬
‫(‪ ) 1‬الطعن بالبطالف على أحكاـ احملكمُت‪ ،‬غبفيظة السيد حداد ‪ :‬ص ‪ ،26‬واؼبوجز يف النظرية العامة يف‬
‫التحكيم التجاري الدورل ؽبا ص ‪.91-99‬‬
‫(‪ ) 2‬الطعن يف قرارات التحكيم التجاري – دراسة مقارنة – ألمُت جباش اغبمَتي ‪ :‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ ) 3‬القاموس احمليط ص ‪ ،1419‬ولساف العرب ‪/19 :‬ج ‪ 2‬ص ‪.48‬‬

‫‪36‬‬
‫ويف االصطالح ‪ :‬اإللزاـ باغبكم الشرعي وفصل اػبصومات(‪.)1‬‬
‫وىناؾ فروؽ بينهما ومن أنبها ‪:‬‬
‫‪-1‬من حي الته المولي ‪:‬‬
‫فالقاضي موذل من قبل اإلماـ أو نائبو‪ ،‬أما احملكم فموذل من جهة اؼبتخاصمُت الذين احتكموا‬
‫إليو‪.‬‬
‫‪-2‬من حي االختصاص ‪:‬‬
‫فالقاضي نائب عن الوارل أو اغباكم‪ ،‬ألف لو والية عامة‪ ،‬ووالية اإلمامة عامة‪ ،‬لذا فدائرة‬
‫القضاء أوسع من التحكيم‪.‬‬
‫أما احملكم فإنو واليتو مقيدة وتنحسر عن النظر يف بعض اؼبسائل‪ ،‬ومنعو من النظر يف بعض‬
‫قضايا اعبنايات كاغبدود والقصاص مثالً(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬القاضي أ لى رتبو من الميمم ‪:‬‬
‫ألف القاضي واليتو عامة على الناس‪ ،‬بينما احملكم واليتو قاصرة على اػبصمُت فقط(‪.)3‬‬

‫‪-‬انفشق ثني انزحك‪ٛ‬ى ٔثني انظهح ‪:‬‬

‫الصلح يف اللغة وىو ‪ :‬خالؼ الفساد(‪.)4‬‬


‫ويف االصطالح ‪ ( :‬معاقدة يتوصل هبا إذل موافقة بُت ـبتلفُت) (‪.)5‬‬

‫(‪ ) 1‬كشاؼ القناع عن منت اإلقناع ‪.3185/5 :‬‬


‫(‪ ) 2‬عقد التحكيم لقحطاف الدوري ‪ :‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ ) 3‬نظاـ التحكيم‪ ،‬لسيد أضبد ؿبمود‪ ،‬ص ‪ ،79‬والتحكيم يف ضوء الشريعة اإلسالمية لقدري ؿبمد ؿبمود ‪:‬‬
‫ص ‪.154-153‬‬
‫(‪ ) 4‬القاموس احمليط ‪ :‬ص ‪ ،999‬ولساف العرب البن منظور ‪ ،348/2‬واؼبصباح اؼبنَت للفيومي ص‪..45‬‬
‫(‪ ) 5‬كشاؼ القناع عن منت اإلقناع ‪ ،383 /3 :‬ودرر اغبكاـ شرح ؾبلة األحكاـ ‪ ،11/4‬اؼبادة رقم (‪)1531‬‬
‫من مواد اجمللة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫واؼبعيار يف الفرؽ بينهما ىو ‪ :‬القوة اإللزامية‪ ،‬فيما يصدر عن كل منهما‪ ،‬فاحملكم قراره ملزـ‪،‬‬
‫أما اؼبصلح فيقدـ رأيو وينتظر اؼبوافقة من األطراؼ(‪.)1‬‬
‫ومن الفروؽ ‪:‬‬
‫الصلح ال يتم إال دبوافقة أطراؼ النزاع باإلصباع على ما يتم الصلح عليو‪ ،‬وأما‬ ‫‪-1‬‬
‫التحكيم فإنو هبوز أف يصدر من ىيئة التحكيم باألغلبية‪.‬‬
‫ويف الصلح ال يلزـ من ظباع بيِّنات‪ ،‬وأما التحكيم فيتم فيو ظباع بيِّنات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الصلح ينتهي بو النزاع‪ ،‬وأما التحكيم فإنو خطوة إذل إهناء النزاع(‪.)2‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬انفشق ثني انزحك‪ٛ‬ى ٔثني انٕكبنخ ‪:‬‬

‫الوكالة لغة ‪ :‬بالفتح والكسر لو معاف كثَتة – منها اغبفظ‪ ،‬والتفويض(‪.)3‬‬


‫الوكالة اصطالحاً ‪ :‬إنابة جائز التصرؼ مثلو فيما تدخلو النيابة (‪.)4‬‬
‫ومعيار التفري بينهما ىو وجود النزاع أصالً‪ ،‬فاحملكم ال يوجد إال بوجود النزاع‪ ،‬إذا اؽبدؼ من‬
‫اللجوء إذل احملكم السعي إذل إهناء النزاع‪ ،‬أما الوكيل فقائم مقاـ من وكلو يف موضوع الوكالة‬
‫دوف اعتبار لوجود النزاع من عدمو(‪.)5‬‬
‫ومن الفروؽ بينهما ‪:‬‬
‫أف الوكيل يعمل ؼبصلحة من وكلو‪ ،‬وف توجيهاتو وتعليماتو‪ ،‬وتنسب آثار أعماؿ‬ ‫‪-1‬‬
‫الوكيل ؼبوكلو‪ ،‬خبالؼ احملكم فإنو ليس كذلك‪ ،‬فهو ينظر يف نزاع‪ ،‬غَت مستهدؼ‬
‫ؼبصلحة أحد‪ ،‬وإمبا مقصودة الوصوؿ إذل العدالة واإلنصاؼ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬وظيفة احملكم يف الفقو اإلسالمي لزيد الزيد ‪ :‬ص ‪.78‬‬


‫(‪ ) 2‬تنفيذ التحكيم الوطٍت واألجن ي‪ ،‬لعبد العزيز آؿ فرياف ص ‪.69‬‬
‫(‪ ) 3‬تاج العروس للزبيدي‪ ،159/8 :‬ولساف العرب البن منظور ‪.977/3 :‬‬
‫(‪ ) 4‬حاشية الروض اؼبربع شرح زاد اؼبستقنع لعبدالرضبن بن قاسم ‪.293/5 :‬‬
‫(‪ ) 5‬وظيفة احملكم لزيد الزيد ‪ :‬ص ‪.78‬‬

‫‪38‬‬
‫ويف الوكالة يتم عزؿ الوكيل بقرار من اؼبوكل‪ ،‬أما يف التحكيم‪ ،‬فال ينعزؿ احملكم إال‬ ‫‪-2‬‬
‫باتفاؽ الطرفُت‪ ،‬أو دبوافقة القاضي إذا كاف التعيُت مت بقراره (‪.)1‬‬
‫ويف الوكالة‪ :‬الصلة بُت الوكيل واؼبوكل وثيقة‪ ،‬أما يف التحكيم ينبغي أف ال يكوف‬ ‫‪-3‬‬
‫ىناؾ صلة بينو وبُت من اختاره‪ ،‬وال يصح أف يكوف مدافعاً عنو أو متحمالً عبء‬
‫إثبات ح لو‪ ،‬والواجب عليو أف يؤدي عمالً قضائياً يستهدؼ العدالة(‪.)2‬‬
‫‪-‬انفشق ثني انزحك‪ٛ‬ى ٔثني اخلربح ‪:‬‬

‫اػبربة لغة ‪ :‬خربت األمر أي علمتو(‪ ،)3‬وقاؿ اعبرجاين ‪ ( :‬اػبربة اؼبعرفة ببواطن األمور)(‪.)4‬‬
‫وعرفت اؼبوسوعة اعبنائية اػببَت بأنو ‪:‬‬
‫(( كل شخص لو دراية خاصة دبسألة من اؼبسائل)) (‪.)5‬‬
‫ومعيار التفرقة بينهما من منطل حسم النزاع‪ ،‬فاحملكم وبسم النزاع‪ ،‬واػببَت يقدـ رأيا غَت ملزـ‬
‫وال حاسم للنزاع‪.‬‬

‫ومن الفروؽ بينهما ‪:‬‬


‫‪-1‬يشًتط يف احملكم أف يكوف على دراية بالقواعد الشرعية واألنظمة والعرؼ السائد‪ ،‬أما اػببَت‬
‫فال يشًتط فيو إال علمو وخربتو يف ؾباؿ اؼبسألة اؼبنتدب من أجلها وإبداء رأيو فيها‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبرجع الساب ‪ :‬ص ‪.96‬‬


‫(‪ ) 2‬اؼبرجع الساب ‪ ،‬ويرى بعض الباحثُت ‪ :‬أف ذلك يندفع ‪ -1 :‬بأنو يتعارض مع أصل التحكيم الذي يشرط‬
‫أف يكوف عدد احملكمُت وتراً ‪ -2‬ووجود احملكم اؼبرجح لرفع التعارض الذي قد وبدث بُت احملكمُت‪ ،‬ينظر‬
‫‪ :‬الفرؽ بُت التحكيم والوسائل األخرى لسلطاف العاطفي ص ‪.31‬‬
‫(‪ ) 3‬لساف العرب‪.226/4 ،‬‬
‫(‪ ) 4‬التعريفات للجرجاين ‪ :‬ص ‪.97‬‬
‫(‪ ) 5‬اؼبوسوعة اعبنائية‪ ،‬عبندي عبداؼبلك ‪.222/1 :‬‬

‫‪39‬‬
‫‪-2‬يف التحكيم البد من تراضي اػبصوـ على تعيُت احملكم‪ ،‬ويباشر سلطتو بناء على اتفاؽ‬
‫اػبصوـ‪ ،‬أما اػببَت فال يشًتط رضا اػبصوـ بو ويعُت بواسطة اعبهة القضائية اؼبختصة‪ ،‬ويباشر‬
‫عملو بناء على حكمها بانتدابو‪.‬‬
‫‪-3‬تنتهي مهمة احملكم باغبكم يف النزاع اؼبعروض عليو‪ ،‬بينما مهمة اػببَت تنتهي بتقدمي التقرير‬
‫إال إذا رأت احملكمة استدعائو إلسباـ اإلجراء(‪.)1‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف ضوء الشريعة اإلسالمية لقدري ؿبمود ‪ :‬ص ‪.167-166‬‬

‫‪41‬‬
‫ادلجحث انثبَ‪ : ٙ‬يفٕٓو االػرتاع‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ االعًتاض لغة ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬مفهوـ االعًتاض إصطالحاً ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬اؼبراد باالعًتاض على حكم التحكيم ‪.‬‬

‫ادلجحث انثبَ‪ : ٙ‬يفٕٓو االػرتاع‬

‫ادلطهت األٔل‪:‬‬

‫يفٕٓو االػرتاع‬

‫‪40‬‬
‫االػرتاع ٔانزؼبسع ‪:‬‬
‫تفاعل من عرض الشيء يعرض‪ ،‬أي ‪ :‬انتصب ومنع ‪ ،‬صار عارضاً كاػبشبة اؼبنتصبة يف النهر‬
‫سبنع السالكُت‪.‬‬
‫ومنو اعًتاضات الفقهاء؛ ألهنا سبنع من التمسك بالدليل‪ ،‬وتعارض البيِّنات‪ ،‬ألف كل واحدة‬
‫تعرض األخرى وسبنع نفوذىا‪ ،‬واعًتاض األمر ‪ :‬إذا نظر فيو‪ ،‬وعرض سبيلو‪ :‬إذا وقف يف طريقو‬
‫وباوؿ منعو(‪.)1‬‬
‫قاؿ ابن فارس ‪ (( :‬العُت والراء والضاد بناء تكثر فروعو‪ ،‬وىي مع كثرهتا ترجع إذل أصل واحد‪،‬‬
‫وىو ‪ :‬العرض الذي ُىبالف الطوؿ وتقوؿ ‪ :‬عارضت فالناً يف السَت إذا سرت حيالو‪ ،‬وعارضتو‬
‫مثل ما صنع إذا أتيت إليو مثل ما أتى إليك‪ ،‬ومنو اشتقت اؼبعارضة وىذا ىو القياس‪ ،‬كأف‬
‫عرض الشيء الذي يفعلو مثل عرض الشيء الذي أتاه – إذل أف قاؿ ‪ ،-‬ويقاؿ ‪ :‬اعًتض يف‬
‫األمر فالف‪ ،‬إذا أدخل نفسو فيو) (‪.)2‬‬
‫وعرفو ؾبمع اللغة العربية يف كتابو ‪ :‬اؼبعجم الوسيط دبا يلي ‪:‬‬
‫(( عارض يف اغبكم الغيايب ‪ :‬رفعو إذل احملكمة اليت أصدرتو طالباً إلغائو أو تعديلو‪ ،‬والتعرض‬
‫يف القضاء ‪ :‬فعل مادي‪ ،‬أو إجراء قانوين يقصد بو منازعة اغبائز يف حيازتو))(‪.)3‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬
‫ً‬
‫يفٕٓو االػرتاع اططالحب‬

‫(‪ ) 1‬انظر ‪ :‬اؼبصباح اؼبنَت ‪ :‬ص ‪ ،83‬ولساف العرب ‪ ،2886/4 :‬والقاموس احمليط‪ :‬ص ‪279‬مادة (عرض)‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر ‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ :‬مادة عرض‪ ،‬ص ‪.728‬‬
‫(‪)615/2( ) 3‬‬

‫‪42‬‬
‫دل أجد يف كتب فقهاء الشريعة اإلسالمية على اختالؼ اؼبذاىب الفقهية‪ ،‬من عَّرؼ‬
‫(االعًتاض ) باؼبعٌت اؼبقصود منو اليوـ يف باب القضاء وفقو اؼبرافعات لفظاً‪ ،‬ويظهر من ذلك‬
‫أهنم‪ ،‬وإف دل يستعلموه لفظاً‪ ،‬فقد استعملوه معٌت يف قالب ألفاظ أخرى مثل ‪ :‬نقض اغبكم‬
‫وإبطالو وىذه األلفاظ ىي اؼبتداولة واؼبًتددة يف كتبهم كثَتاً‪.‬‬
‫والنقض واإلبطاؿ ال شك أنو ناتج عن اعًتاض على اغبكم الصادر يف الدعوى(‪.)1‬‬
‫وإذا دل يستعمل فقهاء اؼبذاىب مصطلح ( االعًتاض)‪ ،‬فقد استعملو وعرفو علماء األصوؿ يف‬
‫كتبهم‪ ،‬السيما يف مباحث ‪ :‬االعًتاضات الواردة على القياس‪ ،‬وتعارض األدلة‪ ،‬ويقصدوف‬
‫هبذا اؼبصطلح عموماً‪ :‬كل ما يورده اؼبعًتض على كالـ اؼبستدؿ‪ ،‬ألنو يبنعو من االعتبار أو من‬
‫الصحة(‪.)2‬‬
‫ومن الباحثُت اؼبعاصرين من تناوؿ‪ ،‬االعًتاض واؼبعارضة يف الدعوى بالتعريف‪ ،‬ومن ىذه‬
‫التعاريف ‪:‬‬
‫(( طري طعن عادي يف األحكاـ اليت صدرت يف غْيبة احملكوـ عليو‪ ،‬يُرفع إذل‬ ‫‪-1‬‬
‫نفس احملكمة اليت صدر عنها اغبكم اؼبطعوف فيو ال إذل ؿبكمة أعلى)) (‪.)3‬‬
‫وعرفػها نفس الباحث بتعريف آخر‬
‫وىذا التعريف قد خص االعًتاض باألحكاـ الغيابية َّ‬
‫اعتربه قسيماً لالستئناؼ فقاؿ ‪:‬‬
‫( طري طعن عادي بو يطرح اػبصم الذي صدر اغبكم كلياً أو جزئياً لغَت صاغبو‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القضية كلها‪ ،‬أو جزء منها أماـ ؿبكمة أعلى من احملكمة اليت صدر عنها اغبكم)‬
‫(‪.)4‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬االعًتاض على اغبكم القضائي بطري التمييز يف الفقو ويف نظاـ اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫إلبراىيم عبداهلل األضبد‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪) 2‬كرسالة االعًتاضات الواردة على القياس‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جبامعة أـ القرى‪ ،‬حملمد يوسف أخندجاف‪ ،‬وينظر‬
‫يف تعارض األدلة ‪ :‬العدة ( ‪ ،)627/2‬واؼبسودة آلؿ تيمية ‪ :‬ص ‪.139‬‬
‫(‪ ) 3‬النظاـ القضائي يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬حملمد رأفت عثماف‪ ،‬ص ‪.425‬‬
‫(‪ ) 4‬اؼبرجع الساب ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ص ِد ِره أو من‬
‫( وسيلة يبنحها النظاـ للمتحاكمُت إلعادة النظر يف اغبكم من قبل ُم ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫قبل مدق اغبكم) (‪.)1‬‬
‫= وعند النظر يظهر أف اؼبعٌت االصطالحي لالعًتاض دل ىبرج ويبتعداً كثَتاً ‘‪ ،‬عٌت اؼبعٌت الذي‬
‫ذكره علماء اللغة واألصوؿ لو‪.‬‬

‫ادلطهت انثبنث‬

‫ادلشاد ثبالػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى يف انُظبو انضؼٕد٘‬

‫(‪ ) 1‬اؼبصطلحات اإلجرائية والتوثيقية يف احملاكم وكتابات العدؿ‪ ،‬حملمد إبراىيم الصائغ‪ :‬ص‪ ،39‬كتيب من‬
‫إصدارات ؾبلة العدؿ‪ ،‬بوزارة العدؿ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دل يرد يف نظاـ التحكيم السعودي وال يف الئحتو التنفيذية تعريفاً لالعًتاض على اغبكم‬
‫التحكيمي‪ ،‬وإمبا اكتفى اؼبنظم بتقرير ح االعًتاض للخصوـ أو أحدىم‪.‬‬
‫فقد جاء يف اؼبادة ( ‪ )18‬من نظاـ التحكيم ما نصو ‪:‬‬
‫(( صبيع األحكاـ الصادرة من احملكمُت ولو كانت صادرة بإجراء من إجراءات التحقي هبب‬
‫إيداعها خالؿ طبسة أياـ لدى اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع وإبالغ اػبصوـ بصور‬
‫منها‪،‬وهبوز للخصوـ تقدمي اعًتاضاهتم على ما يصدر من احملكمُت إذل اعبهة اليت أودع لديها‬
‫اغبكم خالؿ طبسة عشر يوما من تاريخ إبالغهم بأحكاـ احملكمُت وإال أصبحت هنائية))‪.‬‬
‫ونصت اؼبادة ( ‪ )19‬على ما يلي ‪:‬‬
‫(( إذا قدـ اػبصوـ أو أحدىم اعًتاضاً على حكم احملكمُت خالؿ اؼبدة اؼبنصوص عليها يف‬
‫اؼبادة السابقة تنظر اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع يف االعًتاض وتقرر إما رفضو وتصدر األمر‬
‫بتنفيذ اغبكم أو قبوؿ االعًتاض وتفصل فيو))‪.‬‬
‫وقررت اؼبادة ( ‪ )42‬من الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم بقوؽبا‪ ( :‬مع عدـ اإلخالؿ بأحكاـ‬
‫اؼبادتُت ‪18‬و‪ 19‬من نظاـ التحكيم تتوذل ىيئة التحكيم تصحيح ما يقع يف قرارىا من أخطاء‬
‫مادية حبتة كتابية أو حسابية وذلك بقرار تصدره من تلقاء نفسها أو بناء على طلب أحد‬
‫اؼبتحكمُت من غَت مرافعة وهبرى ىذا التصحيح على نسخة القرار األصلية ويوقعو احملكموف‪،‬‬
‫وهبوز الطعن يف القرار الصادر بالتصحيح إذا ذباوزت فيو اؽبيئة حقها اؼبنصوص عليو يف ىذه‬
‫اؼبادة وذلك بطرؽ الطعن اعبائزة يف القرارات موضوع التصحيح‪ ،‬أما القرار الذي يصدر برفض‬
‫التصحيح فال هبوز الطعن فيو على استقالؿ))‪.‬‬
‫وقررت اؼبادة ( ‪ ) 43‬من الالئحة ‪:‬‬
‫( هبوز للمحتكمُت أف يطلبوا من اؽبيئة اليت أصدرت القرار تفسَت ما وقع يف منطوقو من‬
‫غموض أو إهباـ ويعترب القرار الصادر بالتفسَت متمماً من كل الوجوه للقرار األصلي ويسري‬
‫عليو ما يسرى على ىذا القرار من القواعد اػباصة بطرؽ الطعن)‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫فيستدؿ من ىذه النصوص أف اؼبنظم السعودي قرر ح االعًتاض على حكم التحكيمي من‬
‫وبُت ما ىو‬
‫قبل اػبصوـ أو أحدىم خالؿ اؼبدة النظامية احملددة‪ ،‬ونظم أحكامو وإجراءاتو َّ‬
‫اغبكم التحكيمي الذي يكوف عرضو لالعًتاض عليو‪ ،‬ودلُ يبَُّت ما ىية ىذا االعًتاض‪.‬‬
‫ويبكن رل أف أبُت اؼبراد باالعًتاض على اغبكم التحكيمي وأضع توضيحاً ؼبا ىيتو على ضوء‬
‫نصوص اؼبواد السابقة فأقوؿ ‪:‬‬
‫طري منحو النظاـ ألطراؼ اػبصومة التحكيمية للطعن يف اغبكم أو القرار التحكيمي الفاصل‬
‫يف اػبصومة أو يف إجراء من إجراءاهتا أماـ اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع إلعادة النظر فيو‬
‫من قبل مصدر اغبكم أو اعبهة اؼبختصة أصالً بنظره‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ادلجحث انثبنث ‪َٓ :‬بئ‪ٛ‬خ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مفهوـ النهائية غبكم التحكيم ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬العالقة بُت االعًتاض وهنائية حكم التحكيم‬

‫‪47‬‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫َٓبئ‪ٛ‬خ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫ادلطهت األٔل ‪ :‬يفٕٓو انُٓبئ‪ٛ‬خ حلكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫يقصد بنهائية حكم التحكيم أف وبوز اغبكم التحكيمي على حجية الشيء أو األمر اؼبقضي‬
‫بو‪.‬‬
‫فاغبكم ال وبوز على حجية الشيء اؼبقضي بو إال إذا كاف هنائياً وعليو فصفة اغبجية للشيء‬
‫اؼبقضي بو مقًتنة بصفتو النهائية(‪.)1‬‬
‫وهنائية حكم التحكيم تعترب من الشروط الالزمة لتنفيذه‪.‬‬
‫وحكم التحكيم اغبائز على حجية األمر اؼبقضي بو‪ ،‬يشابو يف ىذا اغبكم القضائي الرظبي‬
‫وىذه ميزة كربى يف التحكيم‪ ،‬إال أف حكم التحكيم ىبتلف عنو باحتياجو بعد صدوره إذل أمر‬
‫تنفيذه من اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪.‬‬

‫ويعترب صدور حكم واؼبصادقة عليو‪ ،‬وصدور األمر بتنفيذه من اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً‬
‫بالفصل يف النزاع وف اإلجراءات وحسب الشكل الذي حدده النظاـ‪ ،‬يعترب النهاية الطبيعية‬
‫النتهاء اتفاؽ التحكيم‪ ،‬فهدؼ األطراؼ من اللجوء إذل التحكيم للفصل يف النزاع اغباصل‬
‫بينهم‪ ،‬ىو صدور حكم يفصل يف ىذا النزاع‪ ،‬مع االستفادة يف نفس الوقت من اؼبزايا اليت‬
‫يقدمها التحكيم (‪.)2‬‬
‫ومن أىم االعتبارات اليت تقوـ عليها ا ُغب ِّجيةَّ‪ ،‬واليت تعد من أىم خصائص اغبكم القطعي واليت‬
‫تتطلبها – أي االعتبارات – اؼبصلحة العامة واػباصة‪:‬‬
‫= وضع حد للمنازعات دبنع ذبددىا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر‪ :‬التحكيم التجاري بُت الشريعة والنظاـ واتفاقات التحكيم الصادرة من األمم اؼبتحدة‪ ،‬جملدي نايل‪،‬‬
‫جريدة اغبياة الطبعة السعودية‪ ،‬عدد ( ‪ ) 16985‬بتاريخ ‪1428/4/2‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر‪ :‬التحكيم‪ ،‬حملمد البجاد ‪ :‬ص ‪.115‬‬

‫‪48‬‬
‫= وألف استمرار اؼبنازعات‪ ،‬يؤدي إذل عدـ استقرار اغبقوؽ واؼبراكز الشرعية والقانونية‪ ،‬وتعطيل‬
‫اؼبعامالت بُت الناس‪.‬‬
‫= ويؤدي إذل تناقض األحكاـ يف اػبصومة الواحدة وعدـ استقرار األحكاـ النهائية وزعزعة‬
‫الثقة فيها‪ ،‬وكل ذلك يتنايف مع اؽبدؼ من اللجوء إذل نظاـ التحكيم بوصفو وسيلة للفصل يف‬
‫النزاع دبا وبققو من مزايا كسرعة فض اؼبنازعات التجارية حبكم تفرغ ىيئة التحكيم لنظر‬
‫الدعوى واحملافظة على األسرار التجارية اؼبتعلقة بأطراؼ النزاع وصفقاهتم التجارية وأظباء من‬
‫يتعاملوف معهم وأساليب عملهم التجاري كما سبتاز إجراءات التحكيم بالبساطة وارتياح التجار‬
‫إذل ىيئة التحكيم على أساس أف اختيارىم مت بناء على إرادهتم فبا يقلل من حدة اػبالؼ‬
‫واللدد يف اػبصومة واغبفاظ على العالقة بُت التجار وكذلك بساطة إجراءات التحكيم‪ ،‬ويتناىف‬
‫مع اؽبدؼ من إقرار اؼبنظم ؽبذا النظاـ طاؼبا أنو ال وبق اؽبدؼ اؼبرجو منو(‪.)1‬‬
‫‪-‬وحتي حمم التيميم تتطلب توضيح مفهومها والمقصود منها‪:‬‬
‫اؼبقصود حبجية األمر اؼبقضي بو‪ ،‬ىي نوع من اغبصانة اليت يتمتع هبا اغبكم‪ ،‬حبيث يعترب‬
‫دبوجبها متضمناً قرينة ال تقبل إثبات العكس على أنو صدر صحيحاً من حيث الشكل وأف ما‬
‫قضى بو ىو اغب بعينو من حيث اؼبوضوع(‪.)2‬‬
‫وقد أعطى اؼبنظم السعودي‪ ،‬ومنح اغبكم الصادر من احملكمُت حجية األمر اؼبقضي بو‪ ،‬وقرر‬
‫سبتع حكم احملكمُت بالقوة التنفيذية‪ ،‬وخصائص األحكاـ الصادرة من السلطة القضائية يف‬
‫الدولة‪.‬‬
‫حيث نصت اؼبادة العشروف من نظاـ التحكيم السعودي بقوؽبا‪ (( :‬يكوف حكم احملكمُت‬
‫واجب التنفيذ عندما يصبح هنائياً‪،‬وذلك بأمر من اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪ ،‬ويصدر‬
‫ىذا األمر بناء على طلب أحد ذوي الشأف بعد التثبت من عدـ وجود ما يبنع من تنفيذه‬
‫شرعاً))‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬الطبيعة القانونية غبكم التحكيم وآثاره وطرؽ الطعن بو – دراسة مقارنة – ألشجاف فيصل مراد‪ ،‬ص‬
‫‪.83-82‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر‪ :‬دعوى بطالف حكم التحكيم – دراسة مقارنة – ػبالد ؿبمد الغرايبة‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪49‬‬
‫ونصت اؼبادة الواحدة والعشروف بقوؽبا ‪ (( :‬يعترب اغبكم الصادر من احملكمُت بعد إصدار‬
‫األمر بتنفيذه حسب اؼبادة السابقة يف قوة اغبكم الصادر من اعبهة اليت أصدرت األمر‬
‫‪.‬‬
‫بالتنفيذ))‬
‫وكذلك فعل اؼبنظم اؼبصري يف قانوف التحكيم حيث نصت اؼبادة ( ‪ )55‬منو‪ :‬ربوز أحكاـ‬
‫احملكمُت الصادرة طبقاً ؽبذا القانوف حجية األمر اؼبقضي بو وتكوف واجبة النفاذ دبراعاة‬
‫األحكاـ اؼبنصوص عليها يف ىذا القانوف))‬
‫كما فعلو نظَته األردين حيث نصت اؼبادة ( ‪ ) 52‬من قانوف التحكيم األردين ‪ (( :‬ربوز‬
‫أحكاـ احملكمُت الصادرة طبقاً ؽبذا القانوف حجية األمر اؼبقضي بو وتكوف واجبة النفاذ دبراعاة‬
‫األحكاـ اؼبنصوص عليها فيو))‪.‬‬
‫ويثور تساؤؿ ىنا‪ ،‬وىو مىت يصبح حكم احملكم هنائياً يف النظاـ السعودي‪:‬‬
‫واعبواب ‪:‬‬
‫يصبح حكم احملكمُت هنائياً وواجب النفاذ يف أحد اغباالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا دل يقدـ أحد من اػبصوـ اعًتاضاً على اغبكم يف غضوف طبسة عشر يوماً‪،‬‬
‫تبدأ من تاريخ إبالغ اػبصوـ دبنطوؽ اغبكم‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا قدـ أحد اػبصوـ اعًتاضاً على اغبكم أماـ اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر‬
‫النزاع‪ ،‬ومت رفض اعًتاضو من قبل ىذه اعبهة‪ ،‬وصدور حكمها النهائي بتأييد‬
‫اغبكم‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا قُبل االعًتاض من اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪،‬وفصلت فيو‬
‫حبكم‪ ،‬فيصبح ىذا اغبكم الصادر من ىذه اعبهة ىو اغبكم النهائي الواجب‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويعد اغبكم باتاً‪ ،‬وقطعياً وال هبوز استئنافو أو االعًتاض عليو(‪.)1‬‬

‫(‪ ) 1‬تنفيذ أحكاـ احملكمُت يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬لفيصل بن منصور الفاضل‪ :‬ص ‪ ،28-27‬ومقاؿ ‪:‬‬
‫نظرات يف مسألة االعًتاض على أحكاـ احملكمُت‪ ،‬ػبالد أضبد عثماف‪ ،‬جريدة االقتصادية‪ ،‬العدد‬
‫(‪ )5296‬اؼبواف ‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ىذا وتربز أنبية موضوع التحكيم وفائدتو اؼبرجوه منو يف أثره اؼبًتتب عليو‪ ،‬لكوف ىذا األثر ىو‬
‫الثمرة اليت يتمحض عنها حكم التحكيم والنتيجة اؼبرجوة منو من حيث فصلو للخصومات‬
‫وحلو للمنازعات وىذا األثر ىو اؼبقصود بنهائية حكم التحكيم‪ ،‬وىو ما يعرب عنو بعض فقهاء‬
‫الشريعة بقولو – حبجية حكم التحكيم – واليت تعٍت أف حكم احملكم مىت صدر صحيحاً‬
‫مستوفياً لشروطو وكاف موافقا لقواعد الشريعة وأصوؽبا‪ ،‬ودل ىبالف األنظمة اؼبرعية وداخالً يف‬
‫نطاؽ االختصاص اؼبخوؿ للمحكم شرعاً ونظاما تًتتب عليو آثاره‪ ،‬شأنو يف ذلك شأف اآلثار‬
‫اؼبًتتبة على اغبكم القضائي‪ ،‬واليت منها ‪:‬‬
‫‪-‬إلزامية اغبكم للمحتكمُت‪.‬‬
‫‪ -‬ووجوب تنفيذه والعمل بو حالً للنزاع وفصالً للخصومة‪.‬‬
‫‪ -‬وعدـ إعادة البحث فيو من قبل جهة قضائية أخرى لغَت دليل شرعي ونظامي يف حالة عدـ‬
‫اتفاؽ اػبصوـ على ذباىل حكم التحكيم الصادر وطرح أحدىم النزاع من جديد على‬
‫التحكيم وذلك للفصل يف النزاع‪.‬‬
‫أما إذا اتف اػبصوـ على ذباىل اغبكم فَتى بعض شراح النظاـ أف ؽبم إعادة طرح النزاع من‬
‫جديد على التحكيم بشرط أال يضر ىذا الًتاجع واالتفاؽ اعبديد حبقوؽ الغَت اليت ترتبت على‬
‫ىذا اغبكم‪.‬‬
‫وتقلل إمكانية ذباىل اػبصوـ للحكم الصادر يف النزاع اغباصل بينهم واللجوء إذل التحكيم من‬
‫جديد دبا يبنحو نظاـ التحكيم إلرادة اػبصوـ من دور فعاؿ يف توجيو وتعديل وإهناء العملية‬
‫التحكيمية‪ ،‬ولكن ىذه اإلرادة هبب أال تستغل لإلضرار حبقوؽ اآلخرين اليت رتبها اغبكم الذي‬
‫ذباىلو اػبصوـ(‪.)1‬‬
‫ودل يتطرؽ نظاـ التحكم السعودي وال الئحتو للطريقة اليت يتم هبا اعًتاض الغَت الذي ليس‬
‫طرفاً يف اػبصومة على اغبكم الصادر من اغبكم أو احملكمُت وال يعٍت ىذا السكوت أف ليس‬

‫(‪ ) 1‬حجية اغبكم القضائي بُت الشريعة والقانوف‪ ،‬حملمد نعيم ياسُت‪ ،‬ص ‪ ،19‬وأثر التحكيم يف الفقو‬
‫اإلسالمي‪ ،‬لعبد اجمليد ؿبمد السوسوه‪ ،‬حبث يف ؾبلة الشريعة والقانوف‪ ،‬العدد الثاين والعشروف‪ ،‬ذو القعدة‪،‬‬
‫‪1425‬ىػ‪ ،‬يناير ‪2995‬ـ‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪50‬‬
‫ؽبم اغب بذلك فاغبكم التحكمي يتساوى مع اغبكم القضائي من حيث إمكانية االعًتاض‬
‫عليو من قبل كل ذي مصلحة‪ ،‬ويكوف أما الغَت يف ىذه اغبالة اتباع نفس القواعد اليت قررهتا‬
‫الفقرة الثانية من اؼبادة الثامنة عشرة من نظاـ التحكيم(‪.)1‬‬
‫‪-‬واعتبار حجية اغبكم التحكيمي إذل أف يقوـ الدليل على بطالنو‪.‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫انؼاللخ ثني االػرتاع َٔٓبئ‪ٛ‬خ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫إف اكتساب اغبكم التحكيمي حجية األمر اؼبقضي بو ال ربوؿ دوف قابليتو لالعًتاض عليو أو‬
‫الطعن فيو‪ ،‬وذلك أف ىذه القابلية تكوف بالطرؽ اليت حددىا نظاـ التحكيم يف اؼبادتُت (‪)18‬‬
‫و ( ‪ ،)19‬ومقتضانبا ‪ :‬هبب على اؼبعًتض يف اػبصومة التحكيمية إف ىو رغب يف االعًتاض‬
‫على أحكاـ احملكمُت أف يقدـ اعًتاضو لدى اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع خالؿ اؼبدة‬

‫(‪ ) 1‬موسوعة أصوؿ احملاكمات واإلثبات والتنفيذ‪ ،‬إلدوارد عيد ص ‪ ،315-393‬اعبزء العاشر‪ ،‬والتحكيم‬
‫التجاري الدورل‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬إلبراىيم سليماف الربي ‪ ،‬ص ‪.139-129‬‬

‫‪52‬‬
‫اؼبنصوص عليها وىي طبسة عشر يوماً‪ ،‬وإال سقط حقو واكتسب اغبكم صفة النهائية‬
‫والنفاذ‪ ،‬لكوف اػبصم ىو الذي فػ َّوت على نفسو ىذا اغب دبحض إرادتو‪ ،‬وىذا الصنيع من‬
‫اؼبنظم ىو توفي منو بُت فكرة اغبجية اليت تقتضي احًتاـ اغبكم ربقيقاِ ًً للمصلحة العامة يف‬
‫حسم اؼبنازعات واستقرار اؼبعامالت‪ ،‬وبُت مصلحة الفرد اػباصة اليت تقتضي إنصافو ومعاملتو‬
‫بالعدؿ وذلك بتصحيح ما قد يشوب اغبكم التحكيمي من أخطاء شرعية أو نظامية‪ ،‬إذ أف‬
‫اللجوء إذل اغبكم كوسيلة إذل فض اؼبنازعات ال يعٍت عدـ إمكانية االعًتاض عليو‪.‬‬
‫فاؼبنظم يرمي إذل ضرورة احًتاـ اغبكم وعدـ إىدار حجيتو إال على النحو الذي ربدده الشريعة‬
‫واألنظمة اؼبرعية‪ ،‬وىو االعًتاض والطعن فيو وف األوضاع اؼبقررة يف نظاـ التحكيم (‪.)1‬‬
‫ويف إجازة ح االعًتاض على حكم التحكيم للخصوـ ضمانة أساسية من ضمانات التقاضي‬
‫وذلك بإتاحة دور اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع من قبل اعبهة الرقابية يف ربقي فاعلية‬
‫التحكيم‪ ،‬ويف إتاحة ح االعًتاض للخصوـ دافع للمحكمُت إذل التدقي يف أحكامهم‬
‫والتزامهم بأصوؿ الشريعة وقواعدىا واألنظمة اؼبرعية‪ ،‬فإف وجدت اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر‬
‫النزاع قادحاً يف اغبكم يوجب نقضو أبطلتو‪ ،‬وإال َّ‬
‫أيدت اغبكم وأمرت بتنفيذه‪.‬‬
‫ونظراً الختالؼ التحكيم عن القضاء‪ ،‬وألنبية التحكيم كقضاء خاص غبل اؼبنازعات التجارية‬
‫عمدت الدوؿ على تقنيتو بأنظمة حديثة‪ ،‬وأخذت بنهائية حكم التحكيم ونصت على عدـ‬
‫الطعن يف حكم التحكيم بأي طري من طرؽ الطعن‪ ،‬وأجازت رفع دعوى ببطالف حكم‬
‫التحكيم‪ ،‬كما فعل اؼبنظم اؼبصري يف قانوف التحكيم اؼبصري رقم ( ‪ )27‬لسنة ‪ 1994‬ـ‪،‬يف‬
‫اؼبادة ( ‪ ،) 52‬واؼبنظم األردين يف قانوف التحكيم األردين رقم ( ‪ )31‬لسنة ‪2991‬ـ‪ ،‬يف اؼبادة‬
‫( ‪ ،)48‬وقانوف األوتسًتاؿ النموذجي يف اؼبادة ( ‪.)2()1/34‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬دور اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور علي خبرجي ‪ :‬ص‪.199‬‬
‫(‪ ) 2‬ؼبزيد من التفصيل ينظر ‪ :‬كتاب الطعن بالبطالف على أحكاـ التحكيم‪ ،‬غبفيظة السيد اغبداد‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وبعض القوانُت ُزب َّوؿ أطراؼ التحكيم صالحية االتفاؽ على استبعاد أسباب إلغاء أحكاـ‬
‫التحكيم كلياً أو جزئياً‪ ،‬بل إف بعض األنظمة اغبديثة اؼبنظمة للتحكيم يف بعض الدوؿ تستعبد‬
‫هنائياً إمكانية إلغاء أحكاـ التحكيم كالقانوف البلجيكي أو زبفف منها كالقانوف السويسري(‪.)1‬‬
‫وسبب ىذا االذباه للتنظيمات اؼبعاصرة للتحكيم باألخذ بنهائية حكم التحكيم‪ ،‬ألف‬
‫اؼبنازعات الالحقة على صدور حكم التحكيم تلتهم كثَتاً من ؿباسن التحكيم‪ ،‬الذي قد يفقد‬
‫ميزتو وفائدتو وسبب االلتجاء إليو جراء تقرير ح الطعن فيو‪ ،‬وحبسب ىذا االذباه من أىم ما‬
‫يبيز التحكيم عن القضاء الرظبي التابع للدولة‪ ،‬كوف األخَت ىبضع لالعًتاض حسب درجات‬
‫التقاضي اؼبقررة‪.‬‬
‫وال يفضل الباحث ىذا االذباه باإلطالؽ‪ ،‬ألف االعًتاض وىو أحد صور الرقابة القضائية على‬
‫التحكيم يُعد أمراً ضرورياً لتحقي العدالة كما سب بيانو‪ ،‬إذ عن طريقو يبكن تصحيح األخطاء‬
‫الشرعية والنظامية اليت قد تشوب حكم التحكيم ويفضل الباحث أف ينظم االعًتاض يف نظاـ‬
‫التحكيم السعودي بطريقة تتالءـ مع طبيعة وأىداؼ التحكيم ويف مقدمتها سرعة الفصل يف‬
‫اؼبنازعات‪ ،‬دبا ال يتعارض مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية واألنظمة اؼبرعية يف اؼبملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬وذلك بتعديل اؼبادة ( ‪ )19‬ألهنا بسبب مفهومها الواسع(‪ ،)2‬أدت إذل إفراغ نظاـ‬
‫التحكيم من غايتو األساسية وهبرده من ميزاتو كوسيلة غبل اؼبنازعات فمفهومها الواسع أدى‬
‫إذل زيادة درجات التقاضي إذل ثالث يف النظاـ الذي هبري عليو العمل اآلف‪ ،‬ىيئة التحكيم‪،‬‬
‫واعبهة اؼبختصة بنظر النزاع أصالً ومن مث ؿبكمة االستئناؼ ويف النظاـ اعبديد عندما يطب‬
‫بزيادة درجة واحدة وىي درجة النقض أماـ احملكمة العليا‪ ،‬ويعطي القضاء سلطة واسعة يف‬
‫إعادة نظر النزاع إذا ما طعن يف اغبكم أمامو‪.‬‬
‫ويف استئناؼ حكم التحكيم أماـ القضاء بدرجاتو اؼبتعددة لو سلبيات تنعكس بشكل مباشر‬
‫على اؽبدؼ األساسي من اللجوء إذل التحكيم الذي يصبح يف ىذه اغبالة ال مربر لو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الرقابة على قرارات التحكيم طبقاً لنظاـ التحكيم السعودي‪ ،‬صحيفة االقتصادية‪ ،‬العدد (‪ )5114‬بتاريخ‬
‫‪2997/19/12‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر ‪ :‬دراسات الدورة الرابعة ؼبنتدى الرياض االقتصادي ‪ :‬ص ‪.65-64‬‬

‫‪54‬‬
‫ويصبح اللجوء إذل القضاء الرظبي ابتداءً أفضل من التحكيم ألف اللجوء إذل القضاء هبعل طريف‬
‫اػبصومة أماـ درجات أقل من درجات الًتافع يف التحكيم‪ ،‬لكي يصبح اغبكم التحكيمي‬
‫هنائياً‪ ،‬ويف ىذا تعطيل للهدؼ من اللجوء إذل التحكيم وىو عنصر السرعة يف إهناء اؼبنازعات‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ويرى الباحث بناء على ما سب ويقًتح على اؼبنظم السعودي اقتصار االعًتاض على دعوى‬
‫بطالف حكم التحكيم فقط‪ ،‬وحصر أسباب وأوجو الطعن بالبطالف بأشياء ؿبددة ينص عليها‬
‫يف النظاـ(‪.)1‬‬
‫وأف يكوف رفع دعوى بطالف حكم التحكيم أماـ ؿبكمة االستئناؼ اؼبختصة أصال بنظر النزاع‬
‫مباشرة(‪.)2‬‬
‫وىنا ذبدر اإلشادة باؼبنظم الكوييت يف قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية رقم ( ‪ )43‬لسنة‬
‫‪1989‬ـ‪ ،‬عندما جعل القاعدة العامة يف التحكيم كما نصت عليو اؼبادة ( ‪ )186‬من القانوف‬
‫اؼبذكور‪ ،‬على عدـ جواز استئناؼ اغبكم التحكيمي إال إذا اتف اػبصوـ على جوازه‪ ،‬ولذلك‬
‫يكوف االستئناؼ نادراً‪ ،‬ويبدو أف موقف اؼبنظم الكوييت مناسب ألنو عندما اتف األطراؼ‬
‫على استبعاد القضاء بقي ؽبم اغب يف االتفاؽ على إصالح اغبكم التحكيمي أماـ القضاء‪،‬‬
‫بل ذىب القانوف الكوييت إذل أبعد من ذلك‪ ،‬فنص على حاالت ال هبوز فيها االستئناؼ حىت‬

‫(‪ ) 1‬ويذىب بعض الباحثُت باالقًتاح على اؼبنظم بأف ينص على ‪ :‬أنو ال هبوز االعًتاض على حكم التحكيم‬
‫إذا اتف اػبصوـ يف وثيقة التحكيم أف يكوف حكم احملكمُت هنائياً‪ ،‬وواجب النفاذ‪ ،‬ألف مثل ىذا االتفاؽ‬
‫يعترب إسقاطاً مسبقا من اػبصوـ غب االعًتاض على حكم التحكيم‪ ،‬فكما هبوز للمحكوـ عليو القناعة‬
‫باغبكم وعدـ االعًتاض عليو خالؿ اؼبهلة النظامية احملددة فال مانع من أف يتف اػبصوـ يف الدعوى‬
‫التحكمية مسبقا على إسقاط حقهم يف االعًتاض على حكم التحكيم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬نظرات يف مسألة االعًتاض على حكم احملكمُت‪ ،‬ػبالد أضبد عثماف‪ ،‬صحيفة االقتصادية‪ ،‬عدد (‬
‫‪ )5596‬اؼبواف ‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬مث قرأت فيما بعد أف اؼبنظم السعودي قد نص يف مشروع نظاـ التحكيم السعودي اعبديد الذي تتم دراستو‬
‫حالياً على اقًتاحي الثاين بقولو ‪ ( :‬يكوف االختصاص بنظر دعوى بطالف حكم التحكيم واؼبسائل اليت‬
‫وبلها ىذا النظاـ للمحكمة اؼبختصة‪ ،‬معقوداً حملكمة االستئناؼ اؼبختصة أصالً بنظر النزاع)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫لو اتف األطراؼ عليها منها مثال‪ :‬إذا كاف احملكم مفوض بالصلح‪ ،‬أو إذا كانت قيمة‬
‫اؼبنازعات اؼبعروضة على التحكيم ال تتجاوز ألف دينار كوييت‪.‬‬
‫لذا ينبغي على اؼبنظم السعودي أف وبذوا حذو نظَته الكوييت مع االستفادة من التنظيمات‬
‫اؼبتقدمة واغبديثة يف ؾباؿ التحكيم إلضافة ما يلزـ من اؼبستجدات لتحقي فاعلية أكثر‬
‫للتحكيم دبا يتف مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية الغراء‪ ،‬ويتناسب مع ما تشهده اؼبملكة العربية‬
‫السعودية من هنضة اقتصادية واستثمارية شاملة(‪.)1‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر‪ :‬مقاؿ ‪ :‬قانوف التحكيم السعودي أقرب ما يكوف لالستئناؼ‪ ،‬حملمد عبدالعزيز اعبرباء‪ ،‬جريدة‬
‫الرياض‪ ،‬عدد ( ‪ )12457‬ليوـ الثالثاء اؼبواف ‪1423/6/29‬ىػ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪-‬انفظم األٔل ‪ :‬حم‪ٛ‬مخ االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫المبي األول ‪ :‬مفهوم الرقا القضائي لى التيميم ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬مربرات الرقابة القضائية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬صور لرقابة القضاء على التحكيم ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلػػب الثالػػث ‪ :‬موقػػف الفقػػو اإلسػػالمي مػػن رقابػػة القضػػاء علػػى‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫ادلجحث األٔل‬

‫يفٕٓو انشلبثخ انمؼبئ‪ٛ‬خ ػهٗ انزحك‪ٛ‬ى‪.‬‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫يربساد انشلبثخ انمؼبئ‪ٛ‬خ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الرقابة يف اللغة ‪ :‬رقب‪ ،‬الرقيب‪ ،‬اغبافظ واؼبنتظر‪ ،‬راقب اهلل تعاذل أي خافو‪.‬‬
‫ورقبو رقبو ورقباناً ورقابة ‪ :‬انتظره ورصده وحفظو‪ ،‬ويقاؿ ‪ :‬لفالف رقباء‪ ،‬أي حرس لو(‪.)1‬‬
‫والرقابة القضائية على التحكيم يف االصطالح النظامي اؼبعاصر ‪:‬‬
‫(( نظاـ من شأنو الكشف عن االكبرافات اليت تقع يف أجهزة السلطة القضػائية ومػا يف حكمهػا‬
‫مثل نظاـ التحكيم)) (‪.)2‬‬
‫وغايتها إيصاؿ اغبقوؽ إذل أىلها وف األصوؿ والضوابط اليت تؤدي إذل العدؿ وإحقاؽ اغب ‪.‬‬
‫وعرفها أحد الباحثُت بقولو ‪:‬‬
‫( يقصػػد بالرقابػػة القضػػائية علػػى عمػػل احملكػػم‪ ،‬التحق ػ مػػن صػػحة حكمػػو وحثػػو علػػى العنايػػة‬
‫بعملو) (‪.)3‬‬

‫فهذه الرقا القضائي تؤدي دوراً مزدوجا ‪:‬‬


‫األول ‪ :‬وقائي ‪:‬‬
‫يتمثػػل يف حػػرص احملكػػم علػػى ربػػري الدقػػة والتطبي ػ السػػليم للشػػرع والنظػػاـ‪ ،‬فض ػالً عػػن حػػرص‬
‫األطراؼ أنفسهم علػى سػالمة اإلجػراءات ذبنبػا لػرفض تنفيػذ اغبكػم الصػادر يف النػزاع أو إبطالػو‬
‫أو إهناء اإلجراءات قبل إصدار اغبكم‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ـبتار الصحاح للرازي ‪ :‬مادة ( رقب )‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬الرقابة القضائية على التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬لعبداهلل بن عثماف اؼباضي ‪ :‬ص‪.3‬‬
‫(‪ ) 3‬بطالف القرار التحكيمي التجاري الدورل األسباب والنتائج – دراسػة مقارنػة – ؼبمػدوح بػن عبػدالعزيز العنػزي‬
‫‪ :‬ص ‪.254‬‬

‫‪58‬‬
‫والثاني ‪ :‬الجي ‪:‬‬
‫ويتمثػػل يف إلغػػاء اغبكػػم أو رفػػض تنفيػػذه عنػػد ربق ػ أحػػد أوجػػو اإللغػػاء أو رفػػض التنفيػػذ‪ ،‬وكػػل‬
‫ذل ػ ػك يه ػ ػػدؼ ض ػ ػػمانو ص ػ ػػحة اغبك ػ ػػم التحكيم ػ ػػي واغبف ػ ػػاظ عل ػ ػػى اعب ػ ػػوىر الس ػ ػػليم للخص ػ ػػومة‬
‫التحكيمية(‪.)1‬‬
‫والعملي ػػة التحكيمي ػػة عن ػػدما تنش ػػأ م ػػن اتف ػػاؽ ب ػػُت اػبص ػػوـ وى ػػي هب ػػذا وس ػػيلة اختياري ػػة لتس ػػوية‬
‫اؼبنازع ػػات‪ ،‬ت ػػؤوؿ هب ػػذا االتف ػػاؽ حبك ػػم النظ ػػاـ إذل وس ػػيلة إجباري ػػة بالنس ػػبة إذل اػبص ػػوـ لف ػػض‬
‫منازعاهتم‪ ،‬وال يكتسب حكم التحكم سباـ حجيتو ونفاذ أحكامو وقراراتو إال حبكم قضائي مػن‬
‫اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع يف الدولة(‪.)2‬‬
‫فالقضػاء يقػػوـ بػدور كبػػَت يف العمليػة التحكيميػػة وال يبكػن للتحكػػيم االسػتغناء عػػن القضػاء بػػأي‬
‫حاؿ من األحواؿ حسب الرأي الراجح يف الفقو القانوين (‪ ،)3‬والقوؿ خبالفػو فيػو ؾبازفػة بالعمليػة‬
‫التحكيمية السيما يف ظل عػدـ انتشػار ثقافػة ربكيميػة فاعلػة‪ ،‬فالقضػاء كمػا يف بعػض الػدوؿ –‬
‫كالسعودية – يعتمد وثيقة التحكيم‪ ،‬كما أف ىيئة التحكيم ربتػاج القضػاء لتنفيػذ قراراهتػا كػإلزاـ‬
‫أحد األشخاص بتقدمي أحد األشخاص بتقدمي مستندات ربػت يػده يف حالػة رفضػها مػن قػبلهم‬
‫إذ ليس أمامها إال أف تستعُت بالقضاء لتنفيذ القرارات بالقوة عند االقتضاء(‪.)4‬‬
‫وىػذه الرقابػة ال هتػدؼ – كمػػا يػدعي الػبعض – إذل تعطيػل سػػَت إجػراءات اػبصػومة التحكيميػػة‬
‫أو عرقلػػة عمػػل احملكػػم أو التعػػرض غبريػػة اػبصػػوـ الػػيت كفلهػػا الشػػرع والنظػػاـ‪ ،‬كمػػا ال تعػػٍت عػػدـ‬
‫اسػتقالؿ احملكػػم أو خضػػوعو لتبعيػة القضػاء الػػوطٍت ووصػػايتو‪ ،‬فالقضػػاء ال يبػارس ىػػذا الػػدور مػػن‬

‫(‪ ) 1‬دور احملك ػػم يف خص ػػومة التحك ػػيم وح ػػدود س ػػلطاتو‪ ،‬ؽب ػػدى عب ػػدالرضبن‪ ،‬ط ‪ :‬دار النهض ػػة العربي ػػة‪ ،‬الق ػػاىرة‪،‬‬
‫‪1997‬ـ‪ ،‬ص ‪ 323‬وما بعدىا‪ ،‬وببطالف القرار التحكيمي‪ ،‬ؼبمدوح العنزي‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫(‪ ) 2‬الرقابة القضائية على اتفاؽ التحكػيم‪ ،‬ػبالػد أضبػد عثمػاف ف مقػاؿ يف صػحيفة االقتصػادية‪ ،‬عػدد ( ‪)5248‬‬
‫اؼبواف ‪2998/2/23‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬والػرأي اآلخػػر لفقػػو غػػريب مسػػتند علػػى حجػج مادي ػو حبت ػو ال تقػػوـ علػػى اعتبػػارات الشػريعة اإلسػػالمية الغ ػراء‪،‬‬
‫السيما أف عدـ وجود الرقابة على التحكيم ينطػوي علػى ـبػاطر ؿبدقػة بػأطراؼ اػبصػومة التحكيميػة‪ ،‬ينظػر ‪:‬‬
‫بطالف القرار التحكيمي‪ ،‬ؼبمدوح العنزي‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫(‪ ) 4‬جريدة الرياض ‪ :‬لقاء مع وكيل وزارة العدؿ ‪ :‬عدد ( ‪ ،) 15255‬يوـ اإلربعاء اؼبواف ‪1431/4/15‬ىػ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫منطل ظبوه على مكانة احملكم أو عدـ أىلية احملكم‪ ،‬وإمبا حرصاً فيو على دعم صحة اػبصومة‬
‫يف التحكػػيم‪ ،‬فالقاضػػي واحملكػػم يلتقيػػاف حػػوؿ ىػػدؼ واحػػد ىػػو تقػػدمي حكػػم لػػو مػػن عناصػػر‬
‫الصحة ما هبعلو قابال لتنفيذ ومن خالؿ ىذا اؽبدؼ ويف إطاره يبارس القضاء رقابتو(‪.)1‬‬
‫وال شك أنػو يف احتفػاظ قضػاء الدولػة لنفسػو بسػلطة الرقابػة علػى التحكػيم وإجراءاتػو يػربره عػدة‬
‫أس ػػباب يف غاي ػػة األنبي ػػة خصوص ػػا يف ى ػػذا العص ػػر ال ػػذي تش ػػعبت في ػػو األم ػػور وتعق ػػدت في ػػو‬
‫اؼبشاكل‪ ،‬وىذه اؼبربرات تتلخص يف اآليت ‪:‬‬
‫إحسػػاس الدولػػة بأهن ػا ىػػي اؼبلتزمػػة أص ػالً بإقامػػة العػػدؿ علػػى إقليمهػػا‪ ،‬وذلػػك بفػػض‬ ‫‪-1‬‬
‫اؼبنازعػػات مػػن خػػالؿ سػػلطتها القضػػائية‪ ،‬ومػػن مث اإلحسػػاس بػػأف التنػػازؿ الكلػػي عػػن‬
‫ىػػذا االلتػزاـ فيػػو تقصػػَت يف أداء واجباهتػػا‪ ،‬وبالتػػارل فإنػػو البػػد مػػن االحتفػػاظ لنفسػػها‬
‫يقدر من الرقابة على ىذه الوسيلة – أي التحكيم – لفض اؼبنازعات‪.‬‬
‫كما أف فرض ىذه الرقابة القضائية على التحكيم‪ ،‬يؤكد على ىيبػة الدولػة وسػيادهتا‬ ‫‪-2‬‬
‫علػى إقليمهػا‪ ،‬مػػن خػالؿ التأكيػد علػػى ىيبػة سػلطتها القضػػائية‪ ،‬الػيت تكػوف صػػاحبة‬
‫القػػوؿ الفصػػل بالنسػػبة غبكػػم التحكػػيم‪ ،‬ألف رقابػػة القضػػاء علػػى التحكػػيم وإجراءاتػػو‬
‫قد تصل إذل حد إلغاء ىذا اغبكم(‪.)2‬‬
‫وألجل أف يتػاح هبػا السػبيل لتحقيػ اعًتاضػات اػبصػوـ علػى حكػم احملكمػُت ونظػر‬ ‫‪-3‬‬
‫القضػػاء فيهػػا‪ ،‬فػػإف وجػػد أف تلػػك االعًتاضػػات قادحػػة يف اغبكػػم أبطػػل اغبكػػم وإال‬
‫أيَّد اغبكم وأنفذه‪.‬‬
‫ولك ػػي يت ػػاح م ػػن خ ػػالؿ رف ػػع أحك ػػاـ احملكم ػػُت إذل القض ػػاء دافعػ ػاً للمحكم ػػُت إذل‬ ‫‪-4‬‬
‫التدقي يف األحكاـ والتزامهم بأصوؿ الشريعة وقواعدىا واألنظمة اؼبرعية‪.‬‬
‫ومػػن خػػالؿ رقابػػة القضػػاء علػػى أحكػػاـ احملكمػػُت إتاحػػة الفرصػػة ؼبراجعتهػػا مػػن قبػػل‬ ‫‪-5‬‬
‫القاضي اؼبختص لتكوف بذلك أكثر دقة وضبطا بعد مراجعتها‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬بطالف القرار التحكيمي‪ ،‬ؼبمدوح العنزي ‪ :‬ص ‪.255‬‬


‫(‪ ) 2‬رقابة القضاء على إجراءات التحكيم يف قانوف التحكيم األردين ‪ ،‬حملمد أضبد سعيد اؼبومٍت ‪ :‬ص‪.22-21‬‬

‫‪61‬‬
‫ولكػػي يكػػوف حكػػم التحكػػيم مقبػػوالً للتنفيػػذ يف دواتػػر السػػلطة التنفيذيػػة يف الدولػػة‬ ‫‪-6‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫وبػػذلك يػػتم إهبػػاد نػػوع مػػن اؼبوازنػػة بػػُت اح ػًتاـ الدولػػة ؼببػػدأ سػػلطاف اإلرادة وحريػػة اؼبتنػػازعُت يف‬
‫اختي ػػار التحك ػػيم بعي ػػداً ع ػػن قض ػػاء الدول ػػة الرظب ػػي‪ ،‬وحػ ػ الدول ػػة الراس ػػخ يف س ػػلطة الفص ػػل يف‬
‫اؼبنازع ػػات‪ ،‬وى ػػذه حكم ػػة بالغ ػػة األنبي ػػة ربققه ػػا فبارس ػػة القض ػػاء لس ػػلطة الرقاب ػػة عل ػػى التحك ػػيم‬
‫وإجراءاتو(‪.)2‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫طٕس نشلبثخ انمؼبء ػهٗ انزحك‪ٛ‬ى‬

‫لكػي يكتمػل البنػػاء الشػرعي والنظػامي ألي حكػػم ربكيمػي‪ ،‬البػػد أف يكػوف ىػذا اغبكػػم قػد قػػاـ‬
‫على أساس صحيح من الشػرع والنظػاـ‪ ،‬وىػذا يقتضػي بالضػرورة أف تكػوف الرقابػة القضػائية علػى‬
‫اغبكم التحكيمي من لدف قضاء الدولة سابقة والحقة على اغبكم التحكيمػي‪ ،‬وهبػذا كبػن أمػاـ‬
‫(‪)3‬‬
‫نوعُت من الرقابة القضائية ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬أثر التحكيم يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬لعبداجمليد ؿبمد السوسوة ‪ :‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ ) 2‬رقابة القضاء على إجراءات التحكيم يف قانوف التحكيم األردين‪ ،‬ؿبمد اؼبومٍت‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ ) 3‬ينظر‪ :‬الرقابة القضائية على اغبكم التحكيمي – دراسة مقارنة ‪ ،-‬لسلطاف عمر الشجينفي ص ‪.25‬‬

‫‪60‬‬
‫األولى ‪ :‬الرقا القضائي السا ق لليمم التيميمي ‪:‬‬
‫وىي الرقابة اليت يقوـ هبا قضاء الدولة على اغبكم التحكيمي قبل صدوره(‪.)1‬‬
‫والثاني ‪ :‬الرقا القضائي الالحق لليمم التيميمي ‪:‬‬
‫وىي الرقابة اليت يقوـ هبا قضاء الدولة بعد صدور حكم التحكم(‪.)2‬‬
‫‪-‬ومن صور الرقا القضائي السا ق لى صدور اليمم التيميمي ‪:‬‬
‫‪-1‬ا تماد وثيق التيميم ‪:‬‬
‫نص ػػت اؼب ػػادة اػبامس ػػة م ػػن نظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي عل ػػى أف ‪ ( :‬ي ػػودع أطػ ػراؼ النػ ػزاع وثيق ػػة‬
‫التحك ػيم لػػدى اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػػال بنظػػر الن ػزاع‪ ،‬وهبػػب أف تك ػػوف ىػػذه الوثيقػػة موقعػػة م ػػن‬
‫اػبصػػوـ أو مػػن وكالئهػػم الػػرظبيُت اؼبفوضػػيُت ومػػن احملكمػػُت‪ ،‬وأف يبػػُت هبػػا موضػػوع النػزاع وأظبػػاء‬
‫اػبصوـ وأظباء احملكمُت وقبوؽبم نظر النزاع‪ ،‬وأف ترف هبا صور اؼبستندات اػباصة بالنزاع )‪.‬‬
‫ونصت كذلك اؼبادة السادسة من ذات النظاـ على ما يلي ‪:‬‬
‫(( تتػػوذل اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر النػزاع قيػػد طلبػػات التحكػػيم اؼبقدمػػة وتصػػدر قػراراً باعتمػػاد‬
‫وثيقة التحكيم )) ‪.‬‬
‫ودبوجب ىاتُت اؼبادتُت فإف وثيقة التحكيم البد من اعتمادىا مػن قبػل اعبهػة القضػائية اؼبختصػة‬
‫أصالً بنظر النزاع وتصدر ىذه اعبهة قرارا قضائياً باعتماد ىذه الوثيقة(‪.)3‬‬
‫ويتم التظلم منو أماـ اعبهة اليت أصدرتو كمػا الطعػن فيػو بػالتمييز نظػراً ػبطػورة ىػذا القػرار والػذي‬
‫يهػػدؼ إذل إسػػباغ نػػوع مػػن الرقابػػة الرظبيػػة القضػػائية علػػى عمليػػة التحكػػيم ال يبكػػن اعتبػػاره ؾبػػرد‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬التحكيم التجاري يف الشريعة اإلسالمية وتطبيقاتػو يف اؼبملكػة العربيػة السػعودية‪ ،‬لعبػدالعزيز بػن سػعود‬
‫العويفر ‪ :‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر ‪ :‬اؼبرجع الساب ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك نصت الالئحة التنفيذية عليها يف اؼبواد ( ‪.)16-9-7‬‬
‫(‪ ) 3‬أصػػل الصػػلح والتحكػػيم يف الش ػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬لواصػػل بػػن داود اؼبػػذف‪ ،‬ص ‪ ،19‬ورقػػة عمػػل مقدمػػة إذل ‪:‬‬
‫ملتقى التحكيم السعودي األوؿ من منظور إسالمي ودورل واؼبنعقدة جبدة – ‪8‬شواؿ – عاـ ‪1426‬ىػ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إج ػراء إداري اؽبػػدؼ منػػو فقػػط التحق ػ مػػن شخصػػية أط ػراؼ التحكػػيم واػبصػػوـ‪ ،‬أو أهنػػا رقابػػة‬
‫موضوعية فقط علػى صػحة اتفػاؽ التحكػيم‪ ،‬بػل ىػو أخطػر مػن ذلػك‪ ،‬فهػو قػرار قضػائي بػاؼبعٌت‬
‫الدقي فبا يؤكد الطبيعة القانونية للتحكيم بأنو قضاء من نوع خاص(‪.)1‬‬
‫واغبكمة من الرقابة القضػائية علػى وثيقػة التحكػيم ىػي مػن أجػل التأكػد مػن صػحة ىػذه الوثيقػة‬
‫وخلوى ػػا م ػػن أي ـبالف ػػة ألحك ػػاـ الشػ ػريعة اإلس ػػالمية واألنظم ػػة اؼبرعي ػػة خاص ػػة نظ ػػاـ التحك ػػيم‬
‫السعودي والئحتو وأال يكوف موضوع التحكيم ـبالفاً لقواعد النظاـ العاـ‪.‬‬
‫ومػػن التطبيق ػػات القضػػائية عل ػػى رقاب ػػة القضػػاء عل ػػى وثيقػػة التحك ػػيم‪ ،‬م ػػا جػػاء يف ق ػرار إح ػػدى‬
‫الدوائر التجارية يف ديواف اؼبظادل رقم ‪/163‬د‪/‬ت ج لعاـ ‪1411‬ىػ‪ .‬ومضمونو أف وثيقػة ربكػيم‬
‫أبرمت بُت شركة أجنبيػة ( مقػاوؿ رئيسػي ) وشػركة سػعودية ( مقػاوؿ مػن البػاطن ) للفصػل فيمػا‬
‫شػػجر بينهمػػا مػػن منازعػػات تتعلػ بعقػػد اؼبقاولػػة مػػن البػػاطن اؼبػػربـ بينهمػػا‪ ،‬وقػػدـ الطرفػػاف الوثيقػػة‬
‫إذل ديواف اؼبظادل العتمادىػا بوصػفة كهيئػة قضػاء ذبػاري – اعبهػة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع –‬
‫فصدر بشأهنا القرار اؼبذكور آنفاً‪ ،‬واؼبتضمن اعتماد الوثيقة بعػد أف أجػرت الػدائرة مصػدرة القػرار‬
‫تعديالت عليها‪ ،‬أبرزىا ما يلي ‪:‬‬
‫ألغػػت مػػن مطالبػػات الشػػركة السػػعودية اؼبدعيػػة مطلػػب التعػػويض عػػن تػػأخر الشػػركة‬ ‫‪-1‬‬
‫األجنبية اؼبدعى عليهػا‪ ،‬يف تسػليمها قيمػة اؼبستخلصػات لكوهنػا مطالبػة ربويػة‪ ،‬ومػن‬
‫نافلة القوؿ أف الشريعة اإلسالمية الغراء ربرـ الربا‪ ،‬ولذلك فإف إلغاء اؼبطالبػة الربوبيػة‬
‫من وثيقة التحكيم كاف أمراً حتمياً يتف وصحيح أحكاـ النظاـ‪.‬‬
‫استبعدت الدائرة يف قراراىا اؼبذكور البنػد الػوارد يف وثيقػة التحكػيم الػذي يػنص علػى‬ ‫‪-2‬‬
‫أف حكػم احملكمػػُت واجػب التنفيػػذ فػور صػػدوره ألف أحكػاـ نظػػاـ التحكػيم والئحتػػو‬
‫التنفيذية يوجباف بأال يكتسب حكم احملكمُت صفة النفاذ إال بعد اعتماده من قبػل‬
‫اعبهة اؼبختصة أصال بنظر النزاع(‪.)2‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم‪ ،‬للبجاد ‪ :‬ص ‪.167‬‬


‫(‪ ) 2‬مقاؿ ‪ :‬الرقابة القضائية على اتفاؽ التحكيم‪ ،‬ػبالػد أضبػد عثمػاف‪ ،‬يف صػحيفة االقتصػادية‪ ،‬عػدد ( ‪)5248‬‬
‫اؼبواف ‪2998/2/23‬ـ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وقػػد انفػػرد وسبيػػز النظػػاـ السػػعودي هبػػذه اعبزئيػػة يف الرقابػػة السػػابقة علػػى صػػدور حكػػم التحكػػيم‬
‫هبػػدؼ تفعيػػل التحكػػيم‪ ،‬وتقليػػل احتمػػاالت اؼبنازعػػات اؼبسػػتقبلية الػػيت قػػد تؤسػػس علػػى أسػػباب‬
‫تتعل باتفاؽ التحكيم (‪.)1‬‬
‫‪-2‬ت يين الميممين و زلهم وردىم ‪:‬‬
‫أ) ت يين الميممين ‪:‬‬
‫إف أىػػم صػػور رقابػػة القضػػاء علػػى العمليػػة التحكيميػػة ىػػو قيػػاـ اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر النػزاع‬
‫بتعيُت احملكمُت عند فشل اػبصوـ يف القياـ بالتعيُت االتفاقي فيما بينهم(‪.)2‬‬
‫وقد نصت اؼبادة العاشرة من نظاـ التحكيم على أف ‪:‬‬
‫(( إذا دل يعػػُت اػبصػػوـ احملكمػػُت أو امتنػػع أحػػد الط ػرفُت عػػن تعيػػُت احملكػػم أو احملكمػػُت الػػذين‬
‫ينفرد باختيػارىم أو امتنػع واحػد أو أكثػر مػن احملكمػُت عػن العمػل أو اعتزلػو أو قػاـ بػو مػانع مػن‬
‫مباشػػرة التحكػػيم أو عػػزؿ عنػػو ودل يكػػن بػػُت اػبصػػوـ شػػرط خػػاص عينػػت اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً‬
‫بنظر النزاع من يلزـ من احملكمُت وذلك بناء على طلب مػن يهمػو التعجيػل مػن اػبصػوـ ويكػوف‬
‫ذلك حبضور اػبصم اآلخر أو يف غيبتو بعد دعوتو إذل جلسة تعقد ؽبذا الغرض وهبب أف يكوف‬
‫عػػدد مػػن يعينػػوف مسػػاوياً للعػػدد اؼبتف ػ عليػػو بػػُت اػبصػػوـ أو مكم ػالً لػػو ويكػػوف الق ػرار يف ىػػذا‬
‫الشأف هنائياً ))‪.‬‬
‫وبنػػاء علػػى ىػػذه اؼبػػادة فقػػد حصػػرت تػػدخل القضػػاء يف تعيػػُت احملكمػػُت يف سػػتة حػػاالت علػػى‬
‫سبيل اغبصر ‪:‬‬
‫إذا دل يعُت اػبصوـ احملكمُت‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إذا امتنع أحد اػبصوـ عن تعيُت ؿبكمو‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إذا امتنع واحد أو أكثر من احملكمُت عن العمل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اعتزؿ احملكم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫(‪ ) 1‬دور اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور علي خبرجي‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫(‪ ) 2‬التحكيم للبجاد ‪ :‬ص ‪ ،125‬ودور اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور خبرجي ‪ :‬ص‪.62‬‬

‫‪64‬‬
‫قياـ مانع من مباشرة احملكم للتحكيم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عزؿ احملكم (‪.)1‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وتكػػاد ذبمػػع أنظمػػة التحكػػيم اؼبقارنػػة‪ ،‬ومنهػػا النظػػاـ السػػعودي كمػػا يف اؼبػػادة السػػابقة علػػى أف‬
‫قرار التعيُت القضائي للمحكمُت ىو قرار هنائي ال يقبل الطعػن فيػو بػأي طريػ مػن طػرؽ الطعػن‬
‫العادية كاالستئناؼ أو غَت العادية‪ ،‬كالتماس إعادة النظر ويربر ىذا التوجو أهنا من النظاـ العاـ‬
‫ألهن ػػا تتعلػ ػ باعتب ػػارات حس ػػن س ػػَت العدال ػػة‪ ،‬وع ػػدـ إش ػػغاؿ القض ػػاء بقض ػػايا ع ػػادة م ػػا تك ػػوف‬
‫واضحة(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬زل الميمم ‪:‬‬
‫يبيز نظاـ التحكيم السعودي بُت حالتُت لعزؿ احملكم‪:‬‬
‫اغبالة األوذل ‪ :‬وىي حالة اتفاؽ اػبصوـ على عزؿ احملكم‪.‬‬
‫واغبالػػة الثانيػػة ‪ :‬يػػتم دبوجبهػػا عػػزؿ احملكػػم لتػػوفر أسػػباب معينػػة ذبعلػػو غػػَت صػػاحل مطلقػاً للنظػػر يف‬
‫النزاع‪.‬‬
‫قد جاء يف اؼبادة اغباديػة عشػر مػن نظػاـ التحكػيم السػعودي مػا نصػو ‪ (( :‬ال هبػوز عػزؿ احملكػم‬
‫إال بًتاضي اػبصوـ‪ ،‬وهبوز للمحكم اؼبعػزوؿ اؼبطالبػة بػالتعويض إذا كػاف قػد شػرع يف مهمتػو قبػل‬
‫عزلو ودل يكن العزؿ بسبب منػو‪ ،‬كمػا ال هبػوز رده عػن اغبكػم إال ألسػباب ربػدث أو تظهػر بعػد‬
‫إيداع وثيقة التحكيم ))‪.‬‬
‫ودبوجػػب ىػػذه اؼبػػادة فػػإف عػػزؿ احملكػػم ال يكػػوف إال بًتاضػػي اػبصػػوـ‪ ،‬وال هبػػوز للخصػػم بإرادتػػو‬
‫اؼبنفردة عزؿ احملكم‪ ،‬ألنو مت تعيينو باالتفاؽ‪ ،‬واالتفاؽ ملزـ للجػانبُت ال هبػوز نقضػو إال باتفػاؽ‪،‬‬
‫وعنػػد الن ػزاع بػػُت اػبصػػوـ يػػتم اللجػػوء إذل اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع‪ ،‬وهبػػب أف يبػػُت يف‬
‫الطلب سبب العزؿ ويقاـ الدليل عليو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم للبجاد ‪ :‬ص ‪.127‬‬


‫(‪ ) 2‬الرقابة القضائية على التحكيم‪ ،‬للماضي ص ‪ ،168‬اغباشية ‪.)1( :‬‬

‫‪65‬‬
‫وإذا كػػاف مػػن اؼبفػػًتض أف اػبصػػوـ يقوم ػوف بعػػزؿ احملكػػم إذا ت ػوافر فيػػو سػػبب مػػن أسػػباب عػػدـ‬
‫الص ػػالحية‪ ،‬فإن ػػو ق ػػد يك ػػوف الع ػػزؿ بغ ػػَت س ػػبب مش ػػروع‪ ،‬وعندئ ػػذ هب ػػوز للمحك ػػم أف يطال ػػب‬
‫بالتعويض‪ ،‬وأف اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع ىي اليت تفصل يف ىذا الطلب (‪.)1‬‬
‫وخبصوص اغبالة الثانية ‪ :‬اليت يبكن فيها عزؿ احملكم فإهنا تكوف مستندة إذل أسباب معينة منهػا‬
‫تأثره بالعواطف واؼبصاحل الشخصية اليت زبصو فبا يؤثر يف عدالتو‪.‬‬
‫ودل وبػػدد نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي ص ػراحة أسػػباب العػػزؿ‪ ،‬ولكػػن يبكػػن أف يستشػػف مػػن روح‬
‫النظاـ أف العزؿ يتم لنفس األسباب اليت يقع دبوجبها عزؿ القاضي(‪.)2‬‬
‫وقػػد أي ػػد بع ػػض الش ػراح ى ػػذا اؼبنح ػػى واعتػػرب أف احملك ػػم هب ػػب أف يق ػػاس عل ػػى القاض ػػي يف ى ػػذه‬
‫اؼبسػألة وذلػػك الربػػاد العلػػة‪ ،‬ألف كػػال منهمػػا هبلػس ؾبلػػس القضػػاء ويفصػػل يف اؼبنازعػػات ويكػػوف‬
‫غبكمو حجية قاطعة ومىت أصبح هنائيا ال يقبل الطعن فيو(‪.)3‬‬

‫ج ‪-‬رد الميمم ‪:‬‬


‫يقصد رد الميمم ‪ :‬منع احملكم من مواصلة الفصل يف النزاع لظهور أسباب قػد تثػَت قػدراً مػن‬
‫عدـ الطمأنينة لدى اػبصوـ أو أحدىم فيما يتعل حبياد احملكم(‪.)4‬‬
‫ونصػػت اؼبػػادة اغباديػػة عشػػر مػػن نظػػاـ التحكػػيم علػػى أف الشػػرط الوحيػػد الػػذي يػػتم دبوجب ػو رد‬
‫احملك ػػم ى ػػو ت ػػوفر أس ػػباب رب ػػدث أو تظه ػػر بع ػػد إي ػػداع وثيق ػػة التحك ػػيم‪ ،‬وب ػػالرجوع إذل نظ ػػاـ‬
‫التحكيم‪ ،‬قبػد أف طلػب رد احملكػم يقػوـ علػى تػوفر أسػباب معينػة‪ ،‬وتتػوذل اعبهػة اؼبختصػة أصػالً‬
‫بنظر النزاع تلقي طلب الرد وف إجراءات ؿبددة‪.‬‬
‫ونصت اؼبادة الثانية عشر من نظاـ التحكػيم علػى (( يطلػب رد احملكػم لألسػباب ذاهتػا الػيت يػرد‬
‫هبػػا القاضػػي ويرفػػع طلػػب الػػرد إذل اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر الن ػزاع خػػالؿ طبسػػة أيػػاـ مػػن يػػوـ‬

‫(‪ ) 1‬دور اعبهة اؼبختصة أصال بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور خبرجي‪ ،‬ص ‪.74-73‬‬
‫(‪ ) 2‬الرقابة القضائية على التحكيم للماضي‪ ،‬ص ‪.189-179‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم‪ ،‬للبجاد ‪ :‬ص ‪.153‬‬
‫(‪ ) 4‬اؼبرجع الساب ‪ :‬ص ‪.157‬‬

‫‪66‬‬
‫إخبػػار اػبصػػم بتعيػػُت احملكػػم أو مػػن يػػوـ ظهػػور أو حػػدوث سػػبب مػػن أسػػباب الػػرد‪ ،‬ووبكػػم يف‬
‫طلب الرد بعد دعوة اػبصوـ واحملكم اؼبطلوب رده إذل جلسة تعقد ؽبذا الغرض))‪.‬‬
‫وقػػد ورد باؼبػػادة الثانيػػة والتسػػعُت مػػن نظػػاـ اؼبرافعػات الشػػرعية والئحتػػو التنفيذيػػة‪ ،‬ذكػػر األسػػباب‬
‫اليت يتم دبوجبها رد القاضي وىي كالتارل ‪:‬‬
‫‪-1‬إذا كاف لو أو لزوجتو دعوى فباثلة للدعوى اليت ينظرىا‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا حدث لو أو لزوجتو خصومة مع أحػد اػبصػوـ أو مػع زوجتػو بعػد قيػاـ الػدعوى اؼبنظػورة‬
‫أماـ القاضي ما دل تكن ىذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عن نظر الدعوى اؼبنظورة أمامو‪.‬‬
‫‪-3‬إذا كػػاف ؼبطلقتػػو الػػيت لػػو منهػػا ولػػد‪ ،‬أو ألحػػد أقاربػػو‪ ،‬أو أصػػهاره إذل الدرجػػة الرابعػػة خصػػومة‬
‫قائمػة أمػػاـ القضػػاء مػػع أحػد اػبصػػوـ يف الػػدعوى‪ ،‬أو مػػع زوجتػػو‪ ،‬مػا دل تكػػن ىػػذه اػبصػػومة قػػد‬
‫أقيمت أماـ القاضي بقصد رده‪.‬‬
‫‪-4‬إذا كػػاف أحػػد اػبصػػوـ خادمػاً لػػو‪ ،‬أو كػػاف القاضػػي اعتػػاد مؤاكلػػة أحػػد اػبصػػوـ أو مسػػاكنتو‪،‬‬
‫أو كاف قد تلقى منو ىدية قبيل رفع الدعوى أو بعده‪.‬‬
‫‪-5‬إذا كػػاف بينػػو وبػػُت أحػػد اػبصػػوـ عػػداوة أو مػػودة يػػرجح معهػػا عػػدـ اسػػتطاعتو اغبكػػم بػػدوف‬
‫ربيز‪.‬‬
‫ويتعُت على القاضي – اعبهة اؼبختصة أصال بنظر النزاع – النظر يف األسػباب الػيت أدت إذل رد‬
‫احملكم‪ ،‬فإف كانت األسباب جدية وبكم القاضي بقبوؿ الطلب‪ ،‬ويرفع يد احملكػم عػن النظػر يف‬
‫النػزاع‪ ،‬ويكػوف حكػم القاضػي هنائيػاً‪ ،‬إذ ال هبػػوز اسػتئنافو مػن قبػل اػبصػم أو اػبصػوـ أو احملكػػم‬
‫ذاتو‪ ،‬ووب عندئذ للخصوـ تعيُت ؿبكم آخػر بػدال مػن احملكػم اؼبػردود‪ ،‬ويف حالػة عػدـ اتفػاقهم‪،‬‬
‫تقوـ اعبهة اؼبختصة أصال بنظر النزاع بتعيُت احملكم البديل(‪.)1‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية يف مسألة رقابة القضاء يف رد احملكػم‪ ،‬حكػم دائػرة التػدقي التجاريػة يف‬
‫ديػػواف اؼبظػػادل بػػرقم ‪/68‬ت ‪ 3/‬لعػػاـ ‪1417‬ى ػ‪ ،‬حيػػث أنػػو بعػػد صػػدور حكػػم التحكػػيم‪ ،‬طعػػن‬

‫(‪ ) 1‬الرقابػػة القضػػائية علػػى التحك ػػيم‪ ،‬للماضػػي‪ ،‬ص ‪ ،182-181‬وشػػرح نظػػاـ التحك ػػيم السػػعودي‪ ،‬لعيػػد ب ػػن‬
‫مسعود اعبهٍت ‪ :‬ص ‪.49‬‬

‫‪67‬‬
‫احملكوـ عليو أماـ قضاء الػديواف بػأف الالئحػة التنفيذيػة اشػًتطت أف يكػوف رئػيس ىيئػة التحكػيم‬
‫على دراية بالقواعد الشرعية واألنظمة التجارية والعرؼ وىو ليس مؤىال تأىيال شرعيا من وجهة‬
‫نظره‪ ،‬وقد كػاف جػواب قضػاء ديػواف اؼبظػادل علػى ىػذا الطعػن بػأف ‪(( :‬اعًتاضػو يف ذلػك مػردود‪،‬‬
‫ذلػػك أف اختيػػار اغبكػػم اؼبػػرجح مث مػػن قبػػل الطػرفُت أو مػػن قبػػل احملكمػػُت اؼبختػػارين مػػن قبلهمػػا‪،‬‬
‫وقد وقع الطرفاف على قبوؿ ذلػك وتقػدما رظبيػا العتمػاده‪ ،‬وشػرط التأىيػل الشػرعي أمػر نسػ ي ال‬
‫ينتفػػي عػػن اغبكػػم اؼب ػرجح بػػاعًتاض الح ػ أو بػػدليل ظػػاىر‪ ،‬ووكيػػل اؼبدعيػػة دل يقػػدـ أي ـبالفػػة‬
‫شرعية تقتضي نقض شيء من اغبكم أو تكوف قرينة يف ذلك وال يستقيم أف يبكن اػبصوـ بعد‬
‫ظهور اغبكم من االعًتاضات اؼبرسلة يف ح ىيئة التحكيم )) (‪.)1‬‬

‫‪ٔ-‬يٍ طٕس انشلبثخ انمؼبئ‪ٛ‬خ انالحمخ ػهٗ احلكى انزحك‪: ًٙٛ‬‬

‫‪-1‬إيداع حمم التيميم لدى الته القضائي المختص ‪:‬‬


‫وقد قررت ىذه الرقابة اؼبػادة الثامنػة عشػر مػن نظػاـ التحكػيم‪ ،‬حيػث أوجبػت علػى احملكمػُت أف‬
‫يقومػوا بإيػػداع األحكػػاـ الػػيت يصػػدورهنا لػػدى اعبهػػة اؼبختصػػة بنظػػر النػزاع‪ ،‬خػػالؿ طبسػػة أيػػاـ مػػن‬
‫تاريخ صدورىا‪ ،‬وقد حدد اؼبنظم ىذه اؼبدة القصَتة بناء على طبيعة ىذا اإلجراء فعملية اإليداع‬
‫ال تقتضػػي سػػوى القيػػاـ بتقػػدمي وثيقػػة التحكػػيم إذل اعبهػػة اؼبختصػػة بالفصػػل يف الن ػزاع إليػػداعها‬
‫ملف القضية اؼبوجود لدى تلك اعبهة‪ ،‬باإلضافة إذل أف إيداع اغبكم ىبرجو عن أيدي احملكمُت‬
‫عند انتهاء اؼبدة احملددة للفصل يف النزاع وهبعلو دبأمن عن أي تعػديالت‪ ،‬كمػا أنػو يثبػت صػدور‬
‫اغبكم ووقوعو ضمن اؼبدة احملددة إلهناء الفصل يف النزاع‪.‬‬
‫واعبهة اؼبختصة ملزمػة بقبػوؿ إيػداع القػرار أو اغبكػم التحكيمػي‪ ،‬ولػيس ؽبػا أف تػرفض قبػوؿ ىػذا‬
‫اغبكم ؼبا يف ذلك من ـبالفػة للنظػاـ العػاـ‪ ،‬ويف حالػة رفػض اعبهػة قبػوؿ إيػداع اغبكػم‪ ،‬وىػو أمػر‬
‫غػَت مقصػػود اغبػػدوث‪ ،‬فػػإف مػػن صػدر منػػو ىػػذا الػرفض يعػػرض نفسػو للمسػػؤولية الػػيت يرتبهػػا مثػػل‬

‫(‪ ) 1‬ينظػػر كلمػػة ‪ :‬منصػػور بػػن ضبػػد اؼبالػػك اؼبلقػػاة يف نػػدوة االربػػاد الػػدورل للمحػػامُت عػػن التحكػػيم مػػن منظػػور‬
‫إسالمي ودورل يف الفًتة ‪1424/3/21-19 :‬ىػ‪ ،‬ص ‪.49-39‬‬

‫‪68‬‬
‫ىػػذا اػبطػػأ‪ ،‬ويعطػػي للخصػػم اؼبتضػػرر اغب ػ دبطالبتػػو يف التعػػويض عػػن الضػػرر الػػذي يرتبػػو ذلػػك‬
‫الرفض‪.‬‬
‫وال يعٍت رفض قبوؿ إيداع اغبكم ضرورة التسليم هبذا الرفض مهمػا كانػت أسػبابو‪ ،‬فللخصػوـ أو‬
‫أحدىم أف يعًتضوا على ىذا القرار أماـ اعبهػة اؼبختصػة نفسػها‪ ،‬وإذا دل توافػ علػى اعًتاضػهم‪،‬‬
‫فيجػػب عػػدـ التسػػليم بػػذلك ؼبخالفتػػو للنظػػاـ العػػاـ‪ ،‬وذلػػك غبرمانػػو اػبصػػوـ مػػن الطػػرؽ اؼبقػػررة‬
‫لطلب التنفيذ أو االعًتاض على األحكاـ‪ ،‬وعلػى اؼبعًتضػُت يف ىػذه اغبالػة أف يلجػأوا إذل اعبهػة‬
‫اليت تقوـ بتمييز أو تدقي األحكاـ الصادرة من اعبهة اؼبختصة بالفصل يف النزاع‪ ،‬ويقوموف بنػاء‬
‫عليو بتقدمي اعًتاضهم على القرار الذي أصدرتو ىذه اعبهة (‪.)1‬‬
‫‪-2‬إ طاء اليمم التيميمي الصيغ التنفيذي من الته القضائي المختص ‪:‬‬
‫إف مػػن أبػػرز مػػا يوضػػح دور رقابػػة القضػػاء علػػى التحكػػيم‪ ،‬ىػػو اختصػػاص اعبهػػة اؼبختصػػة أصػػال‬
‫بنظػػر النػزاع يف تنفيػػذ اغبكػػم التحكيمػػي بإصػػدار األمػػر بتنفيػػذه مػػىت مػػا طلػػب أحػػد ذوي الشػػأف‬
‫ذلك وفقاً لنص اؼبادة العشرين من نظػاـ التحكػيم‪ ،‬وذلػك بعػد أف تتأكػد اعبهػة مػن عػدـ وجػود‬
‫ما ىبالف الشريعة اإلسالمية واألنظمة اؼبرعية (‪.)2‬‬
‫وقػػد حػػددت اؼبػػادة الرابعػػة واألربعػػوف مػػن الالئحػػة التنفيذيػػة الصػػيغة الػػيت يػػذيل اغبكػػم هبػػا‪ ،‬والػػيت‬
‫توضح األمر بتنفيذ اغبكم‪ ،‬واؼبتمثلة يف إدراج النص الذي حددتو يف آخر اغبكػم بعػد توقيعػات‬
‫احملكمُت والكاتب‪ ،‬وبناء عليو هبب تذييل اغبكم بالصيغة التالية ‪:‬‬
‫(( يطلػػب مػػن كافػػة الػػدوائر واعبهػػات اغبكوميػػة اؼبختصػػة العمػػل علػػى تنفيػػذ ىػػذا الق ػرار جبميػػع‬
‫الوسائل النظامية اؼبتبعة‪ ،‬ولو أدى ذلك إذل استعماؿ القوة اعبربية عن طري الشرطة ))‪.‬‬
‫‪-3‬اال تراض لى اليمم التيميمي أمام الته القضائي المختص ‪:‬‬
‫ويعػػد االع ػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي أحػػد صػػور رقابػػة القضػػاء الالحقػػة علػػى صػػدور حكػػم‬
‫التحكيم‪ ،‬وىو موضوع ىذه الرسالة اليت تبُت إف شاء اهلل أحكامو الفقهية والنظامية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم‪ ،‬للبجاد ‪ :‬ص ‪.233-239‬‬


‫(‪ ) 2‬اؼبرجع الساب ‪ :‬ص ‪.233‬‬

‫‪69‬‬
‫ادلطهت انثبنث‬

‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ سلبثخ انمؼبء ػهٗ انزحك‪ٛ‬ى‬

‫دل يقػ ػػع خػ ػػالؼ بػ ػػُت فقهػ ػػاء الش ػ ػريعة اإلسػ ػػالمية يف أف اػبصػ ػػوـ يف الػ ػػدعوى التحكيميػ ػػة ىػ ػػم‬
‫أصػػحاب اغبػ يف تعيػػُت احملكػػم يػػدؿ علػػى ىػػذا األدلػػة الػواردة يف مشػػروعية التحكػػيم مػػن السػػنة‬
‫وفعل الصحابة الدالة على أف احملكم يعُت من قبل طريف النزاع‪ ،‬واليت منها ‪:‬‬
‫‪-1‬عن شريح بن ىانئ عن أبيو ىانئ ‪ (( :‬أنو ؼبا وفد إذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليػو وسػلم وىػم‬
‫يكنػػوف ىانئػػا بػػأيب اغبكػػم فػػدعاه رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم فقػػاؿ لػػو ‪ :‬إف اهلل ىػػو اغبكػػم‬
‫وإليػو اغبكػػم فلػػم تكػٌت أبػػا اغبكػػم ؟ فقػاؿ إف قػػومي إذا اختلفػوا يف شػيء أتػػوين فحكمػػت بيػػنهم‬

‫‪71‬‬
‫فرض ػػي ك ػػال الط ػرفُت‪ ،‬ق ػػاؿ ‪ :‬م ػػا أحس ػػن ى ػػذا فمال ػػك م ػػن الول ػػد؟ ق ػػاؿ ‪ :‬رل شػ ػريح‪ ،‬وعب ػػداهلل‪،‬‬
‫ومسلم‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فمن أكربىم ؟ قاؿ ‪ :‬شريح‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فأنت أبو شريح‪ ،‬فدعا لو ولولده )) (‪.)1‬‬
‫‪-2‬حديث أيب سعيد اػبدري رضي اهلل عنو قاؿ ‪:‬‬
‫(( نزؿ أىل قريظة علػى حكػم سػعد بػن معػاذ فأرسػل النػ ي صػلى اهلل عليػو وسػلم إذل سػعد فػأيت‬
‫علػى ضبػار‪ ،‬فلمػا دنػا مػن اؼبسػجد‪ ،‬قػاؿ لألنصػار ‪ :‬قومػوا إذل سػيدكم‪ ،‬أو خػَتكم فقػاؿ ‪ :‬ىػؤالء‬
‫نزلوا على حكمك فقاؿ ‪ :‬تفتل مقاتلهم‪ ،‬ونس ي ذراريهم‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قضيت حبكم اهلل‪ ،‬وردبا قاؿ ‪:‬‬
‫حبكم اؼبلك(‪.)) )2‬‬
‫‪-‬ومن فعل الصحابة رضي اهلل عنهم ‪:‬‬
‫= ما روي أنو كاف بُت عمر أيب بػن كعػب رضػي اهلل عنهمػا منازعػة يف لبػل فحكمػا بينهمػا زيػد‬
‫بن ثابت‪.‬‬
‫= وكػػذلك ربػػاكم عثمػػاف بػػن عفػػاف وطلحػػة بػػن عبيػػد اهلل رضػػي اهلل عنهمػػا إذل جبػػَت بػػن مطعػػم‬
‫رضي اهلل عنو(‪.)3‬‬
‫والتحكيم فيو تصرؼ من احملكػم يف حػ مػن حقػوؽ أطػراؼ النػزاع‪ ،‬وىػم أصػحاب الواليػة علػى‬
‫حقػػوقهم‪ ،‬فيصػػح التحكػػيم مػػنهم يف ىػػذه اغبقػػوؽ(‪ ،)4‬فيعتػػرب رض ػى اػبصػػوـ بػػاحملكم ىػػو سػػبب‬
‫واليتو عليهم فال وبكم غَته بينهم (‪.)5‬‬

‫(‪ ) 1‬رواه أب ػػو داود يف س ػػننو‪ ،‬كت ػػاب األدب‪ ،‬ب ػػاب يف تغي ػػَت االس ػػم القب ػػيح‪ ،‬ح ػػديث رق ػػم ( ‪ )4955‬ص ‪،749‬‬
‫وصححو األلباين يف صحيح سنن أيب داود برقم ( ‪.)936/3‬‬
‫(‪ ) 2‬رواه مسػػلم‪ ،‬يف كتػػاب اعبهػػاد والسػػَت‪ ،‬بػػاب قتػػاؿ مػػن نقػػض العهػػد‪ ،‬حػػديث رقػػم ( ‪ ،)1768‬ص ‪،786‬‬
‫وينظر ‪ :‬شرح مسلم للنووي ‪ :‬ص ‪.1362‬‬
‫(‪ ) 3‬البح ػ ػػر الرائػ ػ ػ الب ػ ػػن قب ػ ػػيم ‪ :‬ص ‪ ،25/7‬وأدب القاض ػ ػػي للم ػ ػػاوردي ‪ ،379 /2 :‬واؼبغ ػ ػػٍت الب ػ ػػن قدام ػ ػػة ‪:‬‬
‫‪.137/19‬‬
‫(‪ ) 4‬فتح القدير ‪.317-316/7 :‬‬
‫(‪ ) 5‬البحر الرائ ‪.28-27/7 :‬‬

‫‪70‬‬
‫والبػػد أف يرضػػي أطػراؼ اػبصػػومة التحكيميػػة دبحكػػم بعينػػو‪ ،‬ولػػيس لإلمػػاـ أو للقاضػػي أف يلػػزـ‬
‫اػبص ػػوـ دبحك ػػم مع ػػُت‪ ،‬إال إذا دل يتفقػ ػوا‪ ،‬فللقاض ػػي أف ينص ػػب يف ى ػػذه اغبال ػػة حكمػ ػاً وبك ػػم‬
‫بينهم(‪ )1‬وحكمو ملزـ للطرفُت ال خيار ؽبما فيو‪.‬‬
‫ودبا أنو وبػ ألطػراؼ اػبصػومة التحكيميػة تعيػُت احملكػم فإنػو وبػ ؽبػم كػذلك عزلػو‪ ،‬إال إذا كػاف‬
‫معيناً من قبل القاضي‪ ،‬ألنو دبنزلة النائب عن القاضي‪ ،‬وال هبوز عزلو إال بإذف من القاضي(‪.)2‬‬
‫وفيما يتعل باعتماد وثيقػة التحكػيم‪ ،‬وإيػداع اغبكػم التحكيمػي لػدى اعبهػة القضػائية اؼبختصػة‪،‬‬
‫فػػإف الفقهػػاء رضبهػػم اهلل دل يتعرضػوا ؽبػػا حبسػػب مػػا وقفػػت عليػػو‪ ،‬ألهنػػا تعتػػرب مػػن مسػػائل التنظػػيم‬
‫القضػػائي‪ ،‬الػػيت سبليهػػا طبيعػػة التنظػػيم ؼبسػػائل القضػػاء اؼبعاصػػرة‪ ،‬اؽبادفػػة إذل ضػػماف حسػػن عبػػوء‬
‫األفراد إذل التحكيم‪.‬‬
‫وإذا كػ ػػاف الفقهػ ػػاء اؼبسػ ػػلموف القػ ػػدامى دل يعرف ػ ػوا ىػ ػػذه التنظيمػ ػػات لصػ ػػور رقابػ ػػة القضػ ػػاء علػ ػػى‬
‫التحك ػػيم‪ ،‬ودل يوردوى ػػا يف كت ػػبهم‪ ،‬ف ػػإف ى ػػذا ال يبن ػػع م ػػن اعتبارى ػػا وتأيي ػػدىا‪ ،‬ألن ػػو م ػػن اؼبمك ػػن‬
‫زبرهبهػا علػػى أصػل مراعػػاة اؼبصػاحل‪ ،‬ألهنػػا مػػن قبيػل اؼبصػػاحل اؼبرسػلة‪ ،‬حيػػث دل يػرد يف الشػريعة مػػا‬
‫يطلبها‪ ،‬أو ما يبنع منها‪ ،‬وعلى ىذا يكوف اعتبارىا وتأييدىا تابع لدى اؼبصػلحة اؼبتحققػة منهػا‪،‬‬
‫وموازنتها باؼبفسدة الناصبة عنها‪.‬‬
‫والواقع أنو ليس ىنػاؾ أي مفسػدة تًتتػب علػى أي مػن ىػذه الصػور الرقابيػة علػى التحكػيم الػيت‬
‫وردت آنف ػاً‪ ،‬بػػل إهنػػا ربق ػ مصػػلحة واضػػحة تتجلػػى يف عػػدـ جحػػد أحػػد اػبصػػوـ للحكػػم بعػػد‬
‫صػ ػػدوره‪ ،‬ودفع ػ ػاً للتجاحػ ػػد‪ ،‬وصػ ػػيانة للحقػ ػػوؽ مػ ػػن التنػ ػػاكر‪ ،‬وقطع ػ ػاً لػ ػػدابر اؼبنازعػ ػػات وذبديػ ػػد‬
‫اػبصػػومات يف أمػػور منتهيػػة‪ ،‬وألف إيػػداع الوثيقػػة واغبكػػم الصػػادر فيهػػا أمػػر تسػػتدعيو اإلجػراءات‬
‫اؼبعاصرة‪ ،‬عند تدقي اغبكم وتنفيذه(‪.)3‬‬

‫(‪ ) 1‬الشػػرح الكبػػَت للػػدردير‪ ،‬ربقيػ ؿبمػػد علػػي ‪ ،‬بػػَتوت ‪ :‬دار الفكػػر ‪ ،14/4 :‬والتحكػػيم يف النظػػاـ السػػعودي‬
‫على ضوء الفقو اإلسالمي – دراسة تأصيلية مقارنة – ػبالد بن عبدالعزيز الدخيل ص ‪.194‬‬
‫(‪ ) 2‬ؾبلة األحكاـ العدلية‪ ،‬اؼبادة ‪.)1847 ( :‬‬
‫(‪ ) 3‬التحك ػػيم يف الشػ ػريعة اإلس ػػالمية‪ ،‬ؼبع ػػارل الش ػػيخ ‪ :‬عب ػػداهلل ب ػػن ؿبم ػػد آؿ خن ػػُت ‪ :‬ص ‪ ،136-43‬وت ػػدوين‬
‫اؼبرافعة القضائية لو‪ ،‬حبث منشور يف ؾبلة العدؿ ‪ :‬ص ‪ ،83‬ص ‪ ،86‬من العدد الثاين‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وهبذا قبد أف النظاـ السعودي فبثالً بنظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذيػة دل ىبػالف الفقػو‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلسػػالمي‪ ،‬الس ػيما وقػػد نػػص بعػػض العلمػػاء كشػػيخ اإلسػػالـ ابػػن تيميػػة(‪ )1‬وبعػػض البػػاحثُت‬
‫اؼبعاصرين من أف حكم احملكم ال يتم نفاذه على الوجو األكمػل إال بعػد تعميػد القضػاء للحكػم‬
‫والسػػبب ‪ :‬لكػػي يكػػوف قػػابالً للتنفيػػذ يف دوائػػر اإلج ػراء‪ ،‬وأف يكػػوف سػػبيالً لتحقي ػ اعًتاضػػات‬
‫اػبصوـ على حكم احملكمُت‪.‬‬
‫وأف يك ػػوف س ػػبيالً ؼبراقب ػػة القض ػػاء عل ػػى اغبك ػػم‪ ،‬وب ػػذلك يك ػػوف اغبك ػػم أكث ػػر دق ػػة وض ػػبطاً بع ػػد‬
‫مراجعتػػو مػػن قبػػل القاضػػي خصوص ػاً يف ىػػذا العصػػر الػػذي تشػػعبت فيػػو األمػػور‪ ،‬وتعقػػدت فيػػو‬
‫اؼبشاكل‪.‬‬
‫واألصل يف تنفيذ اغبكم التحكيمي‪ ،‬ىو تنفيذه من قبػل اػبصػم احملكػوـ عليػو برضػاه ألنػو رضػي‬
‫بتحكػػيم اغبكػػم‪ ،‬فػػإذا رفػػض فػػإف احملكػػوـ لػػو يسػػتطيع أف يرفػػع اغبكػػم إذل القاضػػي ليقػػره ويػػأمر‬
‫بتنفيذه إذا دل ير ما يوجب نقضو شرعاً ونظاما(‪.)3‬‬
‫فػإذا أصػدر احملكػم حكمػو وكػاف موافقػاً لقواعػد الشػريعة وأصػوؽبا ويف نطػاؽ االختصػاص اؼبخػوؿ‬
‫لو شرعاً ونظاماً واكتمل يف احملكمُت أىلية التحكيم‪ ،‬فػإف ىػذا اغبكػم يكػوف ملزمػا للمحتكمػُت‬
‫وهبب عليهم تنفيذه‪ ،‬وال يستطيع اػبصوـ أو أحدىم التهرب أو الرجوع عػن حكػم احملكػم ألنػو‬
‫حكػػم صػػحيح صػػادر عػػن واليػػة شػػرعية كاملػػة‪ ،‬فواليػػة احملكػػم علػػى اؼبتحػػاكمُت كواليػػة القاضػػي‬
‫اؼبوذل من قبل اإلماـ إذ أف رضا اؼبتحاكمُت باحملكم يف البداية يعػٍت رضػاءنبا حبكمػة يف النهايػة‪،‬‬
‫فيصبح نافذاً عليهما(‪ )4‬وألف اػبصمُت حُت ارتضياه حكماً فقد أعطيػاه الواليػة فحكمػو عندئػذ‬
‫يلزمهما‪.‬‬
‫وإذا دل يبػػادر الطػػرؼ احملكػػوـ عليػػو بتنفيػػذ اغبكػػم فػػإف احملكػػم أو احملكػػوـ لػػو أف يرفػػع اغبكػػم إذل‬
‫القاضػػي اؼبخػػتص لتوثيقػػو وإجبػػار الطػػرؼ اؼبمتنػػع علػػى تنفيػػذه‪ ،‬وذلػػك حبػػبس اؼبمتنػػع أو اغبجػػر‬
‫عليو أو بيع مالو‪ ،‬وعلى احملكم أو احملكوـ لو أف يبادر برفػع اغبكػم إذل القاضػي حػىت يغلػ علػى‬

‫(‪ ) 1‬اإلنصاؼ ‪.198/11 :‬‬


‫(‪ ) 2‬عقد التحكيم لقحطاف الدوسري ‪ :‬ص ‪ ،725‬وأثر التحكيم لعبداجمليد السوسوة ص ‪.132‬‬
‫(‪ ) 3‬نظاـ القضاء يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعبدالكرمي زيداف‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫(‪ ) 4‬البحر الرائ شرح كنز الدقائ ‪.26/7 :‬‬

‫‪73‬‬
‫احملكوـ عليو الباب من اؼبماطلة يف التنفيذ‪ ،‬وىذا مػا عملػو سػعد بػن معػاذ عنػدما أصػدر حكمػو‬
‫يف بػػٍت قريظػػة حيػػث رفعػػو إذل قاضػػي األمػػة وى ػو الرسػػوؿ صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم فسػػدد الرسػػوؿ‬
‫حكم سعد وأمضاه(‪.)1‬‬

‫ادلجحث انثبَ‪ : ٙ‬انزك‪ٛٛ‬ف انفمٓ‪ٔ ٙ‬انُظبي‪ ٙ‬نالػرتاع ػهٗ حكى‬


‫انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية‪ ،‬ؼبسعود بن عواد اعبهٍت‪ ،‬ص ‪.272-271 :‬‬

‫‪74‬‬
‫م اططن تع ى كم اطحكمم ‪.‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬االتعارا‬

‫تعبب ى كمب‬ ‫‪ ‬املطلببب اطينببال ‪:‬اطحمممببه اطالعرتب ط تعببارا‬


‫اطحكمم ‪.‬‬

‫ادلجحث انثبَ‪ٙ‬‬

‫انزك‪ٛٛ‬ف انفمٓ‪ٔ ٙ‬انُظبي‪ ٙ‬نالػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫االػرتاع أو انطؼٍ ثبنجطالٌ ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫بعػػد االنتهػػاء مػػن مراحػػل أي دعػػوى ربكيميػػة يصػػدر اغبكػػم التحكيمػػي‪ ،‬وتبػػدأ مرحلػػة جديػػدة‪،‬‬
‫وىػػي مرحلػػة مػػا بعػػد اغبكػػم‪ ،‬وفيمػػا يػػربز موضػػوع االعػًتاض علػػى اغبكػػم أو إبطالػػو‪ ،‬فػػاحملكم أو‬
‫ىيئػػة التحكػػيم بشػػر كبػػاقي البشػػر‪ ،‬قػػد ىبطػػئ وقػػد يصػػيب يف حكمػػو فهػػو لػػيس معصػػوماً مػػن‬

‫‪75‬‬
‫اػبطأ‪ ،‬وقد يكوف اػبطأ يف تقديره لألدلة واإلثباتات‪ ،‬وقد يكػوف اػبطػأ يف تطبيػ األنظمػة علػى‬
‫الوقائع اؼبعروضة‪ ،‬وقد يكوف اػبطأ يف إجراءات اػبصومة الػيت انتهػت بإصػدار اغبكػم‪ ،‬فيسػتح‬
‫اغبكم بذلك اإلبطاؿ‪ ،‬ألف ما بٍت على باطل فهو باطل(‪.)1‬‬
‫ومػػن ىنػػا كػػاف البػػد علػػى اؼبػػنظم مػػن إهبػػاد وسػػيلة تبعػػث الثقػػة لػػدى اؼبتػػداعيُت وربق ػ العدالػػة‬
‫بينهمػػا‪ ،‬وتصػػحح األخطػػاء الػػيت تقػػع يف األحكػػاـ التحكيميػػة بشػػكل يتسػػم مػػع طبيعػػة التحكػػيم‬
‫اػباصة وفبيزاتو ودبا وبق أىدافو‪.‬‬
‫ىذا واختلفت التنظيمات العربية واألجنبية فبثلػة يف أنظمػة التحكػيم واؼبرافعػات اؼبدنيػة والتجاريػة‬
‫فيها‪ ،‬إزاء ىذه الوسيلة لالعًتاض أو الطعن على اغبكم التحكيمي بعد صدوره‪.‬‬
‫وسأحاوؿ إف شاء اهلل يف ىذا اؼبطلب تبيُت موقػف اؼبػنظم السػعودي يف ىػذا الصػدد‪ ،‬مقارنػاً دبػا‬
‫عليو الوضع يف األنظمة اؼبقارنة األخرى‪.‬‬

‫اذبهػػت كثػػَت مػػن البلػػداف العربيػػة واألجنبيػػة يف نظمهػػا القضػػائية إذل تنظػػيم الطعػػن يف األحكػػاـ‬
‫التحكيمية خصوصاً واألحكاـ القضائية عموما يف طرؽ معينػة ال يصػح ذباوزىػا(‪ )2‬وىػذه الطػرؽ‬
‫تقوـ على مبدأ تعدد درجات التقاضي إذل ثالث درجات(‪: )3‬‬
‫‪-1‬احملاكم االبتدائية‪.‬‬
‫‪-2‬ؿباكم االستئناؼ‪.‬‬
‫‪ -3‬ؿبكمة النقض‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬نظرية البطالف يف قانوف اؼبرافعات‪ ،‬لفتحي وارل‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬عاـ ‪1959‬ـ‪ ،‬منشػأة اؼبعػارؼ باإلسػكندرية‪ ،‬ص‬
‫‪.23 :‬‬
‫(‪ ) 2‬نقض األحكاـ القضائية‪ ،‬ألضبد بن ؿبمد اػبضَتي ‪.3/1919 :‬‬
‫(‪ ) 3‬مبػػادئ قػػانوف القضػػاء اؼبػػدين‪ ،‬لفتحػػي وارل ‪ :‬ص ‪ 291‬ومػػا بعػػدىا‪ ،‬وأصػػوؿ علػػم القضػػاء‪ ،‬لعبػػدالرضبن عيػػاد‪:‬‬
‫ص ‪.195‬‬

‫‪76‬‬
‫وطرق الط ن في األحمام تت دد في مختلف األنظم والقوانين ولمنها تنيصر فاي ناو ين‬
‫اثنين ‪:‬‬
‫‪-1‬طرق الط ن ال ادي ‪:‬‬
‫وىي ‪ :‬االعًتاض‪ ،‬واالستئناؼ‪.‬‬
‫‪-2‬طرق الط ن غير ال ادي ‪:‬‬
‫وىي ‪ :‬التماس إعادة النظر‪ ،‬والنقض أو التمييز(‪.)1‬‬
‫وقد ظبيت طرؽ الطعن العادية هبػذا اؼبسػمى‪ ،‬ألنػو ال يشػًتط لألخػذ هبػا أسػباب معينػة بػل هبػوز‬
‫األخػذ هبػا جملػرد الرغبػة يف التمتػػع بػدرجىت التقاضػي‪ ،‬ولػو دل يكػػن ىنػاؾ عيػوب معينػة يف اغبكػػم‪،‬‬
‫وىػػذا خبػػالؼ طػػرؽ الطعػػن غػػَت العاديػػة فػػال هبػػوز االلتجػػاء إليهػػا إال عنػػد وجػػود أسػػباب وعيػػوب‬
‫معينة‪ ،‬وال يكفي ؾبرد عدـ الرضا باغبكم(‪.)2‬‬
‫والبد من بياف اؼبراد هبذه الطرؽ على النحو التارل ‪:‬‬
‫‪-‬أوالً ‪ :‬طرق الط ن ال ادي ‪:‬‬
‫أ) اال تراض ‪:‬‬
‫ىو الطعن يف األحكاـ اليت صدرت يف غيبة احملكوـ عليو‪.‬‬
‫وىذا الطعن يرفع إذل احملكمة نفسها اليت أصدرت اغبكم‪ ،‬ال إذل ؿبكمة أعلى‪.‬‬
‫وؽبذا فإف اؼبعارضة ال تعد درجة ثانية من درجات التقاضي‪.‬‬
‫ب) االستئناف ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬زبتلف التسمية من دولػة ألخػرى‪ ،‬ففػي مصػر وكثػَت مػن دوؿ العػادل تسػمى بػالنقض‪ ،‬بينمػا تسػمى التمييػز يف‬
‫األردف ومن تبعها من الدوؿ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬طرؽ الطعن يف األحكاـ اؼبدنية واعبنائية‪ ،‬حملمد عابدين ‪ :‬ص ‪ ،7‬ومبادئ قانوف القضاء اؼبدين‪ ،‬لفتحي وارل‬
‫‪ :‬ص ‪ ،565- 564‬ونقض األحكاـ القضائية‪ ،‬ألضبد اػبضَتي ‪.3/1929 :‬‬

‫‪77‬‬
‫ىػػو إعػػادة طػػرح القضػػية كلهػػا‪ ،‬أو جػػزء منهػػا أمػػاـ ؿبكمػػة أعلػػى مػػن احملكمػػة الػػيت صػػدر عنهػػا‬
‫اغبكم‪ ،‬وذلك من أجل إلغاء اغبكم‪ ،‬أو تعديلو‪.‬‬
‫ويعػػد االسػػتئناؼ درجػػة تقػػاض ثاني ػػة يبثػػل فيهػػا اػبصػػوـ‪ ،‬ويع ػػاد النظػػر يف القضػػية برمتهػػا أم ػػاـ‬
‫ؿبكمة االستئناؼ‪ ،‬وؽبذه احملكمة أف تنظر فيما يستجد من أدلة وبضرىا احملكوـ عليو (‪.)1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬طرق الط ن غير ال ادي ‪:‬‬
‫أ) التماس إ ادة النظر ‪:‬‬
‫ىػػو طعػػن يرفػػع إذل احملكمػػة نفسػػها الػػيت أصػػدرت اغبكػػم‪ ،‬لتعيػػد النظ ػر يف حكمهػػا عنػػد وجػػود‬
‫أسباب معينة‪ ،‬وىذه األسباب ترجع يف صبلتها إذل وقوع سهو مػن احملكمػة أو خطػأ مػن احملكػوـ‬
‫لو‪ ،‬وىي كما أشػار إليهػا نظػاـ اؼبرافعػات الشػرعية (‪ ،)2‬متفقػاً مػع بعػض مػا نصػت عليػو األنظمػة‬
‫العربية األخرى وىي كاآليت ‪:‬‬
‫أ) إذا كػػاف اغبكػػم قػػد بػػٍت علػػى أوراؽ ظهػػر بعػػد اغبكػػم تزويرىػػا‪ ،‬أو بػػٍت علػػى شػػهادة قضػػي مػػن‬
‫اعبهة اؼبختصة بعد اغبكم بأهنا مزورة‪.‬‬
‫ب) إذا حصػػل اؼبلػػتمس بعػػد اغبكػػم علػػى أوراؽ قاطعػػة يف الػػدعوى كػػاف قػػد تعػػذر عليػػو إبرازىػػا‬
‫قبل اغبكم‪.‬‬
‫ج) إذا وقع من اػبصم غ من شأنو التأثَت يف اغبكم‪.‬‬
‫د) إذا قضى اغبكم بشيء دل يطلبو اػبصوـ أو قضي بأكثر فبا طلبوه‪.‬‬
‫ىػ) إذا كاف منطوؽ اغبكم يناقض بعضو بعضاً‪.‬‬
‫و) إذا كاف اغبكم غيابياً‪.‬‬
‫ز) إذا صدر اغبكم علي من دل يكن فبثال سبثيالً صحيحاً يف الدعوى‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبراجع السابقة‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬اؼبادة الثانية والتسعوف بعد اؼبائة‪ ،‬وينظر ‪ :‬الكاشف يف شرح نظاـ اؼبرافعات الشرعية السعودي‪ ،‬ؼبعارل الشيخ‬
‫‪ :‬عبداهلل آؿ خنُت ‪ ،263/2 :‬وينظر عقد التحكيم‪ ،‬ألضبد أيب الوفاء ‪ :‬ص ‪.333‬‬

‫‪78‬‬
‫(( والطعػػن بالتمػػاس إعػػادة النظػػر يبتػػد إذل حكػػم احملكػػم اؼبصػػاحل – اؼبفػػوض بالصػػلح – حيػػث‬
‫هبوز الطعن فيو هبػذا الطريػ حػىت ولػو وجػد اتفػاؽ صػريح بػُت األطػراؼ علػى عػدـ جػواز الطعػن‬
‫يف حكمو إذ أف الطعن جائز ىنا ألف الغ يفسد التصرفات )) (‪.)1‬‬
‫ب) النقض ‪:‬‬
‫ىو رفع اغبكم النهائي إذل ؿبكمة النقض‪ ،‬إلبطالو‪ ،‬وذلك بسبب ـبالفة اغبكػم للقػانوف دبعنػاه‬
‫العاـ‪.‬‬
‫ومن أمثل ىذه المخالف ‪:‬‬
‫ما إذا أغفل القاضي أو احملكػم إعمػاؿ نػص مػن نصػوص القػانوف الصػروبة‪ ،‬أو أخطػأ يف تطبيػ‬
‫قاع ػػدة واجب ػػة التطبي ػ ‪ ،‬أو أس ػػاء الفه ػػم الس ػػليم لنص ػػوص الق ػػانوف‪ ،‬أو وق ػػع خل ػػل يف إجػ ػراءات‬
‫التقاضػػي‪ ،‬كمػػا إذا ظبػػع القاضػػي أو احملكػػم مػػن أحػػد اػبصػػوـ أثنػػاء اؼبداولػػة دوف حضػػور اػبصػػم‬
‫اآلخر‪ ،‬أو نط باغبكم يف جلسة سرية‪ ،‬أو دل يذكر أسباب اغبكم‪ ،‬وكبو ذلك‪.‬‬
‫والطعػػن بػػالنقض ال يعػػاد فيػػو طػػرح النػزاع‪ ،‬وال يبثػػل اػبصػػوـ أمػػاـ ؿبكمػػة الػػنقض للفصػػل فيػػو مػػن‬
‫جديد كما وبصل يف االستئناؼ‪ ،‬وال يًتتب عليو وقف تنفيذ اغبكم‪ ،‬بل تقتصر ؿبكمة النقض‬
‫علػػى تقريػػر اؼببػػادئ القانونيػػة السػػليمة يف القضػػية اؼبرفوعػػة إليهػػا‪ ،‬وربكػػم إمػػا بػػرفض الطعػػن‪ ،‬أو‬
‫بقبولو ونقػض اغبكػم اؼبطعػوف فيػو‪ ،‬ويف حػاؿ الػنقض تنظػر القضػية مػن جديػد أمػاـ احملكمػة الػيت‬
‫أصدرت اغبكم‪ ،‬وؽبذا ال يعد بعض الباحثُت‪ ،‬ؿبكمة النقض درجػة ثالثػة مػن درجػات التقاضػي‬
‫(‪.)2‬‬
‫ويػػتلخص مػػن ىػػذا ‪ :‬أف وظيفػػة ؿبكمػػة ال ػنقض ىػػي التأكػػد مػػن صػػحة تطبي ػ قواعػػد النظػػاـ أو‬
‫الق ػػانوف‪ ،‬وتق ػػومي االعوج ػػاج الق ػػانوين يف اغبك ػػم اؼبطع ػػوف في ػػو‪ ،‬وتوحي ػػد فه ػػم القض ػػاة واحملكم ػػُت‬
‫للقانوف‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬إج ػراءات التنفيػػذ‪ ،‬ألضبػػد أيب الوفػػاء ‪ :‬ص ‪ ،159‬والتحكػػيم‪ ،‬لصػػاحل بػػن عبػػداهلل بػػن عطػػاؼ العػػويف‪ ،‬حبػػث‬
‫مقدـ لنيل درجة الدبلوـ يف األنظمة من معهد اإلدارة العامة بالرياض ‪ :‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ ) 2‬النظري ػػة العام ػػة للطع ػػن ب ػػالنقض‪ ،‬لنبي ػػل عم ػػر ‪ :‬ص ‪ ،29-19‬وأص ػػوؿ عل ػػم القض ػػاء‪ ،‬لعب ػػدالرضبن عي ػػاد ‪:‬‬
‫ص‪.295‬‬

‫‪79‬‬
‫وميمم النقض في القانون وفي النظام الس ودي ‪:‬‬
‫ىي احملكمة العليا يف البالد‪ ،‬وتعد اؼببادئ اؼبستمدة من أحكامها ملزمة للمحاكم األخرى(‪.)1‬‬

‫‪-‬يٕلف انُظبو انضؼٕد٘ يٍ طشق انطؼٍ يف احلكى انزحك‪: ًٙٛ‬‬

‫انفرد نظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذية عن غَته من أنظمة التحكيم العربيػة واألجنبيػة‪،‬‬
‫بتقريره ح االعًتاض على اغبكم التحكيمي‪ ،‬ودل يبُت اؼبنظم السعودي يف ىذا النظػاـ الشػكل‬
‫أو النوع القػانوين ؽبػذا االعػًتاض‪ ،‬أىػو طريػ طعػن عػادي‪ :‬مػن اعػًتاض‪ ،‬أو اسػتئناؼ‪ ،‬أو طريػ‬
‫طعػػن غػػَت ع ػػادي ‪ :‬مػػن نق ػػض والتمػػاس إع ػػادة نظػػر‪ ،‬ول ػػذا فموقػػف النظ ػػاـ السػػعودي يف ى ػػذه‬
‫اؼبسألة أقل وضوحاً من غَته من التنظيمػات التحكيميػة األخػرى‪ ،‬الػيت بينػت طبيعػة الطعػن علػى‬

‫(‪ ) 1‬طػػرؽ الطعػػن يف األحكػػاـ اؼبدنيػػة واعبنائيػػة‪ ،‬حملمػػد عابػػدين ‪ :‬ص ‪ ،85-84‬ومبػػادئ قػػانوف القضػػاء اؼبػػدين‪،‬‬
‫لفتحي وارل ص ‪ ،632-631-293‬ونقض األحكاـ القضائية‪ ،‬ألضبد اػبضَتي ‪.1923/3 :‬‬

‫‪81‬‬
‫حكػػم التحكػػيم يف أنظمتهػػا التحكيميػػة‪ ،‬مػػن أنػػو اسػػتئناؼ أو التمػػاس إعػػادة نظػػر‪ ،‬أـ دعػػوى‬
‫بطالف فقط‪ ،‬على ما سيأيت اإلشارة إليو قريباً‪.‬‬
‫وكػػل م ػػا أت ػػى ب ػػو اؼب ػػنظم الس ػػعودي يف نظ ػػاـ التحك ػػيم‪ ،‬يف ش ػػأف مس ػػألة االع ػًتاض عل ػػى حك ػػم‬
‫التحكيم‪ ،‬ىو تقرير ح االعًتاض ألطراؼ اػبصومة التحكيمية‪ ،‬وكذلك التنصيص علػى ميعػاد‬
‫تقػػدمي االعػًتاض‪ ،‬حيػػث نصػػت اؼبػػادة ( ‪ ) 18‬مػػن نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي علػػى أف‪(( :‬وهبػػوز‬
‫للخصوـ تقدمي اعًتاضاهتم على ما يصدر من احملكمُت إذل اعبهة اليت أودع لديها اغبكػم خػالؿ‬
‫طبسة عشر يوماً من تاريخ إبالغهم بأحكاـ احملكمُت وإال أصبحت هنائية))‪.‬‬
‫واشًتاط اؼبادة ( ‪ ) 19‬من نظاـ التحكيم السعودي على تقدمي االعًتاض يف اؼبيعاد احملػدد حػىت‬
‫تبدأ اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع يف نظر الطعن‪ ،‬حيث نصت اؼبادة ( ‪ ) 19‬بقوؽبػا‪ (( :‬إذا‬
‫قػػدـ اػبصػػوـ أو أحػػدىم اعًتاض ػاً علػػى حكػػم احملكمػػُت خػػالؿ اؼبػػدة اؼبنصػػوص عليهػػا يف اؼبػػادة‬
‫السػػابقة تنظػػر اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع يف االع ػًتاض وتقػػرر إمػػا رفضػػو وتصػػدر األمػػر‬
‫بتنفيذ اغبكم أو قبوؿ االعًتاض وتفصل فيو ))‪.‬‬
‫وإزاء ع ػػدـ الوض ػػوح م ػػن نص ػػوص نظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي يف مس ػػألة االعػ ػًتاض عل ػػى حك ػػم‬
‫احملكمُت‪ ،‬اختلفت آراء شراح نظاـ التحكيم السعودي حوؿ طبيعة ىذا االعًتاض‪.‬‬
‫فػػذىب اذبػػاه(‪ : )1‬إذل أف نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي قػػد أعطػػى األطػراؼ يف اػبصػػومة التحكيميػػة‬
‫ح استئناؼ اغبكم التحكيمي لدى ؿبكمة االستئناؼ اليت ىػي حسػب نػص النظػاـ – اعبهػة‬
‫اؼبختصػػة أصػػال بنظػػر الن ػزاع(‪ )2‬فقػػد اسػػتعمل الػػنص يف اؼبػػادتُت السػػابقتُت لفظػػة ( االع ػًتاض )‬
‫مكػػاف لفظػػة ( االسػػتئناؼ )‪ ،‬وبػػذلك أعطػػى ىػػذا الػػنص – اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع‬
‫سلطة النظر بالنزاع والتصدي ألساسو إذا قبلت االعًتاض وتصػبح الػدعوى منشػورة أمامهػا‪ ،‬أمػا‬
‫إذا ردت االعًتاض أي االستئناؼ‪ ،‬فإف رد االعًتاض ىو بذاتو أمر بالتنفيذ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬موسوعة التحكيم يف الدوؿ العربية‪ ،‬لعبداغبميد األحدب ‪ :‬ص‪.246‬‬


‫(‪ ) 2‬وىي اعبهة اليت أودع لديها وثيقة التحكيم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ويرى اذباه آخر(‪ : )1‬أف اؼبادة الثامنة عشر من نظاـ التحكػيم السػعودي قػد أقػرت مبػدأ قانونيػا‬
‫اعتمدتو أغلب التنظيمات العاؼبية‪ ،‬نظراً ؼبا وبققو ذلك من فوائد تنعكس على سػرعة الفصػل يف‬
‫النزاع عن طري التحكيم‪ ،‬ىذا اؼببدأ ىو عدـ جواز استئناؼ األحكاـ التحكيمية أمػاـ اعبهػات‬
‫اليت تستأنف أمامها أحكاـ اعبهة اؼبختصة بالفصل يف النزاع موضوع ىذه األحكاـ‪.‬‬
‫وبنػػاء علػػى ىػػذا االذبػػاه ‪ :‬ال هبػػب بػػأي حػػاؿ مػػن األحػواؿ اسػػتئناؼ األحكػػاـ التحكيميػػة أمػػاـ‬
‫ىػػذه اعبهػػات‪ ،‬حػػىت لػػو اتف ػ اػبصػػوـ علػػى ذلػػك لتعػػارض ىػػذا االسػػتئناؼ مػػع النظػػاـ العػػاـ‪،‬‬
‫وحجة ىذا االذباه ‪:‬‬
‫أف نظ ػػاـ ال ػػتحكم ج ػػاء ب ػػبعض اإلش ػػارات ‪ :‬فم ػػثال اؼب ػػادة ( ‪ ) 9‬م ػػن النظ ػػاـ أج ػػازت للجه ػػة‬
‫اؼبختصة النظر يف موضوع النزاع بناء على طلب أحد اػبصوـ إذا ذبػاوزت ىيئػة التحكػيم اؼبيعػاد‬
‫احملدد ؽبا اتفاقا أو قانونا للحكم يف النزاع فإذا ربطنا ىذا مع ما جاء يف اؼبادة ( ‪ )29‬اليت تنص‬
‫على أف قرار التحكيم واجب النفاذ عندما يصبح هنائياً‪.‬‬
‫وذلك بأمر من اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع ويصدر األمر بنػاء علػى طلػب أحػد ذوي الشػأف بعػد‬
‫التثبت من عدـ وجػود مػا ىبػالف أحكػاـ الشػريعة اإلسػالمية واألنظمػة اؼبرعيػة‪ ،‬ومػن خػالؿ ىػذا‬
‫الػربط بػػُت اؼبػػادتُت يػػذىب أصػػحاب ىػػذا الػرأي إذل القػػوؿ بأنػػو ال وبػ للجهػػة اؼبختصػػة االمتنػػاع‬
‫عػػن تنفيػػذ حكػػم التحكػػيم إذا كػػاف موافق ػاً ألحكػػاـ الش ػريعة اإلسػػالمية دوف االلتفػػات إذل أي‬
‫اع ػًتاض آخػػر دل يػػرد الػػنص ص ػراحة عليػػو يف النظػػاـ‪ ،‬وىبلصػػوف يف ذلػػك إذل القػػوؿ أف اؼبراجعػػة‬
‫والرقابة القضائية هبب أف تبقى يف ىذا النطاؽ وال تتجاوز إذل ما سواه‪.‬‬
‫ألف نظاـ التحكيم منع ذلػك صػراحة‪ ،‬دبوجػب‪ ،‬الفقػرة الثانيػة مػن اؼبػادة الثامنػة عشػر‪ ،‬باإلضػافة‬
‫إذل أف اس ػػتئناؼ األحك ػػاـ التحكيمي ػػة ينش ػػئ درج ػػة إض ػػافية م ػػن التقاض ػػي إذل درج ػػات النظ ػػاـ‬
‫القضائي الرظبي اؼبعتمد يف الدولػة‪ ،‬والػيت ينشػئها ووبػددىا دسػتور الدولػة ووفقػا إلجػراءات معينػة‬
‫وؿبددة‪ ،‬يتم ازباذىا من أعلى سلطة يف الدولة‪.‬‬
‫كذلك فإف استئناؼ حكم احملكمُت لو سلبيات تنعكس بشكل مباشػر علػى اؽبػدؼ األساسػي‬
‫مػػن عبػػوء اػبصػػوـ إذل التحكػػيم‪ ،‬وتكػػوف سػػبباً رئيسػػياً إلهنػػاء فاعليتػػو‪ ،‬وذلػػك ألنػػو يف ىػػذه اغبالػػة‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم‪ ،‬حملمد البجاد ‪ :‬ص‪.236‬‬

‫‪82‬‬
‫سوؼ تنظر القضية من أربع حسب النظاـ القضائي اعبديػد‪ ،‬وىػم ‪ :‬احملكػم‪ ،‬واحملكمػة اؼبخػتص‬
‫بالفصل يف النزاع‪ ،‬وؿبكمة االستئناؼ‪ ،‬واحملكمة العليػا‪ ،‬فبػا يصػل أمػر النػزاع‪ ،‬وهبعػل اللجػوء إذل‬
‫القضػػاء أكثػػر منطقيػػة وواقعيػػة مػػن اللجػػوء إذل التحكػػيم الػػذي يصػػبح يف ىػػذه اغبالػػة ال مػػربر لػػو‬
‫(‪.)1‬‬
‫وىػػذا االذبػػاه ىػػو مػػا أيػػده بعػػض البػػاحثُت (‪ )2‬واحػػتج بأننػػا ىن ػا لسػػنا بصػػدد طعػػن باالسػػتئناؼ‬
‫بػػاؼبعٌت الػػدقي ‪ ،‬ألف االسػػتئناؼ يقتضػػي رفػػع الطعػػن يف اغبكػػم أمػػاـ جهػػة أعلػػى مػػن اعبهػػة الػػيت‬
‫أصدرتو‪.‬‬
‫وأف اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر ليسػػت جهػػة أعلػػى مػػن احملكػػم أو ىيئػػة التحكػػيم الػػيت أصػػدرت‬
‫اغبكم‪ ،‬بل ىي جهػة رقابيػة قضػائية‪ ،‬اؽبػدؼ منهػا التأكػد مػن عػدـ وجػود مػا يبنػع شػرعاً ونظامػاً‬
‫من تنفيذ حكم احملكمػُت وال تعػد جهػة اسػتئنافية فقػط لتحضػر سػلطتها الرقابيػة يف التحقػ مػن‬
‫أف اغبكػػم قػػد راعػػى القواعػػد واإلج ػراءات اؼبنصػػوص عليهػػا يف وثيقػػة الػػتحكم ونظػػاـ التحكػػيم‬
‫والئحتو التنفيذية‪ ،‬وأال يكػوف منطويػا علػى ـبالفػة ظػاىرة لقواعػد النظػاـ العػاـ‪ ،‬وتبعػاً لػذلك فإنػو‬
‫لػػيس مػػن سػػلطة اعبهػػة القضػػائية اؼبختصػػة أف تتنػػاوؿ موضػػوع التحكػػيم وبعبػػارة أخػػرى لػػيس ؽبػػا‬
‫حبث وفحص وقائع النزاع‪ ،‬كما أنو ليس ؽبا سلطة التصدي للفصل يف موضوع النزاع‪.‬‬
‫وأك ػػد ى ػػذا االذب ػػاه م ػػا ذى ػػب إلي ػػو م ػػن أف األحك ػػاـ التحكيمي ػػة يف النظ ػػاـ الس ػػعودي ال هبػ ػوز‬
‫اسػػتئنافها ولػػو اتفػ اػبصػػوـ علػػى ذلػػك‪ ،‬لتعػػارض ىػػذا االسػػتئناؼ مػػع النظػػاـ العػػاـ‪ ،‬وذلػػك ألف‬
‫نظػػاـ التحكػػيم منػػع – كمػػا ي ػرى ىػػذا االذبػػاه – ص ػراحة دبوجػػب نػػص اؼبػػادة ( ‪ ) 18‬منػػو علػػى‬
‫ذل ػػك‪ ،‬فض ػػال ع ػػن أف اس ػػتئناؼ األحك ػػاـ التحكيمي ػػة يع ػػٍت إض ػػافة درج ػػة إض ػػافية م ػػن درج ػػات‬
‫التقاضي‪ ،‬وىذا حسػب ىػذا االذبػاه مػا ال يتعػرؼ بػو النظػاـ القضػائي السػعودي‪ ،‬ألنػو ال يعػرؼ‬

‫(‪ ) 1‬مقػػاؿ ‪ :‬التحكػػيم فوائػػده ومعوقاتػػو‪ ،‬حملمػػد البجػػاد‪ ،‬يف ؾبلػػة ذبػػارة الريػػاض‪ ،‬العػػدد (‪ )392‬ذو اغبجػػة عػػاـ‬
‫‪1415‬ىػ‪ ،‬ص ‪ ،244 :‬وكتاب التحكيم لو ‪ :‬ص ‪.237‬‬
‫(‪ ) 2‬الوسيط يف قانوف القضاء اؼبدين‪ ،‬دار النهضة العربية ط ‪ ،2991 :‬لفتحػي وارل ‪ :‬ص‪ 714‬ومػا بعػدىا‪ .‬دور‬
‫اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم – دراسة ربليلية لنظػاـ التحكػيم السػعودي والئحتػو التنفيذيػة – ألنػور‬
‫علػػي جبرجػػي‪ ،‬ص ‪ 85 :‬ومػػا بعػػدىا‪ ،‬ومقػػاؿ ‪ :‬مػػا مػػدى الرقابػػة القضػػائية علػػى أحكػػاـ احملكمػػُت‪ ،‬ػبالػػد أضبػػد‬
‫عثماف يف صحيفة االقتصادية‪ ،‬العدد ( ‪ )5857‬اؼبواف ‪1439/11/5‬ىػ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫فكرة التقاضي على درجتُت إال يف نطاؽ ضي ‪ ،‬وإمبا يعرؼ فكرة تعدد مرات فحص النزاع أمػاـ‬
‫نفس اعبهة اليت أصدرت اغبكم‪ ،‬كذلك فإف استئناؼ حكم احملكمُت لو سلبيات تلتهم ؿباسن‬
‫عبوء اػبصوـ إذل التحكيم ويقضي على فاعليتو‪.‬‬
‫إال أف أصػػحاب ىػػذا االذبػػاه يػػروف أف الطبيعػػة القانونيػػة للطعػػن علػػى حكػػم التحكػػيم ىػػي أهنػػا‬
‫طري طعػن خػاص ليسػت اسػتئناؼ وال معارضػة وال التمػاس إعػادة نظػر وال سبييػز ( نقػض ) وال‬
‫دعػػوى بطػػالف‪ ،‬ألف ىػػذه الطػػرؽ ؽبػػا دالالت معينػػة مػػن ناحيػػة ال تنطبػ علػػى حكػػم احملكمػػُت‪،‬‬
‫وليس منصوصا عليها صراحة يف شأف حكم احملكمُت بالنفي أو اإلهباب من ناحية أخػرى كمػا‬
‫ىو اغباؿ يف التنظيمات التحكيمية اؼبقارنة‪.‬‬
‫والػػذي أراه أف الطبيعػػة النظاميػػة للطعػػن يف اغبكػػم التحكيمػػي السػػعودي حبسػػب نظػػاـ التحكػػيم‬
‫والئحتو ‪ :‬ىو طعن من نوع خاص‪ ،‬اصطلح اؼبنظم السػعودي علػى تسػميتو (اعػًتاض ) ليشػمل‬
‫صبيػػع طػػرؽ الطعػػن العاديػػة وغػػَت العاديػػة‪ ،‬وذلػػك بسػػبب اؼبفهػػوـ الواسػػع ؽبػػذه الكلمػػة الػواردة‪ ،‬يف‬
‫اؼبادتُت ( ‪ )18‬و ( ‪ ) 19‬من نظاـ التحكيم السػعودي والئحتػو التنفيذيػة فضػال عػن أف النظػاـ‬
‫دل يوضح أسباب معينة لالعًتاض‪.‬‬
‫وكذلك تطبي األصوؿ العامة يف التقاضي الػواردة يف نظػاـ وفقػو اؼبرافعػات حيػث اشػتملت علػى‬
‫طرؽ الطعن العادية وغَت العادية‪.‬‬
‫وى ػػذا اؼبس ػػلك أع ػػٍت تطبيػ ػ األص ػػوؿ العام ػػة يف التقاض ػػي اذب ػػاه س ػػائد يف تنظيم ػػات اؼبرافع ػػات‬
‫اؼبقارنة‪.‬‬
‫إال أف اؼبنظم السعودي دل ينص علػى دعػوى بطػالف حكػم التحكػيم كمػا ىػو اغبػاؿ علػى نظػَته‬
‫السوري‪ ،‬كما ىو صنيع أكثر الدوؿ اؼبنظمة لعملية التحكيم‪.‬‬
‫وفبػػا يؤكػػد مػػا ذىبػػت عليػػو الواقػػع والتطبيػ القضػػائي يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية حيػػث جػػاء يف‬
‫إحػػدى األحكػػاـ القضػػائية الصػػادرة مػػن دي ػواف اؼبظػػادل مػػا نصػػو ‪ (( :‬أحكػػاـ الػػدوائر القضػػائية‬
‫التجارية تقبل الطعن من حيث األصل كقاعدة عامة‪ ،‬واالعًتاض علػى أحكػاـ الػدوائر القضػائية‬

‫‪84‬‬
‫اػباص ػػة ب ػػالتحكيم تقب ػػل االع ػًتاض – االس ػػتئناؼ أو الت ػػدقي – وقابل ػػة لل ػػنقض إلعم ػػاؿ مب ػػدأ‬
‫التثبت من عدـ وجود ما يبنع من تنفيذه شرعا)) (‪.)1‬‬
‫(( وأف أحكػػاـ الػػدوائر القضػػائية بالػػديواف ومنهػػا الػػدوائر التجاريػػة بطبيعػػة اغبػػاؿ ىػػي هنائيػػة فػػور‬
‫صدورىا لكنها تقبل الطعن أما ىيئة التػدقي وفقػاً للشػروط واإلجػراءات اؼبقػررة يف ىػذا الشػأف))‬
‫(‪.)2‬‬
‫ومػػن ىػػذا الواقػػع العملػػي القضػػائي قبػػد أف العمػػل يف احملػػاكم العامػػة – القضػػاء العػػاـ حاليػػا –‬
‫وديواف اؼبظادل (‪ )3‬قد استقر على النظر يف االعًتاضات على أحكاـ احملكمػُت حسػب درجػات‬
‫التقاض ػ ػػي ابت ػ ػػدائياً واس ػ ػػتئنافا وال ػ ػػيت ن ػ ػػص عليه ػ ػػا نظ ػ ػػاـ اؼبرافع ػ ػػات الش ػ ػػرعية‪ ،‬وقواع ػ ػػد اؼبرافع ػ ػػات‬
‫واإلجػراءات أمػػاـ ديػواف اؼبظػػادل‪ ،‬فػػاغبكم الػػذي تصػػدره اعبهػػة القضػػائية اؼبختصػػة بشػػأف قبػػوؿ أو‬
‫رفػػض االعػًتاض علػػى حكػػم التحكػػيم قابػػل لالسػػتئناؼ واالعػًتاض عليػػو أمػػاـ احملكمػػة أو اؽبيئػػة‬
‫القضائية األعلى درجة‪ ،‬فمثالً إذا صدر ىذا اغبكم مػن احملكمػة العامػة فإنػو يكػوف قػابالً للطعػن‬
‫فيػػو واالعػًتاض عليػػو أمػػاـ ؿبكمػػة االسػػتئناؼ‪ ،‬وإف كػػاف اغبكػػم صػػادر مػػن أحػػدى دوائػػر ديػواف‬
‫اؼبظػػادل فإنػػو يكػػوف قػػابالً للطعػػن فيػػو واالع ػًتاض عليػػو أمػػاـ إحػػدى ؿبػػاكم االسػػتئناؼ يف دي ػواف‬
‫اؼبظادل‪.‬‬
‫وب ػػذلك سب ػػر ال ػػدعوى التحكيمي ػػة ب ػػثالث درج ػػات‪ ،‬أي بزي ػػادة درج ػػة ع ػػن ال ػػدعوى القض ػػائية‪،‬‬
‫فالدرجػػة األوذل ىػػي احملكػػم أو ىيئػػة التحكػػيم‪ ،‬والدرجػػة الثانيػػة ىػػي احملكمػػة أو الػػدوائر القضػػائية‬
‫اؼبختصػػة‪ ،‬والدرجػػة الثالثػػة واألخػػَتة ىػػي ؿبػػاكم االسػػتئناؼ يف وزارة العػػدؿ ودي ػواف اؼبظػػادل‪ ،‬ويف‬
‫النظاـ القضائي اعبديد‪ ،‬سبر الدعوى التحكيميػة بػأربع درجػات‪ ،‬ألف نظػاـ القضػاء ونظػاـ ديػواف‬
‫اؼبظادل جعال التقاضي على ثالث درجات‪ ،‬ىي الدرجة االبتدائية‪ ،‬والدرجػة االسػتئنافية‪ ،‬ودرجػة‬
‫النقض أماـ احملكمة العليا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اغبكػػم رقػػم ‪/1699‬الػػدائرة التجاريػػة ‪ /‬لعػػاـ ‪1417‬ىػػ‪ ،‬نقػػال عػػن حبػػث ‪ :‬اؼببػػادئ العامػػة واغبديثػػة يف القضػػاء‬
‫التجاري السعودي يف ؾباؿ التحكيم التجاري‪ ،‬للدكتور ‪ :‬فهد اغبقباين ص ‪.124‬‬
‫(‪ ) 2‬اغبكم رقم ‪ 3/33‬ت ج ‪ /‬لعاـ ‪1414‬ىػ‪ ،‬ينظر اؼبرجع الساب ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬إذل حُت سلخ القضاء التجاري من والية ديواف اؼبظادل إذل والية القضاء العاـ فبثال يف وزارة العدؿ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وأماـ ىػذا الواقػع للتحكػيم يف اؼبملكػة العربيػة السػعودية‪ ،‬فػإف التحكػيم يف اؼبملكػة يسػتغرؽ وقتػا‬
‫أطوؿ من الفصل يف القضايا مباشرة عن طري القضاء خاصة التجارة منها‪ ،‬وىػو أمػر يتنػايف مػع‬
‫أح ػػد أى ػػم األى ػػداؼ الرئيس ػػة م ػػن اللج ػػوء إذل التحك ػػيم‪ ،‬وى ػػو س ػػرعة الفص ػػل يف النػ ػزاع‪ ،‬فه ػػذا‬
‫التطويػػل يف اإلج ػراءات يػػؤدي إذل إطالػػة أمػػد الن ػزاع‪ ،‬وىػػو أمػػر ال يتناسػػب مػػع طبيعػػة القضػػايا‬
‫التجاريػػة‪ ،‬وخاصػػة اؼبتعلقػػة بعقػػود التجػػارة الدوليػػة واالسػػتثمارات األجنبيػػة(‪ )1‬واؼبتغ ػَتات والتطػػور‬
‫االقتصادي يف اؼبملكة العربية السعودية والواقع االستثماري الذي تعيشو اليوـ‪.‬‬
‫لى المنظم الس ودي ت ديل النظام وفق اآلتي ‪:‬‬ ‫ولذا يقترح الباح‬
‫‪-1‬اسػػتبعاد طري ػ االع ػًتاض علػػى حكػػم التحكػػيم‪ ،‬واقتصػػار الطعػػن فيػػو علػػى دعػػوى الػػبطالف‬
‫بأشياء ؿبددة ينص عليها يف النظاـ على سبيل اغبصر‪.‬‬
‫‪-2‬أف يكػوف رفػع دعػوى بطػالف حكػم التحكػيم‪ ،‬أمػاـ ؿبكمػة االسػتئناؼ اؼبختصػة بنظػر النػزاع‬
‫مباشرة‪ ،‬وجعلها درجة تقاضي واحدة فقط لالعًتاض ضد حكم التحكيم‪.‬‬

‫‪-‬يٕلف انزُظ‪ًٛ‬بد ادلمبسَخ يٍ يضأنخ االػرتاع ػهٗ احلكى انزحك‪: ًٙٛ‬‬

‫اختلػػف طػػرؽ الطعػػن يف األحكػػاـ التحكيميػػة تبعػاً الخػػتالؼ قػوانُت الػػدوؿ الػػيت تتػػيح الطعػػن يف‬
‫اغبكم التحكيمي ؼبن صدر ضده‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬مقاؿ ‪ :‬نظرات يف مسألة االعًتاض على أحكاـ احملكمُت‪ ،‬ػبالد أضبد عثماف‪ ،‬يف صحيفة االقتصادية‪ ،‬عدد‬
‫( ‪ ) 5296‬اؼبواف ػ ‪2998/1/12 :‬ـ‪ ،‬ووقفػػة تأمػػل يف مفهػػوـ االع ػًتاض ضػػد ق ػرارات التحكػػيم السػػعودي‪،‬‬
‫ؾبلة ذبارة الرياض‪ ،‬عدد ( ‪ ،)482‬ص ‪ ،42‬شعباف ‪1423‬ىػ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫وىبضػػع الطعػػن يف حكػػم التحكػػيم لقػػانوف الدولػػة الػػيت يصػػدر فيهػػا اغبكػػم وفق ػاً لقواعػػد القػػانوف‬
‫الدورل اػباص(‪.)1‬‬
‫وق ػػد أج ػػازت اؼب ػػادة اػبامس ػػة يف فقرهت ػػا اػبامس ػػة م ػػن اتفاقي ػػة نيوري ػػوؾ بش ػػأف االعػ ػًتاؼ حبك ػػم‬
‫التحكػػيم األجنػػ ي وتنفيػػذه‪ ،‬والػػيت انضػػمت إليهػػا اؼبملكػػة‪ ،‬أف للسػػلطة اؼبختصػػة يف الدولػػة اؼب ػراد‬
‫تنفيػػذ اغبكػػم فيهػػا‪ ،‬رفػػض التنفيػػذ لعػػدـ صػػَتورة اغبكػػم ملزمػػا أو إلبطالػػو أو إيقػػاؼ تنفيػػذه مػػن‬
‫جانب الدولة اليت صدر اغبكم فيها‪ ،‬أو اليت صدر اغبكم وفقاً لقانوهنا‪.‬‬
‫فبعض القوانُت ذبيز الطعػن علػى كبػو واسػع ال ىبتلػف عػن األسػلوب اؼبتبػع يف الطعػن يف أحكػاـ‬
‫القضاء الرظبي كالقانوف اللبناين(‪ )2‬وبعض القوانُت هبيز اسػتئناؼ اغبكػم التحكيمػي وفػ بعػض‬
‫الضوابط كالقانوف الكوييت والسوري والقطري وغَتىم على ما سيأيت تفصيلو‪.‬‬
‫وذىبت كثَت من القوانُت العربية واألجنبية إذل عدـ جػواز الطعػن يف حكػم التحكػيم بػأي طريقػة‬
‫من طرؽ الطعن اؼبعروفة السابقة‪ ،‬لكنها أجازت رفع دعوى ببطالنو يف أحواؿ ؿبددة أماـ اعبهػة‬
‫القضائية اؼبختصة(‪.)3‬‬
‫وب ػػذلك قب ػػد أف األنظم ػػة القانوني ػػة التحكيمي ػػة اؼبقارن ػػة تس ػػلك ث ػػالث ط ػػرؽ للطع ػػن يف أحك ػػاـ‬
‫التحكيم‪ ،‬وىي ‪ :‬الطعن باالستئناؼ‪ ،‬والطعن بالتماس إعادة النظر‪ ،‬والطعن بالبطالف‪.‬‬

‫‪-1‬انطؼٍ ثبالصزئُبف ‪:‬‬

‫من الدوؿ اليت أخػذت بطريػ الطعػن يف اغبكػم التحكيمػي باالسػتئناؼ اؼبػنظم البحػريٍت‪ ،‬حيػث‬
‫ن ػ ػػص يف اؼب ػ ػػادة ( ‪ ) 242‬م ػ ػػن الق ػ ػػانوف اؼبرافع ػ ػػات البحػ ػ ػريٍت الص ػ ػػادر باؼبرس ػ ػػوـ ( ‪ ) 12‬لس ػ ػػنة‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم الدورل اػباص‪ ،‬إلبراىيم أضبد إبراىيم‪ ،‬ص ‪ ،223‬وبطالف حكػم احملكػم‪ ،‬إلبػراىيم رضػواف اعبغبػَت‪،‬‬
‫ص ‪.79‬‬
‫(‪ ) 2‬أص ػػوؿ احملاكم ػػات إلدوارد عي ػػد‪ ،2/732 ،‬وقواع ػػد التحك ػػيم – دراس ػػة متعمق ػػة يف ط ػػرؽ الطع ػػن يف القػ ػرار‬
‫التحكيمي – ألضبد خليل ص ‪.132‬‬
‫(‪ ) 3‬اؼبرجع الساب ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪1971‬ـ‪ ،‬عل ػػى أن ػػو ‪ (( :‬هب ػػوز اس ػػتئناؼ حك ػػم احملكمػ ػػُت طبق ػ ػاً للقواع ػػد اؼبق ػػررة السػ ػػتئناؼ‬
‫األحكػػاـ الصػػادرة مػػن احملػػاكم‪ ،‬وذلػػك خػػالؿ ثالثػػُت يوم ػاً مػػن تػػاريخ تبليػػغ ؿبضػػر إيػػداع أصػػل‬
‫اغبكم إذل احملتكمُت‪ ،‬ويرفع االستئناؼ أماـ ؿبكمة االستئناؼ اؼبختصة‪.‬‬
‫وم ػػع ذل ػػك ال يك ػػوف اغبك ػػم ق ػػابالً لالس ػػتئناؼ إذا ك ػػاف احملكم ػػوف مفوض ػػُت بالص ػػلح‪ ،‬أو ك ػػانوا‬
‫ؿبكمُت يف استئناؼ))‪.‬‬
‫وكذلك تقضي اؼبادة ( ‪ ) 532‬من القانوف السوري على أنو ‪:‬‬
‫هب ػ ػػوز اس ػ ػػتئناؼ األحك ػ ػػاـ الص ػ ػػادرة ع ػ ػػن احملكم ػ ػػُت طبقػ ػ ػاً للقواع ػ ػػد واؼبه ػ ػػل اؼبق ػ ػػررة‬ ‫‪-1‬‬
‫السػػتئناؼ األحكػػاـ الصػػادرة عػػن احملػػاكم وال يقبػػل االسػػتئناؼ إذا كػػاف احملكمػػوف‬
‫مفوضػػُت بالصػػلح أو كػػانوا ؿبكمػػُت يف االسػػتئناؼ أو إذا كػػاف اػبصػػوـ قػػد تن ػػازلوا‬
‫صػ ػراحة ع ػػن حػ ػ االس ػػتئناؼ أو إذا ك ػػاف موض ػػوع أو قيم ػػة النػ ػزاع اعب ػػاري بش ػػأنو‬
‫التحكيم فبا يفصل فيو حبكم غَت قابل لالستئناؼ‪.‬‬
‫يرفػػع االسػػتئناؼ إذل احملكمػػة الػػيت زبػػتص بنظػػره فيمػػا لػػو كػػاف الن ػزاع قػػد صػػدر فيػػو‬ ‫‪-2‬‬
‫حكم ابتدائي من احملكمة اؼبختصة‪.‬‬
‫ال يقبل اغبكم الصادر عن ؿبكمة االستئناؼ الطعن بطري النقض‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وكذلك أخذ اؼبنظم القطري بطري االستئناؼ حيث نصت اؼبادة ( ‪ )295‬من قػانوف اؼبرافعػات‬
‫اؼبدنية والتجاريػة رقػم ( ‪ ) 13‬لسػنة ‪ 1999‬علػى مػا يلػي ‪ (( :‬أحكػاـ احملكمػُت هبػوز اسػتئنافها‬
‫طبقاً للقواعد اؼبقررة الستئناؼ األحكاـ الصادرة من احملكمة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪ ،‬وذلػك‬
‫خػػالؿ طبسػػة عشػػر يوم ػاً مػػن إيػػداع أص ػل اغبكػػم قلػػم كتػػاب احملكمػػة‪ ،‬ويرفػػع االسػػتئناؼ أمػػاـ‬
‫ؿبكمػػة االسػػتئناؼ اؼبختصػػة‪ ،‬ومػػع ذلػػك ال يكػػوف اغبكػػم قػػابالً لالسػػتئناؼ إذا كػػاف احملكمػػوف‬
‫مفوضػػُت بالصػػلح‪ ،‬أو كػػانوا ؿبكمػػُت يف االسػػتئناؼ‪ ،‬أو كػػاف اػبصػػوـ قػػد نزلػوا صػراحة عػػن حػ‬
‫االستئناؼ ))‪.‬‬
‫وك ػػذلك أخ ػػذ ب ػػو اؼب ػػنظم الك ػػوييت حي ػػث نص ػػت اؼب ػػادة ( ‪ ) 186‬م ػػن ق ػػانوف اؼبرافع ػػات اؼبدني ػػة‬
‫والتجارية رقم ( ‪ ) 38‬لسنة ‪1989‬ـ على أنو ‪ (( :‬ال هبوز استئناؼ حكم احملكم إال إذا اتفػ‬
‫اػبصػػوـ قبػػل صػػدوره علػػى خػػالؼ ذلػػك‪ ،‬ويرفػػع االسػػتئناؼ عندئػػذ أمػػاـ احملكمػػة الكليػػة هبيئػػة‬

‫‪88‬‬
‫اسػػتئنافية وىبضػػع للقواعػػد اؼبقػػررة السػػتئناؼ األحكػػاـ الصػػادرة مػػن احملػػاكم‪ ،‬ويبػػدأ ميعػػادة مػػن‬
‫إيداع أصل اغبكم إدارة الكتاب وفقاً للمادة ( ‪.) 184‬‬
‫ومع ذلك ال يكوف اغبكم قابالً لالستئناؼ إذا كاف احملكػم مفوضػاً بالصػلح‪ ،‬أو كػاف ؿبكمػاً يف‬
‫االستئناؼ‪ ،‬أو كانت قيمة الدعوى ال تتجاوز طبسمائة دينار‪ ،‬أو كاف اغبكػم صػادراً مػن اؽبيئػة‬
‫اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ( ‪.)) )177‬‬
‫وكػػذلك أخػػذ اؼبػػنظم اللبنػػاين هبػػذا الطريػ ‪ ،‬حيػػث تقضػػي اؼبػػادة ( ‪ )799‬مػػن القػػانوف اللبنػػاين دبػػا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫(( القػرار التحكيمػػي يقبػػل االسػػتئناؼ مػػا دل يكػػن اػبصػػوـ قػػد عػػدلوا عػػن االسػػتئناؼ يف اتفاقيػػة‬
‫التحكػيم‪ ،‬فػالقرار التحكيمػي الصػادر عػن ؿبكػم مطلػ ال يقبػل االسػتئناؼ مػا دل يكػن اػبصػػوـ‬
‫قػػد احتفظ ػوا ص ػراحة حب ػ رفػػع ىػػذا الطعػػن يف اتفاقيػػة التحكػػيم‪ ،‬ويف ىػػذه اغبالػػة تنظػػر ؿبكمػػة‬
‫االستئناؼ يف القضية كمحكم مطل ))‪.‬‬
‫وكذلك فعل اؼبنظم اللي ي حيث تنص اؼبادة ( ‪ ) 767‬على ما يلي ‪:‬‬
‫(( هبػػوز اسػػتئناؼ أحكػػاـ احملكمػػُت بعػػد التصػػدي عليهػػا حسػػب اؼبػػادة ( ‪ )763‬وذلػػك طبق ػاً‬
‫للقواعد اؼبقررة لالستئناؼ األحكاـ الصادرة من احملاكم‪.‬‬
‫وال يقبل االستئناؼ إذا كاف احملكموف مفوضُت يف الصلح أو كػانوا ؿبكمػُت يف اسػتئناؼ أو إذا‬
‫كػػاف اػبصػػوـ قػػد تنػػازلوا ص ػراحة عػػن ح ػ االسػػتئناؼ أو إذا كانػػت قيمػػة الػػدعوى ال تتجػػاوز‬
‫النصاب النهائي للمحكمة اؼبختصة أصال لنظرىا‪.‬‬
‫ويرفع االستئناؼ إذل احملكمة الػيت زبػتص بنظػره فيمػا لػو كػاف النػزاع قػد صػدر فيػو حكػم ابتػدائي‬
‫من احملكمة اؼبختصة )‪.‬‬
‫وهبػػذا يظهػػر مػػن نصػػوص قػوانُت التحكػػيم اؼبػػذكورة بػػأف حكػػم التحكػػيم لػػيس قطعيػاً‪ ،‬وإمبػػا هبػػوز‬
‫استئنافو مباشرة طبقاً للقواعد اؼبقررة يف استئناؼ األحكاـ القضائية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫أمػا يف القػػانوف الليػػ ي‪ ،‬فػإف الػػذي هبػػوز اسػػتئنافو لػيس حكػػم التحكػػيم ذاتػو‪ ،‬وإمبػػا حكػػم احملكمػػة‬
‫اؼبختصة أصال بنظر النزاع بعد تصديقها عليو‪ ،‬وبالنسبة للقػانوف الكػوييت‪ ،‬فػإف األصػل فيػو عػدـ‬
‫استئناؼ حكم التحكيم‪ ،‬ما دل يتف اػبصوـ قبل صدوره على غَت ذلك(‪.)1‬‬
‫‪-2‬انطؼٍ ثطش‪ٚ‬ك إنزًبس إػبدح انُظش – إػبدح احملبكًخ ‪: -‬‬

‫مػػن الػػدوؿ الػػيت أخػػذت هبػػذا الطري ػ كطري ػ مػػن طػػرؽ الطعػػن يف حكػػم التحكػػيم دولػػة سػػوريا‪،‬‬
‫حيث نص اؼبنظم السوري يف اؼبادة ( ‪ ) 533‬من القانوف السوري بأنػو ((هبػوز فيمػا عػدا الفقػرة‬
‫( ىػ ) من اؼبادة ( ‪ )241‬الطعن يف أحكاـ احملكمُت بطلب إعادة احملاكمة طبقا للقواعد اؼبقررة‬
‫لػػذلك فيمػػا يتعل ػ بأحكػػاـ احملػػاكم‪ ،‬ويرفػػع الطلػػب إذل احملكمػػة الػػيت كػػاف مػػن اختصاصػػها نظػػر‬
‫الدعوى ))‪.‬‬
‫وكػػذلك اؼبػػنظم القطػػري حيػػث نصػػت اؼبػػادة ( ‪ ) 296‬مػػن القػػانوف القطػػري بأنػػو ‪(( :‬فيمػػا عػػدا‬
‫اغبالتُت اػبامسة والسادسة من اؼبادة ( ‪ )178‬هبػوز الطعػن يف أحكػاـ احملكمػُت بالتمػاس إعػادة‬
‫النظر طبقاً للقواعد اؼبقػررة لػذلك فيمػا يتعلػ بأحكػاـ احملػاكم‪ ،‬ويرفػع االلتمػاس إذل احملكمػة الػيت‬
‫كاف من اختصاصها أصال نظر الدعوى))‪.‬‬
‫ونص اؼبنظم اللبناين يف اؼبادة ( ‪ )898‬من القانوف اللبناين على أنو ‪ (( :‬يقبل القػرار التحكيمػي‬
‫الطعن بطري إعادة احملاكمة لألسباب والشػروط اؼبعنيػة للطعػن يف األحكػاـ هبػذا الطريػ ‪ ،‬ويقػدـ‬
‫الطعن إذل ؿبكمة االستئناؼ اليت صدر يف نطاقهػا القػرار التحكيمػي ويكػوف القػرار الصػادر عػن‬
‫ؿبكمة االستئناؼ قابالً للطعن بطري النقض وبطري اعًتاض الغَت ))‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف القوانُت العربية‪ ،‬غبمزة أضبد حدادة ص ‪ ،446‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -3‬انطؼٍ ثطش‪ٚ‬ك انجطالٌ ‪:‬‬

‫قبل أف أذكر مػن أخػذ هبػذا الطريػ كطريػ للطعػن يف حكػم التحكػيم مػن الػدوؿ وبػتم بنػا اؼبقػاـ‬
‫بياف مفهوـ البطالف يف اغبكم التحكيمي ‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم طالن حمم التيميم ‪:‬‬
‫يذىب بعض فقهاء القانوف إذل تعريف دعوى بطالف حكم التحكيم بأنو تكييػف قػانوين لعمػل‬
‫ىبػػالف مبوذجػػو القػػانوين ـبالفػػة تػػؤدي إذل عػػدـ إنتػػاج اآلثػػار الػػيت يرتبهػػا عليهػػا القػػانوف إذا كػػاف‬
‫كامال(‪ ،)1‬ويرى البعض اآلخر يف البطالف كجزاء إجرائي بأنو ‪ :‬وصػف يلحػ بالعمػل اإلجرائػي‬
‫الػػذي زبلفػػت فيػػو أحػػد عناصػػره أو أحػػد ش ػرائط صػػحتو ويبنعػػو مػػن ترتيػػب آثػػاره اؼبوضػػوعية وإف‬
‫كاف العمل صحيحاً(‪.)2‬‬
‫وعلػػى كػػل حػػاؿ يظهػػر للباحػػث يف ىػػذا اؼبقػػاـ أف اؼبقصػػود مػػن الػػبطالف بصػػفة عامػػة وىنػػا يف‬
‫التحكيم بصفة خاصة أنو جػزاء يرتبػو اؼبػنظم أو تقضػي بػو احملكمػة اؼبختصػة بغػَت نػص إذا افتقػد‬
‫العمل القانوين أحد الشروط الشكلية أو اؼبوضوعية اؼبطلوبة لصحتو قانوناً(‪.)3‬‬
‫ويػػؤدي ىػػذا اعبػزاء إذل عػػدـ فعاليػػة العمػػل القػػانوين وفقػػده لقيمتػػو القانونيػػة اؼبفًتضػػة لػػو يف حالػػة‬
‫صحتو‪.‬‬
‫وقد ورد مصطلح البطالف يف أنظمة الدوؿ اليت أخذت بػالبطالف كطريػ إلهنػاء حكػم التحكػيم‬
‫كمصر واألردف وغَتىا‪.‬‬
‫وفيما يت لق طبي البطالن في التيميم من الناحي القانوني ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬نظرية البطالف يف قانوف اؼبرافعات‪ ،‬لفتحي وارل‪ ،‬ط ‪ ،1 :‬دار النهضة العربية – القاىرة‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ ) 2‬ق ػػانوف القضػ ػػاء اؼبػ ػػدين‪ ،‬ؽباشػ ػػم ؿبمػ ػػود ؿبمػ ػػد‪ ،194/2 ،‬دوف ناشػ ػػر‪ ،‬ودعػ ػػوى بطػ ػػالف حكػ ػػم التحكػ ػػيم يف‬
‫اؼبنازعات التجارية الدولية‪ ،‬حملمد داود الزغ ي‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ ) 3‬البطالف يف قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية‪ ،‬لعبد اغبكم فودة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اؼبطبوعات اعبامعية باالسػكندرية‪،‬‬
‫عاـ ‪1993‬ـ‪ ،‬ص ‪ ،25-24‬وبطالف حكم احملكم‪ ،‬إلبراىيم رضواف اعبغيرب‪ ،‬ص‪.87-86‬‬

‫‪90‬‬
‫يرى بعض فقهاء القانوف أف دعوى البطالف اليت ترفع ضد اغبكم التحكيمي ال تعترب طريقاً مػن‬
‫طرؽ الطعن سواء العادية أو غَت العادية اؼبنصػوص عليهػا يف القواعػد العامػة للمرافعػات واػباصػة‬
‫يف األحكاـ القضائية‪.‬‬
‫كمػػا أف دعػػوى الػػبطالف ال تعتػػرب جػػزءاً مػػن خصػػومة التحكػػيم‪ ،‬وىػػي دعػػوى مبتػػدأة ترفػػع أمػػاـ‬
‫احملكمة اؼبختصة وزبضع ؼبا زبضع لو الدعاوى العادية من إجػراءات وقواعػد إجرائيػة مػا دل يػنص‬
‫قانوف التحكيم على نص خاص بتلك الدعوى (‪.)1‬‬
‫ويرى بعض فقهاء القانوف أف دعوى البطالف ىي طري غَت عادي من طرؽ الطعن شػأهنا شػأف‬
‫الطعػػن بػػالنقض ال ػواردة أسػػبابو علػػى سػػبيل اغبصػػر‪ ،‬ألف الطعػػن يف اغبكػػم التحكيمػػي بػػالبطالف‬
‫يرمي إذل إبطالو‪ ،‬وليس التثبت من بطالنو أو انعدامو(‪.)2‬‬
‫ويرى الباحث أف الراجح ىو ما ذىب إليو القوؿ األوؿ القائلُت بأف دعوى البطالف ىي دعػوى‬
‫مبتدأة وال تعتػرب طريقػاً مػن طػرؽ الطعػن سػواء منهػا العاديػة أو غػَت العاديػة فهػي دعػوى مػن نػوع‬
‫خاص(‪ )3‬تنبع خصوصيتها تلك من كوف رفعها يتم أماـ ؿبكمة االستئناؼ وليس أماـ احملكمة‬
‫االبتدائية‪ ،‬ىذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإف أسباب رفعها حددهتا القوانُت األخذة بطري‬
‫البطالف يف التحكيم على سبيل اغبصر(‪ ،)4‬وىو ما أخػذت بػو التنظيمػات اؼبقارنػة لقبػوؿ دعػوى‬
‫بطالف حكم احملكمُت‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬مقاؿ ‪ :‬دعوى بطالف أحكاـ ىيئة التحكيم الصادرة قبل اغبكم اؼبنهي للخصومة‪ ،‬لفتحي وارل ف منشػور يف‬
‫ؾبل ػػة التحك ػػيم الع ػػريب الص ػػادرة ع ػػن األمان ػػة العام ػػة ؼبراك ػػز التحك ػػيم العربي ػػة بالق ػػاىرة‪ ،‬الع ػػدد ( ‪ ،) 1‬م ػػايو ‪:‬‬
‫‪1999‬ـ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ ) 2‬الرقاب ػػة القض ػػائية عل ػػى أعم ػػاؿ احملكم ػػُت‪ ،‬حملم ػػد ن ػػور عب ػػداؽبادي ش ػػحاتو‪ ،‬ص ‪ ،39‬ووالي ػػة القض ػػاء عل ػػى‬
‫التحكيم‪ ،‬لعلي سادل إبراىيم ‪ :‬ص ‪.366‬‬
‫(‪ ) 3‬بل ذىػب بعػض البػاحثُت إذل أف دعػوى الػبطالف خاصػة بػالتحكيم وال تنطبػ إال عليػو‪ ،‬ينظػر ‪ :‬التحكػيم يف‬
‫القوانُت العربية‪ ،‬غبمزة أضبد حداد ‪.462 :‬‬
‫(‪ ) 4‬الرقابػػة القضػػائية علػػى اغبكػػم التحكيمػػي –دراسػػة مقارنػػة – لسػػلطاف عمػػر ؿبمػػد الشػػجيفي‪ ،‬ص ‪ 39‬ومػػا‬
‫بعدىا‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫كم ػػا فع ػػل اؼب ػػنظم األردين يف اؼب ػػادة ( ‪ )49‬ق ػػانوف التحك ػػيم األردين رق ػػم ‪ 31‬لس ػػنة ‪2993‬ـ‪،‬‬
‫واؼبنظم البحريٍت يف اؼبادة ( ‪ )243‬من قانوف اؼبرافعات اؼبدنيػة والتجاريػة الصػادر باؼبرسػوـ رقػم (‬
‫‪ ) 12‬لسػ ػ ػنة ‪1971‬ـ‪ ،‬واؼب ػ ػػنظم الك ػ ػػوييت يف اؼب ػ ػػادة ( ‪ )3/186‬م ػ ػػن ق ػ ػػانوف اؼبرافع ػ ػػات اؼبدني ػ ػػة‬
‫والتجارية رقم ( ‪ )38‬لسنة ‪1989‬ـ‪.‬‬
‫واؼب ػػنظم القط ػػري يف اؼب ػػادة ( ‪ )297‬م ػػن ق ػػانوف اؼبرافع ػػات اؼبدني ػػة والتجاري ػػة رق ػػم ( ‪ ) 13‬لس ػػنة‬
‫‪ 1999‬ـ‪ ،‬واؼب ػػنظم اؼبص ػػري يف اؼب ػػادة ( ‪ ) 53‬م ػػن ق ػػانوف التحك ػػيم اؼبص ػػري رقػ ػم (‪ )27‬لس ػػنة‬
‫‪ 1994‬ـ‪ ،‬وىو ما أخذ بو أيضاً قانوف األونسًتاؿ النموذجي يف اؼبادة (‪ )2/34‬منو‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫انزك‪ٛٛ‬ف انفمٓ‪ ٙ‬نالػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫االع ػًتاض علػػى األحكػػاـ التحكيميػػة ونقضػػها مشػػروع يف الش ػريعة اإلسػػالمية الغ ػراء عنػػد وجػػود‬
‫أسباهبا اؼبقتضية ؽبا‪.‬‬
‫وقػػد اتفػ الفقهػػاء(‪ )1‬رضبهػػم اهلل تعػػاذل علػػى إقػرار مبػػدأ نقػػض األحكػػاـ‪ ،‬وإف اختلفػوا يف بعػػض‬
‫أسػ ػػبابو‪ ،‬ألف حكػ ػػم التحكػ ػػيم كػ ػػاغبكم القضػ ػػائي‪ ،‬ولػ ػػيس للقضػ ػػاء اؼبخػ ػػتص يف الدولػ ػػة قبػ ػػوؿ‬
‫االعػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي ونقضػػو إال يف اغبػػاالت الػػيت هبػػوز فيهػػا نقػػض حكػػم القاضػػي‬
‫اؼبػػوذل مػػن قبػػل اإلم ػػاـ‪ ،‬كػػأف يكػػوف اغبك ػػم قػػد تضػػمن جػػوراً واض ػػحاً أو جػػاء ـبالف ػاً لنص ػػوص‬
‫الكتاب والسػنة أو اإلصبػاع أو القواعػد واألصػوؿ الشػرعية‪ ،‬أو يكػوف احملكػم قػد حكػم لنفسػو أو‬
‫ألحػػد فروعػػو أو أصػولو أو لش ػريكو‪ ،‬فيمػػا ىبػػتص بالشػراكة أو حكػػم ألي شػػخص فبػػن ال تقبػػل‬
‫شػهادتو للمحكػم وذلػك ضػماناً غبيػاد احملكػم وعػدـ تػأثره بػأي نػوع مػن اؼبػؤثرات وإبعػاداً لػو عػن‬
‫موطن الشبهات‪.‬‬
‫وللمحكوـ عليو حػ الطعػن يف اغبكػم لػدى القضػاء وطلػب نقضػو فإنػو يقبػل طلبػو إذا كػاف مػع‬
‫اؼبعًتض حجة ذبعل طلبو ؿبتمالً للحجة أما إذا خال عن اغبجة فال ينظر فيها‪.‬‬
‫وكذلك يقبل الطعن يف حكم احملكم إذا جاوز اختصاصو بأنو حكم فيما ال هبػوز فيػو التحكػيم‬
‫وإمبا ىو من اختصاص اإلماـ أو نائبو أو من يوليو القضاء(‪.) 2‬‬
‫وقد جاء يف ؾبلة األحكاـ العدلية يف اؼبادة ( ‪ ) 1849‬أنو ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬بدائع الصنائع ‪ ،4983 ،4982/9 :‬والشرح الصغَت ‪ ،226-244/4 :‬ومغٍت احملتػاج ‪ ،396/4 :‬واؼبغػٍت‬
‫‪ ،34/14 :‬وفتاوى شيخ اإلسالـ ‪.392/27 :‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح فتح القدير ‪ ،499/5 :‬والبحر الرائ ‪ ،26/7 :‬وأثر التحكيم يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬لعبداجمليد السوسػوة‬
‫‪ :‬ص ‪.127-126‬‬

‫‪94‬‬
‫(( إذا عػرض حكػم احملكػػم علػى القاضػي اؼبنصػػوب مػن قبػػل السػلطاف فػإذا كػػاف موافقػاً لألصػػوؿ‬
‫صدؽ وإال نقض )) (‪.) 1‬‬
‫ومسػػتند اتفػػاؽ الفقهػػاء علػػى مبػػدأ مشػػروعية نقػػض األحكػػاـ التحكيميػػة واالعػًتاض عليهػػا عنػػد‬
‫وجػػود األسػػباب لػػذلك‪ ،‬ىػػو الكتػػاب والسػػنة واآلثػػار اؼبرويػػة عػػن أصػػحاب النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو‬
‫وسلم‪ ،‬رضواف اهلل عليهم أصبعُت‪.‬‬
‫‪ -1‬فمن المتاب ‪:‬‬
‫اآليات اليت جاءت باألمر باغبكم باغب ‪ ،‬والنهي عن إتباع اؽبوى‪ ،‬واغبكم خبالؼ اغبػ ‪ ،‬ومنهػا‬
‫‪:‬‬

‫‪.) 2 ( ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪-1‬قولو تعاذل‬

‫‪.) 3( ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ -2‬وقولو تعاذل ‪ :‬‬

‫‪            ‬‬ ‫‪ -3‬وقول ػو تعػػاذل ‪ :‬‬
‫‪.)4( ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذل غَت ذلك من اآليات الكثَتة الدالة على ىذا اؼبعٌت‪.‬‬


‫ووجو االستدالؿ من ىذه اآليات ‪:‬‬
‫أف اهلل – تعاذل – أمر باغبكم باغب ‪ ،‬وهنى اغبكم خبالفو‪ ،‬وتوعد على ذلػك‪ ،‬وىػذا يقتضػي أف‬
‫يكوف ما خالف اغب باطال هبب نقضو ورده(‪.) 5‬‬

‫(‪ ) 1‬ؾبلػػة األحكػػاـ العدليػػة وشػػرحها اؼبسػػمى بػػدر اغبكػػاـ شػػرح ؾبلػػة األحكػػاـ‪ ،‬لعلػػي حيػػدر – مكتبػػة النهضػػة‬
‫ببَتوت – بدوف تاريخ نشر ‪.641/4 :‬‬
‫(‪ ) 2‬سورة اؼبائدة‪ ،‬آية ( ‪.) 42‬‬
‫(‪ ) 3‬سورة اؼبائدة‪ ،‬آية ( ‪.) 49‬‬
‫(‪ ) 4‬سورة اؼبائدة‪ ،‬آية ( ‪.)48‬‬
‫(‪ ) 5‬نق ػػض األحك ػػاـ القض ػػائية‪ ،‬لعب ػػدالكرمي الالح ػػم ص ‪ ،17‬ونق ػػض األحك ػػاـ القض ػػائية‪ ،‬ألضب ػػد اػبض ػػَتي ‪:‬‬
‫‪.227/1‬‬

‫‪95‬‬
‫‪-2‬ومن السن ‪:‬‬
‫‪ -1‬مػػا رواه أبػػو ىريػػرة رضػػي اهلل عنػػو أف النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم قػػاؿ ‪ (( :‬كانػػت ‪ :‬امرأتػػاف‬
‫معهمػا أبنانبػػا‪ ،‬جػػاء الػػذئب فػػذىب بػػابن أحػدانبا‪ ،‬فقػػاؿ لصػػاحبتها‪ :‬إمبػػا ذىػػب بابنػػك‪ ،‬وقالػػت‬
‫األخػرى ‪ :‬إمبػػا ذىػػب بابنػػك‪ ،‬فتحاكمػا إذل داود عليػػو السػػالـ فقضػػي بػو للكػػربى‪ ،‬فخرجتػػا علػػى‬
‫سليماف بن داود – عليهمػا السػالـ – فأخربتػاه‪ ،‬فقػاؿ ‪ :‬ائتػوين بالسػكُت أشػقو بينهمػا‪ ،‬فقالػت‬
‫الصغرى‪ ،‬ال تفعل يرضبك اهلل‪ ،‬ىو ابنها! فقضي بو للصغرى )) (‪.) 1‬‬
‫‪-‬وجو االستدالؿ ‪:‬‬
‫أف حكػػم سػػليماف عليػػو السػػالـ يف ىػػذه القضػػية جػػاء ناقضػػا غبكػػم داود عليػػو السػػالـ‪ ،‬وذلػػك‬
‫للقرينة القوية اليت رأى سػليماف عليػو السػالـ أف اغبكػم هبػب أف يػنقض دبوجبهػا وىػي رضبػة األـ‬
‫بولدىا ورأفتها بو(‪.) 2‬‬
‫‪-2‬عن ابن عمر رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬بعػث النػ ي صػلى اهلل عليػو وسػلم خالػد بػن الوليػد إذل بػٍت‬
‫خديبة فلم وبسنوا أف يقولوا ‪ :‬أسلمنا‪ ،‬فقالوا ‪ :‬صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسػر ودفػع إذل‬
‫كػػل رجػػل منػػا أسػػَته فػػأمر كػػل رجػػل منػػا أف يقتػػل أسػػَته فقلػػت ‪ :‬واهلل ال أقتػػل أسػػَتي وال يقتػػل‬
‫رجل من اصحايب أسَته فذكرنا ذلك للن ي صلى اهلل عليو وسػلم فقػاؿ ‪ :‬اللهػم إين أبػرأ إليػك فبػا‬
‫صنع خالد بن الوليد مرتُت )) (‪.) 3‬‬
‫‪-‬وجو االستدالؿ ‪:‬‬
‫أف النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم نقػػض حكػػم خالػػد وت ػربأ منػػو فبػػا يػػدؿ علػػى ج ػواز نقػػض حكػػم‬
‫اغباكم‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬أخرجػػو البخػػاري يف صػػحيحة ‪ 2485/6 :‬حػػديث رقػػم ( ‪ )6387‬كتػػاب الف ػرائض‪ ،‬بػػاب إذا ادعػػت اؼب ػرأة‬
‫ابنا‪ ،‬وأخرجو مسلم يف صحيحة ‪ ،1344/3 :‬حديث رقم ( ‪ ) 1729‬كتػاب األقضػية‪ ،‬بػاب بيػاف اخػتالؼ‬
‫اجملتهدين‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬نقػ ػػض األحكػ ػػاـ القضػ ػػائية‪ ،‬ألضبػ ػػد اػبضػ ػػَتي ‪ :‬ص ‪ ،1/227‬واالع ػ ػًتاض علػ ػػى اغبكػ ػػم ونقضػ ػػو يف نظػ ػػاـ‬
‫اإلجراءات اعبزائية‪ -‬دراسة مقارنة – لعبد الرضبن اليحي‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجػػو البخػػاري يف صػػحيحو ‪ ،2628/6‬بػػرقم ( ‪ ) 6766‬يف كتػػاب األحكػػاـ‪ ،‬بػػاب ‪ :‬إذا قضػػى اغبػػاكم‬
‫جبور أو خالؼ أىل العلم فهو رد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫وقػد بػوب البخػاري رضبػو اهلل ؽبػذا اغبػديث بقولػو ‪ :‬بػاب إذا قضػى اغبػاكم جبػور أو خػالؼ أىػػل‬
‫العلم فهو رد(‪.) 1‬‬
‫‪-3‬عػػن علػػي بػػن أيب طالػػب رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ ‪ :‬بعثػػٍت رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم إذل‬
‫الػػيمن‪ ،‬فانتهينػػا إذل قػػوـ قػػد بن ػوا ُزبْػي ػة (‪ ) 2‬لألسػػد‪ ،‬فبينػػا ىػػم كػػذلك يتػػدافعوف إذا سػػقط رجػػل‪،‬‬
‫فتعلػ بػػآخر‪ ،‬مث تعلػ رجػػل بػػآخر‪ ،‬حػػىت صػػاروا فيهػػا أربعػػة‪ ،‬فجػػرحهم األسػػد‪ ،‬فانتػػدب لػػو رجػػل‬
‫حبربة فقتلو‪ ،‬وماتوا من جراحتهم كلهم‪ ،‬فقاـ بعض أوليػاء ىػؤالء الثالثػة إذل أوليػاء األوؿ‪ ،‬فقػالوا‬
‫‪ُ :‬د ُوا صػػاحبنا‪ ،‬قػػاؿ ‪ :‬فأخػػذ السػػالح بعضػػهم علػػى بعػػض‪ ،‬قػػاؿ ‪ :‬فأتػػاىم علػػي رضػػي اهلل عنػػو‬
‫فق ػػاؿ ‪ (( :‬تري ػػدوف أف تقتتلػ ػوا ورس ػػوؿ اهلل ص ػػلى اهلل علي ػػو وس ػػلم ح ػػي‪ ،‬وأن ػػا إذل ج ػػانبكم‪ ،‬إين‬
‫أقضػػي بي ػنكم قضػػاء أي رضػػيتم فهػػو القضػػاء‪ ،‬وإال حجػػز بعضػػكم عػػن بعػػض حػػىت تػػأتوا النػػ ي‬
‫صلى اهلل عليو وسلم فيكوف ىػو الػذي يقضػي بيػنكم‪ ،‬فمػن عػدا بعػد ذلػك فػال حػ لػو‪ ،‬أصبعػوا‬
‫من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية‪ ،‬وثلث الدية‪ ،‬ونصف الدية‪ ،‬والدية كاملة‪ ،‬فلػألوؿ الربػع‪،‬‬
‫ألنػػو ىلػػك مػػن فوقػػو ثالثػػة‪ ،‬والػػذي يليػػو ثلػػث الديػػة‪ ،‬ألنػػو مػػات مػػن فوقػػو اثنػػاف‪ ،‬والثالػػث نصػػف‬
‫الدية‪ ،‬ألنو مات من فوقو واحد‪ ،‬والرابع الدية كاملة ))‪.‬‬
‫فػػأبوا أف يرض ػوا‪ ،‬فػػأتوا النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم وىػػو عنػػد مقػػاـ إب ػراىيم فقص ػوا عليػػو القصػػة‪،‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬أنا أقضي بينكم‪ ،‬واحتىب بربده وجلس‪ ،‬فقاؿ رجػل مػن القػوـ ‪ :‬إف عليػا قػد قضػى بيننػا‪،‬‬
‫فقصوا عليو القصة‪ ،‬فأجازه رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم )) (‪.) 3‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبراجع السابقة‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬الزبية ‪ :‬حفَتة ربفر لألسد والصيد ويغطى رأسها دبا يسًتىا ليقع فيها‪ ،‬ينظر النهايػة يف غريػب اغبػديث البػن‬
‫األثَت ‪.295/2 :‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجو أضبد يف مسنده وصححو أضبد شاكر يف ربقيقو للمسند‪.24/2 ،‬‬

‫‪97‬‬
‫‪-‬وجو االستدالل ‪:‬‬
‫أف النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم أجػػاز اسػػتئناؼ اغبكػػم‪ ،‬وإعػػادة النظػػر فيػػو بعػػد صػػدوره مػػن علػػي‬
‫رضي اهلل عنو‪ ،‬وال فائدة لذلك إال نقضو لو تبُت خالؼ اغب ‪ ،‬ودل ينقضػو النػ ي صػلى اهلل عليػو‬
‫وسلم ؼبوافقتو اغب (‪.) 1‬‬
‫‪-3‬ومن آثار الصيا ‪:‬‬
‫‪-1‬قػػوؿ عمػػر رضػػي اهلل عنػػو يف رسػػالتو اؼبشػػهورة يف القضػػاء إذل أيب موسػػى األشػػعري رضػػي اهلل‬
‫عنػػو ‪ ( :‬ال يبنعػػك قضػػاء قضػػيتو بػػاألمس راجعػػت فيػػو نفسػػك‪ ،‬وىػػديت فيػػو لرشػػدؾ أف تراجػػع‬
‫اغب ‪ ،‬فإف اغب قدمي‪ ،‬وإف اغب ال يبطلو شيء‪ ،‬ومراجعة اغب خَت من التمادي يف الباطل)(‪.)2‬‬
‫‪-‬وجو االستدالل ‪:‬‬
‫أف كػػالـ عمػػر رضػػي اهلل عنػػو يفيػػد أف القاضػػي إذا تبػػُت لػػو اػبطػػأ يف قضػػائو‪ ،‬فعليػػو أف يرجػػع إذل‬
‫اغب بنقضو‪ ،‬وال يكوف صدوره مانعاً لو من ذلك‪.‬‬
‫‪-2‬ما ورد عن شريح أنو أتى لو بامرأة تركت ابٍت عمها ‪ :‬أحدنبا زوجها‪ ،‬واآلخر أخوىا ألمها‪،‬‬
‫فػػأعطى الػػزوج النصػػف‪ ،‬وأعطػػى األخ مػػن األـ مػػا بقػػي ‪ ،‬فبلػػغ ذلػػك عليػػا رضػػي اهلل عنػػو فأرسػػل‬
‫إليو‪ ،‬فػدعي شػريح‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬مػا قضػيت ؟ قػاؿ ‪ :‬أعطيػت الػزوج النصػف واألخ مػن األـ مػا بقػي‪،‬‬
‫فقػاؿ ‪ :‬علػي رضػي اهلل عنػو أبكتػاب اهلل أـ بسػػنة رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو وسػلم ؟ فقػاؿ ‪ :‬بػػل‬
‫بكتػػاب اهلل‪ ،‬فقػػاؿ ‪ :‬أيػػن ؟ قػػاؿ شػريح ‪ ( :‬وأولػوا ألرحػػاـ بعضػػهم أوذل بػػبعض يف كتػػاب اهلل )‪،‬‬

‫(‪ ) 1‬النظػػاـ اإلجرائػػي اعبنػػائي‪ ،‬لسػػعد بػػن ظفػػَت‪ ،‬ص ‪ ،232‬ونقػػض األحكػػاـ القضػػائية ألضبػػد اػبض ػػَتي ‪ :‬ص‬
‫‪.1/232‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجهػػا الػػدار قطػػٍت يف سػػننو ‪ 297 ،296/4 :‬بػػرقم ( ‪ )16-15‬كتػػاب األقض ػية واألحكػػاـ‪ ،‬بػػاب كتػػاب‬
‫عمر أليب موسى األشعري‪ ،‬والبيهقي يف السنن الكربى ‪ ،159/19 :‬كتاب الشهادات‪ ،‬بػاب ال وبيػل حكػم‬
‫القاضي على اؼبقضي لو واؼبقضي عليو‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫فقاؿ علي رضي اهلل عنو ‪ (( :‬ىل قاؿ للػزوج النصػف وؽبػذا مػا بقػي ؟ مث أعطػى علػي رضػي اهلل‬
‫عنو‪ ،‬الزوج النصف واألخ من األـ السدس‪ ،‬مث ما بقي قسمو بينهما )) (‪.) 1‬‬
‫‪-‬وجو االستدالل ‪:‬‬
‫أف عليػػا نقػػض حكػػم شػريح‪ ،‬لعػػدـ اتفاقػػو مػػع قسػػمة اهلل تعػػاذل – للمواريػػث بإعطػػاء العصػػبة مػػا‬
‫أبقت الفروض‪ ،‬وىذا يدؿ على مشروعية النقض عند وجود سببو‪.‬‬
‫وقد ذىب إذل أف القضاء ال ينقض حكم التحكيم إال من حيث ينقض حكم القاضي – كمػا‬
‫س ػػب ذك ػػره – صبهػ ػور العلم ػػاء(‪ ) 2‬م ػػن اؼبالكي ػػة والش ػػافعية واغبنابل ػػة‪ ،‬وى ػػو اختي ػػار ؾبم ػػع الفق ػػو‬
‫اإلسػػالمي‪ ،‬حيػػث نػػص يف ق ػراره رقػػم ( ‪ )91‬اؼبػػادة اػبامسػػة منػػو أف ‪ (( :‬األصػػل أف يػػتم تنفيػػذ‬
‫حكم احملكم طواعية فإف أيب احملتكماف عرض األمر على القضاء لتنفيػذه‪ ،‬ولػيس للقضػاء نقضػو‬
‫ما دل يكن حوراً بيناً أو ـبالفاً غبكم الشرع )) (‪.) 3‬‬
‫وذىب اغبنفية(‪ ) 4‬إذل أنو هبوز لقضاء الدولة‪ ،‬نقض حكم التحكػيم إذا خػالف مػذىب القضػاء‬
‫الرظبي للدولة‪ ،‬ويبضي القاضي حكم احملكم إف واف مذىبو‪.‬‬
‫‪-‬وقد احتج التمهور لى ما ذىبوا إليو(‪: ) 5‬‬
‫‪-1‬بأف اؼبتخاصمُت قد احتكما إذل احملكم دبحض إرادهتما وإرتضاه للفصل بينهمػا‪ ،‬وىػذا يعػٍت‬
‫أهنما قد ارتضيا مقدما ما وبكم بو احملكم والتزما بذلك فهما بذلك ملزماف بتنفيذ اغبكم وليس‬

‫(‪ ) 1‬رواه البيهقي يف السنن الكربى ‪ ،249-239/6 :‬كتاب الفرائض‪ ،‬باب مػَتاث ابػن عػم أحػدنبا زوج اآلخػر‬
‫أخ ألـ‪ ،‬ورواه سػػعيد بػػن منصػػور يف سػػننو ‪ 64/3/1 :‬بػػرقم ( ‪) 139‬كتػػاب واليػػة العصػػبة‪ ،‬بػػاب مػػا جػػاء يف‬
‫ابن عم أحدنبا أخ ألـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬تبصرة اغبكاـ ‪ ،56/1 :‬ومغٍت احملتاج ‪ ،379/3 :‬واؼبغٍت ‪.34/14 :‬‬
‫(‪ ) 3‬ينظػر ‪ :‬قػرارات ؾبمػع الفقػو اإلسػػالمي جبػدة‪ ،‬القػرار رقػم ( ‪ )91‬بتػػاريخ ‪ 6‬ذي القعػدة عػاـ ‪1415‬ىػػ‪ ،‬اؼبػؤسبر‬
‫التاسع‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬بدائع الصنائع ‪.4981/9 :‬‬
‫(‪ ) 5‬ينظػػر ‪ :‬مراجػػع اعبمهػػور السػػابقة‪ ،‬وعقػػد التحكػػيم يف الفقػػو اإلسػػالمي والقػػانوف الوضػػعي‪ ،‬لقحطػػاف الػػدوري‪:‬‬
‫ص ‪ ،718‬وما بعدىا ‪ :‬ونظاـ القضاء يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لعبد الكرمي زيػداف ‪ :‬ص ‪ ،251‬وأثػر التحكػيم‬
‫يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬لعبداجمليد السوسوه ص ‪.139‬‬

‫‪99‬‬
‫ؽبما رده ما دل يكن فيو مطعناً فَتفعػاف ذلػك إذل القضػاء‪ ،‬وعلػى القاضػي إذا مػا رفػع إليػو اغبكػم‬
‫أف ينفذه على اؼبتخاصمُت ما دل هبد فيو مطعناً هبعل اغبكم باطالً فينقضو‪.‬‬
‫‪-2‬أف احملكػػم حػػاكم نافػػذ األحكػػاـ كاغبػػاكم اؼبػػوذل مػػن قبػػل اإلمػػاـ فػػاحملكم لػػو واليػػة شػػرعية‪،‬‬
‫وسلطة كاملػة علػى اؼبتخاصػمُت دبػا ارتضػياه ووليػاه علػى أنفسػهما‪ ،‬فػاحملكم كالقاضػي اؼبػوذل مػن‬
‫اإلماـ يف كونو صاحب والية شرعية فيما ورل فيو‪.‬‬
‫‪-3‬لػػوال لػػزوـ حكػػم احملكػػم ووجػػوب تنفيػػذه علػػى اػبصػػوـ ؼبػػا كػػاف للتحكػػيم معػػٌت‪ ،‬وبالتػػارل إذا‬
‫حكػػم احملكػػم ألحػػد األطػراؼ أو هتػػرب الطػػرؼ اآلخػػر مػػن حكػػم احملكػػم بعػػد صػػدوره صػػحيحا‬
‫فػإف ذلػك مػػن شػأنو أف يػػؤدي إذل ضػياع اغبقػػوؽ وال فائػدة مػػن التحكػيم حينئػػذ‪ ،‬ويصػبح طريقػاً‬
‫للمماطلة‪ ،‬وازدياد النفقات وتتحوؿ فبيزاتو إذل عيوب‪.‬‬
‫‪-4‬وألف حكػػم احملكػػم قػػد بنػػاه علػػى االجتهػػاد ونقػػض القاضػػي لػػو باالجتهػػاد‪ ،‬ال هبػػوز عمػػال‬
‫بالقاعػػدة اؼبشػػهورة ‪ (( :‬االجتهػػاد ال يػػنقض دبثلػػو ))‪ ،‬ألف نقػػض االجتهػػاد يػػؤدي إذل مفسػػدة‬
‫عامة‪ ،‬حيػث ال يسػتقر حكػم مػن األحكػاـ فكمػا جػاز باالجتهػاد نقػض األوؿ جػاز باالجتهػاد‬
‫نقض الثاين وىلم جرا‪ ،‬فيكوف النقض معرضا للنقض‪.‬‬
‫‪-‬واحتج اغبنفية(‪ ) 1‬على رأيهػم يف أف القاضػي ال ينفػذ حكػم احملكػم إال إذا كػاف موافقػاً ؼبػذىب‬
‫القاضي باآليت ‪:‬‬
‫‪-1‬أف والية احملكم مقصورة على اؼبتخاصمُت فقط‪ ،‬فال والية لػو علػى القاضػي صػاحب الواليػة‬
‫العامة‪ ،‬وبالتارل فال يلزـ القاضي بإنفاذ حكم احملكم‪.‬‬
‫‪-2‬أف تقليػػد احملتكمػػُت للمحكػػم دبنزلػػة اصػػطالحهما علػػى شػػيء مػػن اجملتهػػدات وللقاضػػي أف‬
‫يبطل ػػو أو ينف ػػذه فك ػػذلك حك ػػم احملك ػػم للقاض ػػي أف ينف ػػذه أو يبطل ػػو ألن ػػو ؾب ػػرد اص ػػطالح م ػػن‬
‫اؼبتخاصػػمُت‪ ،‬وبالتػػارل فللقاضػػي أف ينفػػذ حكػػم احملكػػم أو يبطلػػو ألنػػو ؾبػػرد أمػػر اجتهػػادي بػػُت‬
‫اؼبتخاصمُت وليس حكمػاً نافػذا‪ ،‬وىػذا يعػٍت أف حكػم احملكػم موقػوؼ علػى إجػازة القاضػي فػإف‬
‫أجػػازة كػػاف نافػػذا وإال فػػال‪ ،‬ومػػا داـ حكػػم احملكػػم موقوفػػا علػػى إجػػازة القاضػػي فللقاضػػي فسػػخو‬
‫كالعقد اؼبوقوؼ يف حقو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬البحر الرائ ‪ ،27/7 :‬وتبُت اغبقائ ‪.194/4 :‬‬

‫‪011‬‬
‫وال ػراجح ى ػػو ق ػػوؿ صبه ػػور العلم ػػاء م ػػن اؼبالكي ػػة والش ػػافعية واغبنابل ػػة لق ػػوة أدل ػػتهم وض ػػعف أدل ػػة‬
‫اغبنفية‪ ،‬مع ما ذىبوا إليو من أف ( التحكيم ليس دوف الصلح وأنو إذا مت الصلح ليس لواحد أف‬
‫يرجع ) (‪.) 1‬‬
‫فػػإذا كػػاف دل هبػػز ألحػػد اؼبتحػػاكمُت أف يرجػػع وىػػو صػػاحب اغبػ كػػاف مػػن بػػاب أوذل أف ال يػػرد‬
‫القاضي ما اصطلح عليو اػبصماف فبا دل ىبالف قواعد الشريعة(‪.) 2‬‬
‫كما ال يسلم للحنفية من أف حكم احملكػم موقػوؼ علػى إجػازة القاضػي‪،‬بل ىػو حكػم صػحيح‬
‫نافػػذ وعلػػى القاضػػي تنفيػػذه ولػػيس لػػو رده أو إبطالػػو إال أف وجػػد فيػػو مػػا يبطػػل األحكػػاـ الػػيت‬
‫يص ػػدرىا القاض ػػي‪ ،‬ول ػػيس ل ػػو أف يبطل ػػو إذا خ ػػالف رأي ػػو أو اجته ػػاده أو مذىب ػػو ف ػػاحملكم وبك ػػم‬
‫باألدلة اليت وبكم هبا القاضي‪ ،‬وألف اؼبتخاصمُت حُت ارتضياه حكما فقد منحػاه الواليػة عليهػا‬
‫وحكمو عندئذ يلزمهما وىو مقصور عليهما‪.‬‬
‫ويبي ػػل الباح ػػث إذل م ػػا ذى ػػب إلي ػػو ش ػػيخ اإلس ػػالـ اب ػػن تيمي ػػة(‪ ) 3‬وذى ػػب إلي ػػو بع ػػض الب ػػاحثُت‬
‫اؼبعاصػ ػرين(‪ ،) 4‬أف حك ػػم احملك ػػم ال ي ػػتم نف ػػاذه عل ػػى الوج ػػو األكمػ ػل إال بع ػػد تعمي ػػد القاض ػػي‬
‫للحكػػم‪ ،‬وىػػو مػػا ذىػػب إليػػو اؼبػػنظم السػػعودي يف نظػػاـ الػػتحكم والئحتػػو‪ ،‬وذل ااك لاس ااباب‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪-1‬لكي يكوف مقبوالً يف دوائر اإلجراء‪.‬‬
‫‪-2‬لكي يتاح بذلك السبيل لتحقي اعًتاضات اػبصوـ على حكم احملكمُت ونظر القضاء فيها‬
‫فإف وجد أف تلك االعًتاضات قادحة يف اغبكم أبطل اغبكم وإال أيػَّد اغبكم وأنفذه‪.‬‬
‫‪-3‬لكي يتاح من خالؿ رفع أحكاـ احملكمُت إذل القضػاء رقابػة القضػاء علػى احملكمػُت‪ ،‬فيكػوف‬
‫ذلك دافعاً ؽبم إذل التدقي يف األحكاـ والتزامهم بأصوؿ الشريعة وقواعدىا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬فتح القدير ‪.599/5 :‬‬


‫(‪ ) 2‬التحكيم يف الشريعة اإلسالمية والنظم الوضعية‪ ،‬ؼبسعود عواد البقاين اعبهٍت‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫(‪ ) 3‬اإلنصاؼ ‪.198/11 :‬‬
‫(‪ ) 4‬عق ػػد التحك ػػيم يف الش ػريعة اإلس ػػالمية‪ ،‬لقحط ػػاف ال ػػدوري‪ ،‬ص ‪ ،725‬وأث ػػر التحك ػػيم يف الفق ػػو اإلس ػػالمي‪،‬‬
‫لعبداجمليد السوسوه ‪ :‬ص ‪.133‬‬

‫‪010‬‬
‫‪-4‬إف رفػػع أحكػػاـ احملكمػػُت إذل القضػػاء يتػػيح فرصػػة ؼبراجعتهػػا مػػن قبػػل القاضػػي فتكػػوف بػػذلك‬
‫أكثر دقة وضبطاً بعد مراجعتها‪.‬‬
‫وىػػذه األسػػباب واؼبػػربرات يف غايػػة األنبيػػة خصوص ػاً يف ىػػذا العصػػر الػػذي تشػػعبت فيػػو األمػػور‬
‫وتعقدت فيو اؼبشاكل‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫ادلجحث انثبنث ‪ :‬أصجبة االػرتاع‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬األسباب الشكلية ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪:‬األسباب اؼبوضوعية ‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫أصجبة االػرتاع‬
‫(‪) 1‬‬

‫دل ينص نظاـ التحكيم السعودي والئحتو التنفيذية على أسباب االعًتاض على حكم التحكيم‬
‫س ػ ػواء مػ ػػا يتعل ػ ػ يف األمػ ػػور اؼبوضػ ػػوعية أو الشػ ػػكلية‪ ،‬ودل يفػ ػػرؽ اؼبػ ػػنظم السػ ػػعودي بػ ػػُت الطعػ ػػن‬
‫باإلجراءات الشكلية والطعن اؼبتعل دبوضوع النزاع(‪.) 2‬‬
‫يف ح ػػُت ذىب ػػت العديػ ػػد م ػػن األنظمػ ػػة والق ػ ػوانُت التحكيمي ػ ػة الدولي ػػة إذل الػ ػػنص عل ػػى أسػ ػػباب‬
‫االعًتاض والطعن يف األحكاـ التحكيمية وىو ما أخذ بو قانوف األونسًتاؿ النموذجي‪.‬‬
‫وقد استحسن بعض شراح نظاـ التحكيم السعودي اذبػاه اؼبػنظم السػعودي يف عػدـ ربديػد ىػذه‬
‫األسباب وعلل قولو ‪:‬‬
‫لًتؾ اجملاؿ مفتوحاً لتتطب القواعػد العامػة إلبطػاؿ العقػود واالتفاقػات والقواعػد العامػة الػيت تطبػ‬
‫خبصػ ػػوص ـبالف ػػة القواعػ ػػد اإلجرائي ػػة أو اؼبوضػ ػػوعية الػ ػػيت ن ػػص عليهػ ػػا نظػ ػػاـ التحكػ ػػيم والئحتػ ػػو‬
‫التنفيذيػػة‪ ،‬ولعػػدـ تقييػػد صػػالحيات اعبهػػة اؼبختصػػة يف تقػدير األسػػباب اؼبناسػػبة اؼبتعلقػػة بإبطػػاؿ‬
‫األحكاـ التحكيمية(‪.) 3‬‬

‫(‪ ) 1‬يقصد بأسباب االعًتاض ‪ :‬أهنا تلك األسباب من الشرع أو من الواقع أو من النظاـ الػيت يػرى فيهػا اؼبعػًتض‬
‫أو اعبهة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع أهنػا تػؤدي إذل عػدـ عدالػة اغبكػم أو عػدـ صػحتو‪ ،‬ينظػر ‪ :‬مبػادئ قػانوف‬
‫القضاء اؼبدين‪ ،‬لفتحي وارل ‪ :‬ص ‪.596‬‬
‫(‪ ) 2‬فبارسػة التحكػػيم‪ ،‬لػػرزؽ بػػن مقبػػوؿ الػريس‪ ،‬حبػػث مقػػدـ إذل نػػدوة االربػػاد الػدورل للمحػػامُت عػػن التحكػػيم مػػن‬
‫منظور إسالمي ودورل يف الفًتة ‪ 21-19‬ربيع األوؿ ‪1424‬ىػ‪ ،‬ص ‪ 291‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬حملمػد البجػاد ‪ :‬ص ‪ ،238‬والتحكػيم التجػاري – دراسػة حبثيػة مقارنػة‬
‫– لفهد اغبقباين ‪ :‬ص ‪.69‬‬

‫‪014‬‬
‫ويبكن للباحث ذكر بعض األسباب الشكلية واؼبوضوعية الداعية لالعًتاض والطعن على اغبكم‬
‫التحكيم ػػي يف النظ ػػاـ الس ػػعودي م ػػن واق ػػع م ػػا ن ػػص علي ػػو نظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي والئحت ػػو‬
‫التنفيذية وأحكاـ القضاء السعودي وخاصة التجاري منو‪.‬‬
‫وىو ما سأبينو يف اؼبطلبُت القادمُت إف شاء اهلل تعاذل‪.‬‬
‫ويهيب الباحث باؼبنظم السعودي أف وبذو حذو نظرائو من الدوؿ األخرى واليت قصرت الطعػن‬
‫بطريػ واحػػد وىػػو الػػبطالف مػػع ربديػػدىا ألسػػباب ىػػذا الػػبطالف علػػى سػػبيل اغبصػػر إذ أف عػػدـ‬
‫فعل ذلك سيؤدي إذل إمكانية االعًتاض والطعن حبكم التحكػيم مػن خػالؿ طػرؽ أخػرى‪ ،‬وىػذا‬
‫ما ال يتف مع مقتضيات السرعة اليت يقوـ عليها نظاـ التحكيم من جهة‪ ،‬ومػع اؼببػادئ اغبديثػة‬
‫للتحكيم من جهة أخرى (‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬الطعػػن بػػالبطالف علػػى أحكػػاـ التحكػػيم‪ ،‬غبفيظػػة اغبػػداد ‪ :‬ص‪ ،231‬والطعػػن يف ق ػرارات التحكػػيم الفيصػػل‬
‫البقمػػي‪ ،‬ص‪ ،41‬وورقػػة العمػػل الػػيت قػػدمها عبػػدالرضبن الصػػبيحي‪ ،‬عضػػو فريػ التحكػػيم السػػعودي‪ ،‬يف ملتقػػى‬
‫قضاء اؼبظادل والتحكيم اؼبنعقد خالؿ الفًتة ‪ 4-1‬ربيع الثاين ‪1426‬ىػ‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫ادلطهت األٔل‬

‫األصجبة انشكه‪ٛ‬خ‬

‫‪-1‬ػذو احرتاو يجذأ حك انذفبع ٔادلٕاجٓخ ٔادلضبٔاح ‪:‬‬

‫ذىبػػت معظػػم قػوانُت الػػدوؿ علػػى وجػػوب احػًتاـ احملكمػػُت لإلجػراءات الػػيت ربػػًتـ إرادة اػبصػػوـ‪،‬‬
‫ورتبػػت الػػبطالف جػراء ـبالفػػة ذلػػك‪ ،‬كمػػا نػػص علػػى ذلػػك القػػانوف النمػػوذجي للتحكػػيم التجػػاري‬
‫الدورل يف اؼبادة ( ‪-2-34‬أ‪ )2-‬بقوؽبا ‪:‬‬
‫(( أف الطػػرؼ طالػػب اإللغ ػػاء دل يبلػػغ عل ػػى وجػػو ص ػػحيح بتعيػػُت أح ػػد احملكمػػُت أو ب ػػإجراءات‬
‫التحكيم أو أنو دل يستطع لسبب آخر أف يعرض قضيتو )‪.‬‬
‫وكذلك نص اؼبنظم اؼبصري يف اؼبادة ( ‪.) 1-53‬‬
‫واؼبنظم األردين يف اؼبادة ( ‪-49‬أ )‪.‬‬
‫وقد نصػت علػى ذلػك اؼبػادة ( ‪ ) 49‬مػن الالئحػة التنفيذيػة لنظػاـ التحكػيم السػعودي‪ ،‬وىػو مػا‬
‫يبكن أف يستشف ىذا السبب من نصوص مواد نظاـ التحكيم السعودي يف اؼبواد (‪.)1912‬‬
‫ويقصػػد حب ػ الػػدفاع يف مفهومػػو التقليػػدي‪ ،‬ح ػ اػبصػػم يف أف يسػػمع احملكػػم أو ىيئػػة التحكػػيم‬
‫وجهة نظره‪ ،‬فإذا صدر حكم التحكػيم دوف سبكػُت اػبصػم مػن تقػومي دفاعػو‪ ،‬كػاف القػرار مشػوباً‬
‫بػػاإلخالؿ حب ػ الػػدفاع‪ ،‬فػػاحملكمُت ال يسػػتطيعوف إصػػدار ق ػرار ربكيمػػي عػػادؿ دوف أف يسػػتمعوا‬
‫إذل رأي كل من اػبصوـ(‪.)1‬‬
‫ويشػػكل عػػاـ يتعػػُت علػػى احملكػػم أف يتخػػذ صبيػػع اإلجػراءات يف مواجهػػة اػبصػػوـ‪ ،‬فلػػو فصػػل يف‬
‫الدعوى دوف إخطارىا كاف حكمو ـبال حب الدفاع‪.‬‬
‫وقد نصت اؼبادة ( ‪ ) 19‬مػن الالئحػة التنفيذيػة لنظػاـ التحكػيم السػعودي ‪ (( :‬إذا تبنيػت ىيئػة‬
‫عند غياب أحد اؼبتحكمػُت بطػالف إعالنػو بالصػحيفة وجػب عليهػا – تأجيػل نظػر الػدعوى إذل‬
‫جلسة تالية يعاد إعالنو هبا إعالنا صحيحا ))‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الطعن يف قرارات التحكيم التجاري ‪ -‬دراسة مقارنة – ألمُت جباشي اغبمَتي‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪016‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإف احًتاـ مبػدأ الػدفاع يقتضػي سبكػُت كػل طػرؼ مػن تقػدمي األدلػة الػيت تؤكػد‬
‫صػػدؽ مػػا يدعيػػو‪ ،‬فػػإف ذلػػك يسػػتتبع سبكػػُت الطػػرؼ الػػذي وبػػتج يف مواجهتػػو هبػػذه األدلػػة مػػن‬
‫نفيهػػا‪ ،‬فلػػو حػػدث وقبػػل احملكػػم مسػػتندات قػػدمها أحػػد الطػرفُت بعػػد قفػػل بػػاب اؼبرافعػػة‪ ،‬ودل يقػػم‬
‫بإعػػادة فػػتح بػػاب اؼبرافعػػة حػػىت سبكػػن الطػػرؼ اآلخػػر مػػن دحػػض ىػػذه اؼبسػػتندات كػػاف يف ذلػػك‬
‫إخالال دببدأ ح الدفاع‪.‬‬
‫وحػػىت يسػػتطيع كػػل طػػرؼ أف ينفػػي األدلػػة الػػيت وبػػتج عليػػو هبػػا‪ ،‬يلػػزـ بداىػػة‪ ،‬أف يبكػػن مػػن العلػػم‬
‫هبا‪ ،‬وليتحق ذلك قبد أف اؼبادة ( ‪ ) 36‬من الالئحة التنفيذية لنظػاـ التحكػيم السػعودي تػنص‬
‫على أف رد على اؽبيئة مراعاة أصوؿ التقاضػي حبيػث تضػمن اؼبواجهػة يف اإلجػراءات وسبكػُت كػل‬
‫ط ػػرؼ م ػػن العل ػػم ب ػػإجراءات ال ػػدعوى واإلط ػػالع عل ػػى أوراقه ػػا ومس ػػتنداهتا اؼبنتج ػػة يف اآلج ػػاؿ‬
‫اؼبناسبة ومنحو الفرصة الكافية لتقدمي مستنداتو ودفوعو وحججو كتابة أو شفاىة يف اعبلسػة مػع‬
‫إثباهتا يف احملضر‪.‬‬
‫وبنػاء علػى مػا سػب ‪ ،‬إذا صػدر اغبكػم رغػم عػدـ تقػدمي أحػد الطػرفُت دفاعػو بسػبب عػدـ سبكينػو‬
‫من اإلطالع على اؼبستندات اؼبقدمة مػن الطػرؼ اآلخػر أو مػن اإلطػالع علػى تقريػر اػببػَت كػاف‬
‫ذلك سببا لرفع االعًتاض(‪.) 1‬‬
‫‪-2‬األسباب المت لق تشميل ىيئ التيميم ‪:‬‬
‫نظم اؼبنظم السعودي األحكاـ اؼبتعلقة بتشكيل ىيئة التحكيم أو تعيُت احملكمُت يف اؼبادة (‪19‬‬
‫) من نظاـ التحكيم واؼبواد ( ‪ )19-3‬من الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم‪.‬‬
‫وجع ػػل نظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي للمتحكم ػػُت اغبري ػػة يف اختي ػػار احملكم ػػُت‪ ،‬وى ػػذه الص ػػنيع م ػػن‬
‫اؼبنظم يعد تكريساً للقاعدة األساسية اليت تعمل هبا القوانُت التحكيمية اؼبقارنػة اؼبتمثلػة بػاحًتاـ‬
‫إرادة األطراؼ يف اػبصومة‪ ،‬حبيػث أف تشػكيل احملكمػة التحكيميػة هبػب أف يػتم وفقػاً ؼبػا نصػت‬

‫(‪ ) 1‬الطعن يف قرارات التحكيم لفيصل البقمي‪ ،‬ص ‪.57-56‬‬

‫‪017‬‬
‫عليو إرادة الطرفُت يف الشرط التحكيمي الوارد يف العقد التجاري مثال‪ ،‬أو يف مشػارطة التحكػيم‬
‫الالحقة على حدوث النزاع(‪.) 1‬‬
‫ودبوجب نظاـ التحكيم السعودي فإف لتشكيل ىيئػة التحكػيم وتعيػُت احملكمػُت أحكػاـ وشػروط‬
‫هبب مراعاهتا والعمل هبا وإال كػاف ـبالفتهػا سػببا مػن أسػباب االعػًتاض علػى اغبكػم التحكيمػي‬
‫يف اؼبملكة‪.‬‬
‫فػإف قلنػا أف اؼببػدأ العػػاـ ىػو حريػة األطػراؼ يف اختيػػار ؿبكمػيهم إال أف اؼبػنظم اشػًتط أف يكػػوف‬
‫عدد احملكمُت فردياً كما ىو منصوص اؼبادة ( ‪ ) 4‬من نظاـ التحكيم‪.‬‬
‫كذلك فإف ألطراؼ اػبصومة التحكيمية ح االختيار حملكميهم من قائمة احملكمػُت اؼبنصػوص‬
‫عليها يف اؼبادة ( ‪ ) 5‬من الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم السعودي‪.‬‬
‫كما ظبحت اؼبادة نفسها بأف يكوف احملكم أحد موظفي الدولػة‪ ،‬بشػرط أف وبصػل علػى موافقػة‬
‫اعبهػػة الػػيت يعمػػل لػػديها‪ ،‬ويف حالػػة مباشػػرة موظػػف للتحكػػيم دوف موافقػػة مػػن مرجعػػة أو دائرتػػو‪،‬‬
‫فػػإف ربكيم ػػو يعت ػػرب ب ػػاطال بس ػػبب اػبل ػػل الشػػكلي اإلجرائ ػػي‪ ،‬ولك ػػل ش ػػخص م ػػن اؼبتن ػػازعُت أو‬
‫أصحاب اؼبصلحة وب لو رد ىذا التعيُت أو اغبكم بسبب ذلك‪.‬‬
‫كما تنص اؼبادة ( ‪ ) 4‬من الالئحة التنفيذية على أنو ‪:‬‬
‫(( ال هبوز أف يكوف ؿبكمػاً مػن كانػت لػو مصػلحة يف النػزاع‪ ،‬ومػن حكػم عليػو حبػد أو تعزيػر يف‬
‫جرـ ـبل بالشرؼ‪ ،‬أو صدر حبقو قرار تأدي ي بالفصل من وظيفة عامة‪ ،‬أو حكم بشػهر إفالسػو‬
‫ما دل يكن قد رد إليو اعتباره ))‪.‬‬
‫وقػػد أكػػدت مقدمػػة ىػػذه اؼبػػادة علػػى مبػػدأ نزاىػػة واسػػتقالؿ احملكمػػُت دبعػػٌت أنػػو ال هبػػوز أف يعػػُت‬
‫ؿبكمػػا مػػن كانػػت لػػو مصػػلحة يف النػزاع ىبشػػى معهػػا عػػدـ حيػػاده‪ ،‬ودل ربػػدد ىػػذه اؼبػػادة نػػوع أو‬
‫طبيعػػة اؼبصػػلحة الػػيت يبكػػن أف تكػػوف للمحكػػم يف الن ػزاع‪ ،‬ومػػن مث فػػإف ىػػذا الػػنص يفسػػر علػػى‬
‫إطالقو دوف تقييد سواء أكانت اؼبصلحة مادية أو أدبية أو معنوية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظ ػػر‪ :‬مب ػػدأ اس ػػتقاللية أط ػراؼ الن ػزاع يف ظ ػػل نظ ػػاـ التحك ػػيم اغب ػػارل يف اؼبملك ػػة العربي ػػة الس ػػعودية‪ ،‬لفيص ػػل‬
‫الفاضل‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫وورد يف اؼبادة رقم ( ‪ ) 3‬من الالئحة التنفيذية ‪:‬‬
‫أنػػو يف حػػاؿ تعػػدد احملكمػػُت‪ ،‬يشػػًتط أف يكػػوف رئيسػػهم علػػى درايػػة بالقواعػػد الشػػرعية واألنظمػػة‬
‫التجارية والعرؼ والتقاليد السارية يف اؼبملكة‪.‬‬
‫ويقصػػد بالدرايػػة بالقواعػػد الشػػرعية واألنظمػػة التجاريػػة والعػػرؼ والتقاليػػد السػػارية يف اؼبملكػػة ؾبػػرد‬
‫اؼبعرفة هبذه اعبوانب ولػيس بالضػرورة أف يكػوف احملكػم حاصػالً علػى مؤىػل علمػي متخصػص يف‬
‫اعبوانب الشرعية والنظامية‪ ،‬بل يكفي أف يكوف ملما وذا خربة لتلبية ىذا الشرؼ(‪.) 1‬‬
‫وكذلك اشًتطت اؼبادة نفسها ‪ :‬بأنو هبب أف يكوف احملكم سعودي اعبنسية أو أجنبياً مسلماً‪.‬‬
‫وق ػػد وردت أحك ػػاـ وش ػػروط تش ػػكيل ىيئ ػػة التحك ػػيم وتعي ػػُت احملكم ػػُت يف الق ػػانوف النم ػػوذجي‪،‬‬
‫واؼبصري واألردين‪ ،‬على اختالؼ التفصيالت بينهم‪.‬‬
‫وعليو يكوف حكم التحكيم قابالً لالعًتاض عليو إذا دل تراع القواعػد الػيت مت االتفػاؽ عليهػا بػُت‬
‫أط ػراؼ اػبصػػومة التحكيميػػة‪ ،‬أو تلػػك األحكػػاـ والشػػروط الػػيت نػػص عليهػػا نظػػاـ التحكػػيم يف‬
‫الدولة(‪.) 2‬‬
‫‪ -3‬دم تقيد ىيئ التيميم اإلجراءات التي ينص ليها نطاق التيميم ‪:‬‬
‫أوج ػػب نظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي والئحت ػػو التنفيذي ػػة ت ػػوفر ش ػػروط وإجػ ػراءات معين ػػة يف القػ ػرار‬
‫التحكيم ػػي وأف يبػ ػػٍت ىػ ػػذا الق ػ ػرار علػ ػػى إج ػ ػراءات صػ ػػحيحة‪ ،‬وأف عػ ػػدـ مراعػ ػػاة ىػ ػػذه الشػ ػػروط‬
‫واإلج ػراءات يعػػد سػػببا مػػن أسػػباب بطػػالف اغبكػػم التحكيمػػي عػػن طري ػ اع ػًتاض اػبصػػوـ وفق ػاً‬
‫لنظاـ التحكيم السعودي‪.‬‬
‫وأذكر أمثلة لشروط وإجراءات نص عليها النظاـ يف مواضع متفرقة مثل ‪:‬‬

‫أ) عدـ إيداع وثيقة التحكيم لدى اعبهة اؼبختصة(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبرجع الساب ‪ :‬ص ‪ 79‬وما بعدىا‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬الطعن يف قرارات التحكيم التجاري‪،‬ألمُت اغبمَتي‪ ،‬ص ‪ 98‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪019‬‬
‫ب) إذا رفعت القضية من غَت ذي صفة‪.‬‬
‫ج) عدـ كتابة القرار التحكيمي باللغة العربية‪.‬‬
‫د) ع ػػدـ اش ػػتماؿ الق ػرار التحكيم ػػي عل ػػى مش ػػتمالت اغبك ػػم(‪ ) 2‬م ػػن ملخ ػػص ألقػ ػواؿ اػبص ػػوـ‬
‫وبينػػاهتم وملخػػص لطلبػػات اػبصػػوـ وتػػاريخ ومكػػاف إصػػدار اغبكػػم وغػػَت ذلػػك فبػػا نصػػت عليػػو‬
‫اؼبادة ( ‪ )17‬من نظاـ التحكيم‪ ،‬واؼبادة ( ‪ )41‬من الالئحة التنفيذية للنظاـ‪.‬‬
‫ودل ينص على ىذا السبب قانوف األونسًتاؿ النمػوذجي‪ ،‬خالفػاً للقػانونُت اؼبصػري واألردين علػى‬
‫اختالؼ يف اإلجراءات والشروط بينهما‪.‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫(‪ ) 1‬ورقة عمل عن ‪ :‬تطبيقات التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬ؼبا حد قاروب‪ ،‬مقدمة إذل ملتقى التحكػيم‬
‫السعودي األوؿ من منظور إسالمي ودورل يف الفًتة ‪ 29‬نوفمرب ‪1-‬ديسمرب ‪2995‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ويف ىذا اػبصوص نصت دائرة التدقي التجاري بديواف اؼبظادل يف حكمها رقم ‪/99 :‬ت‪/4/‬لعاـ ‪1415‬ىػ‪،‬‬
‫وحكمها رقم ‪/ 39 :‬ت ‪ 4/‬لعاـ ‪1416‬ىػ على أنػو ( ؼبػا كػاف مػن الثابػت عػدـ وجػود وثيقػة ربكػيم أودعػت‬
‫لػػدي الػػديواف وصػػدر ق ػرار باعتمادىػػا مػػن الػػدائرة اؼبختصػػة فػػإف حكػػم احملكمػػُت واغبكػػم الصػػادر عػػن الػػدائرة‬
‫بػاألمر بتنفيػذه قػػد صػدر باؼبخالفػػة ألحكػاـ النظػػاـ‪ ...‬فبػا زبلػػص معػو ىيئػػة التػدقي إذل نقػػض حكػم الػػدائرة )‬
‫وأضػػافت ىيئػػة التػػدقي ( إن ػو بغػػض النظػػر ودوف حبػػث يف االعتبػػارات الػػيت دعػػت الػػدائرة إذل ازبػػاذ مثػػل ىػػذه‬
‫اإلجػراءات فإنػػو ال يسػػوغ ـبالفػػة النظػػاـ وعػػدـ التقيػػد دبػػا تقضػػي بػػو نصوصػػو يف ىػػذا اجملػػاؿ‪ ....‬وإف القاعػػدة‬
‫العام ػػة بالنس ػػبة لألعم ػػاؿ اإلجرائي ػػة ى ػػي وج ػػوب أف ت ػػتم طبق ػػا للوس ػػيلة ال ػػيت وب ػػددىا النظ ػػاـ‪ ،‬وأف تتض ػػمن‬
‫اؼبقتضيات الػيت يتطلبهػا‪ ،‬وال شػك أف بطػالف العمػل اإلجرائػي يػؤدي إذل بطػالف األعمػاؿ الالحقػة اؼبرتبطػة بػو‬
‫لتغل ذلك بالنظاـ العاـ )‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫األصجبة ادلٕػٕػ‪ٛ‬خ‬

‫‪-1‬خمبنفخ حكى انزحك‪ٛ‬ى نهشش‪ٚ‬ؼخ اإلصالي‪ٛ‬خ ‪:‬‬

‫يعترب ىذا السبب من أىػم األسػباب اؼبؤديػة إذل بطػالف حكػم التحكػيم واالعػًتاض عليػو‪ ،‬فالبػد‬
‫من أف يكوف النزاع بُت الطرفُت من األمور اؼبشروعة واليت هبوز التعامل هبا بُت النػاس‪ ،‬فػال هبػوز‬
‫أف يػػتم التحكػػيم يف ن ػزاع منش ػؤه شبػػن بيػػع ؿبػػرـ‪ ،‬كنحػػو بيػػع غبػػم اػبنزيػػر أو بيػػع اػبمػػور أو إق ػرار‬
‫لفوائد الربوية ومبوىا من احملرمات اليت دلت النصوص الشرعية من الكتاب‪ ،‬والسنة على ربريبها‪،‬‬
‫ألف دستور اؼبملكة العربية السػعودية ىػو القػرآف والسػنة‪ ،‬ونبػا اغباكمػاف علػى صبيػع شػؤوف األمػة‬
‫من تنظيمات ومعامالت وقضػاء وغَتىػا‪ ،‬وقػد جػاء يف اؼبػادة األوذل مػن النظػاـ األسػاس للحكػم‬
‫ما نصو ‪:‬‬
‫(( اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬دولػػة عربيػػة إسػػالمية‪ ،‬ذات سػػيادة تامػػة‪ ،‬دينهػػا اإلسػػالـ‪ ،‬دسػػتورىا‬
‫كتاب اهلل تعاذل وسنة رسولو صلى اهلل عليو وسلم‪ ،‬ولغتها ىي اللغة العربية‪ ،‬وعاصمتها الريػاض‬
‫))‪.‬‬
‫وأكد اؼبنظم السعودي على ىذا األمر يف ذات النظاـ ونص يف اؼبادة السابقة منو على ‪:‬‬
‫( يسػػتمد اغبكػػم يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية سػػلطتو مػػن كتػػاب اهلل تعػػاذل‪ ،‬وسػػنة رس ػولو‪ ،‬ونبػػا‬
‫اغباكماف على ىذا النظاـ وصبيع أنظمة الدولة )‪.‬‬
‫ويػ ػػرى كثػ ػػَت مػ ػػن البػ ػػاحثُت (‪ ) 1‬أف النظػ ػػاـ العػ ػػاـ يف اؼبملكػ ػػة العربيػ ػػة السػ ػػعودية يطػ ػػاب الش ػ ػريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وىي يف اغبقيقة قاعدة النظاـ اإلسالمي‪.‬‬

‫وقد عرؼ النظاـ العاـ (‪ ) 1‬بأنو ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬الرقاب ػػة القض ػػائية عل ػػى التحك ػػيم‪ ،‬للماض ػػي ص ‪247 :‬ف والطع ػػن يف ق ػرارات التحك ػػيم‪ ،‬للبقم ػػي‪ ،‬ص ‪،82‬‬
‫وتنفيذ أحكاـ احملكمُت يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬للفاضل ص ‪.45‬‬

‫‪000‬‬
‫تلك القواعد اليت تتعل باؼبصاحل العامة العليا يف اجملتمع واليت ربق لػو اغبمايػة الالزمػة السػتقراره‬
‫واسػػتمراره وربق ػ العدالػػة ألف ػراده‪ ،‬والنظػػاـ العػػاـ هبػػذا اؼبفهػػوـ قػػد يضػػي ويتسػػع حسػػب الوقػػت‬
‫والظروؼ االجتماعية واالقتصادية والسياسية السائدة يف اجملتمع‪.‬‬
‫وبص ػػورة عام ػػة فمعي ػ ػار النظ ػػاـ الع ػػاـ ىػ ػػو اؼبص ػػلحة العام ػػة(‪ ) 2‬وى ػػي يف اؼبملك ػػة احملافظ ػػة علػ ػػى‬
‫الضروريات اػبمس اليت يقوـ عليها اجملتمع وىي ضباية الدين والنفس واؼباؿ والعرض والعقل‪.‬‬
‫وقد نص تعميم لديواف اؼبظادل يف اؼبملكة على ىذا األمر دبا يلي ‪:‬‬
‫(( للسػلطة القضػػائية اؼبختصػة يف الدولػػة اؼبطلػوب إليهػػا التنفيػذ‪ ،‬اغبػ يف رفػض تنفيػػذ اغبكػػم إذا‬
‫كػػاف ـبالفػاً للنظػػاـ العػػاـ أو اآلداب العامػػة يف الدولػػة) أي أف الدولػػة اؼبطلػػوب إليهػػا التنفيػػذ ىػػي‬
‫صاحبة السلطة يف تقدير ىذا األمر‪.‬‬
‫وج ػػاء تأكي ػػد ى ػػذا األم ػػر يف تعم ػػيم آخ ػػر ل ػػديواف اؼبظ ػػادل دب ػػا نص ػػو ‪ (( :‬أن ػػو ؼب ػػا كان ػػت الش ػريعة‬
‫اإلسالمية ىي الدستور واؼبرجع األعلى للقضاء واغبكم يف اؼبملكة العربية السعودية فإنو ال هبوز‬
‫بػػأي حػػاؿ مػػن األح ػواؿ تصػػور إمكػػاف إق ػرار تنفيػػذ أي حكػػم أجنػػ ي إذا كػػاف ـبالف ػاً ألصػػل مػػن‬
‫األصوؿ العامة للشريعة)) (‪.) 3‬‬
‫وقد استقر قضاء ديواف اؼبظادل علػى ذلػك منػذ اؼبرحلػة السػابقة علػى نفػاذ نظامػو اعبديػد‪ ،‬حيػث‬
‫جرى رفض تنفيذ بعض األحكاـ األجنبية فيما تضمنتو من فوائد ربوية‪.‬‬
‫وىذا يؤكد على ضرورة االلتزاـ الكامل واؼبطل بأحكاـ الشرع اغبنيفة باعتبار أف ىذا أمر مسلم‬
‫بو ويسمو على كل ما عداه‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبوجز يف مصادر االلتزاـ‪ ،‬ألنور سلطاف‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باالسكندرية‪ ،‬ط عاـ ‪ ،1972‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ ) 2‬موسوعة التحكيم يف الدوؿ العربية‪ ،‬لعبداغبميد األحدب‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪ ) 3‬آثار األحكاـ األجنبية واالختصاص الدورل للقضاء يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬ؼبسعد ؿبمود‪ ،‬مطبعة اؼبدين‬
‫بالقاىرة‪ ،‬عاـ ‪1491‬ىػ‪ ،‬ص ‪ 49‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫وتطبيقػاً لػػذلك يعتػػرب اغبكػػم ـبالفػاً للنظػػاـ العػػاـ إذا قضػػى بػػأثر مػػن آثػػار الػػزواج لػػزوج غػػَت مسػػلم‬
‫عل ػػى زوج ػػة مس ػػلمة‪ ،‬أو اغبك ػػم الص ػػادر يف دع ػػوى بطل ػػب دي ػػن قم ػػار أو فوائ ػػد ربوي ػػة‪ ،‬ويت ػػوذل‬
‫القاضي بديواف اؼبظادل تقدير وجود ىذه اؼبخالفة للنظاـ العاـ من عدمو(‪.) 1‬‬
‫وتتميز اؼبملكة العربيػة السػعودية هبػذا السػبب مػن أسػباب االعػًتاض عػن غَتىػا مػن الػدوؿ كوهنػا‬
‫منبع اإلسالـ ومهبط الوحي‪ ،‬إذ ال يوجد ؽبذا األمر نظَت يف الدوؿ األخرى‪.‬‬
‫‪-2‬خمبنفخ انزحك‪ٛ‬ى نألَظًخ ادلشػ‪ٛ‬خ يف انذٔنخ ‪:‬‬

‫إف من أسباب االعًتاض على اغبكم التحكيمي‪ ،‬كوف موضػوع التحكػيم والنػزاع فيػو مػن األمػور‬
‫واؼبسائل اليت ال هبوز تسويتها بالتحكيم‪.‬‬
‫ومن تلك األمور ما نص عليو نظاـ التحكيم السعودي يف اؼبادة األوذل منو على ‪:‬‬
‫(( أنو ال هبوز التحكيم يف اؼبسائل اليت ال هبوز فيها الصػلح كاغبػدود واللعػاف بػُت الػزوجُت وكػل‬
‫ما ىو متعل بالنظاـ العاـ‪.‬‬
‫وذبدر اإلشارة إذل اؼبنظم دل وبدد اؼبسائل اليت ال هبوز فيها التحكيم على سبيل اغبصر بل ذكػر‬
‫منها على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫ف ػػإذا ك ػػاف موض ػػوع الن ػزاع ال ػػذي ص ػػدر في ػػو الق ػرار التحكيم ػػي م ػػن اؼبواض ػػيع ال ػػيت ال هب ػػوز فيه ػػا‬
‫التحكيم فيها فإنو هبوز للجهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع من إبطاؿ اغبكم واالعًتاض‬
‫علي ػػو م ػػن قب ػػل اػبص ػػوـ وى ػػذا الس ػػبب موج ػػود ومنص ػػوص علي ػػو يف الق ػوانُت التحكيمي ػة اؼبقارن ػػة‬
‫للدوؿ‪ ،‬وكذلك يف االتفاقيػات الدوليػة‪ ،‬فهػو أمػر متفػ عليػو يف القػوانُت علػى اخػتالؼ بينهػا يف‬
‫اؼبسائل اليت هبوز وال هبوز التحكيم والصلح فيها‪.‬‬
‫‪َ -3‬مغ أٔ فمذاٌ األْه‪ٛ‬خ ألحذ أطشاف اخلظٕيخ انزحك‪ًٛٛ‬خ ‪:‬‬

‫نق ػػص األىلي ػػة أو فق ػػداهنا ألح ػػد ط ػػريف اػبص ػػومة التحكيمي ػػة س ػػبب ل ػػبطالف حك ػػم التحك ػػيم‬
‫واالعًتاض عليو من قبل اػبصم احملكوـ عليو أو فبن لو مصلحة يف الدعوى‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الرقابة القضائية على التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬للماضي ‪ :‬ص ‪ 247‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫حيث يشًتط أف تتوفر يف احملتكم األىلية الالزمة إلبراـ اتفاؽ التحكيم‪ ،‬فإذا كػاف احملػتكم فاقػداً‬
‫لألىلية أو ناقصها وقت إبراـ االتفاؽ كاف ىذا االتفاؽ باطالً‪.‬‬
‫والقاعػػدة الػػيت اتفقػػت عليهػػا التنظيمػػات التحكيميػػة اؼبقارنػػة ىػػي وجػػوب تػػوفر أىليػػة التصػػرؼ يف‬
‫من يربـ اتفاؽ التحكيم‪.‬‬
‫وق ػػد ح ػػددت اتفاقيػ ػػة نيوري ػػوؾ عػ ػػاـ ‪1958‬ـ اؼبتعلقػ ػػة ب ػػاالعًتاؼ بق ػ ػرارات التحك ػػيم األجنبي ػػة‬
‫وتنفيػػذىا‪ ،‬وكػػذلك قػػانوف األونس ػًتاؿ النمػػوذجي للتحكػػيم التجػػاري الػػدورل‪ ،‬حػػددتا أف النظػػاـ‬
‫الواجب التطبي يف مسألة األىلية ىو القانوف الذي دبوجبو أخضع الطرفاف االتفػاؽ لػو أو وفقػاً‬
‫للقانوف النموذجي بالنسبة للدوؿ اليت تأخذ بو يف قوانُت ربكيمها اػباصة‪.‬‬
‫ووفقاً لنظاـ التحكيم السعودي فقد نصت اؼبادة الثانية منو على ‪:‬‬
‫(( أنو ال يصح االتفاؽ على التحكيم إال فبن لو أىلية التصرؼ ))‪.‬‬
‫وكذلك نصت اؼبادة الثانية من الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم على أنو ‪:‬‬
‫(( ال يصح االتفاؽ على التحكيم إال فبن لو أىلية التصرؼ الكامل ))‪.‬‬
‫وتكمػ ػػن اغبكمػ ػػة مػ ػػن اش ػ ػًتاط أىليػ ػػة التصػ ػػرؼ يف احملػ ػػتكم يف الق ػ ػوانُت اؼبقارنػ ػػة‪ ،‬يف أف اتفػ ػػاؽ‬
‫التحكػػيم يتضػػمن تنػػازالً عػػن رفػػع الػػدعوى أمػػاـ قضػػاء الدولػػة‪ ،‬وبالتػػارل التخلػػي عػػن الضػػمانات‬
‫التقليدي ػػة ال ػػيت يوفرى ػػا القض ػػاء لألفػ ػراد‪ ،‬كم ػػا أف اشػ ػًتاط أىلي ػػة التص ػػرؼ يع ػػد أمػ ػراً الزم ػػا‪ ،‬ألف‬
‫التحكيم قد يًتتب عليو فقػداف اغبػ إذا قضػى احملكمػوف لغػَت صػاحل أحػد اػبصػوـ وقػد يتضػمن‬
‫على األقل تعديالً يف نطاؽ مزايا ىذا اغب ‪.‬‬
‫ويالحػػظ أف الػػورل أو الوصػػي أو النػػاظر يكػػوف ملزم ػاً بأخػػذ رأي احملكمػػة اؼبختصػػة أصػػال بنظػػر‬
‫النزاع قبل إجازتو أو رفضو لبعض التصرفات غبساب ناقص األىلية‪.‬‬
‫ومن ىػذه التصػرفات ‪ :‬االتفػاؽ علػى التحكػيم‪ ،‬فقػد أوجبػت اؼبػادة الثانيػة مػن الالئحػة التنفيذيػة‬
‫لنظػػاـ التحكػػيم علػػى أف علػػى الوصػػي أو الػػورل أو نػػاظر الوقػػف اسػػتئذاف احملكمػػة اؼبختصػػة قبػػل‬
‫إجراء اتفاؽ التحكيم‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫ويعتػػرب نػػص اؼبػػادة الثانيػػة أمػراً ال هبػػوز ـبالفتػػو أو االتفػػاؽ علػػى ـبالفتػػو بػػُت أطػراؼ اػبصػػومة أو‬
‫بعضهم‪ ،‬وكػل اتفػاؽ ـبػالف يعتػرب بػاطالً بطالنػا مطلقػا‪ ،‬ويكػوف لكػل ذي مصػلحة أف يتمسػك‬
‫ببطالنو(‪.) 1‬‬
‫وفيمػػا يتعلػ بأىليػػة الشػػخص االعتبػػاري يف النظػػاـ السػػعودي فػػإف األمػػر فيػػو تفصػػيل‪ ،‬حيػػث أنػػو‬
‫بالرجوع إذل نص اؼبادة الثالثة من نظاـ التحكيم السعودي‪ ،‬واليت نصت على أنو ‪:‬‬
‫(( ال هبػػوز للجهػػات اغبكوميػػة اللجػػوء للتحكػػيم لفػػض منازعاهتػػا مػػع اآلخ ػرين إال بعػػد موافقػػة‬
‫رئيس ؾبلس الوزراء‪.)) ...‬‬
‫ويفهم من ىذا أف اؼبنظم السعودي ميز بُت نػوعُت مػن األشػخاص االعتباريػة‪ ،‬ونبنػا األشػخاص‬
‫االعتبارية اػباصة والعامة وذلك على النحو التارل ‪:‬‬
‫‪ -1‬األشخاص اال تباري الخاص ‪:‬‬
‫األصػل أف الشػخص االعتبػػاري اػبػاص يبلػك األىليػػة الالزمػة للتحكػيم‪ ،‬وينػػوب عنػو يف االتفػػاؽ‬
‫على التحكػيم وتنفيػذه مػن يقػوـ بإدارتػو مػا دل يػرد يف النظػاـ األساسػي ؽبػذا الشػخص االعتبػاري‬
‫اػباص أو يف عقد تأسيسو نص يبنع ذلك‪.‬‬
‫ويبارس الشخص االعتباري اػباص ح اللجوء إذل التحكيم بواسػطة األشػخاص الػذين يقومػوف‬
‫بإدارت ػػو وسبثيل ػػو‪ ،‬وتتوق ػػف ص ػػحة ذل ػػك عل ػػى النظ ػػاـ األساس ػػي وعق ػػد التأس ػػيس ؽب ػػذا الش ػػخص‬
‫االعتباري اػباص‪.‬‬
‫فقػػد وبظػػر عقػػد التأسػػيس علػػى حظػػر اللجػػوء إذل التحكػػيم غبػػل خالفاتػػو‪ ،‬ويف ىػػذه اغبالػػة يقػػع‬
‫ب ػػاطال أي اتف ػػاؽ عل ػػى التحك ػػيم هبري ػػو فبث ػػل ى ػػذا الش ػػخص االعتب ػػاري‪ ،‬وإذا مت االتف ػػاؽ عل ػػى‬
‫التحكػػيم يف مثػػل ىػػذه اغبالػػة‪ ،‬فػػإف فبثػػل الشػػخص االعتبػػاري يكػػوف مسػػؤوال أمػػاـ غػػَته مسػػؤولية‬
‫شخصية عن األضرار اليت سببها ؽبم من جراء بطالف ىذا االتفاؽ‪ ،‬بشرط عدـ علمهم أو عدـ‬
‫إمكانية علمهم ؽبذا اغبظر‪ ،‬وذلك لتجاوزه حدود سلطتو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم‪ ،‬للبجاد‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪005‬‬
‫فالشخص االعتباري اػباص يكوف لو دائماً مػن يبثلػو ويقػوـ بإداراتػو‪ ،‬ويباشػر نشػاطو‪ ،‬وذلػك يف‬
‫حدود السلطات والصالحيات اؼبخولة لو دبوجب عقد التأسيس(‪.) 1‬‬
‫وبالرجوع إذل نظاـ الشركات السعودي‪ ،‬قبد أنو حدد مسؤولية الشركة عن اؼبفوض باإلدارة‪.‬‬
‫‪-2‬األشخاص اال تباري ال ام ‪:‬‬
‫نصػػت اؼبػػادة الثالثػػة مػػن نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي علػػى ‪ (( :‬أنػػو ال هبػػوز للجهػػات اغبكوميػػة‬
‫اللجػػوء للتحكػػيم لفػػض منازعاهتػػا مػػع اآلخػرين إال بعػػد موافقػػة رئػػيس ؾبلػػس الػػوزراء‪ ،‬وهبػػوز بقػرار‬
‫من ؾبلس الوزراء تعديل ىذا اغبكم))‪.‬‬
‫وبنػػاء علػػى ىػػذه اؼبػػادة فػػإف عبػػوء اعبهػػات اغبكوميػػة للتحكػػيم وفقػػا للنظػػاـ التحكػػيم السػػعودي‬
‫موقوؼ على موافقة رئيس ؾبلس الوزراء‪ ،‬ودل تستثٌت ىذه اؼبادة أي نوع من أنواع اؼبنازعػات الػيت‬
‫تكػػوف الدولػػة طرفػػا فيهػػا‪ ،‬وبغػػض النظػػر عػػن طبيعػػة الطػػرؼ اآلخػػر يف النػزاع سػواء أكػػاف فػػرداً أو‬
‫شػػركة أو مؤسسػػة خاصػػة‪ ،‬وبغػػض النظػػر كػػذلك عػػن جنسػػية ىػػذا الطػػرؼ سػواء كػػاف سػػعودياً أو‬
‫أجنبيا‪ ،‬ويستوي يف ذلك أيضاً أف يكوف التحكيم داخل اؼبملكة أو خارج اؼبملكة‪.‬‬
‫ويعلل وجوب أخذ موافقة رئيس ؾبلس الوزراء على عبوء اعبهات اغبكومية للتحكيم للتأكد من‬
‫أف طبيعة النزاع اؼبراد عرضها على التحكيم ال تتعارض مع ما سبليػو اعتبػارات اؼبصػلحة العامػة أو‬
‫النظاـ العاـ يف الدولػة‪ ،‬فاؼبنازعػات اؼبتعلقػة بسػيادة الدولػة أو مصػاغبها اغبيويػة‪ ،‬ال هبػوز االتفػاؽ‬
‫علػػى التحكػػيم خبصوصػػها لتمتعهػػا حبصػػانة قضػػائية‪ ،‬واؼبسػػاس هبػػا يعتػػرب مساس ػاً بسػػيادة الدولػػة‬
‫ومصاغبها اغبيوية والنظاـ العاـ‪.‬‬
‫أما إذا كانت طبيعة النزاع ال سبس اؼبصلحة العامة أو النظاـ العاـ‪ ،‬فليس ىناؾ ما يبنع مػن عبػوء‬
‫اعبهات اغبكومية للتحكيم‪ ،‬وال يعٍت عبوء اعبهة اغبكومية للتحكيم أهنا قد تكوف عرضػة ؼبػا قػد‬
‫ىبل باؼبصػلحة العامػة‪ ،‬ألف اغبكػم التحكيمػي يف اؼبملكػة ىبضػع لرقابػة اعبهػة القضػائية اؼبختصػة‬
‫بنظر النزاع عن طري مصادقتها على اغبكم بعد صدوره والتأكد من أنو مت وفػ األصػوؿ اؼبقػررة‬
‫شرعا ونظاماً‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الطعن يف قرارات التحكيم‪ ،‬لفيصل البقمي ‪ :‬ص ‪ 52‬وما بعػدىا‪ ،‬والتحكػيم للبجػاد‪ ،‬ص ‪ 71‬ومػا بعػدىا‪،‬‬
‫وموسوعة أصوؿ احملاكمات واإلثبات والتنفيذ‪ ،‬إلداورد عيد ‪ :‬ص ‪.196‬‬

‫‪006‬‬
‫وعبػػوء اعبهػػات اغبكوميػػة للتحكػػيم لالسػػتفادة مػػن مزايػػاه العديػػدة خصوصػػا يف اؼبنازعػػات الفنيػػة‬
‫اليت يتوقف الفصل فيها علػى آراء خػرباء فنيػُت قػد ال تتػوفر صػفاهتم يف القضػاة اؼبختصػُت أصػال‬
‫بفصل النزاع‪ ،‬وعبوء اعبهة إذل ىذا التحكيم طبقا بعد أخذ اؼبوافقة من رئيس ؾبلس الوزراء على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وق ػػد بين ػػت الالئح ػػة التنفيذي ػػة م ػػن نظ ػػاـ التحك ػػيم ش ػػروط إجػ ػراءات عب ػػوء اعبه ػػة اغبكومي ػػة إذل‬
‫التحكيم ونظمتها بشكل يتماشى مع اؼبصلحة العامة يف البالد‪.‬‬
‫وب ػػذلك يبكنن ػػا الق ػػوؿ ب ػػأف نظ ػػاـ ال ػػتحكم يف اؼبملك ػػة ق ػػد هن ػػج مس ػػلكاً متق ػػدماً يف ال ػػنص عل ػػى‬
‫السماح للجهػات اغبكوميػة بػاللجوء إذل التحكػيم‪ ،‬ودل وبرمهػا مػن االسػتفادة مػن مزايػا التحكػيم‬
‫العديدة‪ ،‬ويف نفس الوقت فرض على ىذا اللجوء رقابة مػن نػوع رفيػع اؼبسػتوى للتأكػد مػن عػدـ‬
‫األضرار باؼبصلحة العامة ودبصاحل الدولة اغبيوية(‪.) 1‬‬
‫وباعبملة هبدر يب أف أنوه يف ىذا الصػدد إذل أف االعػًتاض علػى قػرارات التحكػيم وفقػاً ألحكػاـ‬
‫نظاـ التحكيم السعودي والئحتػو التنفيذيػة‪ ،‬لألسػباب الػيت مػر معنػا ذكرىػا أمػر قليػل‪ ،‬إذ قػد مػر‬
‫معنا أف عملية التحكيم يف اؼبملكػة العربيػة السػعودية تنفػرد وتتميػز هبػذا النظػاـ التحكيمػي الػذي‬
‫يف ػػرض الرقاب ػػة القض ػػائية الس ػػابقة عل ػػى التحك ػػيم‪ ،‬وال ػػيت هت ػػدؼ إذل ت ػػوخي اؼبنازع ػػات اؼبتعلق ػػة‬
‫بأسباب االعًتاض والبطالف‪ ،‬وذلك عند اعتماد جهة القضاء اؼبختصة لوثيقة التحكيم والتأكػد‬
‫من سالمتها لإلجراءات واألصوؿ الشرعية والنظامية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظػػر‪ :‬اؼبراجػػع السػػابقة‪ ،‬وؼبزيػػد مػػن التفصػػيل ينظػػر‪ :‬كتػػاب التحكػػيم يف العقػػود واإلداريػػة يف الفقػػو اإلسػػالمي‬
‫والنظم اؼبعاصرة مع دراسة تطبيقية للنظاـ السعودي ػبالد بن عبداهلل اػبضَت‪.‬‬

‫‪007‬‬
‫ادلجحث انشاثغ ‪ :‬إجشاءاد االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬إجراءات تقدمي اإلعًتاض ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬إجراءات البت يف اإلعًتاض ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من إجراءات االعًتاض‪.‬‬

‫ادلجحث انشاثغ‬

‫إجشاءاد االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫‪008‬‬
‫إجشاءاد رمذ‪ٚ‬ى االػرتاع‬

‫دل ينظم اؼبنظم السعودي يف نظػاـ التحكػيم والئحتػو إجػراءات االعػًتاض علػى حكػم التحكػيم‪،‬‬
‫وكػػل مػػا نػػص عليػػو ىػػو موعػػد االع ػًتاض فقػػط‪ ،‬حيػػث نصػػت اؼبػػادة (‪ )18‬مػػن نظػػاـ التحكػػيم‬
‫السعودية على أنو ‪ (( :‬هبوز للخصوـ تقدمي اعًتاضاهتم علػى مػا يصػدر مػن احملكمػُت إذل اعبهػة‬
‫ال ػػيت أودع ل ػػديها اغبك ػػم خ ػػالؿ طبس ػة عش ػػر يوم ػػا م ػػن ت ػػاريخ إبالغه ػػم بإحك ػػاـ احملكم ػػُت وإال‬
‫أصبحت هنائية ))‪.‬‬
‫واشػػًتطت اؼبػػادة ( ‪ ) 159‬مػػن نظػػاـ التحكػػيم أف يقػػدـ ىػػذا االع ػًتاض خػػالؿ اؼبوعػػد احملػػدد‪،‬‬
‫حيث نصت على ما يلي ‪ (( :‬إذا قدـ اػبصوـ أو أحدىم اعًتاضاً على حكم احملكمػُت خػالؿ‬
‫اؼبػػدة اؼبنصػػوص عليهػػا يف اؼبػػادة السػػابقة تنظػػر اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع يف االع ػًتاض‬
‫وتقرر إما رفضو وتصدر األمر بتنفيذ اغبكم أو قبوؿ االعًتاض وتفصل فيو ))‪.‬‬
‫ويالحظ حرص اؼبادتُت ( ‪ ) 18‬و ( ‪ ) 19‬على ميعاد االعًتاض فقط‪ ،‬فاألوذل حددتو خبمسة‬
‫عشػػر يومػاً وأوجبػػت احًتامػػو‪ ،‬وإال صػػار اغبكػػم هنائيػػا غػػَت قابػػل لالعػًتاض والطعػػن فيػػو‪ ،‬والثانيػػة‬
‫اشػػًتطت أف يقػػدـ االعػًتاض يف اؼبوعػػد حػػىت تبػػدأ سػػلطة اعبهػػة اؼبختصػػة أصػػال بنظػػر الن ػزاع يف‬
‫نظر الطعن‪.‬‬
‫وهبػػذا يتقػػرر لنػػا بوضػػوح أننػػا بصػػدد ميعػػاد حتمػػي يًتتػػب علػػى فواتػػو سػػقوط اغب ػ اإلجرائػػي يف‬
‫الطعػػن‪ ،‬والوسػػيلة الفنيػػة لػػذلك ىػػو رفػػع الػػدفع بعػػدـ القبػػوؿ الػػذي يبكػػن أف يبسػػك بػػو يف أي‬
‫مرحلة تكوف عليها خصومة الطعن واالعًتاض‪ ،‬ومن أي اػبصػوـ بػل هبػب علػى اعبهػة اؼبختصػة‬
‫أص ػالً ينظػػر الن ػزاع أف تثػػَته مػػن تلقػػاء نفسػػها‪ ،‬باعتبػػار أف السػػقوط يعػػٍت انعػػداـ ح ػ اػبصػػم يف‬
‫الطعػػن وانعػػداـ سػػلطة احملكمػػة يف نظػػره وىػػذا ىػػو جػػوىر الػػدفع بعػػدـ القبػػوؿ وىػػو أمػػر متعل ػ‬
‫بالنظاـ العاـ(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬دور اعبهػة اؼبختصػة بنظػر النػزاع يف التحكػيم – دراسػة ربليليػة لنظػاـ التحكػيم السػعودي‪ ،‬والئحتػو التنفيذيػػة‪،‬‬
‫ألنػػور خبرجػػي ص ‪ ،191-199‬والتعلي ػ علػػى نصػػوص نظػػاـ اؼبرافعػػات الشػػرعية‪ ،‬لطلعػػت دويػػدار‪ ،‬وؿبمػػد‬
‫كوماف‪ ،‬ط‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ ف ص ‪.22‬‬

‫‪009‬‬
‫وإذا دل وبػػدد اؼبػػنظم السػػعودي شػػكال معينػػا(‪ ) 1‬أو صػػيغة معينػػة لتقػػدمي االع ػًتاض علػػى اغبكػػم‬
‫التحكيمي‪ ،‬وكذلك ىل وب للغَت من خارج اػبصػومة التحكيمػة تقػدمي اعًتاضػاهتم علػى حكػم‬
‫التحكيم أـ ال ؟ ‪.‬‬
‫إال أنػػو يبكػػن تطبيػ القواعػػد العامػػة يف التقاضػػي يف ىػػذا الصػػدد خصوصػػا تلػػك الػواردة يف نظػػاـ‬
‫اؼبرافع ػػات الش ػػرعية الس ػػعودي‪ ،‬وقواع ػػد اؼبرافع ػػات أم ػػاـ دي ػ ػواف اؼبظ ػػادل‪ ،‬وى ػػذا اذب ػػاه مس ػػتقر يف‬
‫اؼبرافعات لدى التشريعات اؼبقارنة(‪.) 2‬‬
‫ويف تنظيم إجراءات التحكيم عموماً‪ ،‬وما يتعل بتقدمي االعًتاضات علػى األحكػاـ التحكيميػة‪،‬‬
‫صدر قرار رئيس ديواف اؼبظادل رقم ( ‪ )39‬وتاريخ ‪1499/11/2‬ىػ‪ ،‬بإنشاء سكرتارية للتحكيم‬
‫بػػديواف اؼبظ ػػادل‪ ،‬مػػن مهامه ػػا تلق ػػي طلبػػات التحك ػػيم وقيػػدىا‪ ،‬كم ػػا ن ػػص الق ػرار عل ػػى أف تنش ػػأ‬
‫السجالت والدفاتر الالزمة لذلك والبيانات اؼبتعلقة خبط سَت ىذه الطلبػات ومػا يتخػذ فيهػا مػن‬
‫إجراءات حىت سباـ التصرؼ النهائي فيها‪ ،‬حبيث يتم قيد طلبػات التحكػيم بأرقػاـ متسلسػلة تبػدأ‬
‫ببدايػػة كػػل سػػنة ىجريػػة وتنتهػػي بنهايتهػػا‪ ،‬ويتػػوذل سػػكرتَت التحكػػيم عػػرض طلبػػات التحكػػيم بعػػد‬
‫قيدىا على رئيس الديواف إلحالتها إذل الدائرة القضائية اؼبختصة‪.‬‬

‫ومن ضمن ما نص عليو القرار آنف الذكر ‪:‬‬


‫‪-‬أن من مهام سمرتاري التيميم ‪:‬‬
‫تلقػػي االعًتاضػػات اؼبقدمػػة مػػن ذوي الشػػأف علػػى مػػا تصػػدره ىيئػػة التحكػػيم مػػن أحكػػاـ‪ ،‬مػػع‬
‫مالحظة أف الدوائر القضائية يف ديواف اؼبظادل قد تتوذل بعض ىذه اإلجراءات اليت ىي من مهاـ‬
‫سكرتارية التحكيم(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف اؼبملكة‪ ،‬للبجاد ‪ :‬ص ‪.237‬‬


‫‪ ‬وال يعٍت ىذا السكوت من اؼبنظم أف ليس ؽبم اغب يف ذلك‪ ،‬فاغبكم التحكيمي يتساوى مع اغبكػم القضػائي‬
‫مػػن حيػػث إمكانيػػة االع ػًتاض عليػػو مػػن قبػػل كػػل ذي مصػػلحة‪ ،‬ويكػػوف أمػػاـ الغػػَت يف ىػػذه اغبالػػة اتبػػاع نفػػس‬
‫القواعد اليت قررهتا الفقرة الثانية من اؼبادة الثامنة عشرة من نظاـ التحكيم‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬الطعن يف قرارات التحكيم‪ ،‬لفيصل البقمي‪ ،‬ص ‪ 33‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫ويػػرى بعػػض البػػاحثُت يف ىػػذا الصػػدد أف ديػواف اؼبظػػادل قػػد أغفػػل أنبيػػة سػػكرتارية التحكػػيم‪ ،‬فلػػم‬
‫يشرؼ على إجراءات نظر الدعوى باعتباره اعبهة اؼبختصة بنظر النزاعات بػالرغم مػن أهنػا نقطػة‬
‫جوىرية يف أغلب االعًتاضات اليت تتم على األحكاـ(‪.) 2‬‬
‫واؼبعمػػوؿ بػػو لػػدى الػػدوائر التجاريػػة يف ديػواف اؼبظػػادل أنػػو بعػػد وصػػوؿ حكػػم احملكمػػُت إذل الػػدائرة‬
‫القضػػائية اؼبختصػػة ينتظػػر إذل حػػُت مراجعػػة أحػػد اػبصػػوـ‪ ،‬ويقػػدـ اعًتاضػػو للػػدائرة إف كػػاف ىنػػاؾ‬
‫اعًتاض(‪.) 3‬‬
‫ويرى الباحث أف مسألة التقيد باؼبدد احملددة يف نظاـ التحكيم أمر واجب‪ ،‬تطبيقاً للنظاـ‪ ،‬ومن‬
‫التطبيقػػات القضػػائية يف ىػػذا الصػدد مػػا صػػدر مػػن حكػػم عػػن ىيئػػة التػػدقي التجػػاري – ؿبكمػػة‬
‫االستئناؼ حاليا – يف حكمها رقم ‪/169‬ت ‪ 3/‬لعاـ ‪1417‬ىػ وفيو تقرر دائرة التدقي أهنا ‪:‬‬
‫(( ال تتف ػ م ػػع ال ػػدائرة يف قوؽب ػػا بص ػػرؼ النظ ػػر ع ػػن البح ػػث يف اؼب ػػدد النظامي ػػة لص ػػدور حك ػػم‬
‫التحكيم واالعًتاض عليو‪ ...‬إخل‪ ،‬فهذا القوؿ غَت صحيح‪ ،‬بل اؼبتعُت إمبا ىو البحث فيما يثػَته‬
‫اػبصوـ هبذا الشأف وتطبي النظاـ واؼبدد احملددة فيو على صبيع مراحل النظر يف النزاع))(‪.) 4‬‬
‫وىنا يشيد الباحث دبوقػف النظػاـ السػعودي يف ربديػد مػدة االعػًتاض خبمسػة عشػر يومػاً حيػث‬
‫أهنا مدة قصَتة تتناسب مع فبيػزات التحكػيم اؼبتمثلػة يف سػرعة حسػم اؼبنازعػات التجاريػة بأسػرع‬
‫وقت فبكن‪.‬‬
‫وفيما يتعل دبوقف التنظيمات اؼبقارنػة يف ىػذه اؼبسػألة فقػد حػددت اؼبػادة ( ‪ )1/54‬مػن قػانوف‬
‫التحكػػيم اؼبصػػري لعػػاـ ‪1994‬ـ موعػػد رفػػع دعػػوى الػػبطالف بتسػػعُت يوم ػاً تاليػػة لتػػاريخ إعػػالف‬

‫(‪ ) 1‬كلمػػة الشػػيخ منصػػور بػػن ضبػػد اؼبالػػك رئػػيس دي ػواف اؼبظػػادل سػػابقا‪ ،‬يف نػػدوة االربػػاد الػػدورل للمحػػامُت عػػن‬
‫التحكم من منظور إسالمي‪ ،‬ودورل‪ ،‬يف الفًتة ‪ ،21-19‬ربيع األوؿ ‪1424‬ىػ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ ) 2‬تطبيقػػات التحكػػيم يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬ؼباجػػد قػػاروب ص ‪ ،7‬وفبارسػػة التحكػػيم‪ ،‬لػػرزؽ بػػن مقبػػوؿ‬
‫الريس‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم التجػاري يف اؼبملكػة العربيػة السػعودية وتطبيقاتػو يف القضػاء‪ ،‬ػبالػد بػن سػعود الرشػود‪ ،‬حبػث منشػور‬
‫يف ؾبلة العدؿ‪ ،‬عدد ( ‪ )19‬رجب عاـ ‪1424‬ىػ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪ ) 4‬كلمة الشيخ منصور اؼبالك يف ندوة االرباد الدورل للمحامُت‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪020‬‬
‫حكم التحكيم للمحكػوـ عليػو‪ ،‬وىػذه يف نظػر الباحػث تعػد مرحلػة طويلػة ال تتناسػب مػع مزايػا‬
‫التحكيم وقد هتدر اؽبدؼ من اللجوء إليو كوسيلة لفض اؼبنازعات‪.‬‬
‫يف حُت حددىا اؼبنظم األردين يف اؼبادة ( ‪ )59‬من قانوف التحكيم لعاـ ‪2991‬ـ‪ ،‬بثالثُت يوما‬
‫تالية لتاريخ تبليغ حكم التحكيم للمحكوـ عليو‪.‬‬
‫فيمػ ػػا خلػ ػػت اتفاقيػ ػػة نيويػ ػػورؾ لعػ ػػاـ ‪1958‬ـ اؼبتعلقػ ػػة بػ ػػاالعًتاؼ بق ػ ػرارات التحكػ ػػيم األجنبيػ ػػة‬
‫وتنفيذىا من ربديد أي مدة للطعن واالعًتاض ضد اغبكم التحكيمي‪.‬‬
‫وهبػذا يظهػر سبيػز اؼبػنظم السػعودي علػى نظرائػو مػن اؼبنظمػُت فيمػا يتعلػ بتحديػد مػدة االعػًتاض‬
‫دبا يتناسب ويتماشى مع أىداؼ التحكيم‪.‬‬
‫وذبدر اإلشػارة إذل أف التنظيمػات اؼبقارنػة نصػت علػى مسػألة مهمػة تتعلػ بػأثر النػزوؿ عػن اغبػ‬
‫يف االعػًتاض‪ ،‬تفعػػيالً للتحكػػيم‪ ،‬وإبعػػاداً لػػو عػػن إجػراءات التقاضػػي التقليديػػة الػػيت تتسػػم بػػالبطء‬
‫والتأخَت‪ ،‬حيػث نصػت ىػذه القػوانُت علػى أنػو يعػد نػزوالً عػن اغبػ يف االعػًتاض‪ ،‬اسػتمرار أحػد‬
‫طػػريف التحك ػيم يف إج ػراءات التحكػػيم‪ ،‬مػػع علمػػو بوقػػوع ـبالفػػة بشػػرط يف اتفػػاؽ التحكػػيم‪ ،‬أو‬
‫غبكم من أحكاـ القانوف فبا هبوز االتفاؽ على ـبالفتو‪ ،‬كما يف اؼبادة (‪ ) 8‬من قانوف التحكػيم‬
‫اؼبصػػري – رقػػم ‪ 27‬لسػػنة ‪ 1994‬ـ‪ ،‬واؼبػػادة ( ‪ ) 7‬مػػن قػػانوف التحكػػيم األردين رقػػم ‪ 31‬لسػػنة‬
‫‪2991‬ـ‪ ،‬واؼبادة ( ‪ ) 4‬من قانوف األونسًتاؿ النموذجي(‪.)1‬‬
‫ويهيػػب الباحػػث بػػاؼبنظم السػػعودي أف وبػػذ حػػذوا نظرائػػو السػػابقُت يف تضػػمُت نظػػاـ التحكػػيم‬
‫اعبديػد ىػذه اعبزئيػة نظػرا ؼبػػا يتميػز بػو التحكػيم كقضػاء خػػاص وسػريع غبسػم اؼبنازعػات التجاريػػة‬
‫وتتكرس ىذه اؼبيزة لدى التحكيم كونو ىبتصػر مراحػل التقاضػي وىبتزؽبػا إذل مرحلػة واحػدة والػيت‬
‫تسػػعى كافػػة الػػدوؿ إذل تنظيم ػػو بأنظمػػة حديثػػة ومرنػػة هب ػػدؼ تػػأمُت اؼبسػػتثمرين وجل ػػب رؤوس‬
‫األمواؿ إذل أراضيها‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬دراسات الدورة الرابعة ؼبنتدى الرياض االقتصادي‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪022‬‬
‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫إجشاءاد انجذ يف االػرتاع‬

‫بعػػد وصػػوؿ حكػػم احملكمػػُت إذل اعبهػػة اؼبختصػػة أصػػال بنظػػر النػزاع وتقػػدمي اعػػًتاض احملكػػوـ عليػػو‬
‫ؽبػػذه اعبهػػة‪ ،‬يػػتم ربديػػد جلسػػة للط ػرفُت‪ ،‬يقػػوـ الطػػرؼ اؼبعػػًتض بػػإبالغ خصػػمو اآلخػػر دبوعػػد‬
‫اعبلسة(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكػػيم التجػػاري يف اؼبملكػػة العربيػػة وتطبيقاتػػو يف القضػػاء‪ ،‬ػبالػػد بػػن سػػعود الرشػػود‪ ،‬حبػػث منشػػور يف ؾبلػػة‬
‫العدؿ‪ ،‬عدد ( ‪ )19‬رجب لعاـ ‪1424‬ىػ‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪023‬‬
‫وكمػػا مػػر معنػػا مػػن أف نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي دل يػػنظم عمليػػة االع ػًتاض‪ ،‬ويفتقػػر كػػذلك إذل‬
‫اآللية اليت سبكن أطراؼ اػبصومة التحكيميػة مػن تقػدمي طلبػات البحػث يف مراجعػة حكػم اعبهػة‬
‫القضائية اؼبختصة بشأف رفض أو قبوؿ االعػًتاض علػى حكػم احملكمػُت(‪ .) 1‬وبالتػارل ونظػراً ألننػا‬
‫بصدد إقامة دعوى أماـ جهة القضاء الرظبػي للدولػة الػيت يػتم االعػًتاض علػى اغبكػم التحكيمػي‬
‫أماـ ؿباكمهػا‪ ،‬فػإف االعًتاضػات علػى أحكػاـ احملكمػُت‪ ،‬تػتم وفقػاً للقواعػد العامػة يف اؼبرافعػات‪،‬‬
‫وىي القواعد اليت نصت عليها مواد نظاـ اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬وقواعد اؼبرافعات واإلجػراءات أمػاـ‬
‫ديواف اؼبظادل‪.‬‬
‫ودعػوى االعػًتاض وكػذلك دعػػوى الػبطالف بوصػػفها دعػػوى مبتػدأة هبػػب أف ترفػع بػػنفس الطريقػػة‬
‫اليت ترفع هبا أي دعوى أماـ القضاء الرظبي يف الدولة‪.‬‬
‫وىػػذا االذبػػاه متف ػ عليػػو يف أغلػػب التنظيمػػات التحكيمي ػة اؼبقارنػػة‪ ،‬كقػػانوف التحكػػيم اؼبصػػري‬
‫واألردين‪.‬‬
‫وتنظر بعد ذلك اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر يف االعًتاض‪ ،‬وتقرر إما رفضػو وتصػدر األمػر بتنفيػذ‬
‫اغبكم‪ ،‬أو قبوؿ االعًتاض وتفصل فيو‪.‬‬
‫ونظراً ألف ديواف اؼبظادل يف اؼبملكة العربيػة السػعودية ىػي اعبهػة القضػائية اؼبختصػة واؼبشػرفة علػى‬
‫التحكػيم وخاصػة التجػاري منػو‪ ،‬وطبقػاً ؼبػا نصػت عليػو قواعػػد اؼبرافعػات واإلجػراءات أمػاـ ديػواف‬
‫اؼبظادل‪ ،‬فإف اغبكم الصادر من دوائر الػديواف علػى حكػم التحكػيم سػواء برفضػو أو قبولػو‪ ،‬هبػوز‬
‫االعًتاض عليو خالؿ ثالثُت يوماً من تاريخ استالـ نسخة إعالـ اغبكم‪ ،‬كما نصت على ذلك‬
‫نصوص الباب الرابع من قواعد اؼبرافعات واإلجراءات أماـ ديواف اؼبظادل‪.‬‬
‫وللمحكوـ ضده غياباً طلب إعادة النظر يف اغبكم الصادر ضده خػالؿ ثالثػُت يومػاً مػن تػاريخ‬
‫إبالغو باغبكم وذلك بطلب يقدـ لرئيس ديواف اؼبظادل أو من ينيبو‪ ،‬ووباؿ بعد ذلػك إذل الػدائرة‬
‫الػػيت أصػػدرت اغبكػػم حسػػب نػػص اؼبػػادة األربعػػُت مػػن قواعػػد اؼبرافعػػات واإلجػراءات أمػػاـ دي ػواف‬
‫اؼبظادل‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬تنفيذ أحكاـ احملكمُت يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬لفيصل بن منصور الفاصل‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪024‬‬
‫إذا كبن أماـ ثالث درجات للتقاضػي يف التحكػيم دبوجػب ىػذا النظػاـ وزيػادة درجػة واحػدة عػن‬
‫عملية التقاضي يف الدعوى القضائية‪.‬‬
‫الدرجة األوذل ىي ‪ :‬ىيئة التحكيم‪.‬‬
‫والدرجة الثانية ىي ‪ :‬اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪.‬‬
‫والدرجػػة الثالثػػة ىػػي ‪ :‬اعبهػػة اؼبدققػػة أو اؼبميػػزة أو االسػػتئنافية غبكػػم اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر‬
‫النزاع‪.‬‬
‫وىي إما دوائر التدقي سابقاً يف ديواف اؼبظادل – ؿبكمة االستئناؼ – حاليػاً – وؿبػاكم التمييػز‬
‫باالستئناؼ حالياً يف وزارة العدؿ‪.‬‬
‫وإذا طبػ نظػػاـ القضػػاء اعبديػػد فػػإف مرحلػػة التقاضػػي يف العمليػػة التحكيميػػة سػػتكوف علػػى أربػػع‬
‫مراحل‪ ،‬وذلك بإضافة درجة النقض أماـ احملكمة العليا يف القضاء العاـ‪ ،‬واحملكمة اإلدارية العليا‬
‫يف ديواف اؼبظادل‪.‬‬
‫وأمػػاـ ىػػذا الواقػػع التحكيمػػي يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية يصػػبح اللجػػوء إذل القضػػاء الرظبػػي يف‬
‫الدولة ابتداءً أفضل من التحكيم‪ ،‬ألف اللجوء إذل القضاء هبعل طريف اػبصومة أماـ درجتُت من‬
‫التقاضػػي ليصػػبح اغبكػػم هنائيػاً‪ ،‬أمػػا يف عمليػػة التحكػػيم بوضػػعو اغبػػارل يف اؼبملكػػة أصػػبح ثػػالث‬
‫درجات يف النظاـ اؼبعموؿ بو حالياً وأربع درجات عندما يطب النظاـ اعبديد‪.‬‬
‫ويف ى ػػذا تعطي ػػل لله ػػدؼ م ػػن اللج ػػوء إذل التحكػ ػػيم وى ػػو عنص ػػر الس ػػرعة يف إهن ػػاء اؼبنازعػ ػػات‬
‫التجارية‪ ،‬فهذا التطويل يف درجات وإجراءات التقاضي يؤدي إذل إطالة أمػد النػزاع‪ ،‬وىػو أمػر ال‬
‫يتناس ػػب م ػػع طبيع ػػة القض ػػايا التجاري ػػة خصوص ػػا‪ ،‬وب ػػاألخص اؼبتعلق ػػة بعق ػػود التج ػػارة الدولي ػػة‬
‫واالستثمارات األجنبية (‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬مقػػاؿ ‪ :‬قػػانوف التحكػػيم أقػػرب مػػا يكػػوف لالسػػتئناؼ‪ ...‬وىػػذا تعطيػػل للهػػدؼ‪ ،‬حملمػػد بػػن عبػػدالعزيز اعبربػػاء‪،‬‬
‫جري ػػدة الريػ ػػاض عػ ػػدد ( ‪ )12457‬ليػ ػػوـ الثالثػ ػػاء اؼبواف ػ ػ ‪1423/85/39‬ى ػ ػػ‪ ،‬ومقػ ػػاؿ ‪ :‬نظ ػ ػرات يف مسػ ػػألة‬
‫االع ػ ػًتاض عل ػ ػػى أحك ػ ػػاـ احملكمػ ػػُت‪ ،‬ػبال ػ ػػد أضب ػ ػػد عثم ػ ػػاف‪ ،‬صػ ػػحيفة االقتص ػ ػػادية‪ ،‬ع ػ ػػدد ( ‪ )5296‬اؼبواف ػ ػ‬
‫‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫ادلطهت انثبنث‬

‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ إجشاءاد االػرتاع‬

‫إف إج ػ ػراءات االع ػ ػًتاض عل ػػى اغبك ػػم التحكيم ػػي‪ ،‬وال ػػيت ذكرهت ػػا آنف ػ ػاً ت ػػدخل يف ب ػػاب األم ػػور‬
‫التنظيمية اليت أملتها طبيعة التنظيم القضائي اؼبعاصر‪ ،‬واليت تساعد على فبارسة القضػاء لوظيفتػو‬
‫يف نظر االعًتاضات‪ ،‬دبا يعود باؼبصلحة على اؼبتقاضُت‪ ،‬من حيػث إفػراغ الوسػع يف التحقػ مػن‬
‫حجة األحكاـ‪ ،‬وضماف سرعة البت فيها حىت ال تتعطػل اغبقػوؽ‪ ،‬وكبػو ذلػك‪ ،‬وقػد كػاف بعػض‬
‫ى ػػذه اإلجػ ػراءات موج ػػوداً يف نظ ػػاـ القض ػػاء اإلس ػػالمي‪ ،‬وإف دل يتخ ػػذ الكيفي ػػة اؼبعم ػػوؿ هب ػػا يف‬

‫‪026‬‬
‫الوق ػػت اغباض ػػر‪ ،‬ألف كث ػ ػَتاً م ػػن ى ػػذه اإلج ػ ػراءات م ػػن األم ػػور اؼبتغ ػػَتة ال ػػيت زبتل ػػف بػ ػػاختالؼ‬
‫الظروؼ‪ ،‬واألحواؿ‪ ،‬والعادات‪ ،‬ودل تقم اغباجة يف ذلك الوقت إذل استحداث ىذه اإلجراءات‪،‬‬
‫ولػػذلك كػػاف مػػن ؿباسػػن الش ػريعة اإلسػػالمية أهنػػا وضػػعت األسػػس‪ ،‬واؼببػػادئ والقواعػػد العامػػة‪،‬‬
‫وتركػت اإلجػراءات التفصػيلية إذل اجتهػػاد اجملتهػدين مػن العلمػاء يف كػػل زمػاف يقومػوف بتنظيمهػػا‪،‬‬
‫وإعدادىا على ضوء ىذه األسس واؼببادئ العامة‪.‬‬
‫وتركػت اإلجػراءات التفصػيلية إذل اجتهػػاد اجملتهػدين مػن العلمػاء يف كػػل زمػاف يقومػوف بتنظيمهػػا‪،‬‬
‫وإعدادىا على ضوء ىذه األسس واؼببادئ‪ ،‬وتصبح بعد ذلك سياسة شرعية وب لورل األمػر أف‬
‫يل ػػزـ هب ػػا‪ ،‬وعل ػػى الن ػػاس أف يطيع ػػوه فيه ػػا‪ ،‬وال يبتن ػػع أف تتغ ػػَت ى ػػذه اإلج ػراءات حبس ػػب ظ ػػروؼ‬
‫الزماف‪ ،‬واؼبكاف‪ ،‬وأحواؿ الناس ما داـ أهنا ال زبرج عن األصوؿ‪ ،‬واؼببادئ العامة‪ ،‬وىذا ما جعل‬
‫الشريعة اإلسالمية الغراء صاغبة لكل زماف ومكاف(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر‪ :‬نقض األحكاـ القضائية‪ ،‬ألضبد بن ؿبمد اػبضَتي ‪.3/1993 :‬‬

‫‪027‬‬
‫ادلجحث اخلبيش ‪ :‬األثش ادلرترت ػهٗ اإلػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬األثر النظامي ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من أثر اإلعًتاض ‪.‬‬

‫ادلجحث اخلبيش‬

‫األثش ادلرترت ػهٗ االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫األثش انُظبي‪ٙ‬‬

‫دل تػ ػػنظم اؼب ػ ػػادة ( ‪ )19‬م ػ ػػن نظ ػ ػػاـ التحك ػ ػػيم وقػ ػػف تنفي ػ ػػذ حك ػ ػػم احملكم ػ ػػُت غب ػ ػػُت الفص ػ ػػل يف‬
‫االعػًتاض‪ ،‬ويالحػػظ علػػى تلػػك اؼبػػادة أيضػاً – وكمػػا مػػر معنػػا – أهنػػا دل تفػػرؽ بػػُت االعًتاضػػات‬
‫بػػاإلجراءات الشػػكلية‪ ،‬واالعًتاضػػات علػػى موضػػوع النػزاع واؼبقدمػػة للجهػػة اؼبختصػػة بنظػػر النػزاع‪،‬‬

‫‪028‬‬
‫ومن مث تسمح للجهة اؼبختصة بأف تنظر يف موضوع الدعوى‪ ،‬دبا يفرغ نظاـ التحكيم من غايتػو‬
‫األساسية وهبرده من فبيزاتو كوسيلة فردية غبل اؼبنازعات(‪.)1‬‬
‫دبا أف حكم التحكيم واالعًتاض عليو لو نفس خصائص وأحكاـ اغبكم القضائي الرظبػي‪ ،‬فإنػو‬
‫م ػػن الطبيع ػػي أف تك ػػوف آث ػػار االعػ ػًتاض عل ػػى حك ػػم التحك ػػيم ى ػػي نف ػػس اآلث ػػار اؼبًتتب ػػة عل ػػى‬
‫االعًتاض على استئناؼ اغبكم القضائي‪ ،‬وأىم تلك اآلثار ىي وقف تنفيذ اغبكم التحكيمػي‪،‬‬
‫كما ىو اغباؿ يف الطعن باالعًتاض على األحكاـ القضائية االبتدائية(‪.)2‬‬
‫ويثور ىنا تساؤؿ مفاده ىل هبوز أف يضمن احملكم حكمو التنفيذ اؼبعجل ؟‪.‬‬

‫لإلجابػػة علػػى ىػػذا الس ػؤاؿ يػػذىب بعػػض ش ػراح القػػانوف إذل أنػػو إذا كػػاف حكػػم التحكػػيم قػػابالً‬
‫لالسػػتئناؼ وفقػاً للقواعػػد العامػػة للمرافعػػات فػػال يوجػػد مػػا يبنػػع نظامػاً أف يضػػمن احملكػػم حكمػػو‬
‫التنفيذ اؼبعجل طاؼبا توفرت األسباب اؼبوجبة لذلك اتف اػبصوـ على ذلك يف اتفاؽ التحكيم‪،‬‬
‫وبناء على ىذا القػوؿ فػإف الطعػن بػاالعًتاض‪ ،‬يف ىػذه اغبالػة ال يوقػف تنفيػذ اغبكػم التحكيمػي‬
‫(‪.) 3‬‬
‫وإف كاف من ح اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع إصدار قرار يوقف تنفيػذ اغبكػم وفقػاً لقواعػد‬
‫اإلجراءات العامة أيضاً‪.‬‬
‫ويف التطبي القضائي السعودي اليوـ‪ ،‬فإنو إذا مت قبوؿ االعًتاض شكالً فإف ذلك يؤدي إذل‪:‬‬
‫‪-1‬وقف التنفيذ إال يف حالة التنفيذ اؼبعجل الذي يراد بو االحتياط لعدـ تلف اغب ‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل القضية إذل اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪.‬‬
‫‪ -3‬تصدي ىذه اعبهة للموضوع(‪.) 4‬‬

‫(‪ ) 1‬دراسات الدورة الرابعة ؼبنتدى الرياض االقتصادي‪ ،‬ص ‪ ،65‬وفبارسة التحكيم‪ ،‬لرزؽ الريس‪ ،‬ص ‪ ،291‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬الرقابة القضائية على اغبكم التحكيمي – دراسة مقارنة ‪ ،-‬لسلطاف عمر الشجيفي‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم يف القانوف الكوييت‪ ،‬لعزمي عبدالفتاح‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫(‪ ) 4‬الرقابة القضائية على التحكيم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬للماضي‪ ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪029‬‬
‫ووافػ االذبػػاه السػػعودي اؼبػػنظم األردين كمػػا يف نػػص اؼبػػادة ( ‪ ) 51‬مػػن قػػانوف التحكػػيم األردين‬
‫حيث جاء فيها أنو ‪ (( :‬إذا قضت احملكمة اؼبختصة بتأييد اغبكم حكم التحكيم وجػب عليهػا‬
‫أف تأمر بتنفيذه ))‪.‬‬
‫ويفهػػم مػػن ىػػذه اؼبػػادة أف رفػػع دعػػوى الػػبطالف وفق ػاً للقػػانوف األردين يعمػػل علػػى وقػػف التنفيػػذ‬
‫والوقػػف يكػػوف برفػػع طلػػب قػػائم علػػى أسػػباب جديػػة تبػػٌت يف ظاىرىػػا علػػى االذبػػاه إذل بطػػالف‬
‫اغبكػػم وأف يثبػػت رافػػع الػػدعوى أف تنفيػػذ اغبكػػم يهػػدده بأض ػرار جسػػيمة يتعػػذر تػػداركها وهبػػب‬
‫رفع طلب وقف التنفيذ خالؿ مدة رفع دعوى البطالف‪.‬‬
‫وال يفضل الباحث ىذا االذباه‪ ،‬ألنو من شأنو أف يؤدي إذل تعطيل تنفيذ القرار التحكيمي بقوة‬
‫النظ ػػاـ نتيج ػػة اس ػػتغالؿ احملك ػػوـ علي ػػو س ػػيء الني ػػة‪ ،‬للق ػػوؿ ب ػػأف ؾب ػػرد رف ػػع االع ػًتاض أو دع ػػوى‬
‫البطالف من شأنو إيقاؼ بتنفيذ القػرار التحكيمػي‪ ،‬فيسػعى إذل أف يظػل فبتنعػاً عػن رفػع الػدعوى‬
‫حىت آخر غبظة من ميعاد الطعن(‪.) 1‬‬
‫وقد أحسن اؼبنظم اؼبصري على تفادي ذلك بتأكيد بالنص على عدـ وقف تنفيذ اغبكم دبجػرد‬
‫االعًتاض ورفع دعػوى الػبطالف‪ ،‬بػل البػد أف يطلػب اؼبػدعي ذلػك يف صػحيفة الػدعوى‪ ،‬ويكػوف‬
‫الطلػػب مبني ػاً علػػى أسػػباب جديػػة‪ ،‬فػػإذا ربققػػت فػػإف للمحكمػػة أف تػػأمر بوقػػف تنفيػػذ اغبكػػم‪،‬‬
‫حسب نص اؼبادة ( ‪ )57‬من قانوف التحكيم اؼبصري‪.‬‬
‫وسبب حرص اؼبنظم اؼبصري ىنػا ىػو تقريػر مبػدأ احػًتاـ حكػم التحكػيم وفعاليتػو وسػرعة تنفيػذه‬
‫متمشياً مع أىداؼ التحكيم ورسخاً ؽبا(‪ ،) 2‬واليت منها ذبنيب اػبصػوـ يف منازعػاهتم اػبػوض يف‬
‫غمار إجراءات التقاضي العادي يف القضاء الرظبي ودرجاتو(‪.) 3‬‬
‫وقػػد ذىػػب إذل ىػػذا االذبػػاه أيض ػاً القػػانوف النمػػوذجي للتحكػػيم التجػػاري الػػدورل كمػػا يف اؼبػػادة‬
‫(‪ )35‬و ( ‪ )36‬منو‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الطعػػن بػػالبطالف‪ ،‬غبفيظػػة اغبػػداد‪ ،‬ص ‪ ،235‬وبطػػالف الق ػرار التحكيمػػي التجػػاري الػػدورل‪ ،‬ؼبمػػدوح العنػػزي‪،‬‬
‫ص ‪.249‬‬
‫(‪ ) 2‬دور احملكم يف خصومة التحكيم الدورل واػباص‪ ،‬ؼبهند أضبد الصانوري‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫(‪ ) 3‬الطعن يف قرارات التحكيم التجاري – دراسة مقارنة – ألمُت جباش اغبمَتي‪ ،‬ص ‪166‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪031‬‬
‫ويؤيد الباحث ىذا االذباه‪ ،‬ألف القوؿ بذلك يشػل فعاليػة التحكػيم وانصػراؼ النػاس عنػو‪ ،‬حػاؿ‬
‫علمهػػم أف ؾبػػرد االع ػًتاض أو رفػػع دعػػوى الػػبطالف ضػػد الق ػرار التحكيمػػي الػػيت يبػػادر إذل رفعهػػا‬
‫احملكوـ بدوف مربر شرعي ونظامي حىت يوقػف التنفيػذ‪ ،‬كػاف ؽبػا أثػر األشػكاؿ األوؿ يف التنفيػذ‪،‬‬
‫ومػػا أقػػره القػػانوف النمػػوذجي واؼبػػنظم اؼبصػػري يتماشػػى مػػع مػػا يهػػدؼ إليػػو التحكػػيم مػػن تقريػػر‬
‫احًتاـ قرار احملكمػُت وفعاليتػو وسػرعة تنفيػذه‪ ،‬كمػا أحسػنت ىػذه القػوانُت بػالنص علػى اغبػاالت‬
‫ال ػػيت تس ػػتدعي وق ػػف التنفي ػػذ‪ ،‬وى ػػي حال ػػة وج ػػود أس ػػباب مقنع ػػة ووجيه ػػة‪ ،‬وأعط ػػت للمحكم ػػة‬
‫اؼبرفوعة االعًتاض تقدير تلك األسباب‪ ،‬ومدى حجيتها‪ ،‬ومن مث األمر بوقف التنفيذ‪ ،‬وحػىت ال‬
‫يؤدي وقف التنفيذ إذل إطالة أمد النزاع دبػا ىبػالف فبيػزات التحكػيم‪ ،‬فقػد أوجبػت تلػك القػوانُت‬
‫على احملكمة اليت يرفع أمامها طلب وقف التنفيذ أف تفصػل فيػو خػالؿ مػدة معينػة حػددىا مػثالً‬
‫اؼبػػنظم اؼبصػػري بسػػتُت يوم ػاً‪ ،‬وإذا أدت احملكمػػة بوقػػف التنفيػػذ كػػاف عليهػػا الفصػػل يف موضػػوع‬
‫دعوى البطالف خالؿ ستة أشهر(‪.) 1‬‬
‫ويهيػػب الباحػػث بػػاؼبنظم السػػعودي أف وبػػذ حػػذو نظرائػػو يف ىػػذا الشػػأف دبػػا يتناسػػب مػػع طبيعػػة‬
‫التحكيم التجاري وطبيعتو وأىدافو‪.‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ أثش االػرتاع‬

‫األصػػل يف اغبك ػػم التحكيمػػي يف الش ػريعة اإلس ػػالمية‪ ،‬أنػػو ك ػػاغبكم القض ػػائي مػػن حي ػػث نف ػػاذه‬
‫وصػػحتو‪ ،‬يقفػػل بػػاب الن ػزاع‪ ،‬ووبسػػمو‪ ،‬ويلػػزـ اؼبتخاصػػمُت حبكمػػو ويوجػػب تنفيػػذه‪ ،‬وىػػذه ىػػي‬
‫النتيجػػة اؼبرجػػوة مػػن التحكػػيم والػػيت يتمحضػػى عنهػػا والغايػػة منػػو‪ ،‬يف كونػػو وسػػيلة غبػػل اؼبنازعػػات‬
‫وفصل اػبصومات‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬اؼبرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪030‬‬
‫فالشريعة اإلسالمية حرصت كل اغبرص علػى إقامػة العػدؿ بػُت النػاس‪ ،‬حينمػا شػرعت التحكػيم‬
‫ؼبا لو من مزايا جعلت الكثَت من اؼبتخاصمُت يفضلونو على غَته‪.‬‬
‫وم ػػن ى ػػذه اؼبي ػزات‪ ،‬اإلس ػراع يف فص ػػل اػبص ػػومات واالقتص ػػاد يف النفق ػػات‪ ،‬وت ػػاليف اغبق ػػد ب ػػُت‬
‫اؼبتخاصمُت‪ ،‬وؽبذا كاف التحكيم يعد حب من مرتكزات القضاء يف اإلسالـ(‪.) 1‬‬
‫وروح االعتداؿ اليت يتميز هبػا التحكػيم جعلتػو وبتػل مكانػاً وسػطا بػُت صػالبة القضػاء الرظبػي يف‬
‫الدولة وبُت مرونة الوساطة وغَتىا من طرؽ التسوية األخرى غَت اإللزامية‪.‬‬
‫ويسػػتثٌت م ػػن ى ػػذا األص ػػل مػػاؿ ل ػػو ف ػػرض ورل أم ػػر اؼبسػػلمُت مراجع ػػة االعًتاض ػػات اؼبقدم ػػة م ػػن‬
‫أط ػراؼ اػبصػػومة – التحكيميػػة إذل اعبهػػة القضػػائية اؼبختصػػة بنظػػر الن ػزاع للتأكػػد مػػن صػػحتها‬
‫وسػػالمتها الشػػرعية‪ ،‬وحينئػػذ تكػػوف ىػػذه األحكػػاـ التحكيميػػة وتنفيػػذىا موقوفػػة علػػى بػػت ىػػذه‬
‫اعبهة القضائية اؼبخولة بتدقي األحكاـ‪.‬‬
‫وىػػذا األمػػر لػػيس فيػػو مػػا ىبػػالف األصػػوؿ العامػػة للشػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬بػػل ىػػي أمػػور أراد هبػػا ورل‬
‫األم ػػر ض ػػبط األحك ػػاـ التحكيمي ػػة‪ ،‬وإحكامه ػػا بضػ ػوابط وض ػػمانات معلوم ػػة‪ ،‬حفظػ ػاً ؼبص ػػاحل‬
‫األطراؼ يف اػبصػومة التحكيميػة وللمصػلحة العامػة للمسػلمُت‪ ،‬خصوصػاً إذا كػاف مػع اؼبعػًتض‬
‫حجج وبيانات تؤيد اعًتاضو‪ ،‬وإال كاف ذلػك مػدعاة للمماطلػة وضػياع اغبقػوؽ‪ ،‬حيػث سػيعمل‬
‫اػبصػػم الػػذي يػػرى أف اغبكػػم لػػن يكػػوف يف صػػاغبو علػػى االعػًتاض علػػى حكػػم التحكػػيم ليبطػػل‬
‫أمد النزاع ويباطل يف أداء اغبقوؽ فبا يضيع ح اآلخرين ويؤدي اؼبماطلة وبذلك يبطل اؼبقصػود‬
‫من التحكيم‪.‬‬
‫وفرض ىذه الرقابػة القضػائية علػى أحكػاـ احملكمػُت مػن خػالؿ مراجعػة االعًتاضػات عليهػا‪ ،‬أمػر‬
‫ضروري لتحقي العدالة‪ ،‬إذ عن طريقها يبكن تصحيح األخطػاء الشػرعية الػيت قػد تشػوب حكػم‬
‫التحكيم قبل تنفيذه‪.‬‬
‫وال يوجد ما يبنع شرعاً من تغيَت ورل األمر ؽبذه األحكاـ ألهنا تػدخل يف بػاب األمػور التنظيميػة‬
‫الػػيت تسػػاعد علػػى فبارسػػة الػػتحكم مهمتػػو بأكمػػل وجػػو‪ ،‬وىػػذه األحكػػاـ مػػن األمػػور واؼبسػػائل‬
‫اؼبتغَتة اليت زبتلف باختالؼ الظروؼ‪ ،‬واألحواؿ‪ ،‬والعادات‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬نظاـ القضاء يف اإلسالـ‪ ،‬لعبدالكرمي زيداف‪ ،‬ط الرسالة الثالثة‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪032‬‬
‫ولػػذلك كػػاف مػػن ؿباسػػن الش ػريعة أهنػػا وضػػعت األسػػس واؼببػػادئ والقواعػػد العامػػة‪ ،‬وتركػػت ى ػذه‬
‫اإلج ػراءات التفصػػيلية إذل والة األمػػور مػػن العلمػػاء واجملتهػػدين يقومػػوف بتنظيمهػػا وإعػػدادىا علػػى‬
‫ىػػذه األسػػس واؼببػػادئ العامػػة‪ ،‬وتصػػبح بعػػد ذلػػك سياسػػة شػػرعية وب ػ لػػورل األمػػر أف يلػػزـ هبػػا‪،‬‬
‫وعل ػػى الن ػػاس أف يطيع ػػوه فيه ػػا‪ ،‬وال يبتن ػػع أف تتغ ػػَت ى ػػذه اإلج ػ ػراءات حبس ػػب ظ ػػروؼ الزم ػػاف‪،‬‬
‫واؼبكاف‪ ،‬وأحواؿ الناس ما داـ أهنا ال زبرج عن األصوؿ واؼببادئ العامة‪ ،‬وىذا مػا جعػل الشػريعة‬
‫صاغبة لكل زماف ومكاف‪.‬‬

‫انفظم انثبَ‪ : ٙ‬يذٖ صهطخ انمؼبء يف َظش االػرتاع ػهٗ حكى‬


‫انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬

‫ادلجحث األٔل ‪ :‬اجلٓخ ادلخزظخ ثُظش االػرتاع ‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬اإلختصاص الوالئي ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬اإلختصاص النوعي ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬اإلختصاص اؼبكاين ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الرابع ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من اإلختصاص ‪.‬‬

‫ادلجحث األٔل‬

‫اجلٓخ ادلخزظخ ثُظش االػرتاع‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫االخزظبص انٕالئ‪ٙ‬‬

‫‪-‬االخزظبص يف انهغخ ‪:‬‬

‫‪034‬‬
‫مأخوذ من مادة خص‪ ،‬تقػوؿ ‪ :‬اخػتص فػالف هبػذا‪ ،‬إذا انفػرد بػو دوف غػَته‪ ،‬واختصػو بالشػيء‪،‬‬
‫إذا خصو بو وفضلو واختاره واصطفاه‪ ،‬والتخصيص ضد التعميم (‪.) 1‬‬
‫‪-‬االخزظبص يف االططالح ‪:‬‬

‫= عند الفقهاء ‪:‬‬


‫ال ىبرج اؼبعٌت االصطالح لالختصاص يف عبارات الفقهاء عن اؼبعٌت اللغػوي‪ ،‬فقػد عػرؼ علمػاء‬
‫األصوؿ التخصيص واالختصاص بأنو ‪ (( :‬قصر العاـ على بعض مسمياتو أو أفراده))(‪.) 2‬‬
‫= وعند شراح القانوف ‪:‬‬
‫(( السلطة اليت خوؽبا القانوف حملكمة ما يف الفصل يف نزاع ما )) (‪.) 3‬‬
‫ويتضح فبا سب العالقة الوثيقة بُت اؼبعٌت اللغوي واؼبعٌت االصطالحي‪.‬‬
‫فاالختصػػاص كمػػا سػػلف يػػأيت دبعػػٌت االنف ػراد واالصػػطفاء ونقػػيض التعمػػيم‪ ،‬وىػػذا اؼبعػػٌت واضػػح‬
‫وجلػػي يف اؼبعػػٌت االصػػطالحي‪ ،‬حيػػث فيػػو انف ػراد ىػػذه اعبهػػة القضػػائية عػػن غَتىػػا هبػػذا القضػػية‬
‫لص ػػفة وج ػػدت فيه ػػا فب ػػا جعله ػػا زب ػػتص هب ػػا دوف غَتى ػػا‪ ،‬ل ػػذا اخت ػػَتت ؽب ػػذه اؼبهم ػػة والن ػػوع‪ ،‬إذا‬
‫اػبصوصية كما جاء يف معجػم لغػة الفقهػاء(‪ ) 4‬ال تكػوف إال لصػفة توجػد يف شػيء وال توجػد يف‬
‫غَته‪.‬‬
‫‪ -‬ويقصد االختصاص الوالئي ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬الق ػػاموس احمل ػػيط‪ ،‬ب ػػاب الص ػػاد‪ ،‬فص ػػل اػب ػػاء‪ ،‬ص ‪ ،579‬ولس ػػاف الع ػػرب ‪ ،199/4 :‬واؼبعج ػػم الوس ػػيط ‪:‬‬
‫‪.238/1‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح الكوكب اؼبنَت البن النجار ‪.267/3 :‬‬
‫(‪ ) 3‬قػانوف اؼبرافعػػات اؼبدنيػػة والتجاريػػة‪ ،‬ألضبػد ىنػػدي‪ ،‬دار اعبامعػػة اعبديػػدة‪ ،‬ط ‪995‬ـ‪ ،‬ص ‪ ،245‬والوسػػيط يف‬
‫شرح قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية‪ ،‬ألضبد صاوي ط‪2994‬ـ‪ ،‬ص ‪.355‬‬
‫(‪ ) 4‬ص‪.174‬‬

‫‪035‬‬
‫(( ربديد نصيب كل جهة قضائية من جهات التقاضػي مػن واليػة القضػاء )) (‪ .) 1‬ويسػمى‪:‬‬
‫اختصاص اعبهة‪.‬‬
‫ويعتػػرب االختص ػػاص الػػوالئي أى ػػم أن ػواع االختصاصػػات القض ػػائية‪ ،‬وى ػػو األصػػل ال ػػذي يش ػػملها‬
‫ويعتػػرب االختصػػاص الػػوالئي اختصاصػػا مطلقػاً‪ ،‬لتعلقػػو بالنظػػاـ العػػاـ للدولػػة‪ ،‬ألنػػو مقػػرر ؼبصػػلحة‬
‫عامة (‪.) 2‬‬
‫وين قد االختصاص الوالئي في المملم في اآلتي ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬والي القضاء ال ام ( ال ادي ) ‪:‬‬
‫وىي ؿباكم القضاء العاـ التابعة لوزارة العػدؿ‪ ،‬مػن احملكمػة العليػا‪ ،‬وؿبػاكم االسػتئناؼ‪ ،‬واحملػاكم‬
‫االبتدائية من ذبارية‪ ،‬عمالية‪ ،‬واألحواؿ الشخصية‪ ،‬واعبزائية‪ ،‬وؿباكم العامة‪.‬‬
‫ويتم نظػر االعًتاضػات علػى األحكػاـ التحكيميػة أمػاـ ؿبػاكم القضػاء العػاـ‪ ،‬خاصػة فيمػا يتعلػ‬
‫يف اؼبنازعات العقارية واؼبقاوالت وبعض األعماؿ التجاريػة التبعيػة‪ ،‬ولعػدـ وجػود مرجعيػة لتبويػب‬
‫(‪3‬‬
‫األحكاـ القضائية‪ ،‬أو تدوينها‪ ،‬أو نشرىا‪ ،‬فإف اؼبعلومات عن ىذه التطبيقات قد تكوف قليلػة‬
‫)‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬والي القضاء اإلداري ( ديوان المظالم ) ‪:‬‬


‫وى ػػي ؿبػ ػػاكم القض ػػاء اإلداري‪ ،‬التابع ػػة ل ػػديواف اؼبظ ػػادل‪ ،‬م ػػن احملكمػ ػػة اإلداري ػػة العلي ػػا‪ ،‬وؿبػ ػػاكم‬
‫االستئناؼ اإلدارية‪ ،‬واحملاكم اإلدارية االبتدائية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬ق ػػانوف اؼبرافع ػػات اؼبدني ػػة والتجاري ػػة‪ ،‬ألضب ػػد ىن ػػدي‪ ،‬ص ‪ ،249‬والوس ػػيط يف ش ػػرح ق ػػانوف اؼبرافع ػػات‪ ،‬ألضب ػػد‬
‫صاوي‪ ،‬ص ‪ ،355‬والقواعد اإلجرائية يف اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬لعبداهلل الدرعاف‪ ،‬ص ‪ ،98‬والوسيط يف التنظػيم‬
‫القضائي‪ ،‬لفؤاد عبداؼبنعم واغبسُت غنيم‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫(‪ ) 2‬قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية‪ ،‬ألضبد ىندي‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫(‪ ) 3‬تطبيقات التحكيم يف اؼبملكة‪ ،‬ؼباجد قاروب‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪036‬‬
‫ونظراً الختصاص ديواف اؼبظادل بالقضايا اليت تكوف الدولة طرفا فيها‪ ،‬ونظاـ التحكيم السػعودي‬
‫قد منع اللجوء إذل التحكيم من قبل اعبهات اغبكومية إال بعد أخذ موافقػة رئػيس ؾبلػس الػوزراء‬
‫علػػى ذلػػك فػػإف تطبيقػػات التحكػػيم ىنػػا تكػػاد تكػػوف نػػادرة ومػػن مث نػػدرة االعًتاضػػات اؼبقدمػػة‬
‫عليهػػا‪ ،‬خاصػػة تلػػك اؼبتعلقػػة بػػالعقود اإلداريػػة الػػيت تكػػوف الدولػػة طرف ػاً فيهػػا‪ ،‬بػػل يػػذىب بعػػض‬
‫البػػاحثُت مػػن قضػػاة دي ػواف اؼبظػػادل إذل انػػو ال توجػػد سػػوى قضػػية ربكيميػػة إداريػػة واحػػدة نظرىػػا‬
‫ديواف اؼبظادل‪.‬‬
‫وىػػي القضػػية رقػػم ‪/235‬ؽ‪1416/2/‬ىػ ػ اؼبقامػػة مػػن ش ػركة أوجػػيم يب يف اؽبولنديػػة ضػػد جامعػػة‬
‫اؼبلك عبدالعزيز(‪.) 1‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬اعبهات شبو القضائية األخرى ‪:‬‬
‫ىذه اعبهات كثَتة ومتعددة‪ ،‬ودل تربز بشػكل واضػح‪ ،‬نظػراً غبػرص اؼبػنظم السػعودي علػى ضػمها‬
‫إمػػا للقضػػاء العػػاـ أو القضػػاء اإلداري وىػػي اعبهػػات صػػاحبتا الواليػػة العامػػة للقضػػاء يف اؼبملكػػة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫ولذلك فإف تطبيقات التحكيم عليها ومن مث االعًتاض عليها تكاد تكوف نادرة وقليلة‪.‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫االخزظبص انُٕػ‪ٙ‬‬

‫‪ٚ‬مظذ ثبالخزظبص انُٕػ‪: ْٕ ٙ‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم يف العقود اإلدارية‪ ،‬ػبالد اػبضَت‪ ،‬ص ‪.393‬‬

‫‪037‬‬
‫(‪1‬‬
‫(( توزيع العمل بُت احملػاكم اؼبختلفػة يف داخػل اعبهػة القضػائية الواحػدة حبسػب نػوع القضػية))‬
‫)‪.‬‬
‫فيخػػتص القاضػػي يف اعبهػػة القضػػائية بنػػوع معػػُت مػػن القضػػايا‪ ،‬كاؼبعػػامالت اؼبدنيػػة‪ ،‬أو التجاريػػة‪،‬‬
‫أو اعبنائية‪ ،‬أو بأحكاـ األسرة‪ ،‬وىكذا(‪.) 2‬‬
‫ونظ ػراً ألف أغلػػب تطبيقػػات التحكػػيم وعملياتػػو تػػتم يف اعبانػػب التجػػاري(‪ ،) 3‬فػػإف االختصػػاص‬
‫النوعي للقضاء فيما يتعل بنظر االعًتاضات اؼبقدمػة علػى أحكػاـ احملكمػُت‪ ،‬ينعقػد ؼبقػاـ ديػواف‬
‫اؼبظػػادل بػػدوائره وؿباكمػػو التجاريػػة حاليػاً‪ ،‬إذل حػػُت سػػلخها مػػن واليػػة ديػواف اؼبظػػادل‪ ،‬وانتقاؽبػػا إذل‬
‫واليػ ػػة القضػ ػػاء العػ ػػاـ ربػ ػػت إش ػ ػراؼ وزارة العػ ػػدؿ طبق ػ ػاً لنظػ ػػاـ القضػ ػػاء اعبديػ ػػد‪ ،‬الصػ ػػادر عػ ػػاـ‬
‫‪1428‬ىػ‪.‬‬
‫وطبقاً ؼبا عليو العمل القضائي اليوـ‪ ،‬فإف ديواف اؼبظادل ىبتص بدوائره التجارية بالنظر يف طلبات‬
‫التحكيم التجاري‪ ،‬واعتمادىا والرقابة عليها‪ ،‬وتقدمي االعًتاضات اؼبقدمة ضدىا‪.‬‬
‫ويالح ػػظ أف القض ػػاء التج ػػاري يف صبي ػػع أنظم ػػة وقػ ػوانُت دوؿ الع ػػادل إمب ػػا وض ػػع ألج ػػل الفص ػػل‬
‫منازعػػات طائفػػة معينػػة‪ ،‬وىػػم التجػػار‪ ،‬وكػػل مػػن ؽبػػم عالقػػة ذباريػػة هبػػم‪ ،‬ويف كػػل عمػػل قصػػد بػػو‬
‫التج ػػارة وال ػربح م ػػن ط ػػريف العق ػػد‪ ،‬وذل ػػك تس ػػهيالً إلج ػراءات التقاض ػػي ؽب ػػذه الطائف ػػة اؼبهم ػػة يف‬
‫اجملتمع (‪.) 4‬‬
‫ومن ىذا الباب فإف اختصاص الدوائر التجارية بديواف اؼبظادل ىو ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬الوسيط يف شرح قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية‪ ،‬ألضبد صاوي‪ ،‬ص‪.288‬‬
‫(‪ ) 2‬والتحك ػػيم يف االختص ػػاص القض ػػائي الن ػػوعي يتن ػػوع بتن ػػوع موض ػػوعو‪ ،‬فهن ػػاؾ التحك ػػيم التج ػػاري‪ ،‬والتحك ػػيم‬
‫اإلداري‪ ،‬والتحكػيم العمػارل‪ ....‬إخل‪ ،‬وبنػاء علػػى موضػوع التحكػيم تتحػدد اعبهػػة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع‪،‬‬
‫لتكوف بعد ذلك ىي اعبهة اؼبختصة بالتصدي واعتماد وثيقػة التحكػيم‪ ،‬واإلشػراؼ علػى اإلجػراءات‪ ،‬ومػن مث‬
‫النظر يف االعًتاضات على اغبكاـ احملكمُت‪ ،‬أو التصدي على أحكامهم لتضع عليو الصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬كلمة معارل الشيخ منصور اؼبالك يف ندوة احملامُت يف ‪1424/3/21-19‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬التحكيم التجػاري يف اؼبملكػة‪ ،‬ػبالػد الرشػود‪ ،‬ص ‪ ،79‬والتحكػيم التجػاري يف الشػريعة اإلسػالمية وتطبيقاتػو‬
‫يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬لعبدالعزيز بن عبدالرضبن العويفر‪ ،‬ص‪.219‬‬

‫‪038‬‬
‫‪-1‬القضػػايا الناشػػئة عػػن األعمػػاؿ التجاريػػة األصػػلية أو احملضػػة دبوجػػب ق ػرار ؾبلػػس الػػوزراء رقػػم‬
‫(‪ )21‬وت ػػاريخ ‪1497/11/26‬ى ػ ػ‪ ،‬وبن ػػاء عل ػػى ى ػػذا القػ ػرار مت نق ػػل اختصاص ػػات ىيئ ػػة حس ػػم‬
‫اؼبنازعػ ػ ػػات التجاريػ ػ ػػة اؼبنصػ ػ ػػوص عليهػ ػ ػػا يف الػ ػ ػػنظم والق ػ ػ ػرارات إذل دي ػ ػ ػواف اؼبظػ ػ ػػادل ومػ ػ ػػن ىػ ػ ػػذه‬
‫االختصاصػ ػػات النظػ ػػر يف اؼبنازعػ ػػات اؼبتفرعػ ػػة عػ ػػن تطبي ػ ػ نظػ ػػاـ الشػ ػػركات‪ ،‬وتوقيػ ػػع العقوبػ ػػات‬
‫اؼبنصوص عليها فيو اعتباراً من السنة اؼبالية ‪1498‬ىػ‪.‬‬
‫‪ -2‬القضايا الناشئة عن األعماؿ التجارية بالتبعية‪ ،‬وذلك دبوجػب قػرار ؾبلػس الػوزراء اؼبػوقر رقػم‬
‫( ‪ ) 261‬وت ػ ػػاريخ ‪1423/11/17‬ى ػ ػ ػ‪ ،‬وال ي ػ ػػدخل يف اختص ػ ػػاص احملكم ػ ػػة التجاري ػ ػػة ال ػ ػػدوائر‬
‫التجارية بديواف اؼبظادل – النظر يف القضايا الناشئة عن األعماؿ اؼبدنية أو اؼبختلطة(‪.)1‬‬

‫ادلطهت انثبنث‬

‫االخزظبص ادلكبَ‪ٙ‬‬

‫ويقصد و ‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم التجاري‪ ،‬ػبالد الرشود‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪039‬‬
‫(( سػػلطة احملكمػػة يف نظػػر الػػدعوى الػػيت تقػػع يف دائػػرة اختصاصػػها اؼبكػػاين أو اعبغػرايف بنػػاء علػػى‬
‫معيار معُت )) (‪.) 1‬‬
‫وعرفػػو بعضػػهم بأنػػو ‪ (( :‬ؾبموعػػة القواعػػد الػػيت تعػػُت احملكمػػة اؼبختصػػة مػػن بػػُت عػػدة ؿبػػاكم نػػوع‬
‫واحد‪ ،‬موزعة يف اؼبدف والبلداف من اؼبملكة‪ ،‬للنظر يف قضية معينة )) (‪.) 2‬‬
‫وبناء على ىذا فالذي استقر عليو العمل ىػو مػا نصػت عليػو اؼبػادة ( ‪ ) 38‬مػن نظػاـ اؼبرافعػات‬
‫الشػػرعية مػػن أنػػو ‪ (( :‬تعػػد اؼبدينػػة أو القريػػة نطاق ػاً ؿبلي ػاً للمحكمػػة اؼبوجػػودة هبػػا‪ ،‬وعنػػد تعػػدد‬
‫احملاكم وبدد وزير العدؿ النطػاؽ احمللػي لكػل منهػا بنػاء علػى اقػًتاح مػن ؾبلػس القضػاء األعلػى (‬
‫سابقا ) –اجمللس األعلى للقضاء حاليػا – وتتبػع القػرى الػيت لػيس هبػا ؿبػاكم ؿبكمػة أقػرب بلػدة‬
‫إليهػػا‪ ،‬وعنػػد التنػػازع علػػى االختصػػاص احمللػػي إهبابػاً أو سػػلباً ربػػاؿ الػػدعوى إذل ؿبكمػػة التمييػػز (‬
‫سابقاً ) – ؿبكمة االستئناؼ حالياً – للبت يف موضوع التنازع)) (‪.) 3‬‬
‫وفيما يتعل باالختصاص اؼبكاين للتحكيم‪ ،‬فإنو ال يوجد لديػو اختصػاص مكػاين‪ ،‬وهبػذا يصػبح‬
‫التحكػػيم أوسػػع مػػن القضػػاء يف االختصػػاص اؼبكػػاين‪ ،‬فيجػػوز للمحكػم أو ىيئػػة التحكػػيم اغبكػػم‬
‫بدوف تقييد دبكاف‪ ،‬أما القاضي فمقيد بالنظر يف القضايا اليت تقاـ يف اختصاصو(‪.) 4‬‬
‫ويف عدـ اختصاص احملكم دبكاف يقوؿ أحد الفقهاء ‪:‬‬

‫(( أنو ال يتقيد ببلد التحكيم‪ ،‬بل لو اغبكم يف البالد كلها)) (‪.) 5‬‬

‫(‪ ) 1‬التعلي على نصوص نظاـ اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬لطلعت دويداره ؿبمد كوماف‪ ،‬ص ‪.269/1‬‬
‫(‪ ) 2‬أصػ ػػوؿ علػ ػػم القضػ ػػاء‪ ،‬لعبػ ػػدالرضبن عيػ ػػاد‪ ،‬ص ‪ ،256‬والتنظػ ػػيم القضػ ػػائي يف اؼبملكػ ػػة‪ ،174/2 ،‬والقواعػ ػػد‬
‫اإلجرائية يف اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬لعبداهلل الدرعاف‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ ) 3‬التعلي على نصوص اؼبرافعات الشرعية‪ ،‬ص ‪.272/1‬‬
‫(‪ ) 4‬وظيفية احملكم يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬لزيد الزيد‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ ) 5‬حاشية ابن عابدين ‪.413/5 :‬‬

‫‪041‬‬
‫ولكن قد يوجد اتفاؽ بُت أطراؼ اػبصومة التحكيمية برفعها يف جهة أو بلد معينُت‪ ،‬أو يكوف‬
‫ىنػػاؾ اعػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي فًتفػػع لػػدى اعبهػػة اؼبختصػػة أصػالً بنظػػر النػزاع يف حػػدود‬
‫اختصاصػػها اؼبكػػاين‪ ،‬ألنػػو وكمػػا سػػب أنػػو مػػن آثػػار االع ػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي‪ ،‬ينعقػػد‬
‫اختصاص النظر يف القضػية للجهػة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع مكانيػاً‪ ،‬وحسػب األصػوؿ العامػة‬
‫يف التقاضي فإف جهة االختصاص اؼبكاين ىي بلد اؼبدعى عليو‪ ،‬إال أف يتنازؿ اؼبدعى عليػو عػن‬
‫حقػػو يف إقامػػة الػػدعوى يف مكػػاف إقامتػػو‪ ،‬فيقيماهنػػا يف بلػػد اؼبػػدعي مػػثالً‪ ،‬أو يف غػػَته‪ ،‬ألف ىػػذا‬
‫ليس من النظاـ العاـ الذي ال ذبوز ـبالفتو‪.‬‬

‫ادلطهت انشاثغ‬

‫‪040‬‬
‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ االخزظبص(‪.) 1‬‬

‫لقد وضع الن ي صػلى اهلل عليػو وسػلم يف عهػده النػواة األوذل لالختصػاص القضػائي‪ ،‬حيػث أخػذ‬
‫مػػن أمػػره صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم لػػبعض أصػػحابو بالقضػػاء يف قضػػية معينػػة‪ ،‬أو يف خصػػومة معينػػة‪،‬‬
‫أو يف جه ػػة ؿب ػػددة تأص ػػيل لفك ػػرة االختص ػػاص القض ػػائي‪ ،‬وإف دل تك ػػن واض ػػحة آن ػػذاؾ‪ ،‬لقل ػػة‬
‫اػبصومات بُت الناس‪ ،‬وصغر مساحة الدولة اإلسالمية‪.‬‬
‫فقػػد جػػاء إليػػو صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم خصػػماف فػػأمر عقبػػة بػػن عػػامر اعبهػػٍت – صػػلى اهلل عليػػو‬
‫وسلم – أف يقضي بينهما(‪.) 2‬‬
‫ويف ىذا زبصيص لعقبة بالنظر يف قضية أشخاص معنيُت‪ ،‬ال ينظر بُت غَتىم‪.‬‬
‫كمػػا بعػػث صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم حذيفػػة بػػن اليمػػاف – رضػػي اهلل عنػػو – ليقضػػي بػػُت قػػوـ يف‬
‫خص(‪ ،) 3‬كاف بينهم‪ ،‬فقضى حذيفة للذين يليهم القمط(‪ ) 4‬فلما رجع إذل الن ي صػلى اهلل عليػو‬
‫وسلم أخربه‪ ،‬فقاؿ ‪ (( :‬أصبت وأحسنت )) (‪.) 5‬‬
‫ويف ىذا زبصيص بالقضاء يف خصومة معينة‪ ،‬ال يقضي اؼبوذل يف غَتىا‪.‬‬
‫ووذل صلى اهلل عليو وسلم معاذا‪ ،‬وعلياً‪ ،‬وأبا موسى األشعري – رضي اهلل عنهم – علػى أقػاليم‬
‫متنوعة باليمن‪ ،‬وقلد عتاب بن أسيد – رضي اهلل عنػو – إمػرة مكػة وقضػائها‪ ،‬وىػذا يعػد إرسػاءً‬
‫لفكرة االختصاص اؼبكاين‪ ،‬فال يتصدي اؼبوذل يف مكاف معُت للقضاء يف غَته من األمكنة(‪.) 6‬‬

‫(‪ ) 1‬ؼبزيػػد مػػن التفصػػيل حػػوؿ ىػػذا اؼبوضػػوع ينظػػر‪ :‬كتػػاب االختصػػاص القضػػائي يف الفقػػو اإلسػػالمي‪ ،‬لناصػػر بػػن‬
‫ؿبمد الغامدي‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬رواه اإلمػػاـ أضبػػد يف كتػػاب القضػػاء والشػػهادات‪ ،‬بػػاب ‪ :‬مػػا جػػاء يف القاضػػي يصػػيب وىبطػػي‪ ،‬وأجػػر اجملتهػػد‬
‫وكيف يقضي‪ ،‬ورجالو رجاؿ الصحيح‪ ،‬ينظر‪ :‬الفتح الرباين (‪.)297/15‬‬
‫(‪ ) 3‬اػبص ‪ :‬ىو البيت من القصب‪ ،‬ينظر ‪ :‬ـبتار الصحاح ‪ :‬ص ‪ ،169‬مادة ( خصص )‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬القمط ‪ :‬ىو مػا يشػد بػو األخصػاص‪ ،‬ومنػو قػوؽبم ‪ :‬معاقػد القمػط‪ ،‬ينظػر ـبتػار الصػحاح ص ‪ ،491 :‬مػادة‬
‫(قمط )‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬رواه ابن ماجو يف سننو‪ ،‬يف كتاب األحكاـ‪ ،‬باب ‪ :‬الرجالف يػدعياف يف خػص‪ ،‬ح( ‪ )2343‬بتحقيػ ؿبمػد‬
‫ؿبمد فؤاد عبدالباقي‪ ،‬دار الفكر بَتوت‪1373 ،‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬االختصاص القضائي يف الفقو‪ ،‬لناصر الغامدي ف ص ‪ 192‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫فهػػذا عمػػر بػػن اػبطػػاب – رضػػي اهلل عنػػو – يقػػوؿ للسػػائب بػػن يزيػػد – رضػػي اهلل عنهمػػا – ((‬
‫أكفٍت صغار األمور‪،‬ورد عٍت الناس يف الدرىم والدرنبُت )) (‪.) 1‬‬
‫كما جاء عن عمر رضي اهلل عنو أنو هنى الوالة عن القتل إال بإذنو (‪.) 2‬‬
‫وعلػػى ىػػذا جػػرى األمػػر مػػن بعػػده حسػػب اغباجػػة‪ ،‬زمانػاً ومكانػاً‪ ،‬وىػػذا لػػيس لػػو حػػد يف الشػػرع‪،‬‬
‫كمػػا ذكػػره ابػػن فرحػػوف نق ػالً عػػن ابػػن القػػيم – رضبهمػػا اهلل تعػػاذل – وأنػػو قػػد يػػدخل يف واليػػة‬
‫القضاء يف بعض األمكنة واألزمنة دوف بعض(‪ ،) 3‬وليس يف اإلسالـ ما يبنع وضع نظػاـ للسػلطة‬
‫القضائية وبد اختصاصها ويكفل تنفيذ أحكامها‪ ،‬ويضػمن لرجاؽبػا حػريتهم يف إقامػة العػدؿ بػُت‬
‫الناس(‪.) 4‬‬
‫قػػاؿ ابػػن قبػػيم رضبػػو اهلل تعػػاذل ‪ (( :‬القضػػاء هبػػوز زبصيصػػو وتقييػػده بالزمػػاف‪ ،‬واؼبكػػاف‪ ،‬واسػػتثناء‬
‫بعض اػبصومات)) (‪.) 5‬‬
‫وفبػػا تقػػدـ يتضػػح جبػػالء أف اختصػػاص القضػػاء معػػروؼ‪ ،‬عمػػل بػػو النػػ ي صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم‪،‬‬
‫وخلفاؤه الراشدوف ومن بعػدىم‪ ،‬وذكػره الفقهػاء يف كتػبهم‪ ،‬وأف ذلػك مػن السياسػة الشػرعية الػيت‬
‫لورل األمر فيها النظر إذل مدى حاجة البالد إليها‪.‬‬
‫وقد جاء يف اؼبادة ( ‪ ) 5‬من النظاـ األساسي للحكم يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬الصادر عاـ‬
‫( ‪1412‬ىػ )‪ ،‬ما نصو ‪ (( :‬يقوـ اؼبلك بسياسػة األمػة‪ ،‬سياسػة شػرعية طبقػاً ألحكػاـ اإلسػالـ‪،‬‬
‫ويشػػرؼ علػػى تطبيػ الشػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬والسياسػػة العامػػة للدولػػة‪ ،‬وضبايػػة الػػبالد‪ ،‬والػػدفاع عنهػػا‬
‫))‪.‬‬
‫وذبدر اإلشػارة إذل أف االختصػاص القضػائي فيػو مصػاحل كثػَتة‪ ،‬منهػا ‪ :‬أنػو هبعػل القاضػي يكػوف‬
‫أقػػدر علػػى معرفػػة حقػػائ اؼبسػػائل ودقائقهػػا يف ؾبػػاؿ اختصاصػػو‪ ،‬فتكسػػبو خػػربة إذل خربتػػو‪ ،‬وقػػوة‬

‫(‪ ) 1‬ذكره اؽبيثمي يف ؾبمع الزوائد ‪ ،196/4 :‬وقاؿ ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ذكره ابن فرحوف يف تبصره اغبكاـ ‪ :‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ ) 3‬اؼبرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ ) 4‬السياسة الشرعية‪ ،‬لعبدالوىاب خالؼ‪ ،‬ص ‪.53-52‬‬
‫(‪ ) 5‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص ‪.239 :‬‬

‫‪043‬‬
‫إذل قوتػػو‪ ،‬يضػػاؼ إذل ذلػػك‪ ،‬أف فيػػو تيسػَتاً علػػى اؼبتقاضػػُت‪ ،‬ألف عػػدد القضػػاة سػػيكثر‪ ،‬وبالتػػارل‬
‫ىبف العمل فبا يعطي القاضي مزيداً من التفرغ والًتكيز يف القضايا اؼبوكلة إليو‪.‬‬

‫‪044‬‬
‫ادلجحث انثبَ‪ : ٙ‬لجٕل أٔ سفغ اإلػرتاع ٔآثبسًْب ‪.‬‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬قبوؿ اإلعًتاض وآثاره ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬رفض اإلعًتاض وآثاره ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطل ػػب الثالػ ػػث ‪ :‬موق ػػف الفقػ ػػو اإلس ػػالمي م ػػن قب ػػوؿ أو رفػ ػػض‬
‫اإلعًتاض ‪.‬‬

‫ادلجحث انثبَ‪ٙ‬‬

‫‪045‬‬
‫لجٕل أٔ سفغ االػرتاع ٔآثبسًْب‬

‫ادلطهت األٔل ‪ :‬لجٕل االػرتاع ٔآثبسِ‬

‫إذا تقدـ أحد اػبصوـ باالعًتاض على حكم احملكمُت يف اؼبدة اليت حددىا النظاـ‪ ،‬وىي طبسػة‬
‫عشر يوماً‪ ،‬فإف اعًتاضو يقبل شكالً مػن اعبهػة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع(‪ ،) 1‬وىػي اعبهػة الػيت‬
‫اعتم ػػدت وثيق ػػة التحك ػػيم ابت ػػداءً‪ ،‬ويف ك ػػل األحػ ػواؿ ال زبل ػػو النتيج ػػة ال ػػيت تنته ػػي إليه ػػا اعبه ػػة‬
‫اؼبختصة أصالً بنظر النػزاع بعػد قبػوؿ االعػًتاض شػكال علػى أحكػاـ احملكمػُت اؼبقػدـ يف اؼبواعيػد‬
‫احملددة‪ ،‬من حالُت‪:‬‬

‫‪ -‬اغبالة األوذل ‪ :‬قبوؿ االعًتاض من الناحية اؼبوضوعية ‪ :‬وذلك مىت رأت اعبهة اؼبختصػة أصػالً‬
‫بنظر النزاع‪ ،‬أف حكم احملكمُت شابو غموض أو عدـ وضوح أو نقص أو أنػو اسػتند إذل مسػتند‬
‫ب وفق ػاً للوج ػػو الش ػػرعي والنظ ػػامي أو ك ػػاف الس ػػبب غ ػػَت موص ػػل أو أف‬
‫غ ػػَت ص ػػحيح أو دل يُس ػب ْ‬
‫اغبكم خالف ح الدفاع اؼبقرر للخصوـ(‪ ،) 2‬أو أف األسس اليت بٌت عليهػا غػَت واضػحة أو أهنػا‬
‫غػَت صػاغبة لبنػػاء اغبكػم عليهػا(‪ ) 3‬أو أف اغبكػم خػالف مػا ورد يف وثيقػػة التحكػيم(‪ ،) 4‬أو قضػػى‬
‫بػػأكثر فبػػا يطلبػػو اػبصػػوـ (‪ ) 5‬أو خػػالف الشػريعة اإلسػػالمية (‪ ،) 6‬أو اآلداب العامػػة‪ ....‬إذل غػػَت‬
‫ذلك من األسباب‪.‬‬
‫فلهذه اعبهة اؼبختصة رفض حكم احملكمُت أو إعادتو إذل ىيئة التحكيم إلبداء وجهػة نظرىػا يف‬
‫األمر وإذا قامت ىيئة التحكيم باستيفاء ما طلبتو اعبهة اؼبختصة بأف أخذت برأيها باستيفاء ما‬

‫(‪ ) 1‬ويف ىػػذا صػػدرت أحكػػاـ لػػديواف اؼبظػػادل ‪ :‬حكػػم رقػػم ‪/18 :‬د‪/‬ت ج ‪ ،1/‬لعػػاـ ‪1416‬ىػ ػ وحكػػم لػػديواف‬
‫اؼبظػادل بػػرقم ‪/46‬د‪/‬ت ج ‪ ،1 /‬لعػػاـ ‪1419‬ىػػ‪ ،‬وحكػػم رقػػم ‪/197 :‬د‪/‬ت ج ‪ ،1/‬لعػػاـ ‪1415‬ىػػ‪ ،‬واغبكػػم‬
‫رقػػم ‪/19‬د‪/‬ت ج ‪ 4 /‬لعػػاـ ‪1423‬ىػػ‪ ،‬ينظػػر ‪ :‬مفهػػوـ تنفيػػذ أحكػػاـ احملكمػػُت‪ ،‬لعبػػداهلل بػػن ضبػػد السػػعداف ‪:‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫(‪ ) 2‬أحك ػ ػػاـ دي ػ ػواف اؼبظ ػ ػػادل رق ػ ػػم ‪/19‬د‪/‬ت ج ‪ /4/‬لع ػ ػػاـ ‪1423‬ى ػ ػػ‪ ،‬وحكم ػ ػػو رق ػ ػػم ‪/86‬د ‪ /‬ت ج ‪ 4 /‬لع ػ ػػاـ‬
‫‪1429‬ىػ‪ ،‬وحكمو رقم ‪/29‬د‪/‬ت ج ‪ /‬لعاـ ‪1419‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬حكم ديواف اؼبظادل رقم ‪/18‬د ‪ /‬ت ج ‪ 1/‬لعاـ ‪1416‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬حكم الديواف رقم ‪/29 :‬د‪/‬ت ج ‪ 4 /‬لعاـ ‪1418‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬حكم الديواف رقم ‪/29‬د‪/‬ت ج ‪ 4 /‬لعاـ ‪1418‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬حكم الديواف رقم ‪/ 197‬د‪/‬ت ج ‪ /‬لعاـ ‪1415‬ىػ‪.‬‬

‫‪046‬‬
‫طلبتو اعبهػة اؼبختصػة بػأف أخػذت برأيهػا أو دافعػت عػن حكمهػا‪ ،‬أعيػد اغبكػم للجهػة اؼبختصػة‬
‫علػػى شػػكل حكػػم جديػػد أو بيػػاف يتضػػمن وجهػػة النظػػر‪ ،‬ألف النظػػاـ دل وبػػدد ؽبػػذا األمػػر شػػكالً‬
‫معيناً وللجهة اؼبختصة أف تقػوـ بتأييػد اغبكػم(‪ ) 1‬وإكمػاؿ إجػراءات تسػليم الصػورة التنفيذيػة إذل‬
‫احملكوـ لو‪.‬‬
‫أمػػا إذا دل تقتن ػػع ب ػػذلك فله ػػا أف تتص ػػدى إليض ػػاح ى ػػذا األم ػػر وتأيي ػػد اغبك ػػم‪ ،‬أم ػػا إذا تب ػػُت أف‬
‫اغبكػػم غػػَت صػػاحل للتنفيػػذ أو يبكػػن إصػػالحو أو إكمػػاؿ نقصػػو فإهنػػا تتجػػو إذل اغبكػػم بنقضػػو أو‬
‫نقػػض اعبػػزء الػػذي تػػرى فيػػو اؼبخالفػػة مػػع إيضػػاح أسػػباب حكمهػػا سػواء بالتصػريح بػػو أو اإلحالػػة‬
‫( ‪.) 2‬‬
‫إذل أمور وردت يف وقائع الدعوى‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫سفغ االػرتاع ٔآثبسِ‬

‫(‪ ) 1‬كما يف اغبكم رقم ‪/43‬د‪ /‬ت ج ‪ 1/‬لعاـ ‪1421‬ىػ‪.‬‬


‫(‪ ) 2‬اغبك ػػم رق ػػم ‪/19‬د‪/‬ت ج ‪ /‬لعػ ػػاـ ‪1423‬ى ػ ػػ‪ ،‬وحكمػ ػػو ‪/26 :‬د‪/‬ت ج ‪ 1/‬لع ػػاـ ‪1429‬ى ػ ػػ‪ ،‬وق ػػد أخػ ػػذت‬
‫األحكاـ السابقة من حبث مفهوـ تنفيذ أحكاـ احملكمػُت‪ ،‬للقاضػي بػديواف اؼبظػادل عبػداهلل بػن ضبػد السػعداف‪،‬‬
‫ص ‪.5-6‬‬

‫‪047‬‬
‫إذا أعملػػت اعبهػػة اؼبختصػػة سػػلطتها يف نظػػر االع ػًتاض‪ ،‬وتبػػُت ؽبػػا سػػالمة حكػػم احملكمػػُت مػػن‬
‫اؼبخالف ػػات الش ػػرعية أو النظامي ػػة‪ ،‬وأن ػػو دل وبك ػػم ب ػػأكثر فب ػػا طلب ػو اػبص ػػوـ(‪ ،) 1‬ودل يش ػػتمل عل ػػى‬
‫ـبالف ػػة غب ػ ال ػػدفاع(‪ ،) 2‬وتب ػػُت ؽب ػػا خل ػػو االع ػًتاض م ػػن طع ػػوف ص ػػحيحة فإهن ػػا تتج ػػو إذل رف ػػض‬
‫االعًتاض موضوعاً ويف ىذه اغبالة تلتزـ الػدائرة بإصػدار األمػر بتنفيػذ حكػم احملكمػُت(‪ ،) 3‬ويعتػرب‬
‫يف حكػم األحكػػاـ الصػػادرة عنهػا حسػػب منصػػوص اؼبػػادة ( ‪ ) 21‬مػن نظػػاـ التحكػػيم‪ ،‬ويصػػبح‬
‫سنداً تنفيذياً يسلمو كاتب اعبهة اؼبختصة إذل احملكوـ لو بعد أف يوضح بو األمر بالتنفيذ ويذيلو‬
‫بالصيغة الواردة يف اؼبادة ( ‪ ) 44‬من الالئحة التنفيذية لنظاـ التحكيم وىي‪:‬‬
‫(( يطلػػب مػػن كافػػة الػػدوائر واعبهػػات اغبكوميػػة اؼبختصػػة العمػػل علػػى تنفيػػذ ىػػذا الق ػرار جبميػػع‬
‫الوسائل النظامية اؼبتبعة ولو أدى ذلك إذل استعماؿ القوة اعبربية عن طري الشرطة)) (‪.) 4‬‬

‫ادلطهت انثبنث‬

‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ لجٕل أٔ سفغ االػرتاع‬

‫(‪ ) 1‬حكم ديواف اؼبظػادل رقػم ‪/46 :‬د‪/‬ت ‪ 1/‬لعػاـ ‪1419‬ىػػ‪ ،‬الػذي ورد بػو مػا نصػو ‪ (( :‬وحيػث اسػتباف للػدائرة‬
‫سالمة األسس واألسباب اليت قاـ عليها حكم احملكمُت وليس فيػو ـبالفػة شػرعية أو نظاميػة‪ ...‬وأنػو دل وبكػم‬
‫بأكثر فبا طلبو اػبصوـ كما جاء موافقاً لوثيقة التحكيم‪.)) ....‬‬
‫(‪ ) 2‬حكم ديواف اؼبظادل رقم ‪/43‬د‪/‬ت ج ‪ 1/‬لعاـ ‪1421‬ىػ الذي تضمن رفض الديواف قوؿ اؼبعًتض من أنػو دل‬
‫يبكن من تقدمي االعًتاض على تقرير احملاسب القانوين لثبوت عدـ صحة قولػو ألنػو حػدد مػدة معينػة باختيػاره‬
‫لتقػػدمي االع ػًتاض علػػى تقريػػر احملاسػػب القػػانوين ودل يفعػػل‪ ،‬وحكػػم دي ػواف اؼبظػػادل رقػػم ‪/86‬د‪/‬ت ج ‪ 4/‬لعػػاـ‬
‫‪1423‬ىػ الذي تضمن إعادة اغبكم إذل ىيئة التحكيم بعػد أف اسػتباف ؽبػا أف حكػم ىيئػة التحكػيم دل يتطػرؽ‬
‫إذل مالحظات اؼبدعي على تقرير ( اؼبتضامنوف ) الذي اسػتندت عليػو ىيئػة التحكػيم ودل يػر العػًتاض اؼبػدعي‬
‫أثر يف وقائع جلسات اؽبيئة وال يف حكمها‪ ،‬وكذلك حكم ديواف اؼبظادل رقم ‪/29‬د‪/‬ت ج ‪1418 /‬ىػ‪..‬‬
‫(‪ ) 3‬حكم ديواف اؼبظادل رقم ‪/19‬د ‪ /‬ت ج ‪ 4 /‬لعاـ ‪1423‬ىػ‪ ،‬وحكمو رقم ‪/18‬د‪/‬ت ج ‪ /‬لعاـ ‪1416‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬ينظر‪ :‬مفهوـ تنفيذ أحكاـ احملكمُت للسعداف‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪048‬‬
‫(‪1‬‬
‫تأييد األحكاـ التحكيمية ونقضها عند وجود سبب النقض أمػر متكػرر يف الشػريعة اإلسػالمية‬
‫)‪.‬‬
‫فػإذا أصػدر احملكػم حكمػو وكػاف موافقػاً لقواعػد الشػريعة وأصػوؽبا ويف نطػاؽ االختصػاص اؼبخػوؿ‬
‫لػػو شػػرعاً ونظام ػاً فػػإف ىػػذا اغبكػػم يكػػوف ملزم ػاً للخصػػمُت وهبػػب علػػيهم تنفيػػذه‪ ،‬وإذا دل يبػػادر‬
‫الطرؼ احملكوـ عليو بتنفيذ اغبكم فإف احملكم يرفع اغبكم إذل القاضي اؼبخػتص لتوثيقػو وإجبػار‬
‫الطرؼ اؼبمتنع على تنفيذه‪ ،‬وعلى احملكػم أو احملكػوـ لػو أف يبػادر برفػع اغبكػم إذل القاضػي حػىت‬
‫يغل ػ علػػى احملكػػوـ عليػػو البػػاب مػػن اؼبماطلػػة يف التنفيػػذ‪ ،‬وىػػذا مػػا عملػػو سػػعد بػػن معػػاذ عنػػدما‬
‫أصػػدر حكمػػو يف بػػٍت قريظػػة حيػػث رفعػػو إذل قاضػػي األمػػة وىػػو الرسػػوؿ صػػلى اهلل عليػػو وسػػلم‬
‫فسدد الرسوؿ حكم سعد وأمضاه(‪.) 2‬‬
‫وأما إذا كانت األحكاـ مستحقة للنقض لوجود سبب من أسبابو فإهنا تنقض‪.‬‬
‫وق ػػد س ػػب حكاي ػػة االتف ػػاؽ ب ػػُت الفقه ػػاء رضبه ػػم اهلل تع ػػاذل عل ػػى جػ ػواز مب ػػدأ نق ػػض األحك ػػاـ‬
‫التحكيمية إذا كاف يستدعي إحقاؽ اغبػ نقضػها وىػذا االتفػاؽ مسػتنده علػى نصػوص الػوحيُت‬
‫من الكتاب والسنة واليت سب عرضها يف مبحث ساب ‪.‬‬
‫واستناداً على ىذه اؼبشروعية فإف لورل األمر من باب تنظػيم القضػاء والتحكػيم أف يعهػد للجهػة‬
‫اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع التحكيم ػػي دبراجعػػة األحك ػػاـ الص ػػادرة عػػن احملكم ػػُت وتأيي ػػدىا إف‬
‫كانت مستحقة للتأييػد أو نقضػها‪ ،‬إف كانػت مسػتحقة للػنقض‪ ،‬وذلػك للمصػلحة العامػة لألمػة‬
‫للتأكد من حجة األحكاـ التحكيمية وضبطها وتنفيذىا‪.‬‬
‫وىذا الصالحية لػورل األمػر يف كػل عصػر ومصػر علػم اجتهػادي يرجػع إذل رأي اإلمػاـ بشػرط أف‬
‫تكػوف ؼبصػػلحة األمػػة‪ ،‬ألنػػو مػػن اؼبقػػرر يف الفقػػو اإلسػػالمي أف (تصػػرؼ اإلمػػاـ علػػى الرعيػػة منػػوط‬
‫باؼبصلحة ) (‪.) 3‬‬

‫(‪ ) 1‬شرح أدب القاضي البن مازه ‪ ،199/3 :‬تبصرة اغبكػاـ البػن فرحػوف ‪ ،82/1:‬أدب القضػاء البػن أيب الػدـ‬
‫‪ :‬ص ‪ ،125‬اؼبغٍت ‪ ،497/11 :‬شرح منتهى اإلرادات ‪.565/3 :‬‬
‫(‪ ) 2‬رواه البخاري برقم ( ‪ ،) 3943‬ومسلم برقم ( ‪.)64/1768‬‬
‫(‪ ) 3‬األشباه والنظائر للسيوطي ص ‪ ،121 :‬واألشباه والنظائر البن قبيم‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪049‬‬
051
‫ً‬
‫ادلجحث انثبنث ‪ :‬حذٔد صهطخ انمؼبء ادلخزض أطال ثُظش اإلػرتاع‬

‫‪ ‬اؼبطلب األوؿ ‪ :‬سلطة اعبهة القضائية يف األمور الشكلية ‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبطلب الثاين ‪ :‬سلطة اعبهة القضائية يف األمور اؼبوضوعية ‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبطلب الثالث ‪ :‬موقف الفقو اإلسالمي من ذلك ‪.‬‬

‫ادلجحث انثبنث‬

‫حذٔد صهطخ انمؼبء ادلخزض أطال ثُظش انُزاع‬

‫ادلطهت األٔل‬

‫صهطخ اجلٓخ انمؼبئ‪ٛ‬خ يف األيٕس انشكه‪ٛ‬خ‬

‫‪050‬‬
‫للقضػػاء اؼبخػػتص أصػالً بنظػػر النػزاع سػػلطة علػػى األمػػور واإلجػراءات الشػػكلية التحكيميػػة‪ ،‬وىػػذا‬
‫التوجيػػو يعتػػرب مبػػدأ اتفقػػت عليػػو أغلػػب التنظيمػػات التحكيميػػة العاؼبيػػة اليػػوـ(‪ ،) 1‬وكػػذلك أيػػده‬
‫معظم شراح القوانُت‪.‬‬
‫فكل ما هبب على اعبهة اؼبختصة أصالً ينظر النزاع ىو مراقبة مدى التزاـ احملكمُت بػاإلجراءات‬
‫واؼبواعيد اليت نص عليها نظاـ التحكيم والئحتو من ناحية‪ ،‬والتحق من عدـ تضمن اغبكػم مػا‬
‫ىبالف الشريعة اإلسالمية أو األنظمة اؼبرعية أو األخالؽ والنظاـ العاـ من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ودل أجػػد نص ػاً يف نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي وال يف الئحتػػو التنفيذيػػة حػػوؿ ىػػذه اؼبسػػألة‪ ،‬ويػػرى‬
‫بع ػػض الب ػػاحثُت أن ػػو س ػػلطة القض ػػاء الس ػػعودي تنحص ػػر يف األم ػػور الش ػػكلية ى ػػو م ػػا يبك ػػن أف‬
‫يستشف من النظاـ حيث أنو يتضح من نصوص النظاـ‪ ،‬اؼبتعلقة‪ ،‬بإيداع وثيقة التحكػيم لػدى‬
‫اعبهػة اؼبختصػة أصػالً بنظػر النػزاع واعتمػػاد وثيقػة التحكػيم مػػن قبػل ىػذه اعبهػػة‪ ،‬أف اؼبقصػود ىػػو‬
‫إقرار نػوع مػن الرقابػة مػن جانػب القضػاء علػى التحكػيم‪ ،‬رقابػة سػابقة علػى فحػص ونظػر النػزاع‪،‬‬
‫وىػػي رقابػػة اؽبػػدؼ منهػػا علػػى مػػا يبػػدو مراجعػػة بعػػض األمػػور للتأكػػد مػػن مطابقػػة مػػا اتفػ عليػػو‬
‫اػبصوـ للشروط اليت اشًتطها النظاـ(‪.) 2‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫حيػػث صػػدر حكػػم حػػديث ؿبكمػػة االسػػتئناؼ‬ ‫ويف ىػػذا الصػػدد اجتهػػاد للقضػػاء السػػعودي‬
‫ب ػػديواف اؼبظ ػػادل يف ى ػػذه اؼبس ػػألة ب ػػرقم ‪/395‬إس ‪ 7 /‬لع ػػاـ ‪1439‬ى ػ ػ أك ػػد في ػػو ح ػػدود الرقاب ػػة‬
‫القضائية على احملكمُت وجاء فيو ما يلي ‪:‬‬
‫(( إف اختصاص الدائرة يف حكػم التحكػيم ىػو إمػا رفػض االعػًتاض واألمػر بتنفيػذ اغبكػم‪ ،‬وإمػا‬
‫قبػػوؿ االع ػًتاض والفصػػل فيػػو‪ ،‬أمػػا ذبػػاوز ذلػػك إذل اؼبصػػادفة علػػى اغبكػػم فتزيػػد ال ؿبػػل لػػو‪ ،‬وفبػػا‬
‫يؤكد ذلك أف رقابة الػدائرة علػى حكػم التحكػيم تنحصػر يف عػدـ ـبالفػة اغبكػم لنظػاـ التحكػيم‬
‫والئحتو التنفيذية أو النصوص القطعية من الكتاب والسنة‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬التحكيم‪ ،‬للبجاد‪ ،‬ص ‪.236‬‬


‫(‪ ) 2‬التحكػػيم التجػػاري الػػوطٍت والػػدورل يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية لرفعػػت والء‪ ،‬مػػن إصػػدارات الغرفػػة التجاريػػة‬
‫الصناعية جبدة عاـ ‪1419‬ىػ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫(‪ ) 3‬بعض االجتهادات القضائية فبثلة يف ديواف اؼبظادل مضطربة‪ ،‬حيث سػيأيت يف اؼببحػث التػارل‪ ،‬ذكػر غبكػم مػن‬
‫ؿبكمة االستئناؼ يذىب فيو إذل مناقشة أسباب األحكاـ التحكيمية من الناحية اؼبوضوعية‪.‬‬

‫‪052‬‬
‫أمػػا اجتهػػاد ىيئػػة التحكػػيم يف اسػػتخالص النتيجػػة مػػن األدلػػة والبينػػات الػػيت تقػػدـ مػػن أط ػراؼ‬
‫النػزاع فالػػدائرة ليسػػت معنيػػة بػو وذلػػك دل يطلػػب منهػػا اؼبصػػادقة والتأييػد‪ ،‬األمػػر الػػذي يتعػػُت معػػو‬
‫إعادة القضية إذل الدائرة للحكم فيها وفقاً ؼبا نص عليو النظاـ ))‪.‬‬
‫وكػػذلك قضػػت ؿبكمػػة الػػنقض اؼبص ػرية(‪ ) 1‬بأنػػو إذا تطػػرؽ القاضػػي إذل حبػػث مػػدى سػػالمة أو‬
‫صحة قضاء التحكيم يف موضوع الدعوى‪ ،‬فإنو يكوف قد خرج عن حدود واليتو‪.‬‬
‫كما قضت ؿبكمػة التمييػز األردنيػة بأنػو لػيس لقاضػي دعػوى الػبطالف مراجعػة أحكػاـ التحكػيم‬
‫لتقػػدير مالئمتػػو أو مراقبػػة حسػػن تقػػدير احملكمػػُت للص ػواب أو خطػػأ اجتهػػادىم يف فهػػم الواقػػع‬
‫وتكييفو أو تفسَت القانوف وتطبيقو‪.‬‬
‫ذلػك أف الرقابػة اؼبنصػػوص عليهػا يف اؼبػػادة ( ‪ )49‬مػن قػػانوف التحكػيم األردين ؽبػػا صػيغة شػػكلية‬
‫حبيث ال تنفذ إذل أصل النزاع وال تسلط احملكمة‪ ،‬رقابة على كيفية تأويل ىيئة التحكػيم للقػانوف‬
‫وكيفية تطبيقو(‪.) 2‬‬

‫ادلطهت انثبَ‪ٙ‬‬

‫صهطخ اجلٓخ انمؼبئ‪ٛ‬خ يف األيٕس ادلٕػٕػ‪ٛ‬خ‬

‫يقصد من ىذا اؼبطلب أنو ىل تعد اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع جهػة اسػتئنافية أـ ال حبيػث‬
‫ى ػػل هب ػػوز ؽب ػػا ال ػػدخوؿ يف موض ػػوع ال ػػدعوى التحكيمي ػػة وتن ػػاوؿ أحك ػػاـ احملكم ػػُت م ػػن الناحي ػػة‬
‫اؼبوضوعية؟‪.‬‬
‫وبالتارل تنظر القضية من جديد إذا قبلت االعًتاض ؟‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬الطعن رقم ( ‪ )815‬لسنة ‪ -52‬جلسة ‪ 21‬مػايو ‪1999‬ـ‪ ،‬نقػالً عػن بطػالف حكػم التحكػيم‪ ،‬ألضبػد بشػَت‬
‫الشرايري‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(‪ ) 2‬القضية اغبقوقية رقم ‪2996/291‬ـ‪ ،‬جلسة ‪2996/8/21‬ـ‪ ،‬نقالً عن اؼبرجع الساب ‪.‬‬

‫‪053‬‬
‫وبالنظر يف فلسفة التحكيم والسر يف وجوده ىو ما تقتضيو اؼبنازعات التجارية من سػرعة وسػرية‬
‫غبلهػػا ولكػػي يتحق ػ ذل ػػك ينبغػػي أف يكػػوف دور القض ػػاء كمػػا سػػب اغب ػػديث عنػػو ىػػو التأك ػػد‬
‫والتثب ػػت م ػػن أف القػ ػرار التحكيم ػػي ص ػػدر س ػػليماً وفقػ ػاً لإلجػ ػراءات النظامي ػػة‪ ،‬دوف اػب ػػوض يف‬
‫موضػػوع الن ػزاع ونظرىػػا مػػن جديػػد دبجػػرد اع ػًتاض أحػػد أط ػراؼ اػبصػػومة التحكيميػػة علػػى ىػػذا‬
‫القرار‪.‬‬
‫وبسػػبب حداثػػة التجربػػة التحكيميػػة يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية فػػإف اإلجابػػة علػػى التسػػاؤؿ دل‬
‫تتضػػح معاؼبهػػا بشػكل واضػػح لظهػػور عػػدة آراء متباينػػة‪ ،‬فػػالبعض مػػن شػراح النظػػاـ يػػرى أف ىػػذا‬
‫اإلجراء الذي نصت عليو اؼبادة ( ‪ ) 19‬من نظاـ التحكيم هبعل اعبهة اؼبختصة جهة اسػتئنافية‬
‫لقػرار التحكػيم سػواء كػاف االعػًتاض علػى القػرار نفسػػو أو يف إجػراءات إصػػدار القػرار أو كانػػت‬
‫األسباب موضوعية متعلقة دبوضوع النزاع(‪.) 1‬‬
‫ويؤكد آخروف من الشراح على أف ما يتم أماـ اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع إمبا ىو استئناؼ‬
‫شكالً وموضوعاً وال شيء غَت ذلك‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬بن ػػاء عل ػػى التطبيق ػػات القض ػػائية يف العم ػػل القض ػػائي الي ػػوـ‪ ،‬ينظ ػػر ‪ :‬تطبيق ػػات التحك ػػيم يف اؼبملك ػػة‪ ،‬ؼباج ػػد‬
‫قاروب‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫ومػػن ىػػذه األحكػػاـ القضػػائية الػػيت ناقشػػت اسػػباب اغبكػػم لكوهنػػا غػػَت موصػػلة إذل النتيجػػة الػػيت اهنػػي إليهػػا‬
‫اػبصوـ‪ ،‬حكم ديواف اؼبظادل رقم ‪/18‬د ‪ /‬ت ج ‪ 1/‬لعاـ ‪1416‬ىػ الذي ورد فيو مػا نصػو ‪....(( :‬وتالحػظ‬
‫الدائرة أف ما سامتو ىيئة التحكيم من أسباب للوصػوؿ إذل اغبكػم بػاؼببلغ اؼبشػار إليػو غػَت صػحيحة وال تػؤدي‬
‫إذل ىذه النتيجة ذلك ما أف ما عرضتو الشركة اؼبدعى عليها على اؼبؤسسة اؼبدعية من مبالغ مالية إمبا عرضتها‬
‫مػن أجػػل الصػػلح وإهنػا النػزاع القػػائم بينهمػا ولػػيس مػن بػاب اإلقػرار بػػأف اؼبؤسسػة‪( ....‬اؼبدعيػػة )= =عمػػوالت‬
‫مسػتحقة قبػػل عػاـ ‪ ،1992‬وىػػو تػػاريخ قيػاـ النػزاع بػػُت الطػرفُت إذ لػػيس ىنػاؾ تػػالزـ =بػػُت مػا عرضػػتو الشػػركة‬
‫اؼبدعى عليها صلحا وبػُت مػا تسػتحقو اؼبؤسسػة اؼبدعيػة مػن عمػوالت قبػل نشػوء ىػذا النػزاع حػىت يبكػن القػوؿ‬
‫بالوصػػوؿ إذل ىػػذه النتيجػػة فبػػا تنتهػػي معػػو الػػدائرة إذل عػػدـ صػػحة اؼببلػػغ احملكػػوـ بػػو ؼبؤسسػػة‪ ( ...‬اؼبدعيػػة ) يف‬
‫النقطة اؼبشار إليها‪.)) .....‬‬
‫وكػػذلك حكػػم دي ػواف اؼبظػػادل رقػػم ‪/46‬د ‪ /‬ت ج ‪ 1 /‬لعػػاـ ‪1419‬ى ػ الػػذي نػػص يف أسػػباب تأييػػد حكػػم‬
‫احملكمُت إذل سالمة األسس واألسباب اليت قاـ عليها اغبكم فبا يتضػح معػو تػدخل القضػاء يف اسػباب حكػم‬
‫التحكيم‪ ،‬ينظر ‪ :‬مفهوـ تنفيذ أحكاـ احملكمُت‪ ،‬لعبداهلل بن ضبد السعداف‪ ،‬ص ‪.6-5‬‬

‫‪054‬‬
‫ويػػربر أصػػحاب ىػػذا الػرأي وجهػػة نظػػرىم أف نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي دل يوضػػح أسػػباب معينػػة‬
‫لالعًتاض وبالتارل عدوا التحكيم مرحلة أو درجة من درجات التقاضي(‪.) 1‬‬
‫بينمػػا يػػرى آخػػروف أن ػػو وإف كػػاف نظػػاـ التحك ػػيم السػػعودي أعطػػى ح ػ االع ػًتاض ضػػد الق ػرار‬
‫التحكيمي أماـ اعبهة اؼبختصػة فهػو لػيس اسػتئنافاً وإمبػا ىػو اعػًتاض مػن نػوع خػاص ضػد القػرار‬
‫خالؿ مدة معينة لتنظر فيو اعبهة اؼبختصة أما برفض االعًتاض وإعطاء القػرار التحكيمػي صػيغة‬
‫التنفيذ أو قبوؿ االعًتاض وإعادتو إذل ىيئة التحكيم(‪.) 2‬‬
‫ويذىب آخروف إذل أف الرقابة القضائية على قرارات التحكػيم ىػي رقابػة شػرعية‪ ،‬دبعػٌت أف اعبهػة‬
‫اؼبختصة أصالً بنظر النزاع تتأكد من أف القرار صدر سليماً وأنو ال يوجد فيو سبب من أسػباب‬
‫النقض اؼبنصوص عليها يف الفقو اإلسالمي دوف ذباوز ذلك إذل موضوع الدعوى(‪.) 3‬‬
‫فهي بػذلك أي الرقابػة الشػرعية تتفػ مػع مػا هنجػت عليػو الكثػَت مػن التنظيمػات التحكيميػة مػن‬
‫أهنا رقابة شكلية فقط‪.‬‬
‫ويذىب آخروف إذل القوؿ بأنو وإف كاف نظاـ التحكػيم السػعودي والئحتػو التنفيذيػة دل يػرد فيهػا‬
‫ربديػػد لنػػوع االعًتاضػػات الػػيت هبػػوز للخصػػوـ تقػػديبها ووب ػ للجهػػة اؼبختصػػة علػػى سػػبيل اغب ػ‬
‫قبوؽبا والبت فيها إال أف نظاـ التحكيم السعودي جاء ببعض اإلشارات‪.‬‬
‫فم ػػثالً اؼب ػػادة ( ‪ ) 9‬أج ػػازت للجه ػػة اؼبختص ػػة النظ ػػر يف موض ػػوع النػ ػزاع بن ػػاء عل ػػى طل ػػب أح ػػد‬
‫اػبصوـ إذا ذباوزت ىيئة التحكيم اؼبيعاد احملدد ؽبا اتفاقاً أو نظاماً للحكػم يف النػزاع‪ ،‬فػإذا ربطنػا‬
‫ىذا مع ما جاء يف اؼبادة ( ‪ ) 29‬اليت تنص علػى أف قػرار التحكػيم واجػب النفػاذ عنػدما يصػبح‬
‫هنائي ػاً‪ ،‬وذلػػك بػػأمر مػػن اعبهػػة اؼبختصػػة بنظػػر الن ػزاع ويصػػدر األمػػر بنػػاء علػػى طلػػب أحػػد ذوي‬
‫الشأف بعد التثبت من عدـ وجود ما ىبالف أحكاـ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬مقػػاؿ ‪ :‬نظػرات يف مسػػألة االعػًتاض علػػى حكػػم احملكمػػُت‪ ،‬ػبالػػد عثمػػاف‪ ،‬مقػػاؿ يفػػي صػػحيفة االقتصػػادية‪،‬‬
‫العدد ( ‪ ) 5296‬اؼبواف ‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬دور اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور علي خبرجي‪ ،‬ص ‪ ،192‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬التحكيم‪ ،‬للبجاد‪ ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪055‬‬
‫وم ػػن خ ػػالؿ ى ػػذا الػ ػربط اؼب ػػادتُت ي ػػذىب أص ػػحاب ى ػػذا ال ػرأي إذل الق ػػوؿ بأن ػػو ال وبػ ػ للجه ػػة‬
‫اؼبختصػػة االمتنػػاع عػػن تنفيػػذ ق ػرار التحكػػيم إذا كػػاف موافق ػاً ألحكػػاـ الش ػريعة اإلسػػالمية ودوف‬
‫االلتفات إذل أي اعًتاض آخر دل يرد النص صراحة عليو يف النظاـ‪.‬‬
‫وىبلصوف يف ذلك إذل القوؿ بأف اؼبراجعة أو الرقابة القضائية هبب أف تبقى يف ىػذا النطػاؽ وال‬
‫تتجاوزه إذل ما سواه (‪.) 1‬‬
‫ويػػرى الباحػػث دب ػػا أنػػو ال يوجػػد ن ػػص واضػػح وص ػريح م ػػن اؼبػػنظم السػػعودي ح ػػوؿ ربديػػد ى ػػذا‬
‫االعًتاض وبياف أحكامو‪ ،‬فإف الباحػث يقػًتح علػى اؼبػنظم السػعودي يف نظػاـ التحكػيم اعبديػد‪،‬‬
‫أف وبػػدد ىػػذا االع ػًتاض بطريقػػة يتناسػػب مػػع طبيعػػة التحكػػيم وأىدافػػو والػػيت يف مقػػدمتها سػػرعة‬
‫الفصل يف اؼبنازعات‪ ،‬وال يعٍت ذلك عدـ وجود رقابة قضائية على أحكاـ احملكمُت بل ىػي أمػر‬
‫ضروري لتحقي العدالة إذ عن طريقها يبكن اػبصػوـ بػاالعًتاض مػن تصػحيح األخطػاء الػيت قػد‬
‫تشوب حكم التحكيم والتأكد من عدـ وجػود ـبالفػات للنصػوص القطعيػة مػن الكتػاب والسػنة‬
‫ولنظاـ التحكيم والئحتو التنفيذية واألنظمة اؼبرعية يف اؼبملكة‪.‬‬
‫وبنػػاء علػػى مػػا سػػب يقػػًتح الباحػػث علػػى اؼبػػنظم السػػعودي أف يقتصػػر يف االعػًتاض علػػى دعػػوى‬
‫بطػػالف حكػػم التحكػػيم فقػػط‪ ،‬كمػػا ىػو اذبػػاه غالػػب التنظيمػػات التحكيميػػة اؼبقارنػػة‪ ،‬وأف وبصػػر‬
‫اؼبنظم أسبابو وأوجو الطعن بالبطالف بأشياء ؿبددة ينص عليها يف النظاـ صراحة(‪.) 2‬‬
‫وأف يكػػوف رفػػع دعػػوى الػػبطالف علػػى حكػػم التحكػػيم أمػػاـ ؿبكمػػة االسػػتئناؼ اؼبخصصػػة أصػػال‬
‫بنظر النزاع مباشرة(‪.) 1‬‬

‫(‪ ) 1‬مقػػاؿ ‪ :‬قػػانوف التحكػػيم السػػعودي أقػػرب مػػا يكػػوف لالسػػتئناؼ وىػػذا تفصػػيل للهػػدؼ‪ ،‬حملمػػد بػػن عبػػدالعزيز‬
‫اعبربػػاء‪ ،‬يف جريػػدة الريػػاض‪ ،‬العػػدد ( ‪ )12457‬يف ‪1423/5/29‬ى ػػ‪ ،‬والتحكػػيم يف اؼبملكػػة‪ ،‬حملمػػد البجػػاد‪:‬‬
‫ص ‪ ،238‬والطعن بالبطالف على أحكاـ التحكيم‪ ،‬غبفيظة السيد حداد‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫(‪ ) 2‬ويذىب بعض الباحثُت باالقًتاح على اؼبنظم بأف يػنص علػى أنػو ال هبػوز االعػًتاض علػى حكػم التحكػيم إذا‬
‫اتف اػبصوـ أف يكوف حكم التحكيم هنائياً‪ ،‬وواجب النفاذ‪ ،‬ألف مثل ىذا االتفاؽ يعتػرب إسػقاطاً مسػبقاً مػن‬
‫اػبصوـ غب االعًتاض على حكم التحكيم‪ ،‬فكما هبوز للمحكوـ عليو القناعة باغبكم وعدـ االعًتاض عليو‬
‫خػػالؿ اؼبهلػػة احملػػددة النظاميػػة فػػال يوجػػد مػػا يبنػػع مػػن أف يتف ػ اػبصػػوـ يف الػػدعوى التحكيميػػة مسػػبقاً علػػى‬
‫إسقاط حقهم يف االعًتاض على حكم التحكيم‪.‬‬

‫‪056‬‬
‫وىنا ذبدد اإلشادة باؼبنظم الكوييت يف قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية رقم (‪ )43‬لسنة ‪1989‬‬
‫ـ‪ ،‬عنػػدما جعػػل القاعػػدة يف التحكػػيم كمػػا نصػػت اؼبػػادة ( ‪ ) 186‬مػػن القػػانوف اؼبػػذكور‪ ،‬علػػى‬
‫ع ػػدـ ج ػ ػواز اسػ ػػتئناؼ اغبكػ ػػم التحكيمػ ػػي إال إذا اتف ػ ػ اػبصػ ػػوـ علػ ػػى ج ػ ػوازه‪ ،‬ولػ ػػذلك بكػ ػػوف‬
‫االسػػتئناؼ نػػادراً‪ ،‬ويبػػدو أف موقػػف اؼبػػنظم الكػػوييت مناسػػب ألنػػو عنػػدما اتف ػ األط ػراؼ علػػى‬
‫اسػتبعاد القضػاء بقػي ؽبػم اغبػ يف االتفػاؽ علػى إصػالح التحكػيم التحكيمػي أمػاـ القضػاء‪ ،‬بػػل‬
‫ذىب القانوف الكوييت إذل أبعد من ذلك‪ ،‬فنص على حػاالت ال هبػوز فيهػا االسػتئناؼ حػىت لػو‬
‫اتف األطراؼ عليها‪ ،‬منها مثالً ‪:‬‬
‫إذا كاف احملكم مفوض بالصلح‪ ،‬أو إذا كانت قيمة اؼبنازعات اؼبعروضة على التحكيم ال تتجاوز‬
‫ألف دنيار كوييت‪.‬‬

‫لػػذا ينبغػػي علػػى اؼبػػنظم السػػعودي أف وبػػذ حػػذو نظػػَته الكػػوييت مػػع االسػػتفادة مػػن التنظيمػػات‬
‫اؼبتقدم ػػة واغبديث ػػة يف ؾب ػػاؿ التحك ػػيم إلض ػػافة م ػػا يل ػػزـ م ػػن اؼبس ػػتجدات لتحقيػ ػ فاعلي ػػة أكث ػػر‬
‫للتحكيم دبا يتف مع أحكاـ الشريعة اإلسالمية الغراء‪ ،‬ويتناسػب مػع مػا تشػهده اؼبملكػة العربيػة‬
‫السعودية من هنضة اقتصادية واستثمارية شاملة(‪.) 2‬‬

‫(‪ ) 1‬ينظر ‪ :‬نظرات يف مسػألة االعػًتاض علػى حكػم احملكمػُت‪ ،‬ػبالػد أضبػد عثمػاف‪ ،‬صػحيفة االقتصػادية‪ ،‬عػدد (‬
‫‪ ) 5596‬اؼبواف ‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬
‫مث ق ػرأت فيمػػا بعػػد أف اؼبػػنظم السػػعودي قػػد نػػص يف مشػػروع نظػػاـ التحكػػيم السػػعودي اعبديػػد الػػذي تػػتم‬
‫دراستو حالياً على اقًتاحػي الثػاين بقولػو ‪ ( :‬يكػوف االختصػاص بنظػر دعػوى بطػالف حكػم التحكػيم واؼبسػائل‬
‫اليت وبددىا ىذا النظاـ للمحكمة اؼبختصة‪ ،‬معقوداً حملكمة االستئناؼ اؼبختصة أصالً بنظر النزاع )‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬ينظر مقاؿ ‪ :‬التحكيم السعودي أقرب ما يكوف لالستئناؼ‪ ،‬حملمد عبدالعزيز اعبرباء‪ ،‬جريػدة الريػاض‪ ،‬عػدد‬
‫( ‪ )12457‬ليوـ الثالثاء اؼبواف ‪1423/6/29‬ىػ‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫ادلطهت انثبنث‬

‫يٕلف انفمّ اإلصالي‪ ٙ‬يٍ رنك‬

‫مبدأ الرقابة القضائية وتعدد درجات التقاضي جائز ومتقرر يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬حبيث هبيػز ىػذا‬
‫اؼببدأ استئناؼ النظر يف الدعوى التحكيمية عند قاضي اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النػزاع عنػدما‬
‫يعًتض احملكوـ عليو على اغبكم التحكيمي الصادر ضده‪.‬‬
‫وقػػد سػػب عػػرض بعػػض األدلػػة الػػيت تسػػند ىػػذا اؼببػػدأ يف مبحػػث مشػػروعية الػػنقض يف الش ػريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫‪058‬‬
‫وقد تقرر أنو من قواعد الفقو اإلسالمي أف ‪ ( :‬تصرؼ اإلماـ على الرعية منوط باؼبصلحة)(‪.)1‬‬
‫فإن ػو ومػػن بػػاب اؼبصػػلحة العائػػدة علػػى اؼبتحػػاكمُت يف العمليػػة التحكيميػػة‪ ،‬هبػػوز لػػورل األمػػر أف‬
‫يفرض رقابة قضائية على الدعوى التحكيمية‪ ،‬وأف هبيز استئناؼ األحكامة التحكيميػة‪ ،‬ؼبػا يػراه‬
‫مػػن مصػػاحل‪ ،‬كػػإفراغ الوسػػع يف التحق ػ مػػن صػػحة األحكػػاـ التحكيميػػة وضػػبط أحكامهػػا‪ ،‬أو‬
‫حصر درجات التقاضي يف العمليػة التحكيميػة بأقصػر طريػ ‪ ،‬لضػماف سػرعة البػت فيهػا حػىت ال‬
‫تتعطل اغبقوؽ‪ ،‬وكبو ذلك‪.‬‬
‫وىذه التنظيمات القضائية تدخل يف األمور التنظيميػة الػيت هبػوز لػورل األمػر ترتيبهػا وتنظيمهػا دبػا‬
‫يعود باؼبصلحة على األمة من باب السياسة الشرعية عليها‪.‬‬
‫ىذا وقد عرؼ الفقو والتاريخ اإلسالمي نوعُت من احملاكم ‪:‬‬
‫النػوع األوؿ ‪ :‬ؿبػػاكم اؼبوضػػوع‪ ،‬وىػي ؿبػػاكم الدرجػػة األوذل‪ ،‬الػيت تنظػػر يف الػػدعاوى‪ ،‬وتفصػػل يف‬
‫النزاع‪ ،‬وتصدر األحكاـ‪.‬‬
‫النوع الثاين ‪ :‬ؿباكم اؼبراقبة القضائية ‪:‬‬
‫وىػي الػيت تقػػوـ دبراقبػة أعمػػاؿ القضػاة واحملكمػُت‪ ،‬فمػػا وافػ الشػػرع واغبػ منهػا فإهنػػا سبضػيو‪ ،‬ومػػا‬
‫كػاف منهػػا غػَت موافػ للحػ والشػػرع فإهنػا تنقضػػو‪ ،‬وتبطلػو‪ ،‬وتعيػػده إذل القاضػي أو احملكػػم ليعيػػد‬
‫النظر فيو(‪.) 2‬‬
‫وبنػػاء علػػى مػػا سػػب يظهػػر سػػب الفقػػو اإلسػػالمي يف تقريػػره جػػواز مبػػدأ تعػػدد درجػػات التقاضػػي‪،‬‬
‫ومراجع ػ ػػة األحك ػ ػػاـ أكث ػ ػػر م ػ ػػن م ػ ػػرة إحقاقػ ػ ػاً للحػ ػ ػ ورداً للظل ػ ػػم‪ ،‬وض ػ ػػبطاً للعملي ػ ػػة القض ػ ػػائية‬
‫والتحكيمية‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬األشباه والنظائر للسيوطي ‪ :‬ص ‪ ،121‬واألشباه والنظائر البن قبيم ‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫(‪ ) 2‬نظاـ القضػاء يف اؼبملكػة‪ ،‬لعبػداؼبنعم جػَتة ‪ :‬ص ‪ ،74‬واالختصػاص القضػائي‪ ،‬لناصػر الغامػدي‪ :‬ص ‪،155‬‬
‫ومدى ح ورل األمر يف تنظيم القضاء وتقييد‪ ،‬لعبدالرضبن القاسم‪ :‬ص‪.495‬‬

‫‪059‬‬
‫اخلبمتــــــــخ‬

‫‪061‬‬
‫اخلبمتخ ‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من دراسة مسائل ىذا البحث بتوفي من اهلل تعاذل يبكن أف أذكر أىم النتائج الػيت‬
‫توصلت إليها من خالؿ ىذه الدراسة وىي كالتارل ‪:‬‬
‫‪-‬اؼبراد باالعًتاض على حكػم التحكػيم ‪ :‬ىػو طريػ منحػو النظػاـ ألطػراؼ اػبصػومة التحكيميػة‬
‫للطعن يف اغبكم أو القػرار التحكيمػي الفاصػل يف اػبصػومة أويف إجػراء مػن إجراءاهتػا أمػاـ اعبهػة‬
‫اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع إلعػػادة النظػػر فيػػو مػػن قبػػل مصػػدر اغبكػػم أو اعبهػػة اؼبختصػػة أص ػالً‬
‫بنظره ‪.‬‬
‫‪ -‬يكػػوف حكػػم التحكػػيم هنائيػاً‪ ،‬ووبػػوز علػػى حجيػػة الشػػيء اؼبقضػػي بػػو‪ ،‬بعػػد األمػػر بتنفيػػذه مػػن‬
‫اعبهة اؼبختصة أصالً بنظػر النػزاع ‪ ،‬ويصػبح واجػب النفػاذ يف النظػاـ السػعودي يف أحػد اغبػاالت‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪060‬‬
‫أ) إذا دل يقدـ أحد من اػبصوـ اعًتاضو علػى اغبكػم التحكيمػي يف غضػوف طبسػة عشػر يومػاً ‪،‬‬
‫تبدأ من تاريخ إبالغ اػبصوـ دبنطوؽ اغبكم ‪.‬‬
‫ب) إذا قدـ أحد اػبصوـ اعًتاضاً على اغبكم أماـ اعبهة القضائية اؼبختصة أصالً بنظر النزاع‪،‬‬
‫ومت رفض اعًتاضو من قبل ىذه اعبهة ‪ ،‬وصدور حكمها النهائي بتأييد اغبكم‪.‬‬
‫ج) إذا قبػػل االع ػًتاض مػػن اعبهػػة القضػػائية اؼبختصػػة أص ػالً بنظػػر الن ػزاع‪ ،‬وفصػػلت فيػػو حبكػػم ‪،‬‬
‫فيصبح ىذا اغبكم الصادر من ىذه اعبهة ىو اغبكم النهائي الواجب التنفيذ‪ ،‬ويعػد اغبكػم‬
‫باتاً وقطعياً وال هبوز استئنافو أو االعًتاض عليو ‪.‬‬
‫‪ -‬االعػ ػًتاض عل ػػى اغبك ػػم التحكيم ػػي ج ػػائز يف الشػ ػريعة اإلس ػػالمية بإتف ػػاؽ فقه ػػاء الش ػ ػريعة ‪،‬‬
‫ومسػػتند ىػػذا االتفػػاؽ نصػػوص الػػوحيُت وأفعػػاؿ الصػػحابة ‪ ،‬وذلػػك إذا تػػوفرت أسػػبابو ودواعيػػو‬
‫اؼبعتربة ‪.‬‬
‫‪-‬كػػذلك أجػػاز اؼبػػنظم السػػعودي االعػًتاض علػػى اغبكػػم التحكيمػػي ‪ ،‬ويف ىػػذا ضػػمانة أساسػػية‬
‫للتقاضي كفلها اؼبنظم ألطراؼ اػبصومة والتحكيمية وف الضػوابط الشػرعية والنظاميػة اؼبقػررة يف‬
‫نظاـ التحكيم والئحتو ‪.‬‬
‫ويف ىػػذا رقابػػة الحقػػة علػػى عمليػػة التحكػػيم وتوفيػ بػػُت فكػػرة حجيػػة حكػػم التحكػػيم واحًتامػػو‬
‫ربقيق ػاً للمصػػلحة العامػػة يف حسػػم اؼبنازعػػات واسػػتقرار اؼبعػػامالت‪ ،‬وبػػُت مصػػلحة الفػػرد اػباصػػة‬
‫اليت تقتضي إنصافو ومعاملتو بالعدؿ وذلك بتصحيح ما قد يشوب اغبكم التحكيم مػن أخطػاء‬
‫شرعية ونظامية ‪.‬‬
‫‪-‬أف استئناؼ حكم التحكيم أماـ القضاء بدرجاتو اؼبتعددة لو سلبيات تػنعكس بشػكل مباشػر‬
‫على اؽبدؼ األساسي من اللجوء إذل التحكيم الذي يصػبح يف ىػذه اغبالػة ال مػربر لػو‪ ،‬ويصػبح‬
‫اللجوء إذل القضاء ابتداءً أفضل من التحكيم ألف اللجوء إذل القضػاء هبعػل طػريف اػبصػومة أمػاـ‬
‫درجػػات أقػػل مػػن درجػػات الًتافػػع أمػػاـ التحكػػيم لكػػي يصػػبح حكػػم التحكػػيم هنائي ػاً‪ ،‬ويف ىػػذا‬
‫تعطيل للهدؼ من اللجوء إذل التحكيم وىو عنصر السرعة يف إهناء اؼبنازعات التجارية ‪.‬‬
‫‪ -‬أف االعػًتاض علػػى حكػػم التحكػيم‪ ،‬يعػػد أحػػد صػور الرقابػػة القضػػائية الالحقػة علػػى التحكػػيم‬
‫يف النظاـ السعودي‪ ،‬وقد سبيز اؼبنظم السعودي عن غَته بتقرير صورة سابقة لعملية التحكػيم أال‬

‫‪062‬‬
‫وىي اعتماد وثيقة التحكيم هبدؼ تفعيل التحكيم والتقليل من احتمػاالت اؼبنازعػات اؼبسػتقبلية‬
‫اليت قد تؤسس على أسباب تتعل باتفاؽ التحكيم ‪.‬‬
‫‪ -‬أف الطبيعة النظاميػة للطعػن يف اغبكػم التحكيمػي السػعودي حبسػب نظػاـ التحكػيم والئحتػو‪،‬‬
‫أنػو طعػػن مػػن نػػوع خػػاص اصػػطلح اؼبػنظم السػػعودي علػػى تسػػميتو(اعًتاض ) ليشػػمل صبيػػع طػػرؽ‬
‫الطعػػن العاديػػة وغػػَت العاديػػة وذلػػك بسػػبب اؼبفهػػوـ الواسػػع ؽبػػذه الكلمػػة الػواردة يف النظػػاـ‪ ،‬يؤكػػد‬
‫ىذا التطبيقات واؼببادئ القضائية يف ىذا الصدد ‪.‬‬
‫‪-‬أغلب التنظيمات اؼبقارنة ذىبت إذل تنظيم االعًتاض على حكم التحكيم وأخذت بنهائيتػو ‪،‬‬
‫وقصػػرت طػػرؽ االعػًتاض عليػػو بطريػ الػػبطالف ‪ ،‬وحػػددت أسػػبابو علػػى سػػبيل اغبصػػر يف قػوانُت‬
‫التحكيم لديها ‪.‬‬
‫‪ -‬دل وب ػػدد اؼب ػػنظم الس ػػعودي أس ػػباباً لالع ػًتاض‪ ،‬ذبي ػػز دبوجبه ػػا الطع ػػن يف اغبك ػػم التحكيم ػػي ‪،‬‬
‫ولكػػن يبكػػن أف تستشػػف مػػن روح النظػػاـ واؼبخالفػػات للقواعػػد النظاميػػة والتطبيقػػات واؼببػػادئ‬
‫القضائية ‪ ،‬كعػدـ احػًتاـ مبػدأ حػ الػدفاع واؼبواجػو واؼبسػاواة ‪ ،‬واألسػباب اؼبتعلقػة بتشػكيل ىيئػة‬
‫التحك ػػيم وع ػػدـ تقي ػػدىا ب ػػاإلجراءات النظامي ػػة ‪ ،‬وـبالف ػػة اغبك ػػم للشػ ػريعة اإلس ػػالمية واألنظم ػػة‬
‫اؼبرعية أو نقص وفقداف األىلية ألحد أطراؼ اػبصومة التحكيمية ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكػػر فقهػػاء الش ػريعة اإلسػػالمية أسػػباباً وصػػوراً ذبيػػز الطعػػن يف اغبكػػم التحكيمػػي ‪ ،‬وجعلوىػػا‬
‫ذات األسباب اليت ذبيز الطعن يف اغبكم الصادر من القاضي ‪.‬‬
‫‪-‬واف اؼبنظم السعودي ‪ ،‬الرأي الراجح يف الفقو اإلسالمي من أف حكم التحكيم ال يػتم نفػاذه‬
‫على الوجو األكمل إال بعد تعميد القاضي للحكم ألسباب شرعية ونظامية معتربة ‪.‬‬
‫‪-‬دل يػنظم اؼبػػنظم السػػعودي إجػراءات تقػػدمي والبػػت يف االعػًتاض اؼبقػػدـ علػػى اغبكػػم التحكيمػػي‬
‫وكل ما نص عليو ىو تقدـ ىذا االعًتاض يف اؼبوعد النظامي احملدد وىو طبسػة عشػر يومػاً ‪ ،‬إال‬
‫أن ػػو يبك ػػن تطبي ػ القواع ػػد العام ػػة يف التقاض ػػي يف ى ػػذا الص ػػدد خصوص ػاً تل ػػك ال ػواردة يف نظ ػػاـ‬
‫اؼبرافعػػات الشػػرعية السػػعودي ‪ ،‬وقواعػػد اؼبرافعػػات ‪ ،‬أمػػاـ دي ػواف اؼبظػػادل ‪ ،‬وىػػذا اذبػػاه مسػػتقر يف‬
‫اؼبرافعات لدى التشريعات اؼبقارنة ‪.‬‬

‫‪063‬‬
‫‪-‬هبػػوز ل ػػورل األمػػر أف يس ػػن التنظيمػػات واإلج ػراءات ال ػػيت تػػنظم عملي ػػة االع ػًتاض عل ػػى حك ػػم‬
‫التحكػيم والبػت فيهػا‪ ،‬والػيت ال تتعػارض مػػع أحكػاـ الشػريعة اإلسػالمية الغػراء ‪ ،‬ويػدخل ىػػذا يف‬
‫بػػاب السياسػػة الشػػرعية ‪ ،‬ومػػن ذلػػك ‪ :‬أف يضػػع تنظيم ػاً ؼبراجعػػة األحكػػاـ التحكيميػػة يتضػػمن‬
‫اشًتاط تقدمي اؼبعًتض اعًتاضو على اغبكم وف إجراءات معينة ‪ ،‬ويقوـ بتحديد مدة االعًتاض‬
‫علػػى اغبكػػم ال يسػػمع بعػػدىا‪ ،‬وهبعػػل جهػػة االعػًتاض إذل جهػػة ـبتصػػة تنظػػر يف إعػػادة النظػػر يف‬
‫األحكاـ التحكيمية لتصديقها أو نقضها ‪.‬‬
‫‪-‬دل تػػنظم اؼبػػادة ( ‪ )19‬مػػن نظػػاـ التحكػػيم السػعودي ‪ ،‬األثػػر اؼبًتتػػب علػػى االعػًتاض‪ ،‬ودبػػا أف‬
‫اغبكػػم التحكيمػػي لػػو نفػػس خصػػائص اغبكػػم القضػػائي فيكػػوف للق ػرار التحكيمػػي نفػػس اآلثػػار‬
‫اؼبًتتبػػة علػػى االع ػًتاض علػػى اغبكػػم القضػػائي وأىػػم تلػػك اآلثػػار ىػػي وقػػف تنفيػػذ اغبكػػم ‪ ،‬ويف‬
‫التطبي القضائي السعودي اليوـ فإنو إذا مت قبوؿ االعػًتاض علػى اغبكػم التحكيمػي شػكالً فإنػو‬
‫يؤدي إذل ‪:‬‬
‫أ) وقف تنفيذ اغبكم إال يف حالة التنفيذ اؼبعجل الذي يراد بو االحتياط لعدـ تلف اغب ‪.‬‬
‫ب) نقل القضية إذل اعبهة اؼبختصة أصالً بنظر النزاع ‪.‬‬
‫ج) تصدي ىذه اعبهة للموضوع ‪.‬‬
‫‪-‬األصل يف اغبكم التحكيمي يف الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬أنو كاغبكم القضائي لو نفس اػبصػائص‬
‫واآلثػػار ‪ ،‬وم ػػن حيػػث نف ػػاذه وصػػحتو‪ ،‬يقف ػػل بػػاب الن ػزاع ووبسػػمو‪ ،‬ويل ػػزـ اؼبتخاصػػمُت حبكم ػػو‬
‫ويوجػػب تنفيػػذه‪ ،‬وىػػذه ىػػي النتيجػػة اؼبرجػػوة مػػن التحكػػيم يف كونػػو وسػػيلة غبػػل اؼبنازعػػات وفصػػل‬
‫اػبصومات ‪ ،‬وذلك إذا كاف موافقاً لقواعد الشريعة اإلسالمية وأصوؽبا ‪.‬‬
‫‪-‬حدد اؼبنظم السعودي اعبهة اؼبشرفة على التحكيم بعبارة شاملة وعامة بقولو ( اعبهة اؼبختصػة‬
‫أصالً بنظر النزاع ) تأكيداً من اؼبػنظم علػى أنبيػة االختصػاص القضػائي يف العمليػة التحكيميػة ‪،‬‬
‫إذ هبػػا ربػػدد ىػػذه اعبهػػة والئيػاً ومكانيػاً ونوعيػاً‪ ،‬ولكػػي يعػػرؼ أطػراؼ اػبصػػومة التحكيميػػة مػػن‬
‫ىي اعبهة اليت تراقب عملية التحكيم وتقبل االعًتاضات اؼبقدمة على أحكامو‪.‬‬

‫‪064‬‬
‫‪-‬االختصاص القضائي جائز يف الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وقد وضع نواتو األوذل الن ي صلى اهلل عليو‬
‫وسلم ‪ ،‬وخلفاؤه الراشدوف من بعده‪ ،‬مث كثرت أنواعو وتعػددت يف العصػور اإلسػالمية اؼبتالحقػة‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬تتميػػز إج ػراءات االع ػًتاض علػػى حكػػم التحكػػيم يف اؼبملكػػة بالتطويػػل والتعقيػػد‪ ،‬وقػػد سػػانبت‬
‫ىذه يف تكدس الكثَت من القضايا التحكيمية وبقائها لسػنوات يف أروقػة ؿبػاكم اعبهػة اؼبختصػة‬
‫أصػػال بنظػػر النػزاع نظػراً لزيػػادة درجػػات التقاضػػي يف التحكػػيم عػػن درجػػات التقاضػػي أمػػاـ ؿبػػاكم‬
‫الدولػػة‪ ،‬بينمػػا اقتصػػرت كثػػَت مػػن التنظيمػػات اؼبقارنػػة علػػى درجػػة أو درجتػػُت للتقاضػػي يف العمليػػة‬
‫التحكيمية ‪.‬‬
‫‪-‬ال يوجد نػص صػريح وواضػح مػن اؼبػنظم السػعودي‪ ،‬يف ربديػد وتوضػيح سػلطة اعبهػة اؼبختصػة‬
‫أصالً بنظر النزاع يف األمور الشكلية اإلجرائية أو اؼبوضوعية يف العملية التحكيمية ‪ ،‬فبا أدى إذل‬
‫اختالؼ الشراح واالجتهادات القضائية يف ىذه اؼبسألة ‪.‬‬
‫‪-‬وب ػػدت رل بع ػػض اؼبالحظ ػػات والتوص ػػيات أحس ػػب أهن ػػا ربقػ ػ اؼبص ػػلحة يف عملي ػػة التحك ػػيم‬
‫واالعًتاض عليو وقد أثبتها يف موضعها من البحث‪ ،‬ومن أنبها ‪:‬‬
‫‪-1‬اقتصػار االعػًتاض علػػى حكػم التحكػػيم علػى دعػوى بطػػالف حكػم التحكػػيم فقػط ‪ ،‬وحصػػر‬
‫أسبابو وأوجو الطعن بالبطالف بأشياء ؿبددة ينص عليها حصراً يف نظاـ التحكيم ‪.‬‬
‫وأف يكوف رفع دعوى البطالف أماـ ؿبكمة االستئناؼ اؼبختصة أصالً بنظر النزاع مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضػػرورة تض ػػمُت اؼب ػػنظم السػػعودي ؼبش ػػروع نظ ػػاـ التحك ػػيم اعبديػػد اؼبزم ػػع ص ػػدوره‪ ،‬أح ػػدث‬
‫االذباىات والتطبيقات اغبديثة يف عادل التحكيم واؼبطبقة يف التنظيمات التحكيمية الدولية والػيت‬
‫ال زبالف أحكاـ الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ؼبا تشهد اؼبملكة اليوـ من هنضة ذبارية واستثمارية شاملة‬
‫‪.‬‬
‫ويف اػبتػػاـ أسػػأؿ اهلل التوفيػ يف صبيػػع ألعمػػاؿ ؼبػػا وببػػو ويرضػػاه‪ ،‬وأف هبعػػل ىػػذا البحػػث خالصػاً‬
‫لوجهو الكرمي ‪ ،‬وآخر دعوانا أف اغبمد هلل رب العاؼبُت‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارؾ على نبينا ؿبمػد‬
‫وعلى آلو وصحبو ومن تبعو بإحساف إذل يوـ الدين‪.‬‬

‫‪065‬‬
‫ادلالحك‬

‫‪066‬‬
‫بد‬ٜٚ‫فٓشس ا‬
‫رقم الصفحة‬ ‫رقم اآلية والسورة‬ ‫اآلية‬ ‫ـ‬
2 )99 ( ‫سورة النحل آية‬      1

        


2 )8( ‫سورة اؼبائدة آية‬ 2
 

       (


22-2 )65 (‫سورة النساء آية‬ 3
   

23-2 )35 (‫سورة النساء آية‬        ( 4

       


22 )69 (‫سورة النساء آية‬ 5


067
‫‪         ‬‬
‫‪23‬‬ ‫سورة النساء آية( ‪)58‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪         ‬‬


‫‪23‬‬ ‫سورة اؼبائدة آية( ‪)95‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪‬‬

‫‪        ‬‬


‫‪95‬‬ ‫سورة اؼبائدة آية( ‪)42‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪‬‬

‫‪95‬‬ ‫سورة اؼبائدة آية( ‪)49‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪        ‬‬


‫‪95‬‬ ‫سورة اؼبائدة آية( ‪)48‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪ ‬‬

‫فٓشس األحبد‪ٚ‬ث‬
‫رقم الصفحة‬ ‫مصدر اغبديث‬ ‫اغبديث‬ ‫ـ‬
‫عن شريح بن ىانئ عن أبيو ىانئ ‪ (( :‬أنو ؼبا وفد إذل رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو وسلم وىم يكنوف ىانئا بأيب اغبكم فدعاه رسوؿ‬
‫‪71‬‬ ‫رواه داود‬ ‫اهلل صلى اهلل عليو وسلم فقاؿ لو‪ :‬إف اهلل ىو اغبكم وإليو اغبكم‬ ‫‪1‬‬
‫فلم تكٌت أبا اغبكم ؟ فقاؿ إف قومي إذا اختلفوا يف شيء أتوين‬
‫فحكمت‬
‫حديث أيب سعيد اػبدري رضي اهلل عنو قاؿ ‪:‬‬
‫(( نزؿ أىل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل الن ي صلى اهلل‬
‫‪71‬‬ ‫رواه مسلم‬ ‫‪2‬‬
‫عليو وسلم إذل سعد فأيت على ضبار‪ ،‬فلما دنا من اؼبسجد‪ ،‬قاؿ‬
‫لألنصار‬
‫رواه أبو ىريرة رضي اهلل عنو أف الن ي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ ‪(( :‬‬
‫‪96‬‬ ‫البخاري‬ ‫‪3‬‬
‫كانت ‪ :‬امرأتاف معهما أبنانبا‪ ،‬جاء الذئب فذىب بابن أحدانبا‪،‬‬

‫‪068‬‬
‫فقاؿ لصاحبتها‪ :‬إمبا ذىب بابنك‪ ،‬وقالت األخرى ‪ :‬إمبا ذىب‬
‫بابنك‪ ،‬فتحاكما إذل داود عليو السالـ فقضي‬
‫عن ابن عمر رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬بعث الن ي صلى اهلل عليو وسلم‬
‫خالد بن الوليد إذل بٍت خديبة فلم وبسنوا أف يقولوا ‪ :‬أسلمنا‪،‬‬
‫‪96‬‬ ‫رواه البخاري‬ ‫‪4‬‬
‫فقالوا ‪ :‬صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إذل كل رجل‬
‫منا أسَته فأمر كل رجل منا أف يقتل أسَته فقلت‬
‫عن علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬بعثٍت‬
‫أخرجو أضبد‬
‫‪97‬‬ ‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم إذل اليمن‪ ،‬فانتهينا إذل‬ ‫‪5‬‬
‫يف مسنده‬
‫قوـ قد بنوا ربية‬
‫عن علي رضي اهلل عنو ‪ (( :‬ىل قاؿ للزوج النصف‬
‫‪99‬‬ ‫رواه البيهقي‬ ‫وؽبذا ما بقي ؟ مث أعطى علي رضي اهلل عنو‪ ،‬الزوج‬ ‫‪6‬‬
‫النصف واألخ من األـ السدس‬

‫ادلشاجغ‬

‫‪069‬‬
‫ادلشاجغ ‪:‬‬

‫‪ )1‬القرآف الكرمي ‪.‬‬


‫‪ )2‬اتفاؽ التحكيم واستقاللو‪ ،‬لعلي بن ؿبمد السػواجي‪ ،‬ط ( ‪ )1‬لػدار العاصػمة بالريػاض‪،‬‬
‫لعاـ ‪1439‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )3‬آثار األحكاـ األجنبية واالختصاص الدورل للقضاء يف اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬ؼبسػعد‬
‫ؿبمود‪ ،‬مطبعة اؼبدين بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1491‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )4‬أث ػػر التحك ػػيم يف الفق ػػو اإلس ػػالمي‪ ،‬لعبداجملي ػػد ؿبم ػػد السوس ػػوة‪ ،‬حب ػػث منش ػػور يف ؾبل ػػة‬
‫الش ػ ػريعة والق ػػانوف جبامع ػػة اإلم ػػارات العربي ػػة اؼبتح ػػدة‪ ،‬الع ػػدد ( ‪ )22‬ذي القع ػػدة لع ػػاـ‬
‫‪1425‬ىػ‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫‪ )5‬إج ػراءات التنفي ػػذ يف اؼبػ ػواد اؼبدني ػػة والتجاري ػػة‪ ،‬ألضب ػػد أيب الوف ػػاء‪ ،‬الطبع ػػة الرابع ػػة ؼبنش ػػأة‬
‫اؼبعارؼ يف االسكندرية لعاـ ‪1964‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )6‬أدب القاضي ‪ ،‬لعلػي بػن ؿبمػد اؼبػاوردي ‪ ،‬ربقيػ ؿبمػي ىػالؿ السػرحاف‪ ،‬مطبعػة العػاين‬
‫ببغداد لعاـ ‪1972‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )7‬أدب القضػػاء ‪ ،‬اؼبسػػمى الػػدر اؼبنظمومػػات يف األقضػػية واغبكومػػات‪ ،‬لشػػهاب الػػدين أبػػو‬
‫إسػػحاؽ إب ػراىيم بػػن عبػػداهلل اؼبعػػروؼ بػػابن أيب الػػدـ اغبمػػوي الشػػافعي‪ ،‬بتحقيػ ‪ :‬ؿبمػػد‬
‫مصطفى الزحيلي ‪ ،‬ط ( ‪ ) 2‬دار الفكر بدمش ‪ ،‬لعاـ ‪1492‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )8‬األسػػس العامػػة للتحكػػيم‪ ،‬لرض ػواف أبػػو زيػػد‪ ،‬طبػػع بػػدار الفكػػر اعبػػامعي بالقػػاىرة‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1981‬ـ‪.‬‬
‫‪ )9‬األشباه والنظائر ‪ ،‬لزين الدين بػن إبػراىيم بػن قبػيم‪ ،‬ربقيػ ‪ :‬عبػدالعزيز الوكيػل‪ ،‬مؤسسػة‬
‫اغبلػػ ي وشػػركاؤه بالقػػاىرة‪ ،‬طبػػع عػػاـ ‪1319‬ىػػ‪ ،‬وطبعػػة دار مكتبػػة اؽبػػالؿ ببػػَتوت‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1499‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )19‬األشباه والنظائر يف الفروع ‪ ،‬عبالؿ الدين السيوطي‪ ،‬دار الفكر العريب ببَتوت‪.‬‬
‫‪ )11‬أصػػل الصػػلح والتحكػػيم يف الش ػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬لواصػػل بػػن داود اؼبػػذف ‪ ،‬ورقػػة عمػػل‬
‫مقدم ػػة إذل ملتق ػػى التحك ػػيم الس ػػعودي األوؿ م ػػن منظ ػػور إس ػػالمي ودورل واؼبنعق ػػدة يف‬
‫جدة يف شهر شواؿ لعاـ ‪1426‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )12‬أصوؿ علم القضاء دراسة مقارنة بالفقو اإلسالمي وبأنظمة اؼبملكة العربية السػعودية‪،‬‬
‫لعبدالرضبن عياد‪ ،‬طبع دبعهد اإلدارة العامة بالرياض ‪ ،‬لعاـ ‪1491‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )13‬أصوؿ علم القضاء‪ ،‬لعبدالرضبن عياد‪ ،‬معهد اإلدارة العامة بالرياض‪ ،‬عاـ ‪1493‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )14‬االنصػػاؼ يف معرفػػة الػراجح مػػن اػبػػالؼ علػػى مػػذىب اإلمػػاـ أضبػػد‪ ،‬لعػػالء الػػدين أيب‬
‫اغبسػ ػػن عل ػ ػػي ب ػ ػػن س ػ ػػليماف اؼب ػ ػػرداوي‪ ،‬بتحقي ػ ػ ؿبم ػ ػػد حام ػ ػػد الفق ػ ػػي ط( ‪ ، ) 1‬لع ػ ػػاـ‬
‫‪1375‬ىػ ‪ ،‬دبطابع السنة احملمدية بالقاىرة ‪.‬‬

‫‪070‬‬
‫‪ )15‬البحػػر الرائػ شػػرح كنػػز الػػدقائ ‪ ،‬لػػزين الػػدين بػػن إبػراىيم ابػػن قبػػيم‪ ،‬طبعػػة دار الفكػػر‬
‫العريب ‪ ،‬لعاـ ‪1998‬ـ ‪ ،‬وط ( ‪ )2‬لدار اؼبعرفة ببَتوت‪ ،‬لعاـ ‪1413‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )16‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ‪ ،‬لعالء الػدين أيب بكػر بػن مسػعوزد الكاسػاين‪ ،‬نشػر‬
‫‪ :‬زكريا علي يوسف‪ ،‬مطبعة اإلماـ دبصر ‪ ،‬مطبعة دار الكتب العلمية لعاـ ‪1496‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )17‬بطالف القرار التحكيمي التجاري ‪ ،‬األسباب والنتائج – دراسة مقارنة – ؼبمدوح بػن‬
‫عبدالعزيز العنزي‪ ،‬منشورات اغبل ي اغبقوقية‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬عاـ ‪2996‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )18‬بطالف حكم احملكم ‪ ،‬إلبراىيم رضواف اعبغيرب ‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬دار الثقافػة للنشػر والتوزيػع‬
‫باألردف ‪ ،‬لعاـ ‪2999‬من ‪.‬‬
‫‪ )19‬الػ ػ ػػبطالف يف قػ ػ ػػانوف اؼبرافعػ ػ ػػات اؼبدنيػ ػ ػػة والتجاريػ ػ ػػة ‪ ،‬لعبػ ػ ػػداغبكم فػ ػ ػػودة ط ( ‪ )2‬دار‬
‫اؼبطبوعات اعبامعية باالسكندرية‪ ،‬لعاـ ‪.1993‬‬
‫‪ )29‬تػػاج العػػروس مػػن ج ػواىر القػػاموس‪ ،‬ؼبرتضػػى ؿبمػػد بػػن عبػػدالرزاؽ اغبسػػيٍت الواسػػطي‪،‬‬
‫طبع دار اعبيل للنشر والتوزيع ببَتوت‪ ،‬وطبعة دار الفكر ببَتوت‪.‬‬
‫‪ )21‬تبصرة اغبكاـ يف أصوؿ األقضػية ومنػاىج األحكػاـ ‪ ،‬إلبػراىيم بػن ؿبمػد بػن فرحػوف ‪،‬‬
‫طبعػػة دار عػػادل الكتػػب بالريػػاض ‪ ،‬لعػػاـ ‪1423‬ىػػ‪ ،‬وطبعػػة دار الكتػػب العلميػػة ببػػَتوت‪،‬‬
‫بدوف تاريخ نشر ‪ ،‬وطبعة الكليات األزىريػة بالقػاىرة ‪ ،‬ط (‪ )1‬دبراجعػة طػو عبػدالرؤوؼ‬
‫سعد ‪ ،‬لعاـ ‪1496‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )22‬تبي ػػُت اغبق ػػائ ش ػػرح كن ػػز ال ػػدقائ ‪ ،‬لفخ ػػر ال ػػدين عثم ػػاف ب ػػن عل ػػي الزيلع ػػي‪ ،‬اؼبطبع ػػة‬
‫الكربى األمَتية بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1314‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )23‬التحكػػيم ‪ ،‬لصػػاحل بػػن عبػػداهلل عطػػاؼ العػػويف‪ ،‬حبػػث غػػَت منشػػور مقػػدـ لنيػػل درجػػة‬
‫الدبلوـ يف دراسات األنظمة يف معهد اإلدارة العامة بالرياض ‪.‬‬
‫‪ )24‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬ألضبد أيب الوفاء‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باالسكندرية‪ ،‬لعػاـ‬
‫‪2999‬ـ ‪.‬‬

‫‪072‬‬
‫‪ )25‬التحكػػيم التجػػاري الػػدورل – دراسػػة مقارنػػة – إلبػراىيم بػػن سػػليماف الػربن ‪ ،‬ط (‪)1‬‬
‫مكتبة الرشد بالرياض لعاـ ‪1439‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )26‬التحك ػػيم التج ػػاري يف الش ػ ػريعة اإلس ػػالمية وتطبيقات ػػو يف اؼبملك ػػة العربي ػػة الس ػػعودية‪،‬‬
‫لعب ػػدالعزيز ب ػػن س ػػعود الع ػػويفر‪ ،‬رس ػػالة ماجس ػػتَت غ ػػَت منش ػػورة‪ ،‬مقدم ػػة إذل كلي ػػة الًتبي ػػة‬
‫جبامعة اؼبلك سعود بالرياض‪.‬‬
‫‪ )27‬التحكيم التجاري يف اؼبملكة العربية السعودية وتطبيقاتػو يف القضػاء‪ ،‬ػبالػد بػن سػعود‬
‫الرشػػود‪ ،‬حبػػث منشػػور يف ؾبلػػة العػػدؿ بػػوزارة العػػدؿ السػػعودية‪ ،‬يف العػػدد ( ‪ )19‬رجػػب‬
‫لعاـ ‪1424‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )28‬التحكػػيم التجػػاري والػػدورل يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬لرفعػػت والء‪ ،‬مػػن إصػػدارات‬
‫الغرفة التجارية الصناعية جبدة ‪.‬‬
‫‪ )29‬التحك ػػيم التج ػػاري‪ ،‬حملس ػػن ش ػػفي ‪ ،‬ب ػػدوف نش ػػر لع ػػاـ ‪1973‬ـ‪ ،‬وطبع ػػة دار النهض ػػة‬
‫العربية بالقاىرة لعاـ ‪1997‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )39‬التحكػ ػػيم الػ ػػدورل اػبػ ػػاص ‪ ،‬إلب ػ ػراىيم أضبػ ػػد إب ػ ػراىيم‪ ،‬ط ( ‪ ) 3‬دار النهضػ ػػة العربيػ ػػة‬
‫بالقاىرة ‪ ،‬لعاـ ‪2999‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )31‬التحك ػ ػػيم ال ػ ػػوطٍت واألجن ػ ػػ ي وط ػ ػػرؽ تنفي ػ ػػذ أحكام ػ ػػو يف اؼبملك ػ ػػة العربي ػ ػػة الس ػ ػػعودية‪،‬‬
‫لعبدالعزيز بن عبدالرضبن آؿ فرياف‪ ،‬ط( ‪ ، )1‬دار اؼبيماف بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1428‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )32‬التحكػػيم يف الش ػريعة اإلسػػالمية والػػنظم الوضػػعية‪ ،‬ؼبسػػعود بػػن ع ػواد اعبهػػٍت ‪ ،‬الطبعػػة‬
‫األوذل ؼبكتبة دار اإليباف باؼبدينة اؼبنورة لعاـ ‪1994‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )33‬التحك ػ ػػيم يف الشػ ػ ػريعة اإلس ػ ػػالمية‪ ،‬إلظباعي ػ ػػل أضب ػ ػػد األس ػ ػػطل‪ ،‬دار النهض ػ ػػة العربي ػ ػػة‬
‫بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1998‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )34‬التحكػػيم يف الش ػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬لعبػػداهلل بػػن ؿبمػػد بػػن خنػػُت ‪ ،‬بػػدوف ناشػػر الطبعػػة‬
‫األوذل عاـ ‪1429‬ىػ ‪.‬‬

‫‪073‬‬
‫‪ )35‬التحكػيم يف الشػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬لقػػدري ؿبمػد ؿبمػػود‪ ،‬ط ( ‪ )1‬دار الصػػميعي للنشػػر‬
‫بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1439‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )36‬التحكػيم يف العقػػود اإلداريػػة‪ ،‬ػبالػػد بػن عبػػداهلل اػبضػػَت‪ ،‬بػػدوف دار نشػػر‪ ،‬ط ( ‪، ) 1‬‬
‫لعاـ ‪1432‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )37‬التحكيم يف العالقات اػباصة الدولية‪ ،‬ؼبصطفى صباؿ وعكاشػة عبػدالعاؿ‪ ،‬بػدوف دار‬
‫نشر‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬لعاـ ‪1998‬من ‪.‬‬
‫‪ )38‬التحكػػيم يف القػػانوف الكػػوييت‪ ،‬لعزمػػي عبػػدالفتاح‪ ،‬مطبوعػػات جامعػػة الكويػػت‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1999‬ـ‪.‬‬
‫‪ )39‬التحكػ ػػيم يف الق ػ ػوانُت العربيػ ػػة ‪ ،‬غبمػ ػػزة أضبػ ػػد حػ ػػداد ‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬دار الثقافػ ػػة للنشػ ػػر‬
‫والتوزيع باألردف‪ ،‬لعاـ ‪1431‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )49‬التحكيم يف القوانُت العربية‪ ،‬ألضبد أيب الوفاء‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باالسكندرية‪.‬‬
‫‪ )41‬التحكػػيم يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬حملمػػد بػػن ناصػػر البجػػاد‪ ،‬مػػن مطبوعػػات مركػػز‬
‫البحوث والدراسات اإلدارية دبعهد اإلدارة العامة بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1429‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )42‬التحكػػيم يف اؼبنازعػػات اإلداريػػة – دراسػػة مقارنػػة – غبسػػن ؿبمػػد ىنػػد‪ ،‬دار الكتػػب‬
‫القانونية‪ ،‬لعاـ ‪2994‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )43‬التحكيم يف النظاـ السعودي على ضوء الفقو اإلسالمي – دراسة تأصيلية مقارنة –‬
‫‪ ،‬ػبالد بن عبدالعزيز الػدخيل ‪ ،‬رسػالة ماجسػتَت غػَت منشػورة مقدمػة إذل جامعػة نػايف‬
‫العربية بالرياض ‪.‬‬
‫‪ )44‬تػػدوين اؼبرافعػػة القضػػائية‪ ،‬لعبػػداهلل بػػن ؿبمػػد بػػن خنػػُت حبػػث منشػػور يف صبلػػة العػػدؿ‬
‫بوزارة العدؿ ‪ ،‬العدد الثاين ‪.‬‬
‫‪ )45‬تطبيقػػات التحكػػيم يف اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬ورقػػة عمػػل مقدمػػة مػػن ماجػػد ؿبمػػد‬
‫قػػاروب‪ ،‬إذل ملتقػػى التحكػػيم السػػعودي األوؿ مػػن منظػػور إسػػالمي ودورل يف الفػػًتة ‪29‬‬
‫نوفمرب – ‪1‬ديسمرب عاـ ‪2995‬ـ ‪.‬‬

‫‪074‬‬
‫‪ )46‬التعريفات ‪ ،‬لعلي بن ؿبمد الشريف اعبرجاين ‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية ببَتوت‪.‬‬
‫‪ )47‬التعلي علػى نصػوص نظػاـ اؼبرافعػات الشػرعية‪ ،‬لطلعػت دويػدار وؿبمػد كػدماف‪ ،‬طبعػة‬
‫منشأة اؼبعارؼ باالسكندرية‪.‬‬
‫‪ )48‬التنظػيم القضػػائي يف الفقػػو اإلسػالمي مػػع التطبيػ يف اؼبملكػة العربيػػة السػػعودية‪ ،‬حملمػػد‬
‫الزحيلي‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬بدار الفكر بدمش لعاـ ‪1499‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )49‬هتػػذيب اللغػػة ‪ ،‬أليب منصػػور ؿبمػػد بػػن أضبػػد األزىػػري‪ ،‬نشػػر الػػدار اؼبص ػرية للتػػأليف‬
‫والًتصبة ‪.‬‬
‫‪ )59‬حاشػػية ابػػن عابػػدين ‪ ،‬رد احملتػػار علػػى الػػدر اؼبختػػار‪ ،‬ربقي ػ عػػادؿ أضبػػد عبػػداؼبوجود‬
‫وعلي ؿبمد معوض‪ ،‬طبعة دار عادل الكتب بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1423‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )51‬حاشػػية الػػروض اؼبربػػع شػػرح زاد اؼبسػػتنقع‪ ،‬لعبػػدالرضبن بػػن ؿبمػػد بػػن قاسػػم العاصػػمي‬
‫النجدي‪ ،‬ط ( ‪ ) 6‬لعاـ ‪1416‬ىػ‪ ،‬بدوف ناشر ‪.‬‬
‫‪ )52‬حجيػػة اغبكػػم بػػُت الش ػريعة والقػػانوف‪ ،‬حملمػػد نعػػيم ياسػػُت‪ ،‬دار الفرقػػاف بػػاألردف ‪ ،‬ط‬
‫(‪ )1‬لعاـ ‪1494‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )53‬دراس ػػات ال ػػدورة الرابع ػػة ؼبنت ػػدى الري ػػاض االقتص ػػادي ( األنظم ػػة التجاري ػػة الس ػػعودية‬
‫ومتطلبات التنمية) عاـ ‪1439‬ىػ ‪ ،‬والذي نظمتو الغرفة التجارية الصناعية بالرياض‪.‬‬
‫‪ )54‬دعػ ػػوى بطػ ػػالف حكػ ػػم التحكػ ػػيم – دراسػ ػػة مقارنػ ػػة – ػبالػ ػػد ؿبمػ ػػد الغرايبػ ػػة‪ ،‬رسػ ػػالة‬
‫ماجسػ ػػتَت غػ ػػَت منشػ ػػورة ‪ ،‬مقدمػ ػػة إذل جامع ػ ػػة آؿ البيػ ػػت – كليػ ػػة الدراسػ ػػات الفقهي ػ ػػة‬
‫والقانونية‪ ،‬قسم الدراسات الفقهية ‪.‬‬
‫‪ )55‬دعوى بطالف حكم التحكيم يف اؼبنازعات التجارية الدولية‪ ،‬حملمػد داود الػزغ ي‪ ،‬ط (‬
‫‪ ) 1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع باألردف ‪ ،‬لعاـ ‪1432‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )56‬دور اعبهة اؼبختصة بنظر النزاع يف التحكيم‪ ،‬ألنور علي خبرجي‪ ،‬رسػالة ماجسػتَت غػَت‬
‫منشورة‪ ،‬مقدمة لكلية اإلدارة واالقتصاد جبامعة اؼبلك عبدالعزيز جبدة ‪.‬‬

‫‪075‬‬
‫‪ )57‬دور احملكػػم يف خصػػومة التحكػػيم الػػدورل واػبػػاص‪ ،‬ؼبهنػػد أضبػػد الصػػانوري‪ ،‬ط ( ‪)1‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزويع باألردف‪ ،‬لعاـ ‪2995‬ـ‪.‬‬
‫‪ )58‬دور احملكػ ػػم يف خصػ ػػومة التحكػ ػػيم وحػ ػػدود سػ ػػلطاتو‪ ،‬ؽبػ ػػدى عبػ ػػدالرضبن‪ ،‬طبعػ ػػة دار‬
‫النهضة العربية بالقاىرة‪ ،‬عاـ ‪1997‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )59‬رقابػػة القضػػاء علػػى إجػراءات التحكػػيم يف قػػانوف التحكػػيم األردين‪ ،‬حملمػػد أضبػػد سػػعيد‬
‫اؼبوض ػػي‪ ،‬رس ػػالة ماجس ػػتَت غ ػػَت منش ػػورة‪ ،‬مقدم ػػة إذل كلي ػػة الدراس ػػات العلي ػػا يف اعبامع ػػة‬
‫األردنية‪.‬‬
‫‪ )69‬الرقابػػة القضػػائية علػػى أعمػػاؿ احملكمػػُت‪ ،‬حملمػػد نػػور عبػػداؽبادي شػػحاتو‪ ،‬دار النهضػػة‬
‫العربية بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1993‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )61‬الرقابػ ػػة القضػ ػػائية علػ ػػى التحكػ ػػيم يف اؼبملكػ ػػة العربيػ ػػة السػ ػػعودية لعبػ ػػداهلل بػ ػػن عثمػ ػػاف‬
‫اؼباضي‪ ،‬رسالة دكتوراه غَت منشورة مقدمة إذل جامعة الزيتونة‪ ،‬بتونس ‪.‬‬
‫‪ )62‬الرقابة القضائية على اغبكم التحكيمي – دراسة مقارنػة – لسػلطاف عمػر الشػجيفي‪،‬‬
‫رسالة ماجستَت غَت منشورة مقدمة إذل كلية اغبقوؽ جبامعة عدف ‪.‬‬
‫‪ )63‬الرقاب ػػة القض ػػائية عل ػػى قػ ػرارات التحك ػػيم طبقػ ػاً لنظ ػػاـ التحك ػػيم الس ػػعودي‪ ،‬ص ػػحيفة‬
‫االقتصادية‪ ،‬عدد ( ‪ )5114‬بتاريخ ‪2997/19/12‬ـ‪.‬‬
‫‪ )64‬سنن أيب داود ‪ ،‬سػليماف بػن األشػعت السجسػتاين ‪ ،‬دار ابػن حػزـ ببػَتوت ‪ ،‬ط(‪)1‬‬
‫‪ ،‬لعاـ ‪1419‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )65‬سنن ابن ماجو ‪ ،‬ؿبمد بن يزيػد القػزويٍت ‪ ،‬بتحقيػ ؿبمػد فػؤاد عبػدالباقي‪ ،‬دار الفكػر‬
‫ببَتوت ‪ ،‬عاـ ‪1373‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )66‬سنن الدراقطٍت ‪ ،‬لعلي بن عمر الدار قطٍت‪ ،‬وهبامشػو ‪ :‬التعليػ اؼبغػٍت علػى الػدارقطٍت‬
‫أليب الطيػػب ؿبمػػد حلػػس اغبػ العظػػيم آبػػادي‪ ،‬ربقيػ عبػػداهلل ىاشػػم يبػػاين اؼبػػدين‪ ،‬طبػػع‬
‫بدار احملاسن للطباعة بالقاىرة ‪.‬‬

‫‪076‬‬
‫‪ )67‬الس ػػنن الك ػػربى‪ ،‬ألضب ػػد ب ػػن اغبس ػػُت البيهق ػػي‪ ،‬طبع ػػة مص ػػورة ع ػػن طبع ػػة ؾبل ػػس دائ ػػرة‬
‫اؼبعارؼ العثمانية حبيدر آباد باؽبند ‪ ،‬ط (‪ ) 1‬لعاـ ‪1353‬ىػ نشر دار اؼبعرفة ببَتوت ‪.‬‬
‫‪ )68‬سنن سعيد بن منصور ‪ ،‬لسعيد بػن منصػور اػبراسػاين اؼبكػي‪ ،‬ربقيػ ‪ :‬حبيػب الػرضبن‬
‫األعظمي ‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬لدار الكتب العلمية ببَتوت ‪ ،‬لعاـ ‪1495‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )69‬السياسػػة الشػػرعية ‪ ،‬لعبػػدالوىاب خػػالؼ ‪ ،‬ط ( ‪ )5‬مؤسسػػة الرسػػالة ببػػَتوت‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1413‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )79‬شرح أدب القاضي‪ ،‬لربىاف األئمة حساـ الدين عمر بن عبدالعزيز بن مازه البخاري‪،‬‬
‫اؼبعروؼ بالصػدر الشػهيد‪ ،‬بتحقيػ ؿبػي ىػالؿ السػرحاف‪ ،‬طبػع إحيػاء الػًتاث اإلسػالمي‬
‫بػػوزارة األوقػػاؼ العراقيػػة‪ ،‬مطبعػػة اإلرشػػاد ببغػػداد‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬لعػػاـ ‪1397 :‬ى ػػ‪ ،‬واعبػػزء‬
‫الرابػع مػػن طبػػع الػػدار العربيػػة للطباعػػة ببغػداد ‪ ،‬وىنػػاؾ طبعػػة أخػػرى بتحقيػ ‪ :‬أيب الوفػػاء‬
‫األفغػ ػػاين‪ ،‬وأيب بكػ ػػر ؿبمػ ػػد اؽبػ ػػاحلي‪ ،‬دار الكتػ ػػب العلميػ ػػة ببػ ػػَتوت‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬لعػ ػػاـ‬
‫‪1414‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )71‬الشػػرح الصػػغَت علػػى أقػػرب اؼبسػػالك‪ ،‬أليب الربكػػات أضبػػد بػػن ؿبمػػد الػػدردير ‪ ،‬أخرجػػو‬
‫وض ػ ػػبط نص ػ ػػو‪ :‬مص ػ ػػطفى كم ػ ػػاؿ وص ػ ػػفي‪ ،‬وطبعت ػ ػػو وزارة الع ػ ػػدؿ والش ػ ػػؤوف اإلس ػ ػػالمية‬
‫واألوقاؼ بدولة اإلمارات اؼبتحدة ‪ ،‬لعاـ ‪1419‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )72‬الشػػرح الكبػػَت علػػى ـبتصػػر خليػػل‪ ،‬أليب الربكػػات أضبػػد بػػن ؿبمػػد بػػن أضبػػد الػػدردير‪،‬‬
‫مطبوع هبام حاشية الدسوقي‪ ،‬طبعة دار الفكر ببَتوت‪ ،‬بدوف تاريخ نشر ‪.‬‬
‫‪ )73‬شرح الكوكب اؼبنَت‪ ،‬البن النجار الفتوحي اغبنبلي‪ ،‬ربقي ؿبمػد الزحيلػي ونزيػو ضبػاد‪،‬‬
‫مكتبة العبيكاف بالرياض لعاـ ‪1413‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )74‬شػرح فػتح القػدير ‪ ،‬لكمػاؿ الػدين ؿبمػد بػن عبدالواحػد اؼبعػروؼ بػابن اؽبمػاـ‪ ،‬اؼبطبعػػة‬
‫الكربى األمَتية بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1315‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )75‬شرح منتهى اإلرادات ‪ ،‬ؼبنصور بن يونس البهويت ‪ ،‬مكتبة الرياض اغبديثة بالرياض ‪.‬‬
‫‪ )76‬شػرح نظػاـ التحكػػيم السػعودي‪ ،‬لعيػػد بػن مسػػعود اعبهػٍت ‪ .‬الطبعػػة األوذل ؼبطػابع اجملػػد‬
‫التجارية بالرياض لعاـ ‪1494‬ىػ ‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫‪ )77‬صحيح البخاري ‪ ،‬أليب عبداهلل ؿبمد بن إظباعيل البخاري ‪ ،‬اعتٌت بو مصطفى البغا‪،‬‬
‫ط ( ‪ ، ) 4‬بدار ابن كثَت واليمامة بدمش لعاـ ‪1419‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )78‬صحيح سنن أيب داود ‪ ،‬حملمػد بػن ناصػر الػدين األلبػاين ‪ ،‬مكتػب الًتبيػة العػريب لػدوؿ‬
‫اػبليج ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬لعاـ ‪1419‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )79‬صػػحيح مسػػلم ‪ ،‬اغبسػػُت بػػن مسػػلم بػػن اغبجػػاج ‪ ،‬دار ابػػن حػػزـ ببػػَتوت ‪ ،‬ط ( ‪) 1‬‬
‫لعػػاـ ‪1423‬ىػ ػ ‪ ،‬وطبعػػة بتحقي ػ ؿبمػػد ف ػؤاد عبػػدالباقي ‪ ،‬اؼبكتبػػة اإلسػػالمية باسػػتنبوؿ‬
‫بًتكيا ‪.‬‬
‫‪ )89‬الضػوابط الشػػرعية للتحكػػيم ‪ ،‬لصػػاحل بػػن ؿبمػػد اغبسػػن‪ ،‬دار النشػػر ‪ :‬مطبعػػة النػػرجس‬
‫التجارية بالرياض ط ( ‪ ، ) 1‬لعاـ ‪1417‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )81‬الطبيعة القانونية غبكم التحكيم وآثاره وطرؽ الطعػن بػو – دراسػة مقارنػة – ألشػجاف‬
‫فيص ػػل م ػراد‪ ،‬رس ػػالة ماجس ػػتَت مقدم ػػة لكلي ػػة الدراس ػػات العلي ػػا جبامع ػػة النج ػػاح الوطني ػػة‬
‫بفلسطُت ‪ ،‬غَت منشورة‪.‬‬
‫‪ )82‬ط ػػرؽ الطع ػػن يف األحكػ ػػاـ اؼبدنيػ ػػة واعبنائيػ ػػة‪ ،‬حملمػ ػػد أضب ػػد عابػ ػػدين‪ ،‬دار اؼبطبوعػ ػػات‬
‫اعبامعية باالسكندرية عاـ ‪1984‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )83‬الطعػن بػػالبطالف علػػى أحكػاـ احملكمػػُت‪ ،‬غبفيظػػة السػيد حػػداد ‪ ،‬دار الفكػػر اعبػػامعي‬
‫باالسكندرية‪ ،‬لعاـ ‪1997‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )84‬الطعن يف قرارات التحكيم التجاري – دراسة مقارنة – ألمُت جبػاش اغبمػَتي‪ ،‬رسػالة‬
‫ماجستَت غَت منشورة قدمت لكلية اغبقوؽ باعبامعة األردنية ‪.‬‬
‫‪ )85‬الطعػن يف قػرارات التحكػػيم وفقػاً لقػانوف التحكػػيم األردين ونظػاـ التحكػيم السػػعودي‪،‬‬
‫لفيصل بن طل البقمي‪ ،‬رسالة ماجستَت غَت منشورة‪ ،‬مقدمة إذل كلية اغبقػوؽ باعبامعػة‬
‫األردنية‪.‬‬
‫‪ )86‬العػػدة أليب يعلػػى ‪ ،‬ربقي ػ أضبػػد سػػَت مبػػاركي‪ ،‬مؤسسػػة الرسػػالة ببػػَتوت‪ ،‬ط ( ‪، ) 3‬‬
‫لعاـ ‪1413‬ىػ‪.‬‬

‫‪078‬‬
‫‪ )87‬عقػػد التحكػػيم يف الفق ػو اإلسػػالمي والقػػانوف الوضػػعي‪ ،‬لقحطػػاف عبػػدالرضبن الػػدوري‪،‬‬
‫دار الفرقاف للنشر والتوزيع باألردف‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬لعاـ ‪1422‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )88‬عقد التحكيم وإجراءاتو‪ ،‬ألضبد أيب الوفاء‪ ،‬الطبعة الثانية ؼبنشأة اؼبعارؼ باالسكندرية‬
‫‪ ،‬لعاـ ‪1974‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )89‬الفػػتح الربػػاين لًتتيػػب مسػػند ابػػن حنبػػل الشػػيباين ألضبػػد بػػن عبػػدالرضبن البنػػا الشػػهَت‬
‫بالساعايت ‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 2‬بدار إحياء الًتاث العريب ‪ ،‬لعاـ ‪1396‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )99‬فتح القدير ‪ ،‬لكماؿ الدين ؿبمد بن عبدالواحد‪ ،‬اؼبعروؼ بابن اؽبماـ‪ ،‬ط(‪ )1‬مطبعة‬
‫مصطفى البايب دبصر‪ ،‬لعاـ ‪1389‬ىػ‪ ،‬وطبعة األمَتية بالقاىرة‪ ،‬لعاـ ‪1315‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )91‬الف ػ ػػرؽ ب ػ ػػُت التحك ػ ػػيم والوس ػ ػػائل األخ ػ ػػرى غبس ػ ػػم اؼبنازع ػ ػػات والتجرب ػ ػػة الكويتي ػ ػػة يف‬
‫التحكيم‪ ،‬حبث مقدـ لػوزارة العػدؿ السػعومدية يف نػدوة الصػلح والتحكػيم‪ ،‬واؼبنعقػدة يف‬
‫ؿبافظة الطائف يف عاـ ‪1424‬ىػ‪ ،‬يف رئاسة ؿباكم الطائف ‪.‬‬
‫‪ )92‬القػػاموس احملػػيط ‪ ،‬أليب طػػاىر ؾبػػد الػػدين ؿبمػػد بػػن يعقػػوب بػػن ؿبمػػد بػػن إبػراىيم بػػن‬
‫عمػػر الش ػَتازي‪ ،‬طبػػع بيػػت األفكػػار الدوليػػة بػػاألردف لعػػاـ ‪2994‬ـ ‪ ،‬وطبعػػة دار إحيػػاء‬
‫الًتاث العريب ببَتوت‪.‬‬
‫‪ )93‬قانوف القضاء اؼبدين اعبزء الثاين ‪ ،‬ؽباشم ؿبمود ؿبمد‪ ،‬بدوف ناشر ‪.‬‬
‫‪ )94‬قػػانوف اؼبرافعػػات اؼبدنيػػة والتجاريػػة‪ ،‬ألضبػػد ىنػػدي‪ ،‬دار اعبامعػػة اعبديػػدة باالسػػكندرية‬
‫طبعة عاـ ‪1995‬من ‪.‬‬
‫‪ )95‬قػرارات ؾبمػػع الفقػػو اإلسػػالمي اؼبنبثػ مػػن منظمػػة اؼبػؤسبر اإلسػػالمي‪ ،‬قراراتػػو وتوجيهاتػو‬
‫للدورات ا‪ ،14-1‬طبعتها وزارة األوقاؼ بقطر‪ ،‬ط ( ‪ ، )4‬لعاـ ‪1424‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )96‬القواعػػد اإلجرائيػػة يف اؼبرافعػػات الشػػرعية‪ ،‬لعبػػداهلل بػػن عبػػدالعزيز الػػدرعاف‪ ،‬ط ( ‪) 1‬‬
‫مكتبة التوبة بالرياض ‪ ،‬لعاـ ‪1413‬ىػ‪.‬‬

‫‪079‬‬
‫‪ )97‬قواعػػد التحكػػيم – دراسػػة متعمقػػة يف طػػرؽ الطعػػن يف الق ػرار التحكيمػػي الصػػادر يف‬
‫ربكػػيم داخلػػي ‪ ،-‬ألضبػػد خليػػل‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬منشػػورات اغبلػػ ي اغبقوقيػػة ببػػَتوت ‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪2992‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )98‬الكاشػػف يف شػػرح نظػػاـ اؼبرافعػػات الشػػرعية السػػعودية‪ ،‬لعبػػداهلل بػػن ؿبمػػد بػػن خنػػُت‪،‬‬
‫الطبعة األوذل لدار التدمرية بالرياض ‪ ،‬لعاـ ‪1427‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )99‬كتاب التحكيم التجاري‪ ،‬يضم ؾبموعة أحباث يف التحكيم التجاري‪ ،‬لفهد بن ضبود‬
‫النايف اغبقباين‪ ،‬بدوف ناشر الطبعة األوذل لعاـ ‪1426‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )199‬كش ػػاؼ القن ػػاع ع ػػن م ػػنت اإلقن ػػاع‪ ،‬للبه ػػويت‪ ،‬دار ع ػػادل الكت ػػب بب ػػَتوت‪ ،‬لع ػػاـ‬
‫‪1493‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )191‬كلمػػة منصػػور بػن ضبػػد اؼبالػػك يف نػػدوة االربػػاد الػػدورل للمحػػامُت عػػن التحكػػيم‬
‫م ػػن منظ ػػور إس ػػالمي ودورل ‪ ،‬يف الف ػػًتة ‪1424/3/1921‬ى ػ ػ ‪ ،‬مطبوع ػػة يف كتي ػػب م ػػن‬
‫إعداد مكتب احملامي ماجد ؿبمد قاروب ‪.‬‬
‫‪ )192‬لس ػػاف الع ػػرب ‪ ،‬أليب الفض ػػل صب ػػاؿ ال ػػدين ؿبم ػػد ب ػػن مك ػػرـ ‪ ،‬طبع ػػة دار ع ػػادل‬
‫الكتػػب بالريػػاض‪ ،‬لعػػاـ ‪2993‬ـ ‪ ،‬وطبعػػة دار صػػادر األوذل ببػػَتوت‪ ،‬وطبعػػة دار إحيػػاء‬
‫الًتاث العريب ببَتوت ط ( ‪. ) 3‬‬
‫‪ )193‬لق ػػاء م ػػع وكي ػػل وزارة الع ػػدؿ يف جري ػػدة الري ػػاض‪ ،‬الع ػػدد ‪ ) 15255 ( :‬ي ػػوـ‬
‫األربعاء اؼبواف ‪1431/4/15‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )194‬مبادئ قانوف القضاء اؼبدين‪ ،‬لفتحي وارل ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬لػدار النهضػة العربيػة‬
‫بالقاىرة لعاـ ‪1975‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )195‬مبػػدأ اسػػتقاللية أط ػراؼ الن ػزاع يف ظػػل نظػػاـ التحكػػيم اغبػػارل يف اؼبملكػػة العربيػػة‬
‫السػػعودية – دارسػػة مقارنػػة‪ ،‬لفيصػػل بػػن منصػػور الفاضػػل‪ ،‬بػػدوف ناشػػر‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬لعػػاـ‬
‫‪1431‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )196‬ؾبلػة األحكػػاـ الشػػرعية‪ ،‬ألضبػد بػػن عبػػداهلل القػاري‪ ،‬دراسػػة وربقيػ ‪ :‬عبػػدالوىاب‬
‫أبو سليماف وؿبمد إبراىيم أضبد‪ ،‬دار هتامة ط ( ‪ ، ) 1‬لعاـ ‪1491‬ىػ‪.‬‬

‫‪081‬‬
‫‪ )197‬ؾبلة األحكاـ العدلية مػع شػرحها اؼبسػمى درر اغبكػاـ‪ ،‬لعلػي حيػدر ‪ ،‬دار عػادل‬
‫الكتب بالرياض لعاـ ‪1423‬ىػ ‪ ،‬وطبعة مكتبة النهضة ببَتوت‪ ،‬بدوف تاريخ نشر‪.‬‬
‫ؾبلة نقابة احملامُت األردنية ‪ ،‬عدة أعداد‪.‬‬ ‫‪)198‬‬
‫ؾبلة نقابة احملامُت األردنية‪ ،‬عدة أعداد ‪.‬‬ ‫‪)199‬‬
‫‪ )119‬ؾبمػػع الزوائػػد ‪ ،‬لنػػور الػػدين علػػي بػػن أيب بكػػر اؽبيثمػػي ‪ ،‬ربقي ػ كمػػاؿ يوسػػف‬
‫اغبوت‪ ،‬دار الرياف بالقاىرة ‪ ،‬لعاـ ‪1498‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )111‬ؾبم ػػوع فت ػػاوى ش ػػيخ اإلس ػػالـ أضب ػػد ب ػػن عب ػػداغبليم اب ػػن تيمي ػػة‪ ،‬صب ػػع وترتي ػػب‪:‬‬
‫عبػدالرضبن بػن ؿبمػد بػػن قاسػم النجػدي‪ ،‬مطػابع دار العربيػػة بػَتوت‪ ،‬مصػورة عػن الطبعػػة‬
‫األوذل لعاـ ‪1398‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )112‬ؾبموعػػة اؼببػػادئ الػػيت قررهتػػا ىيئػػة التػػدقي التجػػاري يف دي ػواف اؼبظػػادل مػػن عػػاـ ‪:‬‬
‫‪1497‬ىػ ػ إذل عػػاـ ‪1423‬ى ػػ‪ ،‬صبػػع إب ػراىيم العجػػالف‪ ،‬وتنسػػي إب ػراىيم اغبقيػػل‪ ،‬مػػذكرة‬
‫مطبوعة عندي‪.‬‬
‫‪ )113‬ؾبموعػػة مػػن األحكػػاـ الصػػادرة مػػن دوائػػر وىيئػػات التػػدفي التجػػاري يف دي ػواف‬
‫اؼبظادل دل تنشر‪ ،‬باؼبملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪ )114‬ـبت ػػار الص ػػحاح ‪ ،‬حملم ػػد ب ػػن أيب بك ػػر ب ػػن عب ػػدالقادر الػ ػرازي‪ ،‬طب ػػع دار اعبي ػػل‬
‫ببَتوت ‪ ،‬لعاـ ‪1497‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )115‬م ػػدى حػ ػ ورل األم ػػر يف تنظ ػػيم القض ػػاء وتقيي ػػده‪ ،‬لعب ػػدالرضبن القاس ػػم رس ػػالة‬
‫دكتوراه مقدمة عبامعة القاىرة‪ ،‬بدوف ناشر‪ ،‬طبعة عاـ ‪1973‬ـ‪.‬‬
‫‪ )116‬مسػػند اإلمػػاـ أضبػػد ‪ ،‬بتحقي ػ أضبػػد شػػاكر ‪ ،‬طبػػع دار اؼبعػػارؼ دبصػػر ط ( ‪)4‬‬
‫عاـ ‪1373‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )117‬اؼبصباح اؼبنػَت ‪ ،‬ألضبػد بػن ؿبمػد الفيػومي‪ ،‬ربقيػ عبػدالعظيم الشػناوي‪ ،‬ط (‪)2‬‬
‫بدار اؼبعارؼ بالقاىرة ‪.‬‬

‫‪080‬‬
‫‪ )118‬اؼبصػػطلحات اإلجرائيػػة والتوثيقيػػة يف احملػػاكم وكتابػػات العػػدؿ‪ ،‬كتيػػب مػػن إعػػداد‬
‫ؿبمػػد الصػػايغ‪ ،‬وإصػػدار ؾبلػػة العػػدؿ بػػوزارة العػػدؿ‪ ،‬رقػػم ( ‪ ) 5‬لسػػنة ‪1431‬ى ػػ‪ ،‬شػػهر‬
‫ؿبرـ‪.‬‬
‫اؼبعجم الوسيط ‪ ،‬إعداد إبراىيم مصطفى وآخروف‪ ،‬اؼبكتبة اإلسالمية بًتكيا‪.‬‬ ‫‪)119‬‬
‫‪ )129‬معج ػ ػػم مق ػ ػػاييس اللغ ػ ػػة ‪ ،‬أليب اغبس ػ ػػُت أضب ػ ػػد ب ػ ػػن ف ػ ػػارس ب ػ ػػن زكري ػ ػػا ‪ ،‬ربقيػ ػ ػ‬
‫عبدالسالـ ىاروف ‪ ،‬ط ( ‪ ) 3‬مكتبة اػباقبي بالقاىرة ‪ ،‬لعاـ ‪1492‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )121‬اؼبغػٍت ‪ ،‬ؼبوفػ الػػدين أيب ؿبمػد عبػػداهلل بػن أضبػد بػػن ؿبمػد بػػن قدامػة اؼبقدسػػي‪،‬‬
‫ربقي ػ عب ػػداهلل الًتك ػػي وعبػػدالفتاح اغبل ػػو‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬و( ‪ )2‬ب ػػدار ىجػػر بالق ػػاىرة‪ ،‬لع ػػاـ‬
‫‪1412‬ىػ ‪ ،‬عاـ ‪1499‬ىػ ‪ ،‬وط( ‪ ) 1‬لدار الفكر ببَتوت‪ ،‬لعػاـ ‪1495‬ىػػ‪ ،‬وطبعػة دار‬
‫الكتاب العريب ببَتوت‪ ،‬لعاـ ‪1392‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )122‬مغػػٍت احملت ػػاج إذل معرفػػة مع ػػاين ألف ػػاظ اؼبنهػػاج‪ ،‬حملم ػػد الش ػربيٍت اػبطي ػػب‪ ،‬طبع ػػة‬
‫مطبعة مصطفى البايب اغبل ي وأوالده دبصر ‪ ،‬لعاـ ‪1377‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )123‬مفهػوـ تنفيػذ أحكػػاـ احملكمػُت ‪ ،‬لعبػداهلل بػػن ضبػد السػعداف‪ ،‬حبػػث مقػدـ ؼبلتقػػى‬
‫قضاء اؼبظادل والتحكيم واؼبنعقد جبدة عاـ ‪2995‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )124‬مقاؿ ‪ :‬التحكيم التجاري بُت الشػريعة والنظػاـ واتفاقػات التحكػيم الصػادرة مػن‬
‫األم ػ ػػم اؼبتح ػ ػػدة‪ ،‬للكات ػ ػػب‪ :‬ؾب ػ ػػدي نائ ػ ػػل ‪ ،‬جري ػ ػػدة اغبي ػ ػػاة الطبع ػ ػػة الس ػ ػػعودية‪ ،‬ع ػ ػػدد‬
‫(‪)16985‬بتاريخ ‪1428/4/2‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )125‬مقاؿ ‪ :‬التحكيم فوائده ومعوقاتو‪ ،‬حملمد البجاد‪ ،‬يف ؾبلة ذبارة الرياض‪ ،‬العدد (‬
‫‪ ، )392‬ذو اغبجة لعاـ ‪1415‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )126‬مقػػاؿ ‪ :‬الرقابػػة القضػػائية علػػى اتفػػاؽ التحكػػيم‪ ،‬ػبالػػد أضبػػد عثمػػاف يف صػػحيفة‬
‫االقتصادية‪ ،‬عدد ( ‪ )5248‬اؼبواف ‪2998/2/23‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )127‬مق ػػاؿ ‪ :‬ق ػػانوف التحك ػػيم الس ػػعودي أق ػػرب م ػػا يك ػػوف لالس ػػتئناؼ ‪ ،‬حملم ػػد ب ػػن‬
‫عبػ ػ ػػدالعزيز اعبربػ ػ ػػاء‪ ،‬يف جريػ ػ ػػدة الري ػ ػ ػػاض ‪ ،‬عػ ػ ػػدد ( ‪ )12457‬ليػ ػ ػػوـ الثالثػ ػ ػػاء اؼبواف ػ ػ ػ‬
‫‪1423/6/29‬ىػ‪.‬‬

‫‪082‬‬
‫‪ )128‬مقاؿ ‪ :‬ما مدى الرقابة القضائية على أحكاـ احملكمُت‪ ،‬ػبالد أضبد عثمػاف‪ ،‬يف‬
‫صحيفة االقتصادية‪ ،‬العدد ( ‪ )5857‬اؼبواف ‪1439/11/5‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )129‬مقاؿ ‪ :‬نظرات يف مسألة االعًتاض على أحكاـ احملكمُت‪ ،‬ػبالد أضبػد عثمػاف‪،‬‬
‫جريدة االقتصادية‪ ،‬عدد ( ‪ )5296‬اؼبواف ‪2998/1/12‬ـ‪.‬‬
‫‪ )139‬مقػ ػػاؿ ‪ ،‬دعػ ػػوى بطػ ػػالف أحكػ ػػاـ ىيئػ ػػة التحكػ ػػيم الصػ ػػادرة قبػ ػػل اغبكػ ػػم اؼبنهػ ػػي‬
‫للخصػػومة‪ ،‬لفتحػػي وارل‪ ،‬منشػػور يف ؾبلػػة التحكػػيم العػػريب الصػػادرة عػػن األمانػػة العامػػة‬
‫ؼبراكز التحكيم العربية بالقاىرة‪ ،‬العدد ( ‪ ، ) 1‬مايو ‪1999 :‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )131‬اؼبلكي ػ ػ ػػة ونظري ػ ػ ػػة العق ػ ػ ػ ػد‪ ،‬ألضب ػ ػ ػػد ف ػ ػ ػ ػراج حس ػ ػ ػػُت‪ ،‬دار اؼبطبوع ػ ػ ػػات اعبامعيػ ػ ػ ػػة‬
‫باالسكندرية‪.‬‬
‫‪ )132‬فبارسة التحكيم ‪ ،‬لرزؽ بن مقبوؿ الريس ‪ ،‬حبػث مقػدـ إذل نػدوة االربػاد الػدورل‬
‫للمحػػامُت عػػن التحكػػيم مػػن منظػػور إسػػالمي‪ ،‬ودورل يف الفػػًتة ‪1424/3/21-19‬ىػػ‪،‬‬
‫مطبوع ضمن ؾبموعة أحباث طبعتها مكتب احملامي ماجد ؿبمد قاروب ‪.‬‬
‫‪ )133‬اؼبنتقػػى شػػرح موطػػأ اإلمػػاـ مالػػك ‪ ،‬للبػػاجي‪ ،‬ط ( ‪ )4‬دار الكتػػاب العػػريب‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1494‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )134‬منصػػة التحكػػيم التجػػاري الػػدورل‪ ،‬حملػػي الػػدين إظباعيػػل‪ ،‬اعبػػزء األوؿ‪ ،‬طبعػػة دار‬
‫النسر الذى ي‪ ،‬لعاـ ‪1986‬من‪.‬‬
‫‪ )135‬اؼبنهاج بشرح صحيح مسلم ابن اغبجاج ‪ ،‬ؿبي الدين بن وبى النػووي‪ ،‬دار ابػن‬
‫حزـ ‪ ،‬ببَتوت ‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬لعاـ ‪1423‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )136‬اؼب ػػوجز يف النظري ػػة العامػ ػػة يف التحك ػػيم التج ػػاري‪ ،‬غبفيظ ػػة الس ػػيد ح ػػداد‪ ،‬م ػػن‬
‫منشورات اغبل ي اغبقوقية ببَتوت‪ ،‬ط ( ‪ ، ) 1‬لعاـ ‪2994‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )137‬اؼبػػوجز يف مصػػادر االلت ػزاـ ‪ ،‬ألنػػور سػػلطاف‪ ،‬منشػػأة اؼبعػػارؼ باالسػػكندرية عػػاـ‬
‫‪1972‬ـ‪.‬‬

‫‪083‬‬
‫‪ )138‬موسػػوعة أصػػوؿ احملاكمػػات واإلثبػػات والتنفيػػذ‪ ،‬اعبػػزء العاشػػر‪ ،‬إلدوارد عيػػد‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية بالقاىرة لعاـ ‪1988‬ـ‪.‬‬
‫‪ )139‬موسػػوعة التحكػػيم يف الػػدوؿ العربيػػة‪ ،‬لعبداغبميػػد األحػػدب‪ ،‬اعبػػزء األوؿ‪ ،‬طبػػع‬
‫مؤسسة نوفل ببَتوت ‪ ،‬لعاـ ‪1999‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )149‬اؼبوسػػوعة اعبنائيػػة‪ ،‬عبنػػدي عبػػداؼبلك‪ ،‬دار إحيػػاء ال ػًتاث العػػريب بالقػػاىرة‪ ،‬لعػػاـ‬
‫‪1976‬ـ‪.‬‬
‫‪ )141‬االع ػ ػًتاض عل ػػى اغبكػ ػػم القض ػػائي بطري ػ ػ التمييػ ػػز يف الفقػ ػػو والنظ ػػاـ ويف نظػ ػػاـ‬
‫اؼبرافعات الشرعية – دراسة مقارنة رسالة ماجستَت للباحث‪ :‬إبراىيم بن عبداهلل األضبد‪،‬‬
‫يف اؼبعهد العارل للقضاء بالرياض‪ ،‬غَت منشورة ‪.‬‬
‫‪ )142‬النظػاـ اإلجرائػػي اعبنػائي‪ ،‬لسػػعد بػػن ؿبمػد بػػن ظفػَت‪ ،‬ط ( ‪) 1‬ى مطػػابع ظبحػػة‬
‫لألوفست بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1417‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )143‬نظػ ػػاـ التحكػ ػػيم – دراسػ ػػة مقارنػ ػػة بػ ػػُت الش ػ ػريعة اإلسػ ػػالمية والقػ ػػانوف الوضػ ػػعي‬
‫الكوييت واؼبصري – لسيد أضبد ؿبمود ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬لعاـ ‪2995‬ـ‪.‬‬
‫‪ )144‬نظػػاـ القضػػاء يف الش ػريعة اإلسػػالمية‪ ،‬لعبػػدالكرمي زيػػداف‪ ،‬طبػػع مؤسسػػة الرسػػالة‬
‫ببَتوت الطبعة الثالثة لعاـ ‪1439‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )145‬نظاـ القضاء يف اؼبملكة العربية‪ ،‬لعبداؼبنعم جَتة‪ ،‬معهد اإلدارة العامػة بالريػاض‪،‬‬
‫طبعة عاـ ‪1499‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )146‬النظ ػػاـ القض ػػائي يف الفق ػػو اإلس ػػالمي‪ ،‬حملم ػػد رأف ػػت عثم ػػاف ‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬مكتب ػػة‬
‫الفالح بالكويت‪ ،‬لعاـ ‪1419‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )147‬نظريػػة الػػبطالف يف قػػانوف اؼبرافعػػات‪ ،‬لفتحػػي وارل‪ ،‬الطبعػػة األوذل ؼبنشػػأة اؼبعػػارؼ‬
‫باإلسكندرية لعاـ ‪1959‬ـ ‪ ،‬وطبعة دار النهضة العربية بالقاىرة ط ( ‪. ) 1‬‬
‫‪ )148‬النظريػػة العامػػة للطعػػن بػػالنقض يف اؼبػواد اؼبدنيػػة والتجاريػػة‪ ،‬لنبيػػل إظباعيػػل عمػػر‪،‬‬
‫نشر منشأة اؼبعارؼ باإلسكندرية عاـ ‪1989‬ـ ‪.‬‬

‫‪084‬‬
‫‪ )149‬نقض األحكاـ القضائية يف الفقو‪ ،‬لعبػدالكرمي بػن ؿبمػد الالحػم‪ ،‬ط ( ‪ ) 1‬دار‬
‫كنوز أشبيليا بالرياض‪ ،‬لعاـ ‪1419‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )159‬نق ػ ػػض األحك ػ ػػاـ القض ػ ػػائية‪ ،‬ألضب ػ ػػد ب ػ ػػن ؿبم ػ ػػد اػبض ػ ػػَتي‪ ،‬الطبع ػ ػػة األوذل م ػ ػػن‬
‫مطبوعات مطابع جامعة اإلماـ ؿبمد بن سعود اإلسالمية لعاـ ‪1427‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )151‬النهاية يف غريب اغبديث واألثر‪ ،‬جملد الدين اؼببارؾ بن ؿبمد اعبزري ابػن األثػَت‪،‬‬
‫ربقي ؿبمود الطناحي وطاىر الزاوي ‪ ،‬دار الفكر ببَتوت‪.‬‬
‫واعبزء الثاين من مطبعة دار النجوي ببَتوت ‪ ،‬لعاـ ‪1965‬ـ ‪.‬‬ ‫‪)152‬‬
‫‪ )153‬ورقة عمل مقدمػة مػن عبػدالرضبن الصػبيحي‪ ،‬عضػو فريػ التحكػيم السػعودي يف‬
‫ملتقى قضاء اؼبظادل والتحكيم اؼبنعقدة يف جدة خالؿ الفًتة ‪1426/4/ 4-1‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )154‬الوسػػيط يف التنظػػيم القضػػائي يف الفقػػو اإلسػػالمي مػػع بيػػاف التطبي ػ اعبػػاري يف‬
‫اؼبملكػػة العربيػػة السػػعودية ومصػػر والكويػػت‪ ،‬لفػؤاد عبػػداؼبنعم‪ ،‬واغبسػػُت علػػي غنػػيم‪ ،‬طبػػع‬
‫مؤسسة شباب اعبامعة باالسكندرية‪ ،‬لعاـ ‪1414‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )155‬الوسيط يف شرح قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجاريػة‪ ،‬ألضبػد السػيد صػاوي‪ ،‬بػدوف‬
‫دار نشر ‪ ،‬طبعة عاـ ‪.2994‬‬
‫‪ )156‬الوس ػػيط يف ق ػػانوف القض ػػاء اؼب ػػدين‪ ،‬لفتح ػػي وارل‪ ،‬دار النهض ػػة العربي ػػة بالق ػػاىرة‪،‬‬
‫لعاـ ‪1989‬ـ‪ ،‬وعاـ ‪2994‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )157‬وظيف ػػة احملك ػػم يف الفق ػػو اإلس ػػالمي‪ ،‬لزي ػػد ب ػػن عب ػػدالكرمي الزي ػػد‪ ،‬ط ( ‪ )1‬لع ػػاـ‬
‫‪1427‬ى ػ ػػ‪ ،‬بػ ػػدوف ناشػ ػػر‪ ،‬وأسػ ػػهم يف طباعتػ ػػو ‪ :‬مكتػ ػػب الرويشػ ػػد والعسػ ػػاؼ‪ ،‬ؿبػ ػػاموف‬
‫ومستشاروف – بالرياض ‪.‬‬
‫‪ )158‬وقفة تأمل يف مفهوـ االعًتاض ضد قرارات التحكيم السعودي‪ ،‬مقاؿ حملمد بن‬
‫عبػػدالعزيز اعبربػػاء ‪ ،‬منشػػور يف ؾبلػػة ذبػػارة الريػػاض ‪ ،‬عػػدد ( ‪ ، ) 482‬ص ‪ ،42‬شػػعباف‬
‫لعاـ ‪1423‬ىػ‪.‬‬

‫‪085‬‬
‫‪ )159‬واليػػة القضػػاء علػػى التحكػػيم‪ ،‬لعلػػي سػادل إب ػراىيم‪ ،‬دار النهضػػة العربيػػة بالقػػاىرة‬
‫لعاـ ‪1997‬ـ‪.‬‬

‫‪-‬األَظًخ ٔانمٕاَني ‪:‬‬

‫‪ )1‬اتفاقية نيويورؾ لعاـ ‪1958‬ـ‪ ،‬اؼبتعلقة باالعًتاؼ بقرارات التحكيم األجنبية وتنفيذىا‪.‬‬
‫‪ )2‬قػػانوف األونس ػًتاؿ النمػػوذجي للتحكػػيم التجػػاري الػػدورل لعػػاـ ‪1985‬ـ‪ ،‬مػػع التعػػديالت‬
‫اليت اعتمدت عاـ ‪2996‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )3‬قانوف التحكيم األردين رقم ( ‪ )31‬لعاـ ‪2991‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )4‬قانوف التحكيم اؼبصري رقم ( ‪ )27‬لسنة ‪1994‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )5‬قانوف اؼبرافعات البحريٍت الصادر باؼبرسوـ رقم ( ‪ )12‬لسنة ‪1971‬ـ‪.‬‬
‫‪ )6‬قانوف اؼبرافعات اؼبدنية الفرنسي الصادر باؼبرسوـ رقم ( ‪ )599-81‬يف عاـ ‪1981‬ـ‪.‬‬
‫‪ )7‬قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية القطري ‪ ،‬رقم ( ‪ )13‬لسنة ‪1999‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )8‬قانوف اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية الكوييت رقم ( ‪ )43‬لسنة ‪1989‬ـ‪.‬‬
‫‪ )9‬الالئحة التنفيذيػة لنظػاـ التحكػيم السػعودي الصػادرة بػاألمر السػامي رقػم (‪/2921/7‬ـ‬
‫) وتاريخ ‪1495/9/8‬ىػ ‪.‬‬
‫‪ )19‬اؼبػػذكرة اإليضػػاحية مػػن أمانػػة األونسػًتاؿ بشػػأف القػػانوف النمػػوذجي للتحكػػيم التجػػاري‬
‫الدورل لعاـ ‪1985‬ـ‪ ،‬بصيغتو اؼبعدلة يف عاـ ‪2996‬ـ ‪.‬‬
‫‪ )11‬نظ ػ ػ ػػاـ التحكػ ػ ػ ػػيم السػ ػ ػ ػػعودي الصػ ػ ػ ػػادر باؼبرسػ ػ ػ ػػوـ اؼبلكػ ػ ػ ػػي رقػ ػ ػ ػػم ( ـ ‪ )46/‬وتػ ػ ػ ػػاريخ‬
‫‪1493/7/12‬ىػ ‪.‬‬

‫‪086‬‬
‫احملزٕ‪ٚ‬بد‬
‫رقم الصفحة‬ ‫املىضىع‬ ‫ـ‬

‫‪2‬‬ ‫املكدمة‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬ ‫أهنًة املىضىع‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬ ‫أسباب اختًار املىضىع‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬ ‫مصكلة البحح‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬ ‫الدراسات السابكة‬ ‫‪5‬‬

‫‪14‬‬ ‫ميهج البحح‬ ‫‪6‬‬

‫‪17‬‬ ‫تكسًنات البحح‬ ‫‪7‬‬

‫‪17‬‬ ‫خطة البحح‬ ‫‪8‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪-‬انفظم انزًٓ‪ٛ‬ذ٘ ‪ :‬انزؼش‪ٚ‬ف مبفشداد انؼُٕاٌ ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪22‬‬ ‫املبحح األول ‪ :‬مفهىو حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬مفهىو احلكه لغة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬مفهىو احلكه التحكًنٌ إصطالحاً ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬املراد باحلكه التحكًنٌ ‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪41‬‬ ‫املبحح الجاىٌ ‪ :‬مفهىو االعرتاض ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬مفهىو االعرتاض لغة ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬مفهىو االعرتاض اصطالحاً ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬املراد باالعرتاض على حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪47‬‬ ‫املبحح الجالح ‪ :‬ىهائًة حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬مفهىو اليهائًة حلكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬العالقة بني االعرتاض وىهائًة حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪57‬‬ ‫‪-‬انفظم األٔل ‪ :‬حم‪ٛ‬مخ االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪087‬‬
‫‪57‬‬ ‫املبحح األول ‪ :‬مفهىو الرقابة الكطائًة على التحكًه ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬مربرات الرقابة الكطائًة ‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬صىر الرقابة الكطاء على التحكًه ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪71‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً رقابة الكطاء على‬ ‫‪26‬‬
‫التحكًه‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫املبحح الجاىٌ ‪ :‬التكًًف الفكهٌ واليظامٌ لإلعرتاض على حكه‬ ‫‪27‬‬
‫التحكًه ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬االعرتاض أو الطعً على حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪94‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪:‬التكًًف الفكهٌ لالعرتاض على حكه التحكًه‬ ‫‪29‬‬

‫‪193‬‬ ‫املبحح الجالح ‪ :‬أسباب االعرتاض ‪:‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪196‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬األسباب الصكلًة ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪111‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪:‬األسباب املىضىعًة ‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪118‬‬ ‫املبحح الرابع ‪ :‬إجراءات االعرتاض على حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬إجراءات تكديه اإلعرتاض ‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪124‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬إجراءات البت يف اإلعرتاض ‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪127‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً إجراءات االعرتاض ‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪128‬‬ ‫املبحح اخلامس ‪ :‬األثر املرتتب على اإلعرتاض على حكه التحكًه ‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪129‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬األثر اليظامٌ ‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً أثر اإلعرتاض ‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪134‬‬ ‫انفظم انثبَ‪ : ٙ‬يذٖ صهطخ انمؼبء يف َظش االػرتاع ػهٗ حكى انزحك‪ٛ‬ى ‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪134‬‬ ‫املبحح األول ‪ :‬اجلهة املختصة بيظر االعرتاض ‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪135‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬اإلختصاص الىالئٌ ‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪138‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬اإلختصاص اليىعٌ ‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪149‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬اإلختصاص املكاىٌ ‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪142‬‬ ‫‪ ‬املطلب الرابع ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً اإلختصاص ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪145‬‬ ‫املبحح الجاىٌ ‪ :‬قبىل أو رفض اإلعرتاض وآثارهنا ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪088‬‬
‫‪146‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬قبىل اإلعرتاض وآثاره ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪148‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬رفض اإلعرتاض وآثاره ‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪149‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً قبىل أو رفض‬ ‫‪49‬‬


‫اإلعرتاض ‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫ال بيظر اإلعرتاض ‪.‬‬
‫املبحح الجالح ‪ :‬حدود سلطة الكطاء املختص أص ً‬ ‫‪59‬‬

‫‪152‬‬ ‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬سلطة اجلهة الكطائًة يف األمىر الصكلًة ‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪154‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجاىٌ ‪ :‬سلطة اجلهة الكطائًة يف األمىر املىضىعًة ‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪159‬‬ ‫‪ ‬املطلب الجالح ‪ :‬مىقف الفكه اإلسالمٌ مً ذلك ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪161‬‬ ‫اخلامتة والفهارس ‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪162‬‬ ‫اخلامتة ‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪167‬‬ ‫املالحل ‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪168‬‬ ‫‪ o‬فهرس اآليات الكرآىًة ‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪169‬‬ ‫‪ o‬فهرس األحاديح اليبىية واآلثار ‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪179‬‬ ‫‪ o‬فهرس املراجع ‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪188‬‬ ‫‪ o‬فهرس املىضىعات‬ ‫‪61‬‬

‫‪089‬‬

You might also like