البنية العميقة للنّص القرآني: تمرينٌ فريدوي

لقد طرح سيجموند فرويد في كتابه "موسى والتوحيد" على سؤال الأصل، وتجاسر على تفكيك وإعادة قراءة النصوص التأسيسية التوراتية وإعادة بناءها على حدود الحقيقة التاريخية، من خلال ردّ الاعتبار بارتباط توحيد موسى بتاريخ الأنبياء عامة وتاريخ أنبياء بني إسرائيل خاصة، على اعتبار أن تاريخ الأنبياء جميعًا يشكّل تراثًا دينيًا متصلًا ببعضه البعض. سنعمد في هده المساحة، على التّجاسر على فتح السؤال نفسه على التّجربة المحمّدية والدين الإسلامي، عبر قراءة لحظة تلقّي النّبي محمد على النّص المعُجر، القرآن، ونحاول من خلال هذا الطرح، تقديم قراءة منفتحة ليس على تاريخ الأديان التوحيدية فقط كما سلك فرويد مع موسى والتوحيد، وإنما بتقديم قراءة منفتحة كذلك على أدوات التحليل النفسي لتفسير بداية النّبع القرآني الأول، وذلك من خلال توظيف مفهوم الذهان الفريدوي في البنية العميقة للنّص القرآني. وسنمهّد لهذا التّجاسر -الذي قد لا يُحمد عقباه، بعتبتين أساسيتين ستشكّل لنا بمثابة مداخل لولوج موضوع البحث.