لامية إبن تيمية
Uploaded by
adekunleak07لامية إبن تيمية
Uploaded by
adekunleak07ﺷﺮﺡ ﺣﺎﺋﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ
ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﻗﺎﻡ ﺑﺸﺮﺣﻪ :ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ
ﺍﻟﺼﻘﻌﻮﺏ
M0505148411@hotmail.com
١
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﻼ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻟﻒ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ
ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﲰﺎﻩ :ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻷﻛﱪ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻷﺎ ﻻﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ
ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻣﻌﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ :ﺑﺎﳊﺎﺋﻴﺔ :
ﻭﲰﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻻﻥ ﻗﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﺍﳊﺎﺀ ﻓﻜﻞ ﺣﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﳜﺘﻢ ﲝﺮﻑ ﺍﳊﺎﺀ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻷﻣﻮﺭ
-١ﳉﻼﻟﺔ ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ :ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺃﰉ
ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺗﺄﺗﻰ ﺗﺮﲨﺘﻪ
-٢ﺃﻥ ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺳﻼﻣﺘﻬﺎ .
-٣ﺃﺎ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺷﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .
-٤ﻗﻠﺔ ﺃﺑﻴﺎﺎ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﻋﺒﺎﺭﺍﺎ ﻭﻳﺴﺮ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﳑﺎ ﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ .
ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺃﺑﻴﺎﺎ ﻓﺈﺎ ﺣﻮﺕ ﻭﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﳑﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ
ﺍﳋﻼﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ
ﻭﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﲎ ﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺪﳝﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ ﰲ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ
ﻭﻻﻗﺖ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱯ :ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﻤﻬﺎ
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻵﺟﺮﻯ ﻭﺻﻨﻒ ﳍﺎ ﺷﺮﺣﺎ ﻭﺃﺑﻮﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﰲ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﺍ.ﻩ
ﻭﳍﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺷﺮﻭﺡ ﻗﺪﳝﺔ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ،ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺎ ،ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﺋﻬﻢ
ﺑﺄﺑﻴﺎﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺷﺮﻭﺣﻬﺎ :ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻭﻟﻮﺍﻗﺢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ .
ﻟﻠﺴﻔﺎﺭﻳﲎ ﻭﻗﺪ ﻃﺒﻊ ﰲ ﳎﻠﺪﻳﻦ
٢
ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ
ﺍﲰﻪ :ﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﳌﺘﻘﻦ :ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﱮ ﺩﺍﻭﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﱏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ .
ﻭﻟﺪ ﰲ :ﺳﺠﺴﺘﺎﻥ ﺳﻨﺔ ٢٣٠ﻩ .
ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ :ﺍﻫﺘﻢ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﻓﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻪ ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ﺇﱃ
ﻣﺪﻥ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﻧﺎﻫﻼ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺣﱴ ﺑﺮﻉ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺫﺍﻉ
ﺻﻴﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻞ ﺧﱪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﻭﺣﻔﻈﻪ .ﺫﻛﺮ
ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ : ٤٤٦/٩ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ) ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻈﻢ ( ﺧﺮﺝ ﺇﱃ
ﺳﺠﺴﺘﺎﻥ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ ﳛﺪﺛﻬﻢ ﻓﺄﰉ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻛﺘﺎﺏ ؟١ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ :ﻓﺄﺛﺎﺭﻭﱐ ﻓﺄﻣﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻼﺛﲔ ﺃﻟﻒ
ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻮﻥ :ﻣﻀﻰ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ ﺇﱃ
ﺳﺠﺴﺘﺎﻥ ﻭﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺳﺠﺴﺘﺎﻥ ﻟﻴﻜﺘﺒﻮﺍ ﳍﻢ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ
ﺍﻟﱵ ﺃﻣﻠﻴﺖ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻭﺟﻲﺀ ﺎ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻓﺨﻄﺌﻮﱐ ﰲ ﺳﺘﺔ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍ.ﻩ.
ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ :ﻧﻘﻞ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ .ﺍﳌﺴﻨﺪ ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ
ﻭﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ
)ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ( ١٠١/١
ﻭﻓﺎﺗﻪ :ﺗﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٣١٦ﻩ .ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺖ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ ﻭﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻗﺪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﲨﻮﻉ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻗﺪﺭﺕ ﺑﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﺷﻴﻮﺧﻪ :ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ :ﺃﺑﻮﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﺬﻫﻠﻰ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ
ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﻮﺳﺞ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ ﺑﻨﺪﺍﺭ ﻭﻏﲑﻫﻢ .
ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ :ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﻢ :ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﲪﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ .
ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺁﰉ ﺩﺍﻭﺩ :ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺀ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﳌﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺧﺮ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﱄ ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰉ ﻭﻣﻦ ﻭﻗﻮﻝ ﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ
٣
ﺍﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﱂ ﻧﺪﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ
ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﻣﺎﳜﺎﻟﻔﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺍ.ﻩ .
ﻋﺪﺩ ﺃﺑﻴﺎﺎ ٣٣ :ﺑﻴﺘﺎ .ﻭﻫﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺑﺎﻥ ﲢﻔﻆ ﻭﺗﻌﺘﻘﺪ
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
ﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ .ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﻣﻮﺭ
-١ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺗﺮﺍﲨﻬﻢ .
-٢ﳍﻀﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﺘﻢ ﺎ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮ
-٣ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻧﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻟﻜﻦ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﳏﺮﻣﺎ ﺃﻭ
ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ .
ﲤﺴﻚ ﲝﺒﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ ……ﻭﻻ ﺗﻚ ﺑﺪﻋﻴﺎ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻔﻠﺢ
ﻭﺩﻥ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﱵ ……ﺃﺗﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻨﺞ ﻭﺗﺮﺑﺢ
ﺑﺪﺍ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﺱ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻟﺒﻬﺎ :
ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﲡﻨﺐ ﺍﻟﺒﺪﻉ ،ﻭﻣﺎ ﺿﻞ ﻣﻦ ﺿﻞ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺇﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .
٤
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﲝﺒﻞ ﺍﷲ ﲨﻴﻌﺎ ﻭﺍﻥ ﻻﻧﺘﻔﺮﻕ ﻫﻮ ﻣﻦ
ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﳑﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﷲ ﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﳑﺎ ﻋﻈﻢ ﺫﻣﻪ ﳌﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻭﳑﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﺑﻪ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺎﻣﺔ
ﻭﺧﺎﺻﺔ .ﺃ.ﻩ ).ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (٣٥٩/٢٢ﰒ ﺳﺎﻕ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻰ
ﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﻓﺮﻗﺔ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﰱ ﻭﻗﺖ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺇﱃ
ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻫﻮ )ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ (.
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﱳ
ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ :ﻫﺬﻩ ﳎﻤﻠﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ
ﻗﻮﺍﻋﺪ :ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ.
-١ﺃﻥ ﳓﺬﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ
-٢ﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ،ﺑﺄﻥ ﻧﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ
-٣ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺴﻚ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ
-٤ﺃﻥ ﳓﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳓﻤﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺆﺛﺮ ﰲ
ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
-٥ﻟﺰﻭﻡ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﻭﲨﺎﻉ ﺍﻷﻣﻮﺭ :ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﺴﺐ ﻓﻬﻢ
ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻭﺯﺍﻋﻰ ﻧﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺩﺍﺭﺍ ﺃ.ﻩ.
ﻭﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﰲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﳉﻤﻌﺔ :ﻓﺎﻥ ﺍﺻﺪﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺧﲑ
ﺍﳍﺪﻯ ﻫﺪﻯ ﳏﻤﺪ ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳏﺪﺛﺎﺎ ﺃ.ﻩ.
ﲤﺴﻚ ﲝﺒﻞ ﺍﷲ :ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ :ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﱰﻝ ﻭﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﺍﷲ ٨ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﺭﺳﻮﻟﻪ .
ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺍﳍﺪﻯ :ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﳍﺪﻯ :ﻣﺎﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﺃﻥ ﺍﳍﺪﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ.
-١ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ :ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ
ﺍﳍﺪﻯ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﺈﺎ ﺳﺒﺐ ﻭﻗﺪ ﲢﺼﻞ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺗﻨﻔﻌﻪ .ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ "ﻭﺍﻧﻚ
٥
ﻟﺘﻬﺪﻯ ﺇﱃ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ " ﻭﻗﻮﻟﻪ"ﻭﺃﻣﺎ ﲦﻮﺩ ﻓﻬﺪﻳﻨﺎﻫﻢ ﻓﺎﺳﺘﺤﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﳍﺪﻯ " ﺃﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﳍﻢ ﻭﺃﺭﺷﺪﻧﺎﻫﻢ ﻭﺩﻟﻠﻨﺎﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻬﺘﺪﻭﺍ .
ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ :ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﷲ ﻭﻻﺗﻜﻮﻥ ﻷﺣﺪ ﻏﲑﻩ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﻠﺰﻣﺔ -٢
ﻟﻼﻫﺘﺪﺍﺀ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻥ ﻫﺪﺍﻩ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ " ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ
ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ" ﻭﻗﻮﻟﻪ "ﺇﻥ ﲢﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﺍﻫﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﻀﻞ"
ﻭﻗﻮﻟﻪ "ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ" ﻭﻗﻮﻟﻪ "ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺪﺍﻫﻢ".
* ﺗﻨﺒﻴﻪ :ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﻻﻧﺎﺧﺬ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺿﻼﻝ ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ "ﺃﻻ ﺍﱏ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ""ﻭﻣﺎ ﺁﺗﺎﻛﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﺨﺬﻭﻩ ﻭﻣﺎ ﺎﻛﻢ ﻋﻨﻪ
ﻓﺎﻧﺘﻬﻮﺍ"
ﻭﻻ ﺗﻚ ﺑﺪﻋﻴﺎ :ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻟﻐﺔ :ﳍﺎ ﻣﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ :ﺍﶈﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺜﺎﻝ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ .
ﺷﺮﻋﺎ :ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻛﺜﲑﺓ .ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻌﺎﺭﻳﻒ:
-١ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻲ ﻣﺎﱂ ﻳﺸﺮﻋﻪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ
ﻣﺎﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﺇﳚﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ) ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (١٠٧/٤
-٢ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺎﻃﱮ :ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﳌﺨﺘﺮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ
ﺍﷲ ﻭﱂ ﻳﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﺃﺻﻼ ﺃﻭ ﻭﺻﻔﺎ " ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ "٣٧/١
-٣ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ :ﻣﺎ ﺍﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ " ﺷﺮﺡ ﳌﻌﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ "
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ :ﻓﲑﺍﺩ ﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﰲ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﰲ ﺫﻟﻚ :
ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﳌﺎﺗﺮﻳﺪﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ
ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﺒﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺳﻼﺕ ﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺰﺍﺭﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﻢ
* ﻭﺍﻋﻠﻢ :ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻬﻲ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﺍﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺇﱃ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﺒﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻛﺎﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ .
٦
ﻭﻫﻨﺎ ﻣﺴﺎﻟﺘﺎﻥ :
ﺍﻷﻭﱃ :ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﱃ ﺑﺪﻋﺔ ﳏﻤﻮﺩﺓ ﻭﺑﺪﻋﺔ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ﻓﻤﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻮ
ﳏﻤﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺬﻣﻮﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﳏﺘﺠﺎ ﺑﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﻧﻌﻤﺖ
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺍﻗﺮﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﺍﻧﻪ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺎﻟﺒﺪﻋﺔ ﻣﺎﻫﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ
ﺭﺟﺐ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻭﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﺎﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﰲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﺮﻉ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﶈﻤﻮﺩﺓ ﻓﻤﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻌﲎ :ﻣﺎﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﳕﺎ
ﻫﻲ ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻐﺔ ﻻﺷﺮﻋﺎ ﳌﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍ.ﻩ .ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﻞ ﻣﺎﺫﻛﺮﻩ
ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻬﻲ ﺿﻼﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﱃ ﲬﺴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭﳏﺮﻣﺔ ﻭﻣﻜﺮﻭﻫﺔ ﻭﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻭﻣﺒﺎﺣﺔ
ﻭﳑﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩ ﲟﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ :ﺭﺩ ﺍﻟﺸﺎﻃﱮ ﲟﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺃﻣﺮ ﳐﺘﺮﻉ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﻞ ﻫﻮ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﺪﺍﻣﻎ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﳌﺎﺫﺍ ﻻﻥ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺎﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﻻ
ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺃﻭ
ﻧﺪﺏ ﺃﻭ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺃﻭ ﳓﻮﻩ ﳌﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﺪﻋﺔ .
* ﺇﺷﻜﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﳒﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ " ﻣﻦ ﺳﻦ ﰲ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻭﺍﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺎ "....؟
= ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻭﺟﻪ
/١ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ :ﻣﻦ ﺳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﲟﻌﲎ ﺍﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺒﺘﺪﺃ ﰒ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻏﲑﻩ ﻓﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺬﺍ :ﻗﺼﺔ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺈﺎ ﰲ
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﳊﻔﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ .
٧
/٢ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺩ ﺑﺬﻟﻚ :ﻣﻦ ﺳﻦ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻻ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ :ﺍﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﳌﻮﺻﻠﺔ
ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻭﺍﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺎ
ﻣﺜﺎﻟﻪ :ﺗﺒﻮﻳﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺂﻟﻴﻔﻬﻢ ﻭﻗﻮﳍﻢ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻛﺬﺍ _ ﺍﳌﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ
ﻭﳓﻮﻫﺎ
/٣ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺳﻨﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻫﺠﺮﺕ ،ﻳﻮﺿﺤﻪ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ " ﻣﻦ
ﺃﺣﻴﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﱵ ﻗﺪ ﺃﻣﻴﺘﺖ ﻓﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺎ )ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻣﺪﻱ(٣٩٨/١
* ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺪﻯ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺳﺘﺔ ﺃﻣﻮﺭ:
-١ﰲ ﺍﳉﻨﺲ :ﻛﺎﻷﺿﺤﻴﺔ ﺑﺒﻬﻴﻤﺔ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻓﻼ ﳜﺎﻟﻒ .
-٢ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭ :ﻓﻤﺜﻼ ﻻﻳﺰﻳﺪ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ .
-٣ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ :ﻣﺜﻼ ﻻﻳﻘﻒ ﺑﻐﲑ ﻋﺮﻓﺎﺕ .
-٤ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻼ ﻳﺼﻮﻡ ﰲ ﻏﲑ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻻ ﳛﺞ ﰲ ﺷﻮﺍﻝ .
-٥ﰲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ :ﻓﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻟﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻻﳜﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭﻫﻜﺬﺍ .
-٦ﰲ ﺍﻟﺴﺒﺐ :ﻛﻜﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻓﻬﻲ ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ .
ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻔﻠﺢ :ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ :ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﲨﻊ ﳋﲑﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻼﺡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﻔﻼﺡ ﳌﺘﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻼ ﻳﺮﲡﻰ ﳍﻢ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺍﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ
ﻭﺩﻥ :ﻓﻌﻞ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻳﺪﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎ ،ﻭﺍﳌﺮﺩ :ﺃﻗﻢ ﺩﻳﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻣﺘﺜﻞ
ﻣﺎﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﻤﺎ .
ﺗﻨﺠﻮ :ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﺑﻼﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻭﺗﺮﺑﺢ :ﺍﳋﲑ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺭﺿﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﱪﻳﺔ .
-٣ﻭﻗﻞ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻛﻼﻡ ﻣﻠﻴﻜﻨﺎ ...ﺑﺬﻟﻚ ﺩﺍﻥ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﻭﺃﻓﺼﺤﻮﺍ.
٨
ﳌﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ .ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺑﲔ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﻭﺑﺪﺃ ﲟﺴﺎﻟﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﻷﻣﺮﻳﻦ :
-١ﻷﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ
-٢ﻭﻷﺎ ﻣﻦ ﺍﻛﱪ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻣﺎﺃﺻﺎﺏ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﷲ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳋﻼﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻟﺴﻨﺎ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ
ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ -ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ-
ﻫﻮ :ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﻠﻴﻖ ﲜﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻭﻣﱴ ﺷﺎﺀ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ ﻭﻳﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻﻳﺸﺎﺑﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ
ﺑﲔ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻮ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ.
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﲨﻴﻌﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ
ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻼﻡ ﻟﻐﲑﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
ﺍﺳﻢ ﺮﺩ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﻻ ﺮﺩ ﺍﳊﺮﻑ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻤﻮﻋﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ
ﻫﻮ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻻ ﺮﺩ ﺍﳉﺴﺪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻤﻮﻋﻬﻤﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ .
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ :ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﻛﺘﺒﻪ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻣﱰﻝ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺃ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﻣﱰﻝ
ﺣﻘﻴﻘﺔ .ﻻ ﻛﻼﻡ ﻏﲑﻩ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻨﻪ
ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻛﺘﺒﻮﻩ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ
٩
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻀﺎﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺒﺘﺪﺃ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﺆﺩﻳﺎ ،ﻭﻫﻮ
ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﻌﺎﱐ ،ﻭﻻ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺩﻭﻥ
ﺍﳊﺮﻭﻑ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ
ﻗﻮﻟﻪ )ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺃ .ﻭﺍﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ( .ﺃﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺍ :ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ ﱂ ﳜﻠﻘﻪ ﰲ ﻏﲑﻩ .
ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ :ﻓﺎﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ :ﻣﺎﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻳﺴﺮﻯ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻻﻳﺒﻘﻰ ﰲ
ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻑ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻨﻪ ﺃﻳﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ :ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻯ ﻣﻨﻪ ﺧﺮﺝ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ .ﻭﺍﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ :ﺍﻯ ﻳﺮﺗﻔﻊ
ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ .
ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ؟
= ﻫﻢ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ .ﻭﻟﻜﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﺟﻬﻪ
ﺃﻣﺎ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ :ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻢ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ
ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ :ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻬﻮ ﻛﻼﻡ
ﺍﷲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﳐﻠﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻫﻲ ﷲ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ
ﺣﺮﻭﻑ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﷲ ﻭﲰﺎﻫﺎ ﻛﻼﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﲰﺎﻫﺎ ﻧﺎﻗﺔ ﺍﷲ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻠﻬﻢ
ﻭﻫﻮ ﻧﻔﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﻼﺑﻴﺔ :ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﻮﻋﺎﻥ :ﻛﻼﻡ ﻟﻔﻈﻲ ﻭﻛﻼﻡ ﻧﻔﺴﻲ .ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ :ﻓﻬﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻟﻴﺲ ﲝﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻀﻴﻔﻮﻧﻪ ﷲ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ :ﺍﳌﺸﺘﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻠﻮﻕ .ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻥ ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﺃﻭ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ .
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻗﻮﳍﻢ :ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ :ﻫﻮ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺮﻭﻑ .ﻭﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻣﻮﻃﻦ
ﺃﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ .
* ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ .
١٠
ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺔ ﺫﻛﺮ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻠﺮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ .
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ :ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ "ﻭﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﻴﻘﺎﺗﻨﺎ ﻭﻛﻠﻤﻪ ﺭﺑﻪ""ﻭﻛﻠﻢ ﺍﷲ ﻣﻮﺳﻰ
ﺗﻜﻠﻴﻤﺎ".
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﻓﺤﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ "ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ
ﻓﻴﻨﺎﺩﻯ ﺑﺼﻮﺕ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻚ ﺑﻌﺜﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺭ.".....
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻓﻘﻮﻟﻪ "ﻗﻞ ﻧﺰﻟﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ" ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻤﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﲪﺪ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ .
/٤ﻭﻻ ﺗﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻮﻗﻒ ﻗﺎﺋﻼ ...ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﳉﻬﻢ ﻭﺃﺳﺠﺤﻮﺍ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ :ﻫﻢ ﻓﺌﺔ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ :ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺮﺣﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﱂ
ﻳﺼﺮﺣﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﳐﻠﻮﻕ .ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ " ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ :ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ
ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺃﺧﺒﺜﻬﺎ "
ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ :ﻻﻥ ﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻛﺎﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﻄﻼﻥ
ﻗﻮﳍﻢ ﻓﲑﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﱪﺍﻫﲔ ﻭﺍﳊﺠﺞ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ :ﻓﻬﻢ ﻻﻳﻔﺼﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ
ﺃﻥ ﰲ ﻗﻮﳍﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺧﻄﺮ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .
ﻫﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻗﻮﳍﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺟﻬﻢ ؟
ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﱂ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻷﻢ
ﱂ ﻳﺼﺮﺣﻮﺍ ﺑﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭﻏﲑﻩ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ
ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ :(٤٢٠/١٢ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺫﻡ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻭﺗﻀﻠﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﺄﺛﻮﺭ
ﻋﻦ ﲨﻬﻮﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻛﺎﺑﻦ ﺍﳌﺎﺟﺸﻮﻥ ﻭﺃﰉ ﻣﺼﻌﺐ ﻭﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﻭﺃﰉ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ .
ﻭﺃﰉ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﳉﺎﺭﻭﺩﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻭﺃﰉ ﺛﻮﺭ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻭﻣﻦ
ﻻﳛﺼﻰ ﻋﺪﺩﻩ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺍ.ﻩ.
١١
/٥ﻭﻻ ﺗﻘﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﻠﻘﺎ ﻗﺮﺃﺗﻪ ...ﻓﺈﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻳﻮﺿﺢ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻻ ﻭﻫﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﲢﺘﻤﻞ ﺃﻣﺮﻳﻦ .
ﺃ -ﲢﺘﻤﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﺬﻩ ﳐﻠﻮﻗﺔ .
ﺏ -ﻭﲢﺘﻤﻞ ﺍﳌﻠﻔﻮﻅ ﻭﺍﳌﻘﺮﺅ ﻭﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻓﻬﺬﺍ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ؟
= ﻫﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﲔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ .ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﻗﺎﻝ :ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ
ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﺟﻬﻤﻰ ﻓﻜﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ ﺫﻟﻚ ﻻﺣﺘﻤﺎﻟﲔ
ﺇﻣﺎ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ .ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻟﻠﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ
ﻳﻘﻮﻝ :ﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﻬﻤﻰ .
-٢ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺣﲔ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻔﻆ ﺍﳌﻠﻔﻮﻅ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻳﺎﺕ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻗﺮﺏ ﻻﻥ
ﺍﲪﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺴﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ :ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓﻬﻮ ﺟﻬﻤﻰ ) ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ
ﻟﻠﻌﺜﻴﻤﲔ ٩٦/٢ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ (
ﺇﺫﻥ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ؟
ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ .ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﻷﻣﺮﻳﻦ .
-١ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﱂ ﻳﻌﻬﺪﻩ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ .
-٢ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﻮﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﲢﺘﻤﻞ ﺃﻣﺮﻳﻦ :ﲢﺘﻤﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻫﻰ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﻭﲢﺘﻤﻞ ﺍﳌﻘﺮﺅ
ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻳﺒﲔ ﻟﻚ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻭﺍﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺣﱴ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻏﲑ
ﳐﻠﻮﻕ .
ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﻓﺎﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻳﻮﺿﺢ :ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ :ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ
ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﻻ ﺍﳌﻌﲎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻔﻆ .ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺑﻪ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﻳﺒﲔ
ﺍﳌﺮﺍﺩ
ﺑﻘﻰ ﺇﻥ ﻳﻘﺎﻝ :ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ) ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ( ﻓﻬﻞ ﻳﺼﺢ ﻋﻨﻪ ؟
١٢
ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻣﺘﺤﻦ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻟﻔﺎﻇﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﺘﻼﺀ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﱏ ﻗﻠﺖ :ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻛﺬﺍﺏ ﻓﺎﱐ
ﱂ ﺍﻗﻠﻪ ﺇﻻ ﺃﱏ ﻗﻠﺖ :ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﳐﻠﻮﻗﺔ ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ )
.(٤٥٧/١٢
/٦ﻭﻗﻞ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﷲ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺟﻬﺮﺓ ...ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻭﺭﺑﻚ ﺃﻭﺿﺢ
ﺗﻜﻠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ :ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻌﺰ :ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﺷﺮﻑ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﻠﻬﺎ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ
ﴰﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳌﺸﻤﺮﻭﻥ ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻭﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺭﻢ ﳏﺠﻮﺑﻮﻥ ﻭﻋﻦ
ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻄﺮﻭﺩﻭﻥ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﻃﺮﻓﺎﻥ ﻭﻭﺳﻂ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻃﻮﺍﺋﻒ
ﺍﻷﻭﱃ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ :ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻧﻪ
ﺑﺎﻃﻞ .ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻﻳﺮﺍﻩ ﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻭﺗﻨﺎﺯﻋﻮﺍ ﰲ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻞ ﺭﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺃﻡ ﻻ ؟
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻬﻮﺭ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﺮﻩ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺪﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺩﻟﺔ :
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺫﺭ "ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺑﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻧﻮﺭ ﺃﱏ ﺃﺭﺍﻩ " ﺍﻯ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﺍﻩ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ
ﳝﻨﻌﲏ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﰱ ﻟﻔﻆ " ﺭﺃﻳﺖ ﻧﻮﺭﺍ " ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺠﺎﺏ .
ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ > ﺃﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ " ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ ﺭﺃﻯ ﺭﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻈﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ".
" ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻟﻦ ﻳﺮﻯ ﺭﺑﻪ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﲪﺪ ﺣﺪﻳﺚ
ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﻢ ﻳﺮﻯ ﺍﷲ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻓﺊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﺿﺎﻝ ﻣﺒﺘﺪﻉ ).ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ (٢٩٧/١
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ :ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ
ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﺄﺩﻟﺔ :
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺗﺮﺍﱐ " ﻓﻨﻔﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺏ)ﻟﻦ( .
١٣
ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ :ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻘﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭﺟﻪ
ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﻧﻪ ﻻﻳﻈﻦ ﲟﻮﺳﻰ ﻛﻠﻴﻢ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻝ ﳏﺎﻻ ﻻﳚﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻭﳌﺎ ﺳﺎﻝ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳒﺎﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺆﺍﻟﻪ .
ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻝ "ﻟﻦ ﺗﺮﺍﱐ "ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻭ ﻻ ﲡﻮﺯ ﺭﺅﻳﱵ " ﺃﻭ ﻟﺴﺖ ﲟﺮﺋﻲ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ
ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﻟﻦ ﺗﺮﺍﱐ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﻻﲢﺘﻤﻞ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﻀﻌﻒ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﲡﻠﻰ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﺗﻜﺪﺩﻙ ﻭﱂ
ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ.
ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺸﻲﺀ ﳑﻜﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﲟﻤﻜﻦ ﻓﻬﻮ ﳑﻜﻦ ﻭﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻥ
ﳚﻌﻞ ﺍﳉﺒﻞ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍ .
ﺍﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﷲ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﲨﺎﺩ ﻻﺛﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻﻋﻘﺎﺏ ﻓﻜﻴﻒ ﳝﺘﻨﻊ ﺃﻥ
ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻷﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﰲ ﺩﺍﺭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻳﺮﻳﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺧﻠﻔﻪ
ﺍﻟﻘﻮﺓ .
ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻻﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ":
ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻨﻬﺎ :ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﺗﻰ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻤﺪﺡ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻﻳﺪﺭﻙ ﻭﺍﻥ ﺭﺅﻯ
ﻓﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﳌﻨﻔﻰ ﻫﻮ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﺳﺌﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺴﺖ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺎﻝ :ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﻯ ؟ ﻗﺎﻝ ﻻ .ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺃﻋﻈﻢ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ "ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺮﺍﺀﻯ ﺍﳉﻤﻌﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻧﺎ ﳌﺪﺭﻛﻮﻥ .ﻗﺎﻝ ﻛﻼ "ﻓﺎﺛﺒﺖ
ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻧﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ "ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﻟﻠﻐﻨﻴﻤﺎﻥ ."٢٩٠/٢
ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻫﻮ :ﺃﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﷲ ﰲ ﺟﻬﺔ ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﰲ ﺟﻬﺔ ﻓﻬﻮ ﺟﺴﻢ ﻭﺍﷲ ﻣﱰﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻻﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﻟﻜﻦ ﻻﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺭﺅﻳﺔ ﻏﲑ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﺨﺮ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ ﻹﺛﺒﺎﻢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻧﻔﻴﻬﻢ ﺍﳉﻬﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ :
١٤
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﺎﳉﻬﺔ .ﺃ -ﺇﻥ ﺃﺭﺩﰎ ﺎ ﺍﻧﻪ ﺣﺎﻝ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ :ﻓﻬﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ
ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ.
ﺏ -ﻭﺍﻥ ﺃﺭﺩﰎ ﺑﺎﳉﻬﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻮﻕ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﺋﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺛﺎﺑﺖ ﷲ ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﺭﺅﻳﺘﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﻻﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﰲ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﺃﻣﺮ ﺛﺎﺑﺖ
ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ "ﻫﻞ ﺗﻀﺎﻣﻮﻥ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ "....ﻓﻬﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺇﺧﺒﺎﺭ
ﺃﻢ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﰲ ﺟﻬﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﰒ ﺳﺎﻗﻬﺎ " ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻐﻨﻴﻤﺎﻥ "١٥٥/٢
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ :
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ " -١.ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﳊﺴﲎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ " ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺴﲎ :ﻫﻲ ﺍﳉﻨﺔ .
ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ :ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ .
"-٢ﻛﻼ ﺇﻢ ﻋﻦ ﺭﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﶈﺠﻮﺑﻮﻥ "ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :ﳌﺎ ﺃﳓﺠﺐ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﺨﻂ
ﻛﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻩ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺿﻲ.
"-٣ﻭﺟﻮﻩ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻧﺎﺿﺮﺓ ) (٢٢ﺇﱃ ﺭﺎ ﻧﺎﻇﺮﺓ "ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﻋﺪﻯ ﺑﺈﱄ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﳌﻌﺎﻳﻨﺔ
ﺑﺎﻹﺑﺼﺎﺭ " ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﻳﲎ . "٢٨٧/١
-ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻳﺖ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻓﻼ ﳎﺎﻝ ﻹﻧﻜﺎﺭﻫﺎ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﻫﻞ ﺗﻀﺎﺭﻭﻥ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭ .ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻗﺎﻝ
ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ".
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ " ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻻﳜﻔﻰ ﻭﺭﺑﻚ ﺃﻭﺿﺢ" ﻓﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ
ﻻﻟﻠﻤﺮﺋﻰ ﺑﺎﳌﺮﺋﻲ ﻭﺇﳕﺎ ﺷﺒﻪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺻﺤﻮﺍ .ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ
ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺍﳌﺮﺋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ .ﻓﺘﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻳﺮﻭﻥ ﺭﻢ ﺃﻛﻤﻞ
ﻣﺎﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺃﻢ ﻻﻳﻀﺎﻣﻮﻥ ﰲ ﺭﺅﻳﺘﻪ :ﺍﻯ ﻻﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﺿﻴﻢ ﻭﺗﻌﺐ .ﻭﻻ ﻳﻀﺎﺭﻭﻥ
:ﺍﻯ ﻻﻳﻠﺤﻘﻬﻢ ﺿﺮﺭ.
ﻭﻟﻴﺲ ﲟﻮﻟﻮﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﻟﺪ ...ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺒﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﺴﺒﺢ
١٥
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ :ﺍﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻇﻦ ﻇﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﻌﲎ ﻛﻮﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﺍﻧﻪ
ﻳﺸﺒﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﺒﲔ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻﻳﺸﺒﻪ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﺍﻧﻪ ﻻﻳﻌﲎ ﻛﻮﻥ
ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﻛﺼﻔﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﺘﺎﻥ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺘﺎﻥ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﷲ ﺍﳌﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻓﺎﻟﻔﻴﻞ ﻟﻪ ﻗﻮﻯ ﻭﺍﻟﺬﺭ ﳍﺎ ﻗﻮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻗﻮﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﷲ ﺫﺍﺕ ﻻﺗﺸﺒﻪ
ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻓﻠﻪ ﺻﻔﺎﺕ ﺗﻠﻴﻖ ﲜﻼﻟﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ﻻﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺒﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﻈﲑ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺻﻤﺪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﻻﻳﺸﺒﻬﻪ ﺍﺣﺪ
ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ :
ﺣﻲ ﻭﻗﻴﻮﻡ ﻓﻼ ﻳﻨﺎﻡ .........ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﺍﻷﻧﺎﻡ
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ" ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﲑ "ﻭﻗﺎﻝ" ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮﺍ ﺃﺣﺪ "
ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﳉﻬﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ...ﲟﺼﺪﺍﻕ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺼﺮﺡ
ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ...ﻓﻘﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺫﺍﻙ ﺗﻨﺠﺢ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﺃﻥ ﺍﳉﻬﻤﻰ ﺍﳌﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﱃ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﺮﺃﺳﻬﻢ
ﺍﳉﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﳌﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺞ ﺍﻟﱵ ﺍﺟﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺼﺮﺡ ﲟﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ .ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ
ﺍﻟﺒﺠﻠﻰ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻔﻈﻪ " ﻗﺎﻝ :ﻛﻨﺎ ﺟﻠﻮﺳﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻜﻢ ﺳﺘﺮﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺗﻀﺎﻣﻮﻥ ﰲ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻓﺈﻥ
ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺎ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮﺍ "ﻳﻌﲎ :ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ .ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﺻﻒ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﷲ ﻭﳏﺎﺿﺮﻢ ﻟﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ :ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﺻﺢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﳌﺘﻠﻘﺎﺓ
ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ."٤٢١/٦
١٦
ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﻗﻞ ﻳﺎﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺎﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﰲ ﺫﺍﻙ :
ﺍﻯ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﻭﺗﻔﻮﺯ ﻭﺗﻔﻠﺢ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ .
ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﳉﻬﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﳝﻴﻨﻪ ...ﻭﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺿﻞ ﺗﻨﻔﺢ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺿﻞ :ﲨﻊ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﳉﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ .ﺗﻨﻔﺢ :ﺍﻟﻨﻔﺢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ .ﻭﰱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ
ﺗﻨﻀﺢ :ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺵ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﻟﻦ
ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻧﻮﻋﺎﻥ
-١ﺫﺍﺗﻴﺔ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﱵ ﻻﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﳍﺎ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ .ﻛﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻷﺻﺒﻊ ﻭﺍﻟﻌﲔ
ﻭﳓﻮﻩ
-٢ﻓﻌﻠﻴﺔ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﺤﻰ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ .ﻛﺎﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﱰﻭﻝ ﻭﺍﻲﺀ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ
.
ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
ﺃ -ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ :ﻛﺎﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ
ﺏ -ﺧﱪﻳﺔ :ﻛﺎﻟﻮﺟﻪ ﻭﳓﻮﻫﺎ ﳑﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻌﺎﺽ ﻭﺃﺟﺰﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺃﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﷲ ﺑﻼ ﲢﺮﻳﻒ ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﻜﻴﻴﻒ
ﻭﻻ ﲤﺜﻴﻞ ﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﲜﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺃﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻔﺖ ﻭﻻﻳﺆﻟﻮﺎ
ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺪ ﺍﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﻏﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻟﻌﻨﻮﺍ ﲟﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﻳﺪﺍﻩ
ﻣﺒﺴﻮﻃﺘﺎﻥ ".ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻴﺪﻱ ".ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻳﻄﻮﻯ ﺍﷲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﰒ ﻳﻬﺰﻫﻦ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﻠﻚ "....
ﻭﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺛﻼﺙ ﻣﺒﺎﺣﺚ
-ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻦ ﺿﻞ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ؟ ﻃﺎﺋﻔﺘﺎﻥ :ﻭﻫﻢ ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﺍﳌﺆﻭﻟﺔ .ﻭﺍﳌﺸﺒﻬﺔ
ﺍﳌﻤﺜﻠﺔ .
-١ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ ﲝﺠﺔ ﺃﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪ ﷲ ﻳﻌﲎ ﺗﺸﺒﻴﻬﻪ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮﻕ ﻓﻬﻢ
ﻭﻗﻌﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺃﻭﻻ ﰒ ﻋﻄﻠﻮﺍ ﺛﺎﻧﻴﺎ
ﻓﻤﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﺜﺒﺖ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ؟
١٧
ﺃﻭﻟﻮﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .
ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ :ﻧﻘﻮﻝ ﻧﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻭﺟﻪ .
ﺃ -ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻣﺼﺎﺩﻡ ﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺮﳛﺔ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﷲ
ﺏ -ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻗﺪﺭﺗﺎﻥ " ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻴﺪﻱ " ﻭﻗﺪ
ﺍﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻻﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﷲ ﻗﺪﺭﺗﺎﻥ ﻭﻛﺬﺍ ﻻﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ " ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ
ﺑﻨﻌﻤﺘﲔ ﻻﻥ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺩﻡ ﻻﲢﺼﻰ .
ﻭﺭﺩ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﺃﻭ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻻ ﺛﻼﺛﺎ ﺧﻠﻖ
ﺍﺩﻡ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻏﺮﺱ ﺟﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺑﻴﺪﻩ "
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﰲ ﻋﻘﻞ ﺃﻭ ﻧﻘﻞ ﺃﻭ ﻓﻄﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺇﻻ
ﺛﻼﺛﺎ .
-٣ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻟﺒﻄﻞ ﲣﺼﻴﺺ ﺍﺩﻡ ﻓﺎﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺣﱴ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳐﻠﻮﻗﺎﺕ
ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻓﻼ ﻣﺰﻳﺔ ﻵﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ" ﺃﻥ ﺗﺴﺠﺪ ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻴﺪﻱ " .ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻄﻠﻮﺍ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺃﻭﻟﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺃﻭ ﳓﻮﻫﺎ ﻣﺎﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ
ﻭﺟﻬﺎ.
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺿﻠﺖ :ﺍﳌﺸﺒﻬﺔ :ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﷲ ﻳﺪ ﻟﻜﻦ
ﻛﺄﻳﺪﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻛﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺿﻼﻝ ﻭﻛﻔﺮ ﻭﻣﻨﺎﻗﺾ
ﻟﻘﻮﻟﻪ " ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ " .
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻴﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻔﺮﺩﺍ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﳌﻠﻚ " ﻭﺛﲎ " ﳌﺎ ﺧﻠﻘﺖ
ﺑﻴﺪﻱ " ﻭﲨﻮﻋﺎ " ﳑﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ " ﻓﻜﻴﻒ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟
ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻔﺮﺩ :ﻓﺎﳌﻔﺮﺩ ﺍﳌﻀﺎﻑ ﻳﻌﻢ ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﳉﻨﺲ
ﻓﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻼ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﳉﻤﻊ.
ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ :ﻓﺈﺎ ﻧﺺ ﰲ ﻣﺴﻤﺎﻫﺎ ﻷﺎ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻤﺎ ﻳﺪﺍﻥ
ﺣﻘﻴﻘﺘﺎﻥ .
١٨
ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﻴﻎ ﺍﳉﻤﻊ :ﻓﻴﺠﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲜﻮﺍﺑﲔ -١ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻗﻞ ﺍﳉﻤﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﻼ
ﺇﺷﻜﺎﻝ ﰲ ﺫﻟﻚ .
-٢ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻗﻞ ﺍﳉﻤﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﻥ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻛﺜﲑ .ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﻀﻤﺮﺓ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﳉﻤﻊ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ" ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ " " ﳓﻦ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ. ".
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﳝﲔ " ﻭﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﰒ ﻳﻘﺒﺾ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺸﻤﺎﻟﻪ "
ﻓﻜﻴﻒ ﺍﳉﻤﻊ ؟
ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻫﻲ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺍﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﱵ
ﺗﺒﺎﺷﺮ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻕ .
ﺃﻣﺎ ﺍﳋﺎﻟﻖ .ﻓﺎﻥ ﻳﺪﻳﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻛﻠﺘﺎﳘﺎ ﳝﲔ ﺍﻯ ﻛﻠﺘﺎﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺳﻮﺍﺀ
ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ .ﻓﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺎﻥ ﻛﻼﳘﺎ ﰲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺑﻞ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .
ﻭﻗﻞ ﻳﱰﻝ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﰲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ...ﺑﻼ ﻛﻴﻒ ﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳌﺘﻤﺪﺡ
ﺇﱃ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳝﻦ ﺑﻔﻀﻠﻪ ...ﻓﺘﻔﺮﺝ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺗﻔﺘﺢ
ﻳﻘﻮﻝ :ﺃﻻ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮ ﻳﻠﻖ ﻏﺎﻓﺮﺍ ...ﻭﻣﺴﺘﻤﻨﺢ ﺧﲑﺍ ﻭﺭﺯﻗﺎ ﻓﺄﻣﻨﺢ
ﺭﻭﻯ ﺫﺍﻙ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ...ﺃﻻ ﺧﺎﺏ ﻗﻮﻡ ﻛﺬﺑﻮﻫﻢ ﻭﻗﺒﺤﻮﺍ
ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﻛﻐﲑﻫﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ .ﻭﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﺕ
ﻣﺴﺎﺋﻞ
-ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ .
١٩
ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﱰﻝ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﺰﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﲜﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻻﻳﺸﺎﺑﻪ
ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻧﺜﺒﺖ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﷲ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ؟ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻫﻮ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ " ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﻴﻒ ﳎﻬﻮﻝ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ " ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﱰﻭﻝ
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﱰﻭﻝ ﺍﷲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻧﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻓﺄﻓﻬﺎﻣﻨﺎ ﻗﺎﺻﺮﺓ ﻋﻦ
ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﺫﺍﺗﺎ ﻻﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻧﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﺻﻔﺎﺕ
ﻻﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻣﺬﻫﺐ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻧﻪ ﻣﻊ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻﻳﺰﺍﻝ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﲢﺖ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻻﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﳏﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻰ
ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﰲ ﺩﻧﻮﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﰲ ﻋﻠﻮﻩ ) .ﻓﺘﺎﻭﻯ .(٣٩٧/٥
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﻣﻮﺭﻳﺔ )ﺹ : (٣٠ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻳﱰﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﲰﺎﺀ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .ﻗﻞ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻻ
ﺍﻋﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﻭﳓﻦ ﻻﻧﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ
ﺍﳌﻮﺻﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﻉ ﻟﻪ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻟﻪ .ﺍ.ﻩ .
ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺍﳉﻬﻤﻰ ﺃﻧﺎ
ﺍﻛﻔﺮ ﺑﺮﺏ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ .ﺍﻯ ﻳﱰﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺮﺏ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎﻳﺸﺎﺀ.
-١ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲢﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ
-٢ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻭﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ :ﻭﻫﻢ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ
ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻻﺷﺎﻋﺮﺓ .
ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺟﺴﻤﺎ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻧﻪ ﻻﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﻳﱰﻝ ﻭﻟﻮ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﱰﻭﻝ
ﻷﺛﺒﺘﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﷲ
ﻣﱰﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ
-ﺇﺫﻥ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺄﻭﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ؟
-ﳍﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻭﻳﻼﻥ .
٢٠
ﻓﺄﻭﳍﺎ ﻗﻮﻡ :ﺑﺎﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻳﱰﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺭﲪﺘﻪ .ﻭﺃﺟﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ . -
ﺑﺄﻧﻪ ﻻﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺭﲪﺘﻪ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﱐ ﻓﺎﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ -
ﺇﻥ ﺣﺪﺩ ﻟﱰﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﲑ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻭ ﺭﲪﺘﻪ ﱂ ﳛﺪﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﱰﻝ ﰲ -
ﻛﻞ ﻭﻗﺖ
ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳊﺬﻑ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻘﻮﳍﻢ :ﻓﻴﻪ ﳏﺬﻭﻑ ﻭﻫﻮ ﻳﱰﻝ ﺃﻣﺮ -
ﺭﺑﻨﺎ
ﻭﺗﺄﻭﳍﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ .ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﱰﻝ ﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ .
-١ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﺗﱰﻝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺧﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ
-٢ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺎﺩﻯ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻻﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﱐ ﻓﺎﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ
)...ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (٤٧-٣٧-٣٥/٥
-ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺇﻥ ﺍﷲ ﳝﻬﻞ ﺣﱴ ﳝﻀﻰ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﺍﻷﻭﻝ ﰒ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺩﺍﻉ ﻓﻠﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻫﻞ
ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﻌﻄﻰ .ﻓﻴﺠﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﲜﻮﺍﺑﲔ
-ﺍﻧﻪ ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ ﺗﻐﲑ ﺑﺂﺧﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻛﺸﻌﺒﺔ ﻭﻣﻨﺼﻮﺭ
ﺑﻦ ﺍﳌﻌﺘﻤﺮ ﻭﻣﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ ﻭﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻓﺮﻭﻭﻩ ﺑﻠﻔﻆ " ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺛﻠﺚ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﺰﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ "...ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻟﺒﺎﱏ ﻫﺬﺍ
ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ٣٨٩٧ﻭﰱ ﺍﻻﺭﻭﺍﺀ ﺭﻗﻢ "٤٥٠
-ﻭﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﱰﻝ ﻭﻳﺄﻣﺮ ﻣﻠﻜﺎ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﺑﺬﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﻭﺍﻯ ﺑﻌﺪ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻞ ﻓﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﰒ
ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻟﲎ ﻓﺎﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﺑﻠﻎ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ
ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺴﻨﻦ "١٢٦-١٢٧/٧
٢١
-٣ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﺭﻭﻯ ﺫﺍﻙ ﻗﻮﻡ ﻻﻳﺮﺩ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱰﻭﻝ " ﻳﱰﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﻀﻰ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻧﺎ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺄﻟﲏ ﻓﺄﻋﻄﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﱐ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﱐ ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺠﺮ.
" ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻧﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎ ﻭﺫﻛﺮﻫﻢ
ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﱯ ﻭﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ
ﻓﺨﺎﺏ ﻭﺧﺴﺮ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﲔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﺮﺳﻞ
ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﱪﻳﺎﺕ
ﻭﻗﻞ ﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﳏﻤﺪ ...ﻭﺯﻳﺮﺍﻩ ﻗﺪﻣﺎ ،ﰒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﺭﺟﺢ
ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﺑﻌﺪﻫﻢ ...ﻋﻠﻲ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﳋﲑ ،ﺑﺎﳋﲑ ﻣﻨﺠﺢ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺇﱃ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﺒﺎﺣﺚ
ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ :ﻫﻮ ﻣﻦ ﻟﻘﻲ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﲣﻠﻠﺘﻪ ﺭﺩﺓ .
ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ؟
ﺍﲨﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮﺓ ﻭﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﳊﻤﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ .
ﰒ ﺑﻌﺪﻩ :ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﳎﺎﻝ ﺳﻮﻗﻬﺎ .
ﰒ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ
ﻓﻘﺪﻡ ﻗﻮﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﰲ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ :ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﱴ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ
ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻛﻨﺎ ﻭﻓﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻧﻔﻀﻞ ﺍﺑﺎﺑﻜﺮ ﰒ ﻋﻤﺮ ﰒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰒ
ﻧﺴﻜﺖ " ﻭﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻷﰉ ﻳﻌﲎ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ
٢٢
ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﲑ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﻠﺖ ﰒ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﻠﺖ ﰒ ﺃﻧﺖ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .
-١ﻭﻗﺪﻡ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ :ﻭﳑﻦ ﻳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ " ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ "٤٢٦/٤
-٢ﻭﻗﻮﻡ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﻔﺎﺿﻠﺔ :ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ
ﻭﳛﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ﻭﺑﻦ ﻣﻌﲔ " ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺤﺎﺕ "١٧/٢ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻮ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻷﻣﻮﺭ
ﻟﻶﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ -١
ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﰒ ﻋﻤﺮ ﰒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰒ ﻋﻠﻰ ﻭﰱ ﻟﻔﻆ
ﻳﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮﻩ " ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻟﻌﻠﻰ ﰲ ﺑﻴﻌﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﱐ
ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻫﻢ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ ﺑﻌﺜﻤﺎﻥ
ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻷﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ -٢
ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ :ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﺯﺭﻯ ﺑﺎﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻷﻢ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﰲ ﺍﳋﻼﻓﺔ
ﺍﻧﻪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺃﻣﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰒ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻢ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﰲ -٣
ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﺪﻉ ﻷﺎ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻳﺔ ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻨﻜﺮ ﻭﻳﺒﺪﻉ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ
ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ .ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﻳﻀﻠﻞ ﺎ ﺍﳌﺨﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﲨﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﱵ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﻟﺔ
ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﰒ ﻋﻤﺮ ﰒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰒ ﻋﻠﻰ
ﻭﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻬﻮ ﺃﺿﻞ ﻣﻦ ﲪﺎﺭ ﺃﻫﻠﻪ
ﻓﺎﳋﻼﺻﺔ :ﰲ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻥ ﳍﺎ ﺣﺎﻻﺕ ﺛﻼﺙ
ﺃ -ﺗﻘﺪﳝﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻓﺔ :ﻓﻬﺬﺍ ﺿﻼﻝ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ
٢٣
ﺏ -ﺗﻘﺪﳝﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ :ﻫﺬﺍ ﺿﻼﻝ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﲪﺪ :
ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻗﺪﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ
ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻬﻮ ﺭﺍﻓﻀﻲ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﺎﺳﻖ
ﺕ -ﺗﻘﺪﳝﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ :ﻓﻼ ﻳﻀﻠﻞ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ
ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻔﻮﺯﺍﻥ١٧٦
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﲎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻭﺯﻳﺮﺍﻩ ﺍﺑﻮﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ .
ﻗﺪﻣﺎ :ﺍﻯ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺣﲔ ﻛﺎﻥ ﲟﻜﺔ
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺳﻴﺪﺍ ﻛﻬﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ
ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﲔ " ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻻﻟﺒﺎﱏ ﻭﻏﲑﻩ " ﰒ ﻋﺜﻤﺎﻥ
ﺍﻷﺭﺟﺢ :ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺗﻘﺪﱘ ﻋﺜﻤﺎﻥ
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
ﻭﺇﻢ ﻭ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﻢ ...ﻋﻠﻰ ﳒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﰲ ﺍﳋﻠﺪ ﺗﺴﺮﺡ
ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺳﻌﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻃﻠﺤﺔ ...ﻭﻋﺎﻣﺮ ﻓﻬﺮ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﺍﳌﻤﺪﺡ
ﺍﻟﺮﻫﻂ :ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﻓﻴﻞ ﻣﺎﺑﲔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ
ﳒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ :ﲨﻊ ﳒﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻛﺮﻡ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺃﻧﻔﺴﻪ .ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺃﻢ ﻳﺴﺮﺣﻮﻥ
ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﳒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻨﻮﻕ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻭﺍﳋﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻳﺮﻭﺣﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻐﺪﻭﻥ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﺒﻴﺘﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺸﺮﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﺎﳉﻨﺔ ﻓﻼ ﺭﻳﺐ ﻭﻻﺷﻚ ﰲ ﺩﺧﻮﳍﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ -١
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ -٢.ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ -٣.ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ -٤.
ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ -٥.ﺍﺑﻮﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﺍﻟﻔﻬﺮﻯ -٦.ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .ﻭﻳﺪﻝ
ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻋﻤﺮ ﰲ
٢٤
ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻃﻠﺤﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ
ﻋﻮﻑ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺳﻌﺪ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ"
ﻭﻗﻞ ﺧﲑ ﻗﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻠﻬﻢ ...ﻭﻻ ﺗﻚ ﻃﻌﺎﻧﺎ ﺗﻌﻴﺐ ﻭﲡﺮﺡ
ﻓﻘﺪ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﳌﺒﲔ ﺑﻔﻀﻠﻬﻢ ...ﻭﰲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺁﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﲤﺪﺡ
ﳌﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﳌﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﲔ
-١ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ :ﳏﺒﺘﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻻﻢ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻋﺪﻡ ﻃﻌﻨﻬﻢ ﻭﲡﺮﳛﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﳍﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﻢ
ﻭﻓﻀﻠﻬﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻣﻮﺭ
-١ﻷﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ " ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺮﱐ "
-٢ﻷﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﺑﲔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺘﻪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺗﻠﻘﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﻢ
ﲢﻤﻠﻮﻫﺎ ﻭﺑﻠﻐﻮﻫﺎ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
-٣ﳉﻬﺎﺩﻫﻢ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ
-٤ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻹﺧﻮﺍﻢ ﳑﺎ
ﻻﻳﺪﺭﻛﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﺣﺪ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﲏ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ :
ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻞ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ " ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ
"..ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﻨﺒﻐﻰ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ " ﺇﻥ ﺍﷲ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﻠﺐ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺧﲑ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺎﺻﻄﻔﺎﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﺎﺑﺘﻌﺜﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﰒ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﺐ
ﳏﻤﺪ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺧﲑ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺠﻌﻠﻬﻢ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻧﺒﻴﻪ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ
"...ﺍﲪﺪ ﻭﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ .
ﻭﻷﺟﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻟﻠﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻷﻛﻴﺪ ﳌﻦ ﺳﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " ﻻﺗﺴﺒﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻧﻔﻖ ﻣﺜﻞ ﺃﺣﺪ ﺫﻫﺒﺎ
٢٥
ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﻔﻪ "ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ":ﻻﺗﺴﺒﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳏﻤﺪ ﻓﻠﻤﻘﺎﻡ
ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻌﲎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺧﲑ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ " ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻨﺪ
ﺻﺤﻴﺢ .
-٢ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﺪﻭﻝ ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﺶ ﻋﻨﻬﻢ .
ﺣﻜﻲ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﳉﻮﻳﲎ .
-٣ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﻭﰱ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻯ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﲤﺪﺡ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩ
ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻳﺎﺕ ﰲ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .ﻛﻘﻮﻟﻪ " ﻟﻘﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﺫ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻧﻚ
ﲢﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ "...ﻭﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ" ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﺷﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺭﲪﺎﺀ ﺑﻴﻨﻬﻢ"
-٤ﻣﺴﺎﻟﺔ /ﻫﻞ ﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻔﺮ ﺃﻭ ﻻ ؟
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﳍﺎ ﺣﺎﻻﺕ -١.ﺃﻥ ﻳﺴﺒﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﺃﻭ ﻳﺴﺐ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﰲ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﺪﺍﻟﺘﻬﻢ :ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﻷﻢ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ
-٢ﺃﻥ ﻳﺴﺐ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺳﺒﺎ ﻳﻄﻌﻦ ﰲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﺪﺍﻟﺘﻬﻢ ﻛﺎﳋﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﻏﲑﻫﻢ :ﻓﻼ ﺷﻚ ﺍﻧﻪ ﻛﻔﺮ
-٣ﺃﻥ ﻳﺴﺐ ﻣﻦ ﱂ ﺗﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻓﻔﻴﻪ ﻗﻮﻻﻥ :ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﻳﻜﻔﺮ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﻻﻳﻜﻔﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺳﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ .
-٤ﺃﻥ ﻳﺴﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳﺒﺎ ﻻﻳﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ
ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ ﺃﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﻯ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﻬﻢ :ﻓﻬﺬﺍ ﻓﺎﺳﻖ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺮ
-٥ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻭ ﻳﺴﺒﻬﺎ ﲟﺎ ﺑﺮﺍﻫﺎ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ :ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﻷﻧﻪ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻟﻠﻘﺮﺍﻥ .
-٦ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﲟﺎ ﺑﺮﺍ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ :ﻓﺎﻷﻛﺜﺮ ﺍﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﺑﺬﻟﻚ "
ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺸﻴﻘﺢ "
ﻭﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﳌﻘﺪﻭﺭ ﺃﻳﻘﻦ ﻓﺈﻧﻪ ...ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻓﻴﺢ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ .
٢٦
-١ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ :ﻟﻐﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ .ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻐﺔ :ﻗﺪﺭﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻯ
ﺃﺣﻄﺖ ﲟﻘﺪﺍﺭﻩ
ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ :ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﷲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﺎ ﺳﺘﻘﻊ ﰲ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻟﻪ
ﻭﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻗﺪﺭﻫﺎ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﳍﺎ " ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﶈﻤﻮﺩ " ٣٩
-٢ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﺃﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﻩ ﻭﺷﺮﻩ ﻭﺍﻥ ﻣﻦ
ﺃﻧﻜﺮﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﲟﺆﻣﻦ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ
ﺟﱪﻳﻞ " ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﻩ ﻭﺷﺮﻩ "ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ :ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺒﲔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ
ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻟﺒﺲ ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻞ ﱂ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﱂ
ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍ.ﻩ.
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻛﺜﲑﺓ :
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ " ﺇﻧﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻨﺎﻩ ﺑﻘﺪﺭ "ﻭﻗﻮﻟﻪ" ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﰲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺇﻻ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﱪﺃﻫﺎ "
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﺣﺪﻳﺚ ﺟﱪﻳﻞ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ .ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ :ﻣﻨﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻪ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ .
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﻭﺱ :ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﺑﻘﺪﺭ .ﺍ.ﻩ.
-٣ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ .
ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﲟﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻫﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺗﺐ .
ﺍﻷﻭﱃ :ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ :ﻭﻫﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﺍﶈﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﺎﻣﻠﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﳜﻠﻘﻬﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺭﺯﺍﻗﻬﻢ ﻭﺁﺟﺎﳍﻢ ﻭﺣﺮﻛﺎﻢ ﻭﺳﻜﻨﺎﻢ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻣﻦ
ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ
٢٧
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ " ﻟﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ﻭﺃﻥ
ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻤﺎ "" ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺞ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ
ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ " ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ :ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ
ﺍﻭﻻﺩ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﺎﻣﻠﲔ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ :ﻭﻫﻰ ﺍﻥ ﺍﷲ ﻛﺘﺐ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ﰱ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ":ﻭﻛﻞ ﺻﻐﲑ ﻭﻛﺒﲑ ﻣﺴﺘﻄﺮ "" ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ
ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻳﺴﲑ " ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺑﻦ
ﻋﻤﺮﻭ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ" ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ
ﲞﻤﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ "
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺸﻴﺌﺔ :ﻭﻫﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﳚﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻬﻮ ﲟﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ
ﻓﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺄ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻼ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺷﻲﺀ
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ" ﻭﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﷲ "" ﻣﻦ ﻳﺸﺈ ﺍﷲ ﻳﻀﻠﻠﻪ
ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺄ ﳚﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ "
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ :ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳋﻠﻖ :ﻭﻫﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻥ ﺍﷲ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻣﻮﺟﺪﻩ ﻭﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻼ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﺍﷲ ﺧﺎﻟﻘﻪ .
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ " :ﻗﺎﻝ ﺃﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﺎ ﺗﻨﺤﺘﻮﻥ ) (٩٥ﻭﺍﷲ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ
ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ " ﺍﻯ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﺧﻠﻖ ﻋﻤﻠﻜﻢ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺎ .ﻭﲨﻌﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ .
ﻋﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ........ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﳚﺎﺩ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ.
ﰒ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ .
ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﰱ ﺫﻟﻚ .ﻭﳘﺎ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ
-١ﻏﻼﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ :ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ
ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ
٢٨
.ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﻭﻰ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﻄﻴﻌﻪ ﳑﻦ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻧﻒ ﺍ ﻣﺴﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺬﺍ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﳉﻬﲎ ﰒ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﻨﻪ ﻏﻴﻼﻥ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﻫﺬﺍ -٢
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺍﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﺮﺍﺽ ﻋﺼﺮ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ
ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ " ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ "١٢١/٢
ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻭﺍﺛﻠﺔ ﺑﻦ ﺍﻻﺳﻘﻊ .ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻦ
ﻋﻤﺮ :ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﺖ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﺎﺧﱪﻫﻢ ﺍﱏ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻢ ﺑﺮﺍﺅ ﻣﲎ :ﻭﻛﻔﺮﻫﻢ
ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻛﻤﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﲪﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ
:ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺣﺪ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ " ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻯ .١٤٥/١
ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻻﻧﻮﺍﺭ."١٢٣/٢
_٢ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ :ﺍﳌﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﰱ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ
ﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﺃﺻﻮﳍﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻝ .
ﻭﻣﺎ ﺷﺒﻬﺘﻬﻢ ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ :ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﻛﻴﻒ ﳜﻠﻖ ﺍﷲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﰒ
ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﻢ .ﻓﻬﺬﺍ ﻇﻠﻢ ﻓﺎﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﳜﻠﻖ ﻓﻌﻞ
ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ .
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻨﻬﻢ :
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﲰﻮﻫﻢ ﳎﻮﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻷﻢ ﺷﺎﻮﺍ ﺍﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ
ﺧﺎﻟﻘﲔ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﳋﲑ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻪ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ
ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻬﺬﻩ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﻭﻟﻴﺲ ﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻖ .
٢٩
ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺍﳉﱪﻳﺔ :ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻏﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻗﺪﺭﺓ
ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ ﻭﻧﻔﻮﺍ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻢ ﻻﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ
ﺍﷲ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﳌﺮﺗﻌﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻗﺪﺭﺓ ﻟﻪ ﻭﻛﺎﳉﻤﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻗﺪﺭﺓ
ﻭﺇﳕﺎ ﲰﻮﺍ ﺟﱪﻳﺔ :ﻷﻢ ﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳉﱪ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺇﺿﺎﻓﺘﻪ
ﻟﻠﺮﺏ ﺍﻯ ﺃﻥ ﺍﷲ ﳚﱪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻓﻬﻢ ﳎﱪﻭﻥ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺩﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ
ﺗﻀﺎﻑ ﳍﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﺎﺯ ﻓﻘﻂ .
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﳉﱪ :ﺍﳉﻌﺪ ﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻋﻨﻪ ﺍﳉﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻭﻗﺎﻟﺖ
ﺑﺬﻟﻚ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﺎﻥ
-١ﺃﻥ ﺍﳉﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺁﺭﺍﺀ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺛﻼﺙ -١ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﻭﺃﺧﺬﻩ
ﻋﻨﻪ ﺍﳉﱪﻳﺔ -٢ﻏﻠﻮﻩ ﰲ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﳎﺮﺩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ
ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ-٣.
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ .
-٢ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻜﻼﳘﺎ ﻳﻨﻔﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻓﺎﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﻗﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺟﱪﻳﺔ .
-ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻨﺸﺄ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭ :ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺮﻉ
ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ .ﻭﺗﻮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﲔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .ﻭﻧﺒﻴﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻨﻘﻮﻝ .
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﺍ-ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺪﺭﻳﺔ -٢ :ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻗﺪﺭﻳﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ ﺍﷲ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ :ﻓﻬﻲ ﺍﳌﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ .
ﻭﻗﺪ ﲡﺘﻤﻊ ﺍﻹﺭﺍﺩﺗﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳌﺴﻠﻢ :ﻓﻬﻮ ﳛﺒﻪ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻛﻮﻧﺎ
ﻭﻗﺪﺭﺍ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ :ﻛﻤﺎ ﰲ ﻛﻔﺮ ﺃﰉ ﺟﻬﻞ ﻓﻬﻮ ﻭﻗﻊ ﻛﻮﻧﺎ
ﻭﻗﺪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺷﺮﻋﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ :ﻛﻤﺎ ﰲ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﰉ ﺟﻬﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻳﺪﻩ
ﺍﷲ ﺷﺮﻋﺎ ﻭﱂ ﻳﺮﺩﻩ ﻗﺪﺭﺍ ﻭﻛﻮﻧﺎ .
٣٠
ﻓﺎﻥ ﻗﻴﻞ :ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻗﻊ ﺍﷲ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﺮﺿﺎﻩ ﻭﻻ ﳛﺒﻪ ﻓﻬﻞ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻳﻮﻗﻊ ﻣﺎﻻ ﳛﺐ ؟
ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﺎﺷﺎﺀ ﻻﻣﻜﺮﻩ ﻟﻪ ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ
ﻧﻮﻋﺎﻥ -١ :ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ -٢ .ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻟﻐﲑﻩ .
ﻓﺎﳌﺮﺍﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ :ﻣﻄﻠﻮﺏ ﳏﺒﻮﺏ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺍﺩ .
ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻟﻐﲑﻩ :ﻗﺪ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﺍ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﻭﻻ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺫﺍﺗﻪ
ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺫﺍﺗﻪ
ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻳﻔﻀﻰ ﻭﻳﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻣﺎﻳﺮﻳﺪ ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﻥ :ﺑﻐﻀﻪ
ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﻓﻴﺎﻥ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﻣﺘﻌﻠﻘﻬﻤﺎ
ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ :
ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻳﺸﺮﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻟﻜﻦ
ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻧﻪ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ .
ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ :ﺍﻹﳝﺎﻥ ﳏﺒﻮﺏ ﷲ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻟﻪ ﻓﺄﻭﻗﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻟﻪ
ﳌﺼﺎﱀ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﺭ
ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﳌﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﻟﻜﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﺒﺜﺎ ﻭﻟﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻟﻜﻦ :ﳌﺎﺫﺍ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﺎﳍﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ؟
ﻳﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﺪﻯ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻛﻠﻬﻢ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﻦ
ﻭﺑﲔ ﳍﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺧﻠﻰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻟﲑﺩﻭﻫﻢ
ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﳍﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﱂ ﳛﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ
ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﰒ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﻭﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﺪﺍﻫﻢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ) ﺑﻞ ﺍﷲ ﳝﻦ
ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻛﻢ ﻟﻺﳝﺎﻥ (ﻭﱂ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻛﻴﻒ ﳒﻤﻊ ﺑﲔ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﲢﺖ ﻗﺪﺭ ﺍﷲ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ
ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﻛﻮﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ
ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺎﻯ ﺷﻲﺀ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺧﲑﻫﺎ ﻭﺷﺮﻫﺎ .
٣١
ﺍﳉﻮﺍﺏ :ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ .ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ .
ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ :ﻫﻮ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﺑﻪ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻬﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻸﻓﻌﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ :ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺪ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﻭﺇﻋﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﺻﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ
ﺍﳌﻮﺍﻧﻊ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ " ﻭﻭﻛﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﺇﱃ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﱂ ﻳﻌﻨﻬﻢ ﻷﻢ ﱂ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﱂ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﺍ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻮﻻﻫﻢ ﻣﺎﺗﻮﻟﻮﻩ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ :ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺃﻣﺮﺍﻥ.
ﻓﺎﳋﻠﻖ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﷲ .ﻭﻧﺴﺒﺔ -٢ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ : -١ﺍﳋﻠﻖ .
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍ .
ﻭﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺷﺮﻩ ﻭﺻﺎﺭ ﻛﺴﺐ ﻟﻪ ) ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳉﻨﺔ ﲟﺎ
ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ (ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﺑﺈﺟﺒﺎﺭ ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺴﺒﺎ ﻭﲢﺼﻴﻼ .
ﻭﰱ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻗﻊ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﺏ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﺎ ﻛﻤﺎ
ﻭﻗﻌﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻭﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .ﻭﺍﷲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺑﺎﺷﺮﻩ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻭﺍﻗﻌﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ "
ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ".
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻛﻴﻒ ﳒﻤﻊ ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺚ " ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﲑﻩ ﻭﺷﺮﻩ "ﻭﻗﻮﻝ
ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ " ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﺇﻟﻴﻚ " ؟
ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻪ ﺧﲑ ﻭﺷﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺟﺰﻱ
ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﻇﻠﻤﻪ ﻭﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :ﻓﻬﻮ ﺧﲑ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ
ﺧﲑ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺧﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ .
ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ :ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﲟﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻴﺬﻳﻘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ " ﻓﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺷﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ
ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﷲ ﺧﲑ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ .
ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻮﻗﻦ :
ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻﳜﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻣﺮﺍ ﺇﻻ ﻭﳊﻜﻤﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺧﻔﻴﺔ .ﻭﻓﻴﻪ ﺍﳋﲑ
ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺁﺟﻼ ﺃﻭ ﻋﺎﺟﻼ .
٣٢
ﻭﻻ ﺗﻨﻜﺮﻥ ﺟﻬﻼ ﻧﻜﲑﺍ ﻭﻣﻨﻜﺮﺍ ...ﻭﻻ ﺍﳊﻮﺽ ﻭﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺇﻧﻚ ﺗﻨﺼﺢ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻣﻮﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﳑﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻗﺪ
ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﺎ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻭﻟﻴﺒﲔ ﺃﻥ ﻏﲑﻫﺎ ﳑﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﳚﺐ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ؟
ﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﺎﻝ :ﻭﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺍﺧﱪ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳑﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ :
ﻭﻫﺬﺍ ﺿﺎﺑﻂ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﲑﺓ ﳚﻤﻌﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍﻥ -١ :ﻛﻞ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﱪﺯﺥ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﱪ .
-٢ﻛﻞ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻫﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﻓﻨﺬﻛﺮﻫﺎ ﰒ
ﻧﺴﺮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﱂ ﻳﺬﻛﺮﻩ
-١ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﱪ :ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﳌﻠﻜﲔ ﻭﻫﺬﺍ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻠﻜﲔ
ﰒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺏ .ﻭﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺒﺎﺣﺚ
:
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﱪ ؟
-١ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ :ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻢ ﻻﻳﻔﺘﻨﻮﻥ ﰲ ﻗﱪﻫﻢ
ﻟﻮﺟﻬﲔ .
ﺃ -ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﻛﻔﻰ ﺑﺒﺎﺭﻗﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺘﻨﺔ "
ﺏ -ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺴﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻚ ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " :ﺍﻧﻪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﱃ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻔﺘﻨﻮﻥ ﰲ ﻗﺒﻮﺭﻛﻢ "
٣٣
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ :ﻻﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺻﺪﻕ -٢
ﺇﳝﺎﻢ ﲜﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﻨﻴﺎﻢ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺣﺪﻳﺚ ﻁ ﻛﻔﻰ ﺑﺒﺎﺭﻗﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ "....
ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﻮﻥ :ﻻﻳﻔﺘﻨﻮﻥ ﳌﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺭﺑﺎﻁ ﻳﻮﻡ -٣
ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﻭﻗﻴﺎﻣﻪ ﻭﺍﻥ ﻣﺎﺕ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻭﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﺍﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﻥ "
-٤ﻏﲑ ﺍﳌﻜﻠﻔﲔ ﻛﺎﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﺎﻧﲔ :ﻗﻮﻻﻥ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﻢ ﳝﺘﺤﻨﻮﻥ .ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﻢ ﻻﳝﺘﺤﻨﻮﻥ ﻻﻥ ﺍﶈﻨﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﳌﻦ ﻳﻜﻠﻒ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ
"٢٨٠/٤
-٥ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ :ﻳﺴﺎﻟﻮﻥ ﻭﻳﻔﺘﻨﻮﻥ .
-٦ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻫﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻔﱳ ﰲ ﻗﺒﻮﺭﻫﺎ.
ﻗﻮﻻﻥ :ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﻭﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺑﻦ ﺃﰉ
ﺍﻟﻌﺰ :ﺃﻢ ﻳﺴﺎﻟﻮﻥ ﻭﻛﻞ ﻧﱯ ﻣﻊ ﺃﻣﺘﻪ ﻛﺄﻣﺔ ﳏﻤﺪ .ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﺷﺮﻑ ﺍﻷﻣﻢ ﺗﺴﺎﻝ ﻓﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﱃ ) ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ١٤٧/١ﺍﻟﺮﻭﺡ
٨٦/١ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ (٦١٢/٢
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﺴﺎﻟﻮﻥ ﰲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ؟
ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﻖ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻻ ﺃﺩﺭﻯ .
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻫﻞ ﺗﺜﺒﺖ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻠﻜﲔ ﺑﺎﳌﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﲑ ؟
ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﲑ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ
ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱏ ﺍﻻﻟﺒﺎﱏ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﺎﻗﻴﻞ :ﺃﻥ ﺍﲰﻬﻤﺎ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺍﳌﻄﻴﻊ
ﻣﺒﺸﺮ ﻭﺑﺸﲑ " ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ٣٨٠/٣ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺯﺥ ١٧٠
٣٤
ﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﻨﺎﻫﻰ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ "٦٨٧
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﳋﺎﻣﺲ :
ﻫﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺃﻭ ﻛﻼﳘﺎ ؟
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭﻩ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ
ﺗﺎﺑﻊ ﳍﺎ .ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻌﺬﺏ ﻟﻜﻦ ﺍﳉﺴﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ٢٨٨/٤ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻌﺜﻴﻤﲔ "١٢٠/٢
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺍﳌﻌﺬﺑﻮﻥ ﻑ ﺍﻟﻘﱪ ﻧﻮﻋﺎﻥ
-١ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ :ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻳﺪﻝ ﻟﺬﻟﻚ " ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪﻭﺍ ﻭﻋﺸﻴﺎ "
-٢ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﺇﱃ ﻣﺪﺓ ﰒ ﻳﻨﻘﻄﻊ :ﻭﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻓﻴﻌﺬﺏ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ ﰒ ﳜﻒ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺇﻣﺎ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﺃﻭ
ﺻﺪﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻨﻪ ﻭﳓﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ " ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ
٢٢٤ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱪﺯﺥ ٨٩/١ﺍﻟﺮﻭﺡ"
-٣ﺍﳊﻮﺽ :ﻭﲢﺘﻪ ﻣﺒﺎﺣﺚ
ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﳊﻮﺽ ﺍﻧﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﻋﺮﺻﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﱂ ﻳﻈﻤﺄ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ
ﺍﳌﺘﺒﻌﻮﻥ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﻏﲑﻫﻢ ﻓﻴﺰﺍﺩﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﺍﺩ
ﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﻀﺎﻝ
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ
ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺇﻥ ﻗﺪﺭ ﺣﻮﺿﻲ ﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﺃﻳﻠﺔ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺇﻥ ﻓﻴﻪ -١
ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺎﺭﻳﻖ ﻛﻌﺪﺩ ﳒﻮﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ" .ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
٣٥
-٢ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ":ﺇﱐ ﻓﺮﻃﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻮﺽ ﻣﻦ ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﺷﺮﺏ
،ﻭﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﱂ ﻳﻈﻤﺄ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﲑﺩﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﱐ ﰒ ﳛﺎﻝ ﺑﻴﲏ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ".ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺻﻔﺔ ﺍﳊﻮﺽ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﺎﺅﻩ :
ﻣﺎﺅﻩ ﺍﺷﺪ ﺑﻴﺎﺿﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﱭ ﻭﺍﺣﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺁﻧﻴﺘﻪ ﻋﺪﺩ ﳒﻮﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻻﻳﻈﻤﺄ ﺃﺑﺪﺍ ﻳﺼﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻴﺰﺍﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻓﻀﺔ ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻩ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻯ
ﻃﻮﻟﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ :
ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻧﻪ ﻣﺴﲑﺓ ﺷﻬﺮ ﻭﻭﺭﺩ ﺍﻧﻪ ﻛﻤﺎ
ﺑﲔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﻋﺪﻥ ﻭﻋﻤﺎﻥ ﻭﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﺟﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﺫﺭﺡ ﻗﺮﻳﺘﺎﻥ ﰲ
ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻣﺎ ﻣﻠﺨﺼﻪ :ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻻﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻻﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻻ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻌﺪ
ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎ .ﻭﺇﳕﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﲰﻌﻮﻩ ﰲ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﳝﺜﻞ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ ﺍﳊﻮﺽ ﲝﺴﺐ ﻣﺎﻳﻌﻠﻢ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﲝﺴﺐ
ﻣﺎﻳﺴﻨﺢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﳛﺪﺩ ﺍﳊﻮﺽ ﲝﺴﺐ ﻣﺎﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺷﺮﺡ
ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ "٥٨/١٦
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﱴ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻮﺽ ؟
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﺍﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ
.ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺑﺲ :ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﳊﻮﺽ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ﻭﺍﳌﻌﲎ
ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ :ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻋﻄﺎﺷﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻓﻴﻘﺪﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ .ﻭﻗﻴﻞ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻫﻞ ﺍﳊﻮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ؟
٣٦
ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺍﻧﻪ :ﺮ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .ﻭﻭﺭﺩ ﺍﻧﻪ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ .ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ :
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻮﺿﲔ ﻭﺃﻥ ﺍﺣﺪﳘﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ .
ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻛﻮﺛﺮﺍ ﻭﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻜﺜﲑ .
ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﻫﻞ ﻟﻜﻞ ﻧﱯ ﺣﻮﺽ .ﺃﻭ ﻫﻮ ﺧﺎﺹ ﲟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ؟
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﲰﺮﺓ ﺑﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ "ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﻧﱯ ﺣﻮﺿﺎ ﻭﺇﻢ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺃﻳﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ
ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻭﺇﱐ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻭﺍﺭﺩﺓ " ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻟﺒﺎﱏ :ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻧﻪ
ﲟﺠﻤﻮﻉ ﻃﺮﻗﻪ ﺣﺴﻦ ﺃﻭ ﺻﺤﻴﺢ ﺍ.ﻩ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﺍﷲ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻮﺽ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ ﺣﻮﺽ
ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻌﺜﻴﻤﲔ ١٥٩/٢ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ "٢٣٤ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ
ﻧﱯ ﻟﻪ ﺣﻮﺽ ﺇﻻ ﺻﺎﱀ ﻓﺤﻮﺿﻪ ﺿﺮﻉ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺜﺒﺖ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﳊﻮﺽ :
ﺃﻧﻜﺮﻩ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
-٣ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﲢﺘﻪ ﻋﺪﺓ ﻣﺒﺎﺣﺚ :
ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺣﺴﻲ ﻟﻪ ﻟﺴﺎﻥ
ﻭﻛﻔﺘﺎﻥ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻜﺮﻭﻩ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻓﺎﺳﺪ
ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻫﻞ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ " ﻓﻤﻦ ﺛﻘﻠﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ " ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :ﺍﻧﻪ
ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺃﻣﺎ ﲨﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓﻴﺠﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺟﻮﺑﺔ
-١ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻜﻔﺘﲔ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﳓﻮﻩ ﻭﻻﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ
-٢ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﲨﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﻮﺯﻭﻥ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﻭﻫﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻓﻬﻮ
ﻭﺍﺣﺪ
-٣ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻊ ﻟﻠﺘﻔﺨﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ " ﻛﺬﺑﺖ ﲦﻮﺩ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ " ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ؟
ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺛﻘﻠﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﳌﻔﻠﺤﻮﻥ "
٣٧
ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﺎﳍﻢ ﻣﻦ ﺧﲑ ﺃﻭ ﺷﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ
ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﺪﻝ ﺍﷲ ﳉﻤﻴﻊ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻼ ﺍﺣﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺳﻞ
ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ
ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻓﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﺴﲑ ﻻﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ "١٧٠/٣
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﻣﺎﺍﻟﺬﻯ ﻳﻮﺯﻥ ﰲ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ؟
-١ﻗﻴﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ ﰲ ﺷﺮﺣﻬﺎ
" ١٤٣/٢
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺗﻮﺯﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﺃﺟﺮﺍﻡ
ﻳﻘﺎﻝ .ﺍ -ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ .ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻻﺗﻘﺎﺱ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﺕ -ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺻﻔﺎ ﻭﻣﻌﲎ ﻓﺈﺎ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺇﱃ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻭﻧﻈﲑ
ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﻳﺎﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺒﺶ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ .ﻭﻳﺪﻝ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻻﺷﻌﺮﻯ " ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲤﻸ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ " ﻭﺣﺪﻳﺚ " ﻣﺎﺷﻰﺀ ﻳﻮﺿﻊ
ﰲ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺃﺛﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﻠﻖ " ﻭﺣﺪﻳﺚ "ﻛﻠﻤﺘﺎﻥ ﺧﻔﻴﻔﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺛﻘﻴﻠﺘﺎﻥ
ﰲ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﲝﻤﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ".
-٢ﻭﻗﻴﻞ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ :ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﱯ .
-٣ﻭﻗﻴﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ
"ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺄﰐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﺰﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻗﺮﺅﻭﺍ }ﻓﻼ ﻧﻘﻴﻢ ﳍﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺯﻧﺎ{" .
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻼ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺬﻱ
ﻳﻐﺘﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻟﻴﺒﲔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺑﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .
ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﻣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ .ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ :ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻛﺎﻥ
ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺯﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻﻥ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻟﻠﺠﺰﺍﺀ ﻓﻴﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻫﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﲝﺴﺒﻬﺎ ﺃ .ﻩ.
٣٨
ﺑﻘﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺎﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﱂ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﻣﻨﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻥ
ﻣﺎﺫﻛﺮﻩ ﻫﻮ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻐﲑﻩ ﳑﺎ ﳚﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﳑﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺎ ﳑﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ :ﺍﻟﻨﻔﺦ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭ .ﻭﻋﻮﺩﺓ
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﺣﻔﺎﺓ ﻋﺮﺍﺓ ﻭﺩﻧﻮ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﺼﺐ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﲔ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﻭﻫﻰ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺎﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﲔ
ﻭﺍﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺣﺴﺎﺏ ﺍﷲ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺗﻘﺮﻳﺮﻫﻢ ﺑﺬﻧﻮﻢ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﺟﻬﻨﻢ
ﻭﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﺜﺒﺘﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﻰ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻭﻗﻞ ﳜﺮﺝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻔﻀﻠﻪ ...ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺟﺴﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﺗﻄﺮﺡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﲢﻴﺎ ﲟﺎﺋﻪ ...ﻛﺤﺐ ﲪﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺇﺫ ﺟﺎﺀ ﻳﻄﻔﺢ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺘﲔ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺓ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ
ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ :
ﺃﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺬﻧﻮﻢ ﻓﻴﺎﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻏﲑﻩ ﻓﻴﺸﻔﻌﻮﻥ ﳍﻢ ﺣﱴ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻟﻔﺤﻢ ﻓﻴﻄﺮﺣﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﺎﺭ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻴﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﱴ ﳛﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺎﺭ ﺍﳉﻨﺔ ﻛﺎﳊﺐ ﰲ ﲪﻴﻞ
ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﲪﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﳉﺬﻭﺭ ﰒ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﺘﻴﻪ ﰒ
ﲢﻴﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻭﺗﻨﺒﺖ ﲟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ :
ﻭﻳﺪﻝ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺃﺩﻟﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ .
-١ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺈﻢ ﻻ ﳝﻮﺗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ
ﳛﻴﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺎﺱ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺬﻧﻮﻢ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﲞﻄﺎﻳﺎﻫﻢ ﻓﺄﻣﺎﻢ ﺇﻣﺎﺗﺔ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻓﺤﻤﺎ ﺃﺫﻥ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﺠﻲﺀ ﻢ ﺿﺒﺎﺋﺮ ﺿﺒﺎﺋﺮ ﻓﺒﺜﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺎﺭ ﺍﳉﻨﺔ ﰒ ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ
ﺃﻓﻴﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻨﺒﺘﻮﻥ ﻧﺒﺎﺕ ﺍﳊﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﲪﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﻞ "
-٢ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ"ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﳜﺮ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻤﻦ
ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﺓ ﺃﻭ ﺷﻌﲑﺓ ﻣﻦ ﺇﳝﺎﻥ ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ .ﻓﺄﻧﻄﻠﻖ ﻓﺄﻓﻌﻞ ﰒ ﺃﺭﺟﻊ
٣٩
ﺇﱃ ﺭﰉ ﻓﺄﲪﺪﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﶈﺎﻣﺪ ﰒ ﺃﺧﺮ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﱃ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻭﻗﻞ ﻳﺴﻤﻊ
ﻟﻚ ﻭﺳﻞ ﺗﻌﻄﻪ ﻭﺍﺷﻔﻊ ﺗﺸﻔﻊ.
ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺃﻣﱴ ﺃﻣﱴ .ﻓﻴﻘﺎﻝ ﱃ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﰱ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺇﳝﺎﻥ
ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻓﺄﻧﻄﻠﻖ ﻓﺄﻓﻌﻞ ﰒ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﱃ ﺭﰉ ﻓﺄﲪﺪﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﶈﺎﻣﺪ ﰒ ﺃﺧﺮ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﱃ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ
ﺍﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻭﻗﻞ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻚ ﻭﺳﻞ ﺗﻌﻄﻪ ﻭﺍﺷﻔﻊ ﺗﺸﻔﻊ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻣﱴ ﺃﻣﱴ .ﻓﻴﻘﺎﻝ ﱃ
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﰱ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺩﱏ ﺃﺩﱏ ﺃﺩﱏ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺇﳝﺎﻥ ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﻧﻄﻠﻖ ﻓﺄﻓﻌﻞ "ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻫﺬﻩ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﱯ ﻭﻏﲑﻩ .
-ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ :
ﺃﻧﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ :ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﲟﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ " ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻔﺎﻋﺔ "" ﻣﺎ
ﻟﻠﻈﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﲪﻴﻢ ﻭﻻ ﺷﻔﻴﻊ ﻳﻄﺎﻉ "
ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ :
-١ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ﻻﻥ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻣﻌﻬﻢ
-٢ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻗﺴﻤﺎﻥ ﺍ -ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﻨﻔﻴﺔ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ
ﻭﺍﳌﺸﺮﻙ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻨﻔﻴﺔ ﰲ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺗﻘﺪﻡ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ " ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻔﻌﻬﻢ ﺷﻔﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﲔ " ﻭﻫﻰ ﻣﺎﻳﺰﻋﻤﻪ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺁﳍﺘﻬﻢ ﺗﺸﻔﻊ ﳍﻢ ﻓﻨﻔﻰ ﺍﷲ ﺫﻟﻚ
ﺏ -ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﺜﺒﺘﺔ :ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﻫﻰ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺛﻼﺛﺔ -١.
ﺇﺫﻥ ﺍﷲ ﻟﻠﺸﺎﻓﻊ -٢ .ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻔﻮﻉ ﻟﻪ .
-٣ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻊ .
ﻭﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺷﺎﻓﻊ ...ﻭﻗﻞ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﺣﻖ ﻣﻮﺿﺢ
٤٠
ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪ
ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻏﲑﻩ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺎﺕ ﻻﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻭﻫﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ
ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ " ٣١٣/٣ﻭﺃﺛﺒﺘﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻫﻰ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺩﻟﻴﻠﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ " ﺃﻧﺎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﲟﺎ ﺫﺍﻙ ﳚﻤﻊ ﺍﷲ
ﺍﻟﻨﺎﺱ "......ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
-ﻓﺎﺋﺪﺓ /ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
-١ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ :ﻭﻫﺬﻩ ﻻﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
-٢ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﳉﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺎﺏ .ﻭﻻﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻛﺬﻟﻚ .
-٣ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻷﰉ ﻃﺎﻟﺐ ﰲ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻨﻪ :ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ " ﻫﻮ ﰲ
ﺿﺤﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ "..
-٤ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺓ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ :ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
:ﱂ ﺃﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺘﺒﻊ ﻟﻶﻳﺔ ﺍ.ﻩ.
ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﻳﲎ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ
ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ .
-٥ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﺓ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ :ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﰲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .
-٦ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺭﻓﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ :ﻭﺩﻟﻴﻠﻬﺎ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﻷﰉ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻻﺷﻌﺮﻯ
ﺣﲔ ﻣﺎﺕ " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻮﻕ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ "
-٧ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﳉﻨﺔ ﺑﻼ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﺬﺍﺏ .ﻭﻳﺪﻝ ﳍﺎ ﻗﺼﺔ
ﻋﻜﺎﺷﺔ .
٤١
-٨ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﻗﻮﻡ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﺣﺴﻨﺎﻢ ﻭﺳﻴﺌﺎﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﳉﻨﺔ :ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻﺩﻟﻴﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﳎﺮﺩﺍ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ .
ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ .
ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﺎﻡ ﻟﻪ ﻭﻟﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﳌﺆﻣﻨﲔ :ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻨﻮﻉ :ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ .
-ﺇﺷﻜﺎﻝ :ﺟﺎﺀﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﷲ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺮﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﻭﻭﺭﺩ ﰲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ "ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﰱ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﺎﻳﺰﻥ ﺷﻌﲑﺓ :ﻓﻜﻴﻒ ﺍﳉﻤﻊ ؟
-ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻫﻲ ﳌﻦ ﻗﺎﳍﺎ ﺗﺎﺋﺒﺎ ﳐﻠﺼﺎ ﰒ
ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﱂ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
-ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻓﺎﳌﺮﺍﺩ :ﻣﻦ ﻳﻘﻮﳍﺎ ﻻ ﻳﺎﺗﻰ
ﲟﺎ ﻳﻀﻌﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﺎﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻓﺎﻧﻪ
ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .
-ﰒ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﻭﻗﻞ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﺣﻖ ﻣﻮﺿﺢ
ﺃﺷﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻧﻌﻴﻤﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﺷﺮﻧﺎ
ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﺍﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻻﻋﺎﺩﺎﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻛﺜﲑﺓ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﻤﻨﻬﺎ
-١ﺣﺪﻳﺚ ﲰﺮﺓ ﺑﻦ ﺟﻨﺪﺏ :ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻫﻮ ﰲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻟﺘﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺭﺍﻓﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎﺓ ﻭﺍﻛﻠﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻜﺬﺍﺑﲔ .
-٢ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﺇﻤﺎ ﻟﻴﻌﺬﺑﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﰲ ﻛﺒﲑ ....ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﻭﻏﲑﻫﺎ .ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﳛﺘﺎﻁ ﻭﺍﻥ ﻳﺴﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻤﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ " ﻭﺍﻥ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .
ﻭﻻ ﺗﻜﻔﺮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻥ ﻋﺼﻮﺍ ...ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻳﻌﺼﻲ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﺼﻔﺢ
٤٢
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺒﻴﺘﲔ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻭﻫﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻣﺎﺣﻜﻤﻪ ﺃﻭ
ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺍﳌﻠﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ :
ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻻﻳﻜﻔﺮ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻧﻪ ﻳﺼﻠﻰ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻥ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻛﺎﻟﺰﻧﺎ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ .
ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻭﺍﻛﻞ ﺫﺑﻴﺤﺘﻨﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ﻓﻬﻮ
ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻋﻠﻴﻨﺎ " ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ :
ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺍﳌﻠﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺈﳝﺎﻧﻪ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻜﺒﲑﺗﻪ .
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺍﳌﻠﻲ ﺃﺥ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺎﻟﺰﺍﱐ ﺃﺥ ﻟﻠﻌﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺃﺥ ﺍﳌﺴﺮﻭﻕ ﻭﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﺃﺥ ﻟﻠﻤﻘﺘﻮﻝ :
ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ :
ﻟﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍ -ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻓﻤﻦ ﻋﻔﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﺈﺗﺒﺎﻉ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ " ﻓﺴﻤﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺃﺧﺎ
ﻟﻠﻤﻘﺘﻮﻝ .
ﺙ -ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﺇﻥ ﻃﺎﺋﻔﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻗﺘﺘﻠﻮﺍ " ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ " ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ
ﻓﺄﺻﻠﺤﻮﺍ ﺑﲔ ﺃﺧﻮﻳﻜﻢ " ﻓﺴﻤﺎﻫﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻨﺒﻪ ﺇﱃ ﺃﻣﺮ ﻭﻫﻮ :ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ .ﺃﻣﺎ
ﻣﺒﺎﱐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﳊﺞ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻧﺰﺍﻉ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﳎﺎﻟﻪ .
-ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ :ﻓﺬﻫﺐ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﱃ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺎﻭﻧﺎ ﻭﺗﻜﺎﺳﻼ ﻷﺩﻟﺔ
ﻛﺜﲑﺓ :
ﻣﻨﻬﺎ " ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ " " ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻘﺪ
ﻛﻔﺮ "
٤٣
ﰒ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻳﻌﺼﻲ ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﺼﻔﺢ
ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺚ " ﻛﻞ ﺑﲏ ﺍﺩﻡ ﺧﻄﺎ ﻭﺧﲑ ﺍﳋﻄﺎﺋﲔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻮﻥ " ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﱴ ﻣﺎﺍﺫﻧﺐ ﻓﺬﻧﺒﻪ
ﻻﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺘﲔ :
ﺍ-ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ :ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻜﻔﺮﻫﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻭﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ " ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ
ﻭﺍﳉﻤﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻛﻔﺎﺭﺍﺕ ﳌﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ « .
ﺏ -ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ :ﻓﺈﺎ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻮﺑﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻮ
ﻛﺜﺮﺕ ﻛﺒﺎﺋﺮﻩ ﻓﺎﻥ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﱂ ﻳﺘﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻬﻮ ﲢﺖ ﺍﳌﺸﻴﺌﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﺬﺑﻪ
ﻭﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ .
ﻭﻻ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺇﻧﻪ ...ﻣﻘﺎﻝ ﳌﻦ ﻳﻬﻮﺍﻩ ﻳﺮﺩﻱ ﻭﻳﻔﻀﺢ
ﻭﻻ ﺗﻚ ﻣﺮﺟﻴﺎ ﻟﻌﻮﺑﺎ ﺑﺪﻳﻨﻪ ...ﺃﻻ ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺟﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﳝﺰﺡ
ﺃﺷﺎﺭ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺘﲔ ﺇﱃ ﳐﺎﻟﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﻟﺔ :ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ .
ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻷﻭﱃ :ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ :ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﰱ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﺧﺎﻟﺪ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ :ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻙ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻻﻣﺆﻣﻦ ﻭﻻ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﲟﱰﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﱰﻟﺘﲔ ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﺧﺎﻟﺪ ﳐﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ :ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ
ﻋﻨﻬﻢ .ﻭﲰﻮﺍ ﺧﻮﺍﺭﺝ ﻷﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ
ﺍ -ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﻟﻪ ﻭﻣﻨﺎﺻﺒﺘﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ
ﺏ -ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺿﻠﻮﺍ
ﻓﻴﻬﺎ
-ﻣﺎﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﰱ ﲣﻠﻴﺪ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ .
ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﺍﻧﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺰﻳﺘﻪ " ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ
ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ
٤٤
ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺑﺎﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ :ﻭﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﰲ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﺇﳝﺎﻥ ﺍﻓﺴﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺰﺍﱐ ﺍﻟﺸﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻛﺈﳝﺎﻥ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻞ ﻛﺈﳝﺎﻥ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻﻓﺮﻕ
-ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ :ﺃﻭ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ :ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﻭﻣﻨﻬﻦ ﻗﻮﻟﻪ " ﺍﺭﺟﻪ ﻭﺃﺧﺎﻩ "
-ﻭﲰﻮﺍ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ :ﻷﻢ ﺃﺧﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ .
ﻭﻳﺎﺗﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﳍﻢ
-ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﺒﻴﺘﲔ :ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻧﺒﻴﻨﻬﺎ
ﳌﻦ :ﻳﻬﻮﺍﻩ :ﺍﻯ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ .ﻳﺮﺩﻯ ﻭﻳﻔﻀﺢ :ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺩﻯ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﳌﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺃﻻ ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺟﻰ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻳﻠﻌﺐ :ﻓﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻓﺴﻖ ﺍﳋﻠﻖ
ﻭﺃﻓﺠﺮﻫﻢ ﻛﺈﳝﺎﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﺍ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻓﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﲝﺠﺔ
ﺍﻧﻪ ﻻﻳﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺫﻧﺐ .
ﻭﻗﻞ ﺇﳕﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﻭﻧﻴﺔ ...ﻭﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﺼﺮﺡ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ :ﻭﻫﻰ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ
ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻐﺔ :ﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ .ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﻞ
ﻫﻮ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ .ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻷﻣﺮﻳﻦ
ﻻﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﻭﺧﱪ ﻓﻠﺨﱪ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ
ﻓﺈﳕﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﱪ ﻓﻘﻂ ﺯﺍﻥ ﻛﻠﻤﺔ " ﺻﺪﻗﺖ " ﻻﺗﻌﻄﻰ ﻣﻌﲎ ﻛﻠﻤﺔ " ﺁﻣﻨﺖ " ﻓﺎﻥ " ﺁﻣﻨﺖ
" ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﲞﱪﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺖ " ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ "
ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎ :ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﻼﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ
ﻭﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ :ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﳉﻮﺍﺭﺡ .
٤٥
-١ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ :ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻫﺎ ﻛﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﻣﺎﺍﺧﱪﺑﻪ ﺍﷲ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﲰﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ .
-٢ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ :ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﳛﺒﻬﺎ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻛﺎﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﻭﺍﳋﻮﻑ
ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﻭﳓﻮﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻳﻨﺸﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ
ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ .
ﻓﺎﻟﻔﺮﻕ ﺇﺫﻥ ﺑﲔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻋﻤﻠﻪ :ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ :ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ .ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ :ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺸﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ .
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ :ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﳑﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻛﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
.
ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﳉﻮﺍﺭﺡ :ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﳓﻮﻫﺎ .
ﻓﺘﻠﺨﺺ ﻟﻨﺎ :ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﺎﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﳉﻨﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ
ﻭﻳﻨﻘﺺ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ
-ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ
ﺍ -ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻴﻀﻴﻊ ﺇﳝﺎﻧﻜﻢ ".
-٢ﻋﻦ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ " ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ ،ﻓﺄﻓﻀﻠﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ
ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﺎ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ " ،ﻓﻔﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻭﻋﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﻃﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﳊﻴﺎﺀ .
-٣ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻼﻟﻜﺎﺋﻰ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ " ﻟﻘﻴﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻷﻣﺼﺎﺭ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﳜﺘﻠﻒ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻨﻘﺺ .
*ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﰱ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ؟ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ
ﻃﻮﺍﺋﻒ .
-١ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ :ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻫﻮ ﳎﺮﺩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﺍﻥ ﱂ
ﻳﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﳝﺎﻥ .ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﻤﻮﻥ :ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﻧﺸﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﳍﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺇﳝﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﺈﳝﺎﻥ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎﺭﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮ ﻝ
٤٦
ﻳﺎﺭﺏ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺃﺧﺒﺚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺃﻓﺴﺪﻫﺎ ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ .ﻭﻛﺜﲑ
ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ :ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺮ ﻭﺷﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎﺭ ﻭﺻﻠﻰ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﻭﺍﺗﻰ
ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺮ ﺑﺎﷲ ﻓﻴﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺆﻣﻨﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻻﳏﻴﺪ ﻋﻨﻪ
-٢ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ :ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻓﻘﻂ .ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺗﺮﻳﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ :ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻛﺎﶈﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ
-٣ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ :ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ
-٤ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ :ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺣﻨﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﻟﺔ
ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰉ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻻ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺚ
ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻢ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺍ -ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﻌﺬﺏ ﻣﻦ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﰒ ﳜﺮﺟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ
-٢ﺍﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ
-٣ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺬﻡ
ﺇﺫﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﲦﺮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ .
ﺱ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﻣﺮﺟﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻔﻈﻲ ؟
ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻔﻈﻴﺎ ﺑﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ .ﻭﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﺭﺍﺟﻊ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ﻓﻔﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻭﺫﻛﺮ
ﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﺜﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺣﻘﻴﻘﻲ :ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
ﻻﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﺃﻥ ﺍﳝﺎﱏ ﻛﺈﳝﺎﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳚﻮﺯ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻫﻜﺬﺍ "ﺭﺍﺟﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ
ﻟﻠﺤﻮﺍﱃ "
٤٧
ﻭﻳﻨﻘﺺ ﻃﻮﺭﺍ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭﺗﺎﺭﺓ ...ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻳﻨﻤﻲ ﻭﰲ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻳﺮﺟﺢ
ﰱ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻳﺮﺟﺢ :ﻳﺜﻘﻞ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻷﻧﻪ ﺯﺍﺩ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ . ﻳﻨﻤﻰ :ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﲟﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻫﻰ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻪ
ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻨﻘﺺ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻳﻨﻘﺺ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ " ﻟﻴﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺇﳝﺎﻧﺎ ﻣﻊ ﺇﳝﺎﻢ "ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩﻫﻢ ﺇﻻ ﺇﳝﺎﻧﺎ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎ "
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ " ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ،
ﻓﺄﻓﻀﻠﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﺎ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ" ،ﻭﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﺤﺪﻳﺚ "
ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﺎﻗﺼﺎﺕ ﻋﻘﻞ ﻭﺩﻳﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺎﺯﻡ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﺍﻛﻦ "
ﻭﺧﺎﻟﻒ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ
ﻓﺎﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﳎﻤﻮﻉ ﻣﺎﺍﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻓﺈﺫﺍ
ﺫﻫﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺫﻫﺐ ﻛﻠﻪ ﻓﺎﻹﳝﺎﻥ ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔﺍﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ
ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ .
ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻻﻳﺘﺠﺰﺍ ﻓﻼ ﻳﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺫﻧﺐ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ
ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻧﻘﺼﺎ ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﳊﺎﺕ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻷﻢ ﻻﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺍﻧﻪ ﻻﳚﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﻣﺎﻫﻮ ﺇﳝﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻔﺮﺍ.ﻩ.
ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ :ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻨﻘﺺ ﻭﻳﺪﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎﺗﻘﺪﻡ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ " ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﺟﻠﺖ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺯﺍﺩﻢ ﺇﳝﺎﻧﺎ " ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻭﻫﺬﻩ ﳚﺪﻩ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﱴ ﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻵﻳﺔ
٤٨
ﺇﻻ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻭﳛﺼﻞ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﻋﻠﻤﻪ
ﺑﺎﷲ ﻭﳏﺒﺘﻪ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍ.ﻩ .ﺍﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ "
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻴﻘﻨﺖ ﻫﺬﺍ :
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺇﳝﺎﻧﻚ ﻭﺗﻔﻘﺪﻩ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﱵ ﺎ ﻳﺰﻳﺪ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﻳﺮﺟﺢ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﳊﺴﻨﺎﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ .
ﻭﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻗﻮﳍﻢ ...ﻓﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺯﻛﻰ ﻭﺃﺷﺮﺡ
ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻙ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ .
ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ :ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ :ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺮﺍﻯ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻯ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
-ﺭﺃﻯ ﳏﻤﻮﺩ :ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
-ﺭﺃﻯ ﻣﺬﻣﻮﻡ :ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺨﺮﺹ ﻭﺍﻟﺘﺨﻤﲔ ﻭﺍﻟﻈﻦ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ
ﻭﺍﻷﺛﺮ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﶈﺪﺛﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ
ﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ .
-ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻭﺯﺍﻋﻰ :ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﻭﺍﻥ ﺭﻓﻀﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻥ ﺯﺧﺮﻓﻮﻩ ﻟﻚ
ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍ.ﻩ.
-ﻭﺻﺪﻕ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﻓﻘﺪ ﻳﺰﺧﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺮﺍﻯ ﻓﻴﻈﻦ ﺍﻟﻈﺎﻥ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﳊﻖ .
-ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ :ﻣﺎﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﳌﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ :ﺃﻥ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺻﻔﺎﺕ
ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﺍﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ " ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ " ﻓﻴﺘﺨﺬﻭﻧﻪ ﻣﺪﺧﻼ
ﻟﻨﻔﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .
ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ .ﺍﻧﻪ ﻻﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺃﻥ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺃﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻮﻗﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ .ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩﺓ .ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺇﻻ ﳌﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺃﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻤﺎ ﺧﺎﻟﻒ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﺭﺩﻭﻩ ﻭﻟﻮ
٤٩
ﻗﺎﻟﻪ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﻻ ﻷﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ :
ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ :ﺃﻧﺸﺪﱐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳋﻀﺮ
ﺍﻷﺳﻴﻮﻃﻲ ﲟﻜﺔ ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ:
ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﺃﺛﺎﺭ… ﻧﻌﻢ ﺍﳌﻄﻴﺔ ﻟﻠﻔﱴ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
ﻻ ﲣﺪﻋﻦ ﻋﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺃﻫﻠﻪ… ﻓﺎﻟﺮﺃﻱ ﻟﻴﻞ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺎﺭ
ﻭﻟﺮﲟﺎ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﻔﱴ ﻃﺮﻕ ﺍﳍﺪﻯ… ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻃﺎﻟﻌﺔ ﳍﺎ ﺃﻧﻮﺍﺭ
ﻭﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ:
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻟﻪ… ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﺲ ﺧﻠﻒ ﻓﻴﻪ
ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﺼﺒﻚ ﻟﻠﺨﻼﻑ ﺳﻔﺎﻫﺔ… ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺑﲔ ﺭﺃﻱ ﺳﻔﻴﻪ
ﻛﻼ ﻭﻻ ﻧﺼﺐ ﺍﳋﻼﻑ ﺟﻬﺎﻟﺔ… ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺑﲔ ﺭﺃﻱ ﻓﻘﻴﻪ
ﻛﻼ ﻭﻻ ﺭﺩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺗﻌﻤﺪﺍ… ﺣﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ .
ﻭﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ " ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺮﺍﻯ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﳋﻒ ﺃﻭﱃ
ﺑﺎﳌﺴﺢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻩ " ﻓﻠﻢ ﳛﻜﻢ ﺭﺃﻳﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ :ﺃﺯﻛﻰ :ﺍﻃﻬﺮ ﻭﺍﺻﻔﻲ ﻭﺍﺧﻠﺺ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻗﻮﺍﳍﻢ .
ﺍﺷﺮﺡ :ﺃﺑﲔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﻭﺍﻧﺼﺢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﺭﺍﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ
-٣٢ﻭﻻ ﺗﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺗﻠﻬﻮ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ...ﻓﺘﻄﻌﻦ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺗﻘﺪﺡ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ :ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻬﺘﺪﻯ ﺪﻯ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺍﲣﺬﻭﺍ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﳍﻮﺍ ﻭﻟﻌﺒﺎ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺒﻌﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ :ﺳﺨﺮﻭﺍ ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺅﺍ
ﻭﻃﻌﻨﻮﺍ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺍﳌﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ
ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﳘﺎ ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺷﺮﻗﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﱂ ﻳﺮﻕ ﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻓﺮﺍﺣﻮﺍ
ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺸﱴ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ .ﻓﻤﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :
٥٠
ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻻﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﻭﻳﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻳﻠﻤﺰﻭﻢ ﺑﻪ ﻟﻜﻼﻣﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ .ﻭﻣﺮﺓ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺃﻢ ﻻﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺜﻼ ﻭﻣﺮﺓ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﻋﻠﻢ ﻭﺍﺣﻜﻢ :ﻭﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﺆﺫﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﲪﺪ
ﻭﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻭﺍﻥ ﱂ ﻳﺘﻠﻔﻈﻮﺍ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻓﻠﺮﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺩﻯ ﺃﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ
ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ :
ﻓﺈﻳﺎﻙ ﰒ ﺇﻳﺎﻙ :
ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻚ ﻃﺮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻟﺴﺎﻧﻚ ﻹﺧﻮﺍﻧﻚ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﻞ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳚﻤﻌﻚ ﻢ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺽ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻳﺬﻣﻬﻢ ﻓﺘﺬﻛﺮ
ﻗﻮﻝ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺎﱃ " ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺟﺮﻣﻮﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ) (٢٩ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﻭﺍ ﻢ
ﻳﺘﻐﺎﻣﺰﻭﻥ ) (٣٠ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﻓﻜﻬﲔ ) (٣١ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻭﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﻟﻀﺎﻟﻮﻥ ) (٣٢ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﺎﻓﻈﲔ ) (٣٣ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ
)" (٣٤
-٣٣ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﺎ ﺻﺎﺡ ﻫﺬﻩ ...ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﺗﺒﻴﺖ ﻭﺗﺼﺒﺢ
ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻣﺎﻣﻌﻨﺎﻩ :ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﺎﻥ ﺃﻧﺖ
ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﻣﺎﻓﻴﻬﺎ ﳑﺎ ﺩﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻧﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺫﻟﻚ .
-١ﻷﻧﻚ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﺩﻟﺘﻬﺎ
-٢ﻭﻷﻧﻚ ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻴﺘﻬﺎ .
ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﺍﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ .
٥١
You might also like
- تأسيس الأحكام بشرح عمدة الأحكام على ما صح عن خير الأنامNo ratings yetتأسيس الأحكام بشرح عمدة الأحكام على ما صح عن خير الأنام1,636 pages
- مكتبة نور مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها 2No ratings yetمكتبة نور مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها 286 pages
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرةNo ratings yetالموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة85 pages
- شرح الأربعون النووية الشيخ محمد بن صالح العثيمينNo ratings yetشرح الأربعون النووية الشيخ محمد بن صالح العثيمين277 pages
- شبهات حول صحيح البخاري وتفنيدها - علي بن نايف الشحودNo ratings yetشبهات حول صحيح البخاري وتفنيدها - علي بن نايف الشحود258 pages
